"عن شيوخ الإخوان في الخرمة, وخالد بن لؤي")2-2)

582 views
Skip to first unread message

عبدالعزيز قاسم

unread,
Feb 17, 2012, 2:19:51 AM2/17/12
to

1


"عن شيوخ الإخوان في الخرمة, وخالد بن لؤي"

(2-2)

ابراهيم بن محمد الدميجي


"مشايخ الإخوان في الخرمة"
      منهم الشيخ إبراهيم الحجّي الهذلي (بن حجي) الّذي كان يعلّمهم القرآن الكريم, وسليمان الحجّي كذلك, ومن المشايخ راشد بن عوض, أمّا القضاة فقيل إنّ أوّل من جاء للخرمة منهم هو الشّيخ عبد الرّحمن بن عبد العزيز الرّشيد العجمي (بن رشيد). وكان صغير السّنّ حين قدم للخرمة, قيل كان قاضياً, وقيل بل واعظاً مرشداً والثاني أقرب . وقد قدم معه أخوه الأكبر العلّامة محمد الرشيد فقد أتى معه في بدء أمره للاطمئنان عليه, وكان أبوهما عبدالعزيز الرشيد قد قتل في وادي الرّمة في طراد الخيل بعد معركتي البكيريّة والشّنانة وكان من الفرسان البواسل, ويقال إنّه كان أوّل قتيل من جيش الملك عبد العزيز في الرّمة لمّا كانوا يطاردون خيل ابن رشيد والأتراك الذين معه (17) ومات وترك هذين الابنين الّذين سافرا من الرّس إلى الرياض مشياً على أقدامهما لطلب العلم! فكانا يقرءان مع جملة من الطلبة على عدد من المشايخ لكل فنّ شيخ, الأصل على عبد الله بن عبد اللطيف, والفقه والنحو على حمد بن فارس, والفرائض على ابن راشد, وحصّلا علماً غزيراً, حتّى قدم إلى الملك عبد العزيز وفد من الخرمة, فيهم عبد المحسن بن شاهين الشريف, واتّفق بهما أعني الشّيخ محمداً وأخاه عبد الرحمن, عبد المحسن بن شاهين عند أحد الأصحاب, رحم الله الجميع, وهو لا يعرفهما, فختم المجلس عبدالرحمن بقراءة شجيّة, فسمع قراءته عبد المحسن بن شاهين, فأتاهما وطلب من عبدالرحمن أن يأتي معه إلى الخرمة داعياً إلى التّوحيد, ومعرّفاً معلّماً له, وطلب من الملك أن يطلب منه ذلك, فكأن الملك عبد العزيز تصاغر سنّه, فقال عبد المحسن: نحن البادية كإبلنا تَحُنُّ إلى الصوت الجميل وتتبعه! وطلب من عبد الرحمن الذّهاب والنّقلة والسّكن معهم, فمال عبد الرحمن إلى ذلك, فسمح له أخوه الأكبر محمد, فأتى معه في البداية حتّى يطمئن على بقيّةِ والده وهو أخيه الأصغر عبد الرحمن, وأقبلت عليه قلوب الراغبين إلى ما دعا إليه من التّوحيد والرّقائق والزّهد في الدّنيا, والتّفقّه في الدّين, وحسن الخلق, والرّحمة بالخلق, وغير ذلك وتأثر به الأشراف والسّبعان من أهالي الخرمة, ومن جاورهم, وتزوّج أمّ أولاده من القريشات من سبيع, فلمّا أقبلت ثورة الرِّمَايةِ للحرب والفُرقان بين أهل الحقّ والباطل, وسمع بها أخوه محمد جاء إليه ليأخذه ويرجع به خشيةً عليه, فلمّا وصلهم وهم في البرّ, وتبيّن لهم مقصوده, وذكر له أخوه محمد مراده, إذا هو راغب ومرغوب, فقال لأخيه محمد: أنا على ما ترغب إن رغبت رجوعي معك وإن رغبت بقائي ولا أخرج عن  رغبتك . وقال لهما الّذين هو معهم من الأشراف والسّبعان: والله لئن ذهبت به لا يتأخّر