لمواجهة الصفوية.. أطلقوا العمل الدعوي

548 views
Skip to first unread message

عبدالعزيز قاسم

unread,
May 29, 2016, 2:57:23 AM5/29/16
to

لمواجهة الصفوية.. أطلقوا العمل الدعوي

بقلم: عبدالعزيز محمد قاسم

صحيفة الشرق القطرية

16 شعبان 1437 هـ


قلت لسائق السيارة التي استأجرناها في جزيرة "لُـمبوك" بأندونيسيا، ونحن في هزيع الليل الأوسط: ما بال أصوات المساجد تهدر في هذه الساعة بالأدعية والقرآن، ونحن صلينا العشاء من زمن؟. أجابني بأنها ليلة النصف من شعبان، والقوم هنا يحيوها بالذكر والقرآن في المساجد. وبادرني بالسؤال إن كنت أريد حضور هذا الذكر الايماني، ازدردت ريقي وأجبته إجابة عامة، ولم أرد أن أفصح له؛ أن تخصيص هذه الليلة بالذكر بدعة عندنا، فمجرد مواظبة جماعته على الصلاة أفضل عندي من أن يتنصّروا أو يتصفونوا.


كانت لمقالتي "إندونيسيا.. حوثيون جدد" الأسبوع الماضي؛ تفاعلات كبيرة والحمد لله، خمنت أن السبب الرئيس فيها؛ الشعور العام بتداعي الغرب والعالم على أهل السنّة، وكفّ أيديهم في مسائل الدعوة والاغاثة والعمل الاسلامي بعمومه، ومحاسبتهم على كل ريال ينفق في مساعدة اخوانهم، وانحياز الأمريكي -والغرب معه- للعدو التأريخي الفارسي، الذي امتطى المذهب الشيعي لينفّس عن شعوبيته الحاقدة، وقد مكنه الغربي في بلاد العراق والشام، وأطلق يده بلا حسيب ولا رقيب في كل ما يريد فعله لترويج صفويته العفنة بالعالم كله.


ما زلت أؤكد بأن مواجهة هذه الصفوية التي تجتاح العالم الاسلامي، بتكتيك وخطط ممنهجة، ترعاها السفارات الايرانية، وتقدم الملايين تلو الملايين لزرع الصفوية في آسيا وأفريقيا؛ هي ضرورة سياسية، عينية الفرض وليست خيارا، وأن مواجهتها اليوم، ولمّا تتفتق تلكم الخلايا الصفوية -التي زرعت خلال العشر السنوات الماضيات- من شرنقاتها الفاسدة؛ أسهل بكثير جدا من مواجتهها وقتذاك، ومن العقل وبُعد النظر، أن نُسلكها ضمن معركة عاصفة الحزم التي فككنا ونفكّ بها اليوم الطوق الايراني عن الخليج والسعودية.


تذكرت وأنا في هذه الجزيرة التي اطمأنت نفسي فيها، وشعرت بكثير ارتياح وأنا أطالع المآذن تهتز بالأذان في أوقات خمس، وأرى الفتيات الأندونيسيات -في غالبهن- يرتدين الحجاب، وأنّى تلفت أجد الطابع الاسلامي يغشى الجزيرة؛ استراتيجة للعمل الاسلامي أمر بها مليكنا الحبيب عبدالله بن عبدالعزيز يرحمه الله، وشارك كاتب السطور في بعض جلساتها وورش عملها، حيث صدر أمر سامٍ في العام 1428هـ يتضمن تشكيل فريق عمل من المتخصصين والأكاديميين في المجالات الشرعية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والاعلامية والقانونية والادارية والمالية والأمنية لوضع استراتيجية للعمل الاسلامي للسعودية في الخارج، وتمت صياغة الخطة التنفيذية من خلال لقاءات واجتماعات عصف ذهني وورش عمل وحلقات نقاش عقدت في كل من مكة المكرمة والرياض والطائف على مدى ستة أشهر من العام 1430 هـ، وتوزعت على تسعة مسارات، هي: مسار الدعوة، ومسار التأهيل والتدريب، ومسار الاغاثة، ومسار تأهيل القيادات، ومسار التخطيط والتطوير، ومسار الأمن الفكري للشباب السعودي، ومسار الاعلام، ومسار السياسة، ومسار الشراكات.


إن لم تخني الذاكرة فإن الاستراتيجية كانت باشراف د. عبدالعزيز العمار وكيل وزيرة الشؤون الاسلامية، وأدارها الصديق أ.د. عصام فيلالي، وشارك فيها العشرات من المتخصصين أبرزهم معالي الشيخ سعد الشثري، ومعالي وزير الشؤون الاجتماعية السابق يوسف العثيمين، ود.جميل مرداد السفير في وزارة الخارجية، ود. عبدالله اليحيى وكيل وزراة العدل، ود. عبدالرحمن المخضوب وكيل وزارة الداخيلة المساعد، وممثلون عن الاستخبارات السعودية، وثلة كريمة من المتخصصين؛ بلوروا خطة متكاملة للعمل الاسلامي في الخارج.


كم أتمنى على المحمدين، محمد بن نايف ومحمد بن سلمان، وهما عضدا مليكنا الحازم سلمان بن عبدالعزيز، ومن يقودا المسيرة المضيئة للمملكة اليوم؛ أن يطّلعا على هذه الاستراتيجية، ويُعيدا صياغتها بما استجد اليوم، وليُطلقا العمل الاسلامي للمملكة التي تشرئب أعناق المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها أن تتألق أخرى، وتزيح هذا الصفوي الانتهازي، الذي تسلل خلسة وملأ مكاننا في دول العالم الاسلامي، مستغلا ما كبلنا به الغربي، وضيّق علينا مساحات الدعوة والعمل.

أهل هذه الجزيرة المحافظة على اسلامها "لُـمبوك"، عندما يستمعون لحديثي وصديقي باللهجة السعودية، يقبلون مستبشرين باسمين، والنساء يلقين السلام باللغة العربية، ومجموعة منهن عملن لدينا، ورغم كل ما قيل عن العمالة المنزلية الاندونيسة، إلا أنها أفضل عمالة صمدت وتلاءمت مع البئية السعودية ومزاج نسائنا الصعب. أذكر هذا لكي نعرف مكانتنا –كشعب ودولة- في قلوب المسلمين السنة، ويقينا أن ما نلقاه هنا في إندونيسيا الحبيبة؛ يتكرر في كل دول العالم الاسلامي، لأننا ننتمي للأرض التي تحتضن الحرمين الشريفين، وللدولة التي هي أسّ ورأس  العالم الاسلامي، وهذه –لعمرو الله- من القوى الناعمة التي نتوافر عليها كدولة، ويجب علينا استثمارها في هذه المعركة مع الايرانيين.


جزيرة "لُـمبوك" الساحرة التي أكتب هذه السطور منها، هي احدى جزر الأرخبيل الإندونيسي الذي يقدر جزره بحوالي 17560 جزيرة، وهي تتباهى بأنها جزيرة الألف مسجد، لترد على جارتها جزيرة "بالي" الشهيرة، التي كانت تتباهى بأنها جزيرة الألف معبد بوذي، وأتمنى على كل الدعاة الذين يأتونها مراعاة خصوصية هذه الديار، وعدم الانشغال بالجزئيات المختلف عليها، فالاعلام العالمي لم يقصر تجاهنا، وشيطن "السلفية" للأسف الشديد، وأكملتها "داعش" المتطرفة، التي تنتسب زورا وبهتانا للسلفية، وباتت صورتنا للأسف مرادفة للتشدد والارهاب.


أطلقوا العمل الاسلامي الدعوي، لايقاف هذا الصفوي المتسرطن في دول العالم الاسلامي، أطلقوه اليوم قبل أن نندم، ولات ساعة مندم.

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages