مراسلة موقع السبيل أونلاين: نشرية إعلامية تحتوي على مختارات من جديد الموقع العـ96ــدد 04 مارس 2009 الموافق لــ 07 ربيع الأول 1430 هــ |
بسم الله الرحمن الرحيم
|
غسان بن جدو يتحدث عن العبور الى غزة وتسجيل برنامج "حوار مفتوح" السبيل أونلاين - غزة - لماذا اخترت مقاتلي القسام بالذات؟...سؤال إجابته من شِقين - "القسام" لم يفرضوا عليّ أي شرط...ولديّ مشاهدُ كثيرة لم ولن أعرضها - بعد "الحلقة الأولى" اتصلَ بي مناوئون للمقاومة وهم في حالة ذهول - مقاتلو "حزب الله" و"القسام" تجمعهم قواسم مشتركة عديدة - أكثر ما عزّ علي هو أن آتي متخفّياً ولا التقي زملائي في "الجزيرة" - أقولُ لكل من يقوم بتقريع المقاومة "اخجلوا من أنفسكم"! في هذه المرة لم يرتدِ الإعلامي التونسي المرموق غسان بن جدو "بزّته الأنيقة"، ولم يكن الضيوف يجلسون بشكلٍ عادي في الاستديو أو في أجواءٍ مفتوحة مريحة...كل ما كانَ يلزمه وهو يتخذَُ قراراً بالدخول إلى غزة –بأي طريقةٍ كانت- هو أن يدسّ في حقيبة سفره جرأةً غير عادية من أجل شىء يتجاوز بالنسبة له مجرد "المغامرة الصحفية" . على مدار حلقتين متتابعتين من برنامجه المعروف "حوار مفتوح" في قناة الجزيرة شدّ "بن جدو" أنظار العالم العربي إلى مشاهدة "مقاتلو غزة" الذين التقاهم في أجواءٍ جمعت بين الحذر والخوفُ من مباغتة المجهول.. كان هذه المرة بلباسٍ عادي..وتقاسيم وجهٍ فيها الكثيرِ من التحدي، وبعضاً من التعب كما هو حالُ سكان غزة!، أما "الكرسي" الذي كان يجلس عليه المذيع المشهور فهو "التراب" ومن حوله مقاتلون ملثّمون من كتائب القسام تحدثّوا للعالم عن حقيقة حياتهم الإنسانية والعسكرية. معدودون على الأصابع هم الذين كانوا يعلمون بوجوده في غزة، التي خاطرَ بالوصول إليها خفيةً بعد منع السلطات المصرية له بالدخول عبر معبر رفح البري...كيف دخلَ؟.. وكم يوماً قضى هنا؟....ولماذا اختار "مقاتلي القسام" بالذات كي يكونوا عنوان حلقته؟....أسئلة عدة حتماً خطرت ببال كل المشاهدين. غسان بن جدو (47عاماً) مدير مكتب قناة الجزيرة في بيروت منحَ صحيفة "فلسطين" في حوار مطّول أجرته معه عبر "الهاتف" الكثير من الأجوبة....بعضها كان شافياً، وقليل منها كان موارباً لأنه ليس من المناسب الحديث عنها الآن...ولكن بالتأكيد أن كل أجوبته الشيّقة كانت كفيلةً برفع جزءٍ كبير من "طاقية الإخفاء" التي اضطرَ "بن جدو" إلى استخدامها في زيارته الأولى للمدينة التي أذهلته كثيراً برجالها الأشدّاء. وأنا أيضاً لي قراري ! بعد ترحيبه بحرارة بأول وسيلة إعلامٍ فلسطينية تتحدث إليه..بدأنا معه من حيث بدأت معاناة رحلته عندما منعته السلطات المصرية من الدخول إلى قطاع غزة، حيث أكد أن مسألة منعه من الدخول إلى غزة عبر معبر رفح لم يُثر إلا في الأيام الأخيرة، مما جعل الجميع يظن أنه مكث أربعة أيام فقط، مضيفاً:"في حقيقة الأمر أنا مكثت أسبوعين أمام المعبر، وكنت دائماً أتخذ سبيل "العناد اللطيف" إذا صح التعبير، وذلك للإصرار على الدخول ولكن لم يسمح لي، الوضع كان مؤلما جدا بالنسبة لي، حيث كنتُ أرى أن كثراً يدخلون، وفي المقابل كنت أشاهد آخرين لم يستطيعوا الدخول مثلي". بن جدو أبدى استغرابه من عدم سماح مصر له بالدخول إلى غزة من أجل مهمة تغطية ما بعد الحرب الاسرائيلية، قائلاً بنبرة واثقة:"على كل حال السلطات المصرية لها قرارها، وأنا أيضاً كصحفي لي قراري في طريقة التعاطي مع هذه الأمور والمستجدات بالمنطق الصحفي المألوف، أنا عندما غادرت لبنان واتجهت إلى مصر كان في ظني أنه سيُسمح لي بالدخول إلى غزة بشكل يسير، لا سيما أن فريقا كبيراً من زملائي في قناة الجزيرة وزملاء آخرين من جميع القنوات والصحف العربية والعالمية دخلوا، لم يخطر ببالي أني سأمنع، وعندما ذهبت إلى مصر كنت قد حصلتُ على تصريحٍ رسمي من قبل السلطات المصرية بدخولي إلى غزة، وأنا أشهدُ بأن المعنيين في القاهرة ورفح تعاطوا معي، على مدى أسبوعين بمنتهى اللين والأخلاق، لكن على ما يبدو أن هناك قراراً أعلى منهم هو الذي منعهم، وفي اليوم الثاني من منعي قررتُ أن أدخل بأي طريقة كانت سواء من مصر أو من خارجها، وطبعاً كان صعباً علي أن أدخل من مصر حتى لو بطريقة غير مألوفة، ولكني في نهاية الأمر غادرتُها ودخلتُ غزة". ثأرتُ لنفسي منهم ! بن جدو رفض تأكيد دخوله غزة عبر "نفق"، مؤكداً أن للصحفي أساليبه الخاصة، وخياراته المتعددة، واصفا مشاعره عندما وطأت قدمه غزة "بابتسامة حنين" لم يُخفها صوته وهو يقول:"عندما وصلت كنتُ مصاباً بنوع من الذهول الايجابي والجذاب، حتى أن المصور كان يصورني دون أن أكون منتبهاً، كان طبيعياً أن أقبل تراب غزة، فهذه المرة الأولى التي أدخل فيها إلى فلسطين، نحن هنا في لبنان على بعد أمتار قليلة من فلسطين، ولكن توجد أسلاك شائكة مُكهربة، يحيطها الجنود الاسرائيليين، لذا لم نستطع أن نلمسها، وأذكر أن أول مرةٍ شاهدت فيها أرض فلسطين عندما كنتُ في الأردن قبل عشرين سنة، وقتها كانت لحظة تاريخية بالنسبة لي، ولكن أن أدخل أرض فلسطين وعبر غزة فهذا أمر جلل، هل يعقل أن أدخلها ولا أقبّل ذلك التراب، هي عملية وجدانية طبيعية حدثت بشكل عفوي، وظني أنها ثأر لنفسي من (اسرائيل)، ومن كل من أراد أن يحاصرنا ويمنعنا، ولكنها في الوقت ذاته إجلال لهذا الشعب، لأني لا أدخلها في وقت رخاء بل بعد عدوان اسرائيلي همجي". وأضاف :"لقد شاهدتُ ما استطعتُ من الناس، ولكن كانت من أكثر اللحظات إيلاماً عندي أني كنتُ متخفياً، هل تصدّقين بأنني بين ناس غزة الصامدين الشامخين لكني كنتُ اخفي وجهي؟!، حتى لا يلحظني أحد، لأني دخلتُ خفية وكنت مصّراً على الخروج خفية، كان أكثر وقتي في "البيّارات"، وتمشيتُ في بعض المناطق، شاهدتُ الناس في الليل والنهار وفي الصلاة". بن جدو عبر عن أسفه البالغ بأن يزور مستشفى الشفاء "المشهور" وهو متخفٍ، متابعاً:"تصوري أن أذهب إلى هناك ولا أستطيع التحدث مع أحد، مجرد أن اكتفي بالتفرج، كنت أود الحديث مع الأطباء والمرضى، عزّ علي كثيراً أن اذهب لغزة وألا أعانق زملائي الأعزاء في قناة الجزيرة الذين كانوا فرساناً رائعين، حيث لم يعلم أحدُ منهم على الإطلاق بدخولي أو خروجي، ربما علموا بعد أيام من مغادرتي عندما أعلنت القناة عن البرنامج، وذلك لأن ضرورة الكتمان كانت تقتضي هذه السرية"، حيث اصطحبتُ معي في رحلتي اثنين من الطاقم، وثلاثتنا يجيدُ السباحة!!!". جانب لم يحظَ بالتغطية السؤال الأهم حول أسباب اختياره لموضوع مقاتلي القسام بالذات، كان هو محور حديثنا معه، حيث اعتبر أن كل الجوانب المتعلقة بالحرب تم تغطيتها من قبل وسائل الإعلام المختلفة، خاصة من قبل قناة الجزيرة، بما في ذلك الجوانب الإنسانية والطبية، والدمار، ولكنه في الوقت ذاته لم يكن هناك من إمكانية لتغطية عملية القتال ذاتها، لذا فضّل اختيار جانب يمكن أن يضيف به شيئاً جديداً للمشاهد". وبالعودة مرة أخرى إلى الشق الثاني من سبب اختياره لكتائب القسام دوناً عن غيرها من فصائل المقاومة، صمتَ قليلاً ثم واصل:"لاحظتم في الحلقة الماضية، أني وضعتُ كلاماً أشدد فيه على أن قصة القتال الفلسطيني برواية القسام مع التنويه، إلى مشاركة أكثر من فصيل في هذه الحرب، فمن جهة أنه كان يستحيل عليّ أنا وغيري الحديث إلى كل المجموعات، لذا اخترتُ فصيلاً يقرّ الجميع بما في ذلك سائر الفصائل بأن القسام هو كان الأكثر مشاركة في القتال، وقد ركزتُ الحديث عنهم من جانبين رئيسين، الجانب الأول هو ما يتعلق بالمقاتل كبشر وكجانب انساني، كيف يفكر ويحيا ويستمر في الحياة، ويقاتل، بينما الجانب الآخر الذي تمثل في الحلقة الثانية عن جوانب من قصة القتال، بمعنى كيف قاتلوا عسكرياً، وعلى الحدود وما يخص السلاح". بشر قبل كل شيء وحول الصعوبات التي واجهته في إعداد الحلقات، ذكر أنه لم تكن هناك صعوبات جدية، حيث كان قد هيأ للموضوع قبل فترة من دخوله، مشدداً بكثير من الإعتزاز:"هل تصدقين أن كتائب القسام لم يفرضوا علي أي شرط بأن يتحدثوا عن هذا ولا يتحدثوا عن ذاك، بأن أسال عن هذا ولا أسال عن ذاك، حيث كنت قد طلبت الحديث إلى المقاتلين فاستجابوا، وطلبت تصوير بعض الأسلحة وبعض مواقع المعارك فاستجابوا، ربما أنا مارست الرقابة ذاتياً على نفسي، لأنه لدي مشاهد كثيرة وصور عديدة جداً لكن لم ولن أظهر الا نصفها تقريباً لاحتياطات أمنية، فمن غير المفيد أن أكشف عن كل شيء على الأقل في هذا الوقت...والمقاتلون منحوني ثقتهم، لأنهم يدركون حرصي الشديد على أن أظهر المقاتلين كبشر من خلال حديثهم، وذلك بمعزل عن الجوانب الاستعراضية التي قد تضر ولا تنفع". وأعرب بن جدو عن دهشته وسعادته من أصداء الحلقة الأولى التي لم يكن يتوقعها، موضحاً:"والله ان بعض المناوئين للمقاتلين والقسام من خارج فلسطين اتصلوا بي وقالوا لي وهم في حالة ذهول:"لقد استطاعت هذه الحلقة أن تغير نظرتنا إلى هؤلاء الناس بأنهم بشر، وكوادر وخبراء...فهم بالفعل تحدثّوا بشكلٍ عفوي ومتقن جداً، لذا وصلت رسالتهم من القلب إلى القلب". ثقافة الحياة ولكن بشموخ من تابع البرنامج أمس والأسبوع الماضي سيلحظ أن "بن جدو" كشفَ عن الوجه الآخر للمقاتلين الذي لا يعرفه الكثيرون، وعن هذا الوجه يتحدث بحرارة:"ربما هناك من يختلف جذرياً مع القسام أو المقاومة لكن هذا لا يلغي القول بأن هؤلاء المقاتلين بالتعبير الفلسطيني "جدعان" في إقبالهم على الشهادة، وفي الوقت نفسه هم بشر ويتأثرون ولهم عائلات، ولكن هناك مسألة هامة للغاية بأنهم أناس حريصون على الحياة، وليس هدفهم الموت كما يعتقد البعض...هم يريدون أن يقاتلوا وينتصروا على (اسرائيل)، وأن يردّوا العدوان، ويبقوا على قيد الحياة، ولكن إن قتلوا فهم شهداء عند ربهم، مستشهداً بمثال حي من أحد الذين التقاهم في البرنامج عندما وصف مشاعر الفرح التي انتابتهم بعد أن ذهبَت مجموعة منهم لتنفيذ عملية استشهادية، حيث لم يعتقدوا أبداً أنهم سيعودون، لكن عندما عادوا غمرتهم السعادة. وحذّر بشدة حول ما يثار من كلام تشويهي وزائف-على حد قوله- بأن المقاتل الفلسطيني يرمي بنفسه إلى التهلكة، وذلك في إطار ما يطلق عليه بعض الكتّاب "ثقافة الموت"، بينما في الحقيقة هم ينتهجون ثقافة الحياة ولكن بعزٍ وشموخ وكرامة وليس بخنوع واستسلام، مضيفاً بألم:"أخشى أن أهل غزة لا يعرفون قدر أنفسهم، ومَن خارج غزة يظلمونهم بهذه الطريقة كثيراً". مذهولٌ من شجاعتهم كانت مشاهد الحلقتين مصوّرةُ في مناطق مفتوحة، وهذا استدعى مني سؤالاً له:"بصراحة أستاذ غسان ألم تكن خائفاً".....ضحك وأجابني:"سؤال ذكي! بالتأكيد لاحظت في الحلقة الثانية بأنني صورت في جبل الريس في منطقةٍ مكشوفة، كما كنا على بعد عشرات الأمتار من الحدود الفلسطينية الفلسطينية بين غزة وأراضي 48م، وكانت هناك بعض الدبابات والمكان خالٍ تماماً..كنتُ في حالة ذهول وأسأل نفسي:"كيف يستطيع المقاتلون أن يأتوا إلى مكانٍ كهذا، ببزّاتهم العسكرية، ويصوروا وهم مسلحون، كنت مذهولاً من جرأتهم وشجاعتهم، كان الوضع أخطر من الحلقة الأولى". وتابع:"تسأليني إن كنت خائفاً...لستُ أدري! في تلك اللحظات الخوف يزول لأنني سبق وأن مررتُ بفتراتٍ أكثر خطورة عندما قصفنا، فأصبحت الأمور على ما يبدو أكثر اعتيادية". جدير بالذكر أن الحلقة الثانية "لمقاتلي القسام" التي بُثت، يوم أمس سلطّت الضوء على بعض الجوانب العسكرية المتمثلة في تصوير جزء من غرفة العمليات العسكرية، وحديث إلى قادة ميدانيين في حي الزيتون وجبل الريس، إضافة إلى الحديث مع أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام. الإعلامي التونسي تطرقَ إلى أكثر المواقف التي أثّرت به وهو يقوم بإعداد حلقاته موضحاً:"حقيقةً كل ما سمعته أثر في، لكن هذا المقاتل الذي تحدّث عن والده وكيف طلب منه حزاما ناسفاً، حيث إن والده ليس رجلا نكرة أو عادياً في الساحة الفلسطينية، أنا لا أستطيع أن أقول من هو، لكن هذا الموقف كان له وقع في نفسي، وهناك لقطة لأحد المقاتلين اسمه أبو المجد، وله رفيق مقاتل آخر اسمه أبو المجد، ولكل منهما شقيق كان يسمى ابو أسامة، وكانا سوياً على مدى سنوات واستشهدا معا، فقال لي:"أنا وشبيه اسمي "أبو المجد" أيضاً سنستشهد سويا"، وهناك أشياء أخرى لا أستطيع أن أقولها". مؤمنون وأوفياء وخبراء حبّات المسبحة التي كانت تتحرك الواحدة تلو الأخرى بين أيدي "القساميين" الذين كانوا يمتشقون أسلحتهم كالأسود...كان مشهداً يظهر قوة العقيدة التي يشترك فيها كل المقاتلين...غسان بن جدو المعروف بعلاقته الجيدة مع "حزب الله" سيما أنه أحرز سبقاً في إجراء حوار مع أمينه العام "حسن نصرالله" بعد حرب تموز 2006م، سردَ أهم القواسم المشتركة بين كل من مقاتلي "القسام" و"حزب الله" من وجهة نظره، بقوله:"كلاهما يتشابهان في إيمانهم العقائدي الشديد، ووفائهم لقضيتهم ووطنهم، ونكران الذات الكبير، وعلاوة على ذلك الكفاءة والجدارة، الذي يدل على التدريب الواضح وبأنهم ليسوا هواة، فمقدرتهم الفائقة على القتال وصدّ العدوان بلا شك هي ليست صدفة، ولكن بالتأكيد أن المقاتل الفلسطيني يتميز عن سواه من المقاتلين بأنه يحمل القضية الفلسطينية على أكتافه". "برأيك هل كانت غزة تستحق كل هذه المغامرة؟..ردّه على الفور كان: "ثقي يا أختاه أن زيارتي بهذا الشكل لم تكن جزءاً من إطار صحفي مهني جاف، لو كانت جزءاً من هذا الإطار ما كنتُ مجبراً على المخاطرة بهذه الطريقة، يوماً ما قد أحدثكم عن المخاطر التي واجهناها، لن تصدقي ما أقول لك!، لكني كنتُ أحمل رسالة أؤمن بها، وحلقات غزة لن تمحى من ذاكرتي أو أرشيف البرنامج الذي بلغ عمره أكثر من ثماني سنوات، لأنها سجّلت علامةً بارزة فيه. وكانت من بين الانطباعات الهامة التي سجّلها أثناء تجواله في المدينة تتمثل في:"لاحظتُ ألم الناس وصبرهم وصمودهم وإصرارهم على التحدي من أجل إعادة البناء، وهذا مهم، فأن نتحدث عن صمودٍ بلا ألم فنحن لا نتحدث عن بشر، وأن نتحدث عن ألمٍ بلا صمود فنحن لا نتحدث عن غزّيين!!". (اسرائيل) آخر همي ويعتبر بن جدو بالنسبة (لاسرائيل) صحفياً غير عادي، فبعد لقائه مع حسن نصر الله بعد حرب تموز كاد الموساد أن يختطفه، كما أن مكتب رئيس الوزراء السابق (أولمرت) تعامل معه بمنتهى العنجهية على إثر الحلقة التي استضاف فيها الأسير المحرر سمير القنطار واحتفل بيوم ميلاده، حيث هدد بمقاطعة قناة الجزيرة ووقف كل الاتصالات إن لم تتم محاسبة (غسان)، وفي ذات الوقت هو معروف بمبدئه في عدم التعاطي مطلقاً مع "القادة الاسرائيليين" ومنهم "ايهود باراك" الذي رفض اجراء حديث معه، عندما أتيح له ذات مرة أن يكون له السبق في ذلك عام 2000م. وفي السياق ذاته، لم يُعر بن جدو كعادته أي اهتمام لـ(اسرائيل) بأن تتخذ منه موقفاً مضاداً عقاباً على مغامرته الأخيرة، موضحاً:"بكل صراحة هذا آخر همي بأن أفكر فيما يمكن أن تفعله (اسرائيل) بأي أمر يتعلق بي، التي عليها أن تعرف أن جيلاً كبيراً من الصحفيين يَعون بأن القضية الفلسطينية مقدّسة، وأننا لن نساوم (اسرائيل) مطلقاً لا من قريب ولا بعيد". جيلُ جديد سيعزّنا قبل أن يشارف الحديث الشيق معه على الانتهاء...طلبنا منه توجيه رسالةً للمواطن والمقاتل الغزّي، فأتت إجابته على خجل بعبارة متأثرة وصادقة:"من المعيب أن أنصّب نفسي صاحب رسالة لهؤلاء، هم الذين يقدمون لنا رسائل وتوجيهات، نحن من نستلهم من صمودهم جزءا من البقاء والحياة، والله العظيم أقسم ثلاثاً عندما أرى البنايات الفخمة هنا في بيروت أشعر بالخجل، لأني ما شاهدته في غزة يحمّلنا مسؤولية أكبر بكثير مما نتصور، نحن كصحفيين نقوم بجزءٍ يسير من دورنا وهذا واجب علينا، وهناك مسؤولية كبيرة تقع على العرب والمسلمين سواء العلماء أو أصحاب المال والمثقفين، ولكن دعيني أقول للسياسيين والكتاب الذين لم يجدوا حرجاً في التقريع بالمقاومة أن يخجلوا من أنفسهم، فنحن أمام جيلٍ جديد من البشر سيعزّنا، ويعطينا كرامة تاريخية، لذا ينبغي أن نحييهم". غسان بن جدو....الإعلامي الذي يخفي وراء هدوئه الكثير من الشجاعة والعشق لأرض فلسطين...الحديث معه كان حقاً لا يمّل، حيث كانت أمنيته التي تمناها من كل قلبه أن يأتي في المرة القادمة قريباً إلى غزة ليسّلم على الناس ويقبّلهم في الهواء الطلق...يتحدث معهم جميعاً ويصلي بجانبهم في المساجد ويأكل معهم في المطاعم....أما غزة وأهلها التي غامرَ غسان من أجل أن يُظهر حقيقة مقاتليها فهي أيضاً تنتظر بشغف زيارته المقبلة، التي تأمل بأن تكون هذه المرة زيارةً علنية ولوقتٍ يتسعُ أكثر لطرح المزيد من وجوه الحياة الغزّية في برنامج "حوار مفتوح". حاورته - هديل عطا الله (صحيفة فلسطين-01.03.2009)-بتصرف قليل |
السبيل أونلاين - آراء وتحليلات هل انتهت أحداث غزة ؟ (2)
هل إعلان هنية الانتصار بغزة هو إعلان عن انتهاء القضية؟ لقد كانت فرحة عظيمة ولاشك ولكن لم نستطع الفرح، لأن أهل غزة بما أصابهم لايستطيعون الفرح بل الكثير منهم الآن هو يتألم . هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فإن القضية لم تنته ولكنها قد بدأت. لقد كان هذا واضحا في خطاب هنية ، وأيضا في كلمة الجمهور بمناسبة النصر، بل إن من أهم ما برز في هذه الكلمة أنها خصصت حلقة كاملة (الحلقة الثانية) لهموم الجمهور بما بعد أحداث غزة ، مع وعي وتخوف كبيرين بحجم المكائد ، وتطلع وشوق كبيرين أيضا إلى الآمال والبشائر. إنه بمجرد إعلان إسرائيل إيقاف النار، وبمجرد ما بان تبعا لذلك فشلها في تحقيق أهدافها ، حتى ثار عند الجمهور وعند النخب وجميع المناصرين سؤال "ماذا بعد غزة؟" وثارت عندهم هموم عديدة متعلقة بذلك . إن كلا من هنية والجمهور يقولان أن القضية لم تنته بل قد بدأت ، وبالمعنى العاجل (المدى القريب) فإنها دخلت شوطها الثاني كما رأينا في الحلقة الأولى ، وبالمعنى الآجل (المدى المتوسط والبعيد) فهي بداية لمرحلة جديدة ولآفاق المستقبل الأمر الذي يقتضي ، ليس فقط مواصلة نصرة المقاومة بالمعنى المباشر والمحدود، بل وأيضا مواصلة نصرتها بالمعنى الواسع الذي يسع بلاد الإسلام وأمته . هذا هو موضوع هذه الحلقة الذي سنتناوله في الفقرات التالية: 1. لن ينس الجمهور هذه المرة أحداث غزة (1) لن ينس الجمهور هذه المرة أحداث غزة : كتب الأخ محمد بن نصر – جازاه الله خيرا – تحت عنوان معبّر "حتى لا ننسى كما نسينا من قبل” فقال: في هذه الأيام التي نتابع فيها مجزرة غير مسبوقة في تاريخ الإنسانية - والتي من المفروض ألاّ تمّحى من ذاكرة الأمة - تتعطل لغة الكلام وتستعصي الكتابة . وكم من مرة حاولت أن أكتب عن الحرب على غزّة ولكن سرعان ما أتوقف ، وأتساءل ماذا عساني أن أقول وقد أصبح الجميع يردّد على أسماعنا عددا من "الاّبدات" و"الينبغيات " . ...ورغم ذلك ، حتى لا ننسى كما نسينا أكثر من مرة يجب أن نكتب... لا جدال في أهمية تثبيت الوقائع ووضعها في إطار الإستراتجية العامة التي تتنزّل فيها، ولا جدال أيضا في أن النسيان هو الوجه الآخر لقعود الأمة ، ولكن يجب أن نكتب لكي لا ننسى فيغشانا نوم عميق حتى لا نكاد نتعرف على وجوه رموز العدو كما حصل لشيخ الأزهر، ولكي لا يتعطل عندنا السمع والبصر والفؤاد ثم نستيقظ فزعين على فاجعة جديدة فننتفض وتعلو أصواتنا وتبحّ حناجرنا ثم نستسلم بعدها لأمر الواقع يعصف بعقولنا سؤال لا يريد أن يفارقنا: كيف يمكن أن نوقف هذا المسلسل الدرامي؟ (السبيل أون لاين) وأقول : هذا التخوف ينطبق على أكثر النخب العربية والإسلامية الذين سيعودون سريعا إلى قضاياهم التقليدية التي همشتها أحداث غزة ، وأما الجمهور فأقدر – والله أعلم - أنه لن ينس هذه المرة لأنه لم يعد مستعدا لانتظار لا هذه النخب ولا السلط ، ولا القوى الداخلية ولا الخارجية ، بل أخذ يتقدم ويبادر ويكتب ليس كتابة بالمداد ولكن كتابة بالعمل . (2) التغييرات الحاصلة في ما بالأنفس هي المحددة للمستقبل البعيد : إن الانشغال المركزي متركز الآن على الشوط الثاني من المعركة لتحديد النتيجة النهائية لمعركة غزة ، ولكن الغالبية غافلون على التغييرات الجذرية الحاصلة في مستوى الأنفس المحددة بطبيعتها لنهاية الصراع من أصله، والمؤثرة على مصير البشرية ومستقبلها ، قال تعالى : ”إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”. لا شك أن الكثيرين يرون أن تلك النتائج البعيدة مرتبطة بالنتائج القريبة، وليس هذا صحيحا - مهما كانت النتائج - إلا بقدر جزئي ؛ بل أذهب إلى أكثر من ذلك أنه - بغض النظر عن النتائج المباشرة بما في ذلك نتائج الشوط الأول - فإن مقومات النتائج البعيدة قد انطلقت في التشكل وستشق طريقها في عملية تطور طبيعية رغم أنف الكارهين. إن الأحداث الكبيرة التي حصلت كانت صدمة فضيعة ولّدت وعيا بالذات ووعيا بالواقع ووعيا حضاريا، بل أحدثت انتفاضة في الوعي كما رأيناها بوضوح لدى الشعب التركي وسلطته. إن ما حصل في جمهور الأمة هو ذلك الوعي الذي عبرت عليه الجماهير التركية الذي تجاوبت وعبرت عنه سلطته. (3) أحداث غزة بداية لمرحلة جديدة : لم تنته إذن أحداث غزة، وليس ذلك بمعنى أنها دخلت شوطها الثاني - كما تقدم أن رأينا في الحلقة السابقة - تنتهي بانتهاء هذا الشوط ، ولكن بمعنى أبعد زمنا وأوسع مكانا من غزة وفلسطين . إنه - بغض النظر عن نتائج الشوطين الأول والثاني – فهذه الأحداث هي في حقيقتها بداية لمرحلة جديدة بكل ما تعنيه من أن الوضع القائم سيتغير إلى وضع جديد مختلف جذريا ونوعيا على ما عليه الآن ، حتى وإن تأخر تمظهره الملموس . إن أحداث غزة هي نقطة انطلاق لمرحلة جديدة بكل ما تقتضيه من منطق ومقتضيات ، وبكل ما يعنيه من أن الكلام والعمل والحال بعدها ينبغي أن يكون مختلفا عما كان عليه قبلها . إن القضية لن يحلها لا الشوط الأول ولا الشوط الثاني ؛ وكما لم يكن للجمهور دور مباشر في الشوط الأول رغم أهمية تأثيره، فكذلك نتصور ونرى أن يكون دوره في الشوط الثاني؛ ولن يتحقق هذا إلا إذا واصل تحركه وإيجابيته بالأسلوب المناسب لهذا الشوط . إن الخشية من حصول الاسترخاء وانصراف الناس إلى مشاغلهم العادية مع غياب المشاهد الكاشفة للواقع الحي لغزة خشية صحيحة ، وإن غياب دور الجماهير تبعا لذلك قد يكون خطيرا على النتائج المقبلة. إن استمرار فاعلية الجمهور في الشوط الثاني مطلوبة ، ولكن ليس على شاكلة فاعليته في الشوط الأول ، بل بأسلوب النفس الطويل ، لأن حال الاستنفار لا يقدر عليه الجمهور العريض إلا لفترات محدودة وقصيرة. والمطلوب تبعا لذلك أن يتجه الجهد ليس فقط للنصرة القريبة والمباشرة (الشوط الثاني) ولكن أيضا إلى علاج المشكل من أساسه . (4) التحول بجهود الجمهور إلى مشاريع : ماذا بعد الغضب الشعبي؟! كتبت أميرة بدران المستشارة الاجتماعية على شبكة إسلام أون لاين.نت : ....ما أريد أن أركز عليه هو عمل الأفراد ، حيث يمكنهم أن يحدثوا الكثير، وأن يقدموا الكثير من أجل غزة المنكوبة. ومثال ذلك ما طرحه بعض الشباب في رسالة لهم إلكترونية تحت عنوان "حوّل دعمك لمشروع"؛ ويقترحون فيها آلاف المقترحات الميدانية سواء بالعمل عن طريق الشبكة الإلكترونية أو بالمساعدة الفعلية، من مثل إنشاء مواقع متعددة لبث أفكار ومصطلحات إيجابية مقابل الأفكار السلبية؛ كفكرة أن غزة انتصرت وقاومت مهما كانت نتائج الحرب على الأرض، وأن غزة تحتاج للعناية وليس للعواطف وهكذا، ومنها ما يعمل على تقديم أفكار مبدعة لتحدي الحصار والتغلب عليه، ومنها من يراسل الشباب الغربي ليعرفه بالإسلام، ومنها من يتواصل مع الهيئات المدنية لاستمرار المطالبة والتوثيق لمحاكمة القادة العسكريين الإسرائيليين على جرائمهم. وكذلك فكرة "التكافل" الحقيقي والتواصل مع رعاة يتبنّون أسرا بعينها في غزة أو أطفالا في غزة، أو تبنّي مشروعات على أرضهم هناك كبناء مستشفى أو مدرسة أو مكتبة أو حديقة عامة. والرائع بحق في ذلك أنهم بالفعل وجدوا من يتبنى تلك المشاريع. وفكرة أخرى أسموها "التوأمة" ويقصدون بها توأمة مدن لدينا بمدن في غزة أو جامعة هنا بجامعة غزة وهكذا. أليس هذا جهادا مدنيا يستحق بذل الوقت والجهد؟ أليس هذا هو الفعل الذي يتساءل كثيرون عن ما هو؟. (5) خاتمة : هل يمكن استخلاص مشروع حضاري من جملة التفاعلات مع أحداث غزة؟ إن التحول بجهود الجمهور إلى مشاريع ليس أمرا بسيطا ولا سهلا ، ويشكل في حد ذاته نقلة نوعية ، غير أني لا أراها ترجمة كافية لحجم التحولات إلا إذا تحولنا بها أيضا إلى مشروع حضاري أو على الأقل إلى عمل طويل النفس في نصرة غزة... فهل يمكن أن ننطلق من ذلك السيل من التفاعلات والكتابات كمادة خام لنستخلص منها مثل هذا المشروع ؟ وهل يمكن أن نتحول من التحرك في كل إتجاه في الأفكار والأفعال إلى استخلاص مشروع يعبر عليها في جملتها ومقاصدها وغاياتها ، رجاء أن نحول توقنا وجهودنا المتفرقة وأفكارنا المتنوعة إلى شيء جماعي يجمعها ليس فقط بالمعنى العام ولكن أيضا بمعنى الرؤية والتوجه والمشروع ؟ لا شك أن ليس المقصود من مثل هذا المشروع مجرد التنظير، ولكن التنظير من أجل العمل ، الذي لا يمكن إلا إذا تولى كل منا ما يليه من أمر بلاد الإسلام . فهل يعني هذا - وفي إطار المواصلة في نصرة غزة بالمعنى القريب والمباشر وبالطريقة التي تقدم بيانها ، وفي إطار الوضع العام الدولي والبشري والعالمي - أن يتطور جمهور كل بلد ببعض جهده إلى مشروع حضاري يتعلق ببلده الذي هو أدرى به و بواقعه ؟ هذه إثارات هامة ستجد لها أجوبة إن شاء الله فيما سنواصله من اهتمام مطول بقضية غزة ، إلا أنه ما يمكن أن نلاحظه من الآن أن الوجهة العامة للمشروع الحضاري وروحه ستكون بإذن الله الوجهة العامة لكلمة الجمهور ولخطابات إسماعيل هنية في أثناء أحداث غزة وروحها ، ليكون هذا المشروع معبرا على جمهور الأمة وما يكتنزه ويريده... وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. كتبه : محمد شمام |
السبيل أونلاين - حول الإندماج والعمل الدعوي في المهجر (الجزء الثاني)
حددنا في القسم الأول من هذا البحث المنهج المعتمد وبينا أنه قائم على ثلاثة عناصر أساسية وهي: أولا المنهج النقدي لتقييم الآراء ودراستها . ثانيا : المنهج التاريخي لتتبع تاريخية بعض الأفكار والنظريات والبحث عن أصولها . ثالثا : إعتماد قراءة تأويلية براغماتية تتحدث عن الواقع بدون الإخلال بقداسة النص القرآني واليوم نقدّم الجزء الثاني من البحث وهو عبارة عن الدراسة النقدية وتطبيق المناهج المعروضة سلفا. والله من وراء القصد الدراسة النقدية يشتمل هذا القسم من البحث على عنصرين أساسيين : يشمل العنصر الأول الأسس النظرية للعملية الدعوية بصفة عامة، مع التركيز على خصوصية الدعوة في المهجر لأقلية مسلمة ، وأبرز الأسس النظريةيمكن إجمالها في الإعتزاز بالعقيدة ونقد للعقائد الفاسدة وفهم التاريخ وتوظيفه ثم إبراز روح الإسلام العامّة . وشمل العنصر الثاني تحليلا لتجربة يوسف التنموية وخاصة توصله إلى حلّ مشكل إقتصادي في عصره عبر تأسيسه لنمط إقتصادي يظهر لأول مرة في تاريخ البشرية وهو ما يعرف اليوم بصندوق الدولة الإستثماري والنجاح الذي حققه هذا الشكل الإقتصادي الجديد. 1 ـ الأسس النظرية للعملية الدعوية أ ـ الإعتـزاز بعقيـدة التوحيـد "ءَأرباب متفرّقون خير أم الله الواحد القهار" قضية التوحيد قضية مركزية في القرآن الكريم لأنّها إحدى المحاور الأساسية الثلاث1 التي تحدّث عنها القرآن. وقد ورد مفهوم التوحيد في صياغات متعدد فهي تارة بطريقة الجزم والإثبات مثلما نجده في آية الكرسي أو في سورة الصمد، كما وردت في بعض الأحيان في شكل استفهام انكاري يدعوا المخاطب إلى العودة إلى ذاته للتثبت في المعلومات التي يمتلكها من أجل إعادة التفكر فيها وإعادة صياغتها، كما ورد في سورة النمل مثلا "أَإِلَهٌ مَعَ الله؟"2 وقد تكرر السؤال مرّات عديدة داعيا إلى عدم تسليم المحاور بالموروث الخاطيء الذي يمتلكه وإنّما هو مطالب بالتثبت والتفكير في هذه القضية. والقصة تعرّفنا "أنّ يوسف معتز بعقيدة التوحيد التي ورثها عن آبائه3، والتي صاحبته وهو يعبر مؤامرات يتحدّث عنها في سجنه داعيا رفاقه إلى الإيمان " يَا صَاحِبَيْ السِّجْنِ ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ الله الوَاحِدُ القَهَّار" (يوسف، 39) وكان هذا الإعتزاز أو اليقين في العقيدة محورا مركزيا في السورة، فهو الذي رافقه في البئر "وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ" حتى يطمئنّ ولا يخاف، "لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُون"(يوسف، 15)، وحماه من الوقوع في الزنا "إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ"(يوسف، 24)، كما أن هذا اليقين هو الذي جعله يتمنى السجن على الوقوع في الخطيئة والزنا "قَالَ رَبّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهٍ"(يوسف، 33). نفس هذا الإعتزاز واليقين في الله هو الذي جعله يرفض الخروج من السجن حتى يتمّ إعادة النظر في التهمة التي لفّقت له "قَالَ ارْجٍعْ إِلَى رَبّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيهِنَّ"(يوسف، 50). هذا اليقين والثبات آت أكله وثماره على طول القصة فهو الذي كان السبب في الفوز النهائي الذي حصل له في الدنيا بالملك واجتماع الأهل ولمّ الشمل والنجاة من الإبتلاءات المتعدّدة. وهو في الآخرة مركب الرضا الربّاني وسفينة النجاة وبرهان القول ول إن شاء الله تعالى . كان التوحيد وإخلاص العبودية هو مبدأ الدعوة المركزي الذي اعتمده يوسف في مقاومة الشرك والإلحاد وهو نفس المبدأ الذي اعتمده آباؤه إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وكل الأنبياء والرسل وهو نفس المبدأ الذي يجب أن يكون نبراس ونموذج المسلمين في الغرب والقضية المركزية الأولى التي تشغلهم، وهو ما سنحاول إثباته في هذا البحث. ومن استتباعات مقولة التوحيد إبراز تهافت مقولة الشرك والإلحاد التي يعتبر نقدها هدفا مشتركا بين المسلمين وغيرهم من مصلحين وعلماء أديان وقساوسة وفلاسفة. وهو ما سنتناوله بالبحث في العنصر الموالي. ب ـ نقد ظاهرة الشرك وبيان تهافتها والتأكيد على مفهوم التوحيد لئن اعتبرنا في العنصر الأول قضية التوحيد هي الأساس النظري الأول الذي يجب اعتماده، فإنّ مبدأ نقد الشرك والتعدد هو المبدأ الثاني للإلتقاء مع الآخرين، ومعلوم أن قضية الشرك مرتبطة جدّا بالتوحيد، حتى انه يصعب منهجيا الفصل بينهما، فالموحِّد لا يكون بالبداهة مشركا والمشرك لا يكون بالبداهة موحِّدا، فأحدهما نقيض للآخر ، وهنا ننبه إلى أننا لا نريد هنا الحديث عن الشرك الأصغر أو الخفي أو التلبيس كما تحدث عنه ابن القيم والغزالي وغيرهم وإنما نقصد الشرك الذي يجحد مفهوم الألوهية جملة وتفصيلا. وفي هذه الحالة يصعب الفصل بين الشرك والتوحيد إلا منهجيا لأن توفر إحدهما عند إنسان ينفي بالضرورة توفر نقيضه. إلاّ أنّنا فصَلنا بينهما لاعتقادنا أن نقد وتفكيك نظرية الشرك، مقدّمة نظرية مهمّة لتأسيس عقيدة التوحيد على أرضية سليمة، وهو نفس المنهج الذي اعتمده يوسف عليه السلام إذ بدأ بالنقد الموضوعي المحايد للشرك "ءَأَرْبَابٌ مُتَفَرّقُونَ خَيْرٌ أَم الله الوَاحِدُ القَهَّارُ" (يوسف، 39) ، فهو عليه السلام عندما سئل عن تفسير رؤيا الشابين معه في السجن "لم يبدأ مباشرة بتفسير الرؤيا وجعل سؤالهما له على وجه التعظيم والإحترام وصلة وسببا إلى دعوتهما إلى التوحيد والإسلام، ولما رأى في سجيّتهما من قبول الخير والإقبال عليه والإنصات إليه، ولهذا لم! ا فرغ من دعوتهما شرع في تعبير رؤياهما من غير تكرار سؤال"4. هذا الجهد النقدي، باعتباره ملكة أساسية وهبها الله للإنسان، هو جوهر العملية الدعوية. وهكذا يكون النقد هو الأساس النظري الثاني للعملية الدعوية، وحقيق بالتالي أن تكون قضيّة تقييم نظريّات الفكر المادي من وجودية ومادّية وتطورية وغيرها من القضايا المركزية للعمل الإسلامي في الغرب، خاصّة وأن للشرك تبعات أخلاقية وسياسية واجتماعية. والتصدي لها بالنقد لا يستفيد منه المسلمون وحدهم بل أيضا غير المسلمين فيشعّون بها كالنور على المجتمع الذي يتواجدون فيه. ج ـ كيفية التعامل مع لعقائد الفاسدة " إِنّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالله وَهُمْ بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ" (يوسف، 37) بدأ يوسف عليه السلام بالنقد غير المباشر لعقيدة المدعوّ فهو لا يسبّ دينه وحضارته لكي لا يُحدث مفاصلة وقطيعة بينه وبين مخاطبه، وإنما يتحدّث بصفة عامّة عن الشرك والفساد والضلال. وهي أوضاع لا يقبلها دين أو مجتمع وبالتالي بنى يوسف قاعدة سليمة، وأرضية متماسكة لحوار بنّاء. وهو ولئن "أشار إلى القوم الذين ربّي فيهم، وهو بيت العزيز وحاشية الملك والملأ الذي يتبعهم. والفتيان على دين القوم، ولكنّه لم يواجههما بشخصيّتهما، إنّما يواجه القوم عامّة كي لا يحرجهما وينفرهما، وهي كياسة وحكمة ولطافة حسّ وحسن مدخل"5. وهذا منهج واضح وسليم، فلئن كان نقد النظريات المادّية كالوجودية والتطورية وغيرها ضروريّ، إلاّ أنّ هذا النقد لا يعني تسفيه الحضارة والعقل الذي نبعت منه فهي ولئن انحرفت بالإنسان عن خط التوحيد والتوازن إلاّ أنّها استطاعت أن تكشف العديد من أسرار الإنسان، وقدّمت للداعية مادّة علمية ساعدته في تطوير خطابه وتطعيمه بنتائج البحوث الإنسانية. فالبحوث النفسية والدراسات المعمّقة للوجوديين وحفريات الأنثربولوجيا الفلسفية في بنية العقل الإنساني مثلا فتحت أبوابا كانت مغلقة على الفكر الإنساني لا بدّ من تثمينها. إذ فالمبادرة إلى التكفير ـ الفردي والحضاري ـ مقولة خاطئة مجانبة للصواب، ثمّ إن التكفير هو سمة قلة العلم، كما يقول الإمام الغزالي، فالذي لا يعلم شيئا يتحرّز منه ويهابه ويخشى الولوج إليه، كما أنّ مقولة العلوم الإنسانية شر محض وأنّها نبعت من بيئة مشركة أيضا مقولة تحوي سلبيات عديدة أهمّها التقوقع والإنغلاق. وإنما المنهج الأسلم هو اتباع ما قاله الإمام علي كرّم الله وجهه عندما قال “إعرف الحق تعرف أهله” وهو ما أكده حجة الإسلام فيما بعد في “المنقذ من الظلال” من خلال تاسيسه لمقوله “ إتباع الحق حتى من أقاويل أهل الظلال” (المنقذ من الظلال، دار الفكر ، 2000 ص544). إنّ وجود مصادرات قبلية للداعية المقيم في الغرب تحدث بينه وبين المدعوين هوّة شاسعة يصعب بعد ذلك رتقها وبالتالي يصبح الحديث عن الثقة المتبادلة هو حديث لا طائل من ورائه. وهذا صلب مشكل العمل الإسلامي في الغرب، فهولم يستطع لحدّ الآن ان يلج داخل بوتقة الثقافة ليصبح جزءا منها، ولا يعني ذلك الذوبان فيها، وإنّما أن يُعبّر بالإسلام عن قضاياها الحقيقية ويساهم في حلّ المشاكل المطروحة كانتشار الجريمة وتغلغل المخدرات ومشاكل الجنس والخمر والمساهمة في الحياة السياسية والمناشط الثقافية والرياضية... ومع الأسف وبالرغم من جهود الكثير من العلماء حول تأصيل مفهوم أن المسلمين المقيمين في الغرب هم في دار عهد وميثاق أو في دار شهادة كما سماها الدكتور طارق رمضان، فإنّ البعض القليل لا يزال يمثّل وجهة نظر انّ المهاجر هو إما في "دار حرب" وبالتالي يجوز له ما تجوّزه حالة الحرب، فالسرقة والغش والخيانة تصبح مبرّرة. وإمّا أنّه مقيما بين ظهران كفرة لا رجاء في صلاحهم ولا أمل في هدايتهم. والإعلام وبعض السياسيين يضخمون وينفخون في الرأيين الأخيرين. وأدى ذلك إلى خلق هوة في بعض الدول الغربية أدت إلى ظهور مجتمعين متوازيين، يجامل أحدهما الآخر ويغازله ولكنه لا يحتمله. وهو ما يبرر للدولة في بعض الحالات أن تكشر أن أنيابها، ذلك أنّ الدّولة، أي دولة6، بطبيعتها لا تقبل المجتمع الموازي وإنّما لا بدّ للجميع أن يخضع لها. وعلاقة المسلم بغيره هي قضية أساسية تعاني منها حضارة اليوم، فالخوف من الإسلام ودعوته لا يمسّ فقط المقيمين في الغرب وإنما يتعداهم إلى أنه قضية عالمية سببها الجهل بالآخر، فهي متأتية من الجهل بروح الدين الإسلامي ومن عجز المسلمين على تقديمه بصورته المشرقة، وهو ما قاد إلى توسيع الفجوة بين المسلمين وغيرهم خاصة بعد أحداث سبتمبر. وللأسف فإنّ ما ينشره بعض الكتّاب المسلمين من بحوث تبسيطية عن الغرب وحضارته في إطار ما سمّي بالدفاع عن الإسلام تؤسس لعقل مسلم منزو ومنغلق. وقد مثل هذا التيار مجموعة من أنصاف المثقفين سموا أنفسهم تارة الجهاديون7 وتارة أخرى السلفيون8 تجوّزا .
وعلى الجانب المقابل غنىّ الطابور الخامس، وهم أصحاب المصالح الضيقة وتجار الحرب، والمعادون للإسلام وحضارته من الغربيين والمستغربين. وقد استطاعا هذان التيّاران أن يحدثا استقطابا خفتت معه الأصوات الأخرى بل وتلاشت في بعض الحالات.
أمّا يوسف عليه السلام فإنه يشير بأدب رفيع إلى الطريق السليمة والمنهج الصحيح فيقول:"وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوب"(يوسف، 38) ويفسر ابن كثير ذلك بقوله "أي هجرت طريق الكفر والشرك، وسلكت طريق هؤلاء المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهكذا يكون حال من سلك طريق الهدى، واتّبع طريق المرسلين، وأعرض عن طريق الضّالّين، فإنّ الله يهدي قلبه، ويعلّمه ما لم يكن يعلم، ويجعله إماما يقتدى به في الخير، وداعيا إلى سبيل الرشاد"9. وهذا هو جوهر دعوة الإسلام ، البحث عن أرضية مشتركة للتعايش والإقرار بالإختلاف. د ـ الحديث عن السيرة والإستشهاد بالتاريخ "وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوب" (يوسف، 38) حوت هذه الآية لطيفتين أولاهما التذكير بشرف النسب وهو قد يكون مع الصلاح والتقوى عاملا مساعدا في فتح قلب المدعوّ إذ أنّ الخطاب سيجد صداه والنفس ميالة إلى سماع صاحب النسب الرفيع. أمّا اللطيفة الثانية فهي الإشارة إلى الآباء والجدود والتعلّم من منهجيتهم خاصّة إذا كان هذا التاريخ خطّته صحف الرسل والأنبياء عليهم السلام، فالتذكير بسيرتهم والحديث عن تجربتهم يحيي في النفس طاقة الصبر والإتعاظ بالجهد والثبات الذي ميز هؤلاء الرسل كنوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد عليه وعليهم أفضل الصلاة وأزكى التسليم. فالعودة إلى التاريخ باعتباره الخزّان المحفوظ، والذّاكرة التي لا تنضب يتعلّم منه الداعية ويتعظ بدروسه، والتاريخ هو الذي تلوذ إليه الحضارة كلّما أناخ عليها الدهر بكلكله تستمدّ منه القوة والسند والثبات. فالتاريخ ليس إخبارا عن الماضي وسردا للروايات وإنما هو "نظر وتحقيق، وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق، وعلم بكيفيّات الوقائع وأسبابها عميق"10 إذ هو خلاصة تجربة الإنسان والحضارة بل هو الإنسان ذاته.11 والإسلام في الغرب ليس جسما جديدا وليد العشريات الأخيرة أو أنّه دين للمهاجرين وبالتالي يتعامل معه على أنه دين لا علاقة له بأوروبا أو الغرب ، وإنّما هو ضارب في القدم وأصيل في العقلية الغربية، ولا نقصد بالضرورة التواجد الإسلامي في إسبانيا لمدة طويلة، برغم ما لذلك من أهمية، إلا أننا نتحدّث عن وجوده في الجامعات وفي السياسة وفي الثقافة وأيضا في اللغة12. فالمناهج العلمية كانت في العديد من الجامعات الأوربية متأثرة بالمنهجية الإسلامية ومدرسة بادو13 في إيطاليا خير دليل على ذلك، كما أن القرآن تمّت ترجمته مبكّرا إلى اللغة اللاتينية14 وكان الفكر الرشدي حاضرا بشكل بارز في الجدل السياسي والديني، ولا يخفى على أحد سيطرة "القانون في الطب" لابن سينا لقرون عديدة على المناهج الطبية الغربية15. ولقد كان هذا التأثير نتيجة لنشاط حركة ترجمة الآثار العربية إلى اللغات الأوروبية الشيء الذي أدى إلى الإسهام بشكل معترف به في البناء الفكري والنسيج المعرفي للحضارة الغربية. إننا من خلال هذه الأمثلة التي أوردناها والتي لا يتسع المقام للتفصيل فيها برغم أهميتها، نريد أن نثبت مقولة مركزية وهي أن الإسلام متجذر في العقلية الأوروبية بشكل كبير، ولكن الإستشراق والإستعمار16 قاما في القرون الأخيرة بطمس هذا الدور كما استطاع الإعلام رسم صورة نمطية عن الإسلام17 جعلت الأجيال الغربية الحديثة تعتقد أنّ الإسلام جسم غريب يحاول فرض نفسه بالعنف والإرهاب على ساحة الأحداث. من خلال هذه الإشارات المختصرة نعتقد أن البحث عن الدور الحضاري الذي قام به الإسلام في تشكيل هوية أروبا هامّ جدّا ومن شأنه أن يعدّل من غلواء تطرّف بعض المعادين لهذا الدين. كما أنه يمثّل موضوعا للحوار الثقافي، مثلما كان في القرون الوسطى.18 وهنا يبني الخطاب القرآني مبدأ أساسيا وهو انّ أهل الكتاب ليس كلهم على ملة واحدة معادية للإسلام وإنّما هم كما ذكرنا آنفا تجدهم موزّعون بين صديق للمسلمين ينفع ولا يضر، وبين جاهل بالإسلام وجب تنويره ورفع الإلتباس الذي عنده، وبين محاور براغماتي يريد فقط مصلحة مؤقتة أو هدوءا في بلده، وبين معاد حاقد لا فائدة ترجى من الحوار معه لأنه بطبعه لا يريد التواصل. ومن الطريف أن هذا التصنيف الذي نقدّمه لأهل الكتاب من المسيحيين خاصة ليس جديدا في الفكر الإسلامي. فلقد عثرت أثناء مطالعاتي للإمام الغزالي ما أكد هذا الكلام الذي كتبته، ولهذا فإنّي أورده هنا لإثبات النظرية التي نمثّلها فهو يقول في معرض حديثه عن خطورة تكفير النصارى بالتحديد ما نصه "إنّ أكثر نصارى الروم والترك في هذا الزمان تشملهم الرحمة إن شاء الله تعالى. واليوم ورغم تعدد وسائل الإتصال وتنوّعها والسرعة العجيبة في نقل المعلومة إلا أنّ أغلب أهل الكتاب يندرجون في الصنف الأخير الذي تحدّث عنه حجة الإسلام ذلك أن الصورة التي يقدّمها الإعلام الغربي وجزء من الإعلام العربي عن الإسلام ورسوله وأيضا سلوك بعض المسلمين هي للأسف الصورة السلبية. فالرسول صلى الله عليه وسلّم عادة ما يقدّم على أنه الرجل المغرم بالنساء والجنس أو يصور في شكل كاريكاتوري كمتهور يهدد العالم بالقنابل القاتلة أو يوصف بأنه إرهابي دمويّ سفاك لا يرعى إلاّ ولا ذمّة. ورغم ردود الأفعال والإحتجاجات التي تقوم في العديد من البلدان العربية والإسلامية إلا أن ذلك لا يؤثّر ولا يستفز سوى عدد قليل للبحث حول الدين الإسلامي، أما البقية فهي الجموع التي يسوقها الإعلام في الإتجاه الذي يريد. وهذه الوضعية من شأنها أن تضاعف حرص المسلمين على استغلال أيّ فرصة للحوار للكشف عن حقيقة هذا الدين وسماحته. كثر في سورة يوسف الحديث عن العلم، كما وصف يوسف عليه السلام بالعالم مرات عديدة "وَلَمّا بَلَغَ أَشُدّهُ ءَاتَيْنَاهُ عِلْمًا وَحُكْمًا"(يوسف، 22) وهذا العلم يمكن أن يكون نبوّة أو علما بالمعنى المتعارف عليه اليوم، لأن الله سبحانه يقول أيضا "وَلِنُعَلَّمَهُ مِنْ تَأُْوِيلَ الأَحَادِيثِ" (يوسف، 21) ويرى المفسرون أن علم تعبير الرؤيا كان في زمن يوسف هو علم العصر كما كان السحر في زمن موسى هو علم العصر وكانت البلاغة والفصاحة في زمن الرسول صلى الله عليه وسلّم هي علم العصر، فكان أن أتى الرسل في كل العصور بالعلوم السائدة في زمنهم ، وامتاز القرآن على غيره بأنه ظلّ إلى اليوم كتابا مفتوحا يمكن النهل من نبعه مهما تعددت العلوم وتنوّعت، هذا من ناحية. د ـ مفهوم الإستثمار على المدى المتوسط والبعيد كتبه : حسن الطرابلسي |
|
محلل..حوار القاهرة يهدف الى استدراج حماس لعملية التسوية أثارت تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، التي أوضحت فيها بأن المصالحة الفلسطينية لا يمكن أن تتم بدون اعتراف حماس بـ(إسرائيل)، مخاوف الكثيرين من أن تسهم التدخلات الخارجية في إفشال الحوار الفلسطيني.
وأكد محللان للشأن الفلسطيني أن الحوار الفعلي الذي من المقرر أن يبدأ في العاشر من الشهر الجاري ببداية عمل اللجان من المتوقع أن يكون معقدا، ولكن وجود تدخلات خارجية قد تزيده تعقيدا أو تؤدي إلى فشله، مشددين على أن الإرادة الفلسطينية لإنجاحه هي من يمكن أن تفشل أي تدخلات تهدف لعرقلته. وقال المحلل السياسي د.محمد الريفي :" إن نتيجة الحوار الوطني الحالي ستعتمد على مدى حكمة حركة حماس في التعامل مع القضايا المطروحة فيه"، معرباً عن اعتقاده بأن الهدف منه ليس تحقيق مصالح وطنية كما يتوقع شعبنا، بل محاولة استدراج حماس لمستنقع التسوية بقيادة عباس، منوها إلى أن حماس حتى الآن ما زالت ثابتة على مواقفها، وترفض التدخلات الأجنبية وشروط اللجنة الرباعية والالتزام بمعاهدات السلطة مع (إسرائيل) لذلك ستخرج منتصرة من هذه الجولة من الصراع السياسي. ولفت الريفي في تحليله الذى نشرته اليوم الثلاثاء 003 فيفري (صحيفة فلسطين اليومية) إلى وجود تدخلات أجنبية في سير الحوار، قائلاً:"الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي وما يسمى محور الاعتدال العربي يبدون وكأنهم حريصون جدا على المصالحة واعمار غزة، لكنهم في الحقيقة لم يتغيروا ولم يتنازلوا عن مطالبهم المجحفة بحق الشعب الفلسطيني المتمثلة بالموقف الصريح للولايات المتحدة والحكومة الإسرائيلية الحالية وهي شروط اللجنة الرباعية الثلاث". وأضاف الريفي:" إن الاتحاد الأوروبي غير شكل هذه الشروط مع بقاء المضمون، فهو يريد المصالحة وتشكيل حكومة على أساس مبدأ حل الدولتين الذي يقوم أساساً على الشروط الثلاثة وهي الاعتراف بما يسمى بـ(إسرائيل) ونبذ المقاومة والالتزام بأوسلو وما تلاها من اتفاقيات أمنية وسياسية". وأكد عدم وجود تغيير في موقف المجتمع الدولي، معتبرا أن الموقفين الأوروبي والأمريكي وجهان لعملة واحدة والفرق بينهما أن أمريكا لها شروط مباشرة أما الاتحاد الأوروبي فشروطه غير مباشرة . وأعرب عن اعتقاده بأن الحوار سيفشل لأن سلطة رام الله لن تتنازل عن الأجندة الأجنبية والتزاماتها الأمنية والسياسية تجاه الاحتلال، ولن تعيد تنظيم صفوف الأجهزة الأمنية على أسس وطنية ولن يتغير أي شيء بالنسبة للتنسيق الأمني. وأوضح الريفي أن من يزعم انه يريد المصالحة لصالح شعبنا فليبدأ بفك الحصار ورفع هذا الظلم والعدوان، ليس فقط في غزة بل أيضا في الضفة الغربية التي تتعرض يوميا إلى اجتياحات بالإضافة إلى التهويد في القدس. وأشار د.الريفي إلى وجود عدد من الشخصيات الفلسطينية التي لا تمثل شعبنا بأي حال من الأحوال، وإنما تمثل تياراً متصهيناً يمارس سمسرة على القضية ويسعى لتحقيق مكاسب شخصية في مقابل خدمة الاحتلال، مضيفا:"بالتالي المشروع الوطني الفلسطيني في مأزق فهناك تآمر رسمي عربي واضح ضد القضية الفلسطينية وتآمر دولي أيضا"، على حد قوله. واعتبر أن التدخلات والشروط الدولية تهدد المشروع الوطني التحرري؛ لأن انجاز مصالحة على أساسها يعني التنازل عن أراضي فلسطين للاحتلال ومنحه شرعية فلسطينية يستطيع من خلالها العبور إلى الدول العربية وإقامة علاقات سلام وتطبيع كاملة معها، وأيضا إسقاط حق شعبنا في حق العودة وتحويل القدس إلى عاصمة موحدة للاحتلال. تدخلات قديمة جديدة بدوره ، اعتبر المحلل السياسي طلال عوكل "أن سير الحوار الوطني حتى اللحظة جيد ومبشر بحدوث توافق قريب، رغم وجود معوقات تتمثل في العقبات الموضوعية وصعوبة الملفات المطروحة والحاجة إلى إرادة أقوى من الأطراف الفلسطينية للاستعجال في انجاز الاتفاق. وأشار إلى أن أهم ما تم انجازه هو إنهاء القطيعة بين الفلسطينيين والاتفاق على الآليات، ولجان للمتابعة جرى تحديد وظائفها وفق معايير معقولة تشير إلى أن الاتفاق ممكن. ولفت إلى انه قد يكون بمقدور الأطراف الاتفاق على كل شيء مرة واحدة، لكن عملية التنفيذ ستتفاوت بين ملف وآخر؛ فقد يكون تشكيل حكومة أسرع من غيرة، مبديا أمله في أن تبقى الإرادة الفلسطينية للاتفاق موجودة. وبينّ أن العقبات الخارجية موجودة دائما، حيث إن عددا من الأطراف يتدخل في سير الحوار الوطني وتتمثل في (إسرائيل) التي هي عقبة كبيرة وإصرار المجتمع الدولي على شروط معينة، بالإضافة إلى الوضع الإقليمي والخلافات العربية التي تمثل عقبة أخرى، مشددا على أن بقاء الإرادة القوية لانجاز الحوار والاتفاق ستجعل التدخلات الخارجية ثانوية وأقل تأثيراً حتى تلك التي يمارسها المجتمع الدولي. وأشار عوكل إلى أن الفلسطينيين لا يعملون في فراغ، بل هناك أطراف ممانعة لوفاقهم الوطني وأخرى داعمة، لكن الإرادة الفلسطينية هي الأصل في نجاح الحوار، قائلاً:"إذا كانت هناك إرادة فلسطينية لعدم إفشاله فالتدخلات الخارجية لن تنجح في إفشاله لأن نجاحه وفشله مرتبط بالإرادة الفلسطينية" . وبين أن هذه التدخلات قديمة وتعززت أكثر مع الانقسام، فالعرب كانوا مختلفين على قضايا أكثر، ولكن خلافاتهم ظهرت على السطح على خلفية الانقسام فلم يكن حجم الخلاف العربي وتأثيره السلبي ظاهرا إلى هذا الحد الذي نلاحظه اليوم، مضيفا :" (إسرائيل) دولة معتدية لا تريد مصالحة فلسطينية لكن لو لم يكن هناك انقسام فلسطيني لما قامت بعدوان ولما نجحت في إبقاء الحصار كل هذه المدة ". وأوضح أن التدخلات الخارجية موجودة وتؤثر على مشروعنا الوطني برمته لكن انقسامنا ساهم في تعزيزها وزيادة تأثيرها السلبي علينا.وفق قوله. |
الزهار:موقفنا من الرباعية لن يتغير ونتائج الحوار الداخلي رزمة واحدة قال القيادى بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" الدكتور محمود الزهار ، أن حماس ستحاول تقديم ما يخدم الشعب الفلسطيني في حوار القاهرة ، وستبذل قصارى جهدها لإنجاح عمل اللجان ، وستسلك كل ما من شأنه أن يسهل الوصول إلى اتفاق لحفظ ثوابت الشعب الفسطيني ، واعتبر أن المرونة لا تعني التنازل عن الثوابت والحقوق والواجبات .
وشدد الزهار على أن حماس "لن تقبل ابدا بشروط اللجنة الرباعية الدولية" ، "فليس هناك ما يلزم الحركة الموافقة على شروط الرباعية ، حماس خاضت حربا دفاعا عن موقفها ، لذلك ليس من باب إرضاء عباس يمكن ان تغير موقفها . وزاد القيادي في "حماس": "موقف الحركة ثابت في هذه اللحظة وكل لحظة ، لا نستطيع ان نقبل بأي صورة من الصور اسرائيل ككيان شرعي على ارض فلسطينية ، هذا تنازل عن ارضنا وحق العودة، ويتناقض مئة في المئة مع ثوابتنا"، مشيرا الى ان الحوار الفلسطيني الذي انطلق في القاهرة قبل ايام وسيستأنف باجتماعات للجان الخمس في العاشر من الشهر الجاري، سيحدد "البرنامج السياسي" الخاص بحكومة الوفاق الوطني . وأكد النائب فى المجلس التشريعي في حديث صحفي بعد اجتماعات لقيادة الكتب السياسي لحركة حماس برئاسة خالد مشعل ، أن الحركة متمسكة بمبدأ "الرزمة الواحدة المتكاملة" لنتائج جلسات الحوار الفلسطيني، ما يعني ضرورة تحقيق "خطوات عملية" في تنفيذ النتائج المترتبة عن اجتماعات اللجنة الخاصة بإحياء منظمة التحرير الفلسطينية بالتوازي مع التقدم في أعمال اللجان الأربع الأخرى المتعلقة بالأمن والحكومة والانتخابات والمصالحة ، واعتبر أن تعطيل مسار سيقابل بتعطيل المسار الآخر بالضرورة . واضاف "إن اي اتفاق بين الفصائل الفلسطينية، خصوصا بين "فتح" و "حماس" يجب ان يقوم على "رزمة واحدة و لن نسمح بتكرار تجربة الاتفاقات السابقة في مكة والقاهرة ، الاتفاق يجب ان يطبق بصورة كاملة وفي جميع المسارات... قد يسبق مسار مساراً آخر ، لكن اذا تم تعطيل مسار، فسيعطل المسار الآخر . وزاد" هناك بعض الأشياء تتم بسرعة وأخرى تتأخر بحكم آلية التنفيذ مثل إعادة إحياء منظمة التحرير ، ولكن لن تترك هذه القضية كما حصل بعد اتفاق القاهرة عام 2005 ...وقتها اخذوا (السلطة وفتح) تهدئة لمدة سنة ولم يفعلوا شيئا لإحياء المنظمة ، وفي عام 2007 اخذوا حكومة وحدة وعطلوا الباقي ، في موضوع منظمة التحرير، اذا بدأت عملية الإجراءات، يمكن السير بمسارات في عمل اللجان الاخرى ، و لكن إذا شعرنا أنها ستعطل، سنعطل الأمور الأخرى . وأوضح الزهار ان الحكومة المقرر تشكيلها ستقوم على برنامج محدد، هي حكومة انتقالية لتسيير الأعمال وليست دائمة ومهماتها أساسا إجراء انتخابات وما يستجد من قضية الاعمار والتعامل مع الوضع القائم في غزة ، ليس مطلوبا وليس من حقها ان توقع اتفاقات سياسية ، واشار الى ان الحكومة المرتقبة لن تكون حكومة عباس، بل حكومة وفاق وطني فلسطيني . وحول الموقف من مؤتمر شرم الشيخ ، والذى أوكل صرف أموال إعمار قطاع غزة لسلطة عباس قال الزهار:"السلطة تعني رئاسة ومجلسا تشريعيا وحكومة ،و اي حكومة خارج اطار المجلس التشريعي هي غير شرعية . وتسائل :عمليا، لو أعطو عباس الاموال، فكيف سيتم انفاقها في غزة؟ ... وأكد ان ربط صرف الاموال بتشكيل حكومة وفاق بمثابة "وضع العصي في الدواليب" . وأضاف الزهار "الإعمار يجب أن يكون في غزة ، يريدون إرساله عبر مؤسسات خاصة وأونروا والدول المانحة ترسل مندوبين، لا مانع ، القضية ليست منافسة من يأخذ المال ، لكن نقول: اذا ارادوا تخصيص المال لإعمار غزة، فليدفعوا ذلك بطريقة مناسبة ، في غزة حكومة شرعية موجودة وقائمة منذ سنوات . وحول ما اذا كانت "حماس" ستدخل الانتخابات الرئاسية القادمة ، قال الزهار: "هذا الموضوع سيناقش في لجنة الانتخابات ، سنبحث في موضوع اجراء الانتخابات وموعد ذلك ، اذا تم الاتفاق، بالتأكيد سنخوض الانتخابات ، وأكد أن أي لقاء بين عباس ومشعل مرهون بحصول "اتفاق شامل" للحوار الجاري بالقاهرة . الى ذلك ، انتقد عضو المكتب السياسي لحماس محمد نزال استمرار السلطات المصرية إغلاق معبر رفح وعدم السماح لإدخال مواد إعادة الإعمار للشعب الفلسطيني الذي يعاني من الحصار، وخاصةً بعد العدوان الصهيوني الغاشم الذي دمَّر البنية التحتية في القطاع من مساجدَ ومنازلَ ومدارسَ وجامعاتٍ ومراكزَ طبيةٍ . وشدد نزال في تصريحات متلفزة على أن "مسرحية شرم الشيخ" هدفت الى ابتزاز حماس وتسييس عملية اعمار قطاع غزة ، وأكد أن مشكلة القطاع هي الحصار وليس في الأموال . |
حركة حماس تحذر من اثر الإعتقلات بالضفة على الحوار الداخلي أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، على استمرار عمليات الاعتقال والاستدعاء على خلفية سياسية وتنظيمية في الضفة الغربية من قبل أجهزة سلطة محمود عباس .
وقالت الحركة أن الواقع في الضفة الغربية على حاله من حيث استمرار الممارسات التي من شأنها وضع العراقيل والتشويش على الحوار ، وأكدت الحركة أن الإعتقالات تتم : "في الوقت الذي استبشر فيه شعبنا بلقاء الإخوة في القاهرة وما نتج عنه من توافقات وتفاهمات لا سيما لقاء حركتي فتح وحماس والذي توج باللقاء الشامل لكل القوى وما عكسه من أراده جادة لتحقيق الوفاق وإعادة اللحمة الداخلية " . وأكد عضو القيادة السياسية للحماس رأفت ناصيف ، في بيان مكتوب تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الإثنين 02.03.2009، أنه "منذ 24 فيفري تاريخ اللقاء بين وفدي فتح وحماس تم اعتقال تسعة وعشرين من أبناء وأنصار حماس بالإضافة لسبعة وستون استدعاء على الأقل لغاية هذا اليوم ، ولم يتم الإفراج إلا عن مجموعة صغيره هي اقل مما أعلنه وأعلمنا به الإخوة أنفسهم" . وأضاف ناصيف :" بدأنا نشاهد إجراءات لوضع العصي في دواليب أي تفاهمات وتوافقات وطنية قادمة من خلال تكثيف الأعباء المستحقة على الخزانة وإفراغها تحت ذرائع منها دعم القطاع كما هو حال الاتفاقيات مع البنوك مؤخرا ، وكذلك الذي تشهده مؤخرا المؤسسات الرسمية بتعينات وتغيرات ،وافتعال إشكالية الرواتب مع الموظفين " ، واعتبر أن هذه الإجراءات هي عينها التى مورست عقب الانتخابات الأخيرة وأمام الحكومة العاشرة وحكومة الوحدة الحادية عشر. وذكّر بعودة عباس الى الاشتراطات المسبقة حول "الالتزام بما يسمى حل الدولتين والالتزام بالتزامات التسوية " ، واعتبر أن "المأمول من أبي مازن تعزيز التوافقات التي توصلت لها الفصائل وتعزيز الروح الايجابية التي سادت حوارات القاهرة ". واعتبرت حماس أن "ما سبق يثير الشك حول مدى الصدقية في التوجه للحوار ويبين بجلاء الجهة التي لا ترغب بالحوار وإعادة اللحمة بين أبناء الشعب الواحد، مقابل التوجه الصادق من حركة حماس نحو الحوار والذي أظهره تجاوب الحركة مع الإخوة المصريين وبعض القوى الفلسطينية لجعل قضية الإفراج عن المعتقلين السياسيين إثناء الحوار لا قبل بدئه وتجاوبها المباشر مع مطالب وفد فتح إثناء اللقاء معهم " ، وفق تأكيدها. ورفضت الحركة القبول "بأن تكون معاناة أبناءها وأنصارها مادة للابتزاز السياسي" ، كما رفضت ما أسمته بـ" سياسة الباب الدوار بشأن ملف الاعتقال السياسي ". ودعت " الإخوة المصريين والإخوة في القوى الفلسطينية خاصة وكل الحريصين على الوفاق الفلسطيني العمل المباشر والسريع لوقف تلك الممارسات التي من شأنها التشويش على مجريات الحوار ". وشددت حركة حماس على :"أن توجهها للحوار إنما كان حرصا منها على المصلحة الوطنية العليا ومن موقع الإحساس بالمسؤولية وليس ضعفا " ، وأكدت على ضرورة الالتزام بما تم التوافق عليه وما سيتم التوافق عليه لاحقا عبر الحوار ، واعتبرت عدم الالتزام بما يتوافق عليه باستمرار الاعتقالات والاستدعاء وعدم مواصلة عملية الإفراج عن المعتقلين من شأنه عرقلة جهود الوفاق الوطني والحوار الجاد المثمر . |
حماس..الإعتقالات تتواصل بالضفة وحوار القاهرة سيكون مختلفا عما سبقه أكّدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها ستمثل بثلاثة أعضاء في كل لجنة من اللجان الخمس التي جرى الاتفاق عليها في الحوار الوطني بالقاهرة يوم الخميس الماضي، حيث جرى الاتفاق على تشكيل لجنة الحكومة، ومنظمة التحرير، والأمن والمصالحة والانتخابات .
وقال محمد نزال عضو المكتب السياسي للحركة في تصريح نشر له على شبكة الإنترنت الأحد 01/03، ردا على مطالبة عباس حكومة الوحدة بالاعتراف بحل الدولتين: " تصريحات محمود عباس منذ فترة تتسم بالارتباك والتناقض مرة يقول أنه يريد الحوار بدون شروط، وتارة يقول أنه لا يريد أن يحاور من لا يعترف بمنظمة التحرير، وتارة يقول لا حوار إلا بالعودة إلا بالعودة إلى ما قبل 14/6/2006م، وبعد ذلك يقول لا شروط على الحوار". كما أكّد عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة "حماس"، مشير المصري" أنّ الحوار الفلسطيني الذي تم الإعلان عن بدايته رسميًّا في القاهرة، سيكون مختلفًا بكل المقاييس عن الحوارات السابقة، وأنّ مهمته ستكون الخروج باتفاق "رزمة واحدة" حول القضايا الخلافية، على أن يكون تطبيقه حسب الأولوية. وأوضح مشير المصري ، في تصريحاتٍ أدلى بها الأحد 01.03 ، أنّ الجهود جاريةٌ للانتهاء من تشكيل اللجان الخمسة التي تم التوافق عليها لإنجاز اتفاقٍ يُنهي الانقسام. واضاف المصري: "الآن يجري تشكيل اللجان التي تم التوافق بشأنها في القاهرة، وستخرج هذه اللجان باتفاق رزمة واحدة، والتطبيق سيكون حسب الأولوية، ولن يسير الحوار هذه المرة إلى المتاهات ذاتها التي انتهى إليها في السابق، كاتفاق مكة الذي أنجزت فيه حكومة الوحدة الوطنية، بينما ظل الملف الأمني ومنظمة التحرير الفلسطينية بلا حلول". وتابع: "أما اليوم فسيكون الاتفاق رزمةً واحدةً؛ حتى لا تبقى ملفات أخرى يمكن أن تكون مدخلاً لتفجير الوضع في أية لحظة"، داعيا إلى عدم استباق حوار اللجان المرتقب تشكيلها وبداية اجتماعاتها في العاشر من مارس الجاري بأي اشتراطات سياسية. وأضاف "ستكون للجان المشكَّلة الصلاحيات الكاملة في أن تنجز الملفات الموكولة إليها بالكامل، وبالتالي لا داعيَ للشروط الاستباقية في تحديد وجهة الحكومة الفلسطينية والتزاماتها؛ لأنّ ذلك يشكِّل استباقًا للأمور وطعنةً لجهود الحوار، وربما يكون سببًا في إفشاله". من جانب آخر ، قال عضو القيادة السياسية في حركة "حماس" رأفت ناصيف، أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية التابعة لرئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس؛ تواصل حملة الاعتقالات والاستدعاءات لأنصار الحركة، رغم انعقاد جلسات الحوار في القاهرة. وقال ناصيف في تصريحٍ صحفيٍّ له اليوم الأحد (1-3): "إن أمن السلطة اعتقل أكثر من 25 من أنصار حركة "حماس"، إضافةً إلى عشرات الاستدعاءات منذ انطلاق الحوار الفلسطيني- الفلسطيني في القاهرة، والحوار الثنائي بين حركتي "حماس" و"فتح"". وأضاف ناصيف: "إن هذا يعتبر مؤشرًا غير إيجابي"، معربًا عن أمله أن يتم حله سريعًا؛ خشية أن يؤديَ استمرار هذا الوضع إلى تأثيرات سلبية على الحوار والوضع الفلسطيني الداخلي. وقال: "نحن نريد تعزيز فرص الأمل الذي ساد الأجواء بعد الحوار، ونأمل حلَّ هذه الإشكالية بسرعة؛ حتى لا يكون هناك أي تشويش على الحوار". وأشار ناصيف إلى أنه تم تبليغ الوفود في القاهرة، لا سيما وفد "فتح"، بما يجري من ممارساتٍ في الضفة من جانب الأجهزة الأمنية أولاً بأول، وأضاف: "نحن نأمل أن يكون هناك استجابة، وخاصةً بعد عودة الوفود إلى الوطن لعلاج هذه المسألة". وأوضح أن قضية الاعتقالات السياسية ستكون ضمن صلاحيات لجنة المصالحة التي ستبدأ عملها في العاشر من الشهر الحاليِّ، جنبًا إلى جنب مع بقية اللجان المختلفة " . ورأى ناصيف أن الانطباع العام لحوار القاهرة كان إيجابيًّا، وأن ما يهم الجميع أن يتم ترجمة هذا الانطباع على الأرض وفي الميدان، الذي سيكون الاختبار الحقيقي للنوايا إزاء المصالحة الداخلية. |
مؤشر قد يعيق الحوار الفلسطيني عباس يشترط التزام الحكومة القادمة بالإتفاقات وحماس ترفض السبيل أونلاين - فلسطين في تصريح له من رام الله ، قال محمود عباس اليوم السبت 28/02 ، بعد اجتماعه مع خفيير سولانا ممثل السياسة الخارجية للإتحاد الأوروبي : "أن أي حكومة وحدة أو توافق مع حركة المقاومة الاسلامية "حماس" يجب أن توافق التزاماتنا وعلى حل الدولتين مع (اسرائيل) " . وعقّب القيادى في حركة "حماس" أيمن طه من غزة على ذلك برفض تصريحات عباس . وهو ما قد يعوق محادثات المصالحة الداخلية التي تجرى في القاهرة بوساطة مصرية . وقال عباس من مدينة رام الله بالضفة الغربية "نسير بخطوات ثابتة تجاه المصالحة الوطنية نحو حكومة وحدة وطنية او حكومة اجماع وطني حكومة تلتزم بالتزاماتنا المعروفة وهي رؤية الدولتين وهي الالتزامات الموقعة بحيث يكون كل شيء واضحا امام هذه الحكومة لتمارس عملها لاننا لا نريد ان نعود مرة اخرى للحصار الذي عانينا منه الكثير في الماضي." وقال أيمن طه القيادي في حركة حماس في غزة ان تصريحات عباس تقوض فرص التوصل الى حكومة وحدة. وأضاف أن الحركة ترفض أي شروط مسبقة لتشكيل حكومة الوحدة وأن حماس لن تقبل بأي حكومة وحدة تعترف باسرائيل . وأكّد رئيس المكتب لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل اليوم أن المصالحة الفلسطينة لن تكون على حساب المقاومة ،و أن الحركة ستظل رأس حربة المقاومة الفلسطينية، وأن الحكومة ما هي إلا وسيلةٌ لخدمة الشعب الفلسطيني. وأوضح مشعل، خلال استقباله وفدًا أردنيًّا في مقرِّه بالعاصمة السورية دمشق اليوم السبت (28-2)؛ أن "حماس" ستستمر في مشروع المصالحة الوطنية لإنهاء حالة الانقسام في الساحة الفلسطينية، ولكن دون مساسٍ بثوابت الشعب الفلسطيني، مطالبًا بمصالحةٍ تحمي المقاومة والثوابت الفلسطينية وتُنهي حالة الانقسام لعودة الفلسطينيين كشعبٍ واحدٍ وإخوةٍ متوحِّدين، وتعود وحدة الضفة وغزة بجانب باقي الأراضي الفلسطينية، قائلاً: "إننا ماضون في مشروع المصالحة الوطنية من أجل الله ثم من أجل شعبنا الفلسطيني لإنهاء حالة الانقسام"، وشدد على أن من ينظر إلى المصالحة بمنظورٍ آخر لا يتضمَّن حماية المقاومة فهو واهم. وكانت حركة "حماس" أكدت على لسان القيادي في الحركة خليل الحية دعم الحوار الوطني الفلسطيني حتى لو أدى ذلك إلى تخلِّيها عن وزاراتٍ سياديةٍ ومهمةٍ في حكومة "توافق وطني" رغم أغلبيتها الكبيرة في المجلس التشريعي، مؤكدةً استعدادها لخوض الانتخابات القادمة شريطة أن يتخذ الطرف الآخر نفس الخطوات وفي اتجاهات وملفات مختلفة؛ وذلك خلال جلسات الحوار الوطني الفلسطيني الذي ترعاه مصر. وقال الحية في تصريحاتٍ صحفيةٍ: "إن حركته ليس لديها "فيتو" على انتخابات رئاسية ولا تشريعية، بل إننا عندما دخلنا الانتخابات قلنا إننا نؤمن بالتداول السلمي للسلطة، ومن يقل إننا ندخل الانتخابات لمرة واحدة فهو مخطئ؛ فنحن جاهزون لاستحقاق أي انتخابات قادمة، ويجب أن نهيِّئ لها الأجواء في الوقت المناسب". وعن إعادة بناء الأجهزة الأمنية وإمكانية إقدام "فتح" أو "حماس" على إجبار عناصر معينة على الاستقالة؛ قال الحية: "إنه يجب أن تتم معالجات لظروف هؤلاء ومن سيكون في الأجهزة القادمة، ومن سيتم الاستغناء عنه، ومن سيتم تحويله إلى جهة مدنية".
|
حماس ترفض ربط الخارجية الأمريكية نجاح الحوار بشروط الرباعية اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية "هيلاري كلينتون" التي رهنت فيها نجاح الحوار بالاعتراف بالكيان الصهيوني بأنها "تدخل سافر في الشأن الفلسطيني لا يمكن القبول به".
وقال الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة "حماس" في تصريح صحفي نشر له اليوم السبت 28/02 ، أن حماس ترفض التدخل الأمريكي في الشأن الفلسطيني الداخلي، مشددًا أن الحركة على موقفها الرافض الاعتراف بالعدو الصهيوني وشروط الرباعية الدولية. وشدد رضوان على أن الحوار هو شأن فلسطيني داخلي يسعى إلى تحقيق مصالحة وطنية من المقرر أن تُفضي إلى إصلاح "منظمة التحرير الفلسطينية" وإعادة بناءها لتمثل الكل الفلسطيني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تلتزم الثوابت الفلسطينية، ويرضى عنها الشعب الفلسطيني، وليس أمريكا وغيرها من الأطراف الدولية. وأكد أن حركة "حماس" لن تعترف بالعدو الصهيوني أو بشرعيته على أرضنا المحتلة، ولن تعترف بشروط الرباعية الدولية التي أظهرت طوال الوقت انحيازًا للكيان الصهيوني. وطالب كافة الأطراف عدم الرضوخ لهذه الضغوط الأمريكية التي يفترض أن تتوجه للكيان الصهيوني بصفته العدو الذي يحتل أرضنا ويمارس العدوان واغتصاب الأراضي وتهويد القدس. وكانت "هيلاري كلينتون" وزيرة الخارجية الأمريكية اعتبرت أن الحوار بين الفصائل الفلسطينية لن يتمخض عن نتائج إلا إذا اعترفت حماس بالكيان الصهيوني وبالشروط التي حددتها الرباعية الدولية. وسرت أنباء خلال الأيام الماضية أن ادارة أوباما أعطت الضوء الأخضر لحركة فتح وسلطتها في الضفة الغربية بالحوار مع حركة حماس بشأن المصالحة الداخلية في مؤشر على تغير السياسة الأمريكية التى حرضت وموّلت في عهد الرئيس السابق جورج بوش خطط الإنقلاب على فوز حماس في الإنتخابات التشريعية وتقلدها الحكومة الفلسطينية . ولكن هذه التصريحات تأتي في غير سياق تلك الأنباء . |
ابو مرزوق يدخل غزة للمرة الاولى منذ ثلاثين عاما عبر معبر رفح السبيل أونلاين - غزة ذكر مصدر رسمي في معبر رفح ان نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الدكتور موسى ابو مرزوق دخل ليل الجمعة السبت 28/02 الى قطاع غزة في اول زيارة له للقطاع منذ ثلاثين عاما.
وقال المسؤول ان ابو مرزوق "سجل في قوائم من عبروا رفح باتجاه قطاع غزة في الساعة 23:30 (21:30 بتوقيت غرينتش) من يوم الجمعة". واكد شهود عيان فلسطينيون في رفح (لوكالة فرانس برس) ان ابو مرزوق زار القطاع لساعات مساء امس وسط اجراءات معقدة وتكتم على الزيارة . وابو مرزوق مولود في مخيم رفح للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة في 1951، لعائلة تتحدر من قرية يبنا. وقد درس المرحلة الاساسية في رفح ثم توجه الى مصر حيث درس في العام 1975 الهندسة الميكانيكية في جامعة حلوان ثم حصل على درجة الماجستير في ادارة الانشاءات عام 1984 من الولايات المتحدة، وبعدها حصل على دكتوراه في الهندسة الصناعية في 1992. وهو احد مؤسسي الجامعة الاسلامية في غزة. |
الرئيس السابق لـ"حركة النهضة" يمثل يوم 14 مارس أمام المحكمة قالت منظمة "حرية وانصاف" ، في بلاغ عاجل تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الثلاثاء 03 فيفري 2009 ، أن النيابة العمومية في تونس قررت تعيين الدائرة الرابعة عشر بمحكمة الاستئناف بتونس للنظر في قضية سجين الرأي الدكتور الصادق شورو بجلسة 14 مارس 2009 و المضمنة تحت عدد 19959.
ويقبع الرئيس السابق لـ"حركة النهضة" التونسية الدكتور شورو ، حاليا بسجن الناظور ، وكان صدر ضده حكما ابتدائيا بالسجن مدة عام كامل بتاريخ 13/12/2008 من أجل تهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها ، وذلك بعد مداخلة في برنامج "بلا تأشيرة" التى تبثه "قناة الحوار اللندنية" ، ولم يمضى على اطلاق سراحه غير بضعة اسابيع أعيد بعدها للسجن. وقد مثلت حادثة اعادة اعتقال الدكتور شورو رسالة واضحة لجميع الأطراف السياسية التونسية المعارضة عن انغلاق السلطة ، وخاصة تجاه "حركة النهضة" . |
استنطاق الناشط طارق السوسي وتأجيل القضية الى الرابع والعشرين من مارس أفاد مصدر حقوقي في تونس ، أن الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية ببنزرت ، نظرت اليوم الثلاثاء 03 مارس 2009 ، في القضية عدد 1250 التي يحال فيها بحالة سراح الناشط الحقوقي وعضو "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" طارق السوسي ، بتهمة "ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام" طبق الفصلين 42 و49 من مجلة الصحافة .
وأكدت "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" ، في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الثلاثاء 03 فيفري ، أن الجلسة انعقدت برئاسة القاضي الحبيب البناني كما مثل الدفاع الأستاذان أنور القوصري و سمير ديلو أصالة و نيابة عن الأستاذ لطفي شقرون. وقد سجّل القاضي بمحضر الجلسة ما يشكو منه المتهم من إعاقة عضوية واضحة و مكّنه من الجواب جالسا . ولدى توجه القاضي بالسؤال: إن كانت المعطيات التي أوردها المتهم في تصريحه لفضائية الجزيرة صحيحة أم لا ؟ أجاب السوسي أنه في إطار عمله الحقوقي صلب "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" قد دأب على التنديد بعمليات الإختطاف شبه اليومية التي يتعرض لها الشباب المرتاد للمساجد وأنه يعني جيدا ماذا تعني كلمة " اختطاف " و أنها العبارة المناسبة تماما لوصف قيام أعوان البوليس السياسي باقتحام المنازل و ترويع العائلات دون الإستظهار بأي إذن قانوني و دون إعطاء العائلات المنكوبة أي معلومة عن مبررات اعتقال أبنائها أو عن سبب ذلك ،أما عن دقة المعلومات فأكد أنها مسألة محورية في عمل الجمعية التي ينشط ضمنها إذ تحرص على المصداقية التامة و التثبت الدقيق على المعلومة و مراجعة مصادرها دون أي اهتمام بـ"السبق الإعلامي" أو "الإثارة" و ليست لها أي أجندة تتجاوز المطالبة باحترام القانون و التنديد بالإنتهاكات و الإعتداءات على حقوق الإنسان مهما كان مرتكبها و مهما كانت التضحيات و التتبعات التي تنجر عن هذا الإلتزام المبدئي . كما أكد بحسب الجمعية أنه بمجرد أن اتصلت به هاتفيا إحدى عائلات الشبان الذين تم اختطافهم تنقل بسيارته للتحقق من الخبر وإلتقى عائلات الشبان المختطفين وتولى نقل والدة أحد هؤلاء إلى المستشفى حين أغمي عليها أمام مركز الأمن " بوقطفة" وهي تناشد بعض من تعرفت عليهم ممن شاركوا في إختطاف إبنها أن يخبروها عن مصيره . و ختم السوسي في نهاية استنطاقه بالتأكيد على أن ادعاء زيف هذه الأخبار لا بد أن يثير استغراب جميع الملاحظين لحملات التمشيط و الإختطاف شبه اليومية بما فيهم الأعوان المتورطون فيها و هم الذين لا يتوقع أن أحدا منهم يحمل أدنى فكرة عما يمكن أن تعنيه عبارة " إذن قضائي" أو "حقوق الموقوف " حتى و إن زعمت " المصادر المطلعة " عكس ذلك . وإثر الإستنطاق أحال القاضي الكلمة للدفاع فطلب الأستاذان أنور القوصري وسمير ديلو تأجيل النظر في القضية لإعداد وسائل الدفاع ولتمكين المحامين الذين يرغبون في الإنضمام لهيئة الدفاع من الحضور والترافع، و بعد المفاوضة الحينية قرر القاضي تحديد موعد 24 مارس لجلسة الترافع . |
تونس : مضايقة الإصبعي..السوسي أمام القضاء وتضامن مع الضيفاوي السجين السياسي السابق علي الإصبعي..77 سنة ومواطن من درجة ثانية
يتعرّض السجين السياسي السابق السيد علي الإصبعي إلى مضايقات أمنية من قبل بعض أعوان البوليس السياسي بمدينة الحامة بولاية قابس،ممن تعمّدوا سنة 2008،تلفيق قضية عدلية ضده بتهمة مزاولة نشاط وكيل عقاري بدون رخصة،وذلك« بحجة » تسويغه محل سكناه لبعض قاصدي الحمامات الصحية بالمدينة ورغم أن القضاء أنصفه وحكم لفائدته بعدم سماع الدعوة، فقد إستمر بعض أعوان الأمن في مضايقته والتعرّض لمن يقصده من السواح بنية تسوغ المحل، ودعوته بصورة متكررة للحضور إلى مركز الأمن للنظر في« مخالفته لقانون سيصدر قريباً» على حدّ زعمهم....!!، يشترط على أصحاب المحلات المعروضة للكراء الحصول على رخصة . وقالت "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسين بتونس" ، في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الأحد 01/03 :"إذ تعاين هذا الإنحراف المرضي في تعامل رجال " الأمن" مع السجناء السياسيين السابقين،وإذ تسجّل ما دأب عليه بعض أعوان التنفيذ من إستضعافِ من يَعتقدون أنهم مواطنون « لا يتمتعون بأي حماية » للخلفية السياسية التي حوكموا لأجلها في تسعينات القرن الماضي، فإنها تذّكر أن حقوق المواطنة تظل مكفولة للسجين السياسي بعد سراحه وأن إنتماءاته السياسية التي حوكم لأجلها لا تمنح أحداً الحق في إهدار مواطنته وتصنيفها في الدرجة الثانية.وهي تدعو السلطات للتدخل لكف أذى أعوانها عن السيد علي الإصبعي، كما تدعوها إلى احترام مقتضيات القانون و تمكينه من حقه في الحصول على جواز سفره .. وقد شارف العقد الثامن من عمره" ، وفق نص البلاغ . والإصبعي الذي يبلغ من العمر سبعة وسبعين سنة، تعرّض لتتبعات أمنية سنة 1986 وحُكم عليه سنة 1987 بأربعة أشهر سجناً ثم أوقف سنة 1991 وحكم عليه في سنة 1992 أمام المحكمة العسكرية بـستة سنوات سجنا وبعقوبة تكميلية لخمسة سنوات مراقبة إدارية، وبعد الخروج من السجن وإقامته بالعاصمة اُجبرعلى الإمضاء لدى عدد من مراكز الأمن ولعدة مرات في الأسبوع ومُنع من مغادرة العاصمة إلى مدينة الحامة(مسقط رأسه) لقضاء بعض الشؤون العائلية وهو إلى اليوم محروم من جواز سفره. الناشط الحقوقي طارق السوسي أمام القضاء مجدداً |
اعتقال حفيد الشيخ عبد الرحمن خليف بسبب اللحية وإرتياد المسجد أوقفت فرقة الإرشاد السياسي بالقيروان الطالب بالمرحلة الثالثة محمد التيجاني طراد وهو حفيد الشيخ المرحوم عبد الرحمان خليف ، وذلك يوم الإربعاء 25 فيفري 2009 . ويأتي أيقاف طراد على خلفية إرتياده المسجد الكبير بالقيروان ، ومحافظته على الصلوات وخاصة صلاة الفجر ، وإعفاء لحيته . وقد قام أعوان البوليس السياسي بتفتيش بيته ومصادرة حاسوبه الخاص ، ونقل على اثر ذلك الى مقرات وزارة الداخلية بالعاصمة تونس ، ولا يزال الى حدّ الآن معتقل ، ما يعنى تجاوز إيقافه المدة القانونية . وعبّرت عائلة محمد طراد عن مخاوفها على مصير ابنها وتطالب بإطلاق سراحه ، خاصة أن الأعوان الذين إعتقلوه ذكروا بأنه سيخلى سبيله بعد بضعة ساعات حال الإنتهاء من تحقيق عادي معه . فإلى متى تستمر السلطات الأمنية في الإعتقالات بدون موجب قانوني ؟ .. ومتى تتوقف عن تجاوز المدد القانونية للإقاف ؟ .. والى متى تستمر في اعتقال الشباب على خلفية تدينه ؟ من زهير مخلوف - تونس |
السلطات التونسية تواصل حملاتها المسعورة على مظاهر التدين أكّدت مصادر حقوقية تونسية أن أعوان الشرطة في مدينة سليمان قاموا يوم الجمعة 28 فيفري 2009 باعتراض عدد كبير من من الحجبات بشوارع المدينة و بالأماكن العامة كالسوق والمحطة و طالبوهن بالاستظهار ببطاقات التعريف (هوياتهم) و تسجيل معلومات عنهن ، واعتبرت المصادر أن ذلك يأتي في إطار حملة جديدة على المحجبات .
وفي شأن متصل ذكرت منظمة "حرية وانصاف" التى تتابع إنتهاكات حقوق الإنسان في تونس ، في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه السبت 28/02 ، أن أعوان البوليس السياسي بمدينة نابل قاموا يوم الجمعة 27 فيفري 2009 بحملة جديدة تستهدف الشباب المتدين ، حيث اعترضوا إثر صلاة الجمعة عدد من الشبان واحتجزوا بطاقات تعريفهم (هوياتهم) و دعوتهم للحضور إلى مركز شرطة واد سوحيل بالمدينة للتحقيق معهم . وأكد نفس المصدر، أن مدير معهد 7 نوفمبر بمدينة الكريب ولاية سليانة المدعو عز الدين ملاسين ، قام يوم الخميس 26 فيفري 2009 بالاستعانة بالقيم المدعو عمار بن سعيد و القيمة المدعوة حنان بعشوق بمنع التلامذة من أداء فريضة الصلاة جماعة أو فرادى بالمعهد المذكور كما منعوا التلميذات المحجبات من دخول المعهد ، مما اضطر التلاميذ للصلاة بالغابة المجاورة للمعهد فتعرضوا للاعتقال من قبل الشرطة . وصباح السبت 28 فيفري 2008 ، حضر عدد من أعوان البوليس السياسي إلى منزل عائلة الآنسة سندس الرياحي بمدينة سليمان و بلغوها تنبيها بعدم ارتداء الحجاب و أمروها بالتقليل من الخروج من البيت ، كما وجهوا لها تهديدا بأنها في انتظار الأسوء في صورة عدم الامتثال لأوامرهم مستقبلا . |
اضراب تضامني مع سجناء الحوض المنجمي واحتجاجا على تجاوزات السلطة قرّرت مجموعة من (الشباب الديمقراطي التقدّمي) في مختلف جهات البلاد التونسية الدّخول في إضراب جوع تضامني بيوم واحد مساندة لسجين الرأي ومراسل "جريدة الموقف" رشيد عبداوي وذلك يوم الأحد 1 مارس 2009 بمقر الصحيفة و كافة مقرات الحزب بالجهات.
وأكدت (اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي) ، في بلاغ وصل السبيل أونلاين ، تزايد وتيرة الاعتداءات التي تستهدف شباب الحزب في عدد من جهات البلاد الذين هبوا لنصرة عبداوي ، وتمسك السلطات بعدم إطلاق سراح الموقوفين على خلفية احتجاجات الحوض المنجمي السلمية ، و تمسكها بالحلول الأمنية و القضائية لحل المشاكل الاجتماعية ، وأيضا ما يتعرّض له السجناء من اعتداءات و ظروف سجنية تفتقر لأبسط مقومات حقوق الإنسان . وأهابت اللجنة بكل الأحرار في تونس مساندة هذه الحركة الاحتجاجية بزيارة المضربين في مقرات الحزب ، وذلك للمطالبة بإطلاق سراح كافة سجناء الحوض المنجمي و المعتقلين السياسيين ، وتحسين الظروف السجنيّة الحالية السيئة و احترام كرامة المناضلين المسجونين والالتزام بالاتفاقات و المعاهدات الدولية التي وقّعت عليها الحكومة في مجال حقوق الإنسان. ووقف الاعتداءات على شباب الحزب و مضايقتهم و محاسبة الواقفين وراء تعنيف عدد منهم و"هرسلتهم" في مختلف جهات البلاد. والمطالبة أيضا بتحييد الأمن والقضاء عن الخلافات السياسية و إعادة مراجعة طرق التعامل مع الملف الاجتماعي بفتح حوار وطني شامل يضم كل المعنيين، بهدف تحقيق العدالة الاجتماعية عبر الحد من البطالة وإقرار مبدأ تكافؤ الفرص أمام المواطنين خصوصا أمام الشباب المعطّل. قائمة المضربين :
- رشاد شوشان . - شاهين السافي . - غسان الرقيقي . - عبد الله الطاهري . - معز الباي . - معز الجماعي . - هيثم الجماعي . - حسام السلايمي . - صالح مخلبي . - فتحي سليم . - رفيقة جلالي . - عبد السلام العريض . - محمد الحبيب المستيري . - صابر السحباني . - وسيم السكراني . - غزالة محمدي . - رشاد محمدي . - المولدي الزوابي . - حنان القرمازي . - نزار بن حسن . - وسام الصغير . - إسماعيل المدنيني . - محمد حمادي . - عبد الوهاب الزيدي . - محمود الغزلاني . - نادية القروي . - منجي صالح . - خلدون العلوي . - زيد سواري . - فاتن معيوفة . - فاتن خليفة . - صهيب مبروك . - صابر عبداوي . - أيمن فولي . - وائل بوزيان . - سهام علوي . - دلال خذيري . - ضحى زروقي . - رابح تباسي . - نبيل قسومي . - محمد بوزيد . - لسعد بوعزيز . - أسامة بن عمر . - محمد أمين عياشي . - نافع راشد . - سليم الحداد . - محمد أنور براهم . - حسان يونس . |
حزب معارض يشن اضرابا بالجهات تضامنا مع سجناء الحوض المنجمي السبيل أونلاين - تونس دخل مناضلو (الشّباب الدّيمقراطي التقدّمي) في إضراب جوع تضامني طيلة يوم الأحد 01 مارس الجاري بمقرّات الحزب بمدن تونس و بنزرت و جندوبة و سوسة و صفاقس و قابس و قفصة و القصرين و سيدي بوزيد و تطاوين ، وذلك استجابة لدعوة اللّجنة الوطنيّة لمساندة المناضل رشيد عبداوي .
كما عقد اجتماع تضامني بجامعة مدنين، طرحت فيها قضيّة الحوض المنجمي و الأحكام السّياسيّة الجائرة ضدّ المتّهمين، و وزّع مناضلو الحزب بمدنين صورا للصّحفي السّجين رشيد عبداوي و قاموا بالتّعريف بقضيّته. و تمّت إضرابات الجوع و تحرّكات الحزب بحضور مكثّف لأعوان البوليس السّياسي الّذين رابطوا أمام مقرّات الإضراب . وحيّت (اللّجنة الوطنيّة لمساندة المناضل رشيد عبداوي) ، في بلاغ اعلامي وصل السبيل أونلاين الإثنين 02/03، مناضلي الحزب على استجابتهم لدعوة إضراب الجوع التّضامني نصرة عبداوي ، وتعهّدت بمواصلة النّضال بمختلف الأشكال السّلميّة و في كلّ الفضاءات المتاحة حتّـى ينال رشيد عبداوي و كافة مساجين الحوض المنجمي حريّـاتهم . |
الإعلام الحرّ وتداعيات محاكمات الحوض المنجمي السبيل أونلاين - تونس نعلم جميعا أنّ السلطة في تونس قد دأبت على التعامل مع الملفّات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والسياسيّة بتمشّ واحد هو الانغلاق والمغالطة وانتهاج المسلك الأمني والقضائي في حلّ مختلف القضايا المطروحة، خاصّة وقد نجحت من خلال سياسة القمع والإغراءات في تدجين مختلف المؤسّسات واحتكار الفضاء العامّ وإقصاء المعارضة الجدّيّة وضربها بكلّ الوسائل والطّرق. وقد تحوّل الإعلام الرسمي وشبه الرسمي إلى أداة طيّعة لتسويغ ممارسات السلطة من خلال تجاهل أو تزييف الواقع المتردّي بما يتماشى مع إرادة الحكم والصورة العقيمة التي يريد تقديمها.
هذا الخطاب الخشبي الذي طغى على المشهد السياسي والإعلامي في تونس، والذي يمكن اعتباره دليلا واضحا على مدى تخلّف الواقع السياسي وواقع الحرّيّات في البلاد، نجد مقابلا له أو مضادّا يطمح إلى إنشاء البديل هو الإعلام الحرّ والمستقلّ، الذي يسعى لتقديم صورة حقيقيّة وواقعيّة عمّا يجري في البلاد وطرح الملفّات الحرجة التي تستوجب الوقوف عندها ومعالجتها بشكل جدّي بعيدا عن الدعاية الرسميّة وخطابها الخشبي الذي يعمل على تقديم صورة مفبركة مزيّفة بما يخدم بروبجاندا الحزب الحاكم والتي لا هدف لها إلاّ الحديث عن إنجازات موهومة وتجاهل المشاكل الحقيقيّة للبلاد، وهو خطاب ملّه المواطن وأدرك عقمه. ومن هنا كانت هذه الملاحقة الشرسة للإعلام الحرّ من طرف أجهزة الحكم لأجل ضربه وإخراسه بكلّ الطرق والوسائل وتعطيله عن القيام بدوره الحيوي في إنارة الرأي العامّ وتشكيله. وهذا ما نلمسه جليّا من خلال أحداث الحوض المنجمي. ففي الوقت الذي كانت السلطة فيه تتنكّر للمطالب الشرعيّة لأبناء الحوض المنجمي والمتمثلة في الحق في الشغل والعيش الكريم والتوزيع العادل للتّنمية، هذه التحرّكات التي هبّت في وجه الفساد المستشري والمحسوبيّة والرشوة والتجاوزات التي رافقت الإعلان عن انتدابات شركة فسفاط قفصة يوم 4 جانفي 2008 في نفس الوقت الذي كانت السلطة تواجه هذه المطالب والتحرّكات بالتجاهل والالتفاف عليها حينا وأحيانا أخرى بالقمع والهرسلة والإرهاب من خلال الملاحقات والمداهمات للبيوت وانتهاك الحرمات والاعتداء على كلّ حقوق المواطنة والتي بلغت حدّ الاغتيال بإطلاق الرصاص الحيّ على ظهور المواطنين العزّل وغيرها من الجرائم البشعة، وكان الإعلام الرسمي يعمل على تجاهل هذه الأحداث والتعتيم عليها أو تشويهها بتقديم معطيات مغلوطة عن حقيقة ما يجري في المنطقة؛ في نفس هذا الوقت كان الإعلام الحرّ يمارس دوره في فضح ما يجري بمنطقة الحوض المنجمي ويلعب الدور الرئيسي في فكّ العزلة عن مناضلي الحركة الاحتجاجيّة وأبناء المنطقة وكسر الطوق الإعلامي المضروب حولهم، ويساهم في تحسيس الرأي العامّ لقضيّة الحوض المنجمي وتحشيد الدعم لنضالات أبناءه ومطالبهم سواء كان هذا الدعم محلّيّا أو دوليّا، وهو ما دفع بالحكم إلى استخدام كلّ أجهزته القمعيّة وتوظيفها لضرب هذا الرافد الإعلامي الهامّ وشلّه عن القيام بمهمّته، من ذلك مصادرة الصحف المستقلّة بشكل مباشر أو مقنّع كما حدث مع الطريق الجديد والموقف، وحجب المواقع وتدمير محتوياتها بالقرصنة كما حدث مع موقع "كلمة" وغيره من المواقع والمدوّنات، ومحاصرة القناة الفضائيّة "الحوار" بكل الأشكال من قطع التيار الكهربائي والانترنت وملاحقة وهرسلة الصحفيّين والاعتداء المتكرّر عليهم، ومصادرة الأجهزة كما وقع مع هذه الأخيرة ومع "راديو كلمة" إلى غير ذلك من أشكال الملاحقات والتضييقات. هذه الهرسلة بلغت حدّها الأقصى مع المحاكمات الجائرة التي تعرّض لها قادة التحرّكات الاحتجاجيّة بالحوض المنجمي والذين كانت السلطة قد سبق وتفاوضت معهم في هذا الشأن، حيث عمدت لتصفية الإعلاميّين الذين كان لهم دور في تغطية التحرّكات من خلال ملاحقتهم قضائيّا وتلفيق قضايا ضدّهم والزّجّ بهم في ما يسمّى بقضيّة "الوفاق" وإصدار أحكام ثقيلة في حقّهم: فصدر حكم غيابيّ على مراسل قناة الحوار التونسيّة الفاهم بوكدّوس بالسجن 6 سنوات وكذلك حكم على مراسل جريدة الموقف عضو جامعة قفصة رشيد عبداوي بـ6 سنوات سجن ابتدائيا و4 سنوات سجن مع النفاذ في الطور الاستئنافي بل إنّ هذه الأحكام طالت حتّى الناشطين الذين دعموا الحركة من خارج التراب التونسي مثل السيد محي الدين شربيب رئيس الرابطة التونسيّة لمواطني الضّفّتين والذي كان له دور كبير في تحسيس الرأي العام العالمي وتحشيد الدعم الدولي. هؤلاء الذين ارتكبوا الجريمة البشعة للوقوف إلى جانب المضطهدين والقيام بواجبهم الإعلامي الذي يمليه عليهم دورهم وموقعهم كإعلاميّين مناضلين يدافعون عن صوت الحقّ ويعملون على إبلاغ الحقيقة إلى الناس. ولا يخفى على أحد طبيعة هذه المحاكمات التي تحاكم الضّحيّة بدل الجلاّد والتي لا هدف من ورائها إلاّ ضرب كلّ نفس نضالي وجعل كلّ من قاد وأطّر وغطّى إعلاميّا التحرّكات الاحتجاجيّة لأبناء الحوض المنجمي ووقف إلى جانب مطالبهم العادلة وكلّ من ساهم في تبليغ القضيّة إلى الرأي العامّ، جعلهم "عبرة لمن يعتبر"، إلى جانب التعتيم على التجاوزات الخطيرة التي رافقت المحاكمات من تعذيب أثناء التحقيق ورفض العرض على الفحص الطبي وفبركة محاضر بحث وغيرها من ممارسات سبق لهيئة الدفاع فضحها. وهكذا أكّد الفصل الأخير من مسلسل الأحداث في الحوض المنجمي، فصل المحاكمات وجولتها الاستئنافيّة، مرّة أخرى التمشّي الانغلاقي والاستبدادي للسلطة، كما ألقى على عاتق القوى الحيّة الوطنيّة وخاصّة الإعلام الحرّ مهمّة حسّاسة مزدوجة هي مزيد تحشيد الدعم والتعريف بالقضيّة لرفع المظلمة التي يتعرّض لها أبناء الحوض المنجمي وقادة التحرّكات الاحتجاجيّة إلى جانب الدفاع عن حرّيّة الإعلام التي هي قضيّة القضايا اليوم. (الشباب الديمقراطي التقدّمي بصفاقس) |
السبيل أونلاين - آراء وتحليلات اتركوا لأنفسكم ماء الوجه.. تحدّث قلمي نيابة عنّي ،وعهدته صادقا في القول دائما، فقال: تونس في 28 فيفري 2009 |
تونس..حقوق وحريات منتهكة السبيل أونلاين - تونس حرية وانصاف - تونس في 05 ربيع الأول 1430 الموافق ل 28 فيفري 2009
1) محمد ضيف الله يرزح تحت مظلمة المراقبة الإدارية :
يتعرض سجين الرأي السابق السيد محمد ضيف الله إلى مظلمة كبيرة تتمثل في تعسف أعوان البوليس السياسي بمدينة بنقردان في تطبيق حكم المراقبة الإدارية الصادر ضده كعقوبة تكميلية، فبعد أن كان يتم في السابق اعتقاله لفترات تتراوح بين الأسبوع و العشرة أيام و الخمسة عشر يوما يتم إخضاعه خلالها للبحث و الاستجواب عمد أعوان البوليس السياسي المكلفين بملفه ( و نذكر من بينهم المدعو كمال و المدعو عثمان ) إلى إبقائه في الانتظار حين حضوره بالمركز للإمضاء مدة طويلة تتراوح بين الثلاث و الخمس ساعات و في بعض الأحيان لا يمكنونه من الإمضاء و يطلبون منه الحضور في المساء مما تسبب في تعطيل حياته المهنية و الاجتماعية. و السيد محمد ضيف الله هو سجين ٍرأي سابق قضى بالسجن مدة ثلاثة أعوام من أجل تهم لها علاقة بقانون 10/12/2003 اللادستوري و خرج منه منذ سبعة أشهر و هو الآن يخضع للمضايقات و التجاوزات اليومية بسبب تعسف أعوان البوليس السياسي في تطبيق الحكم التكميلي الصادر عن المحكمة و المتعلق بالمراقبة الادارية مدة خمس سنوات. و قد امتنع السيد محمد ضيف الله عن إعلام المنظمات الحقوقية بما يتعرض له من تعسف و ظلم طيلة كل هذه الفترة خشية تعرضه لردود فعل أشد من قبل أعوان البوليس السياسي ، إلا أنه مع تزايد حدة هذا التعسف و توسع دائرته ليشمل أفراد عائلته حيث تم حرمان شقيقه من حقه المكفول له دستوريا و قانونيا في الحصول على جواز سفر كما تم حجز عدد من الكتب التي تعود لأفراد العائلة و ذلك بعد تفتيش البيت. 2) السيد المهدي خوجة تحت مقصلة المراقبة الإدارية رغم انتهاء مدة الحكم: 3) قافلة '' تحيا فلسطين '' تغادر الأراضي التونسية تحت الزغاريد و الهتافات الشعبية: |
حرية وانصاف..أخبار الحريات في تونس في 04 ربيع الأول 1430 الموافق ل 27 فيفري 2009
1) طلب تعيين جلسة استئناف سجين الرأي الدكتور الصادق شورو: تقدم اليوم الجمعة 27 فيفري 2009 الأستاذ محمد النوري محامي سجين الرأي الدكتور الصادق شورو رئيس حركة النهضة السابق المعتقل حاليا بسجن الناظور بطلب للوكيل العام لدى محكمة الاستئناف لإحالة الملف على المحكمة للنظر في الاستئناف المقدم من قبل منوبه طعنا في الحكم الابتدائي الصادر عن الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس بتاريخ 13/12/2008 في القضية عدد 39848 و القاضي ابتدائيا بسجنه مدة عام نافذ من أجل التهمة الموجهة إليه و المتمثلة في الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها. علما بان الدكتور الصادق شورو قضى بالسجن إلى حد الآن ما يزيد عن الثلاثة أشهر و تم اعتقاله على إثر التصريح الذي أدلى به لكل من قناة الحوار التي تبث من لندن و لموقع إسلام أون لاين. 2) اعتقال السيد عبد المطلب بن مرزوق: تم يوم الخميس 19 فيفري 2009 بمنطقة الشرطة بقابس اعتقال السيد عبد المطلب بن عمر بن محمد بن مرزوق بعد طلبه بالهاتف ، ثم تم نقله إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس العاصمة ، و قد قدمت محاميته الأستاذة راضية النصراوي شكاية لوكالة الجمهورية بتونس تعلمه بتجاوز مدة الاحتفاظ في حق منوبها. و السيد عبد المطلب بن مرزوق أصيل مدينة دوز بولاية قبلي، متزوج و له بنت لم تتجاوز الثلاثة أشهر، يعمل بشركة خاصة لبيع بطاقات الشحن بالجملة.
|
جريدة الحريّـة:زميلة صحفيّـة تشتكي من تعرضها لتحرّش جنسي من قبل مدير الصحيفة السبيل أونلاين - تونس تقدمت زميلة صحفية تعمل بجريدة الحرية بشكوى للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين بتاريخ 2009.2.25، تطرح فيها تعرضها لتحرش جنسي من قبل المدير رئيس تحرير الصحيفة الناطقة باسم التجمع الدستوري الديمقراطي. امضاء : زياد الهاني |
زعيمة "حزب التقدم" النرويجي المتطرف تهاجم المسلمين السبيل أونلاين - أوروبا شبه المسؤول في حزب المحافظين Per-Kristian Foss خطاب زعيمة حزب التقدم المتطرف Siv Jensen بالخطاب الذي مورس ضد اليهود قبيل الحرب العالمية الثانية. ونفى Foss ادعاء Jensen بوجود محاولات لأسلمة النرويج. وكانت هذه الأخيرة قد ألقت خطابا في اللجنة المركزية للحزب اتهمت فيه المسلمين بالعمل سرا على أسلمة المجتمع النرويجي. كما أكدت أنها لن تسمح بدخول غير الغربيين للنرويج في حال وصولها للحكم.
يأتي هذا التطور في إطار الاستعدادات للانتخابات القادمة، حيث ينتظر أن تكون موسما للمزايدة على المسلمين من قبل هذا الحزب، الذي تعود على حصد أصوات الناخبين النرويجيين عبر هذا الأسلوب. وتجدر الإشارة إلى أن Jensen اعتمدت على تقرير صادر عن مجموعة سويدية حول الوجود الإسلامي في مدينة مالمو السويدية، حيث قدم هذا التقرير صورة مخيفة تحدث فيها عن وجود غيتوهات تجبر النساء على لبس الحجاب. في المقابل نفي محافظ مالمو Ilmar Reepalu هذه الادعاءات، وقال بأنها خاطئة 100%. بينما اعتبر Mattias Gardell البروفسور في جامعة أوبسال السويدية بأن التقرير ليس تقريرا علميا، ولا مصداقية له، ويضيف قائلا: وحين تستعمل هذه السياسية التقرير، تؤكد أنها ليست ذات مصداقية. في الوقت ذاته اعتبر عضو المجلس الإسلامي علي أصغر بأن هذا الخطاب مخيف ويذكر بوضع اليهود في أوربا في الثلاثينيات. أما رئيس الوزراء فطالب بلهجة هادئة زعيمة حزب التقدم بالهدوء، لأن كل الأحزاب النرويجية ترى على حد تعبيره بأن على كل القاطنين في النرويج احترام القانون النرويجي، وعدم استعمال الدين لخرق حقوق الإنسان.Aftenposten, Nrk,Dagsavisen إعداد : عبدالسميع النصـري |
صهيوني يتهكم على النرويج وزعيمة متطرفة تدعو الى محاربة الإسلام أستاذ صهيوني يتهكم على الشعب النرويجي
في حوار مع القناة النرويجية الثانية انتقد أستاذ العلوم السياسية الصهيوني Manfred Gerstenfeld النرويج بشدة، بسبب عدائها للسامية على حد تعبيره. واعتبر المعني أن النرويج تعد في نظره أكثر دولة أوربية معاداة للسامية . وأضاف قائلا: "النرويج تصدرت القوى المعادية لإسرائيل، مما يبعث بإشارة واضحة على العداء للسامية". ويأتي هذا التحامل، بمناسبة ترؤس النرويج لمركز Task Force Holocaust في دورته الحالية، وهو الدور الذي يرفض المعني أن تضطلع به النرويج نظرا لموقفها العدائي من إسرائيل. ويعتبر Gerstenfeld بأن النرويجيين شعب بربري وغبي، ولديهم مرض نفسي حين يحاولون الضغط على المجتمع الدولي. واتهم المعني النرويج بأنها لا تملك معارضة،( لتقف ضد الرافضين للحرب على غزة). ومما يستغربه ويعتبره من قبيل العداء للسامية، خروج وزيرة المالية في مظاهرة مناهضة للاعتداء على غزة. ولم يكتف بهذا بل تهكم حتى على العلم في النرويج حيث قال: يكفي أن المساهمة النرويجية في العلوم السياسية لا تزيد عن موضوع بعنوان Quisling. Aftenposten زعيمة حزب التقدم تدعو لمحاربة الإسلام الراديكالي كما ادعت في حديثها لصحيفة "صراع الطبقات" النرويجية، أن عددا كبيرا من الأجانب الفارين من الأنظمة الشمولية، اتصلوا بها وعبروا لها عن خوفهم من أن تنتقم منهم هذه الأنظمة. (تعليق: تلاحظون الخلط العجيب بين الأنظمة، والإسلام الراديكالي، وهي تعني المسلمين بصفة عامة، لأنه لا يوجد إسلام راديكالي في النرويج، عدا بعض الأفراد الذين لا نشاط لهم، ولكن استحقاق الانتخابات اقتضى أن تصنع لها خصما يخافه المجتمع حتى تكسب المزيد من الشعبية) Aftenposten تقرير: عبدالسميع النصري |
العنصرية بالنرويج تتقدم الإستطلاعات وانتفاضة ضد البضائع الأمريكية السبيل أونلاين - أوروبا الناخب النرويجي يكافئ حزب التقدم على أفكاره العنصرية
نشرت صحيفة "أفتن بوسطن" صباح الجمعة 27/02 استطلاعا للرأي أجراه مركز Norstatبشأن شعبية الأحزاب السياسية، على إثر السجالات التي دارت مؤخرا حول إمكانية السماح بالحجاب في الشرطة النرويجية. وقد أفاد الاستطلاع أن الناخب النرويجي أبدى دعمه لمواقف حزب "التقدم" العنصرية، حيث سجلت شعبيته ارتفاعا بنسبة 6,3% لتبلغ بذلك 29,4% ، بينما تراجعت بقية الأحزاب ، وعلى رأسها حزب المحافظين عقابا له على موقفه الرافضة لسياسة هذا الحزب المتطرف. وفي هذا السياق ذكر الخبير في الانتخابات Frank Aarebrot بأن هذا الاستطلاع لا يعني الكثير، لأنه ارتبط بموضوع الحجاب، وفي حال إنهاء هذا الموضوع فإن الوضع سيتغير على حد تعبيره. وبين الخبير النرويجي أن حزب التقدم، يتمعش من سياسة الهجرة واللجوء. Aftenposten الانتفاضة العالمية تهدد المحلات التي تبيع البضائع الأمريكية
أوردت العديد من الصحف الاسكندنافية ومنها النرويجية خبرا مفاده حصول حرائق في عدد من محلات بيع الأطعمة في السويد. تقرير : عبد السميع النصري |
حزب بلجيكي متطرف ينشر كتاب جديد يخوّف من مسلمي أوروبا السبيل أونلاين - أوروبا قام زعيم حزب "فلامز بلانج" اليميني المتطرف فيليب دينتر الإثنين 02 فيفري 2009 ، بتقديم كتابه الذى يحمل عنوان "إن شاء الله" في مدينة أنتويرب البلجيكية ، وحذر مما سماة بـ"أسلمة أوروبا" ، مع تزايد أعداد المسلمين بالدول الأوروبية وزيادة المواليد في صفوفهم ، وطالب بالتصدى للهجرة بحزم . وهاجم البلجيكي المتطرف فيليب دينتر الدين الإسلامي ، وقال أنه "لا يوجد سوى إسلام واحد يدعو للتمييز والعنصرية والقتل" ، وادعى أن الإسلام يضطهد المرأة وأن "القرآن يعطي رخصة بالقتل" ، حسب تعبيره . ويأتى هذا الهجوم العنصري على الإسلام والمسلمين كمؤشر على تزايد ظاهرة "الإسلاموفوبيا " في أوروبا . وكان تحالف "مدن ضد أسلمة أوروبا" قد تشكل العام الماضي في بلجيكا التى تمثل عاصمتها بروكسل ، عاصمة الإتحاد الأوروبي ، وقد احتضن مقر "حزب فلامز بلانج" مؤتمر الإعلان عن تحالف الأحزاب والمنظمات المتطرفة في مختلف الدول الأوروبية لمحاربة الإسلام والتخويف من الأقليات المسلمة . وطالبت تلك الأحزاب والمنظمات المتطرفة بوقف بناء المساجد ومنع الحجاب وتجريم ذبح المواشي على الطريقة الإسلامية ، وعدم إحترام الخصوصية الثقافية للأقليات المسلمة في القارة العجوز . |
النائب الهولندي المتطرف يصل أمريكا ليسىء مجددا للإسلام ظهر النائب الهولندي المتطرف جيريت فيلدرز في الولايات المتحدة الخميس بعد اسبوعين من قرار منعه دخول الأراضي البريطانية لعرض فيلمه "فتنة" المسيء للإسلام ، وهو القرار الذي أثار ردود فعل غاضبة من الحكومة الهولندية التي طلبت من نظيرتها البريطانية سحب القرار والسماح لفيلدرز بالدخول.
ومن المتوقع أن يقوم هذا المتطرف بعرض فيلمه المسيء للإسلام في عدد من المدن الأمريكية ومقابلة عدد من النواب وأعضاء الكونجرس في واشنطن. يذكر أن السيناتور الجمهوري اليميني جون كايل هو من وجه الدعوة لفيلدرز لعرض فيلمه في الولايات المتحدة أمام المشرعين في مقر مجلس النواب الأمريكي بالقرب من الكابيتول. وقال : "غالباً ما يجد أشخاص ممن لديهم الشجاعة لعرض خطر المليشيات الإسلامية أنفسهم عرضة للخطر ومذمومين." ويمثل كايل الولاية الحدودية أريزونا التي تعاني من مشاكل الهجرة السرية القادمة من المكسيك، ولكنه يحذر بدوره من خطر المتطرفين الإسلاميين. ويرى كايل أن شخصا مثل فيلدرز يسهم بفعالية في النقاش الدائر ولا ينبغي كتم صوته. أما السيناتور كيث أليسون عن ولاية مينيسوتا فهو المسلم الوحيد في مجلس الشيوخ في واشنطن. فقد وقع رسالة استنكار ضد السماح بعرض فيلم فتنة في مجلس الشيوخ. وقال النائب الهولندي اليميني المتطرف في تصريحات تليفزيونية إنه إذا كان بمقدور النواب الليبراليين في أوروبا أن يحظروا كتاب "كفاحي" لأدولف هتلر، فإنهم يستطيعون كذلك أن يحظروا القرآن . |
|
الحرب على غزة.. المعركة الحقيقية والنصر المبين السبيل أونلاين - آراء وتحليلات مع انجلاء دخان المدافع الإسرائيلية المعتدية وجحيم قنابلها الفسفورية المحرقة عن سماء غزة العزة والصمود، انجلت أوهام الساسة والعسكريين الصهاينة وأصدقائهم الغربيين وحلفائهم العرب في استئصال حركات المقاومة وعلى رأسها حماس وفرض أمر واقع جديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفي ضرب فكرة المقاومة والتأسيس لمنهج واقعي يحترم المعادلات الإقليمية القائمة وموازين القوى الموجودة والشرعيات المحلية والدولية المفروضة.
"حرب كسر إرادة" أرادتها إسرائيل وجيشت لها الآلاف المؤلفة من الجنود، وجندت لها جل مقدرات الجيش الصهيوني، وضمنت لها تأييد أطراف دولية وعربية عديدة. في البدء كانت الصدمة، وزاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر، وزلزل أصحاب القضية وأنصارها زلزالا شديدا، وظن الجميع من أعداء وأصدقاء أن التنين الصهيوني الذي أطبق بمخالبه الحاقدة وسمومه الفتاكة على غزة ليبتلعها حتما في أيام معدودات. وانقسم العالم قسمين، قسم مصدوم باك متألم، وآخر شامت متشوق لنهاية حاسمة تشفي الغليل. وبدأ "الرصاص المصهور" لرابع جيوش العالم يحطم كل شيء في غزة عدا معنويات وإيمان الفئة القليلة المقاومة التي حافظت على رباطة جأشها وبرودة أعصابها، ويقينها في النصر في ثبات بطولي مؤزر سيظل ملحمة تنهل منها الأجيال القادمة. ظلت الطائرات والمدافع والدبابات والبارجات طيلة ثلاثة أسابيع تساوي دهرا بأكمله، تدك البنايات وتقصف أرواح الأبرياء وتبث الرعب والخراب، غير أن المعركة الحقيقية سرعان ما انتقلت إلى ميدان آخر هو ميدان "الإرادة" حيث تتقارب القوى وتتعادل الموازين خلافا لما عليه الحال في الميدان العسكري بمفهومه المادي واللوجستي. واستحالت المواجهة إلى تصادم إرادات، إرادة تحطيم وتركيع مقابل إرادة ثبات وصمود. انقلاب المعادلة اعتمدت المقاومة خطة معالمها الرئيسية إعاقة تقدم المعتدي والصمود في وجهه عند مداخل الأحياء السكنية، ومواصلة إطلاق الصواريخ بنفس الوتيرة يوميا، لإبراز فشل العدو الذريع في تحقيق أهدافه، والعمل على إحداث بعض الخسائر في صفوفه ضربا لمعنويات جنوده وبثا للوهن والرعب في صفوفهم، وزعزعة للإجماع الداخلي "المرضي" في المجتمع الصهيوني حول مشروعية الحرب وجدواها وإمكانيات نجاحها. لعب الوقت بالتأكيد لصالح المقاومة، حيث كان كل يوم ينضاف إلى يوميات العزة والصمود، يزيد من ثبات المقاومين ويقين المناصرين، ويبث الوهن والفرقة في صفوف المعتدين ويربك حسابات الحلفاء والمتواطئين. ومع تغير المعادلة النفسية الأيام الثلاثة الأخيرة، تغير السلوك الميداني لكل طرف، فاتجه الجيش الغازي في تخبط وتوتر شديدين نحو مربع "الحد الأقصى" من التدمير والتقتيل لانتزاع أي مكسب نوعي يحفظ بعض ماء الوجه ويوهم الداخل والخارج بتحقيق نوع من الانتصار، في حين اتجه المدافعون عن غزة في يقين وثبات وبصيرة نحو مربع "الحد الأدنى" من المقاومة، حد التصدي لتقدم العدو ومواصلة إطلاق الصواريخ، دون القيام بهجمات نوعية وعمليات استشهادية تذكر، في مسعى واضح لحفظ المقدرات وربح الوقت وترك العاصفة الهوجاء تمر دون خسائر كارثية بعدما بدأت تباشير نهاية العدوان تلوح. أما على المستوى السياسي، فقد أدى انقلاب المعادلة النفسية إلى تصدع الجبهة الداخلية المؤيدة للحرب في إسرائيل، وإلى تعالي الأصوات الداعية لإيقافها، كما أدى ذلك أيضا إلى تحسن الموقف التفاوضي لقيادة المقاومة وارتفاع سقف مطالبها وثباتها أمام ضغوط "الوسطاء" المتحالفين موضوعيا مع العدوان، ممن وجدوا أنفسهم بدورهم مضطرين للتأقلم مع الحالة النفسية الجديدة لاعتماد موقف تكتيكي مصعد تجاه العدوان وأكثر مرونة تجاه أهل غزة. محاولات سرقة النصر ووجدت إسرائيل نفسها لأول مرة في تاريخها، مضطرة لأن ترمي بكل ثقلها الإعلامي والسياسي في صراع محموم مع الزمن من أجل "تغليف" تلك الهزيمة النكراء، وتعويضها بإنجازات رمزية وهمية في الميدان الدبلوماسي، علها تخفف من وطأة الأزمة الداخلية المتصاعدة بسبب عدم تحقيق أي من أهداف الحرب المعلنة والخفية. وسرعان ما أدرك حلفاء إسرائيل ومؤيدوها والمتقاطعون في المصالح معها حجم الهزيمة النفسية التي لحقت بها والآثار الإستراتيجية المدمرة لتلك الهزيمة، وفهموا حجم المأزق الذي ألقت بنفسها فيه، فتلقفوا نداء استغاثتها وهبوا لنجدتها، الأميركان باتفاقية أمنية فضفاضة مع حكومة لم يبق من عمرها إلا ساعات معدودة، والأوروبيون بزيارة جماعية ومواقف منحازة وعرض سخي للخدمات الأمنية، ودول "الاعتدال" العربية بالمبادرات المنحازة التي تكافئ العدو المعتدي وتعاقب الأخ الضحية، وبمواصلة الضغط على المقاومة والحرص المتفاني في حرمان حماس من أي غطاء سياسي عربي، والعمل على إطفاء جذوة الغضب الشعبي المتصاعد. ولعل الهدف المشترك لكل تلك المبادرات والمؤامرات والمناورات هو سرقة نصر المقاومة، والحيلولة دون تحويله إلى مكاسب سياسية لحماس وحلفائها تغير المعادلة القائمة في المنطقة. وأهم من ذلك الحيلولة دون انتصار مبدأ المقاومة وغرسه في عقول الأجيال القادمة ووجدانها كسبيل وحيد وأوحد لتحرير الأرض وصد العدوان، وإعادة الحقوق المسلوبة في فلسطين والمنطقة والعالم بأسره. ولن تكون تلك السياسات وما بدأت تعتمده من وسائل ضغط وابتزاز ومناورة أوفر حظا من الجبروت العسكري للإرهاب الصهيوني الذي تحطم على جدار الإرادة الصماء، هذا الجدار الذي لم تزده دماء الشهداء ولوعات المكلومين ودعوات المظلومين إلا صلابة ومتانة وشموخا. معنى المقاومة.. الرابح الأكبر انتصرت فكرة المقاومة في معركة الأفكار والمعاني والخيارات بشهادة الأصدقاء والمحايدين المنصفين وكثير من الأعداء، وإن تباينت التقييمات للنتائج العسكرية للحرب. وترافق هذا الانتصار مع حصول متغيرات جوهرية في الساحتين الفلسطينية والعربية الإسلامية -قد تغير وجه المنطقة تماما السنوات القادمة- أبرزها انتفاضة الوعي التي حصلت في شعوب المنطقة، والتي تدل مؤشرات عديدة على أنها لن تكون مجرد سحابة صيف عابرة. فقد تحركت تلك الشعوب، الغائبة عادة أو قل المغيبة كرها عن الشأن العام، بكثافة ملحوظة طيلة فترة الحرب على كل شبر من جغرافيا الأمة لمساندة المقاومة، مبدعة أشكالا خلاقة وغير مسبوقة من النضال، ومتعالية عن خلافاتها الأيديولوجية وفوارقها الحزبية. وقد أسست تلك التعبئة النوعية لحالة نضالية لا تزال مستمرة حتى بعد الحرب بما ييسر استثمارها مستقبلا في قضايا قـُطرية وقومية عادلة، سياسية كانت أم اجتماعية، مادامت ملتصقة بخيار المقاومة. - تجذير حالة القطيعة بين تلك الشعوب وحكامها المتلبسين بالتآمر على المقاومة، مما ينذر بحدوث انتفاضات تبشر بتغيير الأوضاع، لا يمنع اندلاعها الآن إلا قمع بوليسي شديد ومدد أجنبي مآلهما حتما إلى زوال. - حدوث فرز حقيقي في صفوف النخبة السياسية والفكرية والإعلامية في المنطقة، لا على قاعدة الدين والمذهب والعرق بل على أساس الموقف من المقاومة. وتجاوز هذا الفرز النخب ليطال الدول ويقسم الرسمية العربية إلى محورين، محور "دعم المقاومة" ومحور "الواقعية والاعتدال". كما تخطى المنطقة العربية ليبلغ مداه قوى إقليمية ودولية مؤثرة ويعيد خلط الأوراق بشكل فاجأ الكثيرين. إذ وجدت إسرائيل نفسها بين عشية وضحاها رغم جريمتها النكراء واعتدائها الآثم، ركنا أساسا من أركان محور "الاعتدال" في نفس الخندق مع أقطاب الرسمية العربية وتوابعها بدعم من الغرب الرسمي دون استثناء. هذا، في حين آثر أحفاد الخلافة العثمانية، الطامحون لاستعادة دور إقليمي مشروع، التخندق في موقع أقرب لتيار المقاومة الذي تقوده سوريا وإيران وتدعمه الدول المتحررة من الهيمنة الصهيو أميركية في العالم، وعلى رأسها فنزويلا شافيز، ويتعاطف معه جزء متزايد من المجتمعات المدنية الغربية. نصر مؤكد ولو كره الكارهون والحال أن تلك المعايير لا تنطبق البتة على حركات التحرير والمقاومة، وأن المعيار الحقيقي يتمثل في مدى تحقيق الأهداف المرسومة للحرب على أرض الواقع، وحالة الوضع النفسي الذي خلفته في نفوس طرفي المواجهة، والآثار الإستراتيجية متوسطة وطويلة المدى لتلك الحرب. وبمقياس هذه المعايير مجتمعة فإن نصر المقاومة قد تحقق، عظيما ومؤزرا، بما لا شك فيه إلا لدى أهل الجحود والنفاق الذين لا يفرحون إلا لمصائب الأمة وأتراحها. فأي نصر أعظم وأجلى من أن تضع أكبر قوة إقليمية كل مقدراتها وطاقاتها، مسنودة في ذلك بدعم غربي وغطاء عربي لتنتزع من مجموعة محاصرة ومحدودة عددا وعتادا، الاعتراف بمجرد حقها في الوجود.. وتفشل في تحقيق ذلك! عماد الدايمي : كاتب تونسي/ الجزيرة |
بريد الموقع: in...@assabilonline.net عنوان الموقع: www.assabilonline.net
بريد المراسلة: assabilo...@yahoo.fr والله الهادي إلى سواء السبيل |