عنه واحد منّا! لنذهبنّ معه لأيّ جهةٍ يتوجّهُ إليها! فلمّا رأى أخوه محمد ذلك رجع, وبقي عبدالرحمن مع الأشراف والسبعان ومن جاورهم, ثمّ نزل في حوقان لأنّ حوقان هو منزل الإخوان, وسائر الخرمة ومن خالطهم إلاّ القليل مع الشريف حسين والي مكة شرّفها الله, وعبد الرحمن على ما هو  عليه من القراءة والدّعوة ومحبّة المحبين له, ولم تزل قلوب أهل البلد ومن جاورهم من سائر القبائل على تقديره ومحبته وعدم مخالفته فيما يأمرهم به وينهاهم عنه, فمن ذلك أنّه إذا سمع أنّ أحداً منهم جرى بينه وبين أحدٍ اختلافٌ وشقاقٌ وتنافسٌ في أيّ شيءٍ, فإن كان قريباً منهم مشى إليهم, وإن كان بعيداً ركب حماراً وجاءهم, فإذا وصل إلى القريب أو البعيد اسبشروا به وفرحوا, فإذا تكلّم معهم امتثلوا ما أمرهم به, واجتنبوا مانهاهم عنه, بدون مراجعة لقوله, وزال ما في نفوس بعضهم لبعض وكانوا كأن لم يكن بينهم شيء .
       وكان هو كما ذُكر بعاليه رحمه الله حتّى توفّي راجعاً من الحج, أصابه مرضُ وفاتِهِ نهار خروجه من مكة واشتدّ عليه مدّة سفره للرجوع, ووصل إلى أهله, وهي زوجة ثانية أيضاً من القريشات, تزوّجها رحمه الله بعد وفاة زوجته الأولى أم أولاده, وتزايد عليه المرض, وكان أهله في شعبٍ من ضواحي البلد حتّى توفّي فيه, ودفن فيه وسُمي الشِّعب باسمه "شعب ابن رشيد" وكانت وفاته رحمه الله آخر شهر الحجّ عام (1354 ) (18) وتوفّي وهو شاب في الخامسة والثلاثين من عمره القصير المبارك, فلمّا توفي قدم أخوه محمد وباع النّخل, وأخذ ابنه عبد الله ورجع الى بلده "الرّس"  .
    ومن سيرة عبد الرّحمن في مدّة حياته أنّه كان يصلّي كلّ جمعة إذا كان في البرّ في جامع البلد صلاة الجمعة, وكان يعتكف في كل عام في رمضان, وكان ذا خلق جميل, يأسر الناس بحسنه ودماثته وسعة صدره وجميل أسلوبه وحلاوة منطقه رحمه الله تعالى . انتهى بتصرف بسيط من خط صهره الشيخ محمد بن سليمان الدميجي ( 1331_ 1415) رحمه الله تعالى .
ذمّ المنازل بعد منزلة اللوى     والعيش بعد أولئك الأقوام
    ولمّا علم الشريف بوصول عالم من علماء نجد إلى الخرمة وهو عبدالرحمن بن رشيد, رحمه الله, غضب وقال لشرطته: من رأيتموه في مكّه من أهل الخرمة فأتوني به . وكان محمد الطويل العبيسي قد قدم مكة لشراء بعض الطعام ومعه خويّ له من بني ثور من آل مرقب . قال محمد فيما يرويه عنه أخوه سيف رحمهما الله: فلمّا تجهّزنا للخروج إذ برجال الشريف معنا, فأخذونا إليه . فقال محمد: يا أبا علي نحن عيالك من أهل الخرمة, قد اشترينا بضاعة ونريد السفر إلى أهلنا, ورجالك قد منعونا من ذلك . فقال: نعم يا عيالي؛ أنتم جاكم نجس! أرأيتك إذا كان عندك ماء طاهر ثم سقطت فيه نجاسة, هل تشرب أو تتوضأ منه؟ والله لولا قبر عمي ماضي عندكم في حوقان لأفعلنّ ولأفعلنّ! فأخذ يزبد ويرعد ويتوعد ونحن نهدئه ونقول: لا علم لنا بما ذكرت, ونحن في السوق, ولا علاقة لنا بأهل حوقان, فأذن لنا بالخروج بعد ذلك .
     ومن مشائخ الإخوان القدامى القاضي دحيّم بن ناصر آل حسين, من وادي الدواسر كان في رنية, وكان يأتي للخرمة للإخوان .
     وكذلك أخوه إبراهيم بن ناصر آل حسين, الذي كان مقيماً في الخرمة وكان له مواقف عظيمة مع الإخوان, بل ربّما هو الأبرز على الإطلاق من مشائخ الإخوان كافّة الّذين كانوا في الخرمة, وهو كما يقال: الشّيخ الفارس(19) وقد عُيّن قاضياً من قبل الشريف الذي عزله فيما بعد, وقد غضب الشريف على الشيخ إبراهيم بن حسين لأنّه كان يدعوا للعقيدة السّلفيّة, وسجنه سنوات حتّى توسّط له خالد بن لؤي, والشّيخان إبراهيم وأخوه دحيّم من وادي الدّواسر, وطلبا العلم في نجد على يد علاّمة ذلك الزمان خالهما سعد بن حمد بن عتيق, وكان أهل الخرمة يدينون في العِلْمِيّات والمعتقد بالدّعوة السّلفيّة, وفي العمليّات بالمذهب الحنبلي, على طريقة أهل العارض, ولما عزل الشريف الشيخ إبراهيم طلب منه خالد إرسال قاض بديل فرفض, ووجهه لسلوم الآباء والأجداد الطّاغوتية! وقال: احكموا بسلوم آبائكم وأجدادكم, وبعد تمكّنِ الإخوان أرسل الشريف من قِبَلِهِ قاضي الضِّرار بعد قوّة شوكة الإخوان حتّى يأخذ له البيعة, ويكون قاضياً للإخوان لكنّهم طردوه  .
     ومن أخبار الشّيخ ابراهيم بن ناصر بن حسين؛ أنّ أحد أعيان الخرمة وهو نائف بن منصور وهو أخٌ للأمير خالد طلّق زوجته ثلاثاً على غضب, فاستفتى الشيخ إبراهيم فأفتاه أنّها قد بانت ولا تحلّ له حتّى تنكح زوجاً غيره, فراجعه أنّه طلّقها على غضب, فأبى الشّيخ تحليلها له, فطلب منه أن يكتب لخاله الشّيخ سعد بن عتيق في الرّياض بالمسألة كتاباً, فأجابه وكتب له, وكانت هذه القصّة في الشّهور الأُوَلِ لتديّن الإخوان, وقد افترق الناس ولم يفصل بعضهم من بعض إنّما هو توجّس وحذر, فلمّا أصبح نائف سافر للرّياض, ومضى للشّيخ سعد بالكتاب, فلما فضّه غضب وطرده من المجلس, وقال: الشيخ إبراهيم حرّمها عليك, وجئتني من أجل أن أحللها لك! . فقام من عنده, فلمّا أصبح دخل على الإمام عبد العزيز وقال: إنّ لي عندك حاجة . قال: أبشر إن كنت أقدر عليها . قال: تستطيع ذلك, أريدك أن تلزم الشّيخ سعد بالفتيا في مسألتي . فأرسل الملك للشيخ أحد رجاله وقال: قل له: يسلّم عليك الإمام ويقول: من حقّي عليك أن تفتي نايف في معزّبته, أي زوجته, أهي حلال أم حرام؟ . فلمّا دخل الرّجل وسلّم وبلّغ سلام الإمام, قال مرحباً وسمعاً وطاعة ماذا يريد الإمام؟ قال: يريدك أن تفتي منصور في معزّبته أهي حلال أم حرام؟ . فتغيّر وجه الشّيخ وحوقل وحسبل, ثمّ اتّكأ على الجدار وقال: أُدخل يا نايف فدخل . وقال: أخبرني بطلاقك . فلمّا أخبره واستظهر نطقه للطّلاق وحاله ووقته . قال: يا معشوق _ خادم عبدالعزيز _ هذا الرّجل لا أريد أن أراه مرّة أخرى, وتجد الجواب صباحاً عند الإمام . ولمّا فتح كتاب الشّيخ وإذ فيه: إلى المكرّم ابن أخي إبراهيم بن الحسين .....بعد السّلام, أمّا بعد: رُدَّ عليه زوجته إذا رضيت بعقد جديد, واحتسب ما مضى طلقة واحدة .
     ومن أخبار الشيخ إبراهيم كذلك, أنّه لمّا مَرَّ ركب عقيل من جهة الشّريف, دخلوا المسجد الجامع يوم الجمعة, وبعد الصّلاة صعد المنبر أحدهم وهو العسّاف, وقرأ ورقةً من قبل الشريف, وفيها: أنّ سوق الخرمة كأسواق مكّة وجدّة والطّائف لا يُستنكر فيه الدّخان ولا غيره! . فلمّا نزل صعد الشيخ إبراهيم بن حسين, وكان عالماً فارساً يقود حُمْرَ السرايا, فلمّا استوى على المنبر نَقَضَ كلّ ما أتى به مرسول الشريف بالأدلة, ثمّ نزل . وبعد زمنٍ أرسل الشريف من يأخذ له البيعة من أهل الخرمة وألزمهم بذلك _ أو أنّها في نفس المرّة _  وكان ذلك في بدايات التديّن وشوكة الإخوان لمّا تشتدّ, فأخذ زمام المبادرة الشيخ إبراهيم وقال للإخوان: كونوا معي وسيفرجها الله . ثمّ قال لمندوب الشريف: نبايعه على الكتاب والسنة . فقال المندوب: إنّ الشريف على الكتاب والسنة. فقال الشيخ: إن كان عليها فالله ربّنا وهو إمامنا . ثمّ التفت للإخوان وقال: ألا ترون أنّ الله فرّجها, فما دام على الكتاب والسّنة, فلا يجوز الخروج عليه, ولكن أفعاله ليست عليهما.
     ومن أخباره كذلك: أنّه لمّا اشتد عُودُ التدّين في الخرمة, وانتشر في النّاس, طلب منه الإخوان أن يساعدهم في بناء مِسْهَرٍ لهم (20) وكان قد كَبُرَ وضَعُفَ فحمل الطين على رأسه , ولمّا تعب استأجر بديلاً عنه عاملاً يكفيه يقال له ابن مونس , ثمّ قالوا : أنشد ياشيخنا. فقال :
ما ذكر في الكتاب والسـنة         كود تســبـيلة قدام
وينك ياللي تريد الجـــنّة         التزم ذروة الســـنام 
     ومن مشايخ الإخوان الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن داود, شيخ الإخوان حين دخلوا مكّة شرّفها الله, جاء للخرمة من الرّياض في بداية الجهاد, وقيل بل بعد تربة, وكان شيخاً جليلاً مُهَابَاً حكيماً مربّياً عابداً, وتوفّي سنّة الحمّى فأصابته الحمّى الوبائية في تلك السّنة: (1356) فتوفّي, وكان ابنه محمد مريضاً بنفس المرض فأتاه من أخبره بوفاة أبيه ففاضت روحه فَدُفِنَا في وقت واحدٍ, رحمهما الله تعالى .
نزف البكاء دموع عينك فاستعر      عيناً لغـــيرك دمعها مدرار
من ذا يعــيرك عينه تبكي بها       أرأيت عـــيناً للبكاء تعار
وكان برنامج الشيخ عبد الرحمن بن داود اليومي, وتأمّل مَصْنَعَ الرجال والقادة:
      أنّه كان يقوم إذا انتصف الليل أو قبله بقليل, فيتوضّأ ويطيل الوضوء لأنّه كان مصاباً بمرض الصّدر, فيكثر السعال ويظلّ قرابة نصف ساعة على وضوئه من شدّة السّعال, ثمّ يَصُفّ قدميه لصلاة الّليل, وفي هذه الأثناء تكون زوجته حسناء العايد, قد أيقضت الطّلاب الّذين كانوا يسكنون مع الشّيخ في بيته مُلازَمةً لشيخِهِم, ومنهم محمد الدميجي, وصالح الفريج (21) في ثلّة من طلبة العلم, ثم يُخرج لهم القهوة والهيل من جيبة, ويتابع صلاته, والتّلاميذ بين قراءة وصلاة, وشيخهم قد نصب قدميه كالخشبة في ربعته يصلي صلاة طويلة, ثمّ يقبل عليهم عند المقهاة فيصبّون قهوته وهم معه, ثمّ يأمر ابنه محمداً فيقرأ عليه من حفظه غيباً قرابة ثلاثة أجزاء, حتّى أنّ الصّبيّ ربّما قرأ الجزء التّام وهو نائم من طول قراءته ودقّة حفظه, ثمّ يقومون إلى صلاة الفجر, وبعد الصّلاة يقعد في مصلّاهُ بين ذكر وقرآن حتّى ارتفاع الشمس, ثمّ يدخل بيته قرابة نصف السّاعة, ثمّ يجلس في بيته وقد اجتمع الناس, ويقرأ عليه الطّلاب متون العلم, ويبدأ درسه بشرح الزّاد ومعه نسخة مخطوطة لها أكثر من مئة سنة نُسخت بخطّ جميل وعليها حواش كثيرة, وأحياناً يقرؤون في المطوّلات, ويحضر الأمير مجلسه في الرّبعة ويستمع مع النّاس, وعند السّاعة الرّابعة ضُحىً (22)  يستأذنه الأمير للقهوة, فيذهبان لقصر الحكم فيقضي بين الخصوم إلى قبيل الظّهر بنصف ساعة, فيدخل بيته إلى الأذان فيخرج للصّلاة, ثمّ يجلس في المسجد لجرد المطوّلات عليه من قبل تلاميذه, بعدها يدخل بيته ويُلقي دروساً خاصّةً على كبار المجاهدين؛ أمثال صايل بن عيد, وعبد المحسن بن شاهين, في آخرين من مبرّزي الإخوان وقيادييهم, ويظلّ معهم إلى العصر, وبعد العصر يكون موعد العشاء, لا سيما إن كانوا مدعويّين لمناسبة فيذهب بمعيّةِ الأمير إليها, حتّى المغرب . وبعد المغرب تكون في بيته دروس في المطوّلات إلى صلاة العشاء, ثمّ يعود إلى بيته بصحبته تلاميذه, فيقرؤون عليه الفرائض والنّحو إلى قرابة السّاعة الرّابعة مساءً (23) ثمّ ينصرف لأهله ومبيته إلى منتصف الليل , رحمه الله تعالى .
   وكان الشيخ ابن داود وأربعة من المشايخ من بعده وهم الشيخ إبراهيم بن سليمان الراشد (ت: 1371) والعلّامة فيصل بن عبدالعزيز بن مبارك,صاحب المختصرات المشهورة (ت:1376) والشيخ محمد بن عبدالعزيز الرشيد ( محمد بن رشيد) (ت:1395) والشيخ عبداللطيف بن إبراهيم, هؤلاء المشائخ الخمسة كان لهم إسهام قوي ودور مهم في نشر العلم في الخرمة . (24) وقد تخرّج من هذه المدرسة المباركة, أو بالأحرى الجامعة؛ ثلّة من طلبة العلم, وإن لم يكونوا معدودين من الإخوان لكنهم تربوا على أيدي مشايخهم, وانتهجوا نهجهم, وقد نفع الله بهم, ومنهم:
    الشيخ سعد بن عبدالعزيز الحلّاف (مطوّع السوق) الذي كان مفتي الخرمة في زمانه, وإمامها وخطيبها في الجمع والأعياد والاستسقاء, وعاقد الأنكحة, وعضواً من أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, رحمه الله تعالى (25).
   ومنهم: الشيخ سعد بن علي التويم, الذي شغل منصب القضاء في تثليث, ثم في الخرمة, ثم في رنية حتى توفي بها رحمه الله تعالى, وقد كان بالإضافة إلى القضاء؛ مفتياً وواعظاً ومرشداً في البلدان التي تعيّن فيها, وكان للخرمة أوفر الحظ من ذلك عندما يأتي إليها في صيف كلّ عام . وكان من الذين يقرؤون عليه؛ الشيخ يوسف بن صالح العبيسي رحمه الله تعالى .
     ومنهم: الشيخ محمد بن سليمان الدميجي المشرّفي التميمي (مطوّع الهجرة) الذي كان له دور كبير ونافع في الهجرة وحوقان وما حولهما, وكان إماماً وخطيباً لجامع الهجرة وله دروس ومواعظ في هذا الجامع ما بين أذان العشاء إلى الإقامة كلّ ليلة, وقد عيّن عضواً في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بداية تأسيسها, ثم استقال منها خشية المسؤولية (26).
ومنهم: الشيخ صالح بن عبدالله بن فريج الناصري التميمي, الذي كان قاضياً في ظلم والدفينة ونِفِي والحنابج, وكان مجلسه عامراً بالعلم, ومعطراً بالسيرة النبوية, وقد نفع الله به في إزالة كثير من المنكرات في ظلم والدفينة إبّان وجوده فيهما, كما توسط عند الحكومة وبعض الأمراء لبناء مساجد كبيرة؛ كجامع الأمير سلطان في عفيف, ومسجد الدفينة القديم, وحفر بئر حكومية للشرب على نفقة الملك سعود رحمه الله . وكان للشيخ صالح دروس يومية في جامع الأمير سلطان بعد الفجر والعصر, وبين أذان وإقامة العشاء, إضافة لإمامته وخطابته له, ولمصلى العيد والاستسقاء في عفيف .
    ولا يزال الشيخ صالح وحتّى كتابة هذه الأحرف مستفاداً منه في الفتاوى عبر الهاتف, وفي دروس مسجد الحي الذي يسكنه في الرياض حاليّاً, أطال الله في عمره على طاعته, وأحسن له وللقارئ وللكاتب الختام (27).
    وممن أفادوا البلد في التعليم الشيخ ناصر بن حمد الراشد, وسعد بن رشيد, وسعد بن عبدالله الحجي, وعلي العدواني, ومحمد الحميدي, كلّ هؤلاء في مرحلة الكتاتيب, قبل إنشاء المدارس النظامية عام: (1370) رحمهم الله جميعاً .
     ومن مشائخ الإخوان في غير الخرمة, الشّيخ ابن بليهد شيخ إخوان حرب في القصيم, ومحمد بن عثمان الشّاوي الدّهيمي البقمي صاحب كتاب "القول الأسدّ" وصاحب القصيدة المشهورة في فتح الإخوان لمكّة وقد كان معهم حينها, وغيرهم مشايخ كثر رحمهم الله تعالى ورفع منازلهم في عليين.
      كذلك فقد ذكر علي الناقول وذعار بن مناحي أنّ العلاّمة الشّيخ سعد بن حمد بن عتيق (28) كان مع الإخوان في معركة تربة, والله أعلم.
متى رُفِعتْ لها بالغور نار    وقرّ بذي الأراك لها قرارُ
فكلّ دمٍ أراق السيرُ منها    بحكم الشوقِ مطلولٌ جُبارٍ
والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه.
إبراهيم الدميجي
21/ 3/ 1433
.............................................................

مجموعة عبد العزيز قاسم البريدية. للاشتراك أرسل رسالة فارغة إلى: azizkasem2...@googlegroups.com - أرشيف الرسائل



Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages