assabilonline.net - mourasala_108

4 views
Skip to first unread message

assabilo...@yahoo.fr

unread,
Apr 26, 2009, 5:25:13 PM4/26/09
to assabil...@googlegroups.com

مراسلة موقع السبيل أونلاين: نشرية إعلامية تحتوي على مختارات من جديد الموقع

العـ108ــدد 26 أبريل 2009 الموافق لــ 30 ربيع الثاني 1430 هــ

بسم الله الرحمن الرحيم
  1. الانتقائيــــة فــــي الاقتـــداء - لبنى شرف - الأردن

  2. من أجل التأسيس لنصرة غزة - هل ستأخذ محرقة غزة طريق العدل والإنصاف؟ - محمد شمام

  3. الإنسان العربي ومجتمع الخوف - احمد النعيمي

  4. عام سجن إضافي للدكتور الصادق شورو الزعيم السابق للنهضة - السبيل أونلاين

  5. أسماء.. أول مسلمة محجبة في مجلس بلدي في الدنمارك - صحف

  6. جامايكا..في طريقها إلي الإسلام - حسن شعيب - الإسلام اليوم

  7. التقارير:

  • حماس:خيوط مؤامرة تحيكها أجهزة عباس لإفشال الحوار

  • مؤسسات سويدية تشارك في قافلة "الأمل" الأوروبية

  • مدينة بريطانية تشارك بأربع شاحنات في قافلة"الأمل"دعماً لغزة

  • حملة بوليسية واسعة على المحجبات بمدينة منزل تميم

  • حقوقيون ينددون بمضايقة الشباب المتدين في تونس

  • فرنسا تصطف إلى جانب دكتاتوريات الجنوب بلا مواربة - وكالات

  • باريس تركز على التعاون الإقتصادي والأمني مع تونس - وكالات

  • جمعية حقوقية تنبه إلى خطورة حالة أحد السجناء

  • عائلة العربي العبيدي تجهل مصير إبنها بعد اعتقاله

  • تجديد الهياكل النقابية الجهوية :فرحة أخرى في سوسة

  • اضراب شامل في قطاع البريد التونسي

  • ندوة صحفية حول مسألة الرقابة الدولية في الإنتخابات التونسية القادمة - زهير مخلوف

  • حرية وإنصاف - أخبار الحريات في تونس

  • أخبار نقابية عن "المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية"

  • تونس..اعتداء..منع ومضايقة

  • مصر بعد مبارك: الليبرالية والإسلام والديمقراطية في العالم العربي - تقرير واشنطن - العدد 207

  • مسلمو أمريكا تحت الحصار- آمي جودمان/ ترجمة الإسلام اليوم

  1. مقالات:

  • الثعلب الحنــون - فتحي العابد

  • قراءة في كتاب “حفريات في ذاكرة الزمن” للطاهر العبيدي - حسن الطرابلسي

  • سقوط الإسلاموية - الجزء الرابع

  • الخطاب الإسلامي في الغرب ومناطق الظل - خـالد الطـراولي

الانتقائيــــة فــــي الاقتـــداء!!
السبيل أونلاين - آراء وتحليلات

إن من يقرأ سيرة النبي المصطفى –عليه أزكى الصلاة وأتم التسليم-، ويرى ما كان عليه من هدي قويم وخلق نبيل، ويرى الرحمة التي أودعها الله في قلبه تجاه أمته، يحبه حباً عظيماً، ويتمنى لو يوفق إلى الاقتداء به في كل صغيرة وكبيرة. قال تعالى:ï´¿ فَبِما رَحمَةٍ مِّنَ اللهِ لِنتَ لَهُمْ ولو كنتَ فَظّاً غَليظَ القلبِ لانفَضّوا مِن حَوْلِكَ..ï´¾..{آل عمران:159}. يقول سيد قطب:(( فهي رحمة الله التي نالته ونالتهم، فجعلته –صلى الله عليه وسلم– رحيماً بهم، ليناً معهم، ولو كان فظاً غليظ القلب ما تألفت حوله القلوب، ولا تجمعت حوله المشاعر، فالناس في حاجة إلى كنف رحيم، وإلى رعاية فائقة، وإلى بشاشة سمحة، وإلى ود يسعهم، وحلم لا يضيق بجهلهم وضعفهم ونقصهم.. في حاجة إلى قلب كبير يعطيهم ولا يحتاج منهم إلى عطاء، ويحمل همومهم ولا يعنيهم بهمه، ويجدون عنده دائماً الاهتمام والرعاية والعطف والسماحة والود والرضاء.. وهكذا كان قلب رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، وهكذا كانت حياته مع الناس، ما غضب لنفسه قط، ولا ضاق صدره بضعفهم البشري، ولا احتجز لنفسه شيئاً من أعراض هذه الحياة، بل أعطاهم كل ما ملكت يداه في سماحة ندية، ووسعهم حلمه وبره وعطفه ووده الكريم، وما من واحد منهم عاشره أو رآه إلا امتلأ قلبه بحبه، نتيجة لما أفاض عليه –صلى الله عليه وسلم– من نفسه الكبيرة الرحيبة، وكان هذا كله رحمة من الله به وبأمته..)).

 
 

ولكن من الملاحظ أن بعضاً من المسلمين يقومون بأفعال يقولون بأنهم يقتدون فيها بالنبي-عليه وآله الصلاة والسلام-، ويقولون بأنها سنة، ولكن في حقيقة الأمر هم ما يقومون بهذه الأفعال إلا لهوى أو رغبة في نفوسهم، كالذي يرغب في التعدد مثلاً، ويقول أنه يقتدي في ذلك بالنبي –عليه وآله الصلاة والسلام-، فهو له أن يعدد إن اتقى الله في زوجاته وفي بيوته كلها، ولكن.. هل حقاً هو يريد أن يعدد اقتداءً بالرسول –عليه وآله الصلاة والسلام-، أم لحاجة ورغبة في نفسه؟! ثم هل هو حريص كذلك على الاقتداء به –عليه وآله الصلاة والسلام– في حسن معاشرته لزوجاته كحرصه على التعدد؟!!.

أتاني بالنصائح بعض ناس وقالوا أنت مقدام سياسـي
تزوج باثنتين ولا تبالي فنحن أولو التجارب والمراس
فقلت لهم معاذ الله إني أخاف من اعتلالي وارتكاسـي
فصاحوا سنة المختار تُنسى وتُمحى أين أرباب الحماس؟
فقلت أضعتم سنناً عظاماً وبعض الواجبات بلا احتراس
لماذا سنة التعداد كنتم لها تسعون في عزم وبـــاس
وشرع الله في روحي وقلبي وسنة سيدي منها اقتباسي
إذا احتاج الفتى لزواج أخرى فذاك له بلا أدنى التباس
ولكن الزواج له شروط وعدل الزوج مشروط أساسي

وهناك من يقتدي بالنبي –عليه وآله الصلاة والسلام– ولكن في بعض الجزئيات التي لا يتعدى أثرها صاحبها، كالاقتداء به –عليه وآله الصلاة والسلام– في الأمور المتعلقة باللباس مثلاً، واللحية والشعر والسواك وما شابه، فهذه الأمور لن يتأثر بها غيره إن فعلها هو أو إن لم يفعلها، ولكنه إن عطس ولم يضع شيئاً على فمه –كما كان يفعل عليه وآله الصلاة والسلام-، فسوف يتأذى ويتقزز منه الناس، وكذلك إن كان فظاً في معاملته، فسينفر من معاملته الناس. فلماذا لا يقتدي بالنبي –عليه وآله الصلاة والسلام– في مثل هذه الأمور كاقتدائه به في تلك الأمور، ألأنها شاقة على نفسه، أما قضايا اللباس واللحية والسواك.. فهي سهلة التطبيق، أم ماذا يا ترى هي الأسباب؟!!.

أو كالذي يتشدد في "المسبحة" ويقول أنها بدعة –بحسب فهمه-، ولكنه في المقابل لا يتحرى الدقة في مواعيده، أو ربما يخلفها!!. وكذلك التي تحرص على الاقتداء بالنبي –عليه وآله الصلاة والسلام– في صلاته وفي صيامه، ولكنها لا تتورع عن الغيبة!!.

فلماذا هذه الانتقائية في الاقتداء؟ فكل ما كان يفعله النبي –عليه وآله الصلاة والسلام– طيب وحسن، ويُخشى أن الاهتمام بمثل هذه الجزئيات التي ذكرت وإهمال القضايا المتعلقة بالتعاملات وحقوق العباد، أن يصد الناس أو أن يفتنهم عن دينهم، فالأمر يحتاج إلى إعادة نظر، وإلى وقفة مع النفس.

اللهم يا واهب الإنسان أسباب الهدى، ويا من بحمد العالمين تفردا، كللنا بعنايتك طول المدى، واجعل لنا الجنة موعدا، نرافق فيها الحبيب محمدا، واسقنا بيده الشريفة ماءً سلسبيلاً طيبا...آمين، والحمد لله رب العالمين.

كتبته / لبنى شرف - الأردن


السبيل أونلاين – آراء وتحليلات

من أجل التأسيس لنصرة غزة

القسم الأول : أحداث غزة في المدى المباشر والقريب

الموضوع الأول : هل أحداث غزة محرقة أم صمود ومقاومة؟

الحلقة الرابعة : هل ستأخذ محرقة غزة طريق العدل والإنصاف؟

أحداث غزة - كما عايشناها وعايشها العالم - كان مبدؤها محرقة ، وكذلك استمرت إلى أن توقفت الحرب . كانت محرقة شهدها الجمهور ، وشهد محاولة تزييف حقائقها من المعسكر الصهيوني وأوليائهم ، كما شهد الخذلان والقعود من الجهات الرسمية خاصة العربية ؛ فهل ستأخذ هذه المحرقة طريق العدل والإنصاف؟

 
 

لقد رأينا في الحلقة الأولى أن هذه الأحداث كانت محرقة ، وفي الثانية أنها كانت جريمة مشهودة ، وفي الثالثة أنها كانت أشبه بمحرقة أصحاب الأخدود ، وكذلك مطلوب أن نتحدث عنها . وأما الحلقة الرابعة هذه ، فستتناول السؤال الذي طرحناه آنفا وهو: هل ستأخذ هذه المحرقة طريق العدل والإنصاف؟ وذلك في الفقرات التالية :

 
1. مؤشرات الانحدار الصهيوني
2. أن الحرب على غزة جمعت كل أنواع الجرائم في القانون الدولي ومن الضروري توثيقها

3. لقد علت أصوات بما ينبغي رافعة الحصانة عن المس بإسرائيل اتهاماً أو محاسبة
4. العرب والمسلمون وأحرارُ العالم ينتظرون محاكمة مجرمي الحرب
5. تفلت بطمس معالم الجريمة وتحريف الحقائق وقلبها
6. مؤتمر لإعمارغزة ام لتبرئة ذمة اسرائيل؟
7. المحكمة الجنائية الدولية تخون الأمانة وتغتال غزة
8. سياسة التيئيس للتثبيط والقعود عن الجهاد من أجل العدل
9. خاتمة

(1) مؤشرات الانحدار الصهيوني :

خاض الكيان الصهيوني الحرب، وعاث في غزة فسادا، لكنه لم يقرأ مآلات ما ابتكره عقله المفتون بالدعم الأمريكي والأوروبي لكل ما ارتكبه من جرائم . لم يدرك المعتدي أن العالم بدأ يتغير وأن دوام الحال من المحال. واليوم وبعد إعلان الجانب الإسرائيلي لوقف إطلاق النار، فقد تعالت الأصوات المنادية بالتحقيق في جرائم الحرب التي ارتكبتها القوات المعتدية في غزة.

من جملة الصور النمطية التي عودنا عليها الإعلام الصهيوني أن الصهاينة هم من يركضون وراء مجرمي الحرب ويخطفوهم أيا كان المكان الذي يختبئون فيه ، ثم يضعون حبل المشنقة في أعناقهم كما فعلوا مع أيخمان الجلاد النازي.... كل هذا وهم يزعمون أنهم المدافعون عن الخير والعدل.

لا أحد كان يتصور أنه سيأتي يوم تتجنّد فيه 350 جمعية حقوق إنسان من كل العالم لتدين بكل قوة قادة الكيان الصهيوني ، وأنها ستطالب بتقديمهم لمحكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب ، لأن جرائمهم وبربريتهم التي شهدها العالم أجمع أثارت "الضمير العالمي".

لولا آلاف الضحايا والتبعات النفسية الهائلة التي سيحملها أطفال غزة سنينا طويلة والخراب العام، لجاز لنا أن نقول لهؤلاء الذين قادوا الحرب على غزة شكرا فقد خدمتم قضيتنا كما لم نكن نحلم يوما أن يخدمها حليف أو صديق فما بالك بعدوّ.

(2) أن الحرب على غزة جمعت كل أنواع الجرائم في القانون الدولي ومن الضروري توثيقها :

يبدو أن إعلان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي عقب حرب غزة عن الإنجاز الذي حققته بلاده في هذه الحرب، لا يعني أي من الأهداف التي سبق أن صرحوا بها ، وإنما يعني مقدرة بلاده على ارتكاب جميع أنواع الجرائم في القانون الدولي بجدارة !

لقد جمعت الحرب الإسرائيلية على غزة كل أنواع الجرائم في القانون الدولي والتي صنفتها المحكمة الجنائية الدولية إلى : جرائم إبادة، وجرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجريمة العدوان.

قال رافع بن عاشور الخبير القانوني والسياسي والدولي أن هناك قدر من الإجماع بين الخبراء القانونيين والمجتمع المدني العربي والعالمي على أن ما تورطت فيه إسرائيل في قطاع غزة تنطبق عليه جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية.

وتابع إنها جرائم حرب وجريمة اعتداء على شعب أعزل، إلى جانب جرائم أخرى من بينها استخدام أسلحة خطيرة جدا ومحظورة دوليا مثل الأسلحة الفسفورية.

وأضاف أن النصوص والمواد القانونية التي تدين إسرائيل كثيرة، من أبرزها المادة 146 من اتفاقية جنيف الرابعة حول حماية المدنيين زمن الحرب .

وتحدث الأشعل الخبير المصري القانوني الدولي عن نوعين من الجرائم ارتكبتها إسرائيل: الأول عرفه القانون الدولي في أربعة نقاط وهي الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والعدوان، أما الثاني لم يعرفه القانون الإنساني ويتمثل في محاصرة 1.5 مليون إنسان وأخذ تفويض دولي وعربي بإطلاق النار عليهم جميعا وفي وقت واحد.

إن الجريمة في غزة ترتقي بحسب مواثيق الأمم المتحدة إلى جريمة حرب لم تشهد لها البشرية في العصور المتأخرة نظيرا بعد صاعقة هيروشيما وناكازاكي في اليابان ، وترتقي إلى حرب إبادة عرقية بالحملة النارية الهمجية البربرية المتواصلة جوا وبحرا وبرا على مدى 17 يوما ، بل هي كما رأينا في الحلقات السابقة لا تختلف عن محرقة الهولوكوست النازية حسب الذهنية الغربية ، وعن محرقة أصحاب الأخدود حسب الذهنية الإسلامية.

وفي مثل هذه الجرائم لا يخفى عليكم أهمية الثلاث التالية :

1. التوثيق لها بالصوت والصورة ،
2. وأيضا أهمية التوثيق لها قضائيا في سجلات القضاء الدولي ( محكمة الجنايات الدولية ) من لدن الضحايا أنفسهم وأوليائهم ، ومن رجال القضاء والقانون والمحاماة ، ومن جمهور العرب والمسلمين والأحرار في العالم ..
3. الجهاد من أجل إقرار العدل ، والصبر طويلا على ذلك ، حتى يأذن الله سبحانه وتتغير موازين القوى ، فتفتح تلك السجلات كما فتحت سجلات القيادة الصربية ن بعد أن ظنت البشرية أن الجريمة هناك طوتها التحولات الدولية ..

(3) لقد علت أصوات بما ينبغي رافعة الحصانة عن المس بإسرائيل اتهاماً أو محاسبة :

أمام مثل هذه الجرائم وخاصة في دافوس رفع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الحصانة عن المس بإسرائيل اتهاماً أو محاسبة، فوجه كلاماً واضحا وقويا للرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز حين حاول تبرير عدوانه الوحشي على غزة.

"لست زعيم قبيلة...انا رئيس وزراء تركيا وقد قمت بما كان يتعين علي القيام به"... بهذه الكلمات الغاضبة خاطب رجب طيب اردوغان حشود الصحافيين الذين تجمعوا حوله وهو يعلن انسحابه من مؤتمر "دافوس" احتجاجا على مصادرة حقه في الرد على الادعاءات المطولة للرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز في تبريره للعدوان الاسرائيلي على غزة .

ومثل هذه المواقف هي التي تطلعت اليها وانتظرتها الاوساط الشعبية العربية منذ اللحظات الاولى لانطلاق العدوان على غزة في مختلف العواصم العربية ولكنها فوجئت بها تاتي من كاراكاس وليما وانقرة ثم مدريد واوسلو...

انتفض رجب طيب اردوغان ليعلن في موقف نادر مقاطعته اشغال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس موجها اصابع الاتهام الى الرئيس الاسرائيلي ، ومرددا بلهجة لم يسبقه اليها احد من المسؤولين العرب " اعلم كيف تقتلون الاطفال والنساء على الشواطئ"...

كان مثل هذا الموقف أول مبادرة لرفع الحصانة عن الدولة العبرية التي بدت لعقود في منأى عن المحاسبة أو الانتقاد، مبادرة شجعت المؤسسات والمجتمعات على المطالبة بمحاكمة إسرائيل بتهمة جرائم حرب .

وقبل ساعات فقط على هذه الحادثة كان القاضي الاسباني فرناندو اندرو يعلن بدوره موافقة القضاء الاسباني على فتح تحقيق بشان ستة من المسؤولين العسكريين الاسرائيليين بينهم وزير الحرب الاسرائيلي الاسبق بنيامين بن اليعازر بشان التورط في ارتكاب جرائم حرب خلال قصف غزة سنة 2002.

وقد كشفت حالة الهستيريا في صفوف المسؤولين السياسيين والعسكريين الاسرائيليين التي احدثتها الدعوى الاسبانية مدى حساسية الاسرائيليين ازاء هذه المسالة.

ولعله من المفيد التذكير في هذه المرحلة بان في تلك التحركات والمواقف المسجلة من النرويج الى تركيا واسبانيا ما يعد خطوة مهمة لا يستهان بها مستقبلا في ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين ولكنها خطوة سوف تحتاج الى خطوات اخرى اكثر اصرارا وجراة وحزما من جانب عديد المنظمات والهيئات الانسانية والحقوقية الدولية والاقليمية والوطنية.

(4) العرب والمسلمون وأحرارُ العالم ينتظرون محاكمة مجرمي الحرب :

كانت مشاعرُ العرب والمسلمين وأحرارُ العالم متفائلة تنتظرُ نبأ متعلقا بمحاكمة مجرمي الحرب على غزة... إذ لا حاجة لشهود ولا لمترجمين ... الجرائمُ شاهدة ٌوبليغة ُالتعبير ... كل العالم شاهدٌ على الموت النازل بالألوان وعلى شلالات النار...

لقد انتهت كل الاعتداءات الاسرائيلية السابقة - رغم أنها صاحبتها عمليات ابادة وجرائم حرب - ببيانات وقرارات تصدرها الجمعية العامة للامم المتحدة أو مجلس الامن إلا أنها تبقى حبرا على ورق.. فهل سيختلف الأمر هذه المرة وقد كانت الجريمة أبشع وكانت المشاهد المنقولة مباشرة أوقع ؟

رجال الفكر والقانون والسياسة المستقلين من كل أنحاء العالم ، وعشرات المنظمات الدولية والحكومات المؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية وبالمساواة بين جميع الناس ، اتفقت كلها على أن تقع محاسبة الذين تلطخت أيديهم بدماء أطفال غزة وسمحوا باستعمال أسلحة محرمة وأعطوا الاوامر بتجميع المدنيين بالمئات وقصفهم بالطائرات في محرقة لا مثيل لها في العصر الحديث سوى ما حصل لليهود أنفسهم في الحرب العالمية الثانية أو للكمبوديين على أيدي الخمير الحمر، أو ما حصل في البوسنة والهرسك على أيدي الصرب..

تبدو الحملة على جانب كبير من التنظيم والحيوية والجدية والاصرار على تحقيق أهدافها ، وقد توصل رجال القانون المشاركين فيها إلى تحديد التهم وعناصر الادانة وقائمة المتهمين الذين يأتي في مقدمتهم: ايهود أولمرت وتسيبي ليفني وايهود باراك وشمعون بيريز وقادة الجيش والعسكريين المحددين برتبهم وأسمائهم والجرائم المنسوبة اليهم..

ولا يخشى القائمون على الحملة رد فعل إسرائيل أو تحرك لوبياتها المؤثرة وعملائها والمتعاطفين معها والذين يخدمون ركابها لانهم على يقين من ثبوت التهم ومن صحة اجراءات التتبع ولانهم شاعرون أكثر من أي وقت مضى بأن الوقت قد حان لكي تأخذ اسرائيل نصيبها من التأديب وأن يقع ردعها وايقاظها من أحلامها الزائفة وحتى تدرك أن العالم لا يمكن أن يتغاضى طويلا عن خرقها للقوانين والاعراف الدولية والمبادئ الانسانية وأن يبقى مكتوف الايدي ازاء ما تمثله من خطر على السلم والامن الدوليين وازاء عربدتها التي الحقت الاهانة بالمجموعة الدولية بدون استثناء.

(5) تفلت بطمس معالم الجريمة وتحريف الحقائق وقلبها :

إن تل أبيب لم تقرأ حسابا لهذه الحملة الدولية المصرّة على محاكمة قادتها السياسيين والعسكريين بتهمة ارتكاب جرائم حرب ، مما دعاها إلى أن تحذر عددا من مسؤوليها بضرورة إبلاغ الجيش عن خطط سفرهم للتدقيق والمراجعة. وقال المحامي الإسرائيلي أفيغدور فيلدمان لصحيفة إسرائيلية إن الأمر سيطال آلاف الضباط، ، وأضاف "أنصح كل عسكري يفكر في السفر إلى المملكة المتحدة أن يعيد النظر في ذلك".

لقد وجدت إسرائيل نفسها أمام الأدلة القاطعة والاحتجاج الدولي مضطرة في خصوص نفيها لاستخدام الأسلحة المحظورة للمراوغة بمثل قول: "نعم تم استخدام الفوسفور، ولكن ليس بطريقة غير قانونية"، وقول:"بعض الممارسات قد تكون غير قانونية، ولكننا نمضي فيها".

فهل سيمثل هذا درسا لاسرائيل ؟ وهل ستدرك أن الجرائم ضد الانسانية وحروب الابادة ستظل وصمة عار عالقة بهم على مر التاريخ..

لعلها المرة الأولى التي يحس فيها الكيان الاسرائيل أنه في مأزق قانوني دولي ، خصوصا أن "عدد المنظمات والأفراد الذين أضحوا يطالبون بإجراء تحقيق مستقل في جرائم الحرب المرتكبة غير مسبوق" كما تؤكد الكاتبة فيليس بينيس، Phyllis Bennis ، من معهد دراسات السياسة بواشنطن، The Insitute for Policy Studies in Washington، في مقابلتها مع وكالة انتر بريس سيرفس، Inter Press Service ، موضحة "أن المطالبة بإجراء مثل هذه التحقيق، صدرت عن مسؤولين كبار في الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي، ومنظمات حقوق الإنسان العاملة في المنطقة"(4). فقد تنادت منظمات وهيئات وجمعيات حقوقية ومعنية بالشأن القضائي لجمع الحجج وتوثيق المشاهد والصور والشهادات من أجل إقامة دعاوي قضائية أمام محاكم دولية مختصة انتصارا لضحايا مجازر غزة ومقاضاة لمجرمي الحرب الصهاينة.

كل هذا أذكى و لا يزال نار الحرب ، عبر وسائل الإعلام من جهة وداخل أروقة صنع القرار والهيئات القضائية الدولية من جهة أخرى ، حتى جندت مراكز البحث الإستراتيجي الأمريكية الضالعة في"صناعة" و"قولبة" الوعي السياسي لدى صانع القرار الأمريكي . لقد دافعت وبررت دراسة أنتوني كوردسمان بشكل مفضوح وصفيق ، وبعيدا عن أي علمية وموضوعية ، جرائم إسرائيل .

ومن ثمرات هذه الحرب مسارعة دول الإتحاد الأوروبي أمام ضغط اللوبي الصهيوني وعملائه، الواحدة تلو الأخرى، بدءا من بلجيكا فإسبانيا إلى تعديل قوانينها الجنائية حتى لا تسمح لمحاكمها الوطنية بإصدار مذكرات توقيف بحق مجرمي الحرب الصهاينة .

(6) مؤتمر لاعمارغزة ام لتبرئة ذمة اسرائيل؟

ومن ثمرات هذه الحرب أيضا هذا الحديث على إعادة إعمار غزة ، مع التغاضي تماما عن كل الجرائم والانتهاكات وكأن الحضور يتبرعون لمنكوبي زلزال أو إعصار !!

كتبت آسيا العتروس الصحافية التونسي : بامكان اسرائيل ان تهدم وتخرب وتدمر وتقتل ما شاءت دون حساب او عقاب وبامكان الآلة العسكرية الاسرائيلية ان تعود لحصد الابرياء وان تضاعف قائمة الايتام والارامل واصحاب الاعاقات الدائمة متى شاءت طالما ان المجتمع الدولي مستعد لتحمل تبعات جرائمها واعفائها من كل التتبعات بل وتوفير التغطية المطلوبة على انتهاكاتها ومغامراتها العسكرية وايجاد كل التبريرات لها... تلك هي الرسالة الاولى التي يمكن للملاحظ الخروح بها في اعقاب مؤتمر شرم الشيخ لاعمارغزة بعد يوم من الاجتماعات والبيانات والخطابات والدعوات...

ولا شك ان السلطات العسكرية والسياسية الاسرائيلية قد تلقت تلك الرسالة بكثير من الارتياح وهي تستمتع بمتابعة اشغال المؤتمر الذي يبدو انه اختار الا يزعج راحة الاسرائيليين ، واخذ على عاتقه الا يذكرهم بحجم مسؤولياتهم ازاء ما آل اليه المشهد في قطاع غزة . ولايختلف عن سلوك تلك الوفود من المسؤولين الغربيين المتوافدين على القطاع وتصريحاتهم المتطابقة واصرارهم على تجنب ادانة السياسة الاسرائيلية او تحميلها ادنى مسؤولية سياسية او اخلاقية او قانونية ازاء الجريمة المرتكبة .

(7) المحكمة الجنائية الدولية تخون الأمانة وتغتال غزة:

رغم تلقي المدعي العام لمحكمة جرائم الحرب الدولية ما لا يقل عن 350 شكوى موثقة بالصور والفيديو، بالإضافة إلى شهود يمثلون منظمات حقوق الإنسان الدولية، استمرت المحكمة في الإصرار على (ادعائها) أنها لا تمتلك سلطة إصدار مذكرات توقيف بحق المتهمين . ورغم ذلك يُصرشهود العالم على الجرائم على ضرورة اعتقال مرتكبيها .

لقد كان محبي الحق والعدل في العالم أجمع ينتظرون من المدعي العام أن يصدر قراراً بجلب العسكريين والسياسيين الإسرائيليين الذين ارتكبوا الجرائم ، ولكن شيئا من ذلك لم يحدث ، لماذا؟

يجيب المفكر منير شفيق على ذلك فيقول:

كانت هنالك على المستوى العالمي عموما رغبة في تشكيل محكمة دولية، تُعنى بقضايا جرائم الحرب وجرائم الإبادة البشرية وما شابه، ولكن صحب تلك الرغبة منذ البداية التشديد على ضرورة إبعاد المدعي العام للمحكمة، وإبعاد المحكمة عن التسييس والازدواجية والوقوع تحت الهيمنة الأميركية-الأوروبية-الصهيونية.

ولكن هذا التشديد حدث نقيضه تماما، كما أثبتت الوقائع والتجربة العملية. فأميركا والكيان الصهيوني امتنعا عن التوقيع على اتفاقية المحكمة تجنبا لأي احتمال في توجيه تهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة لقواتهما المسلحة. وقد غرقت أميركا في حروب العدوان والاحتلال في عدد من البلدان، فيما الكيان الصهيوني قام وعاش ولم يزل يقوم ويعيش على ارتكاب جرائم حرب وإبادة عنصرية (الاقتلاع والتهجير والعقوبات الجماعية).

على أنهما، وفي الآن نفسه، عمدا إلى التحكم في اختيار المدعي العام وأغلب قضاة المحكمة، ناهيك عن الطاقم البيروقراطي لجهاز المدعي العام. وبهذا يكونان (أميركا والكيان الصهيوني) قد كسبا «الحسنيين»، فمن جهة هربا من خطر أو احتمال مد يد المحكمة لأي فرد من قواتهما المسلحة حتى لو ارتكب الجرائم جهارا نهارا، وبالصورة والصوت، وعشرات الأدلة والبراهين؛ وضمنا من جهة أخرى أن يصبح المدعي العام والغرفة الأولى من المحكمة رهن إشارتهما في تسييس المحكمة وتحريك القضايا التي يحددانها ولو بازدواجية فاضحة صارخة.

ويعلق أحدهم غاضبا على مثل هذا الظلم والطغيان فيقول :

"ألا لعنة الله على النفاق الأوربي وازدواج معاييره؛ فمجرمو الحرب والسفاحون الحقيقيون أحرار، وليس لدى المحكمة الدولية الموقرة أي نية لجعلهم يمْثُلُون أمام العدالة. ألا لعنة الله على استغلال العدالة لتحقيق المآرب السياسية؛ فالمحكمة الدولية تُستخدم كوسيلة تهديد لابتزاز واختلاس الدول الأقل حظًا؛ لإعاقة تقدمها وسلب ونهب مواردها.”

(8) سياسة التيئيس للتثبيط والقعود عن الجهاد من أجل العدل:

لقد عملت إسرائيل والقوى الصهيونية على التكريس في الأذهان أن الشرعية الدولية ومقتضيات الامتثال لها غير واردة بالنسبة الى اسرائيل، وان املاء الشروط هو حق مطلق لها . لقد انتزعت ضمانات من الادارات الاميركية المتعاقبة لنقض اي قرار ادانة او عقاب او اي كلفة قد يفكر بها اي نظام عربي او أي جهة أخرى .

وعملوا على أن يكرسوا أيضا أن أي اتجاه عربي نحو التعامل مع اسرائيل يجب ان يأخذ في الاعتبار هذه "البديهية" ، واذا خطر لاي نظام او حكم عربي ان يلجأ الى الامم المتحدة فإن كل قراراتها ومعها ادانة المنظمات الدولية والانسانية، هي محاولات عبثية .

ولعل مثل هذا الاستكبار في السلوك، واللجوء الى التكذيب الكثيف للحقائق المثبتة ، وصفاقة الابتزاز الذي تلجأ اليه اجهزة الاعلام والديبلوماسية الاسرائيلية بتصنيف كل ناقد او معارض – او حتى معترض – على سلوك اسرائيل وخرقها المستمر للقوانين والقرارات الدولية، هو ما دفع رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان على ان يرد في دافوس على التقرير الفاضح الذي اراد شيمون بيريس تسويقه .

فهل يعني هذا أن نقول لا داعي لمتابعة مجرمي الحرب الإسرائيليين أمام المحكمة الجنائية الدولية ؟

طبعا لا، وإنما يعني تكثيف العمل من أجل مثولهم هو المطلوب أكثر من أي وقت مضى . وليس هذا من باب السعي للانتقام من حفنة أشخاص سيعيشون من هنا فصاعدا بهاجس الملاحقة ، وربما - إن كان لهم ضمير- ببعض كوابيس عن أطفال مَزّقت أجسادهم قنابلهم الذكية ، ونساء حرق الفوسفور الأبيض أجسادهن .

لا شك أن هناك عملا جبارا ينتظر أجيالا من المدافعين عن قيم العدل والسلام لإقرار عدالة دولية .

(9) خاتمة :

وحتى يتحقق ذلك قد نعيش غصصا بعد غصة اليوم ، ولعل لنا في أطفال غزة عزاء وأسوة في ذلك ، بل لعل ليس هناك أبلغُ منهم في ترجمة هذه الغصص – كما يقول العرفاوي - بهدوءِ المُحْتسبينَ وشمُوخِ المُؤمنين واستهزاء الواثقين؟! يهزأ صغارُ غزة من جهود الإعمار ومن نصوص الاستنكار ويؤكدون أن لا أحَدَ يُقدّرُ ثمن الدّمِ غيرُ مُكرمِ الشهداء سُبحانهُ وغيرُ المتعاهدين على العُرْوة الوُثقى وعلى الحبل المتين..."المُجرمُ" ليس مُجردَ قاتل بل إنهُ مُستخف ب"الضحايا" وبأهلهم وبالعالمين... تريدون تشغيل المحاكم الدولية ؟ تريدون إيقاف المجرمين ؟ ستساقون إليها والشهودُ عليكم من أهلكم كثيرون .

وذلك إن لم يكن في الدنيا ، ففي محكمة العدل الإلاهية ، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون ، إلا من أتى الله بقلب سليم .

وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

كتبه : محمد شمام


الإنسان العربي ومجتمع الخوف

السبيل أونلاين - آراء وتحليلات

ما أصعب أن يجد الإنسان نفسه أسيراً في بلده ، مقيدة ً حريته مكبلة ً حواسه وموصى على أفكاره وهو بين أهله وأبناء عمومته !؟ وما أصعب استعباد الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا !؟ وما أصعب على النفوس التي تأبى حياة الأسر وتقييد الحريات أن تجد حالها مكبلة ً بالخوف والعجز !؟ وما أعجب أن يجد الإنسان نفسه مضطراً للنفاق والدجل في ظروف القهر والاضطهاد التي نعيش !؟ فيصبح عندها تائهاً بين تأدية واجبه في تبيان الحقيقة للناس وتأنيب ضميره وبين أن يصدح في هذا فيكون مصيره الملاحقة والسجن ، أو أن يخرج طريداً إلى بلاد الغرب يحاول أن يجد في أحضانها ما فقده من حرية في بلاده التي ما تركها إلا مكرهاً ومجبراً ، فما الذي أوصلنا إلى هذه النقطة !؟ وما الذي حدا بالشعوب المقهورة أن تتحول كظاهرة عامة إلى ظاهرة كذب ونفاق !؟

وأي مجتمع هذا الذي نعيش فيه وأي نوع من الحياة تلك التي نحياها !؟ وأي استقرار وبناء ستكون على يد أرواح الشعوب القلقة وسط كل هذا الخوف والبطش !؟ وأي بلاد تلك التي تفاخر بأنها تقصقص أجنحة أبنائها وتقمع أفكارهم وإبداعهم !؟ وأي بلاد تلك التي تضطهد أناسها وتتلذذ بخنق أرواحهم ونفوسهم !؟ وأي زعامات تلك التي تتحكم بمصائر شعوبها وتربي مواطنيها على الذل والخنوع !؟ وأي رقي تحاول تلك الحكومات المنبطحة أن تقود شعوبها إليه !؟

أمور كثير تدور ليل نهار في ذهن كل إنسان منا ، وإن كتمها وحرص كل الحرص على عدم إظهارها ، إلا أنها باتت حقيقة تعشش فينا وتقيد حركاتنا ، وبات خلالها المواطن يخشى من أي كلمة قد تفلت منه سهواً قد تكون فيها نهاية حياته بالقتل أو السجن أو التشريد . ووضعنا رؤوسنا بين تلك الرؤوس وقلنا يا فرعون اقطع .

وفي هذا المقال سنلقي الضوء على بعض من معاناة الإنسان في بلادنا لنرى حجم ما يقاسيه المواطن والمفكر والمبدع ومدى الحريات التي تزعم أنها موجودة فينا ، ولنرى مدى القمع الفكري والإرهابي الذي تمارسه الحكومات على الشعوب المسلمة وإن تفاوتت هذه النسب من بلد لآخر.

فتنقسم دولنا في هذا إلى قسمين :

فهي دول إما أن تقمع وبشكل عنيف كل كلمة وتكمم الأفواه وتطبق على الأنفاس فلا يأتي أحد بحركة دون إذن أو موافقة الحكومة فيها ، وقد حدثني بعض أصدقائي أنهم في بلدانهم لا يستطيع واحد منهم أن يذكر اسم رئيس الدولة على لسانه فضلاً عن انتقاد الفساد المستشري في جميع بلادنا ، حتى وأمام اقرب المقربين إليه كان هذا القريب أخاً أو زوجة ً أو أبناً ، وإذا ذُكر صاحب الفخامة بسوء ؛ فإن الذاكر في نهاية هذا اليوم يكون مطلوباً إلى أحد أقسام المخابرات وقد يكون هذا آخر عهده بالنور .

ومن طرائف ما يذكر أن رجلاً كان يصحب أبنه في السوق ورأوا تمثال الرئيس كما هي عادة رؤوسنا أن يزينوا صورهم وتماثيلهم في كل شارع ، وهو أفضل ما قدموه لشعوبهم في الوقت الذي دأبوا فيه على مص دمائهم وخيارتهم وفقد العدل والإنصاف كل مقاييسه بحق تلك الشعوب البائسة ، فلما رأى الابن التمثال قال له : " أبي أليس هذا الذي كلما يخرج في التلفاز تبصق عليه !؟ " وما كان من الأب المسكين إلا أن قال : " مين مضيع ولد " وتبرأ من أبنه .

ومن هذه الأمثلة على القمع الفكري في هذه البلاد ..

السجين الشاعر السوري فراس سعد الذي اعتقل بتاريخ 30 تموز 2006 بسبب مقالة نشرها على الشبكة العنكبوتية كان عنوانها " أين الجيش السوري من الحرب الإسرائيلية على لبنان " حكم بسببها أربعة سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة من شانها وهن نفسية الأمة .

وسجن طارق البياسي مدون سوري بتاريخ 7 تموز 2007م من قبل المخابرات العسكرية بسبب انتقاده للأجهزة الأمنية ، عبر تعليقات أرسلها لمنتديات الكترونية وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات بتهمتي أضعاف الشعور القومي ووهن نفسية الأمة .

والسجن لثمانية مدونين وهم شباب يساريون اعتقلوا ما بين كانون الأول 2005م وآذار 2006م حيث وضعوا بسجن انفرادي وبمعلومات تأكدت منها " سكايز " فقد تعرضوا للتعذيب الشديد " الضرب بجنازير آليات عسكرية ، الضرب المبرح حتى تكسير العظام " وأصيب احد المعتقلين الثمانية بحالة عصبية فقد على أثرها النطق والحركة ، وتم تحويلهم إلى محكمة امن الدولة بسبب سعيهم لإنشاء تجمع سياسي شبابي ونشرهم مقالات على شبكة الانترنت عبروا فيها عن غياب الحرية والديمقراطية في سوريا . " نقلاً عن مركز سكايز للدفاع عن الحريات الإعلامية والثقافية " .

ومن الأمثلة كذلك على هذا القمع والتعسف وإخفاء الحقائق ما حصل في المغرب السنة الماضية من سقوط قتلى نتيجة أحداث عنيفة جرت بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة سيدي إيفني يوم 7 حزيران الماضي كما صورت لنا الجزيرة ، ورغم كل هذا قامت السلطات بعدها بتغيب هذه الأخبار واعتقال مدير قناة الجزيرة الذي لم ينفد بجلده إلا بأعجوبة ، وكذلك ما حصل في سوريا في مذبحة صدنايا التي عتمت عنها كل الدول التي تدعي في هذا الحرية أو غيرها ، والفضائح التي كشفت في سجن أبو غريب سيء الصيت على يد قوات الاحتلال الأمريكي ، و مقتل العديد من المساجين المعتصمين والمضربين في سجونهم كما حصل في سجن بوكا وأدى إلى مقتل أربعة سجناء سنة 2006م . ومن هذه الشواهد الكثير .

وكان آخرها قيام السلطات المغربية باعتقال الناشط الحقوقي شكيب الخياري ، وقيام السلطات السورية باعتقال المحامي موسى الشناني بعد عودته من زيارة إلى قطر منذ عدة أيام مضت .

وقد أحسن الشاعر .. في قصيدته " يحيا العدل "

حبسوه

قبل أن يتهموه ..

عذبوه

قبل أن يستجوبوه ..

أطفئوا سيجارة في مقلتيه

عرضوا بعض التصاوير عليه :

قل .. لمن هذي الوجوه !؟

قال : لا أبصر

قصوا شفتيه

طلبوا منه اعترافاً

حول من قد جندوه

ولما عجزوا أن ينطقوه

شنقوه ..

بعد شهر برآوه

أدركوا أن الفتى ليس مطلوبا أصلاً

بل أخوه ..

ومضوا نحو الأخ الثاني

ولكن .. وجدوه ..

ميتا من شدة الحزن

فلم يعتقلوه

وإما دول تزعم أن لديها مساحة من الحرية فتسمح للناس أن يتكلموا وينتقدوا ويعترضوا مطبقة سياسة التنفيس والتنفيس فقط ، وكما حدثني واحد من أصدقائي أنه يقال لهم : " اكتبوا ما تشاءوا وانتقدوا ولكننا بالأخير لا نفعل إلا ما نريد " .

ففي بلد مثل الأردن الذي يدعي أن لديه مساحة من الحرية ، فقد أظهرت عدة تقارير صدرت عام 2006م من منظمة العفو الدولية ومنظمة حقوق الإنسان تدين أعمال التعذيب التي تجري في الدوائر الأمنية الأردنية وتصور أشكال التعذيب الذي يمارس وكيفية إفلات مرتكبي جرائم التعذيب من العقاب . وجاء في تقرير منظمة حقوق الإنسان أن القانون الأردني يعاقب بالسجن لمدة تزيد عن ثلاث سنوات ولكن لم يحل أي مسئول أردني للمحاكمة عن هذه التهمة .

ورغم محاولات الأردن أن تؤكد أنها تسعى لإنهاء هذه الظاهرة إلى أن تقرير هيومن رايتس أعاد وأكد من جديد أن التعذيب يمارس وعلى نطاق واسع من قبل الأمن الأردني ، وقالت المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقا في المنطقة " سارة ليا ويتسن " أن برنامج الإصلاح الذي تتبناه الحكومة الأردنية في سجونها العشرة لم ينجح في تحسين أوضاعها .

وأكدت ويتسن أن 66 نزيلا من بين 110 استمعت " هيومن رايتس " إلى إفادتهم في سبعة سجون خلال عامي 2007 و 2008 تحدثوا عن تعرضهم لتعذيب وسوء معاملة ، شارك فيها شخصيا مدراء خمسة سجون " .

وبالنتيجة فإن جميع تلك الحكومات الجبرية متفقة على سحق الشعوب الخانعة المستسلمة ، وأكل خيراتها وتجويعها وتركعيها حتى لا تفكر بشيء سوى الجري المتواصل خلف لقمة العيش ، وبعد ساعات عمل طويلة وتعب وكد فإنه بالكاد أن يكفيه مرتبه لآخر الشهر ، يعود هذا المسكين لينام ويستيقظ مجدداً ويعود لعمله وكأنه آلة خلقت للعمل والعمل المضني فقط !! فمثل هذا الحالات التي سادت في بلادنا ماذا ستقدم وأي وقت سيكون لديها لتقدمه !؟

مما دفع كثيراً من المثقفين والمفكرين والمبدعين العرب إلى الهرب من هذا الجحيم ، والالتجاء إلى جحيم آخر وإن كان أخف من بطش حكامنا ووجدوا هناك مساحة أوسع قليلاً ، رغم ما تقوم به المخابرات هناك من مراقبة ومتابعة وذلك كما بينت أحد المقالات عن عملية تجنيد الجواسيس ومتابعة المسلمين في مساجد أمريكيا ، وكذلك إصدار قرار أمريكي السنة الماضية تمت خلاله الموافقة بالتنصت على مكالمات المسلمين في أمريكا ورصد تحركاتهم .

وليس المثقفون وحدهم الذين يريدون الخلاص من هذا الواقع المرير بل أي مواطن عادي يرغب بالخلاص فعلاً من تلك الظروف ، وليس أدل على هذا إلا ما نسمعه من يوم وآخر عن غرق واختناق وموت أبنائنا وهم يحاولون يائسين أن يجدوا وضعاً أفضل مما هم فيه ، ومستوى معيشي يحقق لهم حياة مرفهة نوعاً ما .

ولا شك أن لسيطرة أجهزة المخابرات في الدول العربية وتدخلها في شؤون الناس صغيرها وكبيرها وجعل ملف لكل مواطن يكتب فيه كل حركاته وسكناته سبب كبير لاستفحال هذه الظواهر .. من مراقبة التحركات ومتابعة السكنات ومعاقبة كل من يخالف توجهات الحكومات الخانعة بالقتل والسجن والتشريد .

وللأسف أن هذه الحالات باتت جزءاً منا نعيشها في بلادنا وأصبحت الأجهزة الأمنية هي التي تتحكم بزمام المواطنين ، وبات المواطن يخاف بمجرد أن يذكر أمر في السياسة أو أن يسأله أحد : " ما رأيك بالموضوع السياسي الفلاني " فتراه مباشرة يقول : " أرجوك بلاش نتكلم في السياسة " ويغلق الموضوع بشكل قاطع .

وقد أحسن الشاعر إذ قال :

تهت عن بيت صديقي ، فسالت العابرين

قيل لي امش يساراً ، سترى خلفك بعض المخبرين

حد لدى أولهم ، سوف تلاقي مخبراً يعمل في نصب كمين

اتجه للمخبر البادي ، أمام المخبر الكامن

واحسب سبعة ، ثم توقف

تجد البيت وراء المخبر الثامن في أقصى اليمين

سلم الله أمير المخبرين

فلقد اتخم بالأمن بلاد المسلمين

أيها الناس اطمئنوا ، هذه أبوابكم محروسة في كل حين

فادخلوها بسلام آمنين!!

مشكلتنا ليست بعدم وجود عقول مفكرة ومبدعة ومخترعة ، ولكن مشكلتنا في السياسات القمعية والاضطهادية التي تمارس على شعوبنا وعلى رأسهم المبدعين فيها . وكم من مخترع ومبدع كان نتيجة إبداعاتهم واختراعاتهم أن أودعوا السجون ولا يزالون قابعين فيها ، وهذا مصير الرئيس العراقي الراحل – رحمه الله – الذي احتوى تلك العقول ، فكان مصيره أن اجتمعت عليه أمم الأرض من عرب وعجم لمنعه من صنع أي سلاح وثنيه عن محاولة التقدم بشعبه بأي مجال من مجال العلم ، وإلى الآن لا زالت ترتكب في العراق مجازر دموية بحق تلك العقول المفكرة ، فقتل منهم من قتل واعتقل من اعتقل وشرد الكثير .

وللأسف أن يكون الحكام أعداء لشعوبهم فبدل أن يعملوا على توفير حياة رغدة لشعوبها وتوفير حياة كريمة واستغلال العقول المبدعة وما تحمل من أفكار وعلم من أجل الرقي بمجتمعنا الإسلامي فإنها على العكس من ذلك تعمل جاهدة على التضييق عليهم وسجنهم وتشريدهم وإفراغ الساحة منهم ، لا يهمها في هذا تقدم البلد أو تأخره ، المهم أن تشبع البطون وتنتفخ الجيوب وتتقلد أفراد أسرهم المقدسة زمام الدولة من صغيرهم إلى كبيرهم ، وجنود حولهم لحماية هذا الكرسي اللعين ، وفتات يعطى للأبواق التي تسبح بحمدهم وتزيدهم طغياناً إلى طغيانهم .

فإلى كل من يتبجح بالحريات ويزعم أن الأمن مستتب والعدل مطبق على الشعوب وان الشعوب تحيى حياة أحلام وردية ، والى كل من يزعم أن بلادنا تسعى إلى التقدم والرقي بمجتمعها .. إلى كل هؤلاء نقول : كذبتم والله وانتم لستم سوى أبواق للحكام الجبريين الظالمين ، ولستم سوى مشاركين في جرائم الظلمة الذين لا هم لهم إلا أن يحافظوا على عروشهم ولا يهمهم في هذا قمع أو تنكيل أو بطش .

ولو أردنا أن نستفيض لملأنا الصفحات تلو الصفحات مما يجري من جرائم بحق الشعوب والمواطنين المقهورين في بلادنا ، وهذا غيض من فيض .

ويبقى السؤال يلح في كل الآفاق إلى متى سيبقى الإنسان العربي والمسلم مستعبداً في بلده !؟ والى متى ستسمر مطاردة العقول المبدعة !؟ وإلى متى سيستمر مسلسل هجرتهم إلى الخارج !؟

وها قد مضت السنوات الخمسون الأخيرة في ظل القمع والخوف ، ولا زالت أحوالنا تزداد من سيء إلى أسوأ .. وسط سكوتنا عن المطالبة بحقوقنا وتفاعلنا النشط مع ما حيك ضدنا من مؤامرات وعجزنا عن رفع الظلم عنا .. فشجعناهم بسكوتنا وأغريناهم بتفاعلنا وسرعة انقيادنا لرغباتهم وشهواتهم ، ولذلك كان لا عجب أن يستخفون بنا وبعقولنا ، وكان حالهم وحالنا كحال فرعون وقومه : (( فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ )) الزخرف 54 .

نعم نحن من أغرى تلك الحكومات وجرأها علينا ولن تتغير حالنا إلا إذا تركنا الخوف من العباد ، والتجأنا إلى رب العباد واتقيناه حق تقواها ، وعلمنا أنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا .. وأيقنا أنه لو اجتمعت الأمة كلها على أن يضرونا بشيء فلن يضرونا إلا بشيء قد كتبه الله علينا .

عندها فقط ، يظهر فينا رجال أمثال عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز – رضي الله عنهم – رجال نشروا العدل بين العباد رجال وفروا الحياة الرغيدة لشعوبهم رجال وضعوا المخبرين على ولاتهم ليعرفوا إذا ما قصروا حقيقة في تطبيق العدل في شعوبهم .. حتى انه قيل أنهم كانوا يرسلون موظفيهم ليعطوا المحتاج ما يحتاج من أموال فكان الناس لا يلتفتون لها لأنهم وجدوا خيراً منها ، وجدوا الحرية التي نفتقدها نحن جميعاً ، نعم وجدوا الحرية .

وأما نحن فسيبقى الموت أو السجن أو الغربة تتخطف من بيننا تلك العقول المبدعة والمفكرة واحداً واحداً ، ونبقى كالأغنام نقاد بلا حول ولا قوة ، لأننا لا نريد أن تغير ما بأنفسنا حقيقة .

كتبه : احمد النعيمي .. 4 آذار 2009م


عام سجن إضافي للدكتور الصادق شورو الزعيم السابق للنهضة

السبيل أونلاين - تونس

قالت مصادر تونسية أن الرئيس السابق لـ"حركة النهضة" التونسية الدكتور الصادق شورو سيقضي سنة أخرى اضافة للحكم الصادر بحقه وهو سنة أيضا ، وقالت المصادر أن إدارة سجن الناظور ببنزرت أعلمته في بداية هذا الأسبوع ، أن قرار السراح الشرطي الذي غادر بموجبه السجن في 5 نوفمبر 2008 قد تم الرجوع عنه ، مما يعني أنه يتوجب عليه قضاء عام إضافي في السجن ، وذلك إتماما للعقوبة الصادرة في حقه في بداية تسعينات القرن الماضي ، بالإضافة إلى العام المحكوم عليه به بتهمة " الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها " .
وأكدت "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" ، أن الدكتور الصادق شورو قد أوقف في 17 فيفري 1991 و صدر عليه حكم بالسجن المؤبد تم تخفيضه لـ 19 سنة قضى منها 18 سنة .. منها 14 في العزلة الفردية .
و قالت الجمعية في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء الإربعاء 22 أفريل 2009 :" لا يسع الجمعية إزاء هذا الإمعان في التشفي و الإصرار على الظلم إلا تجديد المطالبة بالإفراج الفوري عن سجين الرأي الدكتور الصادق شورو و مناشدة جميع المناضلين من أجل حرية التعبير و كل الجمعيات المستقلة داخل البلاد و خارجها توحيد الجهود لرفع الضيم المسلط عليه و المطالبة بوقف توظيف القضاء لتصفية الحساب مع الخصوم السياسيين" ، حسب نص البيان .
 
 
**************************
ملحـــــــق :
ـ اُفرج في 5 نوفمبر 2008 عن العشرات من المساجين السياسيين الذين حوكموا في تسعينات القرن الماضي بأحكام ثقيلة في سياق محاكمات لم تتوفر فيها أدنى شروط المحاكمة العادلة وشابها توظيف مفضوح للقضاء للتشفي والإنتقام من الخصوم الفاعلين وقتها في الساحة السياسية، وكان الدكتور الصادق شورو الذي قضى 18 سنة بالسجون التونسية من بين هؤلاء المسرحين .

ـــ عمد البوليس السياسي الجمعة 21 نوفمبر 2008 إلى احتجاز الدكتور الصادق شورو بمنطقة الشرطة ببنعروس حيث قام مسؤول تم استقدامه من إدارة أمن الدولة بمساءلته حول التصريحات التي أدلى بها للصحف و المواقع الإلكترونية بعد الإفراج عنه، والتنبيه عليه بعدم ممارسة أي نشاط سياسي و بعدم استقبال أعضاء هيئة 18 أكتوبر، كما تم إعلامه بأن تنظيمه لأي احتفال بالإفراج عن آخر دفعة من "المساجين العشريتين" سيُعد عقدا لاجتماع غير مرخص فيه و مخالفة لموجبات السراح الشرطي تستوجب إعادته للسجن .. و بعد 9 ساعات من الإحتجاز التعسفي .. ! تم الإفراج عن السيد الصادق شورو على الساعة السادسة نفس اليوم.
ـ مساء السبت 22 نوفمبر 2008 عمدت جحافل من البوليس السياسي إلى محاصرة مقر إقامته و وضع الحواجز الحديدية بالطرق المؤدية إليه ، كما تم منع ممثلي الأحزاب و الجمعيات المستقلة و المساجين المسرحين من الوصول إلى المنزل تلبية لدعوة السيد الصادق شورو للإحتفال بإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من " مساجين العشريتين " ، و قد عبر وفد الحزب الديمقراطي التقدمي و على رأسه الأمينة العامة السيدة مية الجريبي( بعد أن تمكن من الوصول إلى منزل السيد الصادق شورو ) عن تهانيه لجميع المسرحين و إكباره لنضالهم و صمودهم و رفضه للحصار المسلط عليهم
ـ لبى ممثلو الأحزاب و الجمعيات المستقلة و المساجين المسرحين مساء يوم السبت 22 نوفمبر 2008 دعوة الدكتور الصادق شورو للإحتفال بإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من " مساجين العشريتين " غير أن حجافل البوليس التي وضع الحواجز الحديدية بالطرق المؤدية إلي محل إقامته، منعت الضيوف من الوصول إليه، وقد عبر وفد الحزب الديمقراطي التقدمي و على رأسه الأمينة العامة السيدة مية الجريبي( بعد أن تمكن من الوصول إلى منزل السيد الصادق شورو ) عن تهانيه لجميع المسرحين و إكباره لنضالهم و صمودهم و رفضه للحصار المسلط عليهم .
ـ وقع إيقافه يوم الإربعاء 3 ديسمبر2008 بمركز أمن القرجاني على ذمة قضية عدلية
ــ تمت إحالته على النيابة يوم الجمعة 5 ديسمبر2008 على خلفية تصريحاته التي أدلى بها لقناة الحوار اللندنية يوم الإثنين 01 ديسمبر 2008 في برنامج« بدون تأشيرة».
ــ تقرر بعد ظهر يوم الجمعة 05 ديسمبر 2008 إحالته بحالة إيقاف على الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس بتهمة ..الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها.
ـــ قد تطوع عدد كبير من المحامين يقارب الخمسين للدفاع عنه و طلبوا له الإفراج المؤقت و تأخير النظر في القضية لجلسة مقبلة حتى يتمكنوا من الإطلاع على الملف ، و رافع من بينهم أكثر من عشرة محامين لدعم مطلب الإفراج و أجمعوا كلهم على اعتبار المحاكمة محاكمة سياسية و أنه ليس هناك مبرر لإيقافه أو محاكمته ..
ـــ رفض القاضي محمد علي بن شويخة رئيس الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس الإفراج عن الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لحركة النهضة والسجين السياسي السابق المحال بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها ( القضية عدد 39848 ).
ـــ أصدرت الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس في 13 ديسمبر2008 حكمها بسجن الدكتور الصادق شورو مدة عام بتهمة " الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها " على خلفية تصريحاته لمواقع إلكترونية و بعض الفضائيات .
ـــ عمدت إدارة السجون إلى نقل الدكتور الصادق شورو تعسفيا إلى سجن الناظور ببنزرت رغم أن القضاء لا يزال متعهدا بقضيته و أنه موقوف على ذمة المحكمة الإبتدائية بتونس إلى حين النظر في استئناف الحكم الصادر بحقه .
ـــ نظرت السبت 14 مارس 2009 الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي طارق شكيوة في القضية التي يحال فيها الدكتور الصادق شورو بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها، بعد ثلاثة أشهر من صدور الحكم الابتدائي بسجنه مدة عام نافذ و قررت تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 28 مارس 2009 استجابة لطلب هيئة الدفاع.

ــ في جلسة يوم 28 مارس 2009 صدر قرار الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الاستئناف بتونس بـسجنه عاما كاملا مع النفاذ ، و قد تطوع عدد كبير من المحامين للدفاع عنه وأجمعوا كلهم على اعتبار هذه المحاكمة ذات طبيعة سياسية و خلفية كيدية و أسس ..واهية ..!

***************
بطاقة تعريف سجنية
الدكتور الصادق شورو
دكتوراه في الفيزياء ، حكم بالسجن المؤبد ، أكثرمن 14 سنة من العزلة الإنفرادية ..! ،
أكثر من 36 إضرابا عن الطعام ..! ، معاناة تواصلت 18 عاماً ..!
* الاسم و اللقب : الصادق بن حمزة بن حمودة شورو .
* تاريخ الولادة ومكانها : 10/2/1948
* المستوى التعليمي : دكتوراه دولة في الفيزياء
* المهنة : أستاذ محاضر بكلية الطب بتونس و بكلية العلوم بتونس ومدرس بالاكاديمية العسكرية
و عضو نقابة التعليم العالي بالاتحاد العام التونسي للشغل ، عضو لجنة البحث العلمي بالمركز الجامعي للبحث ببرج السدرية .
* الحالة الاجتماعية : متزوج و له أربع أبناء
- أسماء مرحلة ثالثة
- هاجر رابعة جامعة متزوجة
- وجيه 23 سنة مستوى 6 ثانوي
- إسلام 6 ثانوي
* تاريخ الدخول للسجن : 17 فيفري1991 وقع تعذيبه بشكل غير معهود وتم التحقيق معه في مكان لا صلة له بمقرات البوليس المالوفة ( ضيعة فلاحية بمدينة نعسان ) وقد تم نقله الى المستشفى في تلك الفترة في وضعيات خطيرة أصبحت فيهاحياته مهددة بالخطر .
* الحالة الصحية : روماتيزم +قرح المعد +الام الظهر .
* الحكم : مدى الحياة ( تم تخفيضها إلى 19 سنة و وقع الإفراج عنه بعد 18 سنة من السجن ليعاد اعتقاله بعد 28 يوما و الحكم عليه بعام سجنا ثم التراجع في قرار السراح الشرطي و إضافة عام آخر من السجن للعقوبة المحكوم بها عليه )
* السجن الحالي : الناظور- بنزرت ( 60 كم شمال العاصمة تونس)
عاش وضعية العزلة الفردية لأكثر من 14 سنة ..! قضى معظم سجنه في غرفة منفرة ومعزولة في سطح جناح المصحة بسجن9 افريل (الذي تم هدمه 2007) حيث لا صلة له بالعالم الخارجي الا من خلال حراس مخصوصين لم يتم إبدالهم بغيرهم أبداً ولا يسمح لهم بالتحادث معه و لا لغيرهم بـ " الإقتراب منه ..! " ولا الإقتراب من الغرفة رقم 4 بالجناح ( د ) التي يقيم بها في ظروف قاسية اتسمت بالتنكيل والتشفي الذي تجاوزه الى أسرته .. خاض حوالي 36 اضرابا عن الطعام للمطالبة بحقوقه ورفض المظالم المسلطة عليه وعلى اسرته كان اخرهاإضراب بدأه يوم 12 نوفمبر 2007 ودام اكثر من شهر من اجل تنفيذ قرار المحكمة الادارية بارجاع اخيه الدكتور عباس شورو لوظيفته كاستاذ بالجامعة التونسية ولتمكين ابنائه من جوازات سفرهم ولوضع حد للمضايقات التي تعيشها اسرته.
* العنوان : 8 نهج الطاهر بن عاشور ، الياسمينات ، تونس .
* الهاتف : 71.301.698 ، 71701778 ، 22645725 ، 20954811


أسماء.. أول مسلمة محجبة في مجلس بلدي في الدنمارك
السبيل أونلاين - صحف

دخلت الدنماركية من اصل فلسطيني التاريخ في الدنمارك الاربعاء كاول مسلمة ترتدي الحجاب تشارك كعضو رديف في جلسة لمجلس بلدي.

 
 

واسماء عبد الحميد (27 عاما) هي العضو الرديف في المجلس البلدي لمدينة اودينسي (جزيرة فيوني) ثالث كبرى مدن المملكة الاسكندينافية، وقد انتخبت في هذا المنصب على لائحة الوحدة (يسار متطرف) وحضرت مساء الاربعاء اجتماعا للمجلس البلدي هو الاول لها، بعدما حلت محل العضو الاصيل التي تقضي فترة اجازة.

وحضرت وسائل الاعلام الدنماركية بكثافة لتغطية جلسة المجلس البلدي التي تحولت الى حدث تاريخي في البلاد كونه يسجل دخول اول مسلمة محجبة مضمار العمل السياسي في الدنمارك.

وقالت عبد الحميد للصحافيين "اريد ان يقيموني على ما يوجد في راسي وليس على ما يوجد على رأسي، ان يقيموني على السياسات التي ادافع عنها و على آرائي، وليس على ما ارتديه او على طريقة ادائي تحية السلام".

واسماء عبد الحميد المشهورة بحجابها الذي ترتديه "بملء ارادتها" وبرفضها لمصافحة الرجال، حصلت على اكثر من 500 صوت في الانتخابات البلدية التي جرت في 2005 ما اهلها لأن تكون العضو الرديف الاول عن حزبها.

وهي ايضا عضو رديف عن النائب عن حزبها في البرلمان جوهان شميدت-نيلسن. واثار احتمال حلولها محل هذا النائب تحت قبة البرلمان جدلا سياسيا واسعا في البلاد منذ انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر 2007، ولا سيما في اوساط اليمين المتطرف.

واعتبر بيتر سيبيرغ الاستاذ في جامعة اودينسي في تصريح لصحيفة فاينس ستيفستيديندي المناطقية ان مشاركة هذه المرأة المسلمة المحجبة في اجتماع لمجلس بلدي يعتبر "حدثا في معاجم السياسة الدنماركية".

واضاف "ستؤثر على الجدل (الدائر منذ سنوات) حول الحجاب، لان لدينا الآن مثال على امرأة مسلمة محجبة عضو في مجلس منتخب، ما يظهر ان الامور تتطور في المجتمع الدنماركي".



جامايكا..في طريقها إلي الإسلام
السبيل أونلاين - متابعة

"أضمنُ لكم أن 90 بالمائة من حَجْم الجريمة التي نُعانِي منها جميعًا الآن سوف تَخْتِفي إذا ما أصبحت جامايكا دولةً إسلامية"... طموحٌ عبَّر عنه رئيس منظمة المجلس الإسلامي في جامايكا، مصطفي محمد، لدرجة أنه قال لبعض رجال الشرطة يومًا: " إذا أصبحت جامايكا دولةً إسلاميةً فلن نكون في حاجة إلى الكثير منكم".

 
 

تفاؤل رغم التشويه

 

ورغم أنَّ مصطفى- الذي أصبح رئيسًا للمجلس الإسلامي منذ تسعة أعوام- يبدي أسفه لهذه "الصورة الخاطئة التي يصورها التلفاز عن الإسلام في بعض الأحيان وكأنه دِينٌ وحشي، متهم بقتل الأبرياء"، فإن لديه قناعةً كبيرةً بإمكانية تحقيق هذا الحُلْم بانتشار الإسلام في ربوع جامايكا.

وجمهورية جامايكا هي دولة في أمريكا الشمالية، وهي ثالث أكبر جُزر الانتيل في البحر الكاريبي، تقع جنوبَ غرب هاييتي وجنوب كوبا وعاصمتها كينجستون. وتقدِّر الإحصائيات أنّ الإسلام هناك أصبح له دلالات واضحة حيث توجد العديد من المنظمات الإسلامية والمساجد، ورغم ذلك لا يزال مسلمو جامايكا يعانون من التشويه" على حدّ قول رئيس منظمة المجلس الإسلامي مصطفي محمد.

ويؤكّد مصطفى أنّ الدول الإسلامية أكثر إنسانية مما يُصوَّر لنا عبر الإعلام، وبرغم أنّ عقوبة السرقة في الإسلام هي قطع اليد فإن الدولة المسلمة لن تقوم بذلك بدون تأمين حياةٍ كريمةٍ وآمنة لهذا الفرد ومن يَعولُهم، حتى لا يضطر إلى السرقة، وهو الأمر الذي كرّره مشددًا على أهميته: " يجب على الدولة المسلمة أن تُهَيّئ مناخًا سليمًا لحياة الفرد، فإذا لم توفّر هذا فإن هذا مما يُحَرّض على السرقة وبذلك لن توقع عقوبة قطع اليد".

ويضيف مصطفى: "وعلاوة علي ذلك، فإن هذه العقوبة لن تطبق إذا ما كانت السرقة لشيء بسيط، ولكنها تطبق للسرقات الجسيمة والمؤدية إلي الأضرار؛ كسرقة البنوك وسلب جميع الأموال به. فإذا ما ذهبت إلى دولة إسلامية نادرًا ما تجد شخصًا مَبْتور اليد؛ لأنّ العقوبة تمنع حدوث الجريمة".

حلم قريب

ولأن أحلام اليوم حقائق الغد، يتحدث مصطفى كثيرًا عن حلمه في نشر الإسلام: "حلمي أنّ أرى جامايكا دولةً مسلمة يومًا، وأنا أعلم أنّ هذا ليس صعبًا بالنسبة لحياة المسلمين هنا، وعندما تقتنع بأن الإسلام هو الدين الحقّ وأنه ما تبحث عنه ولم تُرغم على الدخول فيه فبعد ذلك سيكون من السهل تحقيق ذلك".

وذكر رئيس المجلس أنه يوجد 11 مسجدًا للعبادة في جامايكا وما يقرب من 5,000 مسلم يقومون بأداء العبادة بشكل منتظم. ويزداد العدد في أيام الأعياد الدينية إلى 10,000 مسلم يعيشون في جامايكا. و يتزايد اعتراف السلطات الرسمية في جامايكا بالإسلام شيئًا فشيئًا فيمكن للمسلمين إقامة حفل زفاف خاص بهم. وتعرف ساحة دوفيكاتو التذكارية بأنّها تضمّ مقابر موتى المسلمين".

ودائمًا ما يتحرّى المسلمون أنّ ما يأكلونه من لحوم الحيوانات قد ذُبِحت بشكل يوافق الشريعة الإسلامية "حلال" وهذا ما يقدمه المجلس الإسلامي من توفير قصابين يذبحون وفق الشريعة الإسلامية، جديرٌ بالذكر أن الكثير من المدارس تدعو المجلس إلى شرح الدين الإسلامي للطلاب وهذا مما يسعد به المجلس.

الرعيل الأول

وقد جاء المسلون الأوائل إلى جامايكا كعبيدٍ أفارقة على متن السفن بعد أن تَمّ بيعهم إلى التجار، ومع مرور الوقت فقد الكثير منهم هويتهم الإسلامية لإرغامهم على عدم القيام بالممارسات الدينية في مجموعات. ولكن المؤمنين الأفارقة حاولوا باستمرار الحفاظ على الشعائر الإسلامية سرًّا.

ويذكر أن 16 بالمائة من 37,000 من الهنود المهاجرين إلى جامايكا للعمل من 1845-1917 كانوا مسلمين. وبالرغم من قلة عددهم والبيئة المعاكسة، فقد استطاعوا تأسيس العديد من المؤسسات الدينية، وهذا ما خلق حياةً جديدةً للإسلام في جامايكا. وتَمّ بناء العديد من المساجد ومنها "مسجد الرحمن " ومسجد الحسين.

"ويستقبل المجلس الإسلامي رحلات المدارس إلى مقره بالعاصمة" كينجستون "، ويقوم أعضاء المجلس أيضًا بالتوجه إلى أماكن تجمع الناس مثل الحديقة وتوزيع كتيبات لشرح الإسلام ودعوتهم إلى الدين الإسلامي.

أحلام الأمس أصبحت حقائق اليوم، ويأمل مسلمو جامايكا أن تصبح أحلام يومهم هي حقائق غَدِهم، وما ذلك على الله بعزيز.


كتبه / حسن شعيب - الإسلام اليوم - 19 أفريل 2009


~ التقارير ~

 

حماس:خيوط مؤامرة تحيكها أجهزة عباس لإفشال الحوار

 
 

السبيل أونلاين - الضفة المحتلة

قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الضفة الغربية أنها تتابع عن كثب سلوك وتصرفات سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية حول التوجه الجدي تجاه إنجاح الحوار، وتحقيق المصالحة منذ بداية هذا العام، مشددةً على أن سلطة رام الله وأجهزتها الأمنية لم تقم ببادرةٍ واحدةٍ تدفع إلى طريق المصالحة، و لم تبد أية نيةٍ تجاه الأمل الذي ينتظره شعبنا بفارغ الصبر .

وقالت حركة "حماس" في الضفة الغربية في بيانٍ لها السبت (25-4):"إن الأجهزة الأمنية في رام الله زادت من ممارساتها، وتضييقها وقمعها للحريات العامة والخاصة، وزادت كذلك من حملات اختطافاتها وتعذيبها لعناصر الحركة وأنصارها تحت حججٍ واهيةٍ".

وأضافت بقولها: "ما رصدته الحركة من كافة المناطق على لسان قادة الأجهزة الأمنية قولهم: إننا غير معنيين بحوارٍ أو مصالحةٍ، وما يجري في القاهرة من لقاءات وتحركات سياسية لا قيمة له بين أيدينا، والكلام شيء والميدان شيء آخر".

وأكدت حركة "حماس" في الضفة الغربية أن مصادرَ مطلعةً داخل جهاز الأمن الوقائي في رام الله أفادت لها بأن قادة الأجهزة الأمنية يعكفون على تسجيل أشرطة فيديو، وتوثيق اعترافات تحت الضغط والتعذيب ضد عناصر من أنصار "حماس" لإجبارهم على اعترافات تتعلق بضلوعم في تشكيل خلايا أمنية، ومراقبة عددٍ من ضباط الأمن بهدف المس بهم، وإخراج الأمر على أنه إنجازٌ حققته أجهزة أمن رام الله في كشف نية حركة "حماس" ومحاولتها المس بقيادات أمنية في الضفة، وإثبات أن الحركة لا تريد الحوار، ولا ترغب بنجاحه".

واعتبرت "حماس" هذه الفبركات وغيرها صادرةٌ عن قيادات في السلطة وحركة "فتح"، مؤكدةً أنه ليس من مصلحتها أن يكون للحوار نتيجةٌ أو أن يتم التوافق وعودة الوحدة، في ظل جهد الأجهزة الأمنية ليل نهار على إضعاف فرص نجاح الحوار، وتشتيت الجهود الدافعة لإعادة اللحمة والوحدة".

وشددت "حماس" في الضفة على أن "سياسة الحركة واضحة لا تتغير؛ وهي: رفض استخدام القوة والسلاح تجاه أحدٍ، أو التخطيط للمساس بأحدٍ، ولا مقاومة غير مقاومة الاحتلال، ولا مساس إلا به، وعلى من يتعاون معه أخذ العبر والدروس".

من جهة أخرى كشف الصحفي ناصر اللحام ،أن المعلومات المتوفرة لديه تشير إلى أن القاهرة أعدت رزمة واحدة لعرضها على حركتي فتح وحماس، خلال الجولة الرابعة من الحوار الوطني المقررة غدا في العاصمة المصرية.

وأضاف اللحام في حديث مع إذاعة صوت القدس من غزة مساء اليوم، أن المعلومات تؤكد أيضا أن الرئيس المصري حسني مبارك مهتمٌ شخصيا بإنجاح الحوار، وأن الطرف الذي سيقول لا غدا، سيدفع "ثمناً باهظاً"، وسيتحمل المسئولية عن فشل الحوار.


في إطار الاستعدادات لتسييرها إلى قطاع غزة مطلع الشهر المقبل
مؤسسات سويدية تشارك في قافلة "الأمل" الأوروبية بسيارتي إسعاف وشاحنتين

بروكسيل ـ السبيل أونلاين

أكدت مؤسسات سويدية فاعلة مشاركتها في قافلة "الأمل" الأوروبية، التي من المقرر أن تتوجه إلى قطاع غزة مطلع شهر أيار (مايو) المقبل، بمبادرة من مؤسسات أوروبية داعمة للقضية الفلسطينية وداعية لفك الحصار المفروض على القطاع.
 
 

وقال خالد يوسف، ممثل قافلة "الأمل" في السويد في تصريح له اليوم: "إن المؤسسات السويدية أكدت أنها ستشارك في القافلة الأوروبية عبر إرسال سيارتي إسعاف إضافة إلى شاحنتين محملتين بالمساعدات الطبية والإنسانية".

 

وأوضح يوسف أن التبرعات جاءت من جمعيات عربية وإسلامية، ومن مؤسسة "بلاد الشمال" و"سنابل الأقصى"، مشيراً إلى أن الشاحنتين ستكونان محملتين بكراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة وأجهزة مساندة لكبار السن ومساعدات طبية أخرى.

بدوره؛ أكد رامي عبده، منسّق القافلة الأوروبية، تزايد أعداد الجهات المشاركة والمساهمة في قافلة "الأمل"، مؤكداً بأنها ستشتمل على عشرات الشاحنات وسيارات الإسعاف، التي ستحمل على متنها معدات طبية، لا سيما أدوات للمعاقين بصرياً والصم، إضافة إلى احتياجات للمعاقين حركياً ومساعدات للأيتام في قطاع غزة الذي بلغ عددهم خلال الحرب الأخيرة فقط أكثر من 1400 يتيم.

ولفت عبده الانتباه إلى تبرّع مدينة بيرمنجهام البريطانية بأربع شاحنات محملة بالمعدات الطبية والمساعدات الإنسانية لقافلة "الأمل" الأوروبية، في محاولة لتلبية قائمة الطلبات المقدمة من مستشفيات غزة، مشيراً إلى أن أطباءً استشاريين على مستوى عال سينضمون إلى القافلة بهدف إجراء عمليات جراحية صعبة للجرحى والمرضى الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبذلك يرتفع عدد سيارات الإسعاف التي تم تجهيزها لإرسالها إلى القطاع إلى اثني عشرة سيارة إلى جانب عشرات الشاحنات المحملة بالمساعدات الطبية والإنسانية، لا سيما لذوي الاحتياجات الخاصة الذين أصيبوا خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

وتستمر الاستعدادات لتسيير قافلة "الأمل" بصورة حثيثة، والتي من المتوقع أن يشارك فيها عدد من البرلمانيين والمسؤولين الأوروبيين إضافة إلى عدد كبير من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في أنحاء أوروبا.

يشار إلى أن سيارات الإسعاف وشاحنات المساعدات، التي ستشارك في القافلة، بدأت بالتوافد من عدد من الدول الأوروبية باتجاه مدينة ميلانو الإيطالية، حيث من المقرر أن تنطلق من هناك بسفينة شحن كبيرة باتجاه ميناء الإسكندرية المصري ومنه إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.


ستكون محملة بالمساعدات الطبية
مدينة بريطانية تشارك بأربع شاحنات في قافلة"الأمل"الأوروبية دعماً لغزة

السبيل أونلاين - بروكسيل ـ

تبرّعت مدينة بيرمنجهام البريطانية بأربع شاحنات محملة بالمعدات الطبية والمساعدات الإنسانية لقافلة "الأمل" الأوروبية، التي من المقرر أن تنطلق باتجاه قطاع غزة المحاصر مطلع شهر أيار (مايو) المقبل.

وقال سامح حبيب، الناطلق باسم القافلة الأوروبية في تصريح له من لندن اليوم: "إن الشاحنات الأربعة التي تبرعت بها مدينة بيرمنجهام تحمل الكثير من المستلزمات الطبية، وستكون ضمن قافلة الأمل التي ستتوجه إلى غزة لنجدة أهالي القطاع المنكوبين من جراء الحرب الأخيرة والحصار الجائر المتواصل للسنة الثالثة على التوالي".

وأوضح حبيب أن شاحنتان من بين الشاحنات الأربعة تبرعت بهما مؤسسة "ميدلاند" الدولية، حيث ستكونان محملتان بالمعدات والمستلزمات الطبية، فيما شاركت مؤسسة "انتربال" والعديد من المتبرعين، بينهم عمدة المدينة ناهيم خان، والشخصية البريطانية البارزة اشتياق محمد، في تجهيز الشاحنتين الأخريين، واللتين تحتويان على كراسي متحركة لذوي الاحتياجات الخاصة، وأسرّة متحركة في محاولة لتلبية قائمة الطلبات المقدمة من مستشفيات غزة، حسب قوله.

وبذلك تنضم الشاحنات الأربعة إلى عشر سيارات إسعاف تم التبرع بها من قبل جمعيات ومؤسسات في كل من الدنمرك والسويد وفرنسا، وهي مجهزة بشكل كامل ومحملة بالمساعدات الطبية، لا سيما لذوي الاحتياجات الخاصة.

من جانبه؛ عبّر باريستر جول، وهو أحد قادة الشاحنات الأربعة، عن سعادته لحمل مساعدات طبية وإنسانية إلى قطاع غزة، وقال: "إنه يشعر بسعادة غامرة لاختياره للمشاركة في إيصال إحدى هذه الشاحنات إلى القطاع"، مشيراً إلى أنه يأمل أن يقدم أكثر من ذلك لمد يد العون للفلسطينيين المحاصرين، على حد تعبيره.

وتسارعت وتيرة الاستعدادات لقافلة "الأمل" الأوروبية، والتي من المتوقع أن يشارك فيها عدد من البرلمانيين والمسؤولين الأوروبيين إضافة إلى عدد كبير من المتضامنين مع الشعب الفلسطيني في أنحاء أوروبا، وذلك في إطار الجهود التي تقوم بها المؤسسات الأوروبية الداعمة لفك الحصار المفروض على قطاع غزة.

وقد بدأت سيارات الإسعاف وشاحنات المساعدات، التي ستشارك في القافلة، بالتوافد من عدد من الدول الأوروبية باتجاه مدينة ميلانو الإيطالية، حيث من المقرر أن تنطلق من هناك بسفينة شحن كبيرة باتجاه ميناء الإسكندرية المصري ومنه إلى قطاع غزة عبر معبر رفح البري.

يذكر أن أطباءً استشاريين على مستوى عال سينضمون إلى قافلة "الأمل" الأوروبية بهدف إجراء عمليات جراحية صعبة للجرحى والمرضى الفلسطينيين في قطاع غزة، كما ستتضمن المساعدات أدوات للمعاقين بصرياً أو الصم واحتياجات المعاقين حركياً.


السبيل أونلاين - تونس


لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
تونس في 25.04.2009

حملة بوليسية واسعة على المحجبات بمدينة منزل تميم

تحققت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس من أنه جرت خلال يوم الثلاثاء 21 أفريل 2009 حملة بوليسية واسعة إستهدفت المحجبات ، وذلك في سوق منزل تميم وأمام مقر منطقة الأمن بالمدينة ، وقد قام بتنفيذ الحملة أعوان بوليس بالزي المدني والرسمي ، إعترضوا طريق النساء والفتيات المحجبات وأجبرون على توقيع إلتزامات خطية تقضى بتخليهن عن إرتداء الحجاب ، وذلك بعد إقتيادهن داخل مقرات البوليس .

ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تؤكد مجددا أن الحملات على الحجاب والمحجبات في تونس لا تفتر قليلا إلا لتعود لتستعر من جديد ، ونحن نعبّر عن عميق إنشغالنا لإستمرار سياسة ترويع المحجبات ، وتحمّل اللجنة السلطات التونسية إلى أعلى هرم قيادتها مسؤولية هذه الحرب المحمومة التى تستعر على الحجاب والمحجبات ، كما تحمّلها مسؤولية هذه السياسات الطائشة التى تنتهك حرمات الناس وأعراضهم وكل ما ينجر عن ذلك من تداعيات خطيرة .

تؤكد أن سياسة قمع المحجبات في المؤسسات العامة والخاصة وحتى في الطرقات العامة لم تحد من إنتشار ظاهرة الحجاب والتى أصبحت خارج دائرة التحجيم ناهيك عن الإلغاء ، وهو ما يوجب من السلطات الرسمية القطع مع هذه السياسة الظالمة ، وتدعو المحجبات إلى عدم الخضوع للقمع البوليسي والذى يهدف إلى تغيير قناعاتهم تجاه الحجاب بالقوة الغاشمة .

تدعو كل الضمائر الحية ، وكذا الهيئات والشخصيات الحقوقية إلى التحرك من أجل رفع المظالم التى تقع على المحجبات التونسيات من قبل السلطات ، وتطالب علماء الأمة ودعاتها وخاصة أولائك الذين يقبلون الدعوات الرسمية لزيارة تونس إلى تسجيل مواقف علنية مناصرة للمحجبات التونسيات وإعلان مواقف صريحة ضد الإنتهاكات التى تقع بحقهن في أماكن العمل والمؤسسات التعليمية وحتى الشارع .

عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس
البريد :
protec...@yahoo.fr


حقوقيون ينددون بمضايقة الشباب المتدين في تونس
السبيل أونلاين - تونس

نددت منظمة "حرية وإنصاف" بـ "تواصل إطلاق يد أعوان البوليس السياسي في الاعتداء على الحرية الشخصية و حق الشغل و حرية التنقل ضد الشباب المتدين في مدينة نابل " ، ودعت في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء الجمعة 14 أفريل 2009 ، إلى "احترام القانون ووضع حد لهذه الممارسات المخالفة له"، وبشأن الإنتهاكات التى تمارسها السلطات التونسية بحق المتدينيين والمتدينات أفادت المنظمة بما يلي :
 


1) الإفراج عن أربعة شبان اعتقلوا منذ أكثر من شهر:
أفرجت إدارة سجن المرناقية مساء يوم الخميس 23 أفريل 2009 عن الشبان أيمن قعلول و حمدي الدريدي و مهدي بعطوط و وليد المليتي المعتقلين تحت طائلة قانون الارهاب اللادستوري على ذمة القضية عدد 14972/1 بموجب انتهاء مدة صلوحية بطاقة الإيداع بالسجن بعد قضاء أكثر من شهر رهن الاعتقال.

 
 


2) حلقة جديدة من مسلسل الاعتداء على الحريات الشخصية:أسواق ولاية نابل نموذجا:
قام عون فرقة الإرشاد بنابل المدعو نبيل صحبة زميلته المدعوة أميمة بنت حسونة السالمي اليوم الجمعة 24 أفريل 2009 بحملة أمنية بالسوق الأسبوعي بنابل تستهدف الفتيات المحجبات و الشبان الملتحين ، و بعد اقتيادهم إلى مركز شرطة داخل السوق يتم إجبارهم على الإمضاء على التزام يقضي بحلق اللحي بالنسبة للشبان و نزع الحجاب بالنسبة للفتيات، و من بين الشبان الذين تمت مضايقتهم السيد محمد قشقاش الذي يعمل بالسوق علما بأن هذا الشاب يتعرض لمضايقة مستمرة من قبل أعوان فرقة الإرشاد بنابل.


في تصريحات تثير الشفقة
فرنسا تصطف إلى جانب دكتاتوريات الجنوب بلا مواربة
السبيل أونلاين - تونس - وكالات

لم تشذ تصريحات رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون الذي يقوم بزيارة عمل الى تونس ، عن مواقف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذى زار تونس خلال العام الماضي ، فقد تجاهل الوزير الفرنسي ملف حقوق الإنسان المثير للإنشغال في البلاد .
 

وقد كشفت فرنسا خلال العقدين الماضيين أنها تقف بقوة إلى جانب الدكتاتورية ، ورغم التقارير الموثوقة من مصادر حقوقية محلية عاملة في الميدان وأخرى دولية تؤكد دوريا على الإنتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان وحرية والإعلام وتعمد تزوير الإنتخابات وغيرها من الإنتهاكات في تونس ، فإن باريس تصم آذانها عن ذلك وتطرب فقط للتعاون الأمنى والإقتصادي مع الرئيس الجنرال بن علي .

 
 

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة (25 أفريل 2009) ، عن الوزير الفرنسي قوله بان إنجازات البلاد الاقتصادية "مثيرة للاعجاب" على الرغم من الازمة المالية العالمية ، وزاد فيون في حديث يثير الشفقة أن ذلك ترافق مع "احلال الديموقراطية"، وذلك قبل بضعة اشهر على انتخابات عامة يبدو التنافس الفعلي فيها غير مضمون .

واعتبر رئيس الوزراء الفرنسي ان زيارته "مثمرة" لانها سمحت "بالوفاء بكل التعهدات" التي قطعها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في زيارته الرسمية العام المنصرم من حيث اتفاقيات التعاون، لا سيما في مجالي النووي المدني والنقل .

وقال فيون امام رؤساء شركات تونسية وفرنسية في منتدى حول الازمة الاقتصادية "يجدر القول ان العلاقات الفرنسية التونسية ممتازة ونريد تطويرها اكثر" .

ويبدو ان وضع تونس جيد في ظل الازمة العالمية حيث يتوقع ان تحقق نموا من 3% العام 2009، بحسب باريس (4,5% بحسب تونس). وقال فيون "تتمتع تونس باسس متينة بفضل ادارة حذرة، وتحقق نتائج مثيرة للاعجاب" .

وتامل فرنسا، شريكة تونس الاولى اقتصاديا، الاستفادة من هذا الوضع عبر زيادة المبادلات التجارية والفوز بحصص جديدة من السوق. وتعمل في تونس حوالى 1200 شركة فرنسية توظف اكثر من مئة الف تونسي.

ورحب فيون بعزم تونس على طلب 16 مقصورة ترامواي من شركة الستوم الفرنسية بقيمة 65 مليون يورو .

واكد فيون ان باريس لا تنوي "تقليص مساعداتها" رغم الصعوبات الاقتصادية، وخاصة على امل الفوز بعقود جديدة .

فبالاضافة الى تقديم وكالة التنمية الفرنسية الخميس 80 مليون يورو، اعلن فيون تقديم 15 مليون يورو لبناء مدرسة هندسة في بيزرت .

من جهة اخرى، ابرمت اتفاقات شراكة الجمعة بين شركة الغزالة التونسية وثلاث شركات فرنسية (باريس، ليون، وصوفيا-انتيبوليس) "لتقوية الاداء في الاسواق الاسيوية والاميركية" .

كما التقى فيون الرئيس التونسي زين العابدين بن علي. واكد رئيس الوزراء الفرنسي ان محادثاتهما "تطرقت" الى حقوق الانسان والديموقراطية، بالاضافة الى الملفات الدبلوماسية بما فيها الاتحاد من اجل المتوسط .

وقال ردا على صحافيين فرنسيين "نتطرق (الى حقوق الانسان) في كل لقاء وذلك بهدف تحسين الوضع". ولم يذكر فيون في السابق هذه المسألة الحساسة .

في أفريل 2008، تناول ساركوزي هذا الموضوع مشيدا "بجهود" تونس، ما اثار جدلا حادا في فرنسا وتونس .

وقال فيون ان "نشر الديموقراطية في تونس عملية متواصلة". ورحب بنية الرئيس التونسي في دعوة مراقبين دوليين الى الانتخابات المقبلة .

وسيترشح بن علي في الخريف لولاية خامسة وسط تاكيد شبه تام على اعادة انتخابه في مواجهة معارضة مهمشة.

وغالبا ما يشتكي معارضون وناشطون تونسيون في حقوق الانسان من انتهاك الحريات لا سيما عبر الوعيد والتهديد.

وقال فيون ان "موقف فرنسا واضح: نحن لا نعط دروسا، لكننا حريصون على احترام حقوق الانسان " .

ويأتي كلام فيون للتغطية على السياسية الفرنسية من عدم إيلاء موضوع حقوق الإنسان أي أهمية ، بل والاصطفاف الى جانب الدكتاتورية الذى تقود تونس منذ أكثر من عقدين .


تجاهلت ملف حقوق الإنسان

باريس تركز على التعاون الإقتصادي والأمني مع تونس
السبيل أونلاين - وكالات

بدأ رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيون يوم الخميس زيارة رسمية الى تونس أحد أبرز شركاء باريس في جنوب حوض البحر المتوسط بهدف دفع علاقات التعاون بين البلدين في عدة مجالات أبرزها الطاقة النووية.

ووصل فيون الى مطار تونس يرافقه أربعة وزراء ونحو 70 رجل أعمال في زيارة تستغرق يومين وتشمل توقيع اتفاقيات في عدة قطاعات مما سيعزز العلاقات بين البلدين بعد نحو عام من زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي.

ونقلت وكالة (رويترز) عن مصادر فرنسية قولها : انه سيتم خلال زيارة فيون التوقيع على اتفاق مبدئي بين تونس وباريس بشأن التعاون في المجال النووي حيث ستدعم فرنسا بمقتضاها انجاز محطة نووية لتوليد الطاقة قد تدخل حيز العمل ما بين عامي 2020 و2025.

وتعتبر باريس جارتها الجنوبية تونس من بين أبرز شركائها في الضفة الجنوبية للمتوسط في مجالات التعاون الاقتصادي وما يسمى "مكافحة الارهاب" والهجرة السرية .

ويقول مراقبون ان من شأن زيارة فيون لتونس توفير فرص إضافية لتوثق العلاقات الثنائية خاصة ان فرنسا تعد الشريك الاول لتونس اذا يبغت قيمة التجارة المتبادلة بينهما 7.2 مليار يورو عام 2008.

وتنشط في تونس نحو 1200 مؤسسة فرنسية من مجموع نحو 3 الاف مؤسسة أجنبية تسثمر في تونس في عدد من القطاعات.

وقال فيون في حوار نشرته يوم الخميس صحيفة الشروق اليومية "ان الملفات العاجلة التي من الضروري ان نتبادل الآراء بشأنها ونتحرك معا لمعالجتها فهي التعاون الاقتصادي والهجرة المنظمة في خدمة مصالح بلدينا ومواطنينا وتعزيز التعاون بين جامعاتنا والتعاون الاقليمي في إطار الاتحاد الاوروبي والاتحاد من أجل المتوسط".

وكشفت مصادر فرنسية انه سيتم التوقيع على خط تمويل فرنسي بقيمة 40 مليون يورو مخصص لدعم المؤسسات التونسية الصغرى والمتوسطة.

وتوجه فيون الى قصر القصبة لاجراء محادثات مع نظيره التونسي محمد الغنوشي يليها توقيع عدة اتفاقيات في مجالات الهجرة والطاقة النووية والتعاون في مجالات البحث العلمي والتكنولوجي والنقل.

وسيلتقي فيون يوم الجمعة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في محادثات قد تتركز اساسا على مسألة البداية المتعثرة للاتحاد من أجل المتوسط والهجرة.

ويستبعد مراقبون في تونس وباريس ان يتطرق فيون الى ملف حقوق الانسان في تونس رغم مطالب حقوقيين بالتطرق الى هذا الملف.

وطالبت منظمة مراسلون بلا حدود رئيس الوزراء الفرنسي باثارة مسألة الديمقراطية وحرية التعبير خلال لقاءه المسؤولين في تونس.

وقالت المنظمة في بيان : "بمناسبة الزيارة الرسمية.. توجهت المنظمة برسالة لتلفت انتباهه الى وضع المؤسسات الاعلامية المستقلة في البلاد التي لاتزال عاجزة عن اداء واجبها بسلام".

لكن فيون قال لصحيفة الشروق ردا على سؤال حول تدخل بلاده في مثل هذه المسائل "لن يكون هناك تدخل لان هذا الامر لايتلائم وطبيعة علاقاتنا المبنية على الاحترام المتبادل والصداقة".

وتتجاهل الحكومة الفرنسية غياب الحريات والإنتهاكات في مجال حقوق الإنسان في تونس ، وتفضل بدل ذلك التركيز على الجوانب الإقتصادية والتعاون الأمني بين البلدين ، وهو ما يعتبره البعض وجه من وجوه النفاق السياسي الذى تمارسه باريس .


جمعية حقوقية تنبه إلى خطورة حالة أحد السجناء
السبيل أونلاين - تونس

أكدت مصادر حقوقية أن السجين محمد مصباح المحمودي المقيم حالياً بسجن المسعدين ، يعاني من آلام حادة في مستوى الفخذ من رجله اليمنى بسبب إصابته بطلق ناري أثناء اعتقاله في 2006.04.10 ، و لا تزال الرصاصة ، التي أصيب بها ، مستقرة في جسده ، و تدهورت وضعيته الصحية بعد سقوطه من سريره بالسجن و إصابته بكسر في العظام تعذر جبره لحصوله في نفس الموضع الذي تستقر به الرصاصة بل يخشى أن يؤدي التدخل الجراحي ، حسب طبيب السجن ، إلى الإصابة بالشلل .
وقالت "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" ، في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء 23 أفريل 2009 ، أنها :"تلفت الإنتباه إلى الحالة الصحية المتدهورة للسجين محمد مصباح المحمودي" ، وعبّرت عن خشيتها من "أن يكون هذا الإهمال المتعمد من إدارة سجن المسعدين ضربا من التشفي و العقوبة " التكميلية " خارج إطار القضاء" .
ودعت الجمعية الإدارة العامة للسجون و ..الإصلاح إلى التدخل لتوفير العناية اللازمة والعلاج المناسب لحالة السجين المذكور ، "وتذكر وزارة العدل .. وحقوق الإنسان بمسؤوليتها القانونية في حماية الحرمة الجسدية و المعنوية للسجناء" ، وفق البلاغ .
يذكر أن السجين الشاب محمد مصباح المحمودي أصيل مدينة بنقران من ولاية مدنين , قد صدر في حقه حكم بـالسجن مدة 9 سنوات بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 لـ " مكافحة الإرهاب" وتم نقله منذ حوالي شهر من سجن الهوارب إلى سجن المسعدين.


ملحـــــــــق
القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء
أوصي باعتمادها مؤتمر الأمم المتحدة الأول لمنع الجريمة ومعاملة المجرمين المعقود في جنيف عام 1955 وأقرها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بقراريه 663 جيم (د-24) المؤرخ في 31 جويلية 1957 و 2076 (د-62) المؤرخ في 13 ماي 1977


الخدمات الطبية
22.
(1) يجب أن توفر في كل سجن خدمات طبيب مؤهل واحد على الأقل.. وينبغي أن يتم تنظيم الخدمات الطبية على نحو وثيق الصلة بإدارة الصحة العامة المحلية أو الوطنية..

(2) أما السجناء الذين يتطلبون عناية متخصصة فينقلون إلى سجون متخصصة أو إلى مستشفيات مدنية. ومن الواجب، حين تتوفر في السجن خدمات العلاج التي تقدمها المستشفيات، أن تكون معداتها وأدواتها والمنتجات الصيدلانية التي تزود بها وافية بغرض توفير الرعاية والمعالجة الطبية اللازمة للسجناء المرضي، وأن تضم جهازا من الموظفين ذوى التأهيل المهني المناسب.

(3) يجب أن يكون في وسع كل سجين أن يستعين بخدمات طبيب أسنان مؤهل.

24. يقوم الطبيب بفحص كل سجين في أقرب وقت ممكن بعد دخوله السجن، ثم بفحصه بعد ذلك كلما اقتضت الضرورة، وخصوصا بغية اكتشاف أي مرض جسدي أو عقلي يمكن أن يكون مصابا به واتخاذ جميع التدابير الضرورية لعلاجه..

25.
(1) يكلف الطبيب بمراقبة الصحة البدنية والعقلية للمرضي، وعليه أن يقابل يوميا جميع السجناء المرضي. وجميع أولئك الذين يشكون من اعتلال، وأي سجين استرعى انتباهه إليه على وجه خاص.
(2) على الطبيب أن يقدم تقريرا إلى المدير كلما بدا له أن الصحة الجسدية أو العقلية لسجين ما قد تضررت أو ستتضرر من جراء استمرار سجنه أو من جراء أي ظرف من ظروف هذا السجن.


عائلة العربي العبيدي تجهل مصير إبنها بعد إعتقاله
السبيل أونلاين - تونس

أفادت مصادر حقوقية تونسية أن عائلة الشاب العربي بن محمد بن التوهامي العبيدي ، وهو ميكانيكي قاطن بجهة سيدي حسين السيجومي ، ما زالت تجهل مصيره بعد أسبوع كامل من اعتقاله من قبل أعوان البوليس السياسي على الساعة العاشرة من صباح يوم الأربعاء 15 أفريل 2009 .
 

وقالت منظمة "حرية وانصاف" ، في بلاغ وصل السبيل أونلاين مساء الإربعاء 22 أفريل 2009 ، أن عائلة الشاب العربي العبيدي ، أعلمتها بأنها أصبحت تخشى على حياته بعد أسبوع كامل من جهلها بسبب و مكان اعتقاله، و هي تناشد كل الضمائر الحية للمطالبة بإطلاق سراحه.

 
 

وكان أعوان البوليس السياسي فتشوا منزل عائلته بعد اعتقاله.


السبيل أونلاين - تونس

تجديد الهياكل النقابية الجهوية :فرحة أخرى في سوسة

مرة أخرى تنتصر إرادة النقابيين المستقلين وعزيمتهم على إغراءات ورغبات الجهاز النقابي المهيمن , هذه المرة كان الانتصار في سوسة حيث تعرضت قائمة الكاتب العام محمد الجدي المدعوم من المركزية النقابية إلى سقوط مدوي في انتخابات تجديد المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بسوسة يوم أمس 22 / 04 / 2009 .

الهزيمة كانت فادحة ومثلت ضربة أخرى في جسد المركزية النقابية المنهك أصلا بفعل تواتر أزماتها وقد حملت هذه الهزيمة رسائل متعددة إلى المركزية النقابية أولا وكل الفاعلين النقابين على مستوى جهوي ثانيا :

الرسالة الأولى إلى المركزية النقابية ومفادها أن عصر فرض القوائم الجاهزة المعدة سلفا في أروقة المكاتب الفاخرة والتي يتم اختيار أعضائها حسب درجة ولائهم وقدرتهم على تطبيق خيارات هذه المركزية لا حسب نضاليتهم وصدقهم وارتباطهم بانشغالات قواعدهم , هذا العصر أصبح يواجه صعوبات وربما يصل إلى حد الفشل النهائي .

الرسالة الثانية إلى المركزية النقابية أيضا ومفادها أن هذه المركزية عليها أن تفهم أن سياسة فرض القوائم الجاهزة مضر بالعمل النقابي إلى ابعد الحدود ويحرم العمل النقابي من طاقات كثيرة أكثر فاعلية وقريبة من قواعدها , بل إن نقابيين كثيرين فضلوا الانسحاب والاستقالة جراء هذه السياسة .

الرسالة الثالثة إلى ديناصورات الاتحادات الجهوية الذين يمسك بعضهم بدفة القيادة لعقود طويلة وبعضهم وصل إلى عمر سبعيني الرسالة إلى هؤلاء واضحة وبسيطة جدا ومفادها أن المغادرة عن طواعية أفضل ألف مرة من سقوط مدوي والتاريخ يسجل كل كبيرة وصغيرة ولن يرحم أحدا.

الرسالة الرابعة إلى القواعد النقابية التي منحها انتصار سوسة فائضا من الطاقة الايجابية ولهذا وجب على هذه القواعد أن تنزع عنها غطاء السلبية والإحباط وان تدخل إلى كل المعارك الانتخابية الصغرى والكبرى بكل الزخم النضالي الممكن لان التغيير الحقيقى المرتبط بإرادة القواعد ممكن في كل وقت .

لقد فتح هذا الانتصار الباهر الطريق واسعا أمام انتصارات أخرى ممكنة في جهات عديدة في القيروان مثلا أو في جندوبة كما فتح الطريق واسعا أيضا أمام تغيير حقيقى في هرم القيادة النقابية .

محمد العيادي / نقابي مستقل - منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية


اضراب شامل في قطاع البريد التونسي
السبيل أونلاين - تونس

قال مصدر مهتم بالشأن النقابي أن أعوان الديوان الوطني للبريد في تونس نفذوا اليوم 23 / 04 / 2009 إضرابا وطنيا بسبب تعطل المفاوضات الاجتماعية في قطاعهم ورفض الطرف الإداري الاستجابة إلى مطالب الأعوان سواء فيما يخص المطالبة بزيادات مشابهة لزيادات الوظيفة العمومية خلال الفترة من 2008 إلى 2011 وكذلك الترفيع بنسبة 50 في المائة في المنح الخصوصية وتعميم تذاكر المطاعم وتمتيع الأعوان بترقية آلية بعد أقدمية 8 سنوات إضافة إلى تحسين الخدمات الاجتماعية.
 

وعبّر" المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية" ، في بلاغ وصل السبيل أونلاين مساء الخميس 23 أفريل 2009 ، عن تضامنه المطلق مع البريديين ، وأكد أنه "يتبنى دون تحفظ مطالبهم المشروعة وهو يأمل من سلطة الإشراف ومن الإدارة العامة للبريد فتح حوار جدي وسريع مع ممثلي الأعوان و الاستجابة إلى هذه المطالب منعا لكل توتر او احتقان في صفوف البريديين" حسب تعبيره.


ندوة صحفية حول مسألة الرقابة الدولية في الإنتخابات التونسية القادمة
السبيل أونلاين – تونس – خاص

عقد اليوم الثلاثاء 21 أفريل 2009 ، "الحزب الديمقراطي التقدمي" ندوة صحفية بمقره المركزي بالعاصمة ، حضرها عدد من الصحفيين وممثلي بعض الصحف التونسية ووكالات الأنباء الدولية .
 

وقد حضر خالد الحداد عن جريدة "الشروق" ، ومختار القرواشي عن جريدة " أخبار الجمهورية"، وسامي النصر عن جريدة "الموقف" ، ومحمد الحمروني عن جريدة "العرب" القطرية ، ومنجى السعيداني عن صحيفة "الشرق الأوسط" ، كما حضر الصحفي طارق عمارة ، ومحمود الذوادي عضو نقابة الصحفيين .

وعن الوكالات الخارجية حضر بوعزي بن بوعزي عن "وكالة فرانس بريس" ، وميخائيل ألبارتينوس عن "الوكالة الإسبانية للأنباء" ، وخميس بن بريك عن "الجزيرة نت" ، وكمال الكافي ممثل جريدة "المدينة" السعودية في تونس ، وكوثر العربي من "الوكالة الفرنسية للأنباء" ، كما حضرعدد من مراسلي المواقع الإلكترونية .

 
 

ودعا الحزب إلى حضور مراقبين دوليين في الإنتخابات التونسية القادمة التى ستجرى في شهر أكتوبر 2009 ، ضمانا لشفافيتها ونزاهتها ، ذلك أن كل الإنتخابات الماضية قد حدث فيها تداخل بين أجهزة الحزب الحاكم وأجهزة الدولة ، كما فقدت الإدارة صفة الحياد السياسي ، وكمثال حي على ذلك تكليف وزير الداخلية الحالي رفيق الحاج قاسم من قبل الحزب الحاكم بمهمة الإشراف على لجنة التعبئة التابعة له وذلك بمناسبة الإنتخابات القادمة وهو ما يؤكد التداخل المستمر للوظائف الحزبية بوظائف الدولة مما يفقد سلطة الإشراف على الإنتخابات شروط الحياد ونزاهتها .

كما طالب بتكليف هيئة وطنية مستقلة للإشراف على سير الإنتخابات القادمة ، وعبّر عن إستغرابه من موقف وزير الوظيفة العمومية زهير مضفّر حيال ما أعلنه في ندوة صحفية الأسبوع الماضي بأن "تونس وإن كانت تقبل بملاحظين أجانب أثناء الإنتخابات ، فإنها لا تقبل بحضور مراقبين" ، معللا ذلك بأن "مهة الإشراف على الإنتخابات تعد مسألة وطنية سيادية" ، وهو ما يتناقض مع تصريحات رئيس الدولة ، الذى أكد فيها بأنه يقبل حضور مراقبين دوليين في الإنتخابات القادمة .

وإعتبر" الديمقراطي التقدمي" أن مسألة الإشراف على الإنتخابات يعد موضوعا سياديا ، و القبول بمراقبين دوليين هو من أجل البحث والتقصي في مدى توفر الحريات الأساسية الضامنة لإنتخابات حرّة ونزيهة وتشمل الفترة السابقة لها قصد التثبت من سلامة المناخ السياسي والإطار القانوني المنظم لهذه الإنتخابات ، ومن أجل التأكد من حياد سلطة الإشراف على الإنتخابات وموافقة التراتيب الإنتخابية للمواصفات الدولية .

وعبر الحزب عن خشيته من تراجع الحكومة عما سبق وأعلنته من إستعدادها لإستضافة بعثات للمراقبة الدولية للإنتخابات ، وقال بأنه يجرى تنسيق بين ثلاث أحزاب معارضة للوصول إلى موقف موحد بشأن المراقبين الدوليين .

جدير بالإشارة أن قوات البوليس السياسي حضرت بكثافة على مداخل الطرقات الرئيسية المؤدية للمقر .

تونس - من زهير مخلوف


السبيل أونلاين - تونس

حرية وإنصاف - أخبار الحريات في تونس
تونس في 25 ربيع الثاني 1430 الموافق ل 21 أفريل 2009

1) البوليس السياسي يعتقل الطالب محمد ماميطة و يعتدي عليه بالعنف اللفظي و المادي:
اعتقل أعوان البوليس السياسي الطالب محمد ماميطة ( سنة أولى رياضيات ) على الساعة الرابعة من مساء يوم الاثنين 20 أفريل 2009 بنهج الشيخ إدريس بمدينة بنزرت واقتادوه إلى مركز بوقطفة أين اعتدوا عليه بالعنف اللفظي والمادي و حرروا عليه بطاقة إرشادات و طلبوا منه الحضور صباح هذا اليوم بالمركز المذكور دون تسليمه استدعاء كتابيا و لم يطلقوا سراحه إلا بعد الساعة السابعة و النصف مساء، ثم أعادوا اعتقاله صباح اليوم الثلاثاء 21 أفريل 2009 منكرين عليه عدم الحضور من تلقاء نفسه و اعتدوا عليه مرة أخرى بالعنف اللفظي و المادي و لم يطلقوا سراحه إلا بعد ساعات من اعتقاله بعد أن طلبوا منه الحضور مرة أخرى لديهم يوم الأربعاء 22 أفريل 2009.
2) حملة ضد الملتحين و المحجبات بالسوق الأسبوعي بمنزل تميم:
قام عدد كبير من أعوان الشرطة باللباس الرسمي و المدني بالسوق الأسبوعي بمنزل تميم بحملة أمنية تستهدف الفتيات المحجبات و الشبان الملتحين ، و بعد اقتيادهم إلى منطقة الشرطة تم إجبارهم على إمضاء التزام يقضي بحلق اللحى بالنسبة للشبان و نزع الحجاب بالنسبة للفتيات كما تم تحرير بطاقات إرشادات ضدهم.
منع الأستاذة نجاة العبيدي
منعت إدارة سجن المرناقية اليوم الثلاثاء 21 أفريل 2009 للمرة الثالثة على التوالي الأستاذة نجاة العبيدي من زيارة منوبها سجين الرأي السيد مهدي بعطوط المعتقل حاليا في سجن المرناقية على ذمة عميد قضاة التحقيق بدون أي موجب، وقد تحول رئيس فرع تونس للهيئة الوطنية للمحامين صحبة الأستاذة نجاة العبيدي إلى السجن المذكور قصد معاينة هذا المنع الذي يعتبر أمرا خطيرا و فيه مساس بحق السجين في مقابلة محاميه و في الدفاع عن نفسه بالوسائل التي يكفلها له القانون وقد كاتب رئيس فرع تونس للهيئة عميد قضاة التحقيق في الموضوع .

وقالت "حرية وانصاف" أنها سبق :" أن نبهت إلى خطورة هذا المنع الذي يمس من حقوق الدفاع " ، وإعتبرت أن تكرار هذه التجاوزات مؤشر خطير يدل على الحد من حرية الدفاع و التضييق على مساجين الرأي و طالبت السلطة بضمان استقلالية المحاماة و احترام حق المحامي في القيام بدوره ووضع حد لمثل هذا الانتهاك الخطير.

أخبار نقابية عن "المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية"

السبيل أونلاين تونس

* تونس : إضراب وطني ناجح في مؤسسة اتصالات تونس

نفذ أعوان مؤسسة اتصالات تونس اليوم 21 / 04 / 2009 إضرابا وطنيا وذلك تنفيذا لقرار الهيئة الإدارية القطاعية للبريد والاتصالات المنعقدة بتاريخ 25 مارس 2009 بسبب تعثر المفاوضات مع الإدارة ومن اجل توضيح آفاق ومستقبل وديمومة مؤسسة اتصالات تونس في القطاع العمومي, وقد عرف الإضراب تجاوبا كبيرا من الاعوان

* صفاقس : إضراب جهوي في قطاع التعليم الثانوي

تستعد جهة صفاقس لانجاز إضراب جهوي في قطاع التعليم الثانوي يوم 23 / 04 / 2009 وذلك على خلفية مشكلة أستاذ نقابي اتهمته تلميذة بالتحرش الجنسي وهو ما رفضته النقابة واعتبرته تهمة كيدية واعتداءا على كرامة المدرس وعلى شرف المهنة.

* مدنين : إحالة كاتب عام نقابة دار جربة على لجنة النظام

لا يزال شبح العقوبات يطارد أعضاء النقابة الأساسية بدار جربة وهي كبرى نقابات السياحة في جهة مدنين اذ تضم قرابة 600 منخرط حيث وقعت إحالة الكاتب العام للنقابة الأساسية على لجنة النظام بتهمة ارتكاب تجاوزات في حق المنظمة وهياكلها في حين يرى بعض النقابيين أن السبب يعود الى ترشح الكاتب العام في قائمة منافسة لقائمة الكاتب العام للاتحاد الجهوي في المؤتمر الماضي المنعقد سنة 2005 علما انه منذ ذلك التاريخ تمت إحالة بعض أعضاء النقابة الأساسية على لجنة النظام الوطنية والجهوية 3 مرات تقريبا وتعرض بعضهم الى عقوبة تجميد النشاط

* تطاوين : دورة تكوينية سرية يحرم بعض النقابيين من متابعتها

انعقدت في تطاوين دورة تكوينية يومي 17 و 18 افريل 2009 كان موضوعها الأزمة المالية العالمية ودور النقابات من تقديم الأستاذ حسين الديماسي والعمل اللائق من تقديم النقابي عبيد البريكي وقد تم استثناء عدد كبير من النقابيين من الحضور منهم النقابي مصباح شنيب الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي .


تونس..إعتداء..منع ومضايقة
السبيل أونلاين - تونس

1) اعتداء لفظي و مادي على أعضاء جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبة:
قام رئيس مركز شرطة مدينة بوسالم المدعو سمير السعيدي اليوم الاثنين 20 أفريل 2009 بالاعتداء لفظيا و ماديا على أعضاء جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبة السادة المولدي الزوابي ( كاتب عام ) و نورالدين القادري وعبد السلام الطرابلسي و نورالدين الرزقي و افتك منهم لافتة الحزب الديمقراطي التقدمي التي كانوا يحملونها معهم على متن سيارة النقل الريفي في طريقهم إلى مدينة جندوبة لتسليم رسالة إلى والي الجهة يطالبونه فيها بالحق في الفضاءات العمومية.
2) منع الأستاذ حاتم الفقيه من الدخول إلى مقر منظمة حرية و إنصاف:
منع أعوان البوليس السياسي مساء اليوم الاثنين 20 أفريل 2009 الناشط الحقوقي الأستاذ حاتم الفقيه عضو المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف مكلف بملف قضايا التحرر في الوطن العربي و في العالم و الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي باريانة من الدخول إلى مقر المنظمة الكائن بنهج مختار عطية بالعاصمة و الذي يخضع إلى محاصرة مستمرة من قبل أعوان البوليس السياسي و ذلك منذ تأسيس المنظمة، كما علمت المنظمة أن بعض أعوان البوليس السياسي يمتطون سيارة من نوع طويوطا قاموا كامل مساء اليوم بمتابعة تحركاته و إخضاعه لمراقبة لصيقة.
3) مضايقة السجين السياسي السابق السيد حاتم زروق:
يتعرض السجين السياسي السابق السيد حاتم زروق إلى مضايقة مستمرة من قبل رئيس مركز شرطة الوردية الذي يعمد في كل مرة إلى تهديده والضغط عليه لإجباره على طرد عمال مصنع الحلويات الذي يديره علما بأن السجين السياسي السابق السيد حاتم زروق الذي أفرج عنه في نوفمبر 2006 بعد قضاء قرابة السنتين بالسجن تربطه علاقة مصاهرة برئيس مركز الشرطة المذكور.
وقالت منظمة "حرية وانصاف " في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء افثنين 20 أفريل 2009 ، أنها " طالما نبهت لخطورة هذه الممارسات و دعت إلى وضع حد لها تندد بسياسة التضييق على موارد الرزق و تعطيل حق الاجتماع للأحزاب والمنظمات وتدين محاصرة المقرات و مضايقة الناشطين الحقوقيين و الاعتداء عليهم و تدعو إلى وقف سياسة التشفي من المساجين السياسيين السابقين التي ينتهجها أعوان البوليس السياسي".



السبيل أونلاين - تقرير

كتاب جديد عن القوى السياسية المصرية
عنوان الكتاب: مصر بعد مبارك: الليبرالية والإسلام والديمقراطية في العالم العربي

Egypt After Mubarak: Liberalism, Islam, and Democracy in the Arab World

المؤلف : بروس روثرفورد Bruce K. Rutherford

دار النشر : Princeton University Press

عدد الصفحات: 304 صفحة.

مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية المصرية في عام 2011، بدأت عديدٌ من مراكز الأبحاث الأمريكية والباحثون والكتاب الغربيون يولون أهمية كبيرة لمستقبل النظام السياسي المصري بعد الرئيس "محمد حسني مبارك". ومن الكتب التي صدرت مؤخرًا في الولايات المتحدة الأمريكية عن مستقبل النظام السياسي المصري بعد مبارك كتاب لبروس روثرفورد Bruce K. Rutherford الذي حمل عنوان "مصر بعد مبارك: الليبرالية والإسلام والديمقراطية في العالم العربي Egypt After Mubarak: Liberalism, Islam, and Democracy in the Arab World ". يقدم الكتاب تحليلاً للقوى السياسية داخل النظام السياسي المصري والتي يجملها الكتاب في ثلاث قوى رئيسة هي: جماعة الإخوان المسلمين ـ المحظورة رسميًّا ـ والقضاة وطبقة رجال الأعمال. ويُظهر الكتاب أن تلك القوى الثلاثة تعمل بشكل متوازٍ فيما بينها داخل النظام السياسي المصري، وليس بصورة موحدة فيما بينها، من أجل التأثير على مستقبل مصر السياسي.

وعن هذا الكتاب نشرت مجلة الشئون الخارجية Foreign Affairs في عددها عن شهري مارس ـ أبريل 2009 عرضًا للكتاب أعده ستفين كوك Steven A. Cook، الباحث في شئون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الذي تصدر عنه المجلة، والذي جاء تحت عنوان "السير بلا هدى على النيل: قيود على المعارضة بمصر Adrift on the Nile : The Limits of the Opposition in Egypt.

تبدد ربيع الديمقراطية العربي

ينطلق كوك في بداية عرضه للكتاب من صعوبة وصف منطقة الشرق الأوسط بأنها في مرحلة التحول الديمقراطي، مذكرًا بأن المنطقة كانت تعيش ربيع الديمقراطية ـ حسب التوصيف الأمريكي ـ في عام 2005، فيشير إلى عدد من الأحداث الديمقراطية التي تُشير إلى هذا الربيع الديمقراطي منها: ذهاب العراقيين لصناديق الاقتراع بعد خلع الرئيس العراقي السابق "صدام حسين" لتشكيل حكومة عراقية جديدة، ونزول اللبنانيين بأعداد غفيرة وسط العاصمة "بيروت" لمعارضة الوجود والنفوذ السوري في لبنان، والانتخابات البلدية في السعودية لأول مرة في التاريخ السياسي السعودي. وفي القاهرة زاد عدد الناشطين السياسيين على مختلف الأطياف السياسية والتي كسرت القيود المفروضة على عمل المعارضة، وهو ما دفع افتتاحية بصحيفة غربية الإدعاء بصورة قوية أن المنطقة أحدثت تحولاً على أرض الواقع في مسار الديمقراطية.

ويشير كوك في صدد عرضه للكتاب إلى قلق مسئولي إدارة بوش لمستقبل التحول الديمقراطي بمصر، والذي يعد نوعًا من اللغز دون حل بسيط، وذلك لسببين رئيسين أولهما ـ حسب كوك ـ هو غياب التأييد لنظام مبارك، والسبب الثاني يتمثل في أن كافة أطياف النظام السياسي المصري بداية من اليساريين والناصريين وصولاً إلى الإسلاميين يعارضون الولايات المتحدة، ناهيك عن انقسام المعارضة المصرية على ذاتها خلال الست عقود المنصرمة، وهو الأمر الذي يصعب من تصور تجمع قوى المعارضة في ائتلاف موحد يمثل ضغطًا على نظام الرئيس حسني مبارك.

الإخوان المسلمين فاعل لا يمكن تجاوزه

في بداية عرضه للكتاب يتحدث كوك عن نشأة جماعة الإخوان المسلمين والهدف من نشأتها وهو أسلمة المجتمع المصري، وعن تحالف الضباط الأحرار مع الجماعة في أربعينيات القرن المنصرم، على الرغم من معارضة كثيرٍ من الضباط الأحرار لمشروع الجماعة لأسلمة المجتمع المصري، ولكنهم وجدوا خط نظام بينهم وبين الجماعة هو معارضتهما للمشروع الغربي الاستعماري في مصر ومنطقة الشرق الأوسط، ولذا تبنيا مشروعًا قوميًّا.

يرى كوك أنه منذ ثورة 1952 وهناك تياريان سائدان في التحليل الغربي لدور جماعة الإخوان المسلمين في النظام السياسي المصري. أولهما يرى أن الجماعة فاعل قوي في النظام السياسي المصري والذي لا يمكن إغفاله عند الحديث عن الإصلاح السياسي في مصر وهو ما عبرت عنه افتتاحية الوول استريت جورنال The Wall Street Journal في ربيع 2005. أما التيار الآخر فيرى أن جماعة الإخوان المسلمين لا تختلف عن حزب الله وحماس وحركات المقاومة في المنطقة التي تصنفها الولايات المتحدة والدول الغربية على أنها جماعات إرهابية، وأنها تهدف لتدمير الولايات المتحدة، ناهيك عن معارضتها المصالح الأمريكية في المنطقة وهو ما عبر عنه ميت رومني Mitt Romney ـ المنافس الجمهوري على بطاقة الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية لعام 2008 ـ في عام 2007. وبين هذين التيارين هناك تيار من الباحثين والمحليين الغربيين يركز على تطورات داخل الجماعة وتصعيد قيادات شابة تؤمن بالمسئولية والشفافية وحكم القانون، ولكن هؤلاء الباحثين في الوقت ذاته لا ينسون تاريخ الجماعة المسلح والغاية العليا لها من أسلمة المجتمع والنظام السياسي المصري.

ويشير كوك إلى حديث روثرفورد عن أن هناك تطورًا ليبراليًّا في جماعة الإخوان المسلمين مستندًا إلى مواقفها من حقوق المرأة، ويشير كوك إلى أن كاتب الكتاب لم يقع فيما وقع فيه كثير من المحللين الغربيين الذين يعتبرون الجماعة كائنًا ساكنًا لا يتطور أو يتحرك، لكن روثرفورد تحدث عن التغييرات والتطورات المعقدة داخل الجماعة وقدم تفسيرًا لها. وتحدث كاتب الكتاب ـ حسبما ينقل كوك ـ عن تراجع الجماعة عن العنف وإلى دورها السياسي في الانتخابات وتحالفها مع عدد من قوى المعارضة في الانتخابات، وإلى أيضًا تقديمها برنامجًا انتخابيًّا، الذي في واقع الأمر ليس ليبراليًّا، كما يرى كثيرون.

وينتقد كوك مبالغة روثرفورد تأثير أربعة مفكرين إسلاميين هم: الشيخ يوسف القرضاوي، طارق البشري، أحمد كمال أبو المجد ومحمد سليم العوا، على أفكار الجماعة. كما ينتقد كوك أن شرح أفكار هؤلاء ليس مفيدًا لمن لا يجيدون العربية حيث يصعب عليهم الوصول إلى كتاباتهم. وفي هذا الصدد يعرج كوك إلى الحديث عن القرضاوي وإدراك الأمريكيين والغربيين له من خلال آرائه وفتاويه من خلال برنامجه على قناة الجزيرة القطرية "الشريعة والحياة"، لاسيما فتاويه بالجهاد ضد الإسرائيليين وتبريره العمليات الاستشهادية ضدهم باعتبارهم يخدمون بقوات الدفاع الإسرائيلية. ولكن يشير كوك أيضًا إلى آرائه التقدمية في التعليم والمرأة والإصلاح.

وينقل كوك عن روثرفورد أن هؤلاء المفكرين الأربعة المؤثرين في أفكار الجماعة معتدلون في تفسيرهم للشريعة على عكس طالبان في أفغانستان والوهابيين في المملكة العربية السعودية، وهذا حسب روثرفورد يتماشى مع الحداثة.

القضاء معبر عن ضمير الشعب

على الرغم من تركيز الباحثين الغربيين وصناع القرار على دور الجماعات الإسلامية يتجاهل كثيرون دور القضاء المصري الساعي إلى مؤسسة تقدمية مؤمنة بالقيم الليبرالية ذات سلطة عليا في النظام السياسي المصري، وهو ما ركز عليه روثرفورد في كتابه بالحديث عن مساعي القضاء إلى استقلاليته. ويرجع الكاتب في هذا الصدد إلى التاريخ موضحًا دور القضاء المصري في تدشين جدل حول قوة وشرعية النظام السياسي المصري، منها خلال عقد الثمانينيات من القرن المنصرم، حيث أرغمت المحكمة الدستورية العليا الحكومة على تغيير قوانين الانتخابات أكثر من مرة، وإلى دور القضاء المصري في الانتخابات البرلمانية في عام 2005.
وينتقل كوك في عرضه للكتاب إلى حديث روثرفورد عن العقبات والقيود التي واجهت القضاء في عام 2006 والصراع بين القضاة والحكومة والشد والجذب بينهما، وإلى مظاهرات القضاة وسط القاهرة أكثر من مرة من أجل مطالبهم. ويرى الكاتب أن هذا الصراع بين الحكومة والقضاة راجع إلى محاولات الحكومة المستمرة إلى تسييس القضاء وإلى مساعي القضاة إلى استقلال مؤسسة القضاء وفرض حكم القانون.

وفي ظل هذا الصراع المحتدم بين القضاة والحكومة استجابت الحكومة حسب كاتب الكتاب لعدد من مطالبهم والتي لم ترضهم ولا قوى المعارضة، ولكنها قوضت من نشاطهم الرئيسي. ويرى الكاتب أن القضاء يمكن أن يعبر بطرق عن ضمير المصريين، وعن المتطلعين إلى حريات ومستقبل ديمقراطي أفضل. ويرى الكاتب أنه بمناصرة القضاة ونزولهم إلى الشارع المصري بفاعلية مثلما هو الحال في باكستان، سيساعد القضاء المصري في تشكيل مستقبل مصر السياسي.

رجال الأعمال من الاقتصاد إلى السياسة

وعن القوى الثالثة في النظام السياسي المصري يتحدث روثرفورد عن رجال الأعمال الذين أضحوا أحد الفاعلين في النظام السياسي المصري وأحد نخب النظام المصري، فهم يزاوجون بين الأعمال والسياسة، وهنا يتحدث الكاتب عن نخبة رجال الأعمال بوزارة الدكتور أحمد نظيف الحالية والتي لم تتغير في التعديل الوزاري الأخير، وهنا يتحدث عن ثلاث من الوزراء الذين يصوغون السياسة الاقتصادية لمصر منذ عام 2004 وهم: وزير التجارة رشيد محمد رشيد، ووزير المالية يوسف بطرس غالي ووزير الاستثمار الدكتور محمود محي الدين، ويتحدث الكاتب عن قرب هؤلاء الثلاثة من "جمال مبارك" ـ الأمين العام المساعد وأمين السياسات للحزب الوطني الديمقراطي ـ. وعن الحزب الوطني الديمقراطي ـ الحزب الحاكم ـ يقول الكاتب: إنه أضحى حزب رجال الأعمال. ويشير كوك في عرضه للكتاب إلى عدد من كبار رجال الأعمال في الحزب الوطني الديمقراطي ومنهم على سبيل المثال أحمد عز وطاهر حلمي رئيس مجلس إدارة الغرفة الأمريكية للتجارة.

وفي عرضه للكتاب يرى كوك أن العلاقة بين رجال الأعمال والعمل السياسي ليست راجعةً إلى دور "جمال مبارك" السياسي بالحزب الوطني الديمقراطي، ولكنه راجع لفترة الرئيس المصري الراحل "أنور السادات"، فقد أدت سياسة الانفتاح التي تبناها "السادات" إلى تلك العلاقة الجدلية بين رجال الأعمال والعمل السياسي، وقد استمرت تلك السياسة خلال فترة الرئيس المصري الحالي "محمد حسني مبارك". ويرى أن العلاقة بين رجال الأعمال والحزب الوطني الديمقراطي الحاكم هي الخلاصة المنطقية لعملية ترجع إلى ما يقرب من ثلاثين عامًا.

وينتقد كوك نظرة كاتب الكتاب إلى رجال الأعمال ليس كجزء مهم من النظام ولكن أحد الدافعين والمؤثرين على النظام لتبني إجراءات ليبرالية، وهو ما يرفضه كوك فيرى أن تحليل روثرفورد في تلك النقطة ليس مقنعًا لأنه لم يتناول دور صندوق النقد الدولي خلال الثمانينيات والتسعينيات الذي دفع القاهرة إلى تنبي سياسات ليبرالية. فحسب كوك كان لصندوق النقد الدولي كبير الدور في التأثير على النظام المصري لتنبني إصلاحات ليبرالية وليس أي فاعل في النظام السياسي المصري بما في ذلك رجال الأعمال، وتلك الإجراءات الإصلاحية التي أُرغمت الحكومة المصرية على اتخذاها خدمت مصالح طبقة رجال الأعمال. ويقول كوك: إن طبقة رجال الأعمال رحبت بتلك الإجراءات الإصلاحية ـ تحديث الاقتصاد المصري ـ لأنها مكنتهم من تحقيق مكاسب ومنافع من العولمة.

رؤية ختامية

وفي النهاية يرى كوك أن كتاب روثرفورد أظهر أن أيًّا من القوى الثلاثة التي تحدث عنها ليست مؤمنة بالديمقراطية، ولكنه يوضح بصورة جلية أن مجموعة من الليبراليين يواجهون بجهود منفردة عددًا من سياسات الحكومة المصرية، وحسب تحليل روثرفورد فإذا استمرت تلك المجموعة الليبرالية في ممارسة دورها التأثيري فإنه في يوم من الأيام سيحدث تغيير في النظام السياسي المصري إلى نظام ليبرالي إن لم يكن نظامًا سياسيًّا ديمقراطيًّا.

ويرى كوك أن القوى الثلاثة التي تحدث عنها روثرفورد في كتابه، جماعة الإخوان المسلمين والقضاة ورجال الأعمال وغيرها من القوى ليست قادرة على تشكيل قوة ضغط على النظام المصري بالطريقة التي يتحدث عنها روثرفورد في كتابه. قائلاً: إن الحكومة المصرية تختلف عن الأنظمة الشيوعية في وسط وشرق أوروبا خلال عام 1989 التي كانت قابعة تحت ضغط التناقضات الداخلية، لكن الحكومة المصرية قوية ومرنة أكثر مما يتوقع روثرفورد في كتابه. وفي نهاية عرضه للكتاب يقول كوك: "أن "السلطوية" لن تستمر في حكم مصر إلى الأبد ولكن خبرة سبعة آلاف عامٍ تشير إلى أنها ستظل مستمرة لفترة طويلة من الزمن".


(تقرير واشنطن - العدد 207 ، 25 ابريل 2009 )


مسلمو أمريكا تحت الحصار
السبيل أونلاين - ترجمة

بينما كان الرئيس الأمريكي باراك أوباما يعقد أول مؤتمراته الصحفية المشتركة مع الرئيس التركي عبد الله جول، أوائل الشهر الجاري، كجزء من أولى رحلاته إلى دولة مسلمة –في هذا التوقيت- كان العملاء الفيدراليون الأمريكيون يستعدون لإلقاء القبض على (الطالب المصري) يوسف مجاهد في تامبا بولاية فلوريدا الأمريكية. قبلها بثلاثة أيام فقط كانت هيئة المحلفين في محكمة تامبا الفيدرالية قد برأته من كافة التهم الموجهة إليه وهي نقل متفجرات بصورة غير مشروعة وحيازة عبوات ناسفة.
 

ووعد أوباما جول، حين التقاه، بالعمل على "تشكيل مجموعة من الاستراتيجيات التي بإمكانها تجسير الانقسام بين العالم الإسلامي والغرب، بما يجعلنا أكثر ازدهارًا وأمنا".

 
 

وقد ظن مجاهد -الذي تمت تبرئته من بين أقرانه- أنه صار آمنًا وعاد إلى عائلته والتحق بالدورة التدريبية النهائية اللازمة للحصول على الشهادة الجامعية من جامعة ساوث فلوريدا. إلا أن الكابوس عاوده من جديد. قصَّ عليّ والده تفاصيل القبض عليه قائلاً: "أثناء اصطحابي لابني، ظهر الأمس، لشراء مستلزمات من متجر وال-مارت، تلقينا مكالمة من محامينا يطلب منا لقاءه على الفور. ... وعند وصولنا إلى ساحة انتظار السيارات، وجدنا أنفسنا محاصرين بسبعة أفراد أو أكثر. كانوا يرتدون ملابس مدنية، دون أي شارات، أو بطاقات هوية، ثم أحاطوا بنا وأعطوني ورقة.

وقالوا لي: "وقِّع على تلك الورقة". فسألتُهم: "علام أوقِّع؟" فأجابوني: "سنأخذ ابنك، ونقوم بترحيله".أما مجاهد، (فاحتجزته) إدارة الهجرة والجمارك تمهيدًا لترحيله. (ومن العجيب أن) تلك الإدارة تستند إلى نفس التهم التي تمت تبرئته منها بالكامل.

وترجع وقائع القصة إلى أغسطس عام 2007، حيث كان يوسف مجاهد وزميل دراسته في جامعة ساوث فلوريدا، أحمد محمد، في رحلة بالسيارة لزيارة كارولينا. حينما أُوقفا بسبب تجاوز السرعة، وجدت الشرطة شيئًا في صندوق السيارة وصفوه بأنه متفجرات. وقد أوضح مجاهد وصديقه أحمد محمد أنها مجرد ألعاب نارية، مصنوعة في المنزل.

وأشار المُـدَّعون إلى شريط فيديو على الإنترنت لمحمد، قيل أنه يشرح كيفية تحويل لعبة إلى عبوة ناسفة. وعقد محمد، والذي قد يواجه عقوبة السجن لفترة تصل إلى نحو 30 عامًا، اتفاقًا يقضي باعترافه بتلك التهم مقابل تخفيف الحكم إلى 15 عامًا. بينما أنكر مجاهد التهم المنسوبة إليه، واتفقت هيئة المحلفين في المحاكمة مع دفاع المتهم على أنه: لم يكن على دراية بما يحدث، وأنه بريء تمامًا من كافة التهم.

وعلى الرغم من تبرئته تمامًا، فلا يزال يواجه خطر الاعتقال والترحيل استنادًا لنفس التهم السابقة. ويكفل الدستور الأمريكي ألا (يُحاكَم الشخص مرتين بنفس التهمة)، لكن في عالم اعتقال المهاجرين المظلم، تصبح العقوبة المزدوجة قانونية تمامًا.

وقد انتقد أحمد بدير - رئيس جمعية تامبا لحقوق الإنسان وأحد مقدمي برنامج ترو توك (True Talk) بمحطة تامبا المحلية WMNF وهو برنامج معني بالشؤون العالمية وعلى الأخص أحوال المسلمين ومسلمي أمريكا- انتشار الهجمات على الجالية الإسلامية واستمرارها من قبل الحكومة الفيدرالية و جهاز ''قوات الواجب المشتركة المخصصة لمقاومة الإرهاب (JTTFs) ، التي يقول بدير إنه "لا يشمل عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) فحسب، بل أيضًا مفتشو البريد، وموظفو مصلحة الضرائب الفيدرالية (IRS )، وضباط شرطة احتياطيين محليين، ونواب عُمَد، وأي نوع من قوات تنفيذ القانون". ويكمل بدير قائلاً: "وحينما تفشل أحد الوكالات في القبض على فرد ما، تتدخل وكالة أخرى للقيام بذلك. إنهم مثل الأخطبوط."

وحينما نُطق الحكم بالبراءة، اتجه سمير مجاهد والد المتهم صوب هيئة الادعاء. وهو ما أذهل الكثيرين- على حد وصف بدير الذي استرجع اللحظة قائلا- ذهب إلى الادعاء، الذين لاحقوا ابنه لعامين، وصافحهم فقام الحاضرون بمد أيديهم إليه وقام هو بدوره بمصافحتهم، مادًا يده، مصافحًا فريق الادعاء وعملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي أنفسهم، ثم صافح القاضي أيضًا. وقد صافح القاضي يوسف وتمنى له 'حظًا سعيدًا في المستقبل' … وهنا انتهت القضية."

يُذكر أن باراك أوباما قال أثناء زيارته إلى تركيا: "لسنا أمة مسيحية أو يهودية أو مسلمة، نعتبر أنفسنا أمة من مواطنين يحملون مُثلاً عليا ومجموعة من القيم."

حتى يوم الاثنين، كان سمير مجاهد يمتدح النظام القضائي بالولايات المتحدة، وقد قال لي حينها: "أشعر بالسعادة، والفخر الشديد، لأن النظام يعمل". أما بعد اعتقال ابنه من قبل إدارة الهجرة والجمارك، فصرَّح والده خلال مؤتمر صحفي: "أمريكا بلد الحرية، ولكني لا أعتقد بوجود حرية هنا. نعم لا حرية هاهنا للمسلمين."

كتبه : آمي جودمان/ ترجمة الإسلام اليوم

للإطلاع على الموضوع من المصدر، انقر هنا


~ مقالات ~

السبيل أونلاين - قصة قصيرة


الثعلب الحنــون

تحلق الأحفاد حول جدهم.. وتدافعوا أيهم يلتصق بركبتيه.. وهم يتضاحكون.. الذي ابتسم لهم وهو يطلب منهم الهدوء..
حسنًا ياأكبادي.. سأحكي لكم قصة الثعلب الحنون
وهذه القصة وقعت لنا منذ خمسين سنة، أيام كنا مجموعة واحدة، وقبل أن تتغير الدنيا كما هو عليه الحال اليوم.
في تلك الفترة..
وأمام مسجد الدوار الطيني الصغير..
اجتمع الرجال بعد أن أدوا صلاة الفجر، وقد برز من بينهم والدي شيخ الدوار وقاضيه، وأمامه انطلق أحد الرجال يقول :
ـ أنت مسؤولنا ياشيخ.. ولابد أن تجد حلا لهذه المشكلة! هذه هي المرة العشرين في هذا الشهر التي تقتل فيها عدد من الديكة الرومية أو الدجاج! وهذه المرة عندي، لقد بتنا ياشيخ تقتل مجموعة من الديكة مرة كل ليلة تقريبا، وأنت تعرف مايمثله الدجاج بالنسبة لنا، دون أن نعرف ماذا نفعل!!
نظر شيخ القرية إلى الرجال من حوله، وهو يواصل تخليل لحيته، قبل أن يسأل أحدهم : "ألم تر له أثرا في زريبتك ومرقد دجاجك يامختار؟ وهل هو الثعلب فعلا صاحب الفعلة؟"
رد مختار: "لايا شيخ .. لا يوجد له أي أثر! وأنا أعتقد أنها أفعال الثعالب، ولا أعرف حتى وجهته.. كل ما حدث أنني سمعت الدجاج يوكوك ويتخبط بأجنحته في منتصف الليل تقريبا.."
أطرق الشيخ مفكرًا، قبل أن يرفع رأسه ليقول بلهجةٍ حازمة: "يجب أن نضع حراسةً في الدوار كل ليلة، حتى نستطيع أن نقبض على الثعلب.."
ارتفعت الأصوات من حول الشيخ، فالكل يرغب في القبض على الثعلب لكن لايعرفون كيف وأين..؟
تقدم مختار ومعه رجل آخر وقال: "هذا يا شيخ رجل من دوار المَعَاطة، وقد وقعت لهم قصة مشابهة، وهو يقول أنه قصاص أثر، ويريد أن يساعدنا في القبض على الثعلب.."
فقال ذلك الرجل وقال: "أنا إسمي ماجد وهوايتي الصيد وكثير من الناس تعرفني بدقتي في اقتفاء الأثر، وأنا قادر بحول الله على القبض على الثعلب أو قتله مقابل أجرة."
قبل الدوار منح ذاك الرجل أجرة مقابل قبضه على الثعلب.. وبدأ من توه في العمل.
جلس ماجد مع منتصف الليل فوق ربوة تطل على الدوار، مستندا إلى جذع الزيتونة وبين جذورها الناتئة، وعيناه على الدوار محدثا نفسه بصوتٍ منخفض: يبدو أن الثعلب لن يأتي هذه الليلة !ثم أغمض عينيه وهو يعيد تثبيت ظهره على الجذع طلبا لمزيد من الإسترخاء.. ودخل في نوم عميق..!
فتح ماجد عينيه على أصوات الديكة وهو يتحسس كتفيه متألما من وضعية نومه محولقا لأنه لم يقم لصلاة الصبح، حتى قاطعه صوت رجلٍ أقبل داهشا من الجهة المقابلة للدوار وهو يقول: "ياماجد هل أتيت لكي يبقى الثعلب طليقا؟! ها قد سرقت دجاجة وقتلت ثلاثة أخريات من دجاجاتي!!"
انتفض ماجد واعتذر للرجل وقال: "اللي يسرق يغلب اللي حاحي، سأتدارك أمري بحول الله كنت متعب هذه الليلة".
وبعد يومين: تسلق ماجد تلك الزيتونة المطلة على الدوار، وأحكم الجلوس وسطها مختبئا بين الأغصان، متحسسًا بندقيته على ظهره، وهو يرقب بحذر وصمت، كل حركة في ساحة الدوار..
وقبيل الفجر.. حينما بدأ النوم يحكم سيطرته على جفنيه وعقله.. سمع ذلك الصوت.. صوت الدجاج المفزوع!
نزل ماجد من الزيتونة مسرعا، وانطلق بخفة متجها نحو تلك الجهة التي سمع الجلبة منها، ويتوقف ليختبئ خلف شجرة قريبة من الزريبة، خاصةً وقد تزايدت أصوات الحركة ووكوكة الدجاج.. وفعلا، خرج الثعلب وقد قبض بأسنانه على أكبر ديك رومي..
حاول ماجد قتله على عين المكان لكن خشي أن يفجع الناس النائمين، فقرر أن يتبعه ليرى إلى أين يأخذ تلك الكمية الهائلة من اللحم..!
تحرك الثعلب بخفة، وقد قبض بفكيه على الديك، ليبدأ في القفز من صخرة إلى أرض صلبة لا تظهر فيها آثار مخالبه.. وحتى وإن لم يجد أرضا صلبة أخفى آثاره بأن يمسحها بأطراف ذيله، ليتوقف ماجد مذهولا، فلم ير أبدا ثعلبا يفعل مافعله ذاك الثعلب وبتلك الطريقة، ولم يتخيل أن يمتلك الثعلب مثل هذا الذكاء رغم أن القصص الشعبي تضعه من أذكى آكلات اللحوم. ومازاد استغرابه كيف ينتقي المواضع التي يطأ عليها، بشكل يعجز أي قصاص أثر من العثور عليه!
أسرع ماجد الجري، وهو يتحسس بندقيته، وقد اتخذ قراره بأن يقتل الثعلب، وأسرع الدوران حول الجبل.. ليتفاجأ بدخوله في تلك المغارة!
ثبت ماجد بحذر وهدوء بجوار مدخل المغارة رافعا بندقيته، قبل أن يسمع زئيراً ضعيفا لحيوان آخر، ليحرك رأسه محاولا أن يلقي بنظرة إلى الداخل.. وهناك.. رأى الثعلب وقد انهال على الديك الملقى أمامه بمخالبه، وهو يمزق لحمه إلى قطع صغيرة، ثم يقبض بمخلبه على إحدى تلك القطع، قبل أن يمدها إلى طرف خفي لم يره من موقعه ذاك أمام مدخل المغارة..
تحرك ماجد محاولا أن يرى إلى من يمد الثعلب قطعة اللحم تلك.. وما أن رآه.. حتى اتسعت عيناه! وهو يرى تلك اللّبوة العمياء، التي تحرك يدها في الفراغ، قبل أن تقبض على مخالب الثعلب، لتنقل منه قطع اللحم إلى ما بين أنيابها..
فكر ماجد فيما يرى، وهو يرقب نفس الحركة تتكرر عدة مراتٍ أمام عينيه، قبل أن يقول: "سبحان الله! الثعلب والأسد أصبحا أليفين.. من أجل هذا كانت الثعلب تختار الديكة الرومية دون سواها من الدجاج! يا إلهي! عجبا لهذا الثعلب! كيف يقوم بخدمة تلك اللبوة وتقديم الطعام لها بهذا الحرص!!"
بدأ صوته يكتسي بتنهدات وهو يردف: "يا إلهي!! كيف بات هذا الثعلب أبر من الإنسان بأخيه الإنسان!!"
وقد زاده ألما أنه لا بد من أن يقتله حتى يأخذ أجره لإطعام عياله..
بدأ الوقت يمر سريعا وماجد يفكر أيقتل الثعلب أم يدعه؟ حتى وصل إلى قرار فقال: "والله أني صاحب عيال وأبنائي ينتظرونني حتى أعود لهم بأجر قتلك، لكني لن أقتلك والله هو الرزّاق.. إكراما لك أيها الثعلب الحنون!"
تأثر الأطفال بالقصة وخاطبوا جدهم: "يا جدي.. إنه صاحب عيال، كيف فعل مع أبنائه، وماذا فعلتم أنتم معه، ومع الثعلب الحنون من بعد..؟ هيا أتمم لنا القصة!"
نظر الجد إلى وجوه أطفاله الحزينة، وقد انعقدت حواجبهم، وامتدت شفاههم.. ليقول وهو يتصنع الإبتسامة بعدما سمع صوت الآذان يناديه للصلاة: للقصة بقية نتممها في المرة القادمة إن شاء الله، لكن أترككم في حفظ الله مع هذا السؤال لتشغلوا به أفكاركم: من منكم يرى أنه كمثل هذا الثعلب في حنه على الآخر؟ ويساعد غيره..؟
صاح الأحفاد وتشبثوا بتلابيب جدهم، وهم يكادون يجهشون بالبكاء، يريدون منه أن ينهي لهم القصة حالا وحسب ميولهم العاطفي، لكنه اعتذر ولايمكنه فعل شيء خاصة بعدما سمع النداء..

كتبه : فتحي العابد


السبيل أونلاين - كتب

قراء في كتاب “حفريات في ذاكرة الزمن” للطاهر العبيدي

كتاب "حفريات في ذاكرة الزمن" صدر عن منشورات "مرايا" لمؤلفه الطاهر العبيدي يحتوي على 176 صفحة وموزعاً على ستة فصول “قام فيها الكاتب باختيار نصوص تصف مرحلة زمنية مهمةفي تاريخ المنفى والوطن.”

عند تناول الكتاب لأول مرة تواجهنا ثلاث مصطلحات أساسية تختصر المضمون الذي أراد الكاتب ان يبلغه لنا وهي: “حفريات” و”ذاكرة” و “زمن”. فالحفريات عمل يقوم به الأنثربولوجي، وأما الذاكرة فهي الخزان الرائع الذي تمتلكه الأنا وأما الزمن فهو التاريخ والإنسان. وبعد مطالعة الكتاب يتوضح لنا أن الحفريات سوف تكون في الذاكرة نفسها ، الذاكرة التي وصفها الطاهر العبيدي بأنها منهوكة من حصار البوليس ولكنها ”حبلى بالألم والحنين” ، فأضفى عليها الحياة وجعلها تفعل فعلها في الزمن الذي هو الإنسان والتاريخ. وبهذا تكون هذه الحفريات بحث في ذاكرة الإنسان وتاريخه وهي بالتالي بحث في الإنسان نفسه.

والكتاب كما يصفه صاحبه :”محاولة تعبيرية عن المعاناة” التي يشترك فيها مع قرائه فهو يقول في الصفحة 6 إنها “معاناتي أنا وأنتم” إنها معاناة يعيشها الطاهر والمهاجرون معه تجمع بين ثالوث “الرحيل والمنفى والأمل” فهو الرحيل الذي أجبر عليه، والمنفى لأنه الحيز المكاني الذي ولدت فيه تجربة الكاتب والكتاب بحلوها ومرّها، بألمها وشوقها، والأمل في العودة إلى أرضه “الذي اقتلع منها غصبا” (ص 9) ليحمل في كيانه وطنا جريحا وذاكرة منهكة. فالكاتب أُخرِجَ من وطنه الذي اغتال “قيم الإنسان كإنسان” (ص 12) هذا الوطن الذي لم تصل أريافه من الحضارة “سوى بطاقات الشعب الدستورية وبرنامج تحديد النسل” (ص 26) ويروي لنا سيرة وطن أصبح فيه المواطن “رقما مسجلا في دفاتر أوراق التجنيد” (ص83) فيذكرنا بالمشاريع التنموية الخاطئة واللاوطنية التي دفعت أبناء الوطن بالإحساس باليأس والغربة داخل الوطن، لينقل لنا الكاتب زفرات العم عبد الله: “تعالى انظر من أين نشرب لقد سقط البئر منذ زمان وحتى الآن لم نر مساعدة من أحد...أستحلفك بالله بلّغ لهم قل لهم: إننا لا نطلب المستحيل إننا نودّ أن يعيش أبناؤنا أما نحن فقد راحت أعمارنا.”(ص 157) زفرات هذا الشيخ، وأمثاله كثير، جعلت طموحه محدودا بعدد محدود من الحقوق البديهية التي يتمتع بها الناس في الأمم المتحضروة دون مطالب ويل�!
�صها لنا الطاهر العبيدي على لسان أحد المواطنين “كل ما أطمح إليه هو أن أكون ذاك المواطن العزيز على أرض الواقع. أن أدخل مركز الشرطة دون أن يعاملني العون على أنّي مجرم. أن أقول رأيي دون أن أرجم. أن أمارس حق المواطنة دون أن أظلم. أن لا تتسلل فرق التفتيش إلى أوراقي قبل أن أكتب. أن أعامل بالعدل والإنصاف دون أن أهزم. أن لاأعيش في وطني تحت أمطار القهر. أن أمارس حرية الحلم دون أن أقصف.”(ص 112) فهل هذه المطالب كثيرة؟

إن فقدانها جعل من تونس وطنا يضيق على أبنائه فيفرون منه بحثا عن النجاة في قارب قد يغرق قبل أن يصل إلى بر الأمان. وأما من كان مثل الطاهر العبيدي وسعى إلى الدفاع عن هموم شعبه وعبر عنها وتحمّل مسؤوليته كصحافي “رفض المشاركة في تدليس التاريخ” (ص 10) فإنه يطرد من وطنه ليبحث له في ديار الغربة القاسية، هذه الغربة التي جعل لها الكاتب أنيابا تعض بها عندما قال “أنا بين أنياب الغربة والمنفى والحنين... أنا بين مخالب الشوق ومعارك الحنين” (ص 56) ولكن هذا المغترب لا يكل ولا يتعب وإنما يبحث له عن رصيد وجده في “أوراق تئنّ من الإعتقال وقلم أنهكه الحصار” (ص 9) ليحدثنا عن “أخبار من زمن التيه...” (ص 18) حيث يتساءل مع رفقائه في الدرب عن هذا المآل قائلا “هل هو بداية الزمن الذي انتظرناه أم هو نهاية الحلم الذي رسمناه” (ص 18)

ويزداد السؤال طرافة وملحمية عندما يطرح الطاهر أسئلة تمس صميم الوطن “هل نحن مالكوا وطن ؟ أم متسولوا وطن؟ أم مولودون خارج الوطن؟”(ص 18) ويختصر العبيدي الإجابة بشكل مؤلم عندما يقول “نحن المسجونين داخل الوطن، والمنفيين خارج الوطن، والمطاردين على حدود الوطن” (ص 64) ولما يلفظ الوطن ابناءه ليصبح هؤلاء “ مسافرون دوما من بلد إلى بلد، من أرض إلى أرض، ...من مطار إلى مطار...من اتهام إلى اتهام، من سؤال إلى سؤال، من استجواب إلى استجواب” (ص 18) عندها نشعر بقسوة الزمن ونفهم معاناة المغترب وشوقه وفقدانه لوطنه.

ورغم ذلك يظل الطاهر العبيدي المغترب المتفائل فلا يدفع قارئه إلى حالة من المأساة والملنخوليا بل يمسك به ويضخه بالأمل، أملا جديدا في ولادة للوطن عندما يقول “سنكون يا وطني اكبر من الوجع، سنكون اكبر من الجرح، سنكون يا وطني أشدّ من الألم سنكون أقوى من الطبيعة، من الزلازل وأكبر من الشجن، سنكون أصلب من العواصف والرعود، وأرقى من قذارة الزمن، سنكون يا وطني اكبر من الهزيمة، وأكبر من المحن.”(ص 50)

وما أشبه أوضاع الوطن الصغير تونس الذي قدم منه الطاهر العبيدي بوطنه العربي الكبير الذي يعاني هو الآخر نفس المأساة، ولكن الطاهر يحدثنا في هذا الكتاب عن الخصوصية التونسية فيصبح الكتاب وثيقة هامة تجمع إلى جانب بعدها السياسي والإعلامي والأدبي جانبا تاريخيا لا غنى للقارئ العربي عنه خاصة إذا علمنا أن المقالات كتبت في فترة ما بين سنتي 1985 و2002 وهي ـ في اعتقادي ـ أهم مرحلة في تاريخ تونس ما بعد الإستقلال، ليصبح الكتاب على حد تعبير الكاتب “دروس لم يطوها الزمن” (ص169) .

أعده - حسن الطرابلسي ـ 21/4/2009


السبيل أونلاين - آراء وتحليلات

سقوط الإسلاموية - الجزء الرابع

التجربة الجزائرية: الإسلاموية والجنرالات تعقيدات وغموض
دراسة ظاهرة الإسلاموية في الجزائر تتخذ أبعادا خطيرة، لأن الجزائر شهدت في العقود الأخيرة تحولات متعاقبة وسريعة دفعت هذا البلد العريق في إسلامه، المتجذر في هويته إلى تعقيدات كبيرة في الظاهرة السياسية مما جعل الإسلاموية تجد فرصة لها لتنتعش وتفرّخ وتسود، ومما زاد الأوراق خلطا في الجزائر أن الجيش الوطني الجزائري الذي قاد ثورة التحرير وكان الضامن لحرية الجزائر وسيادتها انحرف عن هذا المسار وحاد عن هدفه مما زاد الوضع سوءا وجعل المتعقب لظاهرة الإسلاموية أمام أسئلة غامضة ومعقدة وصعبة.
وجعل السؤال حول حدود الإسلاموية خطيرا! فكيف تجلت ظاهرة الإسلاموية في الجزائر؟ ومن هم الممثلون الأساسيون لها؟ وهل يمكن الحديث عن دعم أو مقاومة السلطة السياسية والعسكرية لهذه الظاهرة؟ وأي دور للتيار الإسلامي ككل في هذا الخضم؟ وهل لعب التيار الإسلامي دورا في تعميق أو مقاومة الإسلاموية؟ ثم هل من الممكن أصلا الحديث عن تيار إسلامي متجانس في الجزائر كما هو الحال في تونس أو المغرب؟ وهو مايطرح السؤال عن خصوصية ظاهرة الإسلاموية في الجزائر؟
هذه الأسئلة وغيرها جعلت المشهد السياسي في الجزائر معقدا ! ونحن نكتب اليوميعد تجربة انتخابية لم تأت بجديد بل عمقت الأسئلة حول جدية التغيير مما يزيد المشهد السياسي الجزائري تعقيدا أكثر!
فجزء من المساجين الإسلاميين، وأهمّهم علي بلحاج، قد أنهوا فترة سجنهم ! فأي دور يمكن أن يلعبه هذا السياسي في مستقبل الجزائر؟ وهل يمكن الحديث عن “عودة”جديدة للجبهة الإسلامية للإنقاذ؟
الشيخ محفوظ نحنان، أحد الممثلين البارزين للحالة الإسلامية الجزائرية، قد توفي، رحمه الله، فهل يقدر خلفاؤه على مواصلة منهجه؟ وهل كان منهجه هو الأسلم للجزائر؟
عبد الله جابالله، ممثل آخر للصحوة، يمر بمراحل متقلبة : إنشقاق ثم تأسيس ثم إقالة ثم إمكانية الحديث عن عودة مرتقبة للمشهد السياسي؟
إضافة إلى رموز وشخصيات بعضها معلوم وبعضها الآخر مشبوه سادت في فترة التسعينات وقتلت شعبا بريئا وبعضها قتل وبعضها “تاب وآب” !
فيا ليت شعري ما الذي حدث في هذا البلد العظيم!
البعض يتحدث عن “مؤامرة” تقودها أطراف خارجية أو متعاملة مع أطراف خارجية! حزب فرنسا! البربر! الأمازيغ! ضباط في الجيش!
أسئلة عديدة ونقاط استفهام أكثر!
المستفيد الوحيد هو الإسلاموية التي تحولت إلى عنف وإرهاب وجرائم! من المسؤول عنها؟
أمام هذا الزخم الهائل من الصعوبات لا بد من دراسة متأنية للحالة الجزائرية في عمقها التاريخي أي منذ بداية القرن التاسع عشر أساسا! خاصة منذ الإختراق الإستعماري الذي أراد صناعة وجه جديد للجزائر!
وهنا لا بد من التذكير أننا سنواصل تطبيق نظرية الحدود لأننا من خلالها نستطيع تمييز الحد بين الإسلام والإسلاموية! بين الوطنية والعمالة! بين الجيش كحام للبلاد وبين الجيش كطابور خامس ينفذ سياسات خارجية! بين البربر كمسلمين وبين البربر كقومية تبحث لها عن مكان تحت الشمس!
 
 
من الإستعمار إلى ثورة 1954
منذ الإستعمار الفرنسي للجزائر عملت السلط الإستعمارية على ربط الجزائر كليا بفرنسا واعتبارها ولاية فرنسية، فحوربت العربية وقضي على ثورات الجهاد التي قادها أساسا الأمير عبد القادر الجزائري، والتي استطاعت فرسا أن تتغلّب عليها وتنفي الأمير عبد القادر إلى فرنسا ثم إلى دمشق حيث توفي هناك، ثم سعت بعد ذلك إلى العمل على نشر ثالوث خطير في الجزائر وهو ثالوث "الجهل والفقر والمرض" في محاولة قتل هوية الجزائر. إلا أن جهود الشعب الجزائري لم تعرف الكلل والملل من أجل تحرير بلاده فقام العمال الجزائريون المهجرون في باريس بتأسيس حزب نجم شمال إفريقيا سنة 1926 وأسندت رآسته إلى السيد عبد القادر حاج علي وأختير الأمير خالد الهاشمي حفيد الأمير عبد القادر الجزائري (1875ـ1936) رئيسا شرفيا للحزب، وكان من أبرز مسؤوليه مصالي الحاج الذي أصبح زعيما للحزب فيما بعد، واستطاع الحزب أن يصبح في بضع سنوات قوة سياسية وضعت حدا للركود السياسي . كما استطاع الجزائريون خاصة بعد تأسيس جمعية العلماء المسلمين عام 1931 عن طريق طائفة من علماء المسلمين كان من أهم أعلامهم الإمام عبد الحميد بن باديس (1307ـ1358 هـ/ 1889ـ1940) والإمام محمد البشير الإبراهيمي أن يضاعفوا من جهودهم في سبيل التحرير والإستقلال.

وقد شملت جهود جمعية العلماء العديد من الإصلاحات في المجالات الإجتماعية والتربوية والدينية، فركزت الجمعية على محاربة البدع والخرافات والأمية ونشطت في تأسيس المدارس العربية الحرة في معظم أنحاء البلاد، كما كان للجمعية جهودها السياسية لأنها أكدت على لسان مؤسسها الشيخ ابن باديس في محاضرة له في تونس سنة 1937 على دور العلماء في النضال السياسي قائلا: “لا بد لنا من الجمع بين السياسة والعلم، ولا ينهض العلم والدين كلّ النهوض إلا إذا نهضت السياسية بجدّ” وكتب أيضا في مجلة الجمعية، الشهاب، سنة 1936 معتبرا، الإستقلال حق طبيعي للشعوب: “إن الإستقلال حق طبيعي لكلّ أمّة من أمم الدنيا(...) وليس من العسير بل من الممكن أن يأتي يوم تبلغ فيه الجزائر درجة عالية من الرقيّ الماديّ والأدبي وتتغير فيه السياسية الإستعمارية وتصبح البلاد الجزائرية مستقلّة”1
وهكذا قادت جهود جمعية العلماء إلى التأسيس النظري لثورة الإستقلال وكان علماؤها هم الذين الذين أنشؤوا جيلا إسلاميا يتكلّم العربية كان هو المشعل الذي قاد ثورة الإستقلال سنة 1954.

دولة الإستقلال: المراوحة بين الوطنية والشمولية
بعد الإستقلال سلكت الدولة الحديثة سياسية تراوحت بين التوجه العربي الإسلامي والإنفتاح على التجربة الإشتراكية في نسختها التوتاليتارية . ولكن الخيار الإشتراكي كان يحمل في طياته عوامل فشله من ذلك أنه تنكر لعدد من رموز ثورة التحرير ففرض على الإمام محمد البشير الإبراهيمي الإقامة الجبرية، وصادر الحريات وأصبح الرئيس هواري بومدين (1965ـ1977) بعد انقلابه على أحمد بن بلة أول رئيس جزائري هو المهيمن على كل السلطات. هنا في الوقت بدأ الإقصاء والنفي وبدأت الإسلامية تجذر تواجدها، ولكنها كانت مثل المرض الخبيث الذي يبقى ساكنا وينتظر حتى يفقد الجسم مناعته كلّيا فينقذ عليه. وهكذا ضل المرض ساكنا خاصة وأن تولي تولي الشاذلي بن جديد سنة 1977 لم يغير من الأمر شيئا. فزادت البطالة، وحوصرت الحريات، وارتفعت الديون، وفشل المشروع التنموي الصناعي واحتدت الأزمة الإجتماعية والسياسية وهو ما قاد إلى انتفاضات وثورات منها التجمع الكبير الذي قاده الشيخ أحمد سحنون، وريث حمعية العلماء المسلمين، والشيخ عبد اللطيف سلطاني، على إثر توسع الصحوة الإسلامية في الجامعات، كرد فعل على سياسية الدولة التي فشلت ولفقدان الحريات في الجزائر وانتهى هذا التجمع باعتقال الشيخ عباسي مدني ولم يفرج عنه إلا سنة 1984 ثم كانت ثورة الخامس من أكتوبر 1988 حيث انتفضت البلاد وشهدت !
أكبر الإظطرابات في جزائر ما بعد الإستقلال. ولم تعلن الإسلاموية حضورها المباشر لأن العلماء الذين قادوا هذه الثورات والإنتفاضات حرصوا على ان تحفظ الجزائر من هذا البلاء، ولكن الحكومة ظلت دائما تتجاهل هذا الخطر القادم.

من الإنتفاضة إلى الإنتخابات
أدت مرحلة ما بعد الإنتفاضة الشعبية إلى انفتاح سياسي، فظهر الإسلاميون كقوة لا يستهان بها وتأسست رابطة الدعوة الإسلامية برآسة المرحوم الشيخ أحمد سحنون فكانت الإطار الذي يعمل بإشرافه الدعاة في كل القطر، وكان من أعضائها بالإضافة إلى الشيخ أحمد سحنون، ابن جمعية العلماء المسلمين والأب الروحي للصحوة الإسلامية المعاصرة في الجزائر، كلا من الشيخ بالحاج شريفي، والدكتور عباسي مدني، والأستاذ محمد سعيد، والأستاذ محفوظ نحناح، والأستاذ عبد الله جاب الله.2
بعد هذه الولادة الشرعية للصحوة الإسلامية في الجزائر، والتي ضمت بين أعضائها عناصر مختلفة الأهواء والمشارب إلا أنها كانت خطوة إيجابية كان يمكن أن تراعى ويحافظ عليها. ولكن الإمور سارت على غير ذلك إذ أسس الشيخ عباسي مدني، سنة 1989، بدون تزكية من الرابطة، وبعد أن التقى بمجموعة من الدعاة على رأسهم علي بلحاج، أسس الجبهة الإسلامية للإنقاذ، ثم أسس بعده الشيخ محفوظ نحناح حركة المقاومة الإسلامية وأعقبه الأستاذ عبد الله جاب الله فأسس حركة النهضة. في هذه اللحظة بدأت وحدة الصف الإسلامي، رغم هشاشتها، تتشظى.
ولكن تواصلت الحياة السياسية الجزائرية بين أخذ ورد، وتنافس بين التيارات الإسلامية، ومناورات من السلطة لاحتوائها، إلا أنها كانت في عمومها معتدلة وبعيدة نسبيا عن الإسلاموية، بحيث أن الفترة من 1988 إلى 1991 كانت بمثابة مخاض تمرّ به الحياة السياسية الجزائرية. فكل الأطراف كان تتوجس خيفة من التيار الإسلامي، وخاصة من الجبهة الإسلامية، التي أخذت تمتلك الشارع وتسيطر كليا عليه، وأما جبهة التحرير التي بقيت لأكثر من عقدين الحزب الأوحد، فإنّها كانت في هذه الفترة تبحث لها عن موقع تحت الشمس، ورغم أنها لا تزال تسيطر على أهم المواقع في الدولة فإنها خسرت العديد من إشعاعها ومن أنصارها.
أثبت الإنتخابات البلدية أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ هي القوة السياسية رقم واحد، وأدى هذا التحوّل الأساسي في الحياة السياسية والثقافية الجزائرية إلى توجس وريبة تجاوزت الجزائر لتجد صداها خارجها، في الغرب، وفي فرنسا خاصة. ومما زاد الوضع ريبة التصريحات والكتابات والخطب التي كانت تصدر عن بعض الوجوه البارزة في الجبهة، وأهمهم علي بلحاج، والتي تأكّد على أن الديقراطية كفر، وأن الجبهة سوف تؤسس لدولة إسلامية كما كانت أيام الرسول صلى الله عليه وسلم، بإطلاقية كبيرة لا تفصيل فيها ولا توضيح، كما أنها سوف تقف في وجه الغرب، الصليبي أو الصهيوني في حالات أخرى، من ذلك أن علي بلحاج كان أثناء التمهيد للنتخابات الجزائرية “ ينشر سلسلة مقالات تحت عنوان “الدمغة القوية في كفر الملة الديمقراطية” أو “الخلاصة البهية في السياسة الشرعية” ويصرح تصريحات تدفع إلى الريبة في موقفه من التعدّدية السياسية وحرية العمل السياسي.
3وقد حاول جمال سلطان الدفاع عن هذه المنهجية التي وصفها “بالمفارقة” ولكن ذلك لا يمنع من أن توصف، رغم تقديرنا لعلي بلحاج، بانها تفتقد إلى الذوق. كانت تصريحات على بلحاج قبيل وأثناء الحملة الإنتخابية أو في رسائله من السجن بعد اعتقاله بشكل متواصل، وهذا ما جلب للجبهة مزيدا من الخصوم الذين لم تتمكن تصريحات الشيخ عباسي مدني وتأكيده أن الجبهة تتمسك بالتعدّدية السياسية واحترام قواعد الممارسة الديمقراطية، والمحافظة على مكتسبات ثورة التحرير والسماح للمرأة بالعمل والمشاركة في الحياة العامة، من إعادة كسب تأييدهم.
هذا التضارب سهل على خصوم الجبهة تأليب الأعداء عليها في الداخل والخارج، لذلك لم تجد الجبهة بعد إلغاء الإنتخابات وسيطرة الجيش على السلطة واستقالة الشاذلي بن جديد كثيرا من الأصدقاء، فرغم ثورة الشعب الجزائري وانهيار تجربة ديمقراطية وليدة خرجت الأمور من سيطرة الجبهة وشهدت الإسلاموية أفضل أيامها.

إلغاء الإنتخابات وسيطرة العنف والإسلاموية
أدى إلغاء الإنتاخاب ونتائجها إلى نتائج كارثية على البلاد والعباد، لم تقد فقط إلى الإسلاموية وإنما إلى المذابح والإرهاب.
فكيف بدت الإسلاموية الجزائرية؟ وما موقف الفضاء السياسي الجزائري الإسلامي وغيره منها؟
رغم أن فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ لم يكن مفاجئا للمراقبين لأنه سبق وأن فازت في الإنتخابات البلدية التي أجريت في يونيو 1990 إلاّ أن رد فعل الجيش الجزائري الذي لم تستطع نخبه تحمّل فوز الإسلاميين وخاصة الجبهة الإسلامية للإنقاذ هو الذي كان مفاجئا في توقيته وحدّته.
وأمام تعنّت الجيش وإصراره على إلغاء إختيار الشعب، تمت دعوة محمد بوضياف ليكون رئيسا لحكومة خماسية سرعان ما فشلت إثر اغتيال بوضياف نفسه في ظروف مجهولة، دفعت الجزائر دفعا إلى الإسلاموية والتطرف خاصة بعد غياب قيادة الجبهة وعلى رأسها الشيخان عباسي مدني وعلى بلحاج السجينين، ثم ّ اغتيال المهندس عبد القادر حشاني وغيره من القيادات الجزائرية التي كان يمكن ان تحد من توسع الأزمة. إلا أن الظلم الذي شعر به الناخب الجزائري كان كبيرا دفعه إلى ردّ فعل خرج بعد مدّة وجيزة عن المراقبة.
وهنا في هذه الفترة ساد في الجزائر اتجاهان أساسيان:
ـ الجيش: وكان يمتلك تحته كل مؤسسات الدولة ويتمتع بدعم خارجي، فرنسي أساسا.
ـ الشارع الجزائري الذي يدافع عن قضية شرعية ولكنه أمام فقدان القيادة الراشدة التي أعتقلت أو اغتيلت ، أصبح غير منضبط وغير متجانس، وهو ما أدى في الأخير إلى ولادة نمط جديد في الساحة الجزائرية بدأ بظهور “الجماعة الإسلامية”، كظاهرة إجتماعية وسياسية أكثر منها كتوجه فكري وإسلامي ولذلك فإنها تصرّفت ككل ظاهرة متعالية على الواقع، ولكنها في الحالة الجزائرية تستمد تعاليها وتبرر وجودها من زخم الإسلام الروحي، ولذلك فإنّها كفرت الجميع وقادت حربا ضد الجميع فاغتيل في تلك الحملة الشيخ محمد السعيد وغيره وساد تيار سلفي لا أصالة له ولا فكر، كفر الإمام أبن باز، رحمه الله، ومن كان في مدرسته وكفر التيار الإسلامي المعتدل كالشيخ الغزالي، رحمه الله، والإمام يوسف القرضاوي، وتيار الإخوان المسلمون ومن سار في فلكهم. كما تميزت هذه الفترة بتعدد الشخصيات القيادية الشابة، والفاقدة للخبرة السياسة وللزاد الشرعي فغدى التكفير سيد الموقف ، ولمع نجم جمال زيتوني الذي قتل سنة 1996 والمتورّط في مقتل الشيخين محمد السعيد وعبد الرزّاق رجام، ثمّ عنتر الزوابري والذي صعّد من المذابح ضد المدنيين وقُتل هو الآخر سنة 2002 في معركة مع الأمن. وهكذا دواليك.
ـ إلى جانب هذين التيارين وجد تيار آخر هامشي ولكنه كان قوي التأثير ويتمثّل في بعض غلاة العلمانية والماركسية والبربر الذين انحازوا إلى الجيش كليا وباركوا الإنقلاب. فسعيد سعدي ، الأمين العام للتجمع من أجل الديمقراطية والذي لم يفز بأي مقعد في انتخابات 1991، دعا في تصريح له لأذاعة الجزائر في 30.12.1992 إلى مقاطعة الدورة الثانية من الإنتخابات وتعطيلها بكل الوسائل.
ودخلت الجزائر حربا أهلية دامت أكثر من خمس سنوات حصدت معها قرابة مائتي ألف شخص، إضافة إلى المعتقلين والمنفيين والجرحي. إلاّ أن الأخطر من هذا كله هو ظهور جيل جديد، ممن ذكرناهم سابق، سيطر على دائرة الأحداث الإسلامية، وهم في أغلبهم من الشباب الثائر المتحمس الرافض لمسار الجيش،والناقم أصلا على الوضع كليا في الجزائر.
رغم هذا العرض السريع والموجز للأحداث في الجزائر إلا أنه لا بد من التذكير ان هذا البحث لا يهدف إلى دراسة التسلسل التاريخي للأحداث، فهذا يمكن الحصول عليه من المتابعات والتقارير الصحفية، وإنما نريد من خلال ما أثرنا التأكيد على أن الوضع في الجزائر تجاوز الإسلاموية إلى التكفير وبالتالي القتل والجريمة. وفي هذا المستوى يجب أن لا يتحمّل التيار الإسلامي، برغم الإخلالات التي أشرنا إليها، المسؤولية وحده، ذلك أن التقارير تشير إلى أن العديد من المذابح كانت على مرأى ومسمع من الجيش، الذي لم يحرّك ساكنا.
وقد سمح الوضع في الجزائر لدول الجوار، وخاصة للسلطة التونسية، التي كانت تحارب التيار الإسلامي، بالتهديد بالخطر الجزائري ومن ثمة فإنها أمعنت في قمع الخيار الإسلامي والتباهي بذلك.
ولكن لسائل أن يسأل: أي دور كان للتيارات الإسلامية الأخرى؟
التيارات الإسلامية غير الجبهة وهي أساسا حركة المجتمع الإسلامي “حماس”، وحزب النهضة لم يستطيعا أن يحدثا شيئا يذكر في المعادلة الجزائرية.
فحركة حماس بقيادة الشيخ محفوظ النحناح، رحمه الله، كان تفاعلها مع الواقع الجزائري براغماتيا ، ولم يكن لها الحضور الجاد بل إنها صادمت الجزائريين بتحميل الجبهة مسؤولية العنف.
وأما حركة النهضة بقيادة عبد الله جاب الله فإنها لم تستطع تغيير الأحداث .
كما أن النخب العسكرية حاولت قبل انتخاب بوتفليقة عام 1999 تجزئة التيار الإسلامي، فعمدوا إلى محاربة جبهة الإنقاذ الإسلامية وفي المقابل سمحت أو غضت الطرف عن أحزاب إسلامية وهي حركة مجتمع السلم، بقيادة الشيخ محفوظ النحناح، وحزب النهضة بالعمل السياسي.
وتواصلت الحرب الأهلية إلى سنة 1997 وتعب الفريقان: الجيش لأنه فقد سمعته العالية وارتفعت الأصوات التي تدينه وتورّطه في المستنقع الذي دخلته الجزائر، والإسلامويون لأنهم حادوا عن الهدف الأساسي وهو الدفاع عن خيار الناخب الجزائري، وفقدوا أيضا التعاطف الإسلامي بعدما خسروا المعركة ميدانيا.
فأنتهت مرحلة الإنزلاق وبدأت محاولات جدية لإعادة الحياة السياسية إلى الجزائر، ولكن دون الجبهة الإسلامية للإنقاذ وهو ما يمثل إرهاصا لم تخرج منه الجزائر إلى اليوم. وأنتهى هذا التمشي الجديد بانتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر وبدأت الأوضاع تهدأ نسبيا، سوى من بعض الإنفلاتات هنا أو هناك، كما “عاد” الجيش أيضا تدريجيا إلى الثكنات وضعف حضوره السياسي نسبيا.
المصالحة الوطنية ومستقبل الجزائر في مواجهة الإسلاموية
إنتخاب بوتفليقة، رغم التعليقات والإنتقادات عن كيفية فوزه بالإنتخابات، أدخل الجزائر في مرحلة جديدة. أهم سماتها العودة التدريجية لقيمة الدولة كجهاز مركزي، تخضع له كل القوى، الجيش والأحزاب والحكومة، ولكنّ هذا التمشي كان بطيئا لأن العنف والإرهاب قد سيطر على سلوكيات جميع أطراف الفضاء الجزائري، ولتنقية الأجواء يحتاج العمل السياسي إلى شيء من الوقت. كما أن التيارات التكفيرية المسلّحة لم تتنازل بشكل نهائي عن خياراتها، إضافة إلى تحول شهدته الساحة الإسلامية للتيارات المعتدلة كحزب النهضة وحركة المجتمع الإسلامي، حماس.
فحركة حماس الجزائرية غيرت من اسمها ليتلائم مع دستور 1996 إلى حركة مجتمع السلم، ودعمت بوتفليقة سنة 1999 ، وكذلك واصلت دعمه بعد وفاة مؤسسها الشيخ محفوظ نحناح سنة 2003، فدعمت بوتفليقة في انتخابات سنة 2004. إلا أن هذا التمشي الذي يقوده الشيخ بوجرة سلطاني لا يحظى بقبول لدى كل أنصار حمس. ولعله من الأسباب التي أدت إلى انشقاق الحزب وخروج عبد المجيد مناصرة بعد خلاف طويل مع سلطاني لم تفلح وساطات العديد من الأطراف الإخوانية في فضها، وقد قام مناصرة بتأسيس حزب جديد أسماه “حركة الدعوة والتغيير” وما يهمها في هذا الإنشقاق أساسا هو التهمة التي يتهم بها سلطاني من أنه كان يقصي الآخرين وينفي أراهم وهو ما يمثّل وجها بارزا من وجوه الإسلاموية. ورغم أننا لا نستطيع الآن أن نجزم بحجم هذا الإقصاء في سياسة الحزب تحت قيادة سلطاني، إلا أننا لا نعتقد أن هذا الإنشقاق كان من فراغ.
وأما حركة النهضة فإنّها دخلت في أزمات حادة أهمها أنشقاق سنة 1999 وخروج عبد الله جاب الله وتأسيسه حركة الإصلاح الوطني وخاض بحزبه انتخابات سنة 2002 وكان القوّة الثانية في البلاد ولكنه رفض المشاركة في الحكومة وبقي في المعارضة، ثم ترشح الشيخ جاب الله في رئاسيات 2004 ضد بوتفليقة وحصل على الموقع الثاني ، إلا أن الحركة دخلت من جديد في صراعات كبير ة أفضت إلى عزل جاب الله من الحزب وانتخاب بولحية مكانه، ثم استقالته هو الآخر بعد ترشح أمين عام الحزب جهيد يونسي للإنتخابات الرئاسية في 9 افريل 2009. إلا أن الحزب لم تستقر أوضاعه بعد، وهناك حديث عن عودة الشيخ جاب الله إليه من جديد.
كما أن علي بلحاج منذ خروجه من السجن سنة 2003 لم يغير من مواقفه وضل على صلابته المعهودة، وهو ما يجعل التواصل معه صعبا، وهو يزيد بذلك من خصومه. وهو ولئن تجاهلته السلطة بمنعه من إعادة تأسيس الجبهة او تأسيس حزب سياسي على انقاضها كما منع من الترشح للرئاسيات، لا يزال يتمتع بحضوره الجزائري والعربي والإسلامي، وهو ما يحتم على السلطة أن تتقدم من أجل احتضان أبناء الجزائر ونسيان الماضي ولا تدفعهم إلى الإسلاموية وإلى العنف.
ولا يزال المشهد السياسي الجزائري يراوح بين الأخذ والردّ حتى الآن ولم يثمر نتائج تذكر، لأن السلطة لا زالت تسودها عقلية احتكار القرار بدعوى التخوف من تجربة الجبهة السابقة، كما أن الجبهة الآن تمر بظروف متقلبة فقياداتها إما في السجن أو المنفى أو تحت الإقامة الجبرية وهو ما من شأنه أن يعطل التحول نحو عمل مشترك بين الدولة والتيار الإسلامي بفصائله المتعددة.
كما يجب التحذير من خطر سقوط بعض قيادات الجبهة التي أطلق سراحها من السجن، خاصة علي بلحاج، من السقوط في الإسلاموية باعتماد خطاب سلفي يثير عددا من التساؤلات حول قدرة هذا الخطاب على إحداث نقلة سياسية في الجزائر ولذلك فإني أتمنّي أن يراجع الشيخ على بلحاج بعض أساسيات الخطاب الذي يبشر به ويؤسس لمنطق سياسي جديد، قد يقود إلى مستقبل أفضل له ولشعبه، من ذلك مثلا التنسيق أكثر مع التيارات الإسلامية الموجودة في الجزائر ومحاولة التصدي لخطر الإسلاموية الذي لايزال يهدد البلاد.
إلا أنه لا بد من التأكيد على أسفنا الشديد أن الإنتخابات الأخيرة أضافت إلى أزمات الجزائر ، ازمة ، جديدة/قديمة تمثلت في الجمود والإحتكار والسلطة الفردية× ومما يزيد الطين بلة تصريحات الرئيس الجزائري التي تأكد إعجابه بالتجربة التونسية، وهو ما لا نتمناه أن تنتقل العدوى التونسية إلى الشعب الجزائري العظيم.
وهكذا نجد أن الإسلاموية التي أعلنت إفلاسها في مصر منذ سنة 1997 لا تزال تهدد الجزائر حتى اليوم، خاصة أن الإصلاحات والجهود المبذولة لحدّ الآن لا ترتقي للقضاء على مخلفات سنوات الحرب، كما أن البدائل الإسلامية لم تقدر أن تملأ الفضاء الإسلامي التي كانت تملأه الجبهة. وفي هذا المستوى تبقى الجزائر دائما على حافة الإسلاموية لأن السلام الإجتماعي الذي تم تحقيقه لحد الآن لا يزال هشا.
وتقف الجزائر اليوم أمام مستقبل نتمنى أن يكون خطوة نحو غد أفضل ومستقبل جزائري يتصالح فيه أبناء هذا الشعب العظيم ويكونوا مثالا جيدا لجيرانهم خاصة من الناحية الشرقية.


الهوامش
1ـ غانم، إبراهيم البيومي: الحركة الإسلامية في الجزائر وأزمة الديمقراطية، دراسة وملف وثائقي تاريخي، أمةبرس للإعلام والنشر، الطبعة الأولي 1413 هـ/1992 ص 18ـ19
2ـ جلولي، مصطفى عز الدين، خلفيات الحرب على الإسلام في الجزائر: مجلّة الوحدة الإسلامية، السنة الثلثة، العدد الثامن والعشرون، آذار 2004، ص 22
3ـ سلطان، جمال: مراجعات في أوراق الحركة الإسلامية في مصر، دار المنار الجديدن 1420 هـ/ 1999 الطبعة الأولى، ص 29

كتبه : حسن الطرابلسي ـ ألمانيا


السبيل أونلاين – آراء وتحليلات
رسـالة اللقــاء [38]

الخطاب الإسلامي في الغرب ومناطق الظل
د. خـالد الطـراولي
ktra...@yahoo.fr

توطئــة
"نحن والغرب" كانت صيغة ومفهوما قد طبعا الخطاب الإسلامي عموما طيلة عقود من الزمن، حيث تعددت الضفاف وجعلتنا في خنادق متقابلة. كان غياب المسلمين عن الغرب إلا من رحلات عابرة، أو بعثات دراسية، قد ساهم في انتشار هذه الحالة، كما دفعت العلاقات المتوترة بين الشرق والغرب طيلة عقود من الزمن، اكتنفتها صدامات وحروب وصراعات إلى استفحال هذا المفهوم. وكان للاستعمار الدور الكبير في تأزيم هذه العلاقة وتوتيرها في القرون الأخيرة. ولعل الموقف من الحداثة إجمالا قد دفع الخطاب الإسلامي أيضا وفي بعض مراحله إلى التمترس والوقوف في الخط المقابل.
"نحن في الغرب" هي الصيغة الجديدة لعلاقة جديدة بين جزء من هذا الشرق الذي استوطن هذه الديار، وبين هذا الغرب. ولأول مرة يصبح المسلمون أقلية، بعد أن كان هذا المفهوم يعني غيرهم في ديار الإسلام، وبعد أن فتحوا له أبوابا في فقههم وعايشوه في ممارساتهم. وفي ظل هذا الواقع الجديد، ينبثق الخطاب الإسلامي الجديد، في وطن جديد، هذا الخطاب الحساس والمصيري، والذي يحمل على أكتافه وجود واستقرار و مصير جماعة وثقافة وتصورات ورؤى ودين!
تعترض كل خطاب أيا كان مصدره، وتفعيلاته إلى إشكاليات عند التنظير والتنزيل، وتحوم أغلبها حول ثلاث مستويات: - تحديد ماهية الخطاب نفسه، حتى نعلم منهجه وأهدافه، - والإلمام بصفات حملته وما يتميزون به من وعي ورشد وعلم، - ثم الإحاطة بالإطار الذي يتنزل فيه حتى نحكم ضفافه ونكنه خصائصه وأساسياته. ولا يخرج الخطاب الإسلامي في الغرب عن هذا النطاق من إشكاليات الماهية والحملة والإطار:


1/ الإشكالية الأولى: ماهية الخطاب
كيف ستكون ماهية هذا الخطاب تاريخا وجغرافيا، هل هو خطاب استقراء، من دعوة للماضي، ولكن أي ماضي، ماضيهم أم ماضينا؟ أم هو خطاب استشراف، استشراف حالنا عن حالهم، أم استشراف حالنا داخل حالهم، أم استشراف حالنا جميعا دون استثناء؟ هل هذا الخطاب جماهيري بحت أم أنه تتقاسمه أبعاد سياسية وثقافية-فكرية وشعبية؟ ماهي الأدوار المناطة بكل فريق والإطار الأصلح والمناسب لعمله؟ هل هو خطاب واحدي يحمل تصورا وحيدا ورؤية منفردة، أم متنوع ومختلف ومتعدد؟
هل يكون هذا الخطاب تراكميا وتوفيقيا، أم جذريا وتوليديا واستكشافيا؟ وما هي علاقته مع الخطاب الإسلامي عامة؟ هذا الخطاب الحديث الذي تشكل عموما عبر موقفه من الحداثة والاستعمار فتولد عنه في البداية خطاب توفيقي انتقائي، ثم في مرحلة متقدمة أصبح خطابا جذريا استكشافيا غير توفيقي. لعل هذا المسار الذي تَمثَّلَه الخطاب الإسلامي العام في محطتي التوفيق والتوليد، لا يصلح لهذه الحال، فلا محطة التوفيق لوحدها قادرة أن تقدم شيئا للمجتمع الجديد وتساهم في إثراء أبعاده الإنسانية من ثقافة واجتماع وسياسة واقتصاد، إذا اقتصرت على التلفيق والتقليد والانعزال عن الفعل والمبادرة، ولا محطة الجذرية والتوليد قادرة لوحدها للبناء دون إحداث التوجس والقطيعة والمواجهة، فالتربة حساسة وتحمل قابلية الرفض والممانعة. لذلك فإن الأصلح والأسلم أن يكون الاستكشاف داخل التوفيق، والجذرية في نطاق المقبول والمسموح والمنشّط للعلاقة والدافع لرقيّ البلد ونجاحه.
وإذا كان هذا الخطاب متجذّرا في أصوله الإسلامية التي تتجاوز الزمان والمكان، كما تجاوز الخطاب المسيحي أطر بلدانه، فإن تأثير الواقع ومتطلباته يجب أن يصبغا أبعاده الاجتهادية ومناطق الفراغ الكثيرة التي يحتويها، لنجد الخطاب الإسلامي الأمريكي، والخطاب الإسلامي الأوروبي، والصيني، والأسترالي..الخ. وهذا ليس تشتيتا للخطاب ولحامليه ولكنه اعتبار لدور الواقع في التأسيس وعدم القفز على الثوابت واحترام السنن والعقليات والثقافات المحلية، حتى يكون هذا الخطاب غير منبت عن واقعه ولا يعيش ازدواجيات مرهقة ومفلسة تبعده عن إطاره وترمي به قي مثالية مريبة ومميتة، وفي وطنية مهزوزة تحزن الصديق وتفرح الخصم. إن هذا التنوع في الخطاب الذي يقتضيه البعد الجغرافي والثقافي لا يلغي انتماء الجميع إلى هذه الأمة وحمل همومها ومعايشة قضاياها ولا يتعارض مع مبادئها وثوابتها.
إن الخطاب الإسلامي عموما وفي الغرب خصوصا ليس قرآنا منزلا ولا حديثا معصوما، وإنما هو اجتهاد ورؤى وتصورات يحددها الزمان والمكان. وإذا كان هذا الخطاب واحديا في الثوابت والأصول وفي مرتكزاته الشرعية، فإنه يظل متعددا في الرؤى والاجتهادات والتنزيل.
حمل الماضي لا يجب أن يصرفنا عن حياة اللحظة، فعنصر الأمس من موروث وعرف وتقاليد إيجابية لا يمكن أن تكون عنصر تزمت وانعزال وانسحاب عن ساحة الفعل والمبادرة، ثم أن هذا الماضي يجب أن يستوعب ماضي الآخرين ولا يرى فيه غير الجدب والفراغ والعداء. فالماضي الغربي مليء في بعض أيامه وخاصة عصر التنوير بالكثير من المقاربات والتصورات والفرضيات التي دفعت بالبشرية إلى منازل التحضر وحقوق الإنسان، وهي بالتالي تمثل عناصر لقاء وحوار بين الموروثين على أساس البقاء للأصح والأصلح والأنفع. لذلك فإن استقراء هذا الماضي ذو الوجهين في الخطاب الإسلامي يُعتبر دليل صحة وتجاوز وبناء مع الآخر، وركيزة سليمة لاستشراف جماعي لهذا المستقبل ولهذا الوطن الذي يتوحد الجميع تحت مظلته.


2/ الإشكالية الثانية : حملة الخطاب
لعل أول ما يتبادر إلى ذهننا ونحن نحدد معالم هذا الخطاب أن نتساءل عن ماهية حامليه، من الذي سوف ينال شرف ومسؤولية تقديم هذا الخطاب، فكل إناء بما فيه يرجح، وتحديد الحامل وشروط الحمل الصائب هو جزء من نجاح الخطاب في الوصول إلى مبتغاه. ليس بدعا ولا مفاجئة أن يكون أعلم الناس وأجودهم وأثقفهم وأكنهم بالواقع وأعرفهم بمستجداته هم الذين يكونون على هذا الثغر. وإذا كنا قد صنفنا سابقا هذا الخطاب إلى ثلاثة أقسام، جماهيري وفكري وسياسي فإن النخبة والعامة تمثل عناصر لقاء المثقف والسياسي والجمهور والأداة المثلى في حمل هذا الخطاب حسب اختصاصات وفعالية كل طرف. وتعترضنا أول هذه الإشكاليات، كيف تحمل الجماهير خطابها وكيف تعيشه ولمن توجهه؟ كيف يحمل السياسي خطابه، كيف يمارسه، وعلى من يطرحه؟ وكيف يحمل المثقف والمفكر خطابه الفكري والثقافي، كيف يتعامل مع موروثه وموروث غيره، ولمن يدلي به؟
يطغى على حاملي الخطاب الإسلامي في الغرب صنف مهيمن غادر بلاد الأصل نتيجة ظروف معينة يغلب عليها طابع الفشل في ميدان ما، ففشل البعض اقتصاديا [والسبب الغالب فشل الحكومات وسقوط نماذج التنمية] ولم يستطع كفالة نفسه وأهله معيشيا، فهاجر طلبا للرزق ولحياة أفضل..، وفشل البعض سياسيا ولم يستطع التواجد في إطار لا يسمح بغير الصوت الواحد واللون الواحد، فهرب بدينه ومعتقده وتصوره..، وفشل البعض الآخر نقابيا أو اجتماعيا وحتى ثقافيا. حتى أصبح تفكير المهاجر في بعض نواحيه وفي مناطق الوعي واللاوعي تفكير محنة وأفكار زنزانة، أو خطاب حنين وبكائيات! فيكون حاملا لخطاب أزمة وسواد وقتامة، فيظهر ذلك في الكثير من الرؤى والتصورات تجاه هذا الواقع الجديد الذي يعيشه دون أن يكون جزء من تاريخه، وإن كان يمثل الآن جزء من جغرافيته. فهل يمكن تجاوز صبغة الأزمة في الخطاب الإسلامي في الغرب؟
إن حملة هذا الخطاب لا يزال أغلبهم تجمعهم ببلاد الأصل حنين لا يُرَد، وثقافة وآمال الرجوع والاستقرار، وخاصة أصحاب الهمّ السياسي الذين بقي الرجاء والأمل وإعادة الحقوق المهضومة صفة ملازمة وشبه قارة لديهم، وحتى توريثها في جانب منها إلى أبنائهم، وهو شيء تُفهَم أبعاده النفسية والاجتماعية، لكن لا يجب أن تؤثر هذه الحالة على مقوّمات الخطاب وأهدافه وطريقة عرضه، وهو ما نخاله صعب التحقيق في ظل هذا الإطار المزدوج بعض الشيء.
إن حملة هذا الخطاب يجب أن تتوفر فيهم ثلاثة شروط لصلاح المسعى ونجاح المسار :
أولا الاستقلالية التامة فكرا وممارسة عن بلدان الأصل، وإلا فإن دورهم يقتصر على النصح والمراقبة. ثانيا الاعتبار بدور الوسيط في هذه المعادلة بين أجيال سابقة ولاحقة. فهم وسطاء، لا أجراء ولا ملاك لهذا الخطاب، بين تاريخ هم يحملونه، وجيل يتبعونه، إلى مستقبل يمكن أن لا يكونوا حاضرين فيه وإلى جيل غير جيلهم. وثالثا مرحلية المهمة المناطة، فهم يشكلون محطة في مسار يتجاوزهم إلى آفاق أوسع ولعله أعقد.


3/ الإشكالية الثالثة : حول مفهوم الغرب
ما هو هذا الغرب الذي سوف نوجه إليه هذا الخطاب؟ هل هو نفسه تاريخا؟ هل هو نفسه جغرافية؟ هل الخطاب الموجه إلى أوروبا هو نفسه الموجه إلى أمريكا؟ هل هذا الخطاب هو نفسه الموجه إلى فرنسا وإنقلترا مثلا؟ هل هو الغرب الحاكم أم الغرب المحكوم؟ هل هو الغرب السياسي، أم الغرب الثقافي أم الغرب المعرفي؟ هل هو الغرب السياسي بثقافته ومعرفته، أم الغرب الاجتماعي بثقافته وعلومه؟
كثيرا ما كان مفهوم الغرب في العقلية الإسلامية مرتبطا بالتاريخ أكثر من الجغرافيا، وبالماضي البعيد والقريب أكثر من اللحظة والمستقبل، وبالتكتيك أكثر من الاستراتيجيا، وظل هذا التشخيص بين مد وجزر وله بعض مبرراته في الإطار الاستعماري والاستعبادي والاستغلالي الذي حباه، والحروب والمناوشات المتبادلة طوال حقبات طويلة من الزمن، حتى ولّد أخيرا ما صطلح عليه بالصراع بين الحضارات، وهو نهاية مطاف غير سعيدة تنبئ عن عمق الأزمة بين كل الأطراف. وحتى نتجنب بلطف الحديث عن هذه العلاقة بين الشرق كثقافة وتاريخ وحاضر، والغرب عموما، والتي لا يتسع لها هذا المجال، فما يعنينا في هذه الورقة هو هذه العلاقة المحدودة بين جزء من الشرق من جهة، والغرب من جهة أخرى، داخل الإطار الغربي، بين أجزاء من هذا الغرب نفسه، حيث أصبح هذا الشرق"المغرّب" جزء منه. لم يعد مقبولا أن تكون منهجية الحديث عن الغرب من منطلق اختلاف الضفاف، ونحن والغرب، ونحن والآخر. فالغرب إن لم نكن جزء من تاريخه وثقافته الماضية ومقوماته السالفة، فنحن الآن قطعة من نسيجه وجزء من يومه وغده. لهذا وجب تحديد الغرب الجديد من خلال أنفسنا ودورنا المرتقب داخله، فليس الغرب التاريخ الذي يعنينا ولكن الغرب الوطن الذي نعيش سُحُبه وضيائه.
لهذا فخطاب الانعزال والتقوقع والانسحاب مرفوض ومضر بالبيت وأهله والضيوف، ويدفع إلى الفرقة والنبذ، ويجعل من المسلمين غير مواطنين أو مواطنين من درجة عليا أو سفلى، ليس لهم نفس الحقوق ونفس الواجبات التي تجمعهم بالمواطنين الآخرين. إن حق المواطنة يفرض على الخطاب الإسلامي أن يكون وطنيا، وأن يمثل لا حقا أحد الخطابات المتعددة والمتنوعة التي تمثل الغرب بأقليته الإسلامية الجديدة. فالغرب الجديد في الخطاب الإسلامي يجب أن يقطع مع خطابات الخنادق والضفاف، لأن المسلمين أصبحوا يمثلون جزء منه، يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه ويهمهم ما يهمه في إطار مبادئهم وثوابتهم. وحتى إن اختلفت الرؤى والتصورات فهي تبقى اختلافات داخل المجموعة الوطنية الجامعة، ككل نقد وتعدد للآراء يحميه القانون والعرف، في إطار ديمقراطي رشيد.
نحن في الغرب إطار معقد لا محالة يحمل أبعاد التاريخ والجغرافيا، والفكر والثقافة، والسياسة والاقتصاد ولكنه يتطلب الكثير من الوعي والصبر والثقة في النفس، وعي بأن بناء الوجود ليس وليد لحظة أو فلتة ولكنه مسار أجيال بمنحاه الفكري والسلوكي، وهو صبر على التحديات والإثارات والاستفزازات والبناء في هدوء بعيدا عن العواصف، من أجل الإنسان الصالح المصلح، وفي ظل ثقة في النفس واعتماد على الله أولا وعلى هذا الموروث الثقافي الهائل الذي تبنته هذه العالمية الإسلامية الإنسانية الأولى طيلة قرون غابرة واستنهضت الشرق والغرب على السواء من أجل الصالح العام.


 
بريد الموقع: in...@assabilonline.net عنوان الموقع: www.assabilonline.net
بريد المراسلة: assabilo...@yahoo.fr

والله الهادي إلى سواء السبيل

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages