مناقشة رسالة (ولا تنازعوا فتفشلوا) للشيخ إبراهيم الدميجي
فؤاد أبو الغيث
الحمد لله الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا، وسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد.
فقد قرأت الرسالة التي كتبها أخونا الفاضل الشيخ إبراهيم الدميجي -وفقه الله- وعنونها بقول الله تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا) ووصفها بمحدّدات تأصيليّة شرعيّة لنبذِ أسبابِ التفرّقِ السّلفي؛ فوجدتها رسالة حسنة المقصد تدعو إلى الاعتصام بالكتاب والسنة، ونبذ أسباب التفرق والاختلاف في الدين؛ كالأخذ ببعض الكتاب دون بعض، والموالاة والمعاداة فيما يسوغ فيه الخلاف، وتدعو إلى التعاون على البر والتقوى، وحسن الظن والتماس العذر، ونحو ذلك من المقالات العامة التي لا خلاف فيها ولا إشكال... ولكن تمثيل الرسالة لما يخالف هذه المقالات أو وصفها للواقع؛ فيه نظر، ومن ذلك (تصنيف) (بعض) أهل السنة المعاصرين ثلاث فئات، ووصفها بما يلي: "إن هذه الفئات الثلاث المنسوبة إجمالاً لأهل السنة والجماعة:
- من اتّهموا بالغلوّ في الطاعة=
- ومن اتّهموا بالتحزّب البدعي والتساهل في الطاعة=
- ومن اتّهموا بالغلوّ في مفهوم وتطبيق الجهاد والقتال=
هي داخلة من حيث الأصول الكليّة في مذهب السلف، والمشتركات بينهم أكثر وأكبر بكثير مما اختلفوا فيه، وكثير من مسائل الخلاف بينهم هي من ضروب الخلاف السائغ".
ومفهوم آخر هذا النص: أن بعض مسائل الخلاف بينهم -على الأقل- ليست من ضروب الخلاف السائغ، وقد يفهم من التعبير بـ"اتهموا" أن الرسالة تصف الواقع، ولا تقرر هذه الصفات أو تثبت هذه الاتهامات، ولكن الرسالة تقرر هذه الصفات وتثبت هذه الاتهامات، في مواضع؛ من أجمعها قولها:
- "فتجد مثلاً: من يحصر الدين ومسائل العلم النازلة في طاعة ولي الأمر وتحريم الخروج عليه، والزيادة على ذلك بتسويغ منكراته واعتبار شهواته هِدايات! ويشدّ كتائب حملاته المصميّة على إخوته الدعاة وهدم صروح الدعوة إلى الله وإجهاضها.
- وفي المقابل من قبع متتبعًا عثرات ولاته وزلات أُمرائه والاشتغال بنشرِها والتشغيبِ عليهم بها عند العامة والخاصة، مع الإغضاء عن حسناته واستصغارها، والطعن في نيّته بها، واتّهامه بولاء غير أهل الإسلام ونحو ذلك.
- ومن حصر فتاوى الجهاد ونوازله على من كان في جبهات القتال، قد غضّ طرْفه عن تمكّنهم العلمي وتأصيلهم الشرعي وسِنّهم المعتبر بالتجارب والنضج وزكاتهم وورعهم، بل حتى عن معرفة أشخاصهم! وبإزاء هذا النفخ الباطل نراه يُزري بلا مبالاة بمن شابت لحاهم في رياض العلم والتعليم، ورميِ كلّ من لم ينفر أو تكلم في ضوابط الجهاد وتحرَّز في مسالك التكفير والحكم بالارتداد: بالقعود والركون إلى الظالمين والطواغيت، هذا إن سلم من وصمهم بالارتداد عن الملة!".
ومن ذلك قول صاحب الرسالة:
- "لقد ناقشت بعض من يُنبز بانتمائه لفئة معيّنة فرموني مباشرة وبلا تردد بلقب الفئة الأخرى=
- وكذلك الحال لما ناقشت من يُلمز بلقب الطائفة الأخرى فرماني بلقب الأولى=
- ثم ناقشت من كان منتميًا لتيّار ثالث فرمني بلقبي الطائفة الأولى والثانية معًا!".
والرسالة وإن كانت تصف تلك الفئات بالغلو؛ لكنها تنهى عن التنابز بالألقاب ولا تقره كما في قولها: "بعضهم يحتدّ وتثور حفيظته إن وصفه الناس ونسبوه لفئة ما مع تشرّبه لحتوف الغلوّ في منهجهم، ولكن هو الملوم قبلهم، فنفسَك لُم ولا تلم المطايا.. -وإن كانوا لم يُوفّقوا؛ لأنهم تنابزوا بالألقاب- لأنه قد اتخذ طريقًا محدثًا زعم أنه طريق السلف، وطرد غيره منه إلا من كان على مثل ما هو عليه، أما غيره فهو - بنظره - حزبي مبتدع ضائع محترق".
ولكني رأيت صاحب الرسالة في حسابه في تويتر نبز الفئة التي يذكرها في الأول كلَّما عدَّ تلك الفئات بلقب "غلاة الطاعة".
كما يلاحظ أن أكثر أمثلة الرسالة -إن لم تكن كلها- تتعلق بهذه الفئة؛ إما لأنها -قد تكون في رأي صاحب الرسالة- الأكثر غلوًا وانحرافًا وتلبيسًا للحق بالباطل أو لأن "وجود أتْبَاعٍ رعاعٍ يصعب أو يستحيل تهذيبهم، يطيرون مع كل مطيّر سُوءٍ، ومُوقِدِ فتنة؛ يُؤتى بعضهم من جهله، وبعضهم من سوء طويّته" لهذه الفئة أكثر، وما اكتنفه "من هجوم سفهاء [هذه الطائفة] عليه واتهامه بأقذع مقذوفات الكَلِمِ ورميه بسهام البهتان المصميّة" بسبب مجاهرته بخلافها؛ أشد...
وأمثلة الرسالة هي:
- قولها: "يأخذك العَجَب والإنكار حين يأتي أحدهم فيشقّق الحديث عن خطر البدعة ويسربل كلامه بوجوب حربها ومنابذة أهلها، ويستشهد بالأدلة من الكتاب والسنة والشواهد السلفيّة، وبعد حديثه الطويل النافع نراه يختم بخاتمة اختزالية مُقتصَرة، فيطلق وصف الابتداع على غير المبتدعة، ويسمّي شخصًا سُنِّيًا أو أشخاصًا، ثم يثنّي بالمطالبة بتطبيق مواقف السلف مع مبتدعة زمانهم على ذلك الشخص المعيّن. فيخرج المستمع بحصيلة نفسيّة قويّة مفعمة بالبراءة من المُحدَثات وأهلها ومنهم ذلك المذبوح على نطع البهتان والزور!".
وهذا من جنس ما انتقد على الرسالة هنا!
- وقولها: "إن من كبار المنتسبة لهذا المنهج -منهج الجرح والطعن والتساهل في التبديع- بل وحتى من نُسب لهم ذلك المنهج قد وُجدت منهم هفوات علميّة حتى في تقرير المعتقد والعلميّات".
ولم تبيَّن هذه الهفوات، ولا أحيل على ما يبينها، ويفهم من هذا القول الفرق بين "المنتسبة لهذا المنهج" و"من نُسب لهم ذلك المنهج"! ولم تشر الرسالة إلى حال بقية الفئات في تقرير المعتقد والعلميّات!!
- وقولها: "ثمّ منعطف فكري خطير في هذا الباب جدير بالوقوف عليه، فحينما ننشغل بالهامش عن الأصل وبالرغو عن الصريح، ونضيع قضيّتنا المتّفق عليها بصراعٍ ضررُهُ أكثر من نفعه، والأدهى أن نردّ حقًّا شابهُ باطل مع قدرتنا على الفصل بينهما، فهي علامةُ خذلان. وبالمثال يتّضح المقال:
فقبل نحو خمسة عقود نادى أحد الدعاة بشدّة وحماسة وثورة مستمرة، وقاد بقلمه حملاتٍ شديدة الوقع ضد مظاهر جاهليّة الحاكميّة التي ظهرت على الساحة العامة بقوةِ بعضِ الطواغيت السياسية وحديدهم ونارهم..
وقد أحدثت كتاباته إذ ذاك الثورة المتوقعة لدى جمهرة من طلبة العلم والدعاة والمثقفين والمتدينين بدرجة كبيرة.. إلى هنا والأمر طبيعي مع سقوطه في مخالفات بل عظائم تراجع عن كثيرها في مدوناته المتأخرة.
أقول: إلى هنا والأمر محتمل لدى الساسة ومن آوى إلى كِيسهم وجاههم وسلطانهم.
ثم تطوّر الأمر بعد رحيل ذلك الرجل لربّه لدى بعض من تأثر بنداءاته فحاولوا توجيه زوابعه الشديدة ضد أنظمة بعينها مع تحجير الواسع وتضييق الممكن، فصالوا في ميدان العمل الفكري والميداني زمنًا، حتى خرجت فئةٌ نَحَتْ منحىً غاليًا جدًّا، فانبرى بعض الغيورين (والمغيرين) لنقدٍ هادمٍ لمنهج ذلك الرجل بكلّ ما فيه من خطأ وصواب جملةً واحدة بدون تهذيب أو تقويم!
ويا لَلأسف، فقد غفلوا عن أمر في غاية الخطورة، وهو أنهم بذلك أسسوا لباطلٍ مكان ما هدموه من حقّ، لأن المبنى كلّه صار مشبوهًا، فصار كلّ ما تعلّق به له حكمه.
توضيح ذلك: أنّ هؤلاء حاولوا هدم تراث ذلك الرجل بكلّ ما فيه من صواب وخطأ، بل قد لقّبوا تيّارًا عريضًا بلقب ذلك الإنسان، وقد أحسنوا في هدم الخطأ لكنهم أساءوا جدًّا حينما أماتوا صوابه.
فأصبح من ينادي بما كان عند الرجل من صواب -ولو مع تحفّظه على خطئه- موصوم [كذا، والصواب: موصومًا] بالابتداع، موسوم [كذا، والصواب: موسومًا] بالانحراف والغلوّ، فتأطّرت حينئذ في أذهان بعض الناس أن تلك المسألة الشريفة - وهي المناداة بحاكميّة الشريعة بإطلاق - لا يجوز الإلحاحُ عليها، ومن فعل فهو مبطل مبتدع خارجي!".
الرجل هو سيد قطب -رحمه الله-، ويفهم من هذا الكلام: أن كتابات سيد قطب "ضد مظاهر جاهليّة الحاكميّة التي ظهرت على الساحة العامة بقوةِ بعضِ الطواغيت السياسية وحديدهم ونارهم" كانت عامة!! ولم تكن موجهة ضد أنظمة بعينها!! و"تطور الأمر بعد" رحيله "لدى بعض من تأثر بنداءاته فحاولوا توجيه زوابعه الشديدة ضد أنظمة بعينها"!! لكن يظهر أن المقصود: أن بعض من تأثر بنداءات سيد قطب وجهوا زوابعه الشديدة ضد الأنظمة التي تحكمهم...
وقد مثَّلت الرسالة للأمور التي لا تطيقها فهوم الشباب، ولا تحتملها علومهم، والتي يجرفهم لها الانشغال الزائد بالسياسة بـ"تكفير الحكومات، ووصف الولاة بالطواغيت، وجندهم بجند الكفرة، وشعوبهم بالمرتدّين، ونحو تلك المهالك والبواقع" حيث ورد في توصيات الرسالة: "ومن الفروع الخطرة للانشغال الزائد بالسياسة: جرفُ الشباب لأمور لا تطيقها فهومهم، ولا تحتملها علومهم، كتكفير الحكومات، ووصف الولاة بالطواغيت، وجندهم بجند الكفرة، وشعوبهم بالمرتدّين، ونحو تلك المهالك والبواقع" وجرْفُ كتابات سيد قطب ونحوها الشباب لهذه الأمور أولى وأحرى!! بل الانشغال الزائد بالسياسة لا يجرف لهذه الأمور إلا من كانت زوابع سيد قطب الشديدة قد جرفته من قبل، وأسست فيه أسس هذه الأمور وعللها!!
وتكرر في الرسالة أن تراث سيد قطب فيه صواب وخطأ، ولكنها لم تبين المراد بذلك! والظاهر أن مرادها بما كان عنده من صواب: المناداة بحاكمية الشريعة بإطلاق، ولا نعلم أن أحدًا قصد تخطئة الرجل في هذا، وإنما انتُقد عليه تكفير من حكم بالقوانين الوضعية بإطلاق! كما لا نعلم من وصم أو وسم من ينادي بحاكمية الشريعة بالابتداع أو بالانحراف والغلو والخارجية؛ فلا يرتسم في ذهن أحد أن المناداة بحاكميّة الشريعة بإطلاق؛ لا يجوز الإلحاحُ عليها!!
وصفُ الواقع بهذا الوصف من الغلو الذي جاءت الرسالة لعلاجه ومداواته!!
ومنه قولها فيما سيأتي في آخر الأمثلة: "كأن ولي الأمر [عند فئة ما!!] لا يسئل [كذا كتبت في الرسالة كرسم المصحف، وهي حسب قواعد الإملاء الحديثة: لا يُسْأل] عما يفعل"!!
كما سبق في أوائل هذه المناقشة نقل قول الرسالة: "والزيادة على ذلك بتسويغ منكراته واعتبار شهواته هِدايات"!!
- وآخر الأمثلة قول الرسالة: "لا بد من التوازن حيال النظر للأمور، وإعطاء كل أمر حقّه من العناية، ومن ذلك: التوازن في حقوق الأمة وحقوق ولي أمرها.
إن لولي الأمر على الأمة حقوقًا عظيمة لحَمْلِهِ أمانةً ثقيلة، وحقوقُه فرعٌ عن حقوق الأمة وضرورة اجتماعها وحفظ بيضتها.
ولكن حقوقه ليست بهذا الشكل الذي أصبح – ظاهرة! – لدى فئةٍ ما، فكأنه لا يُسئل عما يفعل. مع أن من السلف الأكابر من كان يُنكر علانية أمام العامّة، كفعل عمارة بن رؤيبة حينما رأى بشر بن مروان وهو يدعو في يوم جمعة، فقال عمارة: قبّح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه. يعنى السبابة التي تلي الإبهام. لقد قال هذا الكلام الجارح الشديد بمشهد من العامّة لما رأى رفع بشر يديه بالدعاء حال الخطبة فقط، فما بالك بمن بدّل الدين جملة؟!
إني لستُ مع من ينادون بالإنكار العلنيّ على الولاة، ويهيّجون العامّة للخروج والفتنة، ولكني أقول: إن بعض المنكرات من وليّ الأمر لا يحلّ السكوت عليها من لدن من يحسن الإنكار ويفقه ضوابط الاحتساب، فليس كل منكر يكتفى فيه بالإنكار السّري، فلكل حال لبوسه الشرعي وحكمه المصلحي الذي قعّدته أصول الشريعة من لدن أهله الذين يحسنون الإنكار وليس الأمر حمىً مباحًا. كأن يبلغ المنكَر – مثلًا – تبديل الشريعة وإلباس الدين ما ليس منه وغشّ الأمة بذلك.. ولئن سكت أهل العلم حينها فبطن الأرض خير من ظهرها!".
قد يفهم من هذا أن الإنكار العلني حين تتوفر شروطه يكون أمام العامة وبمشهد منهم، وإن لم يكن عند ولي الأمر؛ لأن الرسالة أكدت الظرف الأول، ولم تذكر الثاني!! كما لم تذكر اشتراط القدرة...
والرسالة في قولها هذا ذهبت مذهب الفئة الأخرى، كما أنها استعملت وصف هذه الفئة للفئة الأولى، فقالت في "توصياتها": "فلا تكن مرجئًا مع السلاطين، خارجيًّا مع الدعاة، ولو بالسلوك والعمل"!!
ومن المعلوم أن الفئتين الأخريين تصفان الفئة الأولى بأنهم: "خوارج مع الدعاة، مرجئة مع الحكام، رافضة مع الجماعات، قدرية مع اليهود والنصارى والكفار"!!
وقد سئل العلامة ابن عثيمين عن هذا الوصف فكرهه، ورأى أنه من اللمز والنبز بالألقاب، واستظهر السبب في هذا الوصف، وبين أنه لا يؤدي إلى هذا الوصف، وسئل عنه العلامة الألباني فأنكره!!
ومع أن مقالات الرسالة العامة المجردة مسلمة لا شية فيها كما تقدم في أول هذه المناقشة إلا أن في توصيات الرسالة مقالة تستدعي النظر، وهي قولها: "ومنها: العنايةُ بالأعمال الصالحة والقُرب المرضيّة. فالانحراف عن السنة حتى بمعاصي الشهوات هو خروج عن السنة، إنما شدّد السلف في البدع لأنها تؤول إلى التبديل، وليس مقصودهم الاستهانة بمعاصي القلب والجوارح، فكل معصية تثلم في التوحيد ثلمة بقدرها".
فالقول بأن: "الانحراف عن السنة حتى بمعاصي الشهوات هو خروج عن السنة" ليس له ارتباط ظاهر بما قبله، وليس على إطلاقه؛ ولذلك لا نجد من أطلق أن الانحراف عن السنة بالمعاصي الشهوانية خروج عن السنة؛ فإنه يحتاج إلى تقييد السنة بالعملية... فالسنة إذا أطلقت قصد بها السنة العلمية الاعتقادية.
قال الإمام ابن القيم في مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين (2/872): "قال مالك بن مغول: الكبائر ذنوب أهل البدع، والسيئات ذنوب أهل السنة، قلت: يريد أن البدعة من الكبائر، وأنها أكبر من كبائر أهل السنة، فكبائر أهل السنة صغائر بالنسبة إلى البدع، وهذا معنى قول بعض السلف: البدعة أحب إلى إبليس من المعصية؛ لأن البدعة لا يتاب منها، والمعصية يتاب منها"!!
فقوله: "كبائر أهل السنة" يدل على أن الكبائر لا تُخْرِج من مسمى أهل السنة، وأن المراد بالسنة عند إطلاق لفظ "أهل السنة": السنة العلمية الاعتقادية لا العملية.
هذا ما أشكل عليَّ، ولم يتبين لي أنه صواب، في رسالة أخي الفاضل الشيخ إبراهيم الدميجي -وفقه الله- وما التوفيق إلا بالله، ولا حول ولا قوة إلا به.