سبق- الرياض: شن المستشار في الديوان
الملكي الشيخ سعد بن ناصر الشثري هجوماً عنيفاً على تنظيم داعش الإرهابي،
وقال: إن فكره لا يمتّ إلى دين الإسلام بصلة، وأن الناظر في مَن يقودون
"داعش" يعلم أنهم ليسوا من مناصري الإسلام.
واستنكر "الشثري" -أثناء تعليقه على تفجيرات باريس- هجوم بعض الكتّاب
الصحفيين على المناهج الدينية في المملكة العربية السعودية؛ موضحاً أن هذا
الموقف ليس هو أول موقف متخاذل لهم، وهجوم هذه الفئة دائماً على العلماء
وأفعال الخير.. مشيراً إلى أن علماء المملكة هم أكثر مَن وقف في وجه "داعش"
وأفعاله بكل قوة.
جاء ذلك في حلقة برنامج "حراك" الذي يقدّمه الإعلامي عبدالعزيز قاسم عبر
قناة "فور شباب"، واستضاف فيه كلاً من: الدكتور سامي حبيب الكاتب السياسي،
والشيخ د.سعد الشثري مستشار خادم الحرمين الشريفين، والدكتور أنور مالك
المفكر الجزائري.
وقال الشيخ سعد الشثري: إن الناظر في مواقف العلماء الذين يرجع إليهم
الناس، يعلم أنهم يستنكرون أفعال "داعش"؛ مبيناً أن الناظر أيضاً في عواقب
الأمور يعلم أن التفجيرات التي قامت في بلاد فرنسا لا يرضاها الإسلام ولا
نصوصه ولا قواعده.
وأوضح الشيخ "الشثري" أنه ينبغي التدقيق لمعرفة مَن يموّل "داعش"، وأشار
إلى النظام السوري؛ مؤكداً أن الدولة التي تقتل شعبها ووقفت فرنسا في وجه
بطشها، قد تكون هي من صنعت هذه الأحداث في فرنسا بالتمويل والتخطيط؛ لأنها
صاحبة المصلحة.
وقال الشيخ "الشثري": إن الإسلام لا يُجيز الخيانة والغدر مهما كان الدافع
لذلك، وأنه لا يُجيز التشفي والقيام بمقابلة الأفعال المحرمة.
وطالَبَ بمناصرة الجالية الإسلامية في الدول الغربية والوقوف معهم؛ موضحاً
أن أفعال "داعش" لا تُمثّلهم ولا تُمثّل الدين الإسلامي، وإن هذا التنظيم
ما دخل بلداً إلا فرّق بين ساكنيه وجعلهم شيعاً.
ودافع "الشثري" عن دعوة الإمام المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب؛ مبيناً أن
الشيخ لم يأتِ بجديد من الشرع، وأن علماء الدعوة السلفيين هم أكثر مَن تصدي
للإرهاب والتطرف، وأن الدولة السعودية أكثر دولة تَضَرّرت بهذا الفكر،
وفككت كثيراً من خلاياه بنجاح.
من جهته قال الدكتور سامي حبيب -ضيف الحلقة- إن "داعش" منظمة إرهابية ترعاها أجهزة الاستخبارات الغربية، وبالذات استخبارات بريطانيا.
وبيّن أن فرنسا ستحذو حذو أمريكا بعد أحداث 11 سبتمبر، وستأتي بجيوشها وبوارجها لمحاربة العالم الإسلامي.
وأشار سامي الحبيب إلى أن "داعش" ليس كياناً إسلامياً ولا يمثل المسلمين أصلاً.
وفي جهة أخرى قال المفكر الجزائري أنور مالك: إن هناك أناساً منهزمين من
عندنا يحاولون أن يُحَمّلوا مناهجنا الدينية المسؤولية عن الإرهاب
والتطرف.. مشيراً إلى أن هذا التيار يسعى دائماً لضرب القيم الإسلامية.
وردّ عليهم "مالك" قائلاً: إن مَن قام بالأحداث في فرنسا لم يدرس مناهجنا؛
بل درس على المنهج العلماني الفرنسي وتخرّج عليه، ولا يعرف عن الدين
الإسلامي شيئاً إلا ما يقرأه في الإنترنت من معلومات خاطئة.
مبيناً أن التيار الليبرالي يقضي السنوات في الطعن في العلماء وإسقاط هيبتهم بين الناس، ثم عندما تحدث حادثة قال: العلماء هم السبب!!
وأوضح "مالك" أن الغرب لم يُحسن محاربة الإرهاب إما بقصد وإما بغير قصد.
مبيناً أن الذين يرسمون الخطط لإدارة الأزمات في الشرق الأوسط هم طلبة جامعات أمريكية لا خبرة لديهم ولا معرفة.
وهاجم "مالك" الإرهاب الإيراني الوحشي الذي يقوم على القتل والتنكيل
والاغتصاب لأعراض أهل السنة؛ مشيراً إلى أن هذه الوحشية الشيعية ولّدت
وحشية مثلها؛ تمثلت في "داعش" وغيرها في العراق.
وأوضح "مالك" أن الغرب يكيل بمكيالين في محاربة الإرهاب؛ فهو يغض الطرف عن
وحشية الملالي والميلشيات الشيعية، ويولد بسبب هذه السياسة جماعات متطرفة
في الجهة المقابلة، ستكوّن مستقبلاً أشد من "داعش".
وأشار "مالك" إلى أن تنظيم القاعدة على تطرفه، أصبح كحمامات سلام عند "داعش" وتصرفاته!
وقال: إن المسلمين في فرنسا مهمّشمون ولا يحصلون على المناصب؛ مع أنهم مولودون في فرنسا، ويحملون الجنسية الفرنسية منذ آماد.
وأوضح "مالك" أن هناك دعوات في فرنسا تطالب بإغلاق المساجد الآن، وتطالب بإقصاء المسلمين أكثر.
وقال "مالك": إن على فرنسا أن تتحمل مسؤوليتها وتفتح قنوات التحاور مع
المسلمين، وتلغي القوانين المجحفة في حق دينهم؛ مثل قانون منع الحجاب؛ حتى
لا يتولد مزيد من التطرف.