assabilonline.net - mourasala_113

4 views
Skip to first unread message

assabilo...@yahoo.fr

unread,
Jun 1, 2009, 3:48:29 PM6/1/09
to assabil...@googlegroups.com

مراسلة موقع السبيل أونلاين: نشرية إعلامية تحتوي على مختارات من جديد الموقع

العـ113ــدد 01 جوان 2009 الموافق لــ 08 جمادي الثانية 1430 هــ

بسم الله الرحمن الرحيم
  1. نص برنامج إضاءات مع الدكتور سلمان العودة على قناة العربية

  2. الحلقة الثامنة :أحداث غزة صمود رغم انعدام أي ميزان قوى مادي – محمد شمام

  3. علم الإدارة في بيوتنا- الجزء الثاني – الطاهر قلعي

  4. الإعلام الإلكتروني في معركة تحرّر الإنسان ( 1) - مراسلة طلبة تونس

  5. أدب بـــلا أدب -  فتحي العابد

  6. وكالة الفضاء الاميركية سترسل مهمة الى القمر بحثا عن مياه - السبيل أونلاين - وكالات

  7. التقارير:

  • القسام: لن نسمح بالمساس بمطاردينا وعلى من يفكر بملاحقتهم أن ينتظر الرد

  • لجنة القدس تنظم أمسية تراثية بعنوان "مازلنا هناك"

  • منظمة أميركية: مصر تعرقل زيارة غزة

  • السلطات التونسية تطلب رسميا تسليمها تونسيين بغوانتانامو

  • إدارة سجن المهدية تواصل إهمال مطالب السجين أنيس الشايب

  • حقوقيون يطالبون برفع المراقبة الأمنية على السجناء السابقين

  • العفو التشريعي العام ضرورة ملحة في الظرف الراهن

  • بسبب مطالبته بوظيفة.. كفيف يمنع من إرتياد مقر المكفوفين

  • حرمان الفتاة المحجبة شيماء حمدي من إجراء الإمتحانات

  • الشيخ سلمان العودة: تفاجأت بإجازة توزيع كتبي في تونس

  • تأجيل النظر في قضية الناشط الحقوقي طارق السوسي مجددا

  • جمعية المساجين تجدد تأكيدها على تبني قضية طارق السوسي

  • نص تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2009 حول تونس

  • تونس..مدير يشترط على الفتيات خلع حجابهن لإجتياز الإمتحان

  • إنا لله وإنا إليه راجعون..رحيل حامد بن أحمد رحمه الله

  • بن قدران" محرومة من الماء الصالح للشرب لأربعة أيام متتالية

  • حقوقيون تونسيون ينددون بالمضايقات التى تتعرض لها المحامية راضية النصراوي

  • حرية وانصاف..أخبار الحريات في تونس

  • صخر الماطري يعود إلى إدارة التجاري بنك

نص برنامج إضاءات مع الدكتور سلمان العودة على قناة العربية

السبيل أونلاين - قنوات

- "الإسلام والحركات".. مقال أثار ضجة
- ما الفرق بين الشهادة والمشاهدة؟
- العودة: هناك من يصنفني بعد كل مقال أكتبه
- هل عندك تحفظ على المؤسسات الدينية الرسمية؟
- أنت لا ترد على من يكتب عنك؟
- لماذا غضب الإسلاميون من مقالك؟
- هل يعتبر النقد ضمن الأطر السلبية لرؤية الأشياء؟
- المجتمعات الإسلامية بحاجة للانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة

اسم البرنامج : إضاءات
مقدم البرنامج : تركي الدخيل
تاريخ الحلقة : الجمعة 29-5-2009

ضيف الحلقة : د. سلمان العودة (المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم) .

تركي الدخيل : أيها الإخوة والأخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله في حلقة جديدة من برنامجكم الأسبوعي إضاءات، ضيفي في هذه الحلقة هو الشيخ سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، حياك الله شيخ.
د. سلمان العودة : مرحباً .

"الإسلام والحركات"..مقال أثار ضجة

تركي الدخيل : شيخ سلمان كتبت مقالاً في شهر أبريل نيسان الماضي من عام 2009 نُشر في 11 من الشهر، وأثار هذا المقال الكثير من ردود الأفعال لا سيما عن الإسلاميين. كتبت مقالاً بعنوان: "الإسلام والحركات" قلت أنك زرت بلداً إسلامياً كنت تحمل عنه انطباع غير جيد، وسمعت غير مرة أنه يضطهد الحجاب ويحاكم صورياً ويسجن ويقتل، وذات مؤتمر أهداني أخ كريم كتاباً ضخماً عن الإسلام المضطهد في ذلك البلد العريق في عروبته وإسلاميته، وجدت أن مجريات الواقع الذي شاهدته مختلف شيئاً ما، فالحجاب شائع جداً دون اعتراض، ومظاهر التدين قائمة، والمساجد تزداحم بروادها من أهل البر والإيمان، وزرت إذاعة مخصصة للقرآن تسمع المؤمنين آيات الكتاب المنزل بأصوات عذبة ندية، لقيت بعض أولئك القرّاء الصلحاء، وسمعت لغة الخطاب السياسي فرأيتها تتكأ الآن على أبعاد عروبية إسلامية، وهي في الوقت ذاته ترفض العنف والتطرف والغلو وهذا معنى صحيح ومبدأ مشترك لا نختلف عليه. الذين انتقدوا مقال الشيخ سلمان قالوا أن هذه البلد لا يبدو أن سليمان العودة زار تونس، يبدو أنه زار بلداً أخر غير تونس. متأكد أنك رحت لتونس شيخ سلمان؟

د. سلمان العودة : ، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين. فعلاً هذا مثار استغراب، حتى زيارتي لتونس ربما قبل سنوات لم أكن ولا غيري نتوقع، وقبل زيارتي وبعد زيارتي أيضاً..

تركي الدخيل : ليش رحت بتونس؟
د. سلمان العودة: زارها الشيخ يوسف القرضاوي أيضاً في زيارة يعني مشهودة، ذهبت إلى تونس بدعوة من المنظمة العربية للثقافة والعلوم الإيسسكو، كان عندهم مؤتمر عن الشباب المسلم وتطلعات المستقبل أو تحديات المستقبل، وكان عندي يعني أشبه ما يكون ببحث يمكن لم أتمكن من إلقائه في المؤتمر، لكن أجمل ما في الزيارة هي كسر الحاجز وحصول عدد من.. ممكن أعبر عنها أنها مفاجآت مثلاً لما ذهبنا..

تركي الدخيل : بالنسبة إلك.
د. سلمان العودة: بالنسبة لي طبعاً، لما ذهبنا إلى تونس وجدنا أنه في الطائرة التي أقلتنا وفد من مجلس الشورى سعودي، ووفد من الزراعة ومجموعة ثالثة من الشباب ومجموعة رابعة من التجار، ووجدنا في الفندق الذي أقمنا فيه أيضاً مجموعات مختلفة من أماكن شتى..

تركي الدخيل: كنت تتوقع تروح لتونس لحالك؟
د. سلمان العودة: لأ بس هو هذه فكرة المقال، أن الانفتاح يعتبر شيئاً جيداً بين البلاد الإسلامية، وأن الانغلاق هو الذي يؤهل لظهور حالات من التطرف سواء كان تطرفاً ذات اليمين أو تطرفاً ذات الشمال، وأنه في عصر العولمة والانفتاح ما بين الدول العربية والدول الإسلامية بالضرورة سيكون هناك تبادل للأخلاق للمعارف للثقافات بحيث تزول الصفة الخصوصية في ذلك البلد، فكانت زيارتي كما قلت بالنسبة لي. أيضاً من الأشياء اللي استغربتها أنه كان معنا مجموعة من الكتب يعني لا بأس بها وأحضرها بعض الشباب بدون علمي فاستغرب أنه لما وصلت..

تركي الدخيل: الشباب اللي معكم..
د. سلمان العودة: اللي معي، لما وصلت وجدت أنه سألت يعني في شيء قالوا نعم في مجموعة..

تركي الدخيل: ويش قصدك بدون علمك كان لو علمت ما خلت..
د. سلمان العودة: لو علمت قلت لهم الوضع لا يتحمل هذه الكتب..

تركي الدخيل: أنهم يمنعونها التوانسة..
د. سلمان العودة: نعم مثلاً، فالذي حدث انه هذه الكتب يعني طبعاً أُخذت وقتاً ما ثم رجعت إلينا كما هي في الفندق، وقمنا بتوزيعها. طبعاً هذه الكتب لا أعتقد أن هناك أذن رسمي بطباعة هذه الكتب أو بيعها ليس عندي معرفة بذلك، لكنها دخلت هذه الكتب وتم توزيعها..

تركي الدخيل: وش نوعية هذه الكتب عشان نقدر..
د. سلمان العودة: كتبي وكتب مؤسسة الإسلام اليوم تم توزيعها على حضور المؤتمر وعلى الضيوف وعلى الأعضاء.

تركي الدخيل: وأنت كنت تتوقع أن لو.. قبل الذهاب أنك لو أخذتها تمنع في تونس بناء على الانطباع السابق.
د. سلمان العودة: الانطباع السائد، طبعاً المقال الذي كتبته يعني لم أقصد فيه أنني أقدم شهادة كما يظن البعض عن وضع معين، هو فعلاً المقال عبارة عن انطباع أولي وانطباع بسيط لواحد قام برحلة لمدة يومين أو ثلاثة أيام، زرت العاصمة تونس أنا متأكد منها بدليل أنني ذهبت إلى جامع الزيتونة ومعلوماتي السابقة أن..

تركي الدخيل: أن الزيتونة بتونس..
د. سلمان العودة: بتونس، معلوماتي السابقة أنه جامع الزتيونة مغلق وهذه معلومات لا أقول أنها شكوك، نعم عندي أخبار أنه في الغالب أن يكون مغلقاً..

تركي الدخيل: مغلق ليش؟ لأنه الحكومة..
د. سلمان العودة: فيه تحفظ على الدخول وعلى الخروج إلا في أوقات معينة، بينما أتينا نحن في الليل وكان المسجد مغلق فعلاً في الليل يعني لا يدخله الناس انتهتى الوقت، ومع ذلك فتحوه لنا وهم لا يعرفون من نحن ودخلنا وصلينا فيه المغرب وصلينا فيه العشاء، ووجدنا فيه بعض مجموعات قليلة بطبيعة الحال..

تركي الدخيل: صليتوا المغرب والعشاء بعد انتهاء وقت صلاة العشاء..
د. سلمان العودة: في وقت متأخر نوعاً ما مو بوقت الصلاة صلينا بمفردنا، فالمقصود يعني المقال الذي كتبته أنا لا اعتبره شهادة بعض الإخوة ممكن يعملون..

ما الفرق بين الشهادة والمشاهدة؟

تركي الدخيل: ويش الفرق بين الشهادة والمشاهدات في تقديرك؟
د. سلمان العودة: يعني هذا الفرق أنه بعض الإخوة في بعض الكلمات ممكن يعملون حفريات في الكلمة دي يعني في عمق الكلمة، بينما كلمة في جوارها كانت حرية أنها يعني ينتبه لها، مثلاً المقطع اللي أنت قرأته أنا قلت أن الوضع مختلف شيئاً ما، ثم إذاً فيه أشياء سلبية الواحد يتأكد أنه بلد أي بلد عربي أو إسلامي لا تستطيع أن تقدم شهادة يعني كما يتوقع البعض أنك تتوقع أنه هذا البلد سواء بجهة الحريات أو بجهات محافظة الحقوق أو غيرها، يعني المشكلات وتخلف التنمية موجودة في أي بلد عربي أو إسلامي..

تركي الدخيل: على تباين..
د. سلمان العودة: على تفاوت وتباين، لكن كان المقصود فقط يعني لو قلت ما هي رسالة المقال؟ رسالة المقال كانت هي دعوة إلى الانفتاح بين البلاد العربية والإسلامية، وأن هذا الانفتاح سيكون له مردود إيجابي يعني كبير سواء كان انفتاح اقتصادي انفتاح إعلامي سياسي اجتماعي.

تركي الدخيل: طيب، خليني أقرأ مقاطع أخرى من المقال بعد أذنك شيخ سلمان العودة ونناقشها، فيه مثلاً ما يتعلق بموقف الحكام من الحركات الإسلامية، وأن سبب الحكام هو المغالبة السياسية تقول: "قد يضيق نظام حكم ما بالحركات الإسلامية بسبب الخوف وعدم الاطمئنان أو المغالبة السياسية أو المزاحمة، وقد يقع لبعض الحركات أن تنفتح نحو السياسة وتضخم دورها وأهميتها، وكأن الإمساك بأزمتها يعني نهاية المشكلة والمعاناة، وهي رؤية ضيقة تجاوزتها حركات كثيرة أدركت أن التغيير يجب أن يستهدف سلوك الفرد وعقله ومنحه الخبرات والمهارات والمعارف والأفكار الصحيحة، وليس أن نتصارع على الكراسي والمناصب بإقصائية متبادلة وكل طرف يقول أنا أو الدمار". أحد الملاحظات اللي توجه لك بأن الحركة الإسلامية ممثلة بالنهضة في تونس هي أحد أكثر الحركات انفتاحاً كما يقول الإسلاميون ومع ذلك أنت وقفت منها موقفاً سلبياً في هذه الإشارة.
د. سلمان العودة: لأ هو يعني أولاً فيما يتعلق.. بخليني أغش منك أعطيني المقال حتى أستطيع استرجع بعض العبارات.. يعني أنت تجيب أشد ما في المقرر من الأسئلة.

تركي الدخيل: أنا بسألك الأشياء العادية..
د. سلمان العودة: أعطي الوقت حتى.. فيما يتعلق بموضوع المغالبة وتضخيم دور السياسة، أنا أفرق بين السياسة بمفهومها الخاص اللي هي ممارسة سياسية حزب سياسي ينافس، وهذا قد يكون في العالم الغربي موجود وحق من الحقوق، نحن لا نقول هذا ليس حقاً إنما نتكلم عن واقع إسلامي، كلنا ندرك حدوده وندرك أبعاده يعني لا نختلف على ذلك. ليس الخلاف بيننا في يعني أن هناك نظام عادل ونظام أقل عدلاً، وإنما الخلاف في هل الوضع الآن أحسن من الوضع السابق أو لا، أظن أن الأمور فقط في هذا الإطار على وجه الخصوص، فأحياناً الرؤية السياسية الضيقة هذه قد تؤثر، لكن لو أخذنا السياسة بمفهومها العام، أنا أقول مثلاً وسائل الإعلام خذها مثال الانفتاح الإعلامي، أكيد أن القنوات الفضائية وما تبثه من برامج لها تأثير كبير جداً على الشارع التونسي أو المصري أو المغربي أو السعودي أو حتى في أوروبا وغيرها، وأنها قدمت لوناً من الخطاب يعني قوياً إلى حد أن الحركات الإسلامية التي طوردت يمكن لم تكن ترقى إلى مثل هذا اللون من الخطاب، لكن الانفتاح الإعلامي صنع واقعاً مختلفاً، فيما يتعلق كما تفضلت النهضة أني وقفت منها موقف سلبي..

تركي الدخيل: هذا الواقع المعاصر هل تعتبره سلبي ولا إيجابي أنت؟
د. سلمان العودة: لا أعتبره إيجابي، أنا اعتبر الانفتاح الإعلامي هو بكل حال في الجملة إيجابي بالنسبة لكثير من البلاد، فيما يتعلق بالنهضة الحقيقة لم أقل عن حزب النهضة شيء محدد، وأود أن أقول لكنه أنا ما سميت تونس عشان كده قلت أنت يمكن زرت بلد ثاني، أنا ما سميت تونس قلت بلد إسلامي..

تركي الدخيل: لماذا تورعت يعني عن تسمية تونس؟
د. سلمان العودة: هذا سؤال مهم، تورعت لأن الكلام الذي أقوله وإن كنت فعلاً أنا أقصد تونس في الخطاب في المقال، لكن الكلام الذي أتيت به والاستنتاجات لا تخص تونس وإنما جزء منها يتعلق بتركيا مثلاً، تركيا كانت تحارب الحجاب وأذكر أن الشيخ الغزالي وكذلك الشيخ القرضاوي كان عندهم في الماضي أطروحة قوية جداً حول موضوع التطرف العلماني في تركيا وفي تونس كمثال، كذلك مثلاً ليبيا، ليبيا على ما فيها تشهد الآن نوعاً من التغييرات الداخلية القوية..

تركي الدخيل: فيما يتعلق بالتعامل مع الإسلاميين؟
د. سلمان العودة: فيما يتعلق بالتعامل مع الإسلاميين بالضبط مع الذين كانوا في السجون، مع المنفيين، إذاً أنا فقط أريد أن أبرز هذه النقطة أنه صحيح أنه الكلام والبلد الإسلامي الذي يعني قصدته هو تونس لكن الاستطرادات والاستنتاجات وقضية الانفتاح وبعض الأشياء لم أقصد أبداً أنها تقتصر على تونس، وإنما قصدت الفكرة. ولذلك إلغاء الاسم يعطيني فرصة أنني أتكلم بحرية أنه ليس المقصود بلداً بعينه وليست شهادة لصالح بلد أو ضد بلد آخر.

تركي الدخيل: طيب. ترجع لي ورقتي لو سمحت..
د. سلمان العودة: أبشر..

تركي الدخيل: شكراً جزيلاً. فيما يتعلق شيخ سلمان بموضوع تونس، أنت قبل قليل قلت لي أنه مثلاً ليبيا نجد فيها انفتاح، قلت لك في التعاطي مع الإسلاميين؟ فقلت نعم، تتحدث في الآونة الأخيرة تحديداً عن أن الإسلام أكبر من الحركات الإسلامية، وعن أن الإسلاميين ليسوا بالضرورة هم الإسلام، تقول في ذات المقال: "ليس إداً من القول أن نصرح بأن الإسلام أكبر من الحركات وأبقى، والحركات هي محاولة بشرية يعتريها وتفتقر إلى التصحيح والاستدارك الدائم ومحاربة روح التعصب والإصرار والإمعان وقبول المراجعة، وتعهد الناس بالتفريق بين التدين في الإسلام الذي هو حق الله على العباد كما في محكمات الكتاب والسنة وبين رؤية ظرفية اجتهادية قد يحتشد حولها جمع من الناس فيصيبون ويخطؤون، الإسلام أكبر من الدول والحكومات والمؤسسات وكل أوعيته تذهب وتجيء ويبقى الإسلام". هذا يعني أن فترة من الفترات شهدت تماهياً بين الإسلاميين والإسلام، كان الإسلاميون يقدمون أنفسهم على أنهم هم الإسلام؟
د. سلمان العودة: ليس كلهم فئة منهم، يعني مثلاً على سبيل المثال هناك المتطرفون مثل جماعات التكفير جماعات الهجرة الجماعات التي كانت لا تؤمن حتى بإسلامية الإسلاميين غيرهم، هؤلاء كانوا يعتبرون أنفسهم هم الأمة، ولكن هذه فئات محدودة جداً وضيقة التأثير وإن كان صوتها مسموع إعلامياً. إنما هناك حركات إسلامية كبيرة جداً وواسعة وممتدة، وهذا الحركات حركات يعني أنا لا أذيع سراً أنا قلت أنني صديق لكثير من رموز هذه الحركات الموجودين على قيد الحياة وعلاقتي معهم، وإلى حد والبعض أحياناً قد يعني يلتبس عليه الأمر فيما يخصني شخصياً وأنا أسمع أحياناً..

العودة: هناك من يصنفني بعد كل مقال أكتبه

تركي الدخيل: تصنيفك؟
د. سلمان العودة: من يصنفني، هناك من يقوم بتحليل الدم عندك عقب كل مقال ثم يقوم بتصنيفك بناء على هذا التحليل..

تركي الدخيل: آخر تصنيف وش هو؟
د. سلمان العودة: هو اللي يعني يبدو لي من خلال هذا المقال بأنه قد يعني..

تركي الدخيل: صنفت على أنك حكومي
د. سلمان العودة: على أني حكومي، وبالمناسبة أنا طبعاً هي فرصة أن أقول أشكر بكل صدق كل الذين علّقوا على المقال وهم عدد كبير وطيب، الذين انتقدوا المقال لأنهم يشجعوننا ويساعدوننا إلى الوصول إلى الحقيقة وبالتأكيد عندهم قدر من الصواب لم يأتِ عليه مقالي، لأن مقالي ليس مقالاً مستوعباً هو انطباع ليومين في مدينة، هذا الانطباع بالتأكيد لا علاقة للحكومة التونسية به، أنا لم أستضف من الحكومة التونسية ولم أقابل شخصياتها وكلامي عن الخطاب الرسمي هو بناء..

تركي الدخيل: عندك حساسية أن تستضيفك الحكومة؟
د. سلمان العودة: لا ما عندي حساسية بس أنا أخبرك بالواقع، أنه وزع علينا يعني خطاب الرئيس وكان فيه لغة..

تركي الدخيل: خطاب الرئيس في المؤتمر..
د. سلمان العودة: في المؤتمر وفي لغة يعني تتكأ على القيم كما قلت الإسلامية، هذا بغض النظر عما هو الدافع له يعني البعض يقول هذه.. لا يعنيني إلا أنه يؤكد فعلاً.. هذا يؤكد عمق الإسلام في تونس، يعني البعض قد يقول أن هذا طبيعة الخطاب السياسي أنه يتترس بالإسلام، فأنا أقول حتى حينما يتترس الخطاب السياسي بالإسلام هذا معناه أن الإسلام عميق الجذور في البلد، وأنا لم أكن أريد أن يعني أزكي أو ألمع أو أنتقد أحداً، بقدر ما أردت أن أقول إننا في هذه المرحلة بحاجة أولاً كما قلت إلى الانفتاح، وبحاجة إلى أمر ثاني يمكن في موضوع الإسلاميين وأنت تسأل عنه الآن، هو أن فكرة تقديم بديل شمولي لأوضاع قائمة قد يكون أمراً من أهم أسباب الصراع داخل المجتمعات الإسلامية. فإذا أمكن أن يعدل الإسلاميون وترى بالمناسبة حزب النهضة هو حزب منفتح، وأعتقد أنه يمارس نقداً ذاتياً ويمارس تعديلاً جيداً، يعني وأنا معلوماتي أنهم مرتاحون من زيارة العلماء وزيارة الدعاة لتونس ومن حالة من الانفتاح، بل بعضهم رجع إلى تونس صحيح الأمور ليست..

تركي الدخيل: هل هم مرتاحين لمقالك؟
د. سلمان العودة: والله ما أدري الحقيقة المقالة أنا يعني ترى يمكن ضعيف المعرفة بالأسماء ومتابعة الذين كتبوا، ويمكن حتى الاطلاع مو كبير، ولكني الحقيقة أنني ممنون من الذين كتبوا حتى لو كان.. إذا كانت كتابتهم كما قلت لك إذا كانت موضوعية فهي تساعدنا على الوصول إلى مزيد من الحقيقة، ولو كانت غير موضوعية فهي تساعدنا أيضاً على أن نتعلم الصبر وتقدير وجهات نظر الآخرين.

تركي الدخيل: ولكن فيما يتعلق بالمقال توقعت ردود الفعل في إجابة قصيرة؟
د. سلمان العودة: لا..

تركي الدخيل: لم تتوقع هذه الردود، طيب توقعت أني أبغى أنقل لفاصل؟
د. سلمان العودة: أتوقع هذا.

تركي الدخيل: فاصل قصير أيها الإخوة والأخوات نعود بعده لمواصلة حوارنا مع الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]


تركي الدخيل: حياكم الله مجدداً في إضاءات، لا يزال حوارنا هذه الحلقة مع الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، شيخ سلمان كنا نتحدث عن مقالك الأخير

"الإسلام والحركات" الذي تحدثت..
د. سلمان العودة: هو ترى مش أخير..

تركي الدخيل: يعني اللي آخر شي..
د. سلمان العودة: قبل شهور بس تأخر نشره يعني..

تركي الدخيل: اللي تأخر نشره.. عن زيارتك إلى تونس، قلت في المقال بأنك زرت إذاعة مخصصة للقرآن الكريم..
د. سلمان العودة: إذاعة الزيتونة اسمها..

تركي الدخيل: قرأت لهم قرآن لأنها مخصصة للقرآن..
د. سلمان العودة: استمعت إليهم ما شاء الله هم متقنون مجودون، واستمعت إليهم استفدت منهم، قرأت لهم قصيدة لأني لم أتمكن كان عندي عن مشاركة عن مؤتمر ما استطعت أن ألقيها فعوضتها بقصيدة..

تركي الدخيل: ليش عشان تلقي..
د. سلمان العودة: الوقت كان ضيق ويعني تداخلت الأمور فآثرت لأنه مطبوع التقرير أو المقال..

تركي الدخيل: أن توزعه..
د. سلمان العودة: آثرت أن أوزعه، بالمناسبة كنت مركز فيه على فكرة معينة قد تكون مفيدة جداً في حوارنا الآن، وهي أنني تكلمت أنه من أهم ضمانات حفظ الأمن وحفظ الإيمان في أي بلد عربي وإسلامي، وكنت أقصد هذه الكلمة بالذات.. هو ضرورة وجود مرجعية أو خطاب إسلامي معتدل ومستقل ويمارس قدراً من الحرية في أي بلد إسلامي، لا يكون بوقاً للسلطة ولا يكون ضد أو معارضاً للسلطة أيضاً.

تركي الدخيل: اللي تعتبر أنك أنت تمثله؟
د. سلمان العودة: لا لا بالعكس أنا يعني تلميد صغير من تلاميذي، لكن اعتقد أنه يمكن أن يوجد يعني يمكن أن يوجد ويكون ضمانة لوجود علاقة ما بين الأطراف المختلفة..

تركي الدخيل: خطاب معتدل، أن لا يكون.. يساهم في حفظ الأمن أن لا يكون حكومياً؟
د. سلمان العودة: يكون مستقل أنا أقول لا يكون حكومياً، الحكومات مثل العالم العربي مستحوذة مهيمنة، لكن أقصد أن يكون مستقلاً بمعنى أن لا يُطلب من هذا الخطاب أن يكون معبراً عن موقف الحكومة، وفي الوقت ذاته القائمون على هذا الخطاب يجب أن لا يكونوا مجرد صف معارضة، وإنما يكون عندهم قدر من.. كما قال الله "كونوا قوامين بالقسط شهداء لله" بحيث يكون قيامهم بالقسط يضمن أن تكون علاقتهم دافئة مع الأطراف المختلفة يحفظ التوازن داخل المجتمع، ويقي مجتمعاتنا من شرور التفلت التي تحدث والانفجارات الكثيرة، ويساهم في أن مكونات المجتمع العربي والإسلامي كلها تصب في خانة البناء والتنمية.

هل عندك تحفظ على المؤسسات الدينية الرسمية؟

تركي الدخيل: بس كأني أفهم منك شيخ سلمان العودة بأنك تريد لهذا الخطاب أن يكون خارج المؤسسات الدينية الرسمية، يعني عندك تحفظ على المؤسسات الدينية الرسمية؟
د. سلمان العودة: هو طبعاً ليس عندي تحفظ، لكنني أعتقد أنها وحدها لا تكفي، لأن المؤسسات الرسمية لما يكون هناك مواقف أحياناً مطلوبة يبدو لكثير من الناس كما لو كانت هذه المواقف مفروضة عليها أو هكذا يظنون، بينما لو أمكن أن يكون هناك تنوع في الخطاب، يعني الآن الخطاب يمكن أن يكون يملكوا مؤسسات عديدة جداً مؤسسات رسمية ومؤسسات مستقلة ومؤسسات رديفة ومؤسسات مدنية وهي تمارس خطاباً دينياً.

تركي الدخيل: أقول لماذا لا تفترض بمن يتحدث ضمن المؤسسات الدينية الرسمية بأنه ينطلق من التوجيه الإلهي كونوا قوامين بالقسط؟
د. سلمان العودة: هذا ممكن، لكن أيضاً الجمهور جمهور الشارع هو يفترض كل الأشياء، لو نظرنا على سبيل المثال لمجموعات العنف التي انطلقت في باسم طبعاً حركات إسلامية وإن كانت متطرفة في مصر في سوريا في فترة مضت في السعودية، كثير من هذه الحركات من أول ما تلغيه وتشطب عليه الخطاب الرسمي، وتلقائياً هي ما تحاول أن تقول أن هذا الخطاب مملى، ولو لم يكن هذا الكلام صحيحاً إلا أن..

تركي الدخيل: يعني صارت القصة مش انتصار للحق ومحاولة لعرض الكلام على ميزان الحق بقدر ما هي مواقف مسبقة؟
د. سلمان العودة: أي مواقف، وأيضاً أن تعرف أنه الناس بحاجة إلى أن لا تصنفهم كلهم في خانة واحدة، يعني أنت أمام شعوب بأكملها الشعوب الإسلامية كلها شعوب أو جلها شعوب متدينة، في معهد جالوب عملوا استطلاع على الشعب المصري فوجدوا أن 100% ممن استطلعوا يقولون بأن الدين هو أكثر الأشياء تأثيراً في حياتهم، هذه الروح المتدينة لا يمكن أن يستوعبها تيار واحد حتى لو كان تياراً شعبياً، تياراً حتى لنقل طاغياً وقوياً ومؤثراً أن يوجد 5% - 10% من هؤلاء الناس لهم رؤية خاصة يتجمعون حولها ربما يحدثون تأثيراً سلبياً كما لاحظنا في كثير من الأحداث التي جرت، يعني لا يشترط أن يكون هناك تيار عريض حتى يقع الإشكال.

تركي الدخيل: طيب. ألقيت قصيدة في إذاعة القرآن الكريم عن تونس، تقرأ لنا شي منها؟
د. سلمان العودة: إيه لا بأس، طلبوها مني "يا تونس الخضراء" جئتك هاتفاً طال السرى يا تونس الخضراء.. المجد أنت وفي ثراك تجسدت أسراره.. هذا الثرى معطاء.. والحب أنت عناده ووداوده ومداده والشوق والبرحاء.. والفجر أنت مآذن فوق الذرى الله أكبر ضجة وحداء، وفعلاً أنا سمعت الأذان في الفجر فوجدت أن المآذن تضج في العاصمة، لا أستطيع أن أقول أن هذه مكرمة حكومية أو.. لكن هذا يعبر عن روح المجتمعات الإسلامية.

تركي الدخيل: كنت تتوقع أنك لن تسمع آذاناً في تونس ولا فيه إذاعة قرآن؟
د. سلمان العودة: كنت أتوقع أنه يُسمع على استحياء أو لا يسمع أحياناً.

تركي الدخيل: ولا في إذاعة قرآن ولا كنت تتوقع؟
د. سلمان العودة: "الفجر أنت مآذن فوق الذرى.. الله أكبر ضجت وحداء.. والماء أنت على ضفافك ينتهي.. عطش الحياة وتورق الصحراء.. والورد أنت أزاهر فواحة.. هتف الجمال وفاضت الأنداء.. والوعد أنت فأنجزي وعد الهوى.. إن الصبابة موعد فلقاء.. والحرف أنت وأنت بوح صادق فليسكت الشعراء والبلغاء". بالمناسبة إذاعة الزيتونة وجدت أنه اللي يملكها هو شاب في مقتبل العمر يمكن دون الثلاثين، أعتقد أنه اسمه محمد صخر الماطري هو زوج بنت الرئيس، وسمعت أن الرجل وزوجته أيضاً أنهم في الجملة على خير، وصراحة أنا كتبت له خطاب وأهديته بعض كتبي وطلبت لقائه، لكنهم قالوا أنه مسافر وقتها إلى اليابان، فأنا أقول يعني هنا أيضاً أنت لما تجد أنه والله فيه هذا الصوت الذي يصدح بالقرآن الكريم هذا لا يلغي وجود ألوان من المباذل والانحرافات في المجتمعات التونسية والمغربية والسعودية والعربية وغيرها، لكن القصة أنك تقرأ الوجه الإيجابي أو تنظر ولو مؤقتاً تنظر إلى الجزء الملآن من الكوب.

تركي الدخيل: رد عليك من ضمن نت ردوا عليك على مقالتك هذه عبد السلام الناجي، فقال بأن مقالتك أشبه بمنفسترو سياسي في مسيرة الدكتور سلمان السياسية، ولكنه منفسترو أظن تعني ثورة في الخطاب بالمقلوب طبعاً، بكل صراحة ووضوح يعلن الدكتور العودة انتقاله من أن يكون صوت المعارضة إلى أن يكون صوت النظام، المقال تمثل الإعلان النهائي لطلاقي الانتسابي إلى الإسلاميين
د. سلمان العودة: هو أنا أؤكد مرة ثانية أني احترم كل الأصوات سواء كان مرغمين على أن نسمعها ولا مختارين، أنه فعلاً التنوع تنوع الأطياف وتنوع الرؤى هو أحد الحلول.

تركي الدخيل: من هم اللي أنت مرغم على سماع صوتهم؟
د. سلمان العودة: لأ الجميع، يعني مثل هذه الأصوات ذات اليمين ذات الشمال ليس بشرط أن يكون الرأي مما توافق عليه، مثلاً لما يقول انتقلت من المعارضة إلى الحكومة، أنا لا أوافق على الثنيتن لا أرى أن أكون صوت المعارضة لم أضع نفسي في هذا الموضع، ولا أرى ولا أريد أن أكون صوت لأي حكومة أيضاً أيا كانت، الذي أريد أن أكون صوت معبّر عن نفسي وعما بيني وبين الله سبحانه وتعالى، أؤكد من الأشياء المهمة أن لا نقوم بتحليل دم أي كاتب عقب المقال لنقوم بعد ذلك بنقله من.. يعني حتى مقال ما ننقل..

تركي الدخيل: ألم تكن في فترة من الفترات تسوّي هذا تمسك بعض المقالات تحللها أنت؟
د. سلمان العودة: لا ما فيه..

تركي الدخيل: الدرس الأسبوعي ببريده ما كان فيه أحياناً استعراض لبعض المقالات؟
د. سلمان العودة: لا هو تعليق على مقالة هذا لا بأس به، مع أني لا أنتقد بالمناسبة حتى مثل الأستاذ عبد السلام الناجي أو غيره ممكن كتبوا بعني هذا رأيهم وجهة نظرهم وعندهم جزء من الصواب، إذا كنت لا أوافقه على هذه الجزئية أنا لم أقرأ المقال، لكن أنا متأكد أنه في المقال أشياء وأشياء يمكن أتفق معه عليها، حتى لو كان هو يعني لا ينتبه إلى أني أوافقه عليها.

تركي الدخيل: يمكن شيخ ما القيمة التي تضيفها لكاتب يرد عليك عندما تقول أنك بالتأكيد ستجد ما توافقه على المقال؟
د. سلمان العودة: نعم، أنا قصدي أنه يعني ليس من الضروري أنه كل ما كتب كاتب مقال رد عليه آخر يكون هناك رد على الرد، أو أن الناس والقرّاء يصطفون ما بين أحد يكون مع هذا أو أحد يكون مع ذاك، نحن في عصر الإنترنت في عصر الانفتاح الفضائي. هنا ينبغي أن نتعلم وأن نستفيد من أدبيات هذا المنتج الجديد في أنه لا مانع أن يكون هناك وجهات نظر متعددة، وأنه ممكن أنا أستفيد من هذا الكاتب هو استفاد مني أنا استفدت منه، لا يلزم أن أرد لأن الرد يعني الإغلاق أنا لما أرد عليه معناه أنني أغلقت بابا الاستفادة مما يقول، لكن ربما بعد فترة يتبين أنا أو يقع تراكم عندي إيجابي، فترك المجال أفضل من إغلاقه بردود متبادلة أحياناً.

أنت لا ترد على من يكتب عنك؟

تركي الدخيل: لذلك أنت لا ترد على من يكتب عنك؟
د. سلمان العودة: هذا سبب وفيه سبب آخر مهم جداً وهو أنا دائماً أحب..

تركي الدخيل: هل تتكبرر على..
د. سلمان العودة: لا لا استغفر الله، أحب أن يكون عندي..

تركي الدخيل: يعني في الناس يقولون ما هو اللي يريدون على الشيخ سلمان ما يعتقد أنه.. يعطيهم قيمة لو رد عليهم؟
د. سلمان العودة: ما يستاهلون لا لا بالعكس بعضهم يعني هو يعطيني قيمة، لكن أولاً أنا لا أقرأ كثيراً لأنه ما تستطيع تقرأ، يعني كم في الإنترنت من مقال أو كتابة في الصحف ملاحقتها أمر متعذر، الشيء الثاني يمكن الطريقة التي استخدمتها هي العملية الإيجابية، أنا أكتب وأقرأ وأُلقي وأسافر وأشارك، فلو أن الإنسان كل ما عمل شيئاً حاول أن يتوقف ليرى ردود الأفعال ويتعامل معها، معناه أنه سيكون حراكه بطيئاً. النقطة الثالثة وهي مهمة جداً عندي كما أنت ذكرتها أنه أنت لما ترد تغلق باب الاستفادة من هذا الإنسان لما ترد عليه، بينما لو تركت الأمر ربما تستفيد يعني سواء الآن أو فيما بعد، زد على ذلك أنه أنا أبحث صراحة عن الراحة النفسية، يعني بعض ردود الأفعال قد تكون قاسية أنت تقول من حق الناس أن يقولوها، لكن ليس من الضروري أن أتلقاها أنا وأتعب معها ويمكن الواحد أحياناً يجلس لبعض الوقت وهو يفكر لماذا قيل هذا عني أو لماذا ظن بي أخي ظن السوء أو ما أشبه ذلك، هذا يكون مدخلاً للشيطان.

تركي الدخيل: إذاً أنت لا تقرأ ما يكتب عنك إلا إذا كان مديحاً؟
د. سلمان العودة: حتى المديح أنا مثلما يقول المنفلوطي دعوا هذه الأكاذيب تتصارع فيما بينها، هناك ناس يمدحونك..

تركي الدخيل: خلاف أطروحاتك أكاذيب..
د. سلمان العودة: لا مش أطروحاتي، بعض المديح المفرط والذم المفرط هي أشياء يقابل بعضها بعضاً، قد تجد إنسان يمدحك مدحاً لا تحلم به النجوم كما يقال، وآخر يذمك ذماً لا تبرق عليه الحيوانات، فأنت تقول هذا وذاك. يعني كلها أشياء يعني يرد بعضها بعضاً، ويبقى ما هو خارج الإطار الذي هو نقد موضوعي وهذا موجود في مقالات الإخوة الذين كتبوا، إبراز جوانب أنت لم تبرزها إما لأنك غفلت عنها أو لأنك أصلاً لم تتقصدها. الحديث عن منفيات عن خفايا..

تركي الدخيل: طيب كيف يمكن أن نصحح.. جميل، لكن كيف يمكن أن يصحح المرء خطابه أو منهجه إذا لم يتعاطى مع ردود الأفعال أنت تقول أنا ما أقرأها؟
د. سلمان العودة: لا، يعني مثلاً تعليقات في الإنترنت يعني مقال تكتبه يجي عليه مثلاً أحياناً مئة تعليق أو أكثر، من الصعب أن تقرأ خاصة هذه الأشياء مكررة فيها شخصانية، لكن المقالات ذات القيمة التي لها قيمة موضوعية في الغالب أن الإنسان يتصل بها يعني يتم اختيارها وإيصالها، بحيث الإنسان يطلع عليها سواء كانت مع أو كانت ضد، ويمكن الإنسان يسمع الضد أكثر لأن الحقيقة أنا أريد أن أقول لك أنه كثير من الأشياء التي قد ينسبها الناس لي ويثنون بها علي هي ليست مني، وإنما أنا اقتبستها من آخرين وقد يكونون في مقام الخصوم، ولكن الاقتباس هنا أضاف إليها أنك قبلت الحق.. خلال فترة معينة..

تركي الدخيل: تتحدث من خلال أطروحاتك التلفزيونية والمحاضرات..
د. سلمان العودة: نعم حتى المحاضرات و الأطروحات والمقالات نفسها أحياناً قد تقتبس المقال أو فكرته على الأقل من الآخرين..

تركي الدخيل: ولا تنسبها إلى أحد.
د. سلمان العودة: لأ ما أخذت منه خلال قرأتك انقدح في ذهنك فكرة ليس هو الذي جاء بها يعني.

تركي الدخيل: طيب، أيضاً في ذات الحديث عن المقال كتب خالد حسن رداً عليك، وقال: أنه هل صنع الشيخ سلمان وهمه في زيارته الأخيرة لبلد عربي سمع عن أنه يضطهد الحجاب ثم اكتشف عكس ذلك، ويريد أن يصدقه الآخرون؟ أم أنه ضحية سلطة معينة ضحية الابتسار والسطحية والاختزال في الرؤية، اختزال ما هو واسع ومركب ومعقد وتسطيح ما هو عميق؟
د. سلمان العودة: لا هو المقال لا يحتمل كل هذا الأمر، المقال هو مقال عادي من ثلاث صفحات يتحدث عن انطباع أولي خلال أيام معدودات، لم نسمع يعني شيئاً من الرسميين إلا كما قلت لك يعني ما يتعلق بخطاب الرئيس للمؤتمر، والدعوة ليست رسمية. ولم يكن للأمانة لم أجد أن هناك محاولة لإعطاء صورة إيجابية لي، هذا يعني أشهد بالله لم يحدث أنه حاولوا إعطاء صورة إيجابية لي.

لماذا غضب الإسلاميون من مقالك؟

تركي الدخيل: لماذا غضب الإسلاميون على مقالك؟
د. سلمان العودة: طبعاً ما أدري الحقيقة هي..

تركي الدخيل: إصلاح..
د. سلمان العودة: قد يكون يبدو لي هذا أنه قد يكون بعض الإخوة يعني فهموا أن المقال والحديث عن وضع جيد في بلد أن هذا معناه أن الحكومة هي التي تفرض هذا الوضع أو أن محمدة له، والواقع أنني أقول حينما يتحدث الإنسان عن أي بلد بإيجابياته لا يمكن أن يقول أن هذه الإيجابيات هي صنع الحكومات، الحكومات قد تكون على الأقل عدلت بعض المواقف بدل من أن تكون مواقف حادة..

تركي الدخيل: لكنها ساهمت بالتأكيد الحكومات ساهمت..
د. سلمان العودة: هي تساهم على الأقل أصبحت تقرأ الواقع بشكل أكثر اختلاف يعني، مثلاً زيارة الشيخ يوسف القرضاوي مع أنه عنده كتاب الشيخ عن التطرف العلماني عن تونس وعن تركيا، وزارها وكان مفترض أن يقابل الرئيس حتى لكن لظروفه الصحية لم يستطع أن يقابله، ومع ذلك الصحافة اللائكية كما يسمونها في تونس يعني كانت أعلنت حالة من الذعر على زيارة الشيخ يوسف، وأن هذا ما يعني؟ هل يعني أن القيادة في بلده تغيرت أو.. أو.. إلى آخره.. أنا أقول الانفتاح المعتدل ليس أن تقدم بديلاً شمولياً عن وضع معين، ولا تتصور أن هذه الأوضاع تتغير بجرة قلم أو بنظرة، ولا أحد يظن هذا لا مقال ولا غيره ولا.. وإنما فكرة أن نحاول أن نشارك في الواقع ونضيء الشموع بدلاً من لعن الظلام..

تركي الدخيل: وأن نعزز الإيجابية، تعتبر أن هذا مشاركة في تعزيز الإيجابية؟
د. سلمان العودة: في تعزيز إيجابي لوضع أي بلد..

تركي الدخيل: وكانت صورتك السابقة أيضاً هي يعني مغلفة بالسلبية؟
د. سلمان العودة: في الغالب نعم في الغالب.

تركي الدخيل: إن شاء الله ما تستمر هالسلبية خصوصاً مع الفاصل اللي بعد هذا، فاصل قصير نعود بعده لمواصلة حوارنا مع الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، فابقوا معنا.

[فاصل إعلاني]


تركي الدخيل: حياكم الله مجدداً في إضاءات أيها الإخوة والأخوات، لا يزال حوارنا مع الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم، شيخ سلمان في ندوة إعلاميي الرياض اللي أقيمت في 16 أبريل نيسان 2009 قلت: "إن بعض المتحمسين لخدمة الدين ينظرون إلى الحياة نظرة تشاؤمية مبنية على مفاهيم دينية مغلوطة فتنشأ كراهية للدين بسبب ذلك". قلت أنه الدين للحياة والعمارة الأرض وليس للموت، واستشهدت بأن نبي الله نوح عليه السلام الذي كان يغري قومه بالحياة كي يدخلوا في دين الله وأشدت..
د. سلمان العودة: وقل استغفروا ربكم إنه كان غفارا..

تركي الدخيل: أشدت بالاتفاق الذي بدأ يلوح في الأفق كما قلت على ضرورة التصالح بين الدين والحياة، هل كان الدين والحياة متخاصمان في السابق؟
د. سلمان العودة: لا، في نظر البعض يعني نعم، قد يرى البعض مفاهيم معينة كمفهوم الزهد أو كما يعبر بعض الفقر أيضاً، وقد يتمدح بالفقر أو الهروب من الدنيا والنظر إليها على أنها شيء مخيف، هنا أدرك أنه هناك فرق كبير جداً ما بين الجيل الأول الذي هو القدوة جيل الصحابة، كان عندهم ثقة كبيرة بالله سبحانه وتعالى ثم بأنفسهم، اختلطوا في المدينة مع اليهود مع الوثنيين الأصليين مع المنافقين حتى مع النصارى الذين يخدموهم من كل مكان، سافروا إلى أنحاء الأرض اختلطوا احتكوا بالناس، لم يكن عندهم الشعور بالخوف الذي تجده عند الأجيال المتأخرة التي تحس بهشاشة، كأنها تحس بتربيتها بهشاشة معينة، ولذلك تحاول أن تكون بمعزل أو منأى عن كل ما يختلف عنها. فبعض المفاهيم مثل مفهوم الزهد أو مفهوم الفقر تلبست في أذهان كثير من الناس بالفرار من الدنيا هذا هو المقصود.

تركي الدخيل: جميل، في قضية أخرى شيخ سلمان العودة هناك بعض المتدينين يسمون الشوارع اللي تباع فيها أطباق التقاط صحون التقاط الفضائيات يسمونها شارع أبليس، بالنظر إلى أنها تروج للفتنة من وجهة نظرهم، أنت قلت في أحد المداخلات في برنامج لك بأنه: "إن أحد الشوارع في الرياض كان يطلق عليه منذ سنين شارع إبليس بسبب بيع أجهزة استقبال الفضائيات فيه، لكن يبدو أن الناس الآن كلهم أصبحوا يرتادون هذا الشارع دون أن تكون هناك أي مشكلة، بل كان السؤال الأكبر في أذهانهم لماذا؟ لماذا كان هذا محرم وبقوة؟ بل إنما منابر المساجد والدروس العلمية كانت تحذر بشدة من هذا الطبق اللاقط، لماذا كان هذا بالأمس واليوم لم يعد هذا التحريم بل أصبح ترغيباً لماذا في تقديرك؟
د. سلمان العودة: لعل هذا مرتبط بما قبله قضية التربية على الانعزال، وأن الإنسان يترك الشي لأنه لا يستطيعه. والرأي الواحد والفكرة الواحدة والمجتمع الواحد، وهذا قد يكون في بيئات معينة تظللها السكينة ولا يوجد ما يهددها. يعني لكن في ظل عصر العولمة يبدو أن مثل هذا أمر مستبعد، ولذلك تربية الناس على أن يتكيفوا مع هذه الأوضاع ويتعاملوا معها بإيجابية سواء كان ذلك ما يتعلق مثلاً بجانب الإعلام وأخذ سيئه وترك قبيحه، أو ما يتعلق بجانب الاقتصاد أو ما يتعلق بالارتباط مع الآخرين ومحاولة أن نكون فاعلين مؤثرين بدلاً من أن نكون منزوين.

هل يعتبر النقد ضمن الأطر السلبية لرؤية الأشياء؟

تركي الدخيل: في ذات البرنامج في برنامج الحياة كلمة قلت: "من المهم تدريب المجتمع السعودي على النقد، إن أفضل الحلول في مواجهة الفضائيات أن ندرب مجتمعنا السعودي والعربي والإسلامي على النقد، ونتجرأ على النقد حتى نسيغه، فالنقد مادة صعبة جداً علينا على الصعيد السياسي والمعرفي والفقهي والشرعي والاجتماعي، إذ نحن لا نتقبل نقد إلا أن نكون مكرهين ومضطرين، قبل قليل تتحدث عن أهمية الإيجابية، هل يعتبر النقد ضمن الأطر السلبية لرؤية الأشياء؟
د. سلمان العودة: أعتقد أن النقد من الإيجابية، وأنا فيما يخصني شخصياً أنا لا أؤثر أن أكون نقاداً فحسب أؤثر أن أكون الوجه الإيجابي للأشخاص وللأشياء، وأن يكون النقد عندي ثانياً وبقدر معقول. لكنني أدري أن الناس خلقوا مختلفين تماماً ينتقدون الحكومة وأدائها، ينتقدون الوزارة، ينتقدون رجال الأعمال، ينتقدون القنوات، ينتقدون الدعاة أو العلماء أو المتحدثين.

تركي الدخيل: هل هي مرتبطة بشعب معين أم هي ظاهرة؟
د. سلمان العودة: هي في الواقع أنها ظاهرة، ولكن ربما في مجتمعاتنا هي أكثر بسبب أن مجتمعاتنا إلى حد ما كانت محرومة من النقد، ولا يُسمح لأحد أن يتكلم بشكل قوي في وقت مضى، ولذلك أكثر الشعوب الآن تستخدم ما يسمى بالمنتديات هي الشعوب العربية والإسلامية حتى في الغرب أعتقد أنها غير موجودة في الانترنت أو على نطاق ضيق..

تركي الدخيل: موجودة بس على نطاق ضيق، طيب فيما يتعلق أيضاً يعني..
د. سلمان العودة: الناس إذا انتقدوا هذا يحدث عندهم تنفيس، ولذلك الذي يقول كلام بلغة حادة المرة الثانية يقولها بلغة أكثر هدوء، نتمنى أن ينتقد الناس وأن تكون لغتهم راقية، لكن هذا ليس بمقدورنا فإذا لا يمكن إلا أن يكون نقداً ولو كان جارحاً فمرحباً به.

المجتمعات الإسلامية بحاجة للانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة

تركي الدخيل: جميل، في ذات البرنامج تتحدث أن شاشة السينما أصبحت الآن قائمة في كل بيت بل وإن شئت قل في كل غرفة توجد شاشة عرض سينمائية، لا تعرض فيلماً واحداً أو مادة جديدة فقط وإنما تعرض العديد من الأفلام أو البرامج، وأشرت إلى أن المجتمعات العربية والإسلامية بحاجة للانتقال من سياسة المنع إلى ثقافة المناعة، ألم تكونوا أنتم يعني في الصف الإسلامي إن صحت العبارة تحذرون وتتطالبون بالمنع في السابق؟
تركي الدخيل: هو صحيح أنا لا أنكر أنه على سبيل المثال لما جاءت القنوات الفضائية أو كنا نسمع عن الفضائيات، كان هناك تخوف ورعب شديد، تخوف سياسي السلطة السياسية تخوف علمي تخوف اجتماعي، لكن هذه الأشياء طبعاً..

تركي الدخيل: تخوف ديني معظم العلماء والنقاد كانوا يحذرون وصاروا يطلعون بالقنوات..
د. سلمان العودة: بالضبط ولكن.. الآن مثلاً لا يزال في بلد مثل ماليزيا الآن لا توجد هذه الأقمار إلا بتحفظ وضبط، ويمكن في بيوت وزراء أو غيرهم..

تركي الدخيل: في كيبلات..
د. سلمان العودة: لا حتى الكيبلات مضبوطة محددة، بينما في بلاد الخليج العربي هذه الأشياء يعني متاحة الإنسان بمئتي ريال يشتري دشاً وأيضاً يشتري بعض البرامج أو البطاقات المشفرة سواء كانت رياضية أو أفلاماً أو حتى أشياء إباحية يتم تداولها، ومن هنا أصبح من المهم جداً التركيز على أنه بدلاً من أن نتحدث فقط عن المنع حيث لا وجود له، والإنترنت يمكن من خلالها الإنسان يحصل على كل ما يريد والفضاء يعني "جاؤوكم ومن فوقكم ومن أسفل منكم" نعمل كيف نوجد المانعة كما ذكرت، وأؤكد أنه هنا هذا يؤكد أن التغيير إذا تم بإردتنا استطعنا أن نتحكم فيه.

تركي الدخيل: شيخ سلمان أنت تتحدث عن أهمية المناعة، ولكن أمامي هنا خبر إذ نشرت الوكالة الشيعية للأنباء إباء أن الشيخ سلمان العودة كان له دور في إقناع المسؤولين في mbc ببث مسلسل الخطايا الثمان، وجاء في الخبر اللي نشر في 12/3/2007 أن مصادر سعودية مطلعة كشفت لهذا الموقع أن الشيخ سلمان رجل الدين الوهابي المتطرف الذي يحمل لواء الإساءة للشيعة وتكفيرهم هذه الأيام وبقوة، كان هو صاحب فكرة بث مسلسل الخطايا الثمان لأن المسلسل مسيء للشيعة بشكل كبير، وهذا يتماشى مع ما هو مطلوب حالياً، وتقول أنك أنت اللي أثرت على إدارة القناة؟ على عكس إن صح هذا الخبر فهو عكس فكرة المناعة.
د. سلمان العودة: نعم أنا طبعاً أتحفظ على الاسم هذا.. بعض الأسماء يعني ليس لا وجود لا يبدو لي قضية بعض وكلات الأنباء أو كذا..

تركي الدخيل: نتعامل مع المادة بعيداً..
د. سلمان العودة: لكن فيما يتعلق بالمادة، أولاً لم يكن عندي قناعة بشيء تعرف أنت أنه أنا أملك الجرأة أنني أعبر عن رأيي وليس من خلال الدسائس، أمر آخر أنه جميل يعني شعور أحد بأنه ينزعج من الحديث عن سلبياته هذا جيد، لكن الأجود منه أن نشعر بالعار من وجود هذه السلبيات وليس من الحديث عنها.

تركي الدخيل: شلون؟
د. سلمان العودة: لما يكون في بلد من البلدان والله مثلاً فيه تفسخ.. في بلد من البلدان فيه تفسخ على الشاطئ كمثال، تحدث أحد عن هذا الموضوع يكون هناك انزعاج لماذا تكلم، هذا قد يكونوا معذورين أولئك الناس لماذا تتحدث، لكن أجمل من ذلك أن نقوم بمعالجة السلبية ذاتها بدلاً من معالجة فقط الحديث عنها. الأمر الثالث أنه بالعكس أنا يعني لو أحد استشارني من.. لم يحدث في نشر مثل هذه المسلسلات لكنت أشير بعدم نشرها لأني متأكد أن هذه المسلسلات في النهاية ستربي الشباب على أصول المواعدات والعلاقات، وشبابنا وبناتنا مثلما يقولوا في المثل لا توصي حزين على البكا يعني في الأمور هذه.

تركي الدخيل: ما يبي لهم حث..
د. سلمان العودة: ما يبون حث إيه نعم..

تركي الدخيل: طيب هل هذا الوصف اللي وصفك الخبر أياً كانت القناعة فيه أنك تحمل لواء الإساءة للشيعة وتكفيرهم هذه الأيام؟
د. سلمان العودة: أرجو أن لا يكون صحيح إن شاء الله، أنا يعني أعاهد ربي إن شاء الله أني ما أظلم أحد وأنا أعرف ذلك ولا أسيء إلى أحد بغير حق، لكن هذا لا يعني أبداً أن الإنسان يضلل، لأن مسألة وجود فرق واضح بين السنة والشيعة هذا يعني مما نركز عليه أن الخلاف ليس فرعياً أو فقهياً هو خلاف يمس الجذور والأصول في الجملة، الشيعة ليسوا شيئا واحداً أنه عد 74 فرقة وآخرون عدوا 300 فرقة مثل.. يعني كثير من المؤلفين فلا يُحشرون في زاوية واحدة فيهم فئات مختلفة وفيهم المعتدلون وفيهم المتوسطون وفيهم الغلاة..

تركي الدخيل: مثل السنة بنفس الشيء..
د. سلمان العودة: يعني على أي حال هذا أمر موجود يعني..

تركي الدخيل: يعني ما جازت لك هذه الحالة، تعتبر أنه فيه فرق..
د. سلمان العودة: هذا إيه طبعاً..

تركي الدخيل: ما فيه متطرفين في السنة ما فيه غلاة..
د. سلمان العودة: لا هذا أي شعب من الشعوب، حتى خارج الدائرة الإسلامية هذا كتنظير موجود على أي حال.

تركي الدخيل: في أحد المقالات في 31 يناير 2009 كتبت مقالاً بعنوان "كن طفلاً" وقلت: "كن طفلاً واستمتع السعادة هي إحساس داخلي بالفرح نبرمج عليه نفوسنا ونلتقط خيوطه من كل مناسبة مهما كانت صغيرة، وكأن السعادة هي عادة الاستمتاع بالأشياء متعة تتجاوب معها كل مكونات الإنسان النفسية والعقلية والجسدية" كيف يمكن.. ماذا تريدنا أن نفعل؟
د. سلمان العودة: بالضبط يمكن هذا ترى له علاقة بكل ما سبق، أن فكرة العفوية الصفاء مع النفس ومع الآخرين، حسن النية، التخيل أن الحياة هي مجموعة مؤامرات وخيوط ودسائس هذا يؤثر حتى على استمتاع الإنسان بالحياة، الأطفال مدرسة. الحسن البصري كان يقول نتعلم من الأطفال سرعة الدمعة، نتعلم من الأطفال كيف يتغاضبون ثم يتصالحون بسرعة، نتعلم الأطفال أنه لا يبالغون في حمل همّ المستقبل، نتعلم من الأطفال روح الفريق الواحد، يعني أمس رأيت طفلاً لأحد أصدقائي بمجرد ما رآني قالي إذا كنت سعيداً أو فرحان فصفق بأصابعك، إذا كنت فرحان فصفق بيديك، إذا كنت فرحان فاضرب برجليك..

تركي الدخيل: يطلع واحد يقول لك ما يجوز.. خاف يطلع واحد يقول لك ما يجوز..
د. سلمان العودة: فأنا قلت له إذا كنت فرحان فارفع يديك واشكر لله سبحانه وتعالى ولوالديك، يعني فروح العفوية الوضوح البساطة أخذ الحياة، الأطفال أنفسهم أحياناً أن نحذر من أن نغتال براءة الأطفال من خلال أن نوظفهم ضمن فريق ضد الأم أو ضد الأب أو ضد طائفة معينة، الحفاظ على هذه البراءة وعلى هذا الوضوح لأجيال المستقبل من أهم المقاصد.

تركي الدخيل: انتهى الوقت بس فيه سؤال مهم ألا تعتقد أنه من اغتيال براءة الأطفال تزويج الصغيرات؟ يحدث الآن نرى أخبار كثيرة بالتاسعة والعاشرة من العمر تُزوج.
د. سلمان العودة: أعتقد أن هذه قضية يجب أن يكون هناك موقف يعني رسمي وقانوني يضع تحديداً لمثل هذه الأشياء، نعم عائشة رضي الله عنها تزوجت في فترة مبكرة لكن هذا ليس يعني لكل أحد من الناس، الأولياء نعرف بعض الأولياء الآن أصبحوا يتاجرون بالبنات، وبعض الأولياء قد يقع منهم عدوان على البنات..

تركي الدخيل: أنت ضد تزويج الصغيرات؟
د. سلمان العودة: ضد تزويج الصغيرات في مثل هذا السن نعم.

تركي الدخيل: ما هو السن اللي تعتقد أنه أنسب شي اللي يبدأ..
د. سلمان العودة: اللي يتوافق عليه يتم التوافق عليه، من الصعب تحديده يعني الآن لكن يجب أن يكون هناك توافق عليه وهناك جهات مسؤولة، يعني لو يوجد نظام في البلد بلادنا مثلاً فيما يتعلق بحقوق المرأة معاملة المرأة التحرش مثلاً بالبنات عقوبته، حقوق حتى الأبناء حقوق الآباء بما في ذلك موضوع التزويج وأن يكون له سن قانوني لا يمنع من ذلك يعني.

تركي الدخيل: شكراً لك شيخ سلمان العودة.
د. سلمان العودة: بارك الله فيك.

تركي الدخيل: شكراً لكم أنتم إيها الإخوة والأخوات على متابعة هذه الحلقة من إضاءات حتى ألقاكم في حلقة مقبلة، هذا تركي الدخيل يترككم في رعاية الله وحفظه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

( نشر بموقع قناة العربية - 31 ماي 2009 ) .


السبيل أونلاين - آراء وتحليلات

 

من أجل التأسيس لنصرة غزة
الموضوع الأول من القسم الأول: هل أحداث غزة محرقة أم صمود ومقاومة؟
الحلقة الثامنة :أحداث غزة صمود رغم انعدام أي ميزان قوى مادي

رأينا أن أحداث غزة كانت محرقة (الحلقة1)، و كانت جريمة مشهودة (الحلقة2)، وهي في الذهنية الإسلامية "أخدود" العصر (الحلقة3) . ولم يبق الأمر عند هذا الحد بل تبع هذا الطغيان طغيان بمحاولة تحريف حقائق هذه الأحداث وقلبها (الحلقة4) ، وطغيان دولي مصر على مواصلة ظلم الضحية بالحصار الفاضح ، بل وبتحويل العقاب إلى دوائر أنصار غزة (عمر البشير) كرسالة ناطقة أن العقاب لأهل غزة ولأنصارهم وليس لإسرائيل وأوليائها (الحلقة5).

إلا أنه مع وجه "المأساة المحرقة" هذا ، كان للأحداث وجه آخر أيضا ، وجه الصمود و المقاومة بحجم الوجه الأول، المُهدَّد أن يغمره وجه المأساة وأن يُنسى في زحمة التحديات . بدأنا تناول هذا الوجه وبشكل أولي في الحلقة السابقة وقد كانت بعنوان ”الصمود والمقاومة الوجه الآخر لأحداث غزة مكافئ لوجه مأساة المحرقة”، وسنرى هنا الحلقة الثانية فيه وهي بعنوان "أحداث غزة صمود رغم انعدام أي ميزان قوى مادي" وذلك وفق الفقرات التالية :

1. معنى النصر والهزيمة ومستوياتهما
2. غزة ليس لها أدنى المقومات المادية للصمود
3. في الجانب المقابل كانت غزة في مواجهة إسرائيل وحلفائها
4. لم يكن من سبيل أمام أهل غزة غير سبيل الصمود والمنازلة رغم انعدام موازين القوى
5. مرتكزات إعداد وإدارة قيادة غزة للمعركة
6. أهل غزة يستحقون منا الحفاوة والإكبار أكثر مما يستحقون الرثاء والإعذار
7. خاتمة : أعطت غزة الامل للشعوب المستضعفة المقهورة بميزان قوة ساحق

(1) معنى النصر والهزيمة ومستوياتهما :

إن مدار الأمر كله هو نصرة الحق بدءا من نصره في أنفسنا . وبقدر نصر الحق في أنفسنا بقدر ما تكون قوة هذه الأنفس وصمودها . ومثل هذه القوة ومثل هذا الصمود هما أساس النصر والتمكين في الواقع وبدايتهما . وبالاستمرار على ذلك صبرا ومصابرة ومرابطة يتحقق في الأخير النصر والتمكين بإذن الله تعالى.

إن أهل غزة قد نصروا الحق في أنفسهم فأمدهم الله بالقوة التي بها ثبتوا وصمدوا ، ثباتا وصمودا أفشل مخططات العدو حتى لم ينجز ولا هدفا واحدا .

ولمزيد الوضوح نقول إنه يمكن أن نقدّر أن النصر والتمكين مستويات أربعة :

1. مستوى أساسي وهو نصر الحق في الأنفس، وهذا أصل كل نصر حقيقي، ويخوّل مع الثبات عليه أن يتحقّقَ في الأخير في الواقع . ومثل هذا النصر يمكن أن يكون حتى مع الغلبة الظاهرة والكاملة للآخر ، وومع تحقيقه لكل أهدافه المادية والظاهرة.
2. وأما المستوى الثاني فيكون ، مع تحقق المستوى 1 ، الحيلولةَ دون النصر الظاهر للطرف الآخر.
3. والمستوى الثالث يكون ، مع تحقق المستوى 1 و2 ، تحقق الهزيمة الظاهرة للطرف الآخر .
4. والمستوى الرابع يكون ، مع تحقق المستوى 1 و2 و3 ، تحقق الهزيمة النفسية للطرف الآخر .

هذه هي كافة المستويات من النصر والهزيمة ، وفي حالة طرف مها جم على آخر صامد كما في حالة غزة فلا يكون وقتها إلا المستوى 1و2 . وبشكل عام فإن النتيجة تكون وفق معادلة الهجوم والصمود، فبقدر نقص الصمود على قدر الهجوم تكون الهزيمة . وفي حالة غزة فقد كان الصمود بفضل الله مكافئا بشكل واضح وعجيب للهجوم ، مما يعنى تحقيقها للمستوى الأول والثاني من النصر تحقيقا كاملا .

هذا هو القدر من النصر الذي أمدّ الله به أهل غزة ، ولا ينبغي أن ننساق وراء الحديث عليه بإطلاقه ، ولا الحديث عنه منفكّا على نصرة الحق في الأنفس .

وهذا القدر من النصر هو قدر عظيم ، وأمر عجب بكل المقاييس ، وهو ما سنعمل على أن نراه بوضوح أكثر مع ما سنقوم به فيما يلي من مقارنات .

(2) غزة ليس لها أدنى المقومات المادية للصمود :

قطاع غزة - وهو الطرف المهاجَم – لم يكن له أدنى المقومات المادية للصمود ، ويكفي لإدراك ذلك ذكر الحقائق التالية:

1. قطاع غزة ذو مساحة جغرافية ضيقة جداً .
2. وهو أعلى مناطق الكثافة السكانية في العالم.
3. وخال من الموارد .
4. ومحكوم وأسير الاتفاقيات السابقة القاضية بأن "إسرائيل" هي الممون الرئيس للماء والكهرباء والوقود والبضائع التجارية .
5. وهو منطقة مكشوفة أمنياً وساقطة عسكرياً.
6. ومنطقة لا عمق جغرافي لها ولا عمق عسكري.
7. ومنطقة معزولة عن محيطها من البر والبحر والجو.
8. ومنطقة لا تتوفر على قوات جوية أو بحرية ولا على أسلحة ثقيلة .
9. ومنطقة لا تتوفر على حليف عسكري أو سياسي للمقاومة .

ومع هذا ينبغي أن لا ننسى أنه تم انهاك القطاع واستنزافه بحصار سكانه المليون ونصف مليون من البشر حتى ظن الكيان الإسرائيلي والكائدون معه أنّ الفرصة حانت للإجهاز على المقاومة ، فكان شنّ تلك الحرب المحرقة البربرية التي بدأت بتدمير من اللحظة الأولى كافة المقرات والمكاتب القريبة من المقاومة في كافة المجالات.

(3) في الجانب المقابل كانت غزة في مواجهة إسرائيل وحلفائها :

وفي الجانب المقابل ينبغي أن لا يغيب عن الأذهان أنّ إسرائيل هي قبل كلّ شيء قاعدة عسكرية أمريكية ، وطليعة من طلائع الغرب العاملة في الخطوط الأمامية، وعلى خطوط التماس مع البلدان العربية خصوصاً . ولذلك فإنه عندما يتوجه الجيش الإسرائيلي لتدمير قطاع غزّة المحاصر وقتل شعبه الأعزل فإنّ من يفعل ذلك في حقيقة الأمر هو الغرب بكامله .

وبناء على ذلك ، فقد يكون مدعاة للذهول وعدم التصديق أنّ المقاومة الشعبية الفلسطينية في قطاع غزّة، بظروفها الصعبة وأسلحتها البسيطة، وإمكانياتها المعدومة التي رأينا ، واجهت على مدى أيام وأسابيع مثل هذه القوة . وقد كان من المفترض أن لا تفعل وأن لا تعرّض نفسها لهذا الخطر الرهيب أصلاً، وأن تتحاشاه على الفور برفع الرايات البيضاء عندما يتجه نحوها لمهاجمتها .

(4) لم يكن من سبيل أمام أهل غزة غير سبيل الصمود والمنازلة رغم انعدام موازين القوى:

إلا أن هذا الكلام الذي قد يظن فيه البعض بعض السلامة هو كلام نظري ، حيث لم يكن في حقيقة الأمر أمام أهل غزة من سبيل آخر غير الصمود والمنازلة رغم اختلال موازين القوى . لقد أدرك أهل غزة بما عاشوه من تجارب أن القتل، والدمار الإسرائيلي زاحف إليهم لا محالة ، سواءا صمدوا وقاتلوا كالرجال ، أو فروا من أرض المعركة . إنه لا مناص لهم من ملاقات الموت ، ولم يكن لهم من سبيل إلا الصمود والمنازلة مهما انعدمت موازين القوى .

لقد ظن الإسرائيليون أن في مهاجمة غزّة، المحاصرة والمجوّعة والمعدومة من شروط ووسائل الدفاع ، فرصة مضمونة لا تفوّت ، فقطاع غزّة – كما تقدم - لا يعدو كونه حيّاً مكتظّاً من أحياء المدن الكبرى، ينهض على أرض صغيرة، منبسطة مثل راحة الكفّ. وليس هناك ما يحول دون تدميره واجتيا حه سوى بنايات مهترئة وأجساد ساكنيه الجائعة الهزيلة . ويكفي لتحقيق هذا التدمير عملية من "الرصاص المصبوب" بكل ما يشمله من وسائل الحرق والقتل والتدمير المشروع وغير المشروع .

(5) مرتكزات إعداد وإدارة قيادة غزة للمعركة :

ومع هذا كله لم تحقق إسرائيل ولو هدفاَ واحداَ مما أعلنته ، وكان هذا الفشل الذريع هو لبّ انتصار قيادة غزة . والمتابع لإدارة هذه القيادة للمعركة والإعداد لها يمكن أن يلاحظ أن لها مرتكزات أساسية ثلاثة وهي :

المرتكز الأول : حين تكون الحرب بين طرف مفرط في القوة و طرف آخر مفرط في الضعف – المادي – يصبح الثبات على الموقف بالإمكانيات المتاحة والممكنة هو أعظم انتصار، ويصبح تحقيق النصر لا يتحقق بالمواجهة المباشرة مع المهاجم ولكن بإفشال أهدافه .

المرتكز الثاني : الاحتضان الشعبي:
علمت قيادة غزة أنها لا يمكن أن تنجح في صد العدوان دون احتضان شعبي لها، فعملت منذ اللحظة الأولى على التعبئة المعنوية الإيمانية وإيضاح الحقائق للجميع والقيام بواجبها كحكومة شرعية من الوفاء باحتياجاته قدر المستطاع. ولم تكن هذه التعبئة الشعبية في الحقيقة وليدة المعركة ولكنها كانت جزءا أساسيا من مشروع حماس الحضاري . وكان أهم ما قدمته حماس للشعب الفلسطيني هو النموذج والقدوة في التضحية والفداء.

المرتكز الثالث : اللجوء إلى الله احتماءا واستمدادا:
هذا المرتكز هو مرتكز حياة المؤمن كلها ، إلا أنه تتجلى ضرورته ، وتبرز خطورته في الظروف الصعبة ، وخاصة في الصراعات التي ينعدم فيها ميزان القوى بالكامل كما هو في حالة غزة . وقيادة غزة - بالنظر لإيمانها وطبيعة مشروعها الحضاري وظروفها الصعبة وموازين القوى المعدومة - كان اهتمامها واضحا بهذا المرتكز ، وهو اهتمام لا يمكن اعتباره سليما إلا إذا لم يخلَّ بإعداد القوة قدر الاستطاعة ، إبداعا وإحسانا للتوظيف . وقد رأينا كل هذا بجلاء في إعداد وإدارة قيادة غزة للمعركة .

هذه جملة مرتكزات إعداد وإدارة قيادة غزة للمعركة ، قد برزت جميعها بوضوح ، فأحدث الله على أيديهم وأيدي أهل غزة المفاجأة المذهلة ، وخرجت غزة وقيادتها بذلك من المعركة و هي تمثل كل رمزية الصمود و المقاومة لمعظم شعوب العالم .

(6) أهل غزة يستحقون منا الحفاوة والإكبار أكثر مما يستحقون الرثاء أو الإعذار:

ليس غريبا أن تستحوذ على مشاعرنا وجه المأساة لأحداث غزة ، ولكن - كما تقدم بيانه – لا يمثل هذا إلا نصف الحقيقة . إنه من الظلم ومن التضليل إهمال نصف وقفة أهل غزة، وصمودهم ومقاومتهم وخاصة ما ارتكزت عليه من مرتكزات .

ولم يبدأ هذا الصمود من المحرقة الأخيرة بل كان بعد صمود في مواجهات عديدة سابقة ، مواجهات المساومة والحصار والاغتيال والاختراق والمكائد . لقد تقوّت حالة الصمود هذه لدى الفلسطينيين في غزة حتى أرّقت - إضافة إلى إسرائيل - بعض النظم العربية، وبعض القوى الدولية التي فضحها مثل هذا الصمود . وهذا ما دعا هذه القوى للاتفاق على توجيه ضربة قوية لحركة حماس وللمقاومة وللإرادة الفلسطينية الشعبية الصامدة ، للتخلص دفعة واحدة من مشهد الصمود والمقاومة في غزة . فكانت الحرب المحرقة وكان معها بفضل الله ذلك الصمود العجيب . إنهم رغم كل ما تعرضوا له من حمم أمطرتهم بها آلة الحرب الإسرائيلية بكل جبروت وقسوة، ظلوا رافضين للركوع والتسليم، وجاء سيل الشهادات التي سمعناها بعد وقف المذبحة على ألسنة الأطفال والنساء والشيوخ، تجمِع على أن طائر الفينيق الذي تحدثت عنه الأسطورة، قد خرج حياً من تحت الرماد، وثبتت رؤيته في غزة.

لأنهم لم يركعوا ولم يرفعوا رايات التسليم فإنهم نجحوا وأفشلوا خطة عدوهم . مثل هذا كلام لا يروق لبعض الساسة والمثقفين من بني جلدتنا ، إلا أن هذه هي الحقيقة ، وقد تحدثت بها حتى كتابات أغلب المعلقين الإسرائيليين حيث قالوا إن إسرائيل فشلت في توفير صورة النصر في معركة غزة، وإن عملية القتل البشعة التي أنهت بها مهمتها في غزة تدل على أنها هزمت في هذه المعركة ، ولم تحقق هذه الحرب إلا صور الأطفال والنساء والقتلى، التي أوْصلت إلى عشرات الملايين في العالم رسالة سلبية عن إسرائيل وجيشها.

ليس دقيقا القول بأن المقاومة هزمت القوات الإسرائيلية، والصحيح أنها صمدت وصمودا مكافئا أمام تلك القوات ، بل وصمودا تحوّل به الرعب - بفضل الله - إلى الطرف المهاجم حتى قالوا : كانت الحرب "حرب أشباح لا نرى فيها مقاتلين بالعين المجردة، لكنهم سرعان ما يندفعون صوبنا من باطن الأرض. لقد كنا نتحرك في الشوارع ونحن ندرك أن أسفل منا مدينة خفية تعج بالشياطين".

لقد فوجئ الإسرائيليون بكل ذلك ، ورأوا ورأى الناس أبناء غزة على شاشات التلفزيون طوال المذبحة وبعدها، فلم يسمعوا واحداً منهم أعلن تمرده أو سخطه على الأوضاع في القطاع، مجمعين على أن رأس المقاومة هو المطلوب وتركيع الفلسطينيين هو الهدف.

إنه رغم الجحيم الذي عاشوا في ظله ، والمآسي التي لحقت بهم، فإنهم لم يفقدوا صبرهم . لقد كشفت محنتهم عن معدنهم الحقيقي، بالتحامهم وتكافلهم وإصرارهم على الاستمرار والثبات على الأرض . إن القصص التي تروى عن المدى الذي بلغه الالتحام والتكافل لا تكاد تصدق، وكلها تثير الدهشة والإعجاب. يتحدث القادمون من غزة عن الموسرين الذين كانوا يشترون شاحنات الخضار وأكياس الدقيق ويوزعونها على المعوزين. يتحدثون أيضاً عن البيوت التي فتحت لمن دمرت مساكنهم، وعن الثياب والبطانيات التي جمعت لتوزع على الذين لاذوا بالخيام احتماء من البرد. وعن السيدات اللاتي أصبحن يخبزن يومياً مئات الأرغفة لجيرانهن، وأخريات كن يتناوبن طبخ العدس والبقول ويبعثن بالوجبات الساخنة إلى أماكن تجمعات الفارين من الجحيم. يتحدثون أيضاً عن الكيروسين (غاز طاقة) الذي كانوا يتقاسمونه في ما بينهم يوماً بيوم، لإشعال المصابيح والمواقد البدائية التي أصبحت تهرب من مصر، بعدم اختفائها هناك منذ عقود .. إلخ.

ولا يقلّ إدهاشا عن ذلك حالة الانضباط الشديد التي مر بها القطاع، حيث كانت أجهزة السلطة تتولى طول الوقت الإشراف على توزيع الخبز والبطانيات والكيروسين. ورغم أن الدوائر كانت معطلة، إلا أن رواتب الموظفين كانت تصل إليهم في بيوتهم. ورغم أن القصف المكثف كان يمكن أن يدفع ألوف البشر إلى الاتجاه صوب الحدود المصرية ومحاولة عبورها هرباً من الموت، إلا أن ذلك لم يحدث، ووقفت شرطة القطاع تحرس الحدود وتؤمنها. وفور إعلان وقف إطلاق النار، سجلت الفضائيات كيف تحركت الأجهزة لضبط المرور وإزالة ركام الأبنية المدمرة، والتخلص من النفايات. وقبل هذا وبعده، رفع الأنقاض بحثاً عن الأحياء وانتشال بقايا الجثث. لقد دبت الحياة في طائر الفينيق بعد أن ظن أنه قد شبع موتا .

(7) خاتمة : أعطت غزة الامل للشعوب المستضعفة المقهورة بميزان قوة ساحق

يقول الشيخ راشد الغنوشي : غزة كانت قلعة الشموخ والاباء ، فعلى صغر حجمها قد صنعت بفضل الله الحدث، محدثة بصمودها زلزالا في النفوس وفي موازين القوى العسكرية والسياسية والاقتصادية .

لم تستسلم غزة رغم كل شيء ، وأثبتت إمكان صمود اللحم في مواجهة السكين والايمان في مواجهة السيف والحق في مواجهة القوة والخيرالمتسلح بالعزيمة والاصرار في مواجهة الشر المدجج بالسلاح . لقد أعطت غزة الامل للشعوب المستضعفة المقهورة بميزان قوة عسكري واقتصادي وإعلامي ساحق، أنها إذا تسلحت بالايمان والعزم، بما يتجاوز حاجز الخوف من الموت الى حد عشقه ، أنها مهما كانت أسلحتها بسيطة ومهما بلغت غطرسة السلاح وعربدة القوة ، قادرة على الصمود والذب عن حقوقها وحرماتها ورد المعتدين على أعقابهم يجرون أذيال الخيبة والخزي والعار.

هذا كلام صحيح ، وحقيقة هامة جلّتها لنا أحداث غزة ، بشرط أن توضع في سياقها السليم ، وهو ما لا نراه أنه هو المقصود هنا من كلام الشيخ .

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب .

كتبه : محمد شمام


السبيل أونلاين - في علم الإدارة

 

 

علم الإدارة في بيوتنا- الجزء الثاني

ولسائل أن يسأل: مجموعة المهام التي ذكرتها هي أنشطة مكاتب ومؤسسات، والعائلة ليست شركة أو مؤسسة ؟.

أقول بأن علم الإدارة ليس مقتصرا على المكاتب والإدارات فقط ، بل إننا في بيوتنا نمارس هذه الأنشطة بوعي أو بدون وعي.

فكما أن لكل شركة او جمعية خطة تلتزم بالمعايير المعتمدة في الخطط، فللأسرة أيضا خطة غير مكتوبة في الغالب.

والمطلوب على وجه التأكيد أن يكون للأسرة أولا رسالة وقيم تتكئ عليها في مسيرتها، وهي من العناصر الأساسية للخطة العائلية وهي بالنتيجة ستكون مصدر إلهام للعائلة. وهي ما يسعى جميع أفراد العائلة للالتزام بها ، وهي تركز على مجموعة طموحات مجموع أفراد الأسرة .

هذا وسيكون لكل فرد خطة مختلفة تبرز فرديته في الشكل والمحتوى، ولكنه تبقى جزءا لا يتجزأ من الكل ألا وهي الخطة العامة للعائلة. ولعلك تلاحظ معي أن خطة الفرد – العضو في مؤسسة الأسرة- من المفترض أن تعزز قوة الأسرة مهما حصل على خطتها من تغييرات ولكن المحصلة أن خطة الفرد ستكون عنصر دعم وإسناد وليست تبديدا وتشتيتا .
وإذا حل عضو جديد على الأسرة بمعنى مولود جديد يمكننا كما اقترح ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع:
" أن نعطيه هدفا ما كي يحققه خصوصا إن كانت العلاقة والتدريب والتوجيه جيدة.
لكن عندما ينضج هذا الشخص (المولود الجديد) ..فنراه يود المشاركة الفعالة وإن لم يحصل على هذه المشاركة فلا يعود يؤمن بمبدأ التقرير (الخطة العامة).." .
ويحدثنا ستيفن عن تجربته الشخصية مع اختلاف الفوارق طبعا فيقول :
" في منزلي نعلق عادة تقريرنا العائلي (خطة الأسرة) على حائط يتوسط غرفة الجلوس بحيث يراه الجميع كي يعكس يوميا ما في داخلنا...

عندما نقوم بتخطيط أهداف العائلة ونشاطاتها نسأل أنفسنا:
على ضوء هذه المبادئ ، ماهي الأهداف التي سنعمل عليها ؟ ماهي مخططاتنا لتحقيق الأهداف وتفعيل قيمنا؟. كما نقوم بمراجعة تقريرنا(الخطة) مرتين كل عام... عند بداية الفصل الدراسي وعند نهايته، وبهذا ندرس الوضع الجديد وتطوره ونفرزه فنشعر أنفسنا بالتجديد والإلتزام بما نؤمن به ونعلم تماما أين نحن".
وإذا حصل نجاح لأحد أفراد الأسرة سيعم هذا النجاح في الغالب على كافة الأعضاء وتلحظ حالات الانشراح والافتخار.

1. التنظيم :
إذا بحثت في علم الإدارة سوف لن تظفر بمفهوم واحد لمصطلح التنظيم بل ستجد تعاريف عديدة. ولتبسيط الأمور في مقام الحديث عن العائلة يسعنا التركيز على عنصرين أساسيين للمصطلح:
- الهيكل التنظيمي: ويقصد به رسم الصورة الفوتغرافية أو الخريطة التي تعكس شكل كيان المؤسسة وهو الإطار التنفيذي للخطط والبرامج الموضوعة لتحقيق الأهداف. يمكن أن يكون رسم الهيكل التنظيمي على الطريقة الدائرية ، الطريقة العمودية، طريقة المصفوفة ، طريقة الشجرة أو الطريقة الهرمية إلخ...
-إدارة الموارد البشرية والمالية المتاحة.
وهذين العنصرين يتجسدان تماما في أعمال الأسرة، فلكل أسرة بنية تنظيمية تقودها تبرز فيها بوضوح السلطات وتقسيم العمل بين أفراد الأسرة.

الهيكل التنظيمي لأي أسرة مهما كانت صغيرة يتكون من قيادة مشتركة يمثلها الأب والأم مع اختلاف التخصصات في بعض المجالات ، ثم أعضاء عاملون في مؤسسة الأسرة. فالنظام الأسري –العائلي- يظهر أكثر في العائلة بمفهومها الأوسع خاصة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية، حيث تتكون العائلة من مجموع العائلة الكبيرة.
وتقوم قيادة الأسرة بدمج كافة الموارد البشرية والمالية وحشد كل الإمكانات المتاحة للوصول لمخرجات وإنجازات في الأصل أن تكون مخطط لها ومقصودة من عملية الدمج هذه.

حالات النجاح والفشل في العائلات تعود لمدى قدرة قيادة الأسرة على الاستفادة من الإمكانات المتاحة بين يديها. وما يطرأ على إدارة العديد من العائلات من عوامل الأزمات تنبع من نقص في قيادة العائلة لما يسمى بمهارة اكتشاف الخلل.

ثم تكون العناصر المتبقية في علم الإدارة وهي التنفيذ والتحفيز والمتابعة لن أبحثها في هذا الموضع خوفا من التمطيط الممل للقارئ وحتى أنتقل بك للحديث عن مهارة مهمة في إدارة العائلة وهي إدارة الوقت وهو ما سأتطرق له في الجزء القادم بإذن الله تعالى.

(البقية في العدد القادم إن شاء الله تعالى)

إعداد : الطاهر القلعي


السبيل أونلاين - مراسلة طلبة تونس
الإعلام الإلكتروني في معركة تحرّر الإنسان ( 1 )

يشهد مجال الإعلام ثورة حقيقية غيرت من معادلات العلاقة بين الوسائل الإعلامية التقليدية و المتلقي الذي أصبح بإمكانه الحصول على المعلومة بأيسر الطرق و أقل التكاليف و بانسياب لا مثيل له في تاريخ البشرية وهو ما تسبب في الإطاحة بالعديد من الإمبراطوريات الإعلامية التي كانت تحتكر المعلومة و تتصرف فيها و توجهها حسب مصالح القائمين عليها أو الأطراف التي تقف وراءها وهو ما فتح آفاقا رحبة أمام عامة الناس للتحرر من الإحتكار و الكبت و الرقابة التي تفرضها قوى القهر و الظلام عدوة الخير و الشعوب .... و هذا التطور الهام يفرض في نفس الوقت مسؤولية كبيرة على النخب الواعية للإلتصاق أكثر بهموم الجماهير و القرب منها و تمكينها من المعلومة المفيدة بمختلف الوسائل الممكنة حتى تعي واقعها و تتجاوز مرحلة الجمود و الإنتظارية و السلبية ...

إنها إذا فرصة تاريخية للتحرّر من الإعلام المخدّر للعقول و المكبّل للإرادات ...

- إعلام الإنحطاط الذي يكرّس الصنميّة و يسعى - دون كلل و لا ملل - إلى فرض الوصاية و الحجر على العقول

- إعلام الهزيمة و التوهين و تمرير المشاريع المشبوهة باسم " الإعتدال " وهي كلمة حق أريد بها باطل

- إعلام التطبيع مع الصهيونية

- إعلام تكريس النمطية في التفكير

- إعلام الميوعة و الإستهتار بالقيم الأخلاقية و العائلية

- إعلام الحقارة و التحقير و السخافة و الإستهزاء بعقول المثقفين و عموم جماهير الشعب

ربما يجهل الكثيرون في زحمة الواقع الإعلامي أن اللغة العربية تحتل حاليا المرتبة الرابعة - بعد الإنجليزية و الصينية و الإسبانية - من حيث الإستعمال في الإنترنت و من المتوقع أن تقفز إلى المرتبة الثانية في سنوات قليلة حيث تعتبر اللغة الأسرع تطورا ضمن لغات العالم في الشبكة العنكبوتية

المعلومة في خضم المعركة :

من يملك المعلومة الصحيحة و الغزيرة و القدرة على تحليلها و الإستفادة منها هو الأقدر على اتخاذ القرار الصائب و التوجه السليم في أي شأن من شؤون الحياة و لذلك فمن الضروري أن يعمل أصحاب المبادئ و الملتزمين بقضايا أمتهم بكل جدّ عل توفير المعلومات و العمل على انسيابها و تدفقها بغزارة و تمكين كل الفئات الإجتماعية منها حتى يرتقي وعيها و تستنير عقولها و تكون بالتالي قادرة على الفعل الإيجابي في الواقع و حماية مصالح الجماهير و تصويب توجهها

حقائق ترتقي إلى مستوى التفاؤل المشروع :

في إحصائيات نشرها موقع متخصص في ترتيب المواقع الإلكترونية الموجودة على الشبكة العنكبوتية و يعتمد فيه قاعدة " عدد الزوار للموقع و عدد الصفحات المشاهدة " أمكن في أحد الأيام الأخيرة من شهر ماي 2009 رصد المراتب الممتازة التي احتلتها العديد من المواقع الإلكترونية العربية من ضمن قرابة 240 مليون موقع موجود على الشبكة و حققت تقدما على العديد من المواقع الشهيرة بشكل يكاد لا يصدّق ...

و هذا ترتيب اختياري لبعض هذه المواقع يبين التقدم الكبير الحاصل في مجال الإعلام الإلكتروني العربي :

1 - وكالة رويترز للأنباء ( إنجليزية ) : / 259

www.reuters.com

2 - قناة الجزيرة : / 849

www.aljazeera.net

3 - قناة العربية : / 471 1

www.alarabiya.net

4 - الشبكة الإسلامية : / 729 1

www.islamweb.net

5 - طريق الإسلام : / 752 1

www.islamway.net

6 - جريدة " الشرق الأوسط " : / 567 2

www.asharqalawsat.com

7 - جريدة " الشروق اليومي " الجزائرية : / 617 2

www.echoroukonline.com

8 - شبكة الأخبار العربية " محيط " : / 703 2

www.moheet.com

9 - جريدة " الخبر " الجزائرية : / 216 3

www.elkhabar.com

10 - " إسلام أون لاين " : / 016 4

www.islam-online.net

11 - وكالة الأنباء يوبي آي ( أميركية ) / 880 4

www.UPI.com

12 - جريدة " القدس العربي " اللندنية : / 905 9

www.alquds.co.uk

13 - وكالة الأنباء الفرنسية : / 365 24

www.AFP.com

14 - " مفكرة الإسلام " : / 443 25

www.islammemo.cc

15 - " المختصر " : / 165 32

www.almokhtsar.com

16 - المركز الفلسطيني للإعلام : / 228 36

www.palestine-info.info

17 - وكالة الأنباء " أسوشايتد براس " : / 387 207

www.AP.com

18 - " تونس نيوز " ( محجوبة في تونس ) : / 758 285

www.tunisnews.net

19 - وكالة أنباء " قدس براس " : / 403 297

www.qudspress.com

الموقع المذكور هو :

www.alexa.com

وهناك مواقع عربية كثيرة أخرى في مراتب متقدمة في التصنيف العالمي للمواقع الإلكترونية مما يعطي الأمل في أن يصبح الإعلام الإلكتروني المتحرّر من سطوة الدكتاتوريات و من هيمنة المجموعات الإعلامية المعادية لطموحات و مصالح الشعوب المصدر الأساسي و الأول في الحصول على المعلومة و الخبرو التحليل و الدراسة و الكتاب بما يقطع نهائيا مع حالة .


السبيل أونلاين - آراء وتحليلات


أدب بـــلا أدب

أستهل حديثي هذا بنداء: هل من توبة للأدباء المرابطين على ثغور النساء؟!
أخاطب فيكم الأصالة والرجولة، وأن لاتخلطوا الأدب مع المعصية. الأديب هو صفوة المجتمع، تشغله هموم أمة تئن من صراعات وأطماع من يمتلكون زمامه، ويتطلعون إلى التهامه، وليس الأدب تلك القصائد والخواطر التي نجدها في جل المنتديات مرفوقة بصور نساء شبه عاريات.. فهل هذا يسمى أدب؟
إن الكثير من هؤولاء قبيح مدنس، يحمل فكرا هداما، نتاج عالمهم الضيق، يريدون فقط إثبات ذواتهم فى محاولة رخيصة للتلصص على قلب أنثى ليستبيح عرضها ويستعرض قدراته البهلوانية فى شد الإنتباه كما يخيل لنفسه المريضة.
وبما أن هذا الذي يطلق على نفسه أديب وماهو إلا قليل أدب، لم يخرج بعد من شرنقة القمع الذى يقع عليه في الحياة الخارجية، تجده يمارس هواية الغواية على سجيته في الشبكة العنكبوتية، دون قيود أو التزام بسياسة تحريرية، أو حتى تعبيرات لغوية منمقة.. فهو يتربص بمن يتيح له الفرصة في تلك المحافل، لينسج فيها خياله العقيم قصصا بعيدة عن الحقيقة، مرفوقة بصورة امرأة سافرة، هذا مع بعده عن كل حوار عاقل متأدب، وحبه للمجون كحبه لعينيه.. ولعل سكوتنا عن النصح، أو التقويم له ولأمثاله، ليس إلا نتيجة الضغوط الحياتية التي نمر بها، وحروبنا المستمرة مع واقع مؤلم نعيشه، تحت وطاة الصراع من أجل البقاء بعد تساقط الكثير من أحلامنا.
فهل هذا النوع من المخلوقات يحمل لقب (إنسان) له مبادئ وقيم وفكر متحضر؟
اليوم في عدد من المحافل الأدبية باتت كل قصيدة أو خاطرة عاطفية مدعمة بصورة امرأة في هيئة مخلة بالأدب نفسه، أو صورة موحية بألوان الطبيعية.. وأحيانا كتابة هزيلة ركيكة مبتورة بلا معنى، وعليها تعليقات، يثنون ويشيدون بالأدب والبيان..
إن هذه البدعة الأدبية التي حلت، أخطّوها بالمبضع لا بالقلم، يجب بترها، قبل أن تستفحل وتنتشر أكثر، وأراها فاحشة تساق عبر الشبكة، ومحنة جديدة لأهل القيم، فهؤلاء يقولون هي ليست عارية تماما!! ويغضبون لغضبتي! أنحرمها أنوثتها!
فهل هذا يستفيق خياله من تلك المرأة التي جعلته ينسى أين هو واقف؟ ويضع آفاق خطابه في ملامح المستقبل الذي يذكره بواقعه.
لكن لماذا تقوم بعض هذه المجموعات الأدبية بتوزيع صورة لإمرأة تعري شيئا من جسمها فوق كل قصيدة أو خاطرة نثرية عاطفية؟
فإذاكانت الغريزة هي التي تروج لمقالات البعض كشيء يشار إليه، صار الأدب هو الحرف الخجول وسط هذا الغبار الأسود.. لقد قال لي أحدهم: "إن مكتبتنا الأدبية حافلة بهذا من أبو نواس إلى نزار قباني، هم استعملوا الكلمة فقط، ونحن نستعمل الشيئين: الصورة والكلمة معا، وهذه حرية أدبية، بل ضرورة مرحلية، وتأصيل للجسد". ولم يعلم هذا أن الجسد لغويا هو ما لاروح فيه، أما الجسم فما فيه روح، كما قيل.
فماذا تريدون يامن دخل الأدب من أنفاقه المظلمة؟ لقد كان أهلنا يتعففون حتى في المنام!!
يقول الشاعر:

بأيّهما أنا في الحب بادي **** بشكر الطَّيف أم شكر الرقاد
سرى وأرادني أملي ولكن**** عففت فلم أنل منه مرادي
وما في النوم من حرج ولكن **** جريت من العفاف على اعتقادي
فهل الضرورة الأدبية الثقافية الفكرية، أن أرى امرأة تجردت من ستر الله عليها أمام الملايين، ورفضت خصوصية الكرامة، وتدنت عن رقي قصر المكاشفة على الكيان الأسري المحترم؟
فعلى صحة الوفاء تعاقدنا **** وصون النفوس والأعراض
وعلينا من العفاف ثياب **** هن أبهى من حاليات الرياض

نريد أن نخبر هؤلاء الأدباء أن المرحلة الجديدة ليست تطورا، بل هي تدهور وعصيان!
قال ابن المقفع:
عمل الرجل بما يعلم أنه خطأٌ هوى، والهوى آفة العفاف، وتركه العمل بما يعلم أنه صواب تهاون، والتهاون آفة الدين.
أيها العقلاء: هذا ليس أدب، بل خدوش فى ظهر الأمة، وموزع هذه السوءات جاهل ظلوم أتى حاملا ثقالا، وهي ليست بحرية كذلك.
أيها الإخوة أيتها الأخوات فلنعمل على نصحهم قبل أن تستفحل الظاهرة وتفحش، فنرى "البورنو" أدب، كما رأيناه فيديو كليب في الفضائيات.
لقد صار العامة يظنون الشعر هو الهيام، من كثرة ما سُخِّر له وحُكِر عليه.
وكادت دولة الشعر أن تذوي، ولو هوت ربما هوينا، وأوافق القائل:

إذا لم تقم للشعر فى الشعب دولة **** تيقنت أن الشعب ماتت مشاعره

لهذا لابد علينا أن نخرج من غيابات الجب الأدبي، فهو عالق بأجسامنا جميعا، ولن تتحرر الأمة من ذلها دون أدب محترم. ألا ترون شباب "ستار أكادمي" وكثرة دموعهم أمام فنانيهم وفناناتهم دليل إضافي على سقوطنا في المستنقع. فهل هذه هي الرومانسية الراقية الحلال، التي توقظ الشعور بين الزوجين؟
يقول الشاعر:
نثر الدموع على الخدود فخلتها درّاً تناثر في عقيق أحمر
ماتخطونه ذاك تحاسبون عليه! لاتحسبون تأصيل الخيال الضارب في المتاهات هو الأدب الجميل! هل علاج العقم الأدبي أن نوقد نارا تحت النص بصورة حالمة متزينة؟ ولتعلم أيها الحالم أن نكهة الحب دائما ماتكون مستعصية على التدوين، وبصورة مستمرة.
أتكتب عن رموش كبلتك وقيدت خطاك، وبسمات تصلبت كقضبان من حولك! إبني محبتك بيديك، والرجال مشاعرهم في أيديهم، فليسوا أضعف أمام الحب منهم أمام الشرف.. أقدر الضعف الذى أصابك ساعتها، ولكن عليك أن تفهم أن تأديب النفس هو الذي يجبر الكسر ويزيل الضعف، ومهما عصيت فتب إلى الله فهو الطبيب وهو الشافي.. وحلق بنفسك في كتابه وسنته:

وبدائع تدع القلوب **** تكاد من طرب تطير
في كل معنى للغني **** يحويه محتاج فقير
أو كالفكاك يناله **** من بعد مايأس أسير
أو كالسعادة أو كما **** يتيسر الأمر العسير

أيتها الأم الحنون قومي بدورك أنت أيضا وقوّمي ما تقدرين عليه، أيتها الأخت الكريمة لو تركت الرجل وحده لانفض المجلس، لذا بدأت موعظة سورة النور بذكرك، فلو أنك صمت وامتنعت، ثم اعتزلت تلك المحافل وبعدت، لخمدت النيران، وغلّ الشيطان!
فحين نقول أننا ننشر فكرا حرا، أي متحررا من الثقال، حرا من العبودية للمال والشهرة والذات والمجاملات ووو.. وليس آبقا!..
فليس الأدباء هم الذين بلا حياء، ولا الأديبات هن اللواتي بلا أدب.. فنوري وجهك بالخمار.

نور الخمار ونور وجهك تحته **** عجباً لوجهك كيف لم يتلهب
وجمعت بين المذهبين فلم يكن **** للحسن عن ذهبيهما من مذهب
فإذا بدت عينٌ لتسرق نظرةً **** قال الشعاع لها إذهبي لا تذهبي

إن أمتنا اليوم تصنع الثريد بماء الذل، وتطبخ طعامها بمرق الهزيمة! ولا زال في القدر منه الكثير، لذلك ترى كثيرا من أبنائها عازفون عن الطيران وينبشون المزابل، ويتقشفون في الخير ويسرفون في المر!
فهل هذا النوع من الأدب، أدب رسالة أم غواية؟
إن النحلة تختار حياتها، تعيش وسط الأزهار ولاتقف على الأقذار، فكونوا مثلها، فهي حرة بما في الكلمة من معنى، تنتقى أي زهرة تشاء، ومن فقد في ضباب التغييب والتغريب هويته ونسي أصول معتقده وفكره، تدنت به الفكرة، وتبنى سفاسف العيش ميثاقا لعمره.
إن الحب حين تكون فيه مراعاة الله وحرمات الله فإنه يهذب النفوس، بل يسمو بالحس الطيب المباح، ويسمو به البيان، ويحلو منه ومعه اللسان.

كتبه : فتحي العابد



وكالة الفضاء الاميركية سترسل مهمة الى القمر بحثا عن مياه
السبيل أونلاين - وكالات

اعلنت وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) انها تستعد لترسل في 17 جويلية مهمة الى القمر تبحث عن مواقع هبوط ومياه، مما قد يتيح للبشر العمل وحتى العيش على هذا الكوكب على المدى الطويل.

وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فإن الناسا تنوي اطلاق صاروخ "اطلس 5" من كاب كانافرال في جنوب شرق فلوريدا، وعلى متنه مركبتا استكشاف احداهما للماء والاخرى لمواقع الهبوط على سطح القمر.

واوضح مايك وارغو المسؤول علمي المكلف شؤون القمر في الناسا ان المهمة تهدف الى "جمع المعلومات من اجل توفير ظروف امنة للذهاب الى القمر واستكشافه".

وستتركز الاستكشافات على مناطق قطبية غير معروفة حتى الان وستحاول تأكيد النظريات القائلة بوجود الهيدروجين والجليد فيها. ولم يلحظ وجود هذه العناصر في المناطق الاستوائية من القمر التي استكشفها الانسان في القرن الماضي.

ومن المحتمل ان تكون الفوهات القمرية التي لا تتعرض لاشعة الشمس، تحتوي على مخزونات من المياه المتجمدة التي قد تصل حرارتها الى مئتي درجة مئوية تحت الصفر.

ويؤكد مدير المشروع دان اندروز ان مثل هذه الاكتشافات مهمة جدا لانها ستسمح لرواد الفضاء في البعثات المقبلة بالحصول على بالاوكسيجين. كما ان هذه العناصر قد تكون مفيدة للمركبات التي ترسل الى القمر.

وسترسل مركبة اولى تجول حول القمر مزودة باجهزة لقياس الحرارة ولمسح الاراضي ولرصد النشاط الاشعاعي والهيدروجين.

وستستكشف المناطق القطبية وستؤمن خرائط ثلاثية الابعاد لحوالى مئة موقع يمكن استخدامها لاحقا كمواقع هبوط.

اما المركبة الفضائية الاخرى فهي قمر صناعي لمراقبة الفوهات القمرية مبرمج ليتحطم في فوهة ليرسل شظايا في الغلاف الجوي القمري على ارتفاع 9,6 كيلومترات، مما سيسمح للمراقبين برصد اي وجود للجليد.

لن يدوم هذا الاصطدام سوى دقائق قليلة ويتوقع ان يكون بالامكان مشاهدته من الارض بواسطة تلسكوب.

ويأتي هذا المشروع كجزء مكمل للعمل الذي انجز بواسطة مسبار لونر بروسبكتر الذي رصد وجود الهيدروجين على سطح القمر من دون التوصل لاكتشاف الماء.

وكانت ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما اعلنت مطلع ماي انها ستجري مراجعة مستقلة لبرنامج الناسا "كونستلايشن" لتنظيم عودة الاميركيين الى القمر وبعثات مأهولة الى المريخ.


~ التقارير ~

حمّلت عباس مسؤولية ما حدث في قلقيلية وما سيترتب عليه

القسام: لن نسمح بالمساس بمطاردينا وعلى من يفكر بملاحقتهم أن ينتظر الرد

السبيل أونلاين - غزة

اعتبرت "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ما حدث في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية ومقتل اثنين من قادتها العسكريين وعدد من رجال امن السلطة بأنه "نقطة تحول" في تعاملها مع من يطارد أبناءها، مؤكدة أنها لن تسمح بالمساس بمطارديها، "وعلى كل من يفكر بملاحقة مقاتليها أن ينتظر الرد والمقاومة والتصدي"، محملة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الوقت نفسه المسؤولية عما حدث وما سيترتب عليه.

ويشار إلى أن قائد "كتائب القسام" شمال الضفة الغربية محمد السمّان والمطلوب لقوات الاحتلال قد قتل وأحد مساعديه وهو محمد ياسين بعد محاصرتهما في إحدى البنايات التي تحصنا فيها بمدينة قلقليلة في حين قُتل خلال الاشتباكات ثلاثة من أفراد الأمن في الضفة وصاحب البناية التي كانا فيها.

وحسب (وكالة قدس برس) فقد اتهم "أبو عبيدة" الناطق الإعلامي باسم الكتائب، في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم الأحد (31/5) في مدينة غزة، أجهزة أمن السلطة في الضفة بتنفيذ عملية اغتيال مدبرة بحق السمان وياسين بتنسيق وتعاون كامل مع قوات الاحتلال.

وكشف أن أجهزة أمن السلطة "كثفت مؤخراً من ملاحقتها للسمان وضيقت الخناق عليه من خلال شن حملة اعتقالات شرسة في قلقيلية، حيث تم اختطاف ما يزيد عن مائة من أبناء وأنصار حركة حماس هناك للحصول على معلومات عن المطاردين والمقاومين".

قال في شرحه لما حدث: "إن عصابة من قوات عباس الموالية للكيان الصهيوني حاصرت القائد السمان ومساعده ياسين في عمارة عبد الناصر الباشا السكنية بقلقيلية، وكانت قوات خاصة صهيونية على مقربة من المكان، وكان مجاهدونا يحاولون الاشتباك مع القوات الخاصة فتفاجئوا بحصار قوات عباس لهم، وقد بدأت هذه القوات بإطلاق النار تجاه المبنى والنداء عبر مكبرات الصوت لإجبار المجاهدَين على تسليم نفسيهما، إلا أنهما رفضا وتبادلا إطلاق النار مع هذه العصابات، وقد استمر الحصار لأكثر من سبع ساعات متواصلة تخللها إطلاق آلاف الطلقات النارية واستقدام مئات العناصر من أجهزة عباس دايتون من مناطق أخرى في شمال الضفة الغربية ومرّت هذه القوات عبر حواجز الاحتلال وتحت مرأى ومسمع من قوات جيش العدو، واستمر المجاهدان في التحصن داخل المنزل، وكانت قوات الاحتلال تحتشد على أطراف قلقيلية، وانتهت فصول الجريمة بإعدام المجاهدين واغتيالهما وإعدام صاحب العمارة السكنية الشهيد عبد الناصر الباشا، بعد التنكيل بكل أهل الحي وشن حملة اختطافات وإطلاق النار العشوائي تجاه منازل أهل المنطقة"، كما قال.

وأضاف "أبو عبيدة": "إن هذه الأجهزة المجرمة قد فاقت في خيانتها كل التوقعات وحطّمت الرقم القياسي في ميزان التحلل من القيم الوطنية والأخلاقية، وفاجأت العدو والصديق بحجم ولائها وطاعتها للجنرال دايتون وللكيان الصهيوني، وحقّ للعدو أن يكافأ هذه الأجهزة وقياداتها، وأن يعلّق عليها نياشين الصهيونية وأن يمنحهم الامتيازات الخاصة لأنهم قدّموا للكيان الصهيوني ما لم يقدمه بعض وزراء وقادة الكيان أنفسهم، ولم نسمع أن قوات لحد التي تمثل الأب الروحي لهؤلاء قد قامت بهذه الجرائم العلنية والمباشرة لخدمة الصهاينة".

وحمل "أبو عبيدة" رئيس هذه الأجهزة رئيس السلطة محمود عباس "المسؤولية المباشرة عن عما حدث وما سيترتب عليه".

كما حمل السلطة وحكومتها في رام الله المسؤولية عن كل عمليات الاغتيال التي ترتكبها قوات الاحتلال بتنسيق مع قيادات الأجهزة الامنية في الضفة بما في ذلك الجرائم التي تنفذها القوات الخاصة الإسرائيلية أمام مرأى هذه الأجهزة في وضح النهار.

وقالت كتائب القسام: "إن من حق مجاهدينا المطاردين لقوات الاحتلال أن يقاوموا أية محاولة لاعتقالهم وملاحقتهم من قبل هذه الأجهزة الموالية للصهاينة، ولا فرق بين المحتل الذي يطلق النار وبين خائن يقوم بالمهمة عنه، وندعو كل أبناء المقاومة الفلسطينية إلى الوقوف في وجه هذه الفئة المجرمة التي باعت نفسها للشيطان".

ودعت أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة لإعلان رفضهم لأجهزة أمن السلطة التي وصفتها بـ "المشبوهة" وسحب أبنائهم منها ومناصرة المقاومين للتصدي لم اعتبرته "الخيانة العظمى التي تحاك ضد المجاهدين في الضفة".


لجنة القدس تنظم أمسية تراثية بعنوان "مازلنا هناك"

السبيل أونلاين - غزة - المكتب الإعلامي للجنة القدس

نظمت اللجنة الوطنية العليا لإحياء فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية بالتعاون مع فريق فكرة الشبابي في متحف قصر الباشا الأثري بغزة أمس الخميس (27/5) أمسية تراثية بعنوان "مازلنا هناك".

وفى معرض كلمته قال أ. عاطف عسقول مدير دائرة البرامج في وزارة الثقافة "إن فعالية اليوم تأتي ضمن الفعاليات المستمرة احتفاءً بالقدس كعاصمة الثقافة العربية, وان أهميتها يكمن في تعزيز الانتماء إلى التراث والأصالة الفلسطينية وتقوية الانتماء إلى قضيتنا والحفاظ علي هويتنا الفلسطينية لحمايتها من محاولات الطمس والتشويه".

وأكد عسقول على دور الشباب الفلسطيني والمسئولية الملقاة على عاتقهم في استعادة الحقوق الفلسطينية والحفاظ علي الهوية، مضيفاً أن ذلك يتأتي بالانتماء الحقيقي إلي ديننا ووطننا وقضيتنا.
وأشار عسقول إلى أن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية يجب أن تلقي مشاركة من جميع أطياف الشعب الفلسطيني, لأن الدفاع عن القدس واجب على الجميع.

وشملت الأمسية عدة فقرات تراثية وفنية احتوت علي عرض لملبوسات ومطرزات فلسطينية, علاوة على سرد لأمثال وقصص فلسطينية من الماضي، وفي نهاية الأمسية تم افتتاح معرض احتوى على لوحات فنية تظهر أماكن تراثية، إلى جانب ذلك تم عرض نماذج لمطرزات وأثواب فلسطينية قديمة .

والجدير بالذكر أن فعاليات القدس عاصمة الثقافة العربية في قطاع غزة آخذة في التوسع والانتشار منذ انطلاقها في السابع من مارس لهذا العام لتصل إلى كل ركن وزاوية في قطاع غزة.


منظمة أميركية: مصر تعرقل زيارة غزة

السبيل أونلاين - رفح

قالت منظمة سلام نسائية أميركية إن السلطات المصرية تحاول منع أربعة وفود أجنبية من الوصول إلى حدود قطاع غزة بهدف كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، لكنها أكدت أن الوفود الدولية عازمة على الوصول إلى غزة رغم معارضة السلطات المصرية.

وقالت منظمة نساء من أجل السلام (كود بنك) الأميركية في بيان الجمعة إن أكثر من 160 ناشطا من الولايات المتحدة ودول أخرى يستعدون للوصول إلى القاهرة بغرض العبور إلى قطاع غزة وكسر الحصار.

وأكدت المنظمة أن شركات حافلات مصرية قالت إن الحكومة المصرية حظرت عليهم نقل النشطاء الأجانب إلى الحدود المصرية مع القطاع. وشددت على أنها لن تتراجع عن قرارها الخاص بدخول غزة.

وأشارت المنظمة -التي قادت وفدا دوليا أوائل العام الجاري لفك الحصار- إلى أن النشطاء القادمين من الخارج لكسر الحصار يشكلون أربعة وفود على الجانب المصري إضافة إلى وفد خامس على الجانب الإسرائيلي، وذلك ضمن "حملة نساء من أجل السلام" التي أطلقتها كود بنك لإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة والمساهمة في بناء ملاعب للأطفال الفلسطينيين.

وقالت منظمة كود بنك إن الوفد الكندي -الذي يضم عشرة أعضاء- سيعقبه وفد آخر من نيويورك يضم 14 عضوا ومجموعة محتملة من الطلاب يصل عددها إلى أربعين طالبا. وأفادت أنها سترسل وفدا آخر هو الأكبر، حيث يضم حوالي ثمانين عضوا، في 29 مايو/أيار، قبل أيام من خطاب الرئيس الأميركي في القاهرة في 4 يونيو/حزيران.

قادمون إلى غزة
وأوضحت منظمة السلام الأميركية أن وفودها قادمة إلى غزة بدعوة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا). وأن الوفود "تخطط لدخول غزة لتركيز الاهتمام على الحاجة لرفع الحصار المستمر منذ 21 شهرا، وتسليم مساعدات طبية وألعاب وتجهيزات رياضية للأطفال هناك، الذين يشكلون أكثر من نصف سكان غزة".

وقالت ساندرا روتش التي تقود وفدا كنديا إلى غزة "لقد تعاقدنا مع شركة حافلات خاصة لتأخذنا من القاهرة إلى العريش، وهي أقرب مدينة إلى معبر رفح المؤدي إلى غزة. لكن المشغلين يخبروننا الآن أن الحكومة حظرت عليهم أخذنا إلى أي مكان قريب من الحدود".

وأضافت روتش "من الواضح أنهم يعتقدون أن هذا الأسلوب سوف يبقينا بعيدا، لكننا مصممون، فأهالي غزة معزولون تماما، ويكافحون من أجل البقاء، ونحن لا نستطيع أن نتخلى عنهم".

من جهتها دعت ميديا بنجامين ناشطة السلام الأميركية والعضوة القيادية في كود بنك الحكومة المصرية إلى تيسير سفر ناشطي السلام إلى غزة، وقالت إن الرئيس الأميركي باراك أوباما قادم إلى مصر للحديث إلى العالم العربي "وهو يقول إنه يريد دعم السلام والعدالة، ونحن بحاجة إلى أن نبدأ برفع الحصار عن غزة".

يذكر أن العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة تسبب في استشهاد ما يزيد عن 1400 فلسطيني بينهم نسبة كبيرة من الأطفال والنساء، ونتج عن العمليات العسكرية الإسرائيلية تشريد أكثر من خمسين ألف شخص وتهديم آلاف المنازل.

(وكالة أنباء أميركا إن أرابيك )



السلطات التونسية تطلب رسميا تسليمها تونسيين بغوانتانامو

السبيل أونلاين - تونس

أعلنت السلطات التونسية مساء السبت أنها طالبت الولايات المتحدة بتسليمها اثنين من بين عشرة تونسيين تعتقلهم في سجن غوانتانامو الأميركي.

ونقلت الجزيرة عن وكالة الأنباء الألمانية اليوم الأحد 31 ماي 2009 ، أن مصدر قضائي تونسي أكد أن السلطات القضائية التونسية طلبت تسليم هذين المواطنين لأنه صدرت بحقهما أحكام غيابية في تونس.

ولم يكشف المصدر عن اسم الشخصين المطلوبين ومدة الحبس التي يقضيانها في سجن غوانتانامو أو الأحكام الغيابية الصادرة بحقهما في تونس وأسباب إدانتهما، مكتفيا بالإشارة إلى أنه بإمكانهما في حال تسليمهما لتونس الطعن في الأحكام الغيابية الصادرة بحقهما.

وكانت جريدة الصباح التونسية الخاصة ذكرت الجمعة أن التونسيين المطلوبين اعتقلتهما القوات الأميركية في منطقة بغرام بأفغانستان (دون ذكر تاريخ الاعتقال) ونقلتهما إثر ذلك إلى سجن غوانتانامو.

وأصدرت تونس أحكاما غيابية بالسجن وصل أقصاها إلى 40 عاما ضد بعض التونسيين المعتقلين حاليا في سجن غوانتانامو بتهمة "الانضمام إلى تنظيمات إرهابية".

وعبرت تونس في وقت سابق عن استعدادها لاستقبال كل التونسيين المعتقلين بسجن غوانتانامو، ووصفت المبررات التي تساق لمنع تسليمهم إليها بـ"ادعاءات لا أساس لها من الصحة"، في إشارة إلى منظمات حقوقية أجنبية حذرت من ترحيل معتقلي غوانتانامو التونسيين إلى بلادهم "خشية تعرضهم للتعذيب" في السجون التونسية.

وكانت واشنطن سلمت في جوان 2007 السلطات التونسية معتقلين تونسيين سابقين في غوانتانامو هما عبد الله بن عمر الحاجي ولطفي لاغا اللذين قضت محاكم تونسية بسجنهما غيابيا لمدة 20 عاما بتهمة الانضمام إلى جماعات "إرهابية" في باكستان وأفغانستان.

وقد أعادت تونس محاكمة الحاجي ولاغا بعد تسلمهما من واشنطن وخفف عقوبتيهما إلى السجن 7 و3 سنوات على التوالي.

ويسعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى غلق معتقل غوانتانامو الذي يضم 240 سجينا قبل نهاية العام الجاري ونقل المعتقلين إلى سجون أوروبية أو أميركية.





إدارة سجن المهدية تواصل إهمال مطالب السجين أنيس الشايب

السبيل أونلاين - تونس

أفاد مصدر حقوقي بأن إدارة السجن المدني بالمهدية تتغافل عن حقوق السجين الشاب أنيس الشايب، وتتعنّد التغاضي عن وضعيته، فقد أمضى نحو سبعة أشهر يفترش الأرض دون أن تسمع الإدارة لطلباته المتكررة لأجل تمكينه من فراش ودون أن يلبي مدير السجن طلب مقابلته .

وقالت "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" ، أنها أشارت في بلاغها بتاريخ 18 ماي 2009 إلى وضعية السجين أنيس الشايب، وجددت اليوم طلبها من إدارة السجن المدني بالمهدية ، تمكين الشايب من حقه في فراش، كما ينص على ذلك قانون عدد 52 لسن 2001 .

واضافت الجمعية في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء السبت 30 ماي 2009 ، أنها "تلفتُ عناية المنظمات الحائزة على « إمتياز» مراقبة السجون التونسية، إلى الإنتهاكات المتواصلة التي يعانيها السجناء ،والتي يخشى أن يكون، إستمرارها، سبباً في أن تهدر مصدقيتها بإزاء مهام أنيطت بعهدتها » ، حسب نص البلاغ.

يذكر أن الشاب محمد أنيس الشايب تم إيقافه في جوان 2007 وهو طالب بالسنة الرابعة هندسة. حوكم بـ 3 أعوام سجنا، بموجب قانون 10 ديسمبر2003 لـ" مكافحة الإرهاب".


ملحــق
/........
قانون عدد 52 لسنة 2001
مؤرخ في 14 ماي 2001 يتعلق بنظام السجون
باسم الشعب،
وبعد موافقة مجلس النواب، يصدر رئيس الجمهورية القانون الأتي نصه:
أحكام عامة
الفصل.1.
ينظم هذا القانون ظروف الإقامة بالسجن بما يكفل حرمة السجين الجسدية و المعنوية و إعداده للحياة الحرة و مساعدته على الاندماج فيها. و يتمتع السجين على هذا الأساس بالرعاية الصحية و النفسية و بالتكوين و التعلم و الرعاية الاجتماعية مع العمل على الحفاظ على الروابط العائلية.
القسم الأول
الفصل 15
يودع السجناء بغرف ذات تهوئة و إضاءة كافيتين و تتوفر فيها المرافق الصحية الضرورية، كما توفر إدارة السجن لكل سجين عند إيداعه فراشا فرديا و ما يلزمه من غطاء.
القسم الثاني
*- في حقوق و واجبات السجين
الفصل 17
لكل سجين الحق في:1- مجانية التغذية. 2- مجانية المعالجة و الدواء داخل السجن وعند التعذر بالمؤسسات الإستشفائية بإشارة من طبيب السجن .3- توفير مستلزمات الحلاقة و النظافة وفق التراتيب الجاري بها العمل.4- الاستحمام مرة على الأقل في الأسبوع أو وفق تعليمات طبيب السجن.5- مقابلة المحامي المكلف بالدفاع عنه بدون حضور أحد أعوان السجن بالنسبة إلى الموقوف تحفظيا أو المحكوم عليه بحكم غير بات و ذلك بناء على ترخيص من الجهة القضائية المتعهدة.6- مقابلة محام بترخيص من الإدارة المكلفة بالسجون والإصلاح و بحضور أحد موظفي السجن ذلك بالنسبة للمحكوم عليه بحكم بات.7- مقابلة قاضي تنفيذ العقوبات بالنسبة إلى المحكوم عليه في الحالات المنصوص عليها بالتشريع الجاري بها العمل.8- مقابلة مدير السجن.9- مكاتبة المحامي المكلف بالدفاع عنه و السلط القضائية المعنية و ذلك عن طريق إدارة السجن.
......../


قالوا أن صلاح الدين العلوي ضحية سياسة التجويع البطيء

حقوقيون يطالبون برفع المراقبة الأمنية على السجناء السابقين
السبيل أونلاين - تونس

نددت "منظمة حرية وإنصاف" ، بـ"تعطيل مصالح السيد صلاح الدين العلوي باسم إجراءات مخالفة للقانون مثل التعسف في تطبيق قرار المحكمة المتعلق بالمراقبة الإدارية" ، وطالبت بوقف العمل بهذا الإجراء ، الذى وصفته بأنه "المخالف للدستور"، ووقف المراقبة الأمنية على السجناء السابقين.

ودعت المنظمة إلى تمكين السجين السياسي السابق صلاح الدين العلوي من مورد رزق قار وفسح المجال أمام المسرحين من المساجين السياسيين لتسهيل اندماجهم في المجتمع في انتظار سن عفو تشريعي عام يعيد إليهم حقوقهم المدنية و السياسية.

وقالت "حرية وانصاف" ، في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه ، السبت 30 ماي 2009 ، أن العلوي "يعتبر من أكثر المتضررين من مقصلة المراقبة الإدارية أو ما يسمى بسياسة ''التجويع البطيء '' إذا لم نقل عميد المتضررين منها، فبعد قضائه 13 عاما بمختلف السجون التونسية من أجل انتمائه لحركة النهضة يجد النقابي السابق نفسه بعد خروجه من السجن بتاريخ 12 جوان 2004 مكبلا بقيود المراقبة الإدارية كعقوبة تكميلية لمدة 16 عاما مما عطل حياته و حياة أسرته المكونة من زوجة وخمس بنات " ، وفق نص البلاغ .

وأكدت المنظمة أن" هذا الإجراء المقيت شلّ حركته وأوصد أمامه كل الآفاق رغم محاولاته العديدة والمتكررة لتخطّي هذه الصّعاب مثل مكاتبته لعديد الجهات الرسمية والإعلامية إلاّ أنّ محاولاته باءت بفشل ذريع " .

ويطالب العلوي بحسب المنظمة من "تمكينه من مورد رزق قار يحفظ به أسرته من الضياع و الاحتياج ويحسسه بأنه ما زال ينتمي إلى هذا الوطن العزيز، كما يطالب أيضا برفع إجراء المراقبة الإدارية عنه خاصة بعد مرور خمس سنوات على خروجه من السجن " ، وفق تأكيدها .


العفو التشريعي العام ضرورة ملحة في الظرف الراهن

السبيل أونلاين - تونس

لا يزال الآلاف من المسرحين من مساجين حركة النهضة وهي حركة سياسية لها شعبية لا ينكرها أحد، صوت لها جزء هام من المواطنين عندما أبدت مساندتها لقائمات مستقلة، وهي حركة كانت لها صحيفة تصدر باسمها وتبين آراءها وأفكارها بكل وضوح وكان لصحيفتها رواج كبير رغم محدودية الأعداد المرخص لها في طبعها وترويجها وكانت تقارع الحجة بالحجة وساهمت في تنوع المشهد الإعلامي ، وقد قامت السلطة خلال التسعينيات بمهاجمة حركة النهضة في حملة أمنية شرسة بغرض القضاء عليها ووقع تقديم عناصرها وقياداتها إلى المحاكمة عبر قضايا شغلت القضاء فترة طويلة من الزمن وصدرت أحكام قاسية ضد المنتسبين إليها والمتعاطفين معها. ومن غريب الأمور في هذا العصر بالذات أن يقضي جل أعضائها العقاب الزجري القاسي المسلط عليهم كاملا في حين انه لم يكن أحد يتوقع أن تمر ثلاث او أربع سنوات على دخول عناصرها وقياداتها السجن حتى يتم العفو المعهود عنهم في مثل تلك القضايا السياسية.

والآن وقد خرج المعتقلون المنتمون إلى حركة النهضة من سجونهم بعد فترة طويلة فاقت العشر سنوات وقد غادر جلهم السجن منهكين ومرضى، فقد أصبحوا في وضعية أسوأ من الوضعية التي كانوا عليها، إذ وجدوا أنفسهم بدون عمل محرومين من أبسط الوسائل المعيشية ، ورغم أن البعض منهم استصدروا أحكاما من المحكمة الإدارية تقضي بإبطال قرارات الرفت التعسفية الصادرة ضد الموظفين أو المشتغلين منهم في المؤسسات العمومية، فإن الإدارات لم تستجب لمتطلبات تلك الأحكام ولم ترجعهم إلى سالف عملهم فبقوا مهمشين في المجتمع وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية لا حق لهم في الشغل ولا حق لهم في المعالجة ولا حق لعدد كبير منهم في التنقل.

ومضت الأيام والأعوام والحالة لم تتغير، فالبعض منهم لايزال بدون بطاقات هوية وأغلبهم محرومون من السفر قابعون في منازلهم تحت وطأة ما سمي بالمراقبة الإدارية التي تفرض على عدد كبير منهم الذهاب في أوقات معينة إلى مراكز الشرطة للتدليل على أنهم لم يغادروا المكان الذي يقطنون به والذي فرضت عليهم السلطة الإدارية البقاء به وكأنهم محكوم عليهم بالإقامة الجبرية التي عوضت في حقيقة الأمر المراقبة الإدارية، إذ أن من يقبض عليه منهم خارج المنطقة المعينة لإقامته يقع تقديمه للمحاكمة لمقاضاته من أجل عدم الإمتثال إلى أوامر من له النظر حتى ولو أثبت لإدارة الأمن أو للمحكمة أن تنقله كان لغرض التداوي أو لإجراء فحوص طبية. ولم تكد السجون تفرغ من مناضلي حركة النهضة ومن المناضلين اليساريين حتى اشتغل القضاء بمحاكمة عدد كبير من الشبان بتهمة انتسابهم إلى التيار السلفي وصدرت ضدهم أحكام قاسية بالسجن على أساس القانون الذي تم سنه لدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب. وقد شكلت المحاكمات التي تمت بموجبه حربا استباقية ضد إرهاب لا وجود له في بلادنا حسب رأي عدد كبير من الحقوقيين ومن رجال السياسة والمتابعين للشأن التونسي .

ان مجموعة أخرى من المساجين السياسيين المعروفين بمساجين الحوض المنجمي دخلوا السجن في إطار المطالبة بتوفير لقمة العيش، ما فتئت المنظمات الحقوقية والأحزاب السياسية تطالب بإطلاق سراحهم وقد أدى صدور أحكام قاسية ضدهم بالسجن إلى توتير الجو الاجتماعي بالجنوب الغربي ونحن نرى إخلاء سبيلهم من أولى الأولويات لإشاعة جو من الهدوء والطمأنينة في انتظار إعداد مشروع تشغيلي يضمن الشغل والحياة الكريمة لجميع المواطنين .

فإلى متى يستمر هذا الوضع القاتم الذي شمل الآن أكثر المعارضين السياسيين من ذوي الاتجاهات المختلفة، لقد أسفر هذا الوضع القاتم في خلق جو من التوتر لدى جزء كبير من المواطنين؟

تونس بلاد الوسطية والاعتدال، وهي معروفة منذ القديم بانفتاحها وتسامحها وقد تمكنت بذلك من الاسهام في الحضارة الإنسانية والقيام بدور رائد في الاصلاح وأنجبت رجالا عظاما يشهد لهم التاريخ ببعد النظر ومسايرة الاحداث .

وقد مرت بلادنا بأزمات نتجت عنها في الفترة الاخيرة هجرة جماعية أدت إلى لجوء الآلاف من مواطنيها الى الخارج الذين يعانون من مرارة الغربة والبعد عن الأهل والأقارب والأصدقاء يترقبون تمكينهم من حقهم في العودة إلى وطنهم مبجلين مكرمين دون مضايقات أو ملاحقات أمنية. لقد آوتهم بعض البلدان التي هاجروا إليها ومنحت البعض منهم حق اللجوء السياسي لكن البوليس السياسي التونسي مازال يلاحقهم ويطالب بإلقاء القبض عليهم وتسليمهم إلى بلادهم في حين أنهم لا ذنب لهم إلا أنهم خرجوا من بلادهم خوفا من ملاحقتهم من أجل آرائهم وأفكارهم لأنهم معارضون سياسيون ، وبلادنا ستستفيد ولا شك من عودتهم إلى أرض الوطن بما حصلت لهم من خبرات في الميادين الإجتماعية والإقتصادية والسياسية ألم تستفد البلدان الحاضنة لهم من تلك الخبرات ؟ ألم يفتحوا في المهجر مدارس ومعاهد ساهمت في ترشيد أبناء المهاجرين وتوجيههم نحو الاعتدال ؟ ألم تسند حق الواطنة لعدد كبير منهم في بلاد الغربة التي منحتهم جنسية البلاد التي يقيمون بها ؟ فلماذا تحرمهم بلادهم من حق المواطنة ؟

والان ونحن مقبلون على محطة هامة في تاريخنا الحديث وعلى تغيير في السياسة العالمية ووعي أكثر لدى الشعب التونسي بوجوب احترام حقوق الانسان، فنحن أمام خيارين اثنين الخيار: الأول تكريس السياسة المتبعة منذ عقود من الزمن والتمادي في استئصال المخالفين في الرأي بالوسيلة الأمنية والتقوقع والانغلاق وسد الابواب أمام المخالفين في الرأي وأمام دعاة الانفتاح نحو جميع شرائح المجتمع .

والخيار الثاني يتمثل في فسح المجال أمام جميع المعارضين والمخالفين في الرأي حتى ولو كان البعض يعتبرهم مناوئين وتمكينهم من حقهم في المواطنة والحياة الكريمة في بلادهم التي هي في حاجة إليهم.

والآن ونحن في مفترق الطرق فمن البديهي ان نتساءل ونقول أما آن الأوان لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة تفسح المجال لمستقبل أفضل ؟ فتونس تتسع لجميع أبنائها، وشعبها لا يقل تطورا أو ثقافة عن الشعوب المحيطة بها، وهو أهل لأن يقع التعامل معه بأسلوب حضاري واحترام حقه في الكرامة والعدل.

إننا تعتبر انه لابد من وضع حد لهذا الاحتقان في الشارع السياسي والإجتماعي والحقوقي، ونرى ان ذلك لا يمكن ان يحصل إلا بسن عفو تشريعي عام يمحو صفحة الماضي ويعيد لجزء هام من التونسيين حقوقهم وكرامتهم على ان يكون ذلك في أقرب وقت ممكن وقبل البدء في عملية الإنتخابات وذلك من شأنه وحده ان يبعث جوا من الطمأنينة وحدا للتوتر الموجود في الساحة التونسية .

الإمضاء : الأستاذ محمــد النـــوري المحامي - تونس


تونس..بسبب مطالبته بوظيفة كفيف يمنع من إرتياد مقر المكفوفين

السبيل أونلاين - تونس
قال مصدر مطلع أن الكفيف السيد محسن الدباشي أصيل ولاية سليانة ، منع منتصف نهار يوم الجمعة 29 ماي 2009 من دخول مقر المركز الوطني للمكفوفين، وعند استيضاحه الأمر امتنع حارس المركز المذكور من تقديم أية توضيحات سوى أن لديه تعليمات بمنعه من دخول المقر .

ورجحت "حرية وانصاف" ، في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الجمعة 29 ماي 2009 ، أن يكون لهذا المنع علاقة بقرار السيد محسن الدباشي الدخول في إضراب عن الطعام صحبة السادة محسن النصرلّي (القصرين) واحمد الشرايطي ( تونس) ونبيل المومني (قابس) للمطالبة بحق الشغل في وظيفة موزع هاتف .

وقد سبق لهم جميعا أن قاموا بتربص في هذا التخصص .


وزارة التعليم والإدارة الجهوية ومدير المعهد توافقوا على القرار
حرمان الفتاة المحجبة شيماء حمدي من إجراء الإمتحانات

السبيل أونلاين - تونس – خاص

قام يوم الإثنين 25 ماي 2009 ، مدير معهد خير الدين باشا بأريانة المدعو رياض الوسلاتي بطرد التلميذة المحجبة شيماء حمدي أثناء إجرائها للإمتحان ، وخاطبها وبقية زميلاتها بأنه لا مجال لهن لإجتياز الإمتحانات إلا بخلع الحجاب ، وقد إستجابت الفتيات المحجبات بقاعة الإمتحان للتهديد ونزعن خمرهن ، بإستثناء الفتاة شيماء حمدى التى تمسكت بحقها في إجتياز الإمتحانات وهي ترتدي الحجاب فطردت .

وفي اليوم التالي (الثلاثاء 26 ماي 2009) ، رافقت التلميذة شيماء حمدي والدها إلى المعهد للحديث مع المدير في محاولة لإقناعه بالسماح لها بإجراء إمتحاناتها ، ولكن الأخير رفض بشدّة وأصر على أن لا يسمح لها بذلك إلا بعد نزعها لحجابها ، ما دفع والدها إثر ذلك إلى التوجه إلى الإدارة الجهوية للتعليم بأريانة للإستفسار وفض الإشكال ، ولكن الإدارة رفضت بتعنت ورددت قرار المدير من أنه لا مجال لدخول المعاهد إلا بنزع غطاء الرأس .

وفي يوم الإربعاء 27 ماي 2009 ، عادت الفتاة شيماء للمعهد منفردة لإجراء إمتحان ثان إلا أن المدير منعها من ذلك ، مشددا على أنه لا مجال لتغطية رأسها حتى بـ"الفولارة التونسية" ، مما إضطر التلميذة إلى العودة أدراجها الى البيت دون إجراء الإمتحان .

واليوم الخميس 28 ماي 2009 ، توجه عدد من المحامين ، نذكر منهم الإستاذة إيمان الطريقي والأستاذ سيف الدين مخلوف ، إلى المعهد بنية مقابلة مدير المعهد المذكور لتنبيهه بأن منع التلميذه شيماء حمدي من إجراء إمتحاناتها يعد جريمة في نظر القانون ، وبأن منع مواطن من الإستفادة من مرفق عام يعد أيضا جريمة يعاقب عليها القانون ، وأنه بمنعه الفتاة شيماء حمدي من دخول المعهد وإجراء إمتحاناتها يكون قد تعدى على فصل من فصول الدستور التونسي الذى يضمن إحترام الحريات الشخصية ، حيث نص في فصله الخامس من بابه الأول على :"تضمن الجمهورية التونسية الحريات الاساسية وحقوق الانسان في كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها...تضمن حرمة الفرد وحرية المعتقد وتحمي حرية القيام بالشعائر الدينية ما لم تخل بالأمن العام " .

وإثر إنتهاء الأستاذين إيمان الطريقي وسيف الدين مخلوف من توضيح النص القانوني إستئذن المدير للإتصال بالمدير الجهوي للتعليم للإستفسارعن الأمر ، وأعلمه بتواجد مجموعة من المحامين لديه في الإدارة ، عبروا عن إستنكارهم لطرد التلاميذة شيماء حمدي وحرمانها من إجراء إمتحاناتها ، فأجابه المدير الجهوي بأنه سيتصل بالوزارة للإستفسار عن الأمر ، وبعد حوالي نصف ساعة من النقاشات والتجاذبات إتصل المدير الجهوي للتعليم بأريانة بمدير معهد خير الدين باشا ليطلب منه بأن لا يسمح بتواجد المحامين بالمعهد وأبدى إصرار الإدارة على تنفيذ التعليمات مشددا على عدم السماح للفتيات المحجبات بإجراء الإمتحانات بما فيها البكالوريا إلا بنزع الحجاب ، وهو ما يعدّ تجاوز صارخ للقانون .

جدير بالإشارة أن التلميذة شيماء حمدي قد تعرضت جراء ما حدث معها إلى إنهيار عصبي ألزمها الفراش .

ومن المنتظر أن يقدم المحامون شكوى لدى وكالة الجمهورية بمحكمة أريانة ضد مدير المعهد والإدارة الجهوية وكل من تسبب في حرمان التلميذة شيماء حمدي من إجراء إمتحاناتها وما وصلت إليه حالتها الصحية .

فمتى تتوقف الإنتهاكات التى تمارسها السلطة ضد التلميذات والطالبات المحجبات خاصة عند بداية الموسم الدراسي وعند فترات الإمتحانات ؟؟؟

تونس – من مراسلنا زهير مخلوف


الشيخ سلمان العودة: تفاجأت بإجازة توزيع كتبي في تونس
السبيل أونلاين - تونس

اعتبر الشيخ الدكتور سلمان العودة المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" أنه عثر على "مفاجآت" في زيارته الأخيرة لتونس، وأن إحدى تلك المفاجآت أن كتبه وزّعت في تونس من دون أي مضايقات.

جاء ذلك أثناء استضافة الإعلامي تركي الدخيل له في برنامج "إضاءات" على قناة العربية والذي سيبث في الساعة الثانية مساءً بتوقيت السعودية من يوم الجمعة 29 مايو 2009 ويعاد بثه منتصف ليل السبت.

وقال العودة، الذي ألقى في البرنامج قصيدة كتبها خصيصاً في مدح تونس، إن زيارته إلى تونس تأتي ضمن سياق الانفتاح بين البلاد الإسلامية، وإن هذا الانفتاح مؤشر جيد، كما اعتبر أن العولمة تؤسس لتبادل الأخلاق والثقافات وتخفف من خصوصية البلدان.

وتحدث العودة عن مقاله "الإسلام والحركات" الذي أثار جدلاً واسعاً في الأوساط الإسلامية، نافياً أن يكون قد كتب مقاله بإيعاز أو تلميح من أحد، حيث قال إن زيارته تمت بدعوة من المنظمة العربية للثقافة والعلوم، كما ذكر أن مقاله مجرد انطباعات أولية وبسيطة عن بلد طالما سمع عنه الكثير من الأنباء التي تبين له بعد زيارته الأخيرة أنها غير صحيحة، نافياً أي دور للنظام التونسي من أجل إظهار تونس لهم بشكل إيجابي.

ولدى سؤال مقدم البرنامج له عن الردود التي تناولت مقاله "الإسلام والحركات" رحب الدكتور العودة بالنقد المتبادل في وجهات النظر، منبهاً إلى أن الذين ردوا عليه قاموا بحفريات غير مبررة لتأويل عبارات المقال قائلاً: "صنفوني بعد مقالي عن تونس على أنني حكومي".

كما ألحّ على عمق الإسلام في تونس، حيث قال إن الخطاب السياسي في تونس يتترس بالإسلام، وأن مجرد تترس الخطاب السياسي بالإسلام فهذا يعني عمق الإسلام في البلد، كما صرح العودة بأن الأذان يصدح في عاصمة تونس لصلاة الفجر، وأنه لم يتوقع كل ردود الفعل هذه عن على مقاله.

وكشف العودة لبرنامج إضاءات انه كان من المقرر أن يقابل القرضاوي الرئيس التونسي، رغم مؤلف القرضاوي الشهير ضد تونس، غير أن الظروف حالت دون ذلك.

وفي سياق آخر، انتقد الدكتور سلمان العودة ظاهرة التطرف الإسلامي، مطالباً بالفصل بين المتطرفين وبين الإٍسلام، حيث رأى أن المتطرفين يقدمون أنفسهم على أنهم هم الأمة، نافياً أن تكون "حركة النهضة في تونس" مستاءة من مقالته عن تونس، بل اعتبر أن الحركة مرتاحة لزيارات العلماء لتونس، كما قال إن الدين للحياة وليس للموت، معتبراً الروح الدينية موجودة لدى أغلب المجتمعات الإسلامية ووصف الشعوب الإسلامية بأنها شعوب متدينة، مستشهداً بإحصائية تتحدث عن أن 100% من المجتمع المصري لديهم روح دينية.

وحول مسألة "السنة والشيعة" اعتبر العودة أن الخلاف بين السنة والشيعة خلاف في الأصول وليس في الفروع.

موقع الإسلام اليوم - الخميس 28 ماي 2009


تأجيل النظر في قضية الناشط الحقوقي طارق السوسي مجددا

السبيل أونلاين - تونس

قال مصدر حقوقي اليوم أن الدائرة الجنائية الثانية بمحكمة الاستئناف ببنزرت برئاسة القاضية فوزية الزرّاع نظرت (اليوم الخميس 28 ماي 2009 ) في القضية عدد 09/2367 التي يحال فيها بحالة سراح الناشط الحقوقي وعضو "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين "، طارق السوسي .

 
 

وتوجه للسوسي تهم " ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام " طبق الفصلين 42 و 49 من مجلة الصحافة" ، وذلك على خلفية مداخلة له في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة بتاريخ 26 أوت 2008 حول اختطاف البوليس السياسي لسبعة شبان بمدينة بنزرت.

وأفادت "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين "، في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الخميس 28 ماي 2009 ، أن طارق السوسي أكد للقاضية تمسكه بما ورد على لسانه في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة يوم 26 أوت 2008 ، كما أكدت الجمعية أن عشرات من بين أعوان وكوادر البوليس السياسي "طوقوا كما هي عادتهم في مثل هذه المحاكمات جميع الطرق المؤدية إلى مقر محكمة الإستئناف مانعين نشطاء بنزرت من حقوقيين وسياسيين دون الوصول إلي مقر المحكمة، لمراقبة سير الجلسة".

وعبرت الجمعية عن تمسكها برفض الحكم الإبتدائي الصادر بإدانة طارق السوسي ، كما عبرت عن أملها " في أن يراجع القضاء بهذه المناسبة نفسه ويستعيد قراره المستقل، وهو يواجه قضية رأي بإمتياز" ، وفق تعبير البلاغ .

وقد قررت القاضية تأجيل النظر في القضية إلى يوم الخميس 11 جوان 2009 إستجابة لطلب الدفاع الأستاذ أنور القوصري ، وللإشارة فإن الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت كانت قضت في حق السوسي حكما بالسجن لـ 3 أشهر مع تأجيل التنفيذ .

 


جمعية المساجين تجدد تأكيدها على تبني قضية طارق السوسي

السبيل أونلاين - تونس

جددت "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" تضامنها المطلق مع أحد أعضائها وهو المناضل طارق السوسي ،و تبنيها الكامل لكل ما ورد على لسانه في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة يوم 26 أوت 2008 ، وأكدت تمسكها ببراءته ، وعبّرت عن رفضها للحكم الإبتدائي الصادر بإدانته ، وإعتبرت أن منكري الإنتهاكات في اشارة إلى السلطة التونسية ، هم الذين يروجون الأخبار الزائفة .

وأفادت الجمعية أنه وقع تعيين يوم الخميس 28 ماي 2009 للنظر في إستئناف الحكم الصادر ضد السوسي، حيث يحال بحالة سراح أمام أنظار الدائرة الجنائية الثانية بمحكمة الإستئناف ببنزرت تحت عدد 09/2367.

وكانت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية ببنزرت قضت يوم الثلاثاء 31 مارس 2009 في حق طارق السوسي بالسجن لـ 3 أشهر مع تأجيل التنفيذ بتهمة " ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام " طبق الفصلين 42 و 49 من مجلة الصحافة على خلفية تدخله في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة يوم 26 أوت 2008 حول اختطاف البوليس السياسي لسبعة شبان بمدينة بنزرت.

وأشارت الجمعية في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه يوم الثلاثاء 26 ماي 2009 ، إلى أن البوليس السياسي ، قد اختطف طارق السوسي من محل سكناه يوم 27 أوت 2008 بعد خلع باب منزله واقتحامه و ترويع عائلته وأجواره ثم تم إيداعه بالسجن المدني ببنزرت طيلة شهر كامل تعرض فيه لمعاملة قاسية و مهينة دون مراعاة لإعاقته البدنية .

وأكدت الجمعية أنه بسبب تصاعد الحملة الوطنية و الدولية للإفراج عنه قررت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف ببنزرت إطلاق سراحه بمقتضى قرار صادر يوم 25 سبتمبر 2008 في القضية المنشورة لديها تحت عدد 5113 بعد أن تجاهل قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية ببنزرت السيد أكرم المنكّبي مطلب الإفراج المقدم من المحامين .


نص تقرير منظمة العفو الدولية للعام 2009 حول تونس

السبيل أونلاين - تونس

تونس
تعداد السكان 10.4 / مليون نسمة
متوسط العمر المتوقع / 73.5 سنة
معدل وفيات الأطفال دون الخامسة 23 (ذكور) / 21 (إناث) لكل ألف
معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لدى البالغين / 74.3 بالمئة


أفرطت قوات الأمن في استخدام القوة ضد المتظاهرين في قفصة، مما أدى إلى مصرع اثنين، وألقت القبض على ما لا يقل عن 200 متظاهر وقُدموا للمحاكمة، ومن بينهم مدافعون عن حقوق الإنسان وزعماء نقابيون. وفُرضت قيود على الحق في حرية التعبير والاجتماع وتكوين الجمعيات، وتعرض بعض الصحفيين والمحامين ونشطاء حقوق الإنسان للمضايقة والمحاكمة. ووردت أنباء عن تعرض معتقلين للتعذيب والمعاملة السيئة. وصدرت أحكام بالسجن على ما لا يقل عن 450 شخصاً إثر محاكمات جائرة لإدانتهم بتهم تتعلق بالإرهاب. واستمر وقف تنفيذ أحكام الإعدام.

الاضطرابات في قفصة
اجتاحت مظاهرات عارمة منطقة قفصة، وهي منطقة لمناجم الفوسفات في جنوب شرقي البلاد، واستمرت لعدة أشهر اعتباراً من يناير/كانون الثاني، وذلك احتجاجاً على دوامة البطالة والفقر وارتفاع تكاليف المعيشة، بالإضافة إلى إجراءات التوظيف التي تتبعها «شركة فوسفاط قفصة»، وهي الشركة الرئيسية في المنطقة. ورداً على ذلك، نشرت السلطات قوات الأمن في بلدة الرّديف وغيرها من البلدات، ولجأت هذه القوات إلى الإفراط في استخدام القوة لتفريق بعض المظاهرات، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة كثيرين آخرين. وقُبض على مئات من المتظاهرين ومن المشتبه في أنهم نظموا المظاهرات أو أيدوها، وقُدم ما لا يقل عن 200 شخص للمحاكمة، وأُدين بعضهم وصدرت ضدهم أحكام بالسجن لمدد متفاوتة أقصاها 10 سنوات.
وقد قُتل الحفناوي المغزاوي إثر إطلاق النار عليه، يوم 6 يونيو/حزيران، عندما استخدمت قوات الأمن الذخيرة الحية لتفريق متظاهرين في الرّديف. وادعت مصادر غير رسمية أن 26 شخصاً آخرين قد أُصيبوا، بينما قالت السلطات إن عدد المصابين ثمانية. وقد تُوفي أحدهم، ويُدعى عبد الخالق العميدي، متأثراً بجروحه في سبتمبر/أيلول. وذكر شهود عيان أن قوات الأمن أطلقت النار بدون تحذير، وأن كثيراً من المصابين لحقت بهم جروح ناجمة عن عيارات نارية في ظهورهم وسيقانهم. وأعرب وزير العدل عن أسفه على وفاة الحفناوي المغزاوي، ولكنه أنكر أن تكون قوات الأمن قد ارتكبت أية أخطاء، وقال إن ثمة تحقيقاً جارياً في الواقعة.
وفي يونيو/حزيران، أُلقي القبض على عدنان الحاجي، الأمين العام لفرع «الاتحاد العام التونسي للشغل» في الرّديف. وقد وُجهت إليه، مع 37 آخرين ممن اتهمتهم السلطات بقيادة المظاهرات، تهم إنشاء عصابة إجرامية، والانتماء إلى جماعة تهدف إلى تخريب الممتلكات، وتهم أخرى. وقد مثلوا أمام المحكمة، في ديسمبر/كانون الأول، وحُكم على 33 منهم بالسجن لمدد متفاوتة أقصاها 10 سنوات، بينما بُرئ الخمسة الآخرون.

التطورات القانونية والمؤسسية
عُدل الدستور، في يوليو/تموز، لتخفيض سن الاقتراع من 20 عاماً إلى 18 عاماً وإضافة مواد استثنائية تتعلق بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في عام 2009. وتمنع المواد الاستثنائية فعلياً أي شخص من الترشح للرئاسة بخلاف قادة الأحزاب السياسية المنتخبين الذين مضى على شغلهم لمناصبهم عامان على الأقل. وفي ديسمبر/كانون الأول، أعلنت السلطات عن مشروع لإدخال تعديلات على قانون الانتخابات بهدف زيادة عدد المقاعد المخصصة لأحزاب المعارضة في البرلمان والمجالس المحلية من 37 إلى 50 مقعداً.

وعُدل «قانون الإجراءات الجزائية» في مارس/آذار. وأدى التعديل إلى تعزيز الضمانات الإجرائية للمحتجزين عن طريق إلزام النيابة العامة وقضاة التحقيق بتقديم أسباب عند الترخيص بتمديد فترة الاحتجاز السابق للمحاكمة في حجز الشرطة (الاحتفاظ) لما يزيد عن المدة العادية وهي ثلاثة أيام. وفي يونيو/حزيران، صدر قانون جديد جعل «المجلس الأعلى لحقوق الإنسان والحريات الأساسية»، الذي أنشأته الحكومة، متماشياً مع «مبادئ باريس» بخصوص المؤسسات المحلية لحقوق الإنسان، وذلك بهدف تعزيز استقلال المجلس.

"تعرض النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان للمضايقة والترهيب على أيدي السلطات..."

الأمن ومكافحة الإرهاب
اتسمت المحاكمات في القضايا المتعلقة بالإرهاب، حسبما زُعم، بالجور، وأسفر معظمها عن صدور أحكام بالسجن لمدد طويلة على المتهمين. وكان من بين الذين حُوكموا أشخاص قُبض عليهم في تونس بالإضافة إلى مواطنين تونسيين أعادتهم دول أخرى قسراً بالرغم من وجود مخاوف عن احتمال تعرضهم للتعذيب. وفي كثير من الأحيان، كانت قرارات الإدانة تستند فقط إلى «اعترافات» أدلى بها المتهمون أثناء احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي خلال فترة الاحتجاز السابق للمحاكمة، ثم تراجعوا عنها في المحكمة قائلين إنها انتُزعت تحت وطأة التعذيب. وعادةً ما تقاعس قضاة التحقيق والمحاكم عن التحقيق في مثل هذه الادعاءات. وصدرت أحكام بالسجن في غضون العام على نحو 450 شخصاً بتهم تتعلق بالإرهاب.

وفي يونيو/حزيران، أعادت السلطات الإيطالية قسراً سامي بن خميس الصيد إلى تونس بالرغم من المخاوف على سلامته. وقد قُبض عليه لدى وصوله، حيث سبق صدور أحكام بالسجن عليه، لمدد تبلغ إجمالاً أكثر من 100 عام، بما في ذلك أحكام صدرت من محاكم عسكرية، بعد محاكمته غيابياً في عدة قضايا منفصلة تتعلق بالإرهاب خلال الفترة من عام 2000 إلى عام 2007. وقد طعن في الأحكام الصادرة ضده، وأُعيدت محاكمته في قضيتين منفصلتين، في يوليو/تموز ونوفمبر/تشرين الثاني، وحُكم عليه في القضية الأولى بالسجن ثماني سنوات وفي الثانية بالسجن 11 سنة.
وفي مايو/أيار، أُفرج عن زياد فقراوي، الذي قال إنه تعرض للتعذيب أثناء احتجازه بمعزل عن العالم الخارجي في إدارة أمن الدولة في تونس العاصمة، في عام 2005، ولكن أُعيد اعتقاله على أيدي ضباط من أمن الدولة، في 25 يونيو/حزيران، بعد يومين من عرض حالته في تقرير لمنظمة العفو الدولية عن انتهاكات حقوق الإنسان في تونس. وقد احتُجز بمعزل عن العالم الخارجي لمدة سبعة أيام ثم مثل أمام أحد قضاة التحقيق، حيث وُجهت إليه تهم بالانتماء إلى منظمة إرهابية والتحريض على الإرهاب، وهي التهم نفسها التي سُجن بسببها إثر القبض عليه في عام 2005. وقد بُرئ من جميع التهم المنسوبة إليه وأُطلق سراحه في 25 نوفمبر/تشرين الثاني.

الإفراج عن سجناء سياسيين
أُطلق سراح 44 سجيناً سياسياً سراحا مشروطاً، في نوفمبر/تشرين الثاني، بمناسبة ذكرى مرور 21 عاماً على تولي الرئيس زين العابدين بن علي مقاليد الحكم. ومن بين المفرج عنهم 21 سجيناً كانوا يقضون أحكاماً بالسجن لمدد طويلة صدرت ضدهم إثر إدانتهم بالانتماء إلى حركة «النهضة»، وهي منظمة إسلامية محظورة. وهؤلاء هم آخر من ظل مسجوناً من قادة حركة «النهضة»، وقد ظل معظمهم رهن الاحتجاز لما يزيد عن 15 عاماً. وأفادت الأنباء أن بعض المفرج عنهم كانوا في حاجة ماسة للعلاج الطبي من جراء المعاملة السيئة والظروف القاسية، بما في ذلك الاحتجاز لفترة طويلة في زنازين انفرادية.

وكما هو الحال مع السجناء السياسيين الآخرين الذين أُفرج عنهم من قبل، فقد أفادت الأنباء أن أولئك المفرج عنهم وُضعوا تحت «المراقبة الإدارية»، التي فُرضت على معظمهم خلال محاكمتهم في عام 1992، وهي تلزمهم بإثبات حضورهم بشكل منتظم في مراكز معينة للشرطة. وتحد هذه القيود من حريتهم في التنقل وتجعل من الصعب عليهم الحصول على الوظائف والرعاية الطبية. وكان من بين المفرج عنهم في نوفمبر/تشرين الثاني الصادق شورو، الرئيس الأسبق لحركة «النهضة»، وقد أُعيد القبض عليه في 3 ديسمبر/كانون الأول، وبعد ثلاثة أيام وُجهت إليه تهمة «الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها»، ويُقصد بها حركة «النهضة»، وحُكم عليه بالسجن لمدة عام.

التعذيب وغيره من صنوف المعاملة السيئة
وردت أنباء جديدة عن التعذيب وسوء المعاملة في مراكز الشرطة ومراكز الاحتجاز التي تديرها إدارة أمن الدولة. وكان المعتقلون عرضةً للخطر على وجه الخصوص أثناء احتجازهم بمعزل عن العالم الخارجي.
فقد قُبض على جابر الطبابي يوم 3 يونيو/حزيران، بسبب مظاهرات قفصة. وقد مزَّق أفراد الشرطة ملابسه وانهالوا عليه بالضرب مراراً وهم يجرونه إلى مركز الشرطة في الرّديف، وهناك تعرض للتعذيب، حسب قوله. وقد نُقل إلى مركز الشرطة في بلدة متلاوي، حيث عُصبت عيناه ووُضع في وضع مؤلم ثم أُدخلت عصا في شرجه. وقد أُصيب بجرح قطعي في الرأس تطلب علاجه 16 غرزة. وقد أُجبر على البقاء عارياً، على حد قوله، إلى أن اقتيد للمثول أمام قاضي التحقيق في محكمة قفصة الابتدائية. وقد رفض القاضي طلب المحامي بإخضاع جابر الطبابي للفحص الطبي لإثبات أدلة التعذيب، ولكنه أمر بالإفراج عنه فوراً. وقد أُطلق سراحه بدون توجيه تهمة إليه، في 9 يونيو/حزيران.

حرية التعبير
واصلت السلطات فرض قيود مشددة على وسائل الإعلام، وحُوكم بعض الصحفيين بسبب أنشطتهم المهنية، وإن بدت التهم المنسوبة إليهم غير ذات صلة في كثير من الأحيان.
فقد وُجهت إلى فهيم بوقدوس، الصحفي في قناة «الحوار التونسي» وهي قناة تليفزيونية تونسية، تهمتا «الانتماء إلى عصابة إجرامية» و«نشر معلومات من شأنها تكدير النظام العام»، بسبب ما أورده من مواد إعلامية عن مظاهرات قفصة وانتهاكات حقوق الإنسان على أيدي قوات الأمن. وقد اختبأ وحُوكم غيابياً، يوم 4 ديسمبر/كانون الأول، مع 37 شخصاً آخرين (انظر ما سبق)، وحُكم عليه بالسجن لمدة ست سنوات.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، استدعت النيابة العامة نزيهة رجيبة، للتحقيق معها بشأن مقال كانت قد كتبته لصحيفة «المواطنون» المعارضة. وقد اتهم المقال الحكومة بتدمير موقع «كلمة»، وهو صحيفة إخبارية إلكترونية أسسته نزيهة رجيبة مع آخرين بعد أن رفضت السلطات منح تصريح بنشرها في عام 1998. وقبل أيام قلائل من استدعاء نزيهة رجيبة، صادرت وزارة الداخلية جميع نسخ صحيفة «المواطنون» التي نُشر فيها المقال.

المدافعون عن حقوق الإنسان
تعرض بعض النشطاء والمدافعين عن حقوق الإنسان للمضايقة والترهيب على أيدي السلطات، التي فرضت عليهم رقابة لصيقة وشديدة، ومنعت تسجيل بعض المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان بصفة قانونية أو أعاقت أنشطتها، كما تدخلت لعرقلة اتصالات هذه المنظمات عن طريق قطع الخطوط الهاتفية وسبل الاتصال بشبكة الإنترنت.
في يونيو/حزيران، تعرض محاميان من المدافعين عن حقوق الإنسان للمضايقة من جانب مسؤولي الأمن لدى عودتهما إلى تونس العاصمة بعد أن شاركا في مؤتمر صحفي لمنظمة العفو الدولية في باريس وتحدثا فيه عن انتهاكات حقوق الإنسان في تونس. فقد احتُجز سمير ديلو وأنور القوصري لفترة وجيزة في المطار وطُلب منهما التوجه إلى الشرطة، التي استجوبتهما بشأن المؤتمر الصحفي واتهمتهما بترويج معلومات كاذبة والإساءة إلى سمعة تونس. وأُبلغ سمير ديلو بأن عليه الكف عن تلك الأنشطة وإلا فسوف يتعرض للمحاكمة.

العنف ضد النساء والفتيات
في سبتمبر/أيلول، انضمت تونس إلى البروتوكول الاختياري الملحق «باتفاقية المرأة» الصادر عن الأمم المتحدة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني، أقامت السلطات خدمة هاتفية مجانية، هي خدمة «الخط الساخن»، للنساء من ضحايا العنف في محيط الأسرة.

عقوبة الإعدام
واصلت الحكومة وقف تنفيذ أحكام الإعدام الساري بحكم الواقع الفعلي، ولكن ظل في السجون عدد من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام. وفي فبراير/شباط، خففت محكمة الاستئناف في تونس العاصمة أحد حكمي الإعدام اللذين صدرا في ختام ما سُمي «محاكمة سليمان»، في ديسمبر/كانون الأول 2007، ولكنها أيدت الحكم الثاني. فقد خُفف حكم الإعدام الصادر ضد عماد بن عمار إلى السجن مدى الحياة، بينما تأيد حكم الإعدام الصادر ضد صابر الراقوبى.

وفي مارس/آذار، قدم 25 من أعضاء البرلمان، ينتمون إلى أحزاب شتى، مشروع قانون يقترح إلغاء عقوبة الإعدام، ولكن البرلمان لم يكن قد انتهى من بحثه تماماً بحلول نهاية العام.

الزيارات القطرية 
لمنظمة العفو الدولية
زار مندوب من منظمة العفو الدولية تونس، في فبراير/شباط، لحضور بعض الجلسات في «محاكمة سليمان».


تونس..مدير يشترط على الفتيات خلع حجابهن لإجتياز الإمتحان

السبيل أونلاين - تونس

أدانت منظمة "حرية وانصاف" بشدة منع التلميذة شيماء حمدي من إجراء الامتحانات وحمّلت مدير المعهد المدعو رياض الوسلاتي نتائج ما أقدم عليه من تعنت واستعمال وسائل غير مشروعة للضغط على المحجبات وإكراههن على نزع الحجاب وحرمانهن من حقهن في التعليم .

وأفادت المنظمة أن إدارة المعهد الثانوي خيرالدين باشا باريانة مصرّة على مواصلة منع التلميذة شيماء حمدي للمرة الثالثة على التوالي من إجراء امتحانات آخر السنة وقد تولى مدير المعهد المذكور المدعو رياض الوسلاتي الإشراف شخصيا على عملية نزع حجاب التلميذات .

وأكدت أن المدير المذكور خيّر التلميذة شيماء حمدي بين خيارين إما نزع الخمار أو عدم إجراء الامتحان مكررا عبارة ''لاشيء فوق الرأس حتى ولو كان قبعة أو فولارة تونسية'' فخرجت التلميذة من قاعة الامتحانات وهي تبدي امتعاضها واستنكارها لهذا الموقف التعسفي، وقد تسبب لها ذلك في أزمة نفسية حادة وحاول والدها في اليوم الموالي إقناع مدير المعهد المذكور بأن لا شيء يخول له حرمان ابنته من الدراسة أو جبرها على تعرية رأسها فأصر على موقفه لكن ناظر المعهد حاول فض المشكلة بالحسنى فطلب من والدها أن تستبدل الحجاب بأي غطاء للرأس لكن المدير تدخل من جديد وأصر على أنه لا يسمح أبدا بغطاء الرأس و تساءل لماذا بقيت الإدارة طيلة هذا الوقت دون أن تجبرها على التزام يقضي بالامتناع عن ارتداء الحجاب وبحث من بين الالتزامات الممضاة تحت وطأة الإكراه من طرف تلميذات لا حول و لا قوة لهن إلا مجاراة الإدارة في أمور تتعلق بقناعاتهن الدينية والتنازل عن حقهن في حرية اللباس .

وطالبت المنظمة بتمكين التلميذة شيماء حمدي وغيرها ممن وقع الاعتداء على حقهن في اختيار اللباس وفي التعليم من إجراء الامتحان في ظروف ملائمة ، وتعويض التلميذة عن جميع الأضرار التي حصلت لها نتيجة الاعتداء الذي ارتكبه في حقها المدعو رياض الوسلاتي مدير المعهد الثانوي خير الدين باشا بأريانة، ودعت سلطة الإشراف إلى وضع حد لسياسة الإقصاء و التضييق والاعتداء على الحريات الشخصية التي يكفلها الدستور والقانون و كل المعاهدات و المواثيق الدولية .


السبيل أونلاين - تونس

إنا لله وإنا إليه راجعون..رحيل حامد بن أحمد رحمه الله

تونس في 05 جمادى الثانية 1430 الموافق ل 30 ماي 2009

انتقل إلى رحمة الله تعالى بعد ظهر اليوم السبت 30 ماي 2009 بمستشفى الطاهر المعموري بنابل السجين السياسي السابق الفقيد حامد بن أحمد بعد صراع مرير مع المرض وبعد خضوعه لعدة عمليات جراحية، وسيشيع جثمانه الطاهر من منزله الكائن بنهج طارق بن زياد بمدينة قليبية غدا الأحد بعد صلاة العصر إلى مقبرة سيدي عبد النوايلي.

وحرية وإنصاف تتقدم لعائلة الفقيد بأحر التعازي وأخلص المواساة راجية من العلي القدير أن يتقبله بقبول حسن وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر والسلوان.
لتقديم التعازي يرجى الاتصال بزوجته على الرقم 00216.22.764.704

عن المكتب التنفيذي للمنظمة
الرئيس / الأستاذ محمد النوري


تونس في 30 ماي 2009
نعي السجين السياسي السابق المرحوم حامد حامد

إنتقل إلى رحمة الله تعالى عند الساعة الثالثة من بعد ظهر اليوم السبت 2009.05.30 السجين السياسي السابق السيد حامد حامد بعد معاناة مريرة من آلام أمراض السكري و الكلى ، وقد بلغت حالة السيد حامد في الأيام القليلة الماضية درجة بالغة السوء إنقطع بسببها عن الأكل ، وتوقف الإطار الطبي المباشر عن إجراء عمليات التجديد الدوري للدم، التي كان يخضع لها الفقيد، بعد أن أكد الأطباء أن حالته باتت ميؤوس منها، وبعدما تدهورت حالة الكلى والهبوط الحاد للسكري.

والسيد حامد حامد كان أجرى بالمستشفي الجهوي بنابل ( منطقة المرازقة) قبل أشهر قليلة عملية بتر أولى لأصابع القدم اليمنى ثم تلتها عملية ثانية لبتر قدم رجله اليمنى ثم عملية ثالثة لبتر الرجل اليمنى إلى مستوى الفخذ .و يذكر أن السيد حامد حامد سجين سياسي سابق وهو مساعد مهندس معماري من مواليد سنة 1962 متزوج وله بنت واحدة عمرها 07 سنوات، مقيم في مدينة قليبية، نال حكماً بالسجن خلال المحاكمات السياسية التي شهدتها تسعينات القرن الماضي فقضى عاماً وشهرين، بين ماي 1991 وجويلية 1992، و ظل طوال السنين التالية عرضة لهرسة أمنية و مراقبة إدارية بدون موجب قضائي أورثته أمراض الكلى والسكري.

وإذ يتوجه أعضاء الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بالدعاء للفقيد سائلين الله أن يتغمده بالعفو والرحمة والمغفرة، وأن يرزق أهله ورفاق سجنه جميل الصبر والسلوان، فإن الجمعية تأسف لاستمرار قوافل الموت البطىء التي يُسجل قوائمها ويشارك في جحافلها سجناء سياسيون من ضحايا المحاكمات السياسية لتسعينات القرن الماضي.ولا يسع الجمعية إلا أن تذكّر أن معاناة السجناء السياسيين في تونس ، باتت من أخطر الملفات التي إنتـُهكت فيها حقوق واُهدرت تحت عنوانها كرامات واُزهقت بظلمها وفي ظلماته أنفس. وهي تجدد دعوتها إلى السلطات العليا إلى عدم التغاضي عما تسببه هذا الملف من آلام لعموم التونسيين وعائلاتهم، كما تحثها على المبادرة إلى معالجة نتائجه الكارثية و تداعياته الآليمة.
...............
مـــلاحظة

منزل الفقيد : شارع طارق بن زياد -آخره- قليبية
الدفن بمقبرة قليبيا المحاذية للسوق عند صلاة العصر
للتعزية يرجى الإتصال برقم هاتف الزوجة 21692339849+

عن الجمعيـــة / الهيئـــــــة المديـــرة


بعض عناوين وردت في صحيفة الموقف

السبيل أونلاين - تونس

"بن قدران" محرومة من الماء الصالح للشرب لأربعة أيام متتالية
معزّ الجماعي
علمت "الموقف" أن معتمديّة "بن قردان" من ولاية مدنين محرومة منذ أربعة أيام من الماء الصالح للشراب في جميع محلات المدينة وبيوتها .
ولم يتلقّى متساكنو المدينة أي إعلام مسبق من الشركة الوطنية لإستغلال و توزيع المياه ينبه من إنقطاع مطول عن الماء الصالح للشرب. و بإتصالهم بالشركة المذكورة خلال اليوم الأول علموا أن خطأ فني بسيطا عطل ضخ الماء للبيوت على حد تعبير الشركة و أن سلطة الإشراف بصدد معالجة الموضوع في ظرف ساعات قليلة . لكن بعد مرور أربعة أيام مازالت العائلات في "بن قردان" تعاني من نفس المشكلة التي تسببت في حرمان المواطنين من أهم مرافق الحياة . و أكد عدد هام من أهالي الجهة في اتصالات بـ"الموقف" أن العاملين في فرع "بن قردان" للشركة الوطنية لإستغلال و توزيع المدينة أصبحوا لا يردّون على هاتف الشركة للرد عن استفسارات المواطنين حول الموضوع و إكتفوا بإعلام من اتصل مباشرة بمقر الشركة أن المشكلة متعلقة بإقليم شركة المياه في مدنين بسبب خطأ فني عطل عملية ايصال الماء الصالح للشراب من آبار "مدنين" إلى مدينة بن قردان و أن فرع الشركة لا علم له عن الأسباب الحقيقة للمشكلة أو المدة الزمنية الازمة للسيطرة عليها .
يشار إلى أنّ معاناة أهالي بن قردان تضاعفت بعد عجزهم عن إستعمال مياه الأمطار المخزنة بسبب تلوثها بعد نزول كمية هامة من الأمطار خلال شهر مارس بلون غريب شبيه للون مادة "القطران" البترولية وهو ما أشارت إليه الموقف في حينه.

الأستاذ حسين الديماسي في تظاهرة محمد علي الحامي بقابس:

"الأزمة الاقتصادية هيكلية والحل لن يكون قطريا"

إعداد : عبد الجبار الرقيقي

في إطار فعاليات الاحتفاء بذكرى محمد علي الحامي التي ينظمها الاتحاد الجهوي للشغل بقابس سنويا ألقى الأستاذ حسين الديماسي محاضرة قيمة حول الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة وقد كانت هذه المحاضرة على قيمتها العلمية الرفيعة في غاية اليسر والوضوح وهو ما جعل ظواهر اقتصادية معقدة ومتشابكة تبلغ إلى الحاضرين على اختلاف مستوياتهم.

وقد قدم الأخ عبيد البريكي المكلف بقسم التكوين تمهيدا لهذه الندوة حيث أشار إلى ان القادم إلينا من آثار الأزمة العالمية سيكون أسوأ بكثير مما شهدناه وللتدليل على ارهاصات المستقبل وخاصة في ما يتعلق بارتفاع نسبة البطالة ساق رقما عن تراجع عدد المنخرطين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي يقارب 25 %.

كما أوضح الأخ البريكي أن هذه الندوة ومثيلاتها مما ينظمه الاتحاد انما تهدف لفهم ما يحدث وتشخيص الأزمة بدقة والبحث عن الحلول والاستعداد للمستجدات فالاتحاد ونقابيّوه لا خيار لهم في الظرف الحالي سوى السعي إلى الحد من التأثيرات الكارثية لهذه الأزمة والتخفيف قدر الامكان من معاناة الشغالين والمطرودين مؤكدا أنه يستهدف حلولا واقعية لواقع ملموس وفي هذا الاطار ألحّ على الاسراع بتجسيد مقترح "صندوق البطالة".

وفي خاتمة تمهيده عرج الأخ عبيد البريكي على ما أسماه بـ"المحاولات اليائسة لتجفيف منابع الاتحاد عبر السعي إلى تأسيس منظمات نقابية أخرى أصحابها أحرار في تأسيسها ونحن أحرار في تقييمها"

وقال "حين تفشل هذه المحاولات يسعى البعض إلى التشكيك في رموز الاتحاد بالتقليل من شأن محمد علي الحامي والحطّ من دوره في التأسيس لتجربة العمل النقابي الوطنية المستقل غير أن النقابيين في الاتحاد سيواصلون استلهام تحربته الرائدة"

ثم أحال الكلمة إلى الاستاذ حسين الديماسي الذي قدم مداخلة نورد أهم ما جاء فيها تعميما للفائدة:

"إنّ الهدف من هذه المداخلة يكمن في الكشف عن الحقائق والاستعداد لمواجهة التبعات السلبية للازمة. والمؤسف أن الفهم السائد حاليا للازمة في مجمله خاطئ فيكون التعاطي معه بالتالي خاطئا، فوسائل الإعلام تروج لمصطلح "الأزمة المالية العالمية" من أجل التركيز على الجانب المالي المصرفي فحسب كما يؤكد الخطاب السائد أن الأزمة لن تدوم أكثر من بعض سنوات قليلة سيتجاوزها العالم بسلام بمعنى أن الأزمة الراهنة ظرفية طارئة في حين أن الأمر يتعلق ببداية أزمة اقتصادية هيكلية فهي إذن ليست مالية فقط وليست ظرفية فحسب.

وإذا عدنا إلى الخطاب السائد عن الأزمة فهو ليس خاطئا بل مقصود يهدف إلى الإيهام بأن المنظومة الرأسمالية تشكو توعكا خفيفا عرضيا في حين أن المنظومة الرأسمالية مصابة بمرض عضال مستفحل.

وسنطرح بعض الأسئلة تكون الإجابة عنها مدخلا لفهم علمي موضوعي لهذه الأزمة.

السؤال الأول: ماذا حدث في العشرية الفارطة ضمن البلدان القاطرة للاقتصاد العالمي (امريكا الشمالية، أوروبا، اليابان)؟

لقد وقع تكديس لم يسبق له مثيل لأموال طائلة في المصارف. أما المشكلة فتمثلت في صعوبات كثيرة في تثمين الأموال المدخرة بواسطة الاستثمار عبر القروض الموجهة للإنتاج بمعنى أن تكدس الأموال في المصارف قابله ركود في الطلب على القروض الاستثمارية وعندئذ وجدت المصارف نفسها مجبرة على الاتجاه وجهتين لتثمين الاموال العقيم وهما وجهة المضاربة في الغذاء والمحروقات ووجهة تشجيع القروض الاستهلاكية وهي قروض مسمومة او مغشوشة. وقد تم اسنادها لكل الفئات بقطع النظر عن قدرتها الحقيقية على التسديد إضافة إلى ان نسبة الفائدة لم تكن قارة وأقساط التسديد غير متساوية فهي ترتفع تدريجيا مع التقدم في تسديد الأقساط ولعل ما دفع إلى الإقبال على هذا النوع من القروض ضعف القدرة الشرائية الذاتية للأجراء وطموحاتهم الاستهلاكية ورغبتهم في تحسين أوضعها المعيشية.

ونظرا لأسباب عديدة ارتفعت نسبة الفائدة إلى 4 و 5 و 6 % في حين أن الاقتراض كان على قاعدة 1 إلى 2 % فأصبحت أغلب العائلات الامريكية المفترضة عاجزة عن التسديد وهو ما أحدث اختلالات عميقة في التوازنات المالية للمصارف فانتقل العالم من التخمة المالية إلى الشح المالي في فترة وجيزة.

وبما أن الاستهلاك كان في معظمه قائما على الاقتراض الاسرى وبما أن نسق الاستهلاك قد تراجع تراجعا كبيرا لذلك انخفض الانتاج وبدأت موجة اغلاق المصانع والمؤسسات عموما وانتشرت البطالة انتشارا واسعا.

السؤال الثاني: لماذا وقع تكدس مالي عقيم؟

يعود ذلك إلى عوامل مترابطة متداخلة فتراجع الاستثمار يعود إلى تراجع الاستهلاك الذي يعود بدوره إلى تراجع مداخيل الاجراء على المستوى العالمي تراجعا رهيبا نظرا لسياسة رأس المال في تقزيم الاجور واقرار ما يسمى بهشاشة التشغيل. غير أن أصل الداء يتمثل في اختلال فادح في موازين القوة بين العمال وممثليهم من جهة ورأس المال مدعوما بالدولة من جهة أخرى.

أما هذا الاختلال فهو بدوره ناتج عن اكتساب رأس المال قدرة انتاجية وربحية لا مثيل لها في الماضي بفضل الثورة التكنولوجية المذهلة التي نقلت الانتاج من النمط اليدوي إلى "الميكنة" ومنها إلى "الروبوتيك" ولكن هذه الظاهرة لم يصحبها تغيير في علاقات الانتاج في اتجاه التخفيض في زمن العمل أو تحسين ظروف العمال أو الترفيع في أجورهم بل إن الغريب هو مسار الارتداد نحو علاقات الانتاج للقرن 19 ثم ان انتشار البطالة واستفحالها أدى إلى اضعاف شديد لفاعلية النقابات العمالية ودفع بها إلى تغيير استراتيجيتها نحو منهج المهادنة بدعوى المحافظة على الممكن من مواطن العمل المتوفرة.

كما أن بروز خطاب العولمة ونمطها أدى إلى اختراق الحدود من أجل تصريف فائض الانتاج نحو الخارج فنشأ باسم المنافسة نزوع نحو تبرير تجميد الاجور والحد من المكاسب الاجتماعية.

وعند الانهيار المدوي للمعسكر الشيوعي تخلص النظام الرأسمالي من عامل ضاغط عليه أجبره طويلا على اسداء الكثير من المكاسب الاجتماعية للعمال خوفا من انزلاقهم نحو التوجه الاشتراكي اضافة إلى ان أحزاب اليسار في اغلبها فقدت مرجعيتها وأصبحت غايتها الاساسية بلوغ السلطة بعد أن كانت ترفع لواء النضال الاجتماعي ومطالب الطبقة العاملة وفي هذه الأثناء دخلت الصين حلبة الاقتصاد العالمي عن طريق رأسمالية "متوحشة" لا تولي لحقوق العمال النقابية اعتبارا فاكتسحت الصين السوق العالمية ببضائع لا تقبل المنافسة وهو ما دفع بكثير من البلدان إلى تبرير هشاشة الشغل والحرمان من الحقوق النقابية.

السؤال الثالث: كيف تتعامل أغلب البلدان مع هذه الازمة؟

بما أن الأزمة عالمية فلا يمكن أن تكون حلولها فردية أو قطرية وحتى الاجتماعات الدولية المنعقدة للتباحث في حلول الازمة لم تتمحض عن اقتراحات جدية تذكر.

ويرى البعض الحل في زيادة العرض في حين أن المشكلة تكمن أساسا في نقص فادح في الطلب وعوضا عن انعاش القدرة الشرائية لتنشيط الاستهلاك فإن بلدانا كثيرة تتجه نحو إنقاذ الأثرياء.

ولعل من بين المخارج الممكنة لهذه الازمة الاتجاه نحو مراعاة الثورة التقنية المهولة من أجل تحسين ظروف العمال والتخفيض في ساعات العمل اضافة إلى تحسين القدرة الشرائية الكفيلة بإنعاش الطلب والرفع من نسق الاستهلاك بما ينعكس ايجابيا على الإنتاج والاستثمار كما أنه من الضروري تعديل العلاقة بين الاطراف الاجتماعية كما أن النقابات والأحزاب اليسارية مطالبة بالعودة إلى منهج المجابهة والصراع والمطالبة"

واثر مداخلة الأستاذ الديماسي ساهم عدد من الحضور في النقاش فتراوحت تدخلاتهم بين الاضافات أو التعديلات أو الاعتراضات على رؤية المحاضر التي يعتبرها البعض من داخل المنظومة الرأسمالية في حين يرى هؤلاء المتدخلون أن الحل يكمن في النهج الاشتراكي المطور أو الخيار الوسطي بين القطاع الخاص والعام وقد كانت التدخلات على غاية من العمق والثراء شأنها شأنها مداخلة الديماسي ومن بين المتدخلين نذكر الأخ المولدي الجندوبي والدكتور عبد الله بن سعد والأخ أنور العمري وعبيد البريكي والمنصف اليعقوبي والكاتب العام للاتحاد الجهوي بين عروس محمد مسلمى وغيرهم.

إنها ندوة قيمة دعا الكثيرون إلى تدعيمها والنسج على منوالها في قضايا أخرى تهم العمال وتحدد مصيرهم.

جهة قابس تحتفي بذكرى محمد على الحامي

عمر المطوي

على امتداد يومي 22 و 23 ماي أحيى النقابيون بجهة قابس ذكرى محمد على الحامي رائد الحركة النقابية الوطنية بتونس و قد كانت فعاليات هذه التظاهرة السنوية متنوعة تراوحت بين الأنشطة الرياضية و العروض الموسيقية و القراءات الشهرية و الندوات الفكرية و المعارض الوثائقية وصولا إلى المسيرة العمالية و التجمع النقابي.

و قد توزعت أنشطة التظاهرة بين مدينة قابس بمقر الإتحاد الجهوي للشغل و مدينة الحامة بمقر الإتحاد المحلي . و المعلوم أن هذه المناسبة يحضرها الأخ الأمين العام للإتحاد عبد السلام جراد الذي دشن في قابس "مدرسة محمد على للثقافة العمالية" و كان في مقدمة المسيرة العمالية التي انطلقت من مقر الإتحاد المحلي لتتوقف عند نصب محمد على و الطاهر الحداد و الدغباجي لوضع أكاليل الزهور و الترحم على هؤلاء الأعلام الذين خدموا تونس كلّ بطريقته كما أشرف الأمين العام بعد ذلك على تجمع بدار الإتحاد المحلي ألقى خلاله كلمة و كرّم مجموعة من النقابيين .

و إضافة للأخ الأمين العام حضر التظاهرة عدد كبير من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني مثل عبيد البريكي و المولدي الجندوبي و المنصف اليعقوبي و الأخ بوزريبة و بلقاسم العياري إضافة إلى أعضاء الجامعات مثل منجي عبد الرحيم و الطاهر الشعباوي إلى جانب الأخ محمد مسلمي الكاتب العام للإتحاد الجهوي ببن عروس . و لعل أبرز الأنشطة التي تمت في مدينة قابس عرض فرقة البحث الموسيقي و الندوة حول الأزمة الإقتصادية بمداخلة الأستاذ الديماسي .

الحامة تختزل تاريخ تونس المعاصر فأين نصيبها من التنمية ؟

عبد الجبار الرقيقي

مدينة الحامة التي تحتضن جزءا هاما من فعاليات تظاهرة محمد على الحامي مدينة غريبة فعلا فهي رغم ما عانته طوال تاريخها من تهميش من السلطة المركزية كانت دائما و أبدا تطفو على سطح التاريخ لتطبعه بفعلها أو لتهبه أحد أعلامه . و للتدليل على ذلك يكفينا استعراض بعض من أنجبتهم الحامة لتونس المعاصرة :

* الشهيد "محمد صالح الدغباجي" الذي كان رمزا لإرهاصات المقاومة المسلحة للاحتلال الفرنسي لتونس و ظلّ بطل هذه المقاومة في المخيال الشعبي إلى اليوم .

* "الطاهر لسود" الذي كان أحد أهم قادة الكفاح الوطني المسلح في مرحلته المنظمة المستندة إلى وعي سياسي ناضج ذي رؤية أبعد من القطرية .

* "محمد على الحامي": رائد التجربة النقابية الوطنية المستقلة ذات التوجه الاجتماعي التقدمي المستنير و الذي تحول إلى ممثل لهذا التوجه في المخيال النقابي الجمعي بقطع النظر عن ما يقال في تفاصيل سيرته الذاتية .

* "الطاهر الحداد" : أحد أركان الإصلاح الإجتماعي الحديث و رائد الدعوة لتحرير المرأة في تونس .

* "الجلولي فارس" : رئيس المجلس القومي التأسيسي التونسي أحد صائغي الدستور الذي نقل النظام السياسي التونسي من الملكية إلى الجمهورية على المستوى التشريعي .

* "نورالدين بن خضر" : أحد أبرز أعلام التجربة السياسية المعارضة للنظام البورقيبي في إطار مجموعة "آفاق" و أحد أهم رموز اليسار الديمقراطي .

* "الهادي الزريبي" الذي كان من بين رموز كثيرة للتيار القومي في تونس ساهم فيه خاصة من خلال كتاباته و مقالاته الصحفية .

* "عمار العربي الزمزمي" : أحد قيادي منظمة "العامل التونسي" سجن من أجل الانتماء إليها سنوات طويلة عاد إثرها إلى المساهمة في الأنشطة الفكرية و الاجتماعية بمدينة الحامة .

* "البشير العربي" : أحد رموز الحركة الطلابية في أواخر السبعينات و بداية الثمانيات في إطار الهياكل النقابية المؤقتة للإتحاد العام لطلبة تونس .

* كما أنجبت الحامة رموز كثيرة للحركة الإسلامية نذكر منهم بطبيعة الحال رئيس حركة "النهضة" حاليا "راشد الغنوشي" .

إن هذه المدينة التي تختزل بالأعلام الذين أنجبتهم تاريخ تونس المعاصر تسأل عن نصيبها من الثروة الوطنية و من المجهود التنموي و هي التي أعطت للبلاد دون حدود خلال مرحلة التحرر الوطني فهي الآن تعاني من بنية أساسية متواضعة جدا و من انتشار متزايد للبطالة و تفقير مستمر لأهلها و يكفي للتدليل على ذلك أنها تعد أكثر من ثلاثين مقهى . رغم أن الحامة تتوفر على إمكانيات طبيعية فريدة هي المياه الجوفية الحارّة التي يمكن استثمارها في التنمية الفلاحية أو السياحية أو في المجال الإستشفائي . فإلى متى تنتظر الحامة نصيبها المشروع من وطن منحته ما يفخر به من أعلام و أحداث .




حقوقيون تونسيون ينددون بالمضايقات التى تتعرض لها المحامية راضية النصراوي

السبيل أونلاين - تونس

نددت جمعيات و منظمات حقوقية " بما تتعرض إليه الأستاذة النصراوي من انتهاكات بوصفها محامية ومدافعة عن حقوق الإنسان" ،وعبرت عن تضامنها مع النصراوي فيما تتعرض إليه.

وطالبت الجمعيات والمنظمات التى وقعت على بيان مشترك تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الجمعة 29 ماي 2009 ، الجهات المعنية بوضع حد لهذه الممارسات وبتفعيل الاتفاقيات الحامية للمدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين ، كما طالبت الجهات القضائية المعنية بفتح تحقيقات جدية في الانتهاكات المذكورة وإحالة الأمر على القضاء.

واشارت كل من :الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان - المجلس الوطني للحريات بتونس - الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين - منظمة حرية وإنصاف - الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب - الودادية الوطنية لقدماء المقاومين - المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية ، إلى أن عديد النشطاء الحقوقيين يتعرضون باستمرار إلى انتهاكات شبيهة.

وأكدت تلك الجهات الحقوقية أن وتيرة الاعتداءات و التجاوزات التي تتعرض لها المحامية راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب منذ سنوات ، تصاعدت في الفترة الأخيرة و تمثلت هذه الاعتداءات في:

1) محاولة إخضاعها للتفتيش الجسدي بمطار تونس يوم 19/05/2009

2) اقتحام منزلها في الليلة الفاصلة بين 24 و 25 أفريل 2009 والاستيلاء منه على مفاتيح شقتها وسيارتها لما كانت وزوجها خارج البلاد.

3) قطع خط هاتفها الجوال 98.339.960 بدون أي موجب من طرف شركة اتصالات تونس منذ 14/02/2009.

4) الضغط على المعينة المنزلية التي تشغلها بمنزلها ''للتعاون'' مع البوليس السياسي.

5) إخضاع مكتبها كمحامية إلى المراقبة البوليسية المستمرة والضغط على حرفائها للتخلي عن نيابتها لهم.

6) منعها من مقابلة أحد حرفائها بمدينة قفصة يوم 21/05/2009.

7) منعها من زيارة أصدقاء وحرفاء.

وإعتبر البيان أن ما تتعرض إليه الأستاذة راضية النصراوي هو بسبب نشاطها في مجال حقوق الإنسان ، في محاولة لمنعها من القيام بواجبها كمحامية.


السبيل أونلاين - تونس

حرية وانصاف..أخبار الحريات في تونس

1) تأجيل النظر في قضية الناشط الحقوقي طارق السوسي:

نظرت الدائرة الجنائية الثانية بمحكمة الإستئناف ببنزرت في جلستها المنعقدة اليوم الخميس 28 ماي 2009 في القضية عدد 09/2367 التي يحال فيها الناشط الحقوقي والسجين السياسي السابق الأستاذ طارق السوسي (بحالة سراح) للاستئناف عن الحكم الصادر ضده عن المحكمة الابتدائية بتاريخ 31 مارس 2008 والقاضي بسجنه مدة 3 أشهر مع تأجيل التنفيذ من أجل تهمة " ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام "، وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 11 جوان 2009.

2) ''مجهول'' يعتدي على ''أم زياد'' عبر الهاتف:

تعرضت الصحفية نزيهة رجيبة ''أم زياد'' رئيسة تحرير ''كلمة'' للاعتداء بالعنف اللفظي عبر الهاتف من قبل '''مجهول'' نعتها بالخيانة واللاوطنية واعتبر أن الجائزة التي ستتسلمها السيدة أم زياد يوم 4 جوان المقبل والمسندة إليها من قبل الاتحاد الدولي للناشرين هي ثمن عمالتها.

وستتقدم السيدة أم زياد بشكاية للقضاء ضد هذا المجهول التي تعتقد أن له علاقة بالبوليس السياسي بما أنها تعرضت في السابق لعديد المضايقات و الاعتداءات الشبيهة.

3) مكفوفون يضربون عن الطعام:

دخل أربعة مكفوفين في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الأربعاء 27 ماي 2009 بمقر المركز الوطني للمكفوفين بباب بنات بتونس العاصمة وهم على التوالي السادة محسن الدباشي (سليانة) ومحسن النصرلّي (القصرين) واحمد الشرايطي ( تونس) ونبيل المومني (قابس) للمطالبة بحق الشغل في وظيفة موزع هاتف علما بانهم قاموا جميعا بتربص في هذا التخصص.

وقد طالت مدة بطالة السيد محسن النصرلي أكثر من 10 سنوات عانى خلالها مماطلة السلطات الجهوية بالقصرين طيلة هذه المدة دون إيجاد حل له، مع العلم أن السيد محسن النصرلي له 3 إخوة مكفوفين وكذلك السيدان نبيل المومني وأحمد الشرايطي لهما أشقاء مكفوفون.

وقد علق المضربون عن الطعام إضرابهم بعد وعود من السلطة بتوفير مواطن شغل لهم وأمهلوا من وعدهم إلى 15 أوت 2009 وإلا فإنهم سيعودون إلى مواصلة الإضراب عن الطعام.


بعد عملية أولى غنم منها المليارات دون وجه حقّ:

صخر الماطري يعود إلى إدارة التجاري بنك

السبيل أونلاين - تونس

أوردت جريدتا "واب ماناجر سنتر" و "أفريكان ماناجر" الالكترونيتان يوم الإثنين 25 ماي 2009، خبر انسحاب السيد محمد علي المبروك رئيس مدير عام شركة "ميكو سيكاف" من مجلس إدارة "التجاري بنك" تاركا مكانه لرجل الأعمال الشاب صخر الماطري مدير عام "مجموعة النقل". وطالت العملية تداول 1,93Ùª من أسهم البنك

http://ar.webmanagercenter.com/management/article.php?id=1390

http://www.africanmanager.com/articles/122862.html

وعلاقة صخر الماطري بالتجاري بنك ليست جديدة. فقد سبق له في أوت 2005 أن اشترى 16,96Ùª من أسهم هذا البنك عندما كان يحمل اسم "بنك الجنوب" حينها. وذلك قبل أن يغيّـر اسمه إلى "التجاري بنك"، في 26 ماي 2006 إثر اقناء مجموعة «التجاري وفا بنك» المغربية و البنك الإسباني Grupo Santander ، لأغلب أسهمه (33,54Ùª من الأسهم التي كانت تملكها الدولة التونسية، إضافة إلى 16,96Ùª من الأسهم التي آلت إلى صخر الماطري). وقد تمكّن صخر الماطري من شراء أسهم البنك الإيطالي Banca Monte Dei Paschi di Siena ، في بنك الجنوب التي سبق له أن اشتراها في إطار خوصصة هذا البنك. وهي عملية جنى منها صخر الماطري 22 مليارا كربح صافي دون أن يدفع مليما واحدا. ذلك أن شراءه لأسهم البنك الإيطالي تمّت بواسطة قرض أسنده له بنك الجنوب نفسه!!؟

بل تذهب بعض المصادر إلى حدّ التشكيك في الصفقة ككلّ، مؤكدة بأن البنك الإيطالي لم يكن سوى محلّل أو «تيّـاس» باللهجة العامية، تمّ استخدامه كوسيط لعدم إظهار تورط الدولة بشكل مباشر في الصفقة مثلما حصل في صفقة شركة "النّـقل" العمومية التي «فاز» بها صخر الماطري!؟
وفي ظل غياب الشفافية واستشراء استغلال النفوذ، تبقى الساحة مفتوحة لكل الاحتمالات والتخمينات مهما كانت بعيدة عن الواقع؟

لكن بقطع النظر عن ذلك كلّه، يبقى السؤال قائما: كم خسرت المجموعة الوطنية من أموال الصفقات المشبوهة التي آل رصيدها إلى الجيوب النافذة!؟

(مدونة صحفي تونسي)


بريد الموقع: in...@assabilonline.net عنوان الموقع: www.assabilonline.net
بريد المراسلة: assabilo...@yahoo.fr

والله الهادي إلى سواء السبيل

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages