مراسلة موقع السبيل أونلاين: نشرية إعلامية تحتوي على مختارات من جديد الموقع العـ93ــدد 19 فيفري 2009 الموافق لــ 24 صفر 1430 هــ |
بسم الله الرحمن الرحيم
|
قراءة في حصيلة العدوان على قطاع غزّة السبيل أونلاين - كتب زهير مخلوف - تونس تميزت الفترة ما قبل العدوان على قطاع غزة بانتصار حركة حماس في انتخابات حرّة ونزيهة وتولّيها دفّة حكم الفلسطينيين ونجاحها في التجربة وانتشار إشعاعها وكفاءتها وعدم تنازلها عن المبادئ والأرض وعدم القدرة على تطويعها وإخضاعها وإحراجها من أيّ طرف كان .
ولذلك انخرطت المنظومة الدولية في حرب غير مباشرة في حصار القطاع والتضييق على مواطنيه في العيش والصحة والكرامة والدراسة والسفر واستمر ذلك لسنوات الأمر الذي سمح لقوى التخاذل تمرير مشروع الكبار في محاصرة الحكومة الشرعيّة ، وقامت القوات الصهيونية باعتقال عدد كبير من النواب لإحداث شغور في المجلس المنتخب ، كل ذلك من اجل إيجاد أزمة في الشرعية والمشروعية وإفقاد الثقة بالحكومة المنتخبة والمجالس الممثّلة ، وحين عجزت سلطة رام الله ومن يقف وراءها في تحقيق أهدافها والوصول إلى مبتغاها في إحراج وإسقاط الحكومة الجديدة عمدت إلى تدريب قوات عسكرية في بعض الدول العربية للانقضاض على حكم حماس وإقصاء فصائل المقاومة من أي دور جهادي ونضالي ضد المحتل ، للوصول لعقد اتفاقية مذلّة للشعب والتاريخ والجغرافيا ،ولكن قوى المقاومة المخلصة خيّبت مسعاهم وقامت بعملية استباقية أجهضت مشروعهم وكشفت المخططات السرية لسلطة رام الله في ضرب قوة حماس وقوى التحرر الوطني ، وفضحت صفقاتهم المالية المشبوهة مع العدو وسفهت ادّعاءهم في الإخلاص للوطن . وإذا أضفنا إلى كل ذلك محاولة بعض أنظمة الطوق تصفيّة النضال الفلسطيني وبصفة خاصة حركة حماس وعقد صفقة اتفاقيات مذلة للقضيّة ، نكون حينها قد أتينا على توصيف الحالة الذاتيّة للداخل الفلسطيني ما قبل العدوان على غزة ، وإذا أدخلنا المعطى الذاتي للكيان الصهيوني في تحضيره لانتخابات داخلية أجندة كل طرف فيها تقوم على حساب سفك الدم الفلسطيني بمساندة أمريكية مطلقة وضوء أخضر للقيام بعدوان. و تواطأ كلّ ذلك موضوعيّا مع وضعية تميّز بها النظام العربي الرسمي الذي أصبح عرّابا للغرب الاستعماري أو متواطئا معه وحرص هؤلاء القادة الشديد على كراسي حكمهم ، وضعف مواقفهم وتخاذلهم وارتهانهم ،نكون حينها قد شخّصنا أهمّ ملامح الحالة العامّة التي اكتنفت القضيّة وأهمّ ارتسامات الواقع المحيط بها فهل تمكن الكيان الصهيوني في إطار هذا الوضع الذاتي والموضوعي من استثمار الحالة القائمة وتعميق الفصام العربي وتحقيق الأهداف المرسومة مسبقا وتأكيد نصره ؟ وما الذي كشف عنه العدوان داخليا وخارجيا ، شعبيا ودوليا ؟ وما المطلوب منا بعد هذا العدوان ؟ خفايا ما كشفت عنه الحرب --- كشفت الحرب حقيقة الوفاق العربي الكاذب والمخاتلة والمخادعة للأنظمة العربية بعضها لبعض وعرّت سترهم عند شعوبهم وفضحت ولاءهم الأعمى للغرب وحركت بأقدار الماء الرّاكد والمتعفن الذي تميزت به الحالة العربية في منظومتها الرسمية ، حيث محّصت الصفوف حتى في إطار الحكام وبان الوطني من المتواطئ . وإذ لم يُحدث هذا الاعتداء الصهيوني ثورات عاجلة في الوطن العربي إلا أنه حتما سينتج وعيا يراكم شروط التّغيير الذي يمكن أن يفضي إلى هبّات شعبية كبرى يوما ما ، خاصّة وقد أدركت الجماهير أن أنظمتها الحاكمة فاقدة للشرعية وأنها منظومة محميّة من نفس من يحمي الكيان الإسرائيلي . --- كشفت الحرب زيف الإعلام الغربي وأكذوبة حياده الإعلامي بل تعميته المتعمدة عن نقل جرائم حرب الإبادة ضد شعبنا في غزة ، وقد انخرطت بعض وسائل الإعلام العربية الرسمية في هذا الزيف حيث كانت غير مهتمة بأحداث غزة بل كانت تنقل المباريات الرياضيّة والأغاني الصاخبة والمسلسلات في الوقت الذي يموت فيه عشرات الأطفال في غزة نتائج العدوان على الداخل الفلسطيني إن الجيش الصهيوني لم يقدر على دخول غزة ولو دخل فلن يتمكن من البقاء فيها وان إخفاق هذا الجيش تأكد في ساحة المعركة ،وقد فاق صمود المقاومة كل توقع، وان المراحل التي حددها الكيان العبري لم يتحقق منها شيء إلا إذا اعتبرنا أن تدمير البنايات والمساجد والمدارس واستهداف المدنيين والأطفال في معركة غير متكافئة هو الهدف . وبعد أن فقد الفلسطيني احترام الناس له واهتزت صورته في نظر العالم بأسره أصبح له اليوم رصيد كبير من العزة والكرامة والاحترام وعاد مكرّما مبجّلا في نظر إخوانه في كل أقطار العالم الإسلامي والغربي ولم يعد تحرير فلسطين مجرّد حلم بل إن النصر أصبح ممكنا وبداياته الحقيقية تبدّت في غزة ومن قبله تجلّت إرهاصاته في انتصار المقاومة الإسلاميّة في جنوب لبنان وقد استطاعت المقاومة الفلسطينيّة الصمود ودحر العدوان وتكبيده خسائر جمّة بل صنعت قاعدة توازن الرعب وإن لم تهزم العدوّ عسكريا فقد هزمته أخلاقيا وحققت انتصارها السّاحق ضده حيث جندت كل العالم لخوض معركة جديدة وهي معركة محاصرته ككيان ومحاكمة قادته كمجرمي حرب إن الحرب على غزة والحصار المفروض عليها منذ زهاء ثلاث سنوات قد أتى بنتائج عكس ما خطط لها العدو الغاصب حيث تأكد الالتحام والتكافل الجماهيري داخل المجتمع الفلسطيني وتجسد تعاون مواطنيه في تقاسم أدنى القوت الموجود وإيواء من هدم بيته وفي دفن الشهداء بتلك اللحمة التي لم يشهدها مجتمع بمثل ما شهدها قطاع غزة ، بل ضرب الغزّاويّون نموذجا في اللحمة والتحابب والتكافل والتعاون أبهرت البعيد قبل القريب والعدو قبل الصّديق قد أظهرت الحرب حالة الالتزام والانضباط الشديد وعدم انفلات الوضع الأمني كما حدث في حرب العراق حين هب الناس للسّطو على المؤسّسات العامة والهيئات ودبّ الاقتتال الداخلي الطاحن ... وقد نجحت حركة حماس وأجهزة الحكومة المقالة على التوزيع اليومي المنضبط والمتواصل للأغذية والخبز وحتى رواتب الموظفين وصلت في حينها إلى بيوت أصحابها ، ونجحت حماس في التعاطي مع الوضع الجديد ومع حالة الحرب وأدركنا أن هذه الحركة لم تكن حركة اخوانية تدغدغ المشاعر والعقائد وتحشر الناس وتجمعهم حول شعار طوبوي عاطفي غير واقعي كما يدّعي دائما أعداؤها وأعداء مفهوم الإسلام السياسي الذي يطرح نفسه بديلا سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وثقافيّا وحتى عسكريا بل كشفت حماس أنها حركة تُحسن الترشح للانتخابات و ُتحسن الربح فيها ،كما تُحسن تسيير دفة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية رغم الحصار المطبق ، كما تُحسن الإبداع في المعركة العسكرية والصمود فيها رغم ضعف الإمكانات والوسائل وتُحسن أيضا إدارة الشأن اليومي في حالة السلم وفي حالة الحصار والحرب وفي الوضع الذي احتشدت فيه كل قوى المؤامرة الداخلية والخارجية بعملائها ومنتسبيها للنيل من صورة حماس ، وهذا لعمري قد عجزت عنه أكبر الدول والجيوش في حالة الحرب (العراق مثلا) ،أو في حالة السلم (السودان مثلا ). --- خسر الكيان الصهيوني حلفاءه ممن ربط معهم علاقات دبلوماسية حيث جمّدت قطر وموريتانيا علاقتهما بالكيان وقطعت بوليفيا وفنزويلا أيّ تواصل بإسرائيل ووقع طرد سفراءها. وتشكّل تحالف شعبي أمميّ مناهض للعدو الصهيوني ولوجوده وأيضا تحالف رسمي مكوّن من بعض الدّول تتزعمه إيران وفنزويلا وبوليفيا وبورما ولبنان.. وغيرهم ، كما خسر اليهود التعاطف الدولي ،و لم يعد ما سمي تاريخيا بالهولوكوست سيفا مسلّطا على بعض حكّام الغرب وقد مارس الصهاينة مثله أو أشدّ من أعمال وحشيّة، ولم يعد هناك مبرّر للصّمت على مثل هذه الجرائم والمذابح التي تّجترح على مرأى ومسمع كلّ العالم وبهذه الفظاعة. --- انهيار مبادرة السلام العربية التي أصبحت ولفترة طويلة مرجعا يؤصل للتطبيع الذي كسب به الكيان الإسرائيلي مساحات وتموقع واعتراف دولي وعربي إلى حد بروز مواقف خيانية تذكرنا بخيانات حكام الأندلس وفلسطين في تاريخ سابق خسارة الوجه المزيف لديمقراطية إسرائيل المزعومة حيث لم تعد دولة النجمة السداسية لدى أغلب الناس دولة ديمقراطية كما روّج لها أساطين الغرب المهووسين ساركوزي مثلا وكما يروّج لها إمبراطوريّات الإعلام الغربي المتواطئ دائما. --- وقف الهجرة لإسرائيل وبروز بدايات الهجرة المعاكسة والمضادة حيث أصبح الكثير من اليهود لا يأمنون على حياتهم ولا على مصالحهم وأصبحت إسرائيل لا تمثل لهم الملاذ الآمن كما كانوا يأملون ،وقد فاقمت الحرب من حالة الركود الاقتصادي ورفعت معدلات البطالة وتعمّقت المشاكل الاقتصادية للشركات والمؤسسات كما جلبت الحرب عدم ثقة المستثمرين وانخفاض القيمة الربحيّة داخل الدولة العبرية . --- كشفت هذه الحرب عن حقيقة جديدة مفادها أنّ الجيش الإسرائيلي الذي تمكّن في ستّة أيّام من احتلال سيناء والجولان والضفة والقطاع وجزء من جنوب لبنان وكبّد الجيوش العربية مجتمعة خسائر كارثية شهدها كلّ العالم وتألم لها الشعب العربي المسلم وصار بعدها لا يثق في نفسه ولا بقدراته وتعمقت فيه روح الهزيمة ودفعت حكامه إلى إمضاء معاهدات واتفاقيات مذلّة والتفريط في مساحات واسعة من الأرض دون أية ردة فعل أو عزم على التحرير بل وصل الأمر ببعض الزعماء التملص من القضية الفلسطينية والتعهد سرا وبشكل منفرد بعدم خوض أي حرب مع الكيان بل وبعقد صفقة معاهدة سلام مذلة معه . إن لعنة غزة ضد القادة الإسرائيليين ستتواصل بعد هذا العدوان الغاشم حيث أصبح جنود ورموز وقادة الكيان العبري مهددين بالمحاكمة سواء في محكمة الجنايات الدولية أو عبر الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تحالفت حوالي 400 جمعية وهيئة حقوقية من كل دول العالم لرفع قضايا وشكاوى في هذا الصدد وقد وافقت بوليفيا وفنزويلا على متابعة مجرمي الحرب الإسرائيليين كما تداعت بعض الهيئات لتقديم شكاوى لدى المدعى العام بمحكمة الجنايات الدولية لحثه على إنشاء محكمة خاصة بمجرمي الحرب الإسرائيليين ،وأغرقت المحكمة بشكاوى تثبت خرق الكيان الإسرائيلي لاتفاقات جينيف التي وقّّّعت عليها الدولة العبرية وهي مدخل تراهن هذه الهيئات أن تكسب من خلاله المعركة، كما وقع إرسال شكاوى خاصة للّجان التابعة للأمم المتحدة كلجنة مناهضة التعذيب حتى تتابع هذه القضايا ويتمّ بعدها إدانة الكيان الصهيوني من خلال اللجان الأمميّة، وقد عمدت هيئات أخرى إلى إرسال شكاوى للمنظمات الدولية المتخصّصة ( اليونسكو مثلا) لحثها على فتح قضايا في هذا الصدد من أجل إدانة الكيان الصهيوني في ما يخصّ اختصاصها. كما وقع دفع الدول العربية التي يوجد بها محكمات ذات الاختصاص العالمي (اليمن مثلا) لتباشر محاكمة هؤلاء المجرمين الصهاينة، ولم تتوانى جمعيات حقوقية أخرى عن رفع شكاوى بالمحكمات ذات الاختصاص العالمي مثل سويسرا وهولندا وبلجيكا....لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين كما قامت برفع دعاوي قضائية ضد مزدوجي الجنسية في البلدان التي ينتسب إليها الجنود أو الساسة أو القادة الإسرائيليون وقد رُفعت قضيّة هذه الأيام باسبانيا في هذا الصدد . كما قام الأمين العام للأمم المتحدة بالمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن الدمار الذي لحق بمباني الأونوروا والاعتداءات على الأشخاص الذين يقومون عليها من أجل إثبات تهمة الاعتداء والقتل والمطالبة بالتعويض. انعكاسات الحرب على المستوى العربي والإسلامي الدولي وحّدت الحرب القوى الوطنية بشتى توجهاتها الإسلامية والليبرالية واليسارية والقومية وجندتها في صف واحد في عملية التحرير والتحرر الكبرى ونأمل أن تتوحد في معركتها ضد الاستبداد. كما عمّقت لديها القناعة بان الأمة كلها "لا الحركات الإسلامية فقط " هي الكفيلة بوقف العدوان والحرب الطاحنة وقد تنادى المسيحيون والشيعة والسنة واليساريون والإسلاميون والعلمانيون والقوميون للدفاع عن الأرض وتنافسوا في المساندة والمناصرة وابتكار سبل الدعم المادي والمعنوي حيث برزت تلقائيّة العطاء وسخاءه من الجميع دون استثناء وصارت قاعدة الفرز تستند إلى خيار المقاومة لا خيار الايدولوجيا وأضحي الالتزام بالقضية والمبادئ اكبر من الحسابات والمزايدات وخفتت النعرات المذهبية والإيديولوجية وارتفع شعار واحد ووحيد المساندة لغزة والعزة والنصر للقضية أحيت الروح الإنسانية لدى سكان الكرة الأرضية واستثارت الحس البشري ونمّت دور المجتمع المدني الإنساني ومحبي السلام في العالم والذي نعتقد أنه سيصبح محدّدا هاما في سياسات الدول ضد غطرسة وعنجهية بعض القادة والحكّام، وقد تداعت كل المنظمات الحقوقية والإنسانية في كل أرجاء الكرة الأرضية لمساندة الفلسطينيين والتنديد بجرائم الكيان الصهيوني وهذا يؤشر إلى بداية عصر جديد تكون فيه القيم والمفاهيم الحقوقية والإنسانية هي المحرار الأساسي في النظام العالمي المستقبلي الجديد. بروز موقف معاد للقطب الأمريكي الواحد الداعم للعدو الصهيوني المتغطرس وبروز الروح الجهاديّة في أركان الأمة وغلبة حب الاستشهاد لدى شبابها. وقد دبت هذه الروح وكبدت العدو المستعمر هزائم وخسائر جمة سواء في العراق أو الصومال أو أفغانستان أو في لبنان أوفي غزة ضد الكيان ، وقد تصاعد الموقف الدولي المعادي للأمريكان والإسرائيليين بشكل ينبؤ ببروز قطب جديد متعدد الإيديولوجيات يؤسّس انحيازه على ما هو إنساني لا ما هو مادي ويتحيّز للبشرية لا للعنجهية والحيوانية كما برز في الساحة الدور الفذ لعلماء الأمة الصادقين بعيدا عما أنتجته الفتوى الرسمية لعلماء آخرين أبعد ما يكونون عن حقيقة الإسلام ،حيث أنتجوا تملقا فقهيا وفتوى بحسب الطلب ، حرّموا فيها التظاهر بالشارع وعدم جواز إطلاق الصواريخ ! ! ! كما حاول بعض المناوئين إلصاق التهمة "بأنّ المقاومة هي حركة حماس فقط" ، حتى يُستثار الأيديولوجي والخصومة السياسية من أجل ضرب المقاومة والصمود ودق إسفين في البيت الفلسطيني ونسوا أن ما هو إنساني أكبر من ذلك بكثير وان استعمار الشعوب أصبح شيئا ممقوتا من البشر أجمعين مهما كانت مشاربهم ومعتقداتهم وأديانهم وطوائفهم. كما وقعت محاولات استعداء طيف من العرب والمسلمين ضد إخوانهم في حماس وذلك من اجل تصفية القضية لاحقا مثلما حاولوا مع حزب الله في لبنان واستعدوا عليه بتعلات طائفية ولم تمرّ هذه الأراجيف والمحاولات الممقوتة ضد الشعوب العربية والإسلامية، فقد أصبحت محصّنة بما فيه الكفاية واستطاعت أن تتعالى على التراث الفتنوي والتشرذم الطائفي العقدي والابتعاد عن الاستئصال بذريعة المخالفة والمعارضة وبذلك تحوّل الفهم الديني من حظيرة السياسي الممزّق إلى حظيرة الإنساني المجمّع |
السبيل أونلاين - آراء وتحليلات كلمة الجمهور بمناسبة انتصار غزة (4) بعد إعلان الحرب على غزة، وبعد انكشاف التواطئ المفضوح المُطْبق عليها من كل جانب، وبعد أن بدأت تصبّّ الحمم الاستئصالية من كل صوب، ما كان أحد ينتظر أن يشهد شيئا اسمه مشهد النصر ، ولا أن يسمع شيئا اسمه خطاب النصر ، إلا أن تحصل آية من عند الله سبحانه. وقد حصلت بالفعل والحمد لله . لقد تحقق النصر وخطب زعيم الأمة - حسب تعبير بعض إخواننا - خطاب النصر. وتبع ذلك كلمات المشاركين في هذا النصر من هيئات وحركات وأفراد، فأين كلمة الجمهور العربي والإسلامي الذي هب هبة غير معهودة وشارك مشاركة لم يسبق مثيلها ؟ وهل من المعقول أن يَغِيب أو يُغيّب عن هذه المناسبة ؟ إنه عندما يتحقق النصر في وضع كوضع غزة ، لا يصح أن يتقدم أحد في الكلام عن الذين حقق الله النصر على أيديهم، وهم ولا شك أهل غزة ، ثم جمهور الأمة الذي ناصرهم . وكانت على هذا الخطاب تعليقات كثيرة ، سواء من طرف الصحفيين والمحللين ، أو خاصة من الجمهور القارئ والمستمع كما يمكن أن نراه في موقع الجزيرة نت وموقع إسلام أونلاين .. وبقراءتي للكثير منها ، رأيت أن كلمة هذا الجمهور ، هي في جماعها وخلاصتها. فعكفت على قدر منها (175) مما ورد في موقع الجزيرة نت لاستخلاص هذه الكلمة . وبالنظر لطبيعة الجمهور فليس في كلمته تنميق الهيئات والحركات والنخب، ولا حساباتهم وتعقيداتهم، بل تغلب عليها البراءة والتلقائية والفطرة . ولذلك فمع بساطة لغتها وتعبيراتها فهي أصدق تعبيرا عن الحقيقة ، وأكثرها مباشرة ، وأقربها تعبيرا على الرأي العام الشعبي الذي من المفروض أن تعبر عليه الجهات التي تمثله وتتكلم باسمه. وكان استخلاص هذه الكلمة بعد تصنيف تعليقات الجمهور وفق مضمونها ، تصنيفا مُدمَجا ومركَّبا ، مع ما يقتضيه هذا التصنيف والإدماج والتركيب من تصرف في الصياغة والترتيب . وقد سبق تقديم الحلقة التمهيدية لهذه الكلمة ، ثم حلقتها الأولى التي تناولت تهنئة جمهور الأمة بانتصار غزة ، ثم حلقتها الثانية التي تناولت هموم الجمهور بما بعد أحداث غزة ، ثم حلقتها الثالثة التي تناولت ما ضربه لنا أبناء حماس وأهل غزة وقادتها من الأمثال الرائعة في سلوكهم وإيمانهم وصمودهم وجهادهم . وهذه الآن حلقتها الرابعة التي سنتناول فيها نتائج وثمرات أحداث غزة ، من غير إهمال لوجهة نظر المخالفين ، وذلك في الفقرات التالية: 1- النتائج والثمرات من وجهة نظرنا نحن الجمهور المناصر. أولا : النتائج والثمرات من وجهة نظرنا نحن الجمهور المناصر لقد كانت لأحداث غزة - بفضل الله - نتائج وثمرات كبيرة ، نحن نراها - كما يتبادر للذهن منها في هذه الكلمة المستعجلة - كما يلي: 1 – لقد كانت مكاسب كبيرة من حيث لم يحتسب أحد الحمد لله ... لقد صدق الله القائل (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) . هذا وعد الله تبارك وتعالى وقد تحقق، ولا يزايد في ذلك عاقل..لقد صدق الله وعده ونصر اهلنا في غزة.. فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين .. ولكن المنافقين لا يعلمون .. لقد استعصيتم على عدوكم بصبركم وإيمانكم .. ورفعتم رؤوسنا واعدتم للامة بعد طول انتظار كرامتها، ولقنتم العالم دروسا لا تنسى . لقدكان نصرا من عند الله كبيرا بالصمود اكثر من 22 يوما ضد اقوى رابع جيش في العالم، ونحمد الله على التفاف الامة حول المقاومة ، وبلوغ قضيتها إلى عموم الناس ، وتمسكها بالثوابت والارض والمقدسات . لقد انتصرت غزه وانكسرت اسرئيل وخاب المتخاذلون...لقد كان نصر ثبات واستعصاء ، أجراه الله - بتوفيقه ورحمته - على أيديكم ضد أعداء الله والانسانيه ، فهل عرفت اسرائيل وحلفاؤها ان الله حق، وأن الله مولانا ولا مولى لهم؟ وهل يأتي يوم يكون النصر فيه نصر تحرير؟ وكان هذا النصر شرفا كبيرا للأمة الاسلامية، فأعزكم الله يا اسماعيل هنية ويا حماس ويا أهل غزة. لقد اعدتم المجد للامه واعدتم الكرامه للشعب الفلسطيني . فنسأل الله ان يرحم الشهداء الابرار، وان تتوالى اللعنات على المفسدين في الارض حتى يكون النصر النهائي . 2 – النصر غير مرهون بعدد ولا عتاد بل هو من عند الله الله اكبر..الله اكبر..الله اكبر... إن انتصار المؤمنين على قلة عدتهم وعددهم.. ووانهزام الطغيان الغاشم على كثرة عدده وعدته ، لهو برهان ساطع ان القوة لله وحده وليس لكثرة العدد وقوة العتاد ولا للاسلحة الفتاكة .. إنه بما رأينا و عايشنا أدركنا أن المقاومة إذا اعتصمت بربها لن تهزم من قلة عدد أو عتاد ، ولن تضرها قوى الارض ولو اجتمعت .. فهنيئا للصامدين المجاهدين.. الله أكبر ، لقد نصر الله عباده الصالحين ، وهزم بهم اعداءه الكافرين ، وحقق لهم وعده أنهم إن آمنوا وجاهدوا وصبروا فإنهم منصورون بإذنه تعالى . . بفضل الله العلي العظيم وبدعاء إخوانكم الملاييين في العالم صبرتم وانتصرتم على العدو الغاشم بالرغم من الفرق الهائل في الاسلحة والمعدات، لان سلاحكم الأساسي كان هو الايمان فبارك الله فيكم وفي جهادكم. اخونا الرئيس إسماعيل هنية حق لنا ان نفخر ونفاخر بانك الرئيس وبلا منازع ، ونحمد الله تعالي ان رايناكم تتلون علينا بيانات النصر لا بيانات الخنوع والهزيمة ، وتذكروا دائما قوله تعالى: (اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ). اعزكم الله ووفقكم وسدد على طريق الخير خطاكم . اما المتخاذلون فإنهم (لو خرجوا ما زادوكم الا خبالا ولأوضعوا خلالكم) (وفيكم سماعون لهم). تقبل الله الشهداء وعافى الله الجرحى ورزقكم خيري الدنيا والآخرة، وبارك الله فيكم وبارك لكم . واعلموا ان غزة ما كانت لتهزم لأن قيادتها وسكانها كانوا رجالا صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ، فكيف لا يصدقهم الله وعده ؟ كان الجيش الصهيوني ينتظر انهيار غزة كانهيار بغداد عند هجوم الأمريكان ، ولكن وجد ناسا غير الناس وقيادة غير القيادة، ناسا وقيادة أجرى الله على ايديهم النصر بتوفيق منه ومدده ورحمته. لقد كانت معركة ذكّرت بمعركة الاحزاب ورجّت الكثير من المسلمات وأبانت الكثير من الحقائق. 3 - يكون النصر لأهل الإيمان بعد تمثل الإسلام وبذل الجهد والاعتصام بالله لقد أيدكم الله بنصره بعد أن تمثلتم قيم الإيمان وبذلتم جهدكم واعتصمتم به وتوكلتم عليه وصبرتم وصابرتم ورابطتم، وآمنتم بيقين أن الله مولى أهل الإيمان وأنه لا مولى لأهل الكفر. فأعزكم الله كما رفعتم رؤوسنا، وأعدتم الكرامه للشعب الفلسطيني . قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه على مشارف المسجد الاقصي عندما اتجه اليه ليستلم مفاتيحه(( نحن قوم أعزنا الله بالاســـــــلام فإذا أردنا العزة بغيره أذلنا الله )) 4 - لقد أيقظت أحداث غزة الغافلين هذا العدوان الإسرائيلي أيقظ الكثير من الغافلين - خاصة من العرب والمسلمين - على حقيقة الصهاينة ، وعلى العديد من حقائق الغيب والإيمان . ان ما أجراه الله على يد أهل غزة - في ثلاثة اسابيع من الصمود امام الة الحرب الاسرائيلية بدون مقومات الصمود بمنطق الحساب - ينبغي ان يجعلنا نراجع حساباتنا... لقد كانت معركة ذكرت بمعركة الاحزاب رجت الكثير من المسلمات وأبانت الكثير من الحقائق. إن التعليقات المعارضة هي تسعة سنوردها متمايزة عن بعضها البعض مع تحسين صياغتها عند الاقتضاء ، وترتيبها الترتيب الأفضل لها ، وإزالة التعبيرات المثيرة للعداء والتفرق ، وهي التالية: 1. لا حول ولا قوة الا بالله....الاخ اسماعيل هنية عن أي انتصار تتحدث وغزة اليوم أشبه ما تكون بمنطقة أشباح ..! 2. انتصار ام انكسار...اذهبوا و اسالوا عائلات الضحايا الابرياء...المسؤولون دائما يتحدثون على البطولات الوهمية لانهم مختبؤون و محصنون!!!! 3. عفوا سيدي رئيس حكومة حماس...كفانا بطولات وهمية. 4. أي انتصار هذا الذي يتحدث عنه هذا الرجل الذي فقد المنطق منذ سنوات؟؟؟!!! 6. نعم هذا هو النصر على طريقة العرب ، نفس النصر الذي حققه حسونة في جنوب لبنان .. بعد 1300 قتيل و5000 جريح وتدمير غزة يقولون نصر، عن أي نصر تتكلمون .. يا أمة ضحكت من جهلها الامم . 7. لا شك ان قرار وقف العمل بالهدنة منذ البداية كان قرارا خاطئا ، ولكن وبعد اشتداد المجازر الاسرائيلية لم يعد هذا القرار هو مدار البحث. ان انتهاء الحرب دون إلحاق اضرار فادحة بالعدو وفتح المعابر فورا وملاحقة مجرمي الحرب ، بدون هذه الشروط لا يعد ما حصل انتصارا بل انكسارا. ان سعيكم للم الشمل الفلسطيني في هذا الوقت يعتبر طوق نجاة لعباس ومبارك فلا تقدّموا هذه الخدمة لاسرائيل. 8. ما حدث هو مجزرة وليس نصرا يا اخ هنية ..انتم كمن حصل على لعبة ومستعد لتمزيقها بدل مشاركة الاخرين بها ..الرجاء، نريد انتخابات مبكرة لنقول لك كفى ..لقد جربناكم ....انتم تصلحون للحكم في "تارابورا" وليس للشعب الفلسطيني الحر. 9. بعد كل هذا العدد من الشهداء والجرحى والدمار للبنية التحتية لغزة، ناهيك عن الصدمات النفسية والاجماعية التي طالت كافة الشرائح الاجتماعية.. بعد كل هذا لم يقم طرفا النزاع (فتح وحماس) باللجوء إلى حل خلافاتهم، فليتركونا جميعا، وأدعو إلى ثورة جماهيرية ضدهما للتخلص منهما. ثالثا : ردودنا على معارضينا وكانت على هذه التعليقات ردود مباشرة أكثر منها عددا ، وبعد إدماج بعضها مِلت إلى إيراد بقيتها متمايزة . وقد راعيت فيها هي أيضا ما راعيته في التعليقات ذاتها من زاوية الصياغة والترتيب والإزالة. وهذه الردود هي: 1. قد يقول البعض: أي انتصار هذا مع 1300 شهيد واكثر من 5000 جريح ودمار هائل؟ والجواب: اي وربي انه انتصار وآية من آيات الله رغم المأساة ، ان مجرد ثبات المقاومة 23 يوما هو انتصار في حد ذاته . 3. اقول للذين لا يروق لهم النصر الذي حققه المجاهدون في فلسطين ، يا ترى ما هو مفهوم النصر عندكم؟ وكيف يقاس ؟ 4. إلى من يعد القتلى والجرحى من الطرفين ، ويُقيّم النصر بذلك أقول لهم: انتصرنا ليس بالقتل وليس بعدد القتلى والجرحى من الإسرائيليين ، عسكريين أو مدنيين ، بل بمنعهم من اختراق صفوفنا لإجبارنا على الاستسلام ، وبمنعهم من السيطرة على أرضنا ، رغم طول حصارهم لنا وضعف عدتنا وعتادنا ، ورغم تخاذل المتخاذلين ووقوف الكثير منهم موقف الشامتين . نحن لا نعد قتلاهم نصراً ، ولكننا أوقفنا إبادة جماعية ، وتهجيرا لمليون ونصف من أهل غزة . كان يمكن أن يحصل ذلك مثلما حصل في البوسنة والهرسك ومثلما حصل في 48 لو استسلمنا أو تراجعنا . 5. الاخوان الذين قالوا ان هذه مجزرة ، ألا انتبهوا إلى اسمائهم التي يُسمّون بها ، فإسم "ماجدة" من المجد وإسم "خالد" من الخلود ؛ وهذه من صفات المجاهدين في سبيل الله, الذين يطلبون النصر او الشهادة, ولا نصر من دون شهداء . المجد والخلود للشهداء, والمغفرة والهداية لمن يتباكى قاعدا في بيته على شهداء اختارهم الله في جناته الخالدة. اللهم احشر شهداء غزة جميعا مع الأنبياء والصالحين ، واحشر قادة اسرائيل و من والاهم في جهنم خاسئين. 6. نحمد الله على سلامة الدين والأخلاق ، والشهادة مطلب كل مؤمن ؛ اما الاموال والممتلكات فهي من متاع الدنيا الملازمة للأرض الفانية. ومن يريد أن يشوش على المجاهدين هذا النصر العظيم، فلا يتكلم عن الشهداء لانهم عند الله احياء يرزقون . 7. إنه بفضل الله وكرمه علينا انتصرنا والله ، ولست اجامل رغم افتقارنا للاسلحة ، وما عندنا منه لا يقارن مع ما بحوزة العدو . وهل حققوا شيئا غير قتل المدنيين والابرياء ؟ تبّا لهم ولمن اعانهم على هذه الغطرسة الوحشية .. 8. نعم لقد انتصر مجاهدو هذه الامه على اتعس واشقى خلق الله (اليهود ومن عاونهم)، وهو نصر لا شك فيه رغم الجراح . . وأما عن الدمار والشهداء فإن للانتصارات العظمى تضحيات كبيرة، والنصر هنا هو لكل الامه. 9. إن تحرير الأرض لا يكون إلا بالتضحيات الكبيرة وما دام هناك امهات ينجبن الرجال فنسأل الله العوض ... 10. غزة هنية، والصيام، والرنتيسي، وياسين ، والام الفلسطينية الصبورة ، والطفل الفلسطيني المجاهد .... هي سلسلة من التضحيات ، والتضحيات ستتواصل حتى النصر باذن الله ، وما النصر الا من عند الله . ووالله مهما كانت الخسائر ومهما كان عمق الجرح فقد انتصرتم يا ابناء غزة . انتصرتم على كل المستويات الانسانية والاخلاقية والقتالية، والصهاينة ومن معهم خسروا .. رغم انف قواهم جميعا..... 11. لو ان العرب جاهدوا في 48 أو 67 أو في غيرها عُشر جهاد المقاومة و أهل غزة الأخير لكنا الآن نصلي في المسجد الاقصى ... واقول لكل من يحاول ان يقلل من الحجم العظيم لهذا الانتصار ويتكلم عن عدد الشهداء وعن حجم الدمار الذي حصل ... إن اهل غزة لم يشتكوا ولم يهنوا ولم يستسلموا ... فهل من المعقول أن يكون من غيرهم القاعدين . خاتمة : إن النتائج والثمرات هي في جملتها واضحة ، وقد أردنا – وهو مطلوب شرعا وعقلا - أن نعطي المخالفين حقهم ، وأن يبلُغ رأيهم ولا يُغمَر ويضيع في الموقف الغالب المهيمن . وأدنى فوائد هذه الآراء المعارضة أنها تزيد رأي الجمهور وضوحا ، وأهم منه وهو أنهم يريدون - بلا شك - أن يعبّروا على زاوية نظرلا ينبغي أن يغيب مقصودها، ولا أن تضيع فائدتها . ولا يتحقق ذلك إلا مع حسن الفهم والتفهم لهذه الآراء المخالفة ما بدا على أصحابها الصدق ، وأمر البواطن ليس من شأننا بل من شأن الله ، ولا خوف منه إذا أوكلناه إليه سبحانه. وما توفيقي إلا بالله. كتبه : محمد شمام |
حوار مطول مع الدكتور رفيق عبد السلام السبيل أونلاين - متابعة هل أصبحت كلمة وسطية مثل جحر كبير تختفي فيه قوى كثيرة كل بحسب حساباته ورهاناته الخاصة، ولذلك يجب الحرص اليوم على إقامة الحد الفاصل بين الوسطية وبين التحلل.. وكلما زادت مساحة عطاءات المفهوم، زادت محاولات الاختطاف والتشويه، فما تم مع الوسطية تم مع غيرها.
هكذا انطلقت إضاءات الباحث الدكتور رفيق عبد السلام -المحاضر بجامعة وستمنستر والباحث بمركز الجزيرة للدراسات- حول الوسطية التي لا تفهم إلا في ضوء الإسلام الذي غير من معنى الديني بأن صيّره دنيويا وغير من معنى الدنيوي بأن جعل له أعماقا روحية. فالعديد من الحقائق في هذا الدرس المعرفي الذي يقدمه رفيق عبد السلام تستحق النظر وتوضح حقيقة هي اتساع المساحة الدلالية للوسطية.. ولهذا السبب اتسع الجدل. حقيقة متعالية * ما هي الدلالات الحضارية والاجتماعية والسياسية للوسطية داخل الاجتماع الإسلامي العام..؟ - الوسطية تعني في بعد من أبعادها الأساسية الابتعاد عن الشطط والغلو سواء في النظر أو السلوك لدى الأفراد والجماعات والهيئات، بما يستجيب لمقتضيات الفطرة السوية ومتطلبات الاجتماع السياسي السليم. والوسط يعني في إحدى دلالاته الابتعاد عن المواقف الطرفية التي تنأى بصاحبها يمنة أو يسرة، وهو إلى جانب ذلك يدل على العدل؛ إذ يقال فلان من أوسط قومه، وإنه لواسطة قومه، ووسط قومه، أي من خيارهم وأهل الحسب منهم. أما إذا تناولنا الوسطية بدلالتها الاجتماعية والسياسية العامة فهي تحيل إلى الهوية المؤسسة للأمة الإسلامية الموصوفة في القرآن الكريم بالأمة الوسط، (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ) البقرة/143، ووسطية الأمة، وكذا خيريتها، مقترنة بإرادة الشهادة على الناس والتواصل مع الآخرين وليس بالانكفاء والانعزال وإدارة الظهر للعالم. الإسلام في جوهره دين وسطي لا بمعنى أنه يأخذ الأمور من أوسطها بحساب رياضي بسيط، ولكن بمعنى أنه يتزين بفضائل الاعتدال والسماحة في التفكير وسعة النظر، وفي السلوك والعمل، وكذا الابتعاد عن الغلو والتطرف والشطط المهلك للأفراد والجماعات. الإسلام دين وسط وأمته الحاملة للرسالة هي أمة وسط؛ لأنه يستجيب لنداء الفطرة وأصالة الكينونة الإنسانية، وهذا ما يمنح هذا الدين جدارة خاتمية الأديان والهيمنة عليها، وما منح أمته مشروعية الشهادة على العالم بميزان القسط والعدل. لقد جاء الإسلام مناديا بالعودة إلى صفاء الحنفية الإبراهيمية، ومجاوزة الخلل الذي أصاب اليهودية بتحول الدين التوحيدي إلى دين قومي حصري في خدمة شعب الله المختار، حيث يحزن الله بحزنه ويفرح بفرحه، أو لك أن تقول هنا المبالغة في دهرنة الدين وتحويله إلى مجرد وعاء للتعبير عن مصالح ومطامح فئوية حصرية، كما جاء الإسلام لتجاوز الشطط الذي حل بالمسيحية بسبب الجنوح نحو الرهبنة المتعالية ومطلق الصفاء الروحي على حساب مطالب الحياة الدنيوية، وإن كان ذلك لم يحل دون إخضاع المسيحية لرهانات دنيوية وسياسية واسعة. الإسلام في جوهره دين توحيدي ليس بمعنى أنه ينفي تعدد الآلهة والأرباب فحسب بل هو إلى جانب ذلك توحيدي في نظرته للوجود والذات الإنسانية، رؤيته للديني والدنيوي، لصلة الروحي بالحسي، الفردي بالجماعي. بل إن الإسلام غير من معنى الديني بأن صيّره دنيويا وغير من معنى الدنيوي بأن جعل له أعماقا روحية وأبعادا غيبية.. فكل ما هو ديني وعلى نحو ما يبن ذلك فيلسوف الإسلام الكبير محمد إقبال هو دين وحقيقة روحية متعالية إذا نظرت إليه من زاوية، وهو حقيقة دنيوية ومتعينة إذا نظرت إليه من زاوية أخرى. لقد جعل الإسلام من أكثر التعبيرات الدنيوية والحسية مثل الممارسة الجنسية ضربا من العبادة والقربى إلى الله إذا مورست في إطار العلاقة الزوجية السليمة، وجعل من أكثر أشكال العبادة والتبتل حضورا في العالم وشهادة على الخلائق. الإسلام دين ينشد النجاح في الدنيا والفلاح في الآخرة بمواجهة الباطل والحمل عليه باتخاذ أدوات السلطة الدنيوية، ولا ينشد الخلاص الزهدي والروحي من خلال الهروب إلى العالم الآخر، ولعل التعبير البليغ التي قدمها المفكر أبو يعرب المرزوقي تلخص في هذه المعادلة: "القوة من دون حق عمياء والحقيقة من دون قوة عرجاء". عطاءات المفهوم * كلما زادت مساحة عطاءات المفهوم، زادت محاولات الاختطاف والتشويه، وهو ما تم مع الوسطية ومع غيرها.. فكيف نفهم حالة الاجتياح التي مورست ضد الوسطية؟ - كل المفاهيم الكبرى تتعرض بشكل أو بآخر لعمليات توظيف وتشويه وانتحال سواء كان ذلك بشكل واعٍ أو غير واعٍ، ومن هذه الجهة أو تلك، بما يخدم أغراضها وأهواءها، وهذا ليس حالة خاصة بمفهوم الوسطية. المفاهيم وحتى العقائد حينما تتحول من بطون الكتب والمدونات وتغدو تيارات اجتماعية وسياسية بلحمها وعظمها تتحرك على الأرض تتجاذبها الأهواء والمصالح وضغوطات الواقع، فينضب بين أتباعها، وبطول الأمد، معين القيم الموجهة والأفكار الملهمة، وتتحول إلى مجرد أشكال باهتة، وأدوات ذرائعية لتبرير الراهن، ويزداد الأمر تعقيدا حينما تتم مأسسة الأفكار والمثل داخل جهاز حصري، سواء كان ذلك دولة أو تنظيما، فيغلب عندها منطق الجهاز على رحابة الفكرة، ويحل إجلال الأشخاص على تعظيم المبادئ والمثل. إن ما يعطي مشروعية الإصلاح في الإسلام هو مثل هذا التباعد بين نداء المثل وضغوطات الواقع، وبين تطلعات الأجيال المؤسسة والأجيال اللاحقة، بما أن الحقيقة الدينية تذوي في النفوس ويتراخى أثرها في حياة الأفراد والجماعات والأمم بتقادم الأجيال، وطغيان سلطان الموروث والعادة، وغلبة الأهواء والمصالح؛ لذا كان من اللازم أن تترى فيهم دورات الإصلاح والتجديد تعيد ربط الدين بنبض القلوب، ووصل ما انقطع من مثله بوتيرة الحياة المتقلبة. ولكن يبدو لي أن ما يعصم فكرة الوسطية اليوم، مثلما عصم الإسلام بالأمس واليوم من آفة التحريف والتوظيف جانبين اثنين: أولا: أنه لا توجد كنيسة حصرية في الإسلام يمكنها أن تستولي على الدين أو تحرف معانيه على النحو الذي ترغب فيه أو يعن لها، بل إن معاني الإسلام وقيمه تظل مبثوثة في عقول الناس وصدورهم، مثلما هي مسطورة فيما يتلونه من كتاب الله بين أيديهم بلا واسطة أو وصاية أو إدعاء عصمة من أحد، بما يجعل السواد الأعظم من المسلمين قادرين على تمييز الخيط الأبيض من الأسود، وما يدخل في دائرة الوسطية المحمودة وما يدخل في دائرة الإفراط أو التفريط، وما هو أصيل ومحمود من الوسطية وما هو توظيف وانتحال وتلاعب بهذا المفهوم. ثانيا: أن رموز تيار الوسطية ومنظريها الرئيسيين وعلى رأسهم الشيخ العلامة يوسف القرضاوي ما زالت بوصلتهم سليمة في ضبط هذا المفهوم والذب عن حدوده من آفتي الإفراط والتفريط، أي وضع الخطوط الفاصلة بين مدرسة الوسطية وتيارات التشدد والغلو من جهة، وكذا تيارات التفلت والتحايل التي تريد أن تستخدم عنوان الوسطية لخدمة أغراضها وأهوائها الخاصة من جهة أخرى؛ ولذلك ليس غريبا أن تجد الكثير من السهام تصوب اليوم للشيخ القرضاوي ومدرسة الاعتدال والوسطية من مواقع كثيرة، مثلما وجهت من قبل للشيخ المرحوم محمد الغزالي. * لكن التبرم من الاتساع الدلالي للوسطية جعل المفهوم يتحرك على أرض مأزومة.. لماذا ينظر البعض إلى الوسطية وكأنها مصطلح سيئ السمعة ؟ - كلمة الوسطية سيئة السمعة أولا عند من يكرهون الاعتدال والاتزان في الفكر والممارسة ويجنحون نحو التشدد أو التطرف لما اعتراهم ويعتريهم من تشوه في النفوس والعقول، أما البعض الآخر، وقد يكون محقا من بعض الوجوه، فقد بات يتبرم من كلمة وسطية لما خالطها من توظيف وتبرير لأوضاع منحرفة من قبيل ركوب مركب الاحتلال وحتى التعاون معه تحت دعوى الاعتدال والوسطية، فضلا عن دخول بعض الحكومات بأجندتها وحساباتها، وبأموالها ورجالاتها على الخط تحت دعاوى نشر الوسطية وثقافة الوسطية. فعلا لقد أصبحت كلمة وسطية مثل جحر كبير تختفي فيه قوى كثيرة كل بحسب حساباته ورهاناته الخاصة؛ ولذلك يجب الحرص اليوم على إقامة الحد الفاصل بين الوسطية وبين التحلل، بقدر الحرص على تمييزها عن تيارات التشدد والتطرف، حتى لا تتحول الوسطية إلى ذريعة لتمرير كل شيء وتسويغ كل موقف وتبرير كل حال. وعلى الجهة الأخرى ترى بعض المجموعات والنخب في الوسطية عقبة كأداء أمام التحايل على الدين واستخدامه بحسب أهوائها تحت دعاوى التجديد والإصلاح وما شابه ذلك، والبعض الآخر يكره الوسطية والوسطيين؛ لأنهم يزلزلون مواقعه ويفككون أسلحته مقابل تيار التطرف الذي يسهل له الأمور ويمهد له أرض المعركة بوعي أو من دون وعي. نحن نعلم أن بعض القوى الكارهة للمشروع الإسلامي تريد أن تدير رحى الدولة على أجسام وأرواح خصومها بحجة مواجهة التطرف، وهي تجد فعلا في جماعات العنف الأهوج وتيارات التشدد من الغفلة وحتى السذاجة السياسية ما يبرر ذلك، وقديما قيل يفعل الجاهل بنفسه ما يفعل العدو بعدوه، بيد أن هذه القوى تواجه بعقبة من تيارات الوسطية المتسلحة بحسن التقدير ورجاحة البصر البصيرة بما يحول دون بلوغ مراميها وتحقيق أهدافها، وهذا هو مبرر حملها الشديد على التيارات الوسطية. الوسطية استحقاق * في الرؤية القرآنية ربط بين الوسطية والشهادة على الناس، والفقهاء قديما حولوا ربما لسياقات تاريخية رؤية العالم إلى مدارات وخطوط للقتال العاجل أو الآجل.. ألم يئن للذين فقهوا تأصيل الشهادة بعيدًا عن عبء الموروث لصالح رحابة النص ؟ - في السياق القرآني يوجد ربط بن الوسطية والشهادة على الناس؛ لأن الوسطية هي في أصلها سبب وعلة الشهادة على الخلق، ومن يفقد خصلة الوسطية والاتزان يفتقد مبرر الشهادة والقوامة على الناس من حوله. الأمة الإسلامية فعلا هي أمة الخير والخيرية، بيد أنها ليست تحديدا جوهريا ثابتا ولا تنال أحقيتها لرفعة عرقية أو جينية بل هي تنال مثل هذه الرفعة بمقدار حمل مسئولية الرسالة الكونية والامتداد العالمي، وخيرتها تظل مشروطة بتحمل مسئوليتها الكونية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر {كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر} ((آل عمران: 110)). إنها أمة مفتوحة ومشرعة الأبواب والجنبات لمن يريد أن يدخل في طائلتها وتحت ظلالها، وليست نحلة منغلقة على نفسها، الأمة جعلت في أصلها التكويني للخروج إلى العالمين، أو بتعريف بعض فقهاء الشافعية أمة دعوة ممتدة إلى ما حولها من أمة الاستجابة. لذلك يبدو لي أن فكرة تشطير العالم إلى دار إسلام ودار حرب لا تستقيم أصلا مع معاني الكونية المفتوحة والجامعة التي نادى بها الإسلام ولا مع وحدة المصير البشري، وربما يعود ذلك إلى تأثير الفقه الروماني الذي كان يقوم على تقسيم العالم إلى أمة الرومان وجموع البرابرة من حولها، وربما يعود أيضا لطبيعة العلاقات الدولية التي كانت تقوم على حد السيف والعدوان، وقد انعس ذلك بشكل أو بآخر في الفقه السياسي الإسلامي التقليدي تقسيما للدور والأديان، ومهما كانت أسباب ذلك فإن هذا المفهوم لم يعد له من مقومات الاستمرار أصلا، وأغلب مفكري الإسلام اليوم ينحون هذا المنحى. إن من علامات الإعجاز فعلا في هذا الدين أن خاطب عرب الجزيرة العربية في صحاريهم وفيافيهم بنداء العالمية والكونية في وقت كان العرب متمركزين حول حدود القبيلة وسل السيوف في وجوه بعضهم ولا يفقهون شيئا مما يجري حولهم، بله ما يجري في العالم، خاطبهم بنداء يا أيها الناس، ويا أيها الذين آمنوا، ولم ينادهم باسم القبائل أو العشائر والبطون. إنه لا يمكن القيام بواجب الشهادة على الناس ونحن نتحدث بلغة الطوائف والمذاهب والعشائر، أو بالجنوح نحو الغلو والتطرف والتعسير؛ لأن النفوس السوية تأنف عادة الانسياق نحو المواقف الطرفية وتميل تلقائيا نحو الاعتدال والاتزان الوسطي، أي إلى من يستجيب لدواعي الفطرة السليمة والحاجات الأصيلة عندهم، قد تجتمع قلة من الأفراد، وتحمل نفسها حملا على التعسير وتضييق رحمة الله، ولكن مثل هذا التوجه لا يوحد الجماعات ولا يبني الأمم، بله جمع البشرية قاطبة. بل أقول إن جماعات التشدد والتطرف غالبا ما تنهشها الصراعات الداخلية، ويأكل بعضها بعضا مثل النار الموقدة التي تأتي على الأخضر واليابس، فأهل التشدد والتطرف يتقنون الحذف والقضم، ولا يحسنون الجمع وتوليف العقول والقلوب. الإلحاق والتوبيخ * هل تستقيم الشهادة التي تم حصرها في القراءات النقدية لحركة الآخر، بتوهم أن الشهادة هي إلحاق الاكتشافات العلمية للقرآن أو توبيخ أي محاولة ربما لا تنسجم مع رؤيتنا.. بين تلك الثنائية كيف تتحرر الشهادة، وتنجز نفسها فعلا ومنهجا خلقه القرآن ؟ - إن الوسطية مرتبطة بمعنى الشهادة على الناس والشهادة لا يمكن تحقيقها إلا بمعرفة أحوال الأمم وأوضاع العالم من حولنا، وحمل هموم الإنسانية والتفاعل مع أشواقها وحاجاتها وليس في الانعزال والاستسلام للوساوس والمخاوف، ومن لا دراية له بأحوال العالم وأوضاع الأمم، ولا إرادة له في الفهم والتواص لا يمتلك مقومات الشهادة على الخلق. إن إحدى وجوه القصور الكبرى التي تطبع فكرنا الإسلامي اليوم تتمثل في الانحسار داخل حدود محلية بالغة الضيق وكأنه يناجي نفسه ولا يخاطب غيره، هذا إلى جانب غلبة الحيطة والحذر وطغيان الشعور بتهديد الهوية؛ إذ يخيل للكثير أن بيضة الإسلام مهددة في الصميم، ومن ثم لا مناص إلا في التحصّن خلف قلاع المحافظة والجمود، والإعراض عن كل جديد ومفيد بحجة حماية الهوية من والانفراط والتحلل. يجب أن نطرد هذه الوساوس من رؤوسنا ونقتنع بأن الإسلام بخير وعافية وهو بات اليوم أصلب عودًا مما كان عليه في القرون المنصرمة، بل إن الإسلام وعلى نحو ما تسجل ذلك تقارير الغربيين قبل غيرهم هو من أكثر الديانات انتشارا في العالم، وتقدم في مواقع وقارات من العالم ما كان له حضور فيها أصلا في زمن سيادته وعزه، برغم تصرم أوضاع المسلمين وضعفهم في مجالات القوة والاقتدار العسكري اليوم، ولعله من حكم الله في الكون أن يجعل للضعيف بأسا وقوة. صحيح أن الرقعة الإسلامية ما زالت تدور فيها رحى حروب الأمريكان الساخنة والباردة من العراق إلى أفغانستان، ومن فلسطين والصومال وغيره، ومع ذلك هذا لن يغير كثيرا من وجهة التاريخ واتجاه المستقبل. الحقيقة أن الهيمنة الغربية مهما صاحبها من مظاهر جبروت القوة تتجه في خطها البياني نحو التراجع التدريجي مثلما يتحسس عالم الإسلام طريقه نحو الصحو والنهوض، وإذ تجمعت الشروط التاريخية لنهوض أمة من الأمم فلن يحول دونها كثرة الشد والضغط ومحاولات التعويق والخنق، وإذا ظهرت أمارات الهرم على أمة من الأمم فلن ينفعها مزيد التمحّض للقوة العارية وتكشير الأنياب على نحو ما يرشدنا بذلك العلامة ابن خلدون. صحيح أن الغرب اليوم ليس في وضع المتهالك المترنح، وكذلك أوضاع العالم الإسلامي ليست على ما يرام، بل كثيرا ما تبعث على الضيق وحتى اليأس، ولكن نحن نتحدث هنا عن وجهة عامة وروح غالبة يمكن التقاطها خلف ما يجري على السطح الخارجي وما يمور به من أحداث. لقد ضمرت الطاقة الدافعة للحداثة الغربية بسبب ما أتى عليها من مطارق النقد الجذري التي هزت جذورها من القواعد، كما تبددت الكثير من المبشرات الكبرى لهذه الحداثة في جلب مزيد من الرخاء والتقدم ونشر الحرية، ومن المفترض أن يكون الفكر الإسلامي اليوم أكثر توازنا وسعة أفق في هضم الحداثة والهيمنة عليها باتجاه تصويب أخطائها وتخليقها بروح الإسلام ضمن أفق العالمية والكونية. فعلا لم تعد هذه الحداثة الغربية التي أتتنا محمولة على ظهور الدبابات والبوارج الحربية تثير فينا اليوم مظاهر البهتة والخوف أو حتى الانبهار والانسحاق على نحو ما كان عليه الأمر مع أجدادنا المفجوعين بهول الاجتياحات الغربية في مطلع القرن التاسع عشر مثلا، بيد أن النخب الإسلامية ما زالت مضطربة في أمرها، وغير واثقة من نفسها في الخروج إلى العالمين والشهادة على الخلق. ولعلنا اليوم في أمس الحاجة إلى تجديد الثقة في النفس، وقدح زناد الفكر والاجتهاد الحي في قضايا ديننا وعصرنا، بعيدا عن آفتي التقليد الجامد والاستنساخ البليد للأجداد وللآخرين، وفتح دروب جديدة في الفكر والعمل. الوسطية المقاطعة * هل ترون في تقاطع الوسطية مع بعض مفردات المشروعات الغربية في المنطقة وخاصة المشروع الأمريكي مدعاة للتخلي عن بعض مقولاتها ومواقفها ؟ - لا أرى في الجوهر تقاطعا بين المشاريع الغربية في المنطقة ومشروع الوسطية وإن بدا شيء من ذلك في ظاهر الأمر، بل إن الفكر الوسطي يمثل العقبة الرئيسية أمام امتداد المشروعات الغربية التوسعية في المنطقة؛ لأنه الأقدر على فهم آليات السيطرة بوجهيها الصلب والناعم، وكذا مواجهة التحديات التي يفرضها العصر بروح تأسيسية وبنائية تستطيع التقاط حاجات الواقع وسلم الأولويات، بدل النزوعات العدمية التي تطبع تيارات التشدد والتطرف التي لا تستطيع أن تذهب بعيدا عما يطفو على السطح من أعراض مضللة. قد يخيل لهذه الجماعات أن القيام ببعض العمليات العنفية الطائشة هنا أو هناك، وإهدار دم الأبرياء في هذه العاصمة الغربية أو تلك، جدير بأن يقلب الأمور رأسا على عقب ويغير توازنات القوة التي استقرت لقرون متتالية، ولا تفهم أن مسار نهوض الأمم خط طويل المدى ويستغرق أجيالا متتالية مثلما تستغرق حالة تراجع الأمم أجيالا وأزمانا طويلة، بل إن هذه التيارات العنفية عند التحقيق يتبين أنها ليست إلا عرضا من أعراض التأزم التي يعانيها الاجتماع السياسي الحديث، وهي أشبه ما يكون بالإجابات المشوهة والخاطئة على أوضاع مأزومة في أصلها، أي هي استسلام لنوازع العاطفة وتنفيس مشاعر الغضب والنقمة منها إلى تحكيم العقل وحسن تقدير مآلات الأمور. أنا مقتنع بأن ديناميكية الواقع أصلب وأمتن بكثير من المخططات الباردة والإستراتيجيات الكبرى التي تسطر في المكاتب، وهذا ما يجعل من القوى الاجتماعية والسياسية الوسطية قادرة على الالتفاف على المشاريع الغربية وتصريفها في الوجهة التي لا يتوقعها ولا يرغب فيها صانعو السياسات الغربيين أنفسهم. خذ مثلا مشروع الإصلاحات والدمقرطة الذي روجت له الإدارة الأمريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر وجعلته عنوانا لحروبها المفتوحة في المنطقة، فقد تمكنت القوى الإسلامية والوطنية في مصر وفلسطين ولبنان مثلا من التقاط مشروع الإصلاحات الأمريكي، وأعادت توجيهه في وجهة أخرى غير تلك التي خطط لها، فكان نتيجة ذلك أن اضطر الأمريكان إلى ابتلاع غصتهم وإغلاق ملفات الإصلاح جملة، ومنه العودة إلى المربع الأول الذي ألفوه جدا، أي العودة إلى أسس سياستهم التقليدية في المنطقة والقائمة على ضمان الأمن والاستقرار وحماية إسرائيل وضمان تدفق النفط على أي اعتبار آخر. المشاريع السياسية لا تحكمها الاعتبارات النظرية فقط بل إن للحامل السياسي والاجتماعي النصيب الأوفر في تحديد مساراتها ووجهتها العامة، ويبدو لي اليوم أن مشكلة الغربيين تعود أساسا إلى كون القوى التي يعولون عليها ويثقون فيها ضعيفة الامتداد مهتزة الشرعية والأركان بما يجعلها عاجزة من أن تكون رافعات حقيقية لهم على أرض الواقع. وأخلص من كل ذلك إلى القول بأن الوسطية ليست موقفا ضعيفا ومهتزا كما يحلو للبعض أن يصورها بل هي موقف صلب بمضاء العزم وقوة الإرادة المصحوبة بإبصار العقل بحيث يثبت الإنسان في المواقف والمواقع التي تتطلب ثباتا، ويتخلق بالمرونة والملاينة والسماحة وسعة الصدر في المواقع التي تقتضي ذلك. إن الأوضاع المتفجرة التي يمور بها عالم الإسلام اليوم كثيرا ما تكون مشوهة للوعي ومربكة للفعل، بل تدفع دفعا نحو افتقاد التوازن والدخول في متاهات الفوضى تنفيسا للعواطف وتصريفا للأهواء بدل تحكيم تحكم ميزان العقل والحكمة، ولك أن تقول هنا تشويه بنيات النفوس ومكامن الوعي، خصوصا عند قطاعات الشباب، الأمر الذي يفرض أعباء كبيرة على الفكر الوسطي في مواجهة هذه الضغوطات والتشبث بروح الوسطية والاعتدال وسط هذه الأمواج العاتية ومناطق الضغط الكثيرة والمتأتية من كل حدب وصوب. وسطيون ولكن.. * هل الوسطية موقف ورؤية واحدة؟ أم من الممكن أن تكون هناك وسطيات داخل الرؤية الإسلامية ؟ - يجب أن نحكم على الأمور بمآلاتها على الأرض، وليس بما يدعيه هذا الشخص أو ذاك، أو بما تقوله هذه الجهة أو تلك عن نفسها وعن غيرها. كثيرا ما يميل الأفراد والجماعات إلى تخير الموقع الأمثل لهم سواء كان ذلك بحق أو على سبيل التوهم، كأن يضع نفسه في موقع الوسطي ويدمغ الآخرين بالتطرف، بيد أن الذي يمتلك جدارة إطلاق الحكم وتصنيف الرجال والجماعات هو الضمير الجمعي للناس ومدى قبولهم أو إعراضهم لما يطرح عليهم من أفكار، وهذا هو أحد المعاني المتضمنة في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تجتمع أمتي على ضلالة). التطرف ليس موقعا ثابت الخطوط ومحدد العناوين دائما وكذا هو الأمر بالنسبة للوسطية والوسطيين، بل هما يأخذان وجوها وتعبيرات مختلفة، بل إن التطرف والتشدد يمكن أن يتسرب إلى هيئات وجماعات كثيرة بما في ذلك المعروفة بالاعتدال، ولذلك لا بد من امتلاك الحصانة الفكرية السياسية الكافية التي تحول دون امتداد هذه الآفة، خاصة في ظل هذه الظروف المأزومة في العالم الإسلامي والتي تدفع دفعا باتجاه فقدان خصلتي الاعتدال والتوازن. من الوسطية والاعتدال أن توضع الأشياء في مواضعها وتعمل الوسائل بحسب الأوضاع والأحوال والحاجات، وبهذا المعنى أقول يجب أن يكون الإنسان سلفيا إذا قصد بالسلفية هنا التشبث بالأصول والثوابت وإعمال النظر الحر والاجتهاد المتبصر في النصوص بعيدا عن آفة تقليد الأولين والآخرين وبعيدا عن الجداليات الكلامية الغيبية، ويجب أن يكون المرء إخوانيا إذا قصد بذلك مدرسة البنا الداعية إلى إحياء بواعث العمل ومحفزات النهوض الحضاري الشامل، ويجب أن يكون جهاديا حينما يواجه غائلة العدوان والاجتياح الظالم لتحرير الأرض وحماية العرض، أما من هو المتشدد فهو إجمالا من يعجز عن تأسيس الوفاقات العامة، وينهك الجسم الإسلامي بمزيد من الصراعات والتمزقات. * هل للوسطية ملامح وسمات ومعايير من الممكن رصدها وقياس مدى الانحراف أو الاقتراب منها؟ - إن مقياس الحكم على الوسطي من عدمه لا يقوم على صنع قالب جاهز، ولا باصطناع مسطرة تقيس الأحجام والأشكال بالسننتمترات والملليميترات، بل الوسطية هي روح وثقافة عامة ووجهة في التفكير وتقليب الأمور مثلما هو أمر التطرف والتشدد، ومع ذلك أقول إن هنالك جملة من المؤشرات أو العلامات الدالة يمكن أن يقاس المرء أو الجماعات والهيئات العامة على ضوئها قربا أو نأيا عن الوسطية، من ذلك: -إن الوسطي هو الذي يوازن بين الخير والشر، وبين مقادير الحق والباطل، وبين المصالح والمفاسد ليرجح بينها، ويدفع باتجاه تغليب كفة الأولى على الثانية، فالوسطي بحق هو الذي يتحلى بروح النسبية والقدرة على إبصار تعدد الألوان والأشكال والتقاط التفاصيل والابتعاد عن الإطلاق في الفكر والعمل. إن أوضاع العالم الإسلامي المتفجرة اليوم وما يطحنه من أزمات داخلية وخارجية تستدعي ضرورة التحلي بهذه الخصال التي ذكرناها أعلاه قطعا لدابر الفتنة والتطرف وإشاعة لثقافة السماحة والتعدد بين المسلمين. (اسلام أون لاين - حاوره : مصطفى عاشور 16.02.09) |
|
القسّام يرفض ابتزاز الإحتلال وحماس تحمّل العدو فشل المحادثات حمَّل الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة عن فشل الجهود المصرية في التوصل إلى اتفاق تهدئة مع الفصائل الفلسطينية، مؤكدًا تمسك حركة "حماس" بثوابت الشعب الفلسطيني. وكان المجلس الأمني الصهيوني قد أعلن ظهر الأربعاء 18/02، رفضَه التوصلَ إلى اتفاق تهدئة مع الفصائل الفلسطينية قبل إطلاق سراح الجندي الأسير "جلعاد شاليط". وقال رضوان في تصريحٍ صحفي اليوم الإربعاء 18/02 "نرفض ربط اتفاق التهدئة بقضية الجندي الأسير "جلعاد شاليط"، ونؤكد أن التهدئة يجب أن تقابَل بفتح المعابر ورفع الحصار ووقف العدوان عن الشعب الفلسطيني". وأشار رضوان إلى أن الحركة لا تمانع إتمام صفقة تبادل الأسرى في أقرب فرصة ممكنة، إذا ما استجاب العدو الصهيوني لمطالب الفصائل الآسرة للجندي "شاليط"، مشيرًا إلى ضرورة تحمُّل الجانب المصري مسئولياته تجاه رفض الجهود المبذولة للتهدئة والتفاهمات التي توصلت إليها مع الفصائل والعدو الصهيوني. ونقل (المركز الفلسطيني للإعلام) عن رضوان قوله : "في الوقت الذي نؤكد فيه أننا لا يمكن أن نُبتَزَّ سياسيًّا ولا يمكن لنا أن نتخلَّى عن صفقة التبادل إلا وَفق مطالب الفصائل الآسرة للجندي؛ نرفض أي ابتزاز حول تفاهمات التهدئة". واعتبر رضوان رفضَ الاحتلالِ اتفاقَ التهدئة التي توصَّلت إليه مصر مع الفصائل الفلسطينية، يمثِّل ضربةً ورفضًا للجهود المصرية، لافتًا إلى أن البديل هو دعم عربي لفتح معبر رفح بشكل كامل. وأكدت "كتائب الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن ملف التهدئة له مسار خاص باستحقاقات محددة وواضحة؛ وهي فتح المعابر، وفك الحصار، ووقف العدوان بشكل كامل، فيما عدا ذلك فإن التهدئة ليست قائمة . وشدد أبو عبيدة ، المتحدث باسم الكتائب، في تصريح له نُشر على موقع "القسام" اليوم ، أن من حق كتائب القسام والمقاومة الرد على العدوان العسكري الصهيوني المتمثل في استمرار الحصار وإغلاق المعابر . وفيما يتعلق بموضوع صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة وبين الاحتلال، أكد أبو عبيدة أن "قضية تبادل الأسرى مع العدو الصهيوني لها مسار آخر واستحقاقات أخرى وثمن واضح أيضًا؛ وهو المتمثل في الالتزام الصهيوني بشروطنا التي وضعناها للإفراج عن الجندي الصهيوني "شاليط" مقابل الإفراج عن الأسرى الذين طالبنا بهم بشكل تفصيلي وبقوائم محددة، ولن نقبل باستثناء أي اسم من هذه القائمة". وأضاف الناطق الإعلامي لـ"القسام": "لا مجال للربط بين قضيتي التهدئة وملف "شاليط"، ولن نرضخ لابتزاز العدو ومراوغته ومحاولة تحقيق مكاسب عجز عن تحقيقها بالحرب والإرهاب والوحشية، ونحن في نفس الوقت لا تحفظ لدينا على إتمام الصفقة بالتزامن مع بدء التهدئة إذا كان هناك التزام واضح جدًّا من الاحتلال بتنفيذ شروطنا في قضيتي صفقة التبادل والتهدئة". وأكد على "أن التضحيات العظيمة التي قدمناها وقدمها شعبنا الفلسطيني، والضريبة التي دفعناها على مدار المرحلة السابقة، يوازيهما صمود وثبات في مواقفنا في المداولات الجارية بشأن ملف التهدئة وملف صفقة التبادل وغيرها من الملفات التي تهم شعبنا الفلسطيني". |
حماس ترفض عرض القاهرة بتهدئة مفتوحة مع الاحتلال في السر قالت مصادر قريبة من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الوسيط المصري في التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والصهيوني طلبت من وفد الحركة الموجود في القاهرة الموافقة على الطلب الصهيوني فيما يتعلق بإبرام تهدئةٍ مفتوحةٍ ودون مدة زمنية محدودة.
ونقل موقع مقرب من الحركة (فلسطين الآن) تأكيد المصادر أن الجانب المصري اقترح على وفد الحركة في القاهرة الإعلان في وسائل الإعلام عن التوصل لتهدئة لمدة عام ونصف، ولكن في حقيقة الواقع التوقيع والموافقة على تهدئة مفتوحة بناءً على الطلب الصهيوني. وأضافت المصادر أن وفد حماس رفض العرض والضغط المصري وهدد بالانسحاب ومغادرة القاهرة، وتابع المصدر أن الوفد جدد تمسكه بتهدئة محدودة لمدة عام ونصف تخضع للتقييم بعد انتهائها مقابل فتح المعابر ورفع الحصار بشكلٍ كاملٍ والتفاوض فيما بعد على ملف شاليط بشكل منفصل مقابل إطلاق سراح 1300 أسير في السجون الصهيوني. وأكد المصدر أن أحد أعضاء الوفد قال للوسيط المصري باللهجة العامية: "لا يمكن أن نخون شعبنا ونطعنه في ظهره". إلى ذلك أكد الدكتور إسماعيل رضوان القيادي في حماس أن حركته وباقي الفصائل ترفض أية عروض جديدة، ولن تتعامل معها، ولن تقبل بأية اشتراطاتٍ يضعها الاحتلال سواء تلك المتعلقة بالمدة الزمنية أو الجندي شاليط، مؤكدًا أن هذا الشق منفصل تمامًا عن موضوع التهدئة، وله استحقاقات أخرى، مشيرًا إلى أنه لا جديدَ في هذا الملف. ودعا رضوان الجانب المصري إلى أن يُعلن بصراحة مَن المعيق للتوصل إلى اتفاق تهدئة، ومَن المتسبب الحقيقي في فشله فيما إذا ما فشلت جهود التهدئة، كما دعا في الوقت ذاته إلى المسارعة في فتح معبر رفح وبشكلٍ عاجل، وأشار إلى أن وفد حماس بمصر ينتظر الرد النهائي إما بالسلب وإما بالإيجاب حول التوصل لهذا الاتفاق. وقال أسامة حمدان ممثل الحركة في لبنان أن الأمور لا تزال على النحو الذي كانت عليه, مضيفا "لا نستطيع أن نعلن الكثير من التفاؤل, خاصة في ظل تراجع العدو عما يتم الاتفاق عليه. |
حماس:لا ربط بين التهدئة والأسرى والعدو يسعى لفشل المحادثات السبيل أونلاين - غزة نفت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وجود أي توجه للربط بين التهدئة وصفقة الأسرى، وأكدت أنهما مساران منفصلان لكل منهما استحقاقاته، وأن المفاوضات التي جرت في القاهرة لم تتعرض لمسألة الأسرى لا من قريب ولا من بعيد.
واتهم ممثل الحركة في لبنان اسامة حمدان في تصريحات صحفية الكيان الصهيوني بمحاولة إجهاض جهود التهدئة، وقال "من الواضح أن الإسرائيليين يحاولون إفشال التهدئة، ليس من خلال الأسرى فحسب، وإنما من خلال الالتفاف المستمر على التجاوب مع استحقاقاتها، نحن من جهتنا سنعمل بجدية من أجل تحقيق مصالح شعبنا، ولكننا في كل الأحوال لن نكون متهالكين على التهدئة وإذا لم تنجح جهود التهدئة فمقاومتنا مستمرة ولن يعرقلها تعثر التهدئة". وجدد حمدان موقف "حماس" بشأن التمييز بين التهدئة وصفقة الأسرى، وقال: "التهدئة والأسرى موضوعان منفصلان، وحتى الآن لم يتطرق البحث في القاهرة إلى صفقة الأسرى لا من قريب ولا من بعيد إلا بعد طرح إسرائيل مجدداً أنها لن تفتح المعابر إلا بعد إطلاق سراح جنديها جلعاد شاليط، وبالتالي كل التسريبات الإعلامية التي أثيرت حول هذا الموضوع لا أساس لها، وعليه لا بد من الانتظار ما ستسفر عنه جهود المفاوضات الجارية في القاهرة بين وفد "حماس" والمسؤولين المصريين". وأكّد نائب ممثل حركة "حماس" في سورية علي بركة ، من جهته ، في تصريحات صحفية أن التهدئة وإطلاق شاليط ملفان مختلفان لكل منهما استحقاقاته. وقال: "حركة "حماس" تفصل بين ملفي التهدئة وشاليط باعتبار أن كل ملف له استحقاقاته، فالتهدئة مقابل فتح المعابر ووقف العدوان، وشاليط مقابل الأسرى الذين تقدمت بهما فصائل المقاومة، ونحن لا مانع لدينا الربط بين الملفين، لكن بشرط أن يستجيب لاستحقاقات كل ملف". وكشف بركة النقاب عن أن الجهد المصري لازال مستمراً، وأن وفد "حماس" لا يزال في القاهرة لمتابعة الحوار، وقال: "نحن في "حماس" وافقنا على التهدئة وأبلغنا الجانب المصري بذلك وأودعناه ردنا القائم على تهدئة تشمل وقف العدوان وفتح المعابر مع موافقة الاحتلال على تأجيل ملف شاليط والابقاء على 20% من الحصار للمراحل اللاحقة، لكننا فوجئنا الآن بأن أولمرت يريد انجاز ملف شاليط، ونحن لا مانع لدينا لكن أن يتم ذلك وفق استحقاقات ملف الأسرى الذي تقدمت به فصائل المقاومة، ولن نوافق أن يساومنا على التهدئة بإطلاق شاليط، وعليه إذا أراد تحقيق انجاز ما أن يدفع استحقاقاته أولاً. ووفدنا لازال في القاهرة بعد أن أبلغنا أن زيارة متوقعة لمستشار وزارة الحرب الصهيونية عاموس جلعاد إلى القاهرة لإبلاغها بردهم النهائي عن الموقف من التهدئة وصفقة الأسرى"، على حد تعبيره. وفي شأن آخر أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أنها تحتفظ بأشلاء جندي صهيوني فشلت محاولة أسره خلال الحرب الصهيونية على القطاع. وقالت الحركة في بيان لها اليوم الإثنين 16/02 : "إن الجندي -أحد أفراد القوات الخاصة- قد تعرض للقنص من قبل الناشط محمد بشير خضر في "كتائب القسَّام"، الذي استشهد بعد أن تعرض المنزل الذي تحصن فيه بجباليا لقصف أدى إلى تناثر جثة الجندي الصهيوني إلى أشلاء". وأكدت الحركة "أن بحوزة المقاومين بقايا أشلاء الجندي الممزقة وخوذته وعدسة المنظار ومخزن الرصاص وقدمه اليمني وكف يده اليسرى وجعبته العسكرية"، مضيفة: "أن القيادي في القسَّام، الذي أدار العملية، أصدر أوامره بنقل جثة الجندي القتيل إلى القطاع". وكان "القسّام" قد تحدث عن سبع عمليات اسرلجنود صهاينة اثناء حرب الفرقان ، ونجح مرتين في اسر جنود بالفعل حيث سقط في احداها ستة جنود على الأقل في قبضة مجاهدي القسّام والأخرى جنديا واحدا على الأقل ولكن طائرات العدو قصفتهم مع آسريهم لتحول دون الإحتفاظ بهم أحياء . |
حمدان والمصري أكدا أن مصر ستكون ضامنة للاتفاق ومن المبكر الحديث عن التشائم السبيل أونلاين - غزة أكدت مصادر في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، على أنه من المحتمل أن يتم الإعلان الليلة (15/2)، عن سريان اتفاق التهدئة بين حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية من جهة، وبين الكيان الصهيوني من جهة أخرى.
وقالت المصادر لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام": "إنه من المحتمل أن تعلن مصر هذه الليلة عن سريان اتفاق التهدئة بين "حماس" والفصائل من جهة، وبين الكيان الصهيوني من جهة أخرى". وكان من المفترض أن يتم الإعلان عن سريانها مساء أمس السبت، بيد أن الاحتلال تراجع، فحملت حركة "حماس"-على إثره- الاحتلال الصهيوني مسؤولية أي تراجع عن تفاهمات التهدئة، داعية القاهرة لاتخاذ موقف من هذا التراجع، بصفتها الراعي والضامن للاتفاق. وكان أسامة حمدان، ممثل حركة "حماس" في لبنان، قد أكد في تصريح صحفي أذيع على قناة الجزيرة مساء السبت (14/2)، أنه حصل اتفاق كامل بين حركة "حماس" ومصر حول تفاهمات التهدئة، موضحًا أنه وأثناء البحث عن الصياغات النهائية حدث هناك تراجع صهيوني نعتبره مماطلة يهدف تحقيق مكاسب في اللحظات الأخيرة. وفيما يتعلق بضمانة الاتفاق، أكد القيادي في "حماس" أن مصر هي الضامنة، قائلا:"كلمة ضمانات واضحة ومفهومها معروف وسمعناها على مدار شهر"، مستغربا من تصريحات الناطق باسم الخارجية المصرية حسام زكي الذي نفى فيه أن تكون مصر ضامنة للاتفاق. ونوه حمدان "هذا التصريح مفاجئ وغير دقيق، كما أن الحديث كان يدور عن ضمانات، وهي كلمة سمعناها على مدى شهر"، موضحًا في الوقت ذاته، "أن هذا التصريح يمكن أن يكون له انعكاسات سلبية على حوارات الوصول إلى التهدئة". وأكد عضو المجلس التشريعي والناطق بإسم الحركة في غزة مشير المصري في تصريحات متلفزة قبل قليل أنه من المبكر القول أننا عدنا الى المربع الأول بعد التصريحات الصهيونية الأخيرة والتى ربطت بين فتح المعابر والتهدئة وإطلاق سراح الجندي الصهيوني الأسير "غلعاد شاليط" . وأضاف المصري أنه من المبكر ابداء التشائم فالمحادثات مستمرة في القاهرة التى تعهدت بضمان الإتفاق ، وأكّد على أن المحادثات بلغت أشواطا متقدمة وكانت على وشك الإعلان عن الإتفاق قبل أن يضيف الإحتلال قضية الجندي الصهيوني والهدنة المفتوحة الغير مسقوفة بزمن . وشدد على موقف حركة حماس الثابت بفصل مسار التهدئة وفتح المعابر عن قضية الجندي الأسير والذى أخرج من المحادثات مبكرا، ورفض الحركة للهدنة المفتوحة . وأكد المصري أن تصريحات حركة حماس تستند الى ما تصل إليها مباحثات القاهرة ، وإعتبر أن الحاجة اصبحت ماسة لتوسيع دائة الأطراف الضامنة للإتفاق بعد التملص الذى أبداه الإحتلال من استحقاقاته . ... يتبع |
انتكاسة لمحادثات التهدئة وحماس ترفض الربط بين 'شاليط' والمعابر السبيل أونلاين - غزة بددت تصريحات صهيونية أجواء التفائل التى سادت اجواء محادثات القاهرة حول التهدئة ، بين وفد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعمر سليمان مدير المخابرات المصرية ، وقد ربط رئيس الوزراء الصهيوني ايهود المرت في بيان أمس السبت (14/02) بين فتح معابر قطاع غزة واطلاق الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة الفلسطينية منذ العام 2006 "غلعاد شاليط" ، واوضح البيان "ان موقف رئيس الوزراء هو ان اسرائيل لن تتوصل لتسويات حول مسألة التهدئة قبل الافراج عن جلعاد شاليط"، وهو ما ترفضه حركة حماس والوسيط المصري . وتتواصل المحادثات التي يجريها وفد قيادي رفيع من الحركة بالقاهرة مع مسؤولين مصريين بهدف التوصل لاتفاق تهدئة مع (إسرائيل) كان يفترض أن يتم إعلانها اليوم الأحد مساء وهو أمر مستبعد ، وقد أكدت مصادر مصرية أن الإعلان عن التهدئة لن يتجاوز يوم أو يومين . ويبدأ رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت مشارواته اليوم الاحد حول اتفاق للتهدئة مع حركة حماس في قطاع غزة، حسبما اعلن الناطق باسمه مارك ريغيف ، الذى اضاف ان "اولمرت سيبدأ اليوم مشاوراته مع المسؤولين السياسيين الرئيسيين".ويفترض ان تجري المشاورات مع وزير الحرب ايهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني وزعيم الليكود اكبر احزاب المعارضة بنيامين نتانياهو. وقال ريغيف ان اولمرت "سيأخذ في الاعتبار الظروف الجديدة التي نشأت بعد الانتخابات" التشريعية التي جرت الثلاثاء". من جهته، قال طاهر النونو المتحدث باسم حكومة الأستاذ اسماعيل هنية والعضو في وفد حماس لمباحثات التهدئة "لا علاقة بين ملفي التهدئة وشاليط ولكل منهما استحقاقاته المختلفة". ومن المتوقع أن يصل المسؤول الأمني لوزارة الحرب الإسرائيلية عاموس جلعاد إلى القاهرة لإبلاغها بالصيغة النهائية لموقف حكومته ، أو قد يتم الاكتفاء بإبلاغ الوسيط المصري هاتفيا. وكشف المتحدث باسم الخارجية المصرية حسام زكي السبت أن مشكلات وملاحظات ومطالبات إضافية هي التي تعرقل التوصل إلى التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل وكان ممثل حماس في لبنان أسامة حمدان اتهم (إسرائيل) بالعمل على إفشال المفاوضات الرامية إلى إعلان تهدئة جديدة بين المقاومة الفلسطينية بعد ساعات من استبعاد رئيس الوزراء الإسرائيلي أي تهدئة دون الإفراج عن شاليط. وتعقيبا على التصريحات الإسرائيلية قال حمدان إن الجانب الإسرائيلي أقحم موضوع شاليط في آخر لحظة. وأضاف حمدان الذي كان يتحدث من بيروت "نحن نعتبرها عملية إفشال مبرمجة للمفاوضات" مؤكدا أن مسألة الجندي لم تكن في أي لحظة "نقطة مطروحة في المفاوضات". وأكد أنه لم يطرح على حركته بشكل رسمي حتى الآن موضوع شاليط, وحمل إسرائيل مسؤولية فشل محتمل لجهود التهدئة بسبب إقحامها هذه القضية في المحادثات واعتبارها شرطا لا غنى عنه لأي اتفاق. وقال القيادي في حماس "لا يمكن التراجع مرة بعد مرة عما يتم الاتفاق عليه" ، وطالب الوسيط المصري بموقف واضح .
|
مفارقة..الإحتلال يتهم حماس بالإستيلاء على ذخائر لم تنفجر مفارقة أن تتهم (اسرائيل) حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بسرقة سبعة أطنان من الذخيرة ألقيت على قطاع غزة في العدوان الأخير ولم تنفجر ، ولم يبقى لها إلا أن تطالب بإسرجاعها لتعيد إلقائها على القطاع مرّة أخرى لعلها هذه المرّة تعمل الصواعد وتنفجر الشحنات !!!!!!!!
والخبر ليس خيال وانما هو واقع ، فقد أفاد موقع البي بي سي أن سبعة أطنان من الذخيرة قد اختفى أثرها في غزة قبل أن يتمكن خبراء الأمم المتحدة من تفكيكها ، واتهمت (اسرائيل) حماس بالاستيلاء عليها . وأصدرت الامم المتحدة نداء عاجلا لإرجاع هذه المتفجرات التي كانت مخرنة في مستودعات خاضعة لحماية حركة حماس في القطاع. وكانت القوات الاسرائيلية قد أطلقت تلك القذائف، وبينها قذائف الفوسفور الأبيض خلال عمليتها العسكرية الأخيرة في غزة. وقد حاول مسؤولو الأمم المتحدة معرفة أين ذهبت تلك الذخائر، ولكن دون جدوى . وكان فريق من خبراء الألغام في الأمم المتحدة قد وصل الى غزة بعد انتهاء العملية العسكرية الاسرائيلية، وكانت مهمتهم تحديد أمكنة القذائف التي لم تنفجر وتفكيكها. وقد تمكنوا من الوصول الى موقع تم تجميع تلك القذائف فيه في الثاني من فبراير/شباط، حيث جرى تخزين 7 أطنان من القذائف، بينها قذائف تزل 2000 رطل وأخرى تزن 500 رطل، بالاضافة الى قذائف الفوسفور الأبيض. وكانت حماس قد قامت بتجميع معظم تلك القذائف. وكان خبراء الأمم المتحدة بانتظار سماح السلطات الاسرائيلية بادخال معدات خاصة لتفكيك القذائف، وبانتظار إذن من السلطات الاسرائيلية باستخدام مناطق آمنة لتفكيكها. وقد عاد خبراء الأمم المتحدة الى الموقع التي خزنت فيه القذائف الأحد تحت عهدة حماس ليجدوا أن معظمها قد اختفى أثره. |
انقسام أمريكي حول الحوار مع حماس أثار العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وما سبقه من تكثيف حركة حماس لتهديداتها للجانب الإسرائيلي، وإعلانها عن انتهاء الهدنة - الأمر الذي أخذته إسرائيل منطلقًا لها في هذا العدوان - جدلاً واسعًا حول أسلوب إدارة حركة حماس للصراع مع إسرائيل منذ سيطرتها على قطاع غزة في منتصف عام 2007، ومن ثم الأسلوب الأمثل للتعامل معها كفصيل فلسطيني معني بالعملية السياسية وعملية السلام.
وفي هذا الإطار تناولت عديدٌ من التحليلات الأمريكية الدور الذي لعبته حماس في إشعال الأزمة الأخيرة، وما تتلقاه الحركة من دعم من قبل بعض الأطراف الإقليمية، وذلك في محاولة للإجابة على تساؤل محوري حول إمكانية استيعاب حركة حماس من خلال إجراء حوار مع قياداتها، ومدى النجاح المحتمل لهذا الحوار للوصول إلى حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية، في ظل تعنت طرفي النزاع وتعثر المفاوضات، بسبب شروط كلٍّ منهما المجحفة في رأي الطرف الآخر. مدى مسئولية حماس عن العدوان الإسرائيلي هناك اختلاف في وجهات النظر العربية والغربية حول أسباب وتداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي بدأ في السابع والعشرين من شهر ديسمبر الماضي (2008) والتي استمرت لقرابة اثنين وعشرين يومًا. وهذا الانقسام في الرأي حول أسباب العدوان كان محور مقالة "حسن منيمنيه" "Hassan Mneimneh" الخبير بمعهد أمريكان إنتربريز The American Enterprise Institute for Public Policy Research، التي حملت عنوان "تحدي حماس" "Defying Hamas"، والمنشورة على موقع المعهد في 6-1-2009. يرى الكاتب أن اختلاف وجهات النظر امتد ليشمل الأطراف الإقليمية التي انقسمت ما بين مؤيد لحركة حماس ولائم لها، فبينما أمعن الإعلام العربي في إظهار الدمار والإصابات التي لحقت بالفلسطينيين، أوضح الإعلام الغربي أن الحرب على غزة من جانب إسرائيل كانت بهدف الدفاع عن النفس، وشجبًا لسلوك حماس غير المسئول المتمثل في استهداف البلدات الإسرائيلية بالصواريخ، وإنهائها الهدنة، ورفضها للمبادرة المصرية – السعودية. كما انقسم الإعلام العربي على ذاته في متابعة الحرب، فكانت قنوات مثل الجزيرة والمنار ـ على سبيل المثال- منابر لشن الهجوم الذي تبنته الأطراف الداعمة لحماس على ما صنفت بالدول المعتدلة، وفي مقدمتها مصر التي حظيت بالنصيب الأكبر من الهجوم، حيث دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني "حسن نصر الله" الشعب المصري للخروج على قيادته، وفتح معبر رفح بالقوة أمام الأسلحة المتدفقة من سوريا، التي شنت هجوما ضاريًا إلى جانب إيران على كل من مصر والسعودية، بسبب ما أسمته تواطؤًا مع إسرائيل على غزة، في الوقت الذي لم تطلق فيه رصاصة مقاومة واحدة في الجولان منذ سنوات، بالإضافة إلى المفاوضات غير المباشرة التي دخلتها مع إسرائيل خلال الفترة الماضية. وفي هذا الإطار أشارت المقالة إلى أن النهج الذي اتبعته حماس خلال فترة الحرب هو النهج ذاته الذي اتبعه حزب الله في حربه الأخيرة مع إسرائيل (يوليو وأغسطس 2006)، المتمثل في عدم الاكتراث بأرواح المدنيين، ومستقبل البلاد السياسي والاقتصادي، بهدف تحقيق نصر زائف – حسب الكاتب -. غير أن ما أبدته حماس وتبديه من تصلب مدعوم من سوريا وإيران، قد أثر سلبًا على شعبيتها عربيًّا. كما حملها عديدًا من الزعماء العرب بما فيهم الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" مسئولية المجزرة التي حصدت أرواح المدنيين الفلسطينيين. فضلاً عن أن هذه الحرب قد أبرزت حقيقة تشوش ثقافة المقاومة، وأكدت على أن الصراع مع إسرائيل هو صراع حدود، وليس صراع وجود، وأن إسرائيل لها الحق كأي بلد آخر في أن تنعم بالأمن، وتدافع عن نفسها ضد العدوان. التنازلات المعنوية كحل ومع تأكيد المقالة السابقة على مسئولية حماس عن الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة على غزة، أشارت مقالة أخرى تحمل عنوان "كيف يمكن للكلمات أن تنهي الحرب" "How words could end a war" للكاتبين "سكوت أتران" " Scott Atran" و"جيرمي جينجز" "Jeremy Ginges"، نشرت بصحيفة نيويورك تايمز New York Times 25-1-2009، إلى أن كلا الطرفين مسئول عن الحرب- أي إسرائيل وحماس- وأنه من الصعب تحديد الخاسر والرابح في هذه الحرب، التي راح ضحيتها آلاف الأبرياء، ومليارات الدولارات. ومع ذلك يبدو أن الصراع بين الطرفين مؤهل للدخول في مواجهات عسكرية أخرى باتت وشيكة. غير أن ذلك لا يعني استحالة الوصول إلى حل سياسي حتى مع أكثر الأطراف تشددًا من الجانبين. وفي مستوى آخر للتحليل أشار الكاتبان أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ديني النزعة، وتسيطر عليه أيدلوجيات دينية متعددة تعتنقها قيادات الجانبين وتؤمن بها، وتدير هذا الصراع وفقًا لها، مستعينين في ذلك التحليل باستطلاع للرأي أجراه الكاتبان على ما يقرب من 4000 فلسطيني، وإسرائيلي بين عامي 2004 و2008، استهدفا منه معرفة الاتجاهات السياسية للمواطنين، بما فيهم اللاجئين، ومؤيدي حماس. أوضح الاستطلاع الذي سعى لقياس مدى استجابة المستطلعين لتقديم بعض الحوافز مقابل سلام دائم، أن هناك قيمًا مقدسة تحكم الصراع، فعلى سبيل المثال، أوضح حوالي نصف المستوطنين الذين خضعوا للاستبيان، رفضهم لفقدان أرضًا من الضفة الغربية – التي يعتبرونها منحة إلهية - في مقابل السلام، كما أكد نصف الفلسطينيين الذين شملهم الاستبيان على حتمية السيطرة الكاملة على القدس التي تضم المسجد الأقصى، وفي الوقت ذاته أظهرت نسبة كبيرة من الفلسطينيين استجابة لاقتراح حول الاعتراف بوجود دولة إسرائيل، إذا ما أقدمت إسرائيل من جانبها على تقديم اعتذار للشعب الفلسطيني عمَّا لاقاه من معاناة منذ حرب 1948. وعلى الشاكلة ذاتها أبدى إسرائيليون استجابة لتقسيم القدس، والقبول بالجوار الفلسطيني فيها، إذا ما أعلنت حركة حماس، والجماعات الفلسطينية الأخرى اقتناعها بحق الوجود الإسرائيلي. وتأكيدًا على أن ما يحكم الصراع بين الطرفين أيدلوجيات المعنيين بإدارته من الجانبين، أكدت نتائج الاستطلاع على أن حركة حماس إنما تسعى إلى تحقيق مكاسب معنوية إلى جانب الموافقة على ما تضعه من شروط لإتمام عملية السلام، يبقى في مقدمتها انتزاع اعتذار من إسرائيل للشعب الفلسطيني عن معاناته، حيث شمل الاستبيان على سبيل المثال، "موسي أبو مرزوق" "Mousa Abu Marzook" الذي يشغل منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي أكد على ما سبق، وذلك من خلال سؤاله عن إمكانية نجاح عملية السلام بدون الاعتراف بحق العودة، في مقابل دعم مالي ومنح من الدول الغربية لإعادة التعمير وتطوير البلاد، فكان رفضه قاطعًا، وعندما عرض عليه الاعتذار للشعب الفلسطيني من قبل إسرائيل، بدا أكثر مرونة مؤكدًا أن الاعتذار مهم كبداية، وفي رد فعل مماثل أكد "بنيامين نتينياهو" "Benjamin Netanyahu" على قبوله بحل الدولتين، والعودة إلى حدود 1967، في مقابل اعتراف الأطراف الفلسطينية كافة بما فيهم حماس، بحق الشعب اليهودي في دولة مستقلة، بشرط إظهار هذا الاعتراف جديًا من خلال تغيير شعاراتهم المعادية للإسرائيليين، وتغيير مناهجهم الدراسية التي تدعم هذا التوجه. وفي نهاية المقالة استخلص الكاتبان أن تنازلات معنوية رمزية، مثل الاعتراف بحق اليهود في دولة مستقلة، والاعتذار عن معاناة الشعب الفلسطيني، يمكن أن تحدث تغيرًا في المواقف المتصلبة التي يتخذها الطرفان، لاسيما الأكثر تشددًا على الجانبين. لا سلام بدون التفاوض مع حماس وتأكيدًا على إمكانية التوصل لحل سياسي ناجح للقضية الفلسطينية، أشار الكاتب "ريتشارد دبليو . مورفي" "Richard W. Murphy" الخبير "بمعهد الشرق الأوسط" " Middle East Institute " في حوار أجراه معه "برنارد جورتزمان" "Bernard Gwertzman"، ونشره "مجلس العلاقات الخارجية" "Council on Foreign Relations " على موقعه الإلكتروني، إلى أن الولايات المتحدة بمقدورها إحلال السلام بين إسرائيل وفلسطين، إذا لم تضع الحوار مع حماس على قائمة محظوراتها، والاكتفاء بالحوار مع السلطة الفلسطينية كما كان الحال طيلة السنوات الماضية، لاسيما بعد سيطرة حماس على غزة. مؤكدًا على أن هذا الحوار لن يأتي سريعًا، لكنه في الوقت ذاته حتميًا، وعلى اعتقاده بأن حماس تعد ممثلاً شرعيًّا لجزء من الشعب الفلسطيني، وبالتالي يجب وضعها في الاعتبار عند تناول حلول القضية الفلسطينية. وفي إطار البحث عن سبل مثلى للتعامل مع حماس، أشار مورفي في حواره إلى عدم اعتقاده في إمكانية التحرك سياسيًّا نحو حماس في الوقت الحالي من خلال إجراء حوار أو دمجها في المفاوضات، لكنه يمكن للولايات المتحدة أن تتوقف عن اتخاذ المواقف التي من شأنها مهاجمة الفلسطينيين، وإضعاف حماس، وإلا فكيف السبيل إلى تحقيق هدف عودة محمود عباس إلى غزة مرة أخرى بدون التعامل مع حماس التي تسيطر على القطاع حاليًا. وفي رده على تساؤل حول ما إذا كان تغيير نمط سلوك التعامل مع حماس يتطلب تغيير الخطاب السياسي الأمريكي في هذا الشأن؟ الأمر الذي قد يثير موجات من الغضب في الولايات المتحدة ذاتها وإسرائيل؟ أكد "مورفي" على عدم اعتقاده بضرورة تغيير الخطاب السياسي الخاص بحماس، في حين أن المطلوب إيجاد خطوات ملموسة على أرض الواقع، كأن يبرز الدور الأمريكي في إعادة إعمار قطاع غزة، وتطوير أوضاعها المتردية، من حيث البنى التحتية وسبل معيشة الأفراد الذين باتوا يعيشون واقعًا بائسًا في ظل غياب سبل الحياة الأولية. وذلك من خلال التعاون مع بعض الجهات، التي طالما اعترضت الولايات المتحدة على وجودها، وشرعيتها. صعوبة الحوار مع حماس وعلى النقيض مما سبق أشارت مقالة بعنوان "هل يجب التفاوض مع حماس" " Should We Talk to Hamas?" ، نشرت على موقع معهد " أمريكان إنتربريز" بتاريخ 21-1-2009، للكاتب "ديفيد فروم" "David Frum"، الزميل بالمعهد، إلى صعوبة التوصل إلى حل سلمي في القضية الفلسطينية طالما أن حماس طرف أساسي فيها، نظرًا للمواقف المتعنتة التي تتبناها الحركة، حيث أوضحت المقالة أن الحرب الأخيرة على غزة قد أعادت طرح تساؤل سابق مفاده: هل يجب على الحكومات الغربية إجراء حوار مع حماس؟ إذ أنه ولسنوات عدة مضت حثت مجموعة من المتخصصين في السياسة الخارجية على ضرورة الحوار مع حركة حماس، وقد تصاعدت الدعوات بإجراء هذا الحوار عقب التطورات الأخيرة، كما تبنت عديد من الحكومات الأوروبية هذا الرأي، وعلى رأسها الحكومة البريطانية. وفي مقالته حاول الكاتب أن يلقي مزيدًا من الضوء على الجدل المحتدم حول إمكانية إجراء حوار مع حماس، حيث أوضح وجهة نظر الداعين إلى هذا الحوار، موضحًا اعتقادهم بأنه على الرغم من قيام حركة حماس بأعمال انتقامية في الجانب الإسرائيلي، غير أن الحركة لا يمكن إنكار دورها في تقديم الخدمات للمجتمع الغزاوي، لاسيما في ظل ما تتلقاه الحركة من دعم من قبل الفلسطينيين في القطاع، وهو ما أدى إلى فوز حماس بالأغلبية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، وهي الانتخابات الوحيدة التي تمت في فلسطين عام 2006، كما أنه لا يمكن الحكم على كل أفراد حماس بأنهم مرتكبون لأعمال العنف التي تستهدف حياة المدنيين الإسرائيليين، بل إن منهم من هو منفتح على التعامل مع إسرائيل، وبالتالي فلا يمكن الحكم على جميع أطراف الحركة من دون الدخول معهم في حوارات استكشافية لما يعتنقونه من أفكار. مشيرًا إلى التجربة الأمريكية في العراق وأفغانستان قائلاً: ففي العراق أجرت الولايات المتحدة حوارًا مع السنة المتشددين، وقد ساعد الحوار معهم في حل عديدٍ من المشكلات المستعصية مع تنظيم القاعدة في العراق، وفي أفغانستان تحاول الولايات المتحدة محاورة بعض عناصر حركة طالبان، في محاولة منها لمعرفه سبل إقناع مثل هذه الحركات بنزع سلاحها، والانضمام إلى العملية السياسية، فلماذا يختلف الأمر مع غزة؟. وحسب رأي الداعين إلى الحوار مع حركة حماس، فإن هذا الحوار يفيد في حل الصراع المحتدم هناك، ومن شأنه أيضا خلق فرصًا وربما سلسلة من الحوافز المهمة للمنطقة بشكل عام والشعب الفلسطيني بشكل خاص. وعن رأيه أوضح الكاتب أن حركة حماس التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة من خلال الانقلاب على السلطة الفلسطينية في يونيو 2007، ومحاولة اغتيال الرئيس محمود عباس، تجد نفسها في الخانة ذاتها مع الرئيس عباس، في منافسة حول مستقبل الفلسطينيين. وهنا يطرح الكاتب تساؤلاً مفاده: هل تفضل الحكومات الغربية أن ينجح عباس في هذه المنافسة؟ وأنه من الضروري أن يكون عباس –وعباس فقط- على رأس السلطة الفلسطينية؟ وتتخلص إجابة "فروم" في أنه مثلما تهدد المجموعات الإسلامية المتطرفة بعض دول العالم كما هو الحال في الهند على سبيل المثال، فإن حركة حماس تتبنى التشدد ذاته، وبالتالى فإن الحوار مع المجموعات الإرهابية يعني تحفيز الإرهاب، طالما أن هذه المجموعات تملك فرصة العودة إلى الإرهاب للحصول على مكاسب أكبر منها عبر التفاوض. وقد تبنى هذا النهج الجيش الأيرلندي بشكل متكرر مع الحكومة البريطانية برئاسة خلال حقبة التسعينيات. ولذلك سيكون الحوار مع حركة تتنصل من مسئوليتها عن وقف العنف، دعوة لمزيد من العنف. وينهي "ديفيد فروم" "David Frum" مؤكدًا على أن الداعين إلى الحوار مع حماس يصنفون أنفسهم على أنهم برجماتيين، غير أنهم مضللون برؤى متحيزة، وأن معارضي هذا التفاوض مع الحركات الراديكالية معنيون بعواقب الأمور، لاسيما وأن حركة حماس وما تبديه من سلوك قد جعلها منبوذة إلى أنه وليس قبل تغيير طبيعتها وأهدافها. تقرير واشنطن – رانيا مكرم |
أمريكا تضع يدها على المبلغ الذى احتجزته مصر من أيمن طه قال الكاتب الصحفي ياسر الزعاترة أن المبلغ الذي كان بحوزة أيمن طه القيادي وعضو حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في محادثات القاهرة ، قد ضاع في مفارقة مثيرة ، حيث وضع الأمريكيون يدهم عليه بعدما أودع في البنك الأهلي المصري ، وذلك بدعوى أنه جزء من تعويض لضحايا "إرهاب حماس" ، حيث كانت إحدى المحاكم الأمريكية قد حكمت لهم بتعويض مقداره 116 مليون دولار .
وأقسم الزعاترة في مقال نشر له اليوم الإثنين (16/02) في جريدة الدستور الأردنية بأنه لا يمزح ، فقد أكد ذلك الأمريكان أنفسهم ، وأضاف "ولمن يسأل كيف يحتجز المبلغ نقول أن أي بنك في العالم لا يمكنه مخالفة الأمريكان ، وإلا فسيحرم من التحرك في عوالم المال الدولية التي يتحكمون بها على نحو شبه كامل ، لا سيما التحويلات بالدولار التي لا تتم إلا عن طريقهم " . وكان الأمن المصري احتجز أيمن طه ومنعه من العودة الى قطاع غزة لأن لديه أكثر من 10 مليون دولار إغاثة للشعب الفلسطيني المحاصر ، وتوجه طه بعد ذلك للعريش لإيداع المبلغ في البنك المصري . وقال أيمن طه في وقت لاحق في تصريحات لقناة الجزيرة أن الأموال التى كانت بحوزته هي أموال مساعدات جمعت للشعب الفلسطيني ، "والحصار لم يترك لنا خيار غير حملها في حقائق وهي تهمة لا أنكرها وشرف لا أدعيه وقد اودعت في احدى البنوك ونأمل أن نتسلمها لدى عودتنا بعد أيام ، وزاد"لم أتعرض للإحتجاز ولكن كنت بصدد اتمام اجراءات اتمام ايداع الأموال . وسنضل نسعى بكل السبل من أجل التخفيف على شعبنا الذى يتعرض للحصار " . |
والدة الشاب علاء الدين الحرباوي قلقة على مصير ابنها أوقف الشاب علاء الدين الحرباوي اصيل مدينة المنستير ، يوم الإربعاء 04 فيفري 2009 ، وذلك من قبل منطقة المنستير وأحيل بعد يومين الى مقرات وزارة الداخلية بالعاصمة تونس ، والى حدّ اليوم لا تزال عائلته تجهل مصيره وتشعر بقلق على حياته ، وترفض الداخلية إطلاق سراحه والإجابة على استفسارات عائلته .
وقد تخطى ايقاف الحرباوي المدة القانونية للإيقاف التحفظي ، حيث بلغ الى حد الآن أسبوعين في حين أن القانون يمنع ايقاف المعتقل أكثر من أربعة أيّام . من زهير مخلوف - تونس |
ما زال اسم "حركة النهضة" يثير حنق السلطة التونسية وقع اليوم الثلاثاء 17/02 ، على الساعة العاشرة والنصف صباحا ، ايقاف المناضل الحقوقي وعضو "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين " طارق السوسي بعد اقتحام منزله من دون الإستظهار بإستدعاء رسمي ، و قامت مجموعة من فرقة أمن الدولة قادمة من الداخلية بإستجوابه في منطقة الشرطة ببنزرت حول امضاءه عريضة أرسلت لمحمود عباس تطالبه بإطلاق سراح أعضاء وأنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالضفة الغربية ، بإسمه كمناضل نهضوي .
وقد وقع تهديده بتلفيق قضية ضده اذا لم يقم بالتبرىء من الصفة التى أمضى بها ، فطالبهم بدوره بالإعتذار له كتابيا حول الطريقة اللاقانونية لإعتقاله ، وقد وقع اطلاق سراحه على الساعة الثانية بعد الزوال . واثناء اعتقال السوسي قام عدد من المناضلين الحقوقيين بالإعتصام أمام منطقة بنزرت ، وبعد ذلك أمام مقر فرع "الرابطة التونسية لحقوق الإنسان " ببنزرت ، أين وقع الإعتداء على المناضلين السياسيين أعضاء "الحزب الديمقراطي التقدمي" ، ياسين البجاوي وخالد بوجمعة الذى وقع الإعتداء عليه بالعنف الشديد من طرف رئيس فرقة "الطريق العمومي" المدعو سليم الزلزلي ، وأطلق سراحه بعد ذلك . وهي المرة الثانية التى يقع فيها اعتقال نشطاء على خلفية أمضاءهم على عريضة طالبت بإطلاق سراح مساجين الضفة الغربية ، فقد اعتقل يوم أمس الإنثين 16/02 ، الناشط الحقوقي والسجين السياسي السابق لطفي العمدوني ووقع التحقيق معه حول أمضاءه على العريضة المذكورة بصفته أحد مناضلي "حركة النهضة" ، ووجهت له تهديدات بإعادته للسجن مرة أخرى وطُلب منه عدم امضاء العرائض في المستقبل ، وأطلق سراحه بعد أربعة ساعات من الإيقاف . فماهو المبرر الذى جعل السلطة تتوتر من امضاء مساجين سابقين من "حركة النهضة" على مجرد عريضة طالبت بإطلاق سراح مساجين سياسيين من حركة حماس ؟ والى متى تتجاهل السلطة تيار سياسي (حركة النهضة) لم تفلح سنوات القمع الطويلة في استئصاله ؟ |
السبيل أونلاين - تونس كيف أهين الكاتب العام لجامعة التعليم العالي و البحث العلمي بمكتب عبد السلام جراد ثمّ بمكتب علي رمضان و تكتّم على الخبر و حجبه عن الجامعيين ؟!! يصرّ سامي العوادي كاتب عام جامعة التعليم العالي و البحث العلمي على عدم الامتثال و الانضباط لقرارات المجلس القطاعي الرافضة لمقترحات الوزارة حول الزيادات الخصوصية و للنزعة الخيانية و الانقلابية للثالوث عبد السلام جراد/علي رمضان/محمد سعد و الداعية إلى التصعيد حيال الوزارة و المركزية النقابية في صورة إصرار الطرف الأول على اغتصاب حقوق الجامعيين في زيادات خصوصية معتبرة مقابل المجهودات الإضافية التي يبذلونها منذ المرور إلى نظام "إمد"، و الطرف الثاني على السمسرة بمصالح القطاع و مصادرة سيادته على قراراته.
و بالتوازي مع ذلك أطلق الأطباء الجامعيون و أطباء و صيادلة الصحة العمومية، الذين يعانون من نفس المشكل، سلسلة من التحركات النوعية بما فيها الإضراب ردّا على تعنّت البيروقراطية النقابية و سلطات الإشراف و رفضهم تلبية المطالب المشروعة لتلك القطاعات. |
السبيل أونلاين - تونس الاتحاد العام التونسي للشغل مراسلة داخلية إلى الأخ الأمين العام الموضوع : حول الزيادات الخصوصية تحية نقابية ، و بعد، إنّ المكتب التنفيذي للجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي بعد تدارس الوضعية بالقطاع على إثر إمضاء المكتب التنفيذي للاتحاد على اتفاق مع الحكومة حول الزيادات الخصوصية : • يؤكد رفضه للطريقة التي تم بها إمضاء الاتفاق المذكور في تغييب تام للجامعة العامة و رفضه للمقادير المرصودة باعتبارها لا تصل إلى الحد الأدنى من رغبات الجامعيين، و يطالب المكتب التنفيذي للاتحاد بعدم الإمضاء النهائي للاتفاق لا سيما فيما يتعلق بالتعليم العالي. عن الجامعة العامة للتعليم العالي و البحث العلمي (منتدى" الديمقراطية النقابية و السياسية ") |
شكرا لكم جميعا : اصدقاء وبيروقراطية نقابية وسلطة السبيل أونلاين - تونس تعرضت مدونات المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابة ( ثلاثة مدونات ) إلى عملية حجب ( مدونتين يوم الاثنين 16 /02 /2009 وواحدة اليوم الأربعاء ) كما لاقت مدونتي الشخصية " مدونة صامد " نفس المصير ابتداء من اليوم الأربعاء 18 / 02 / 2009 ورغم فداحة المصاب وكبير الخطب, يسعدني أن أتقدم بجزيل الشكر وخالص العرفان لكل من تضامن مع المرصد سواء كانوا مواطنين عاديين او نقابيين او حقوقيين , كان تضامنهم مؤثرا منهم من اقترح مساعدة تقنية لتجاوز الحجب ومنهم من عبر عن رغبته في الانضمام إلى المرصد وكلهم كانوا متفقين على ضرورة أن يكمل المرصد مشواره خدمة لمصالح العمال والنقابيين فلهم جميعا ألف شكر ومثلها من التحية . كما يسعدني أن أتوجه بالشكر أيضا أصالة عن نفسي ونيابة عن مناضلي المرصد إلى البيروقراطية النقابية البالية التي ترجت السلطة أن تحجب مدوناتنا لأنها أصبحت تسبب لهم إزعاجا وإحراجا كبيرا واعلمها فقط أن عملية الحجب كانت لها نتائج عكسية تماما وزادت من أصدقائنا وأنصارنا ومن شهرتنا داخليا وخارجيا .لقد قدمتم للمرصد خدمة لا تقدر بثمن فألف شكر ومثلها من التحية والى معركة قادمة ( ربما نذكركم بخير عند احتفالنا بمرور 30 سنة على تأسيس المرصد سنة 2038 أطال الله عمرنا وقصر في أعماركم , لكن على كل حال لن نكرمكم ). أما الشكر الثالث والأخير فهو لصاحبة الجلالة السلطة الأولى : تأكدوا إننا لم نذكركم في مدوناتنا بخير أو شر وهذا ليس خوفا منا آو جبنا بل رغبة منا في ترك السياسة لأهلها أولا وثانيا رغبة منا في توجيه جهدنا الأكبر نحو خدمة عمال تونس ونقابييها الواقعين تحت براثن بيروقراطية نقابية عفنة همها الوحيد تواصل مصالحها وامتيازاتها ولو على حساب معاناة عمال بسطاء تتراجع يوما بعد يوم مكاسبهم وحقوقهم ,شكرا لكم لقد قدمتم دليلا مقنعا لكل مشكك في انتمائنا وفي نوايانا وفي صدقيه مشروعنا .وحددتم لنا موقعا لن نحيد عنه أبدا . لقد أصاب المرصد خير كثير من عملية حجب مدوناته ارجوا أن تواصلوا الحجب مرات أخرى حتى يزداد عدد أصدقائنا ويشتد عودنا " وان غدا لناظره لقريب " كما يقول قراد بن اجدع . محمد العيادي نقابي مستقل ومنسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية |
ادانة لحجب مدونة مرصد نقابي قالت مصادر حزبية في تونس أن السلطة "تواصل حملتها الدؤوبة على خنق الأصوات الحرة و اجتثاث كل عمل يحاول الخروج بمجتمعنا من النموذج القروسطي الذي تسعى جاهدة لتأبيده" حسب تعبيرها .
وأضافت "فقد اقدمت مساء هذا اليوم (الثلاثاء 17/02) على حجب مدونتي المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية، كاشفة بذلك عن عدائها البدائي لكل صوت موضوعي يمكن أن يذكرها بوجوب التقيد بالقوانين التي سنتها بكل ادراك و المواثيق و المعاهدات الدولية التي امضت عليها دون اكره، وهو جوهر عمل المرصد " كما قالت . وأدانت (جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي) في بلاغ وصل السبيل أونلاين الثلاثاء (17/02) دون تحفظ كل مس للحق في الاعلام و التي تخوض نضالا يوميا من أجل ممارسة هذا الحق ، وعبّرت لمناضلي المرصد عن دعمها لعملهم و تجدد تأكيدها على حق كل منظمات المجتمع المدني في العمل الحر لبناء تونس القرن الواحد والعشرين ، وفق البلاغ . |
السلطات بتونس تفرج عن منصف القاسمي وتعتقل طارق السوسي تم صباح اليوم الثلاثاء 17 فيفري 2009 الإفراج عن السجين السياسي منصف القاسمي من سجن الكاف بعد أن قضى به أكثر من شهرين ، بعد أن أصدرت ضده المحكمة الابتدائية حكما بالسجن النافذ مدة ست سنوات.
واعتقل القاسمي يوم الأحد الموافق لـ 07/12/2008 بعد مداهمة مجموعة من أعوان الحرس و البوليس السياسي التابعين لمنطقة الحرس بجندوبة ( حوالي 30 عونا على متن 4 سيارات ) منزله الكائن بمنطقة سيدي إبراهيم من معتمدية غارالدماء بولاية جندوبة ، بسبب صدور حكم غيابي ضده سنة 1991 يقضي بسجنه مدة 12 سنة . وأفادت منظمة حرية وانصاف في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الثلاثاء 17/02 ، أن القاسمي بقي مختبئا ببيته طيلة 18 عاما ليظهر بعد أن بلغ إلى علمه نبأ الإفراج عن آخر دفعة من مساجين حركة النهضة. من جهة أخرى أفادت المنظمة الحقوقية أن البوليس السياسي بمدينة بنزرت قام صباح اليوم 17 فيفري 2009 باعتقال الناشط الحقوقي طارق السوسي (من ذوي الإحتياجات الخاصة) وعضو الهيئة المديرة "للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" واحتجازه بمنطقة الشرطة و معاملته معاملة سيئة . وسبق أن أعتقل السوسي قبل ذلك واتهم بنشر أخبار زائفة على خلفية تصريحات لقناة الجزيرة حول اعتقالات أكدها أكثر من مصدر . |
معاناة أحمد سهيل والإفراج عن حقوقيين السبيل أونلاين - تونس 1) معاناة سجين الرأي أحمد سهيل :
|
التحقيق مع حقوقي تونسي لمطالبته بإطلاق سراح معتقلي حماس بالضفة ذكرت مصادر حقوقية تونسية أن ما أسمته بسياسة الهرسلة اليومية بحق النشطاء الحقوقيين تتواصل دون هوادة ، في ما يُعتقد أن الغاية من ذلك هي إشغالهم عن رصد الإنتهاكات اليومية والتنديد بالمحاكمات السياسية الظالمة ، فلا يكاد يمر يوم دون أن تمتد يد البوليس السياسي باعتداء أو اختطاف أو تلفيق قضية.. وآخر ما تفتقت عنه أذهان الساهرين على الأمن مساءلة عضو الهيئة المديرة "للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين"، لطفي العمدوني ، حول ظروف إمضائه على رسالة مفتوحة تطالب محمود عباس بالإفراج عن المساجين السياسيين بسجون رام الله .
وأكد العمدوني تعرّضه للإختطاف على أيدي مجموعة من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني قاموا بنقله إلى منطقة الامن بالقرجاني أين تعرّض للإعتداء بالعنف اللفظي ووقع التطاول على مقام الجلالة و تهديده بالتعنيف الجسدي لإجباره على الكشف عمن كان وراء مبادرة الرسالة المفتوحة التي ورد فيها اسمه منسوبا له الإنتماء لحركة النهضة، كما طلب منه سحب اسمه من الرسالة المفتوحة إن كان لا يتبنى الصفة المنسوبة له أو التشكي عدليا بمن كان وراء ذلك وإزاء رفضه القطعي تم تهديده بالتتبع العدلي ..بتهمة الإنتماء لجمعية غير مرخص فيها . ونددت الجمعية في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الإثنين 16/02 بالعربدة المتواصلة لأعوان البوليس السياسي المتفلتين من عقال القانون و المتمردين على رقابة القضاء ، وطالبت جميع مكونات المجتمع المدني إلى اليقظة المتواصلة في ظل تصاعد حملات مضايقة النشطاء الحقوقيين و تلفيق القضايا لهم في ما أصبح يعرف بـ" القصف "الأمني المكثف المقصود به ضمان" استتباب الأمن "قبل الإستحقاقات الإنتخابية والرئاسية. |
في اطار الحرب على التدين في تونس حضر اليوم الإثنين (16،02،2009) أعوان تابعين لمركز الشرطة بمدينة نابل الى بيت الشاب سيف الدين الديري لإصطحابه للمركز المذكور ، غير أنه لم يكن بالمنزل ، فطلبوا من والده ابلاغ ابنه أن يراجع المركز ، فدعاهم الى الإستظهار بإستدعاء رسمي لذلك ، فما كان منهم الا أن أخذوه للمركز ، وقاموا بالتحقيق معه حول امتناع ابنه سيف عن الحضور لديهم في كل مرّة يطلبون منه ذلك ، وقالوا بأن هذه أوامر من وزارة الداخلية لا تحتاج الى استدعاء رسمي للإستجابة لها .
ولما علم سيف الدين الديري بما حدث مع والده حضر لمركز الشرطة بنابل ، فطلبوا منه العودة إليهم يوم غد الثللاثاء 17 فيفري 2009 رفقة والده ، للقيام ببطاقة ارشادات . وقد غادرا المركز على أن يعودا غدا ونشير الى أن الشاب سيف الدين الديري سبق أن أوقف الصائفة الماضية أثناء مشاركته في مباراة لكرة القدم بنابل مع بعض الشباب المتدين ، ومنذ ذلك التاريخ وهو يتعرض الى "هرسلة" متواصلة من قبل البوليس الذى لم يتقوقف عن مضايقة أهله مما سبب حالات هلع لدى الكثير من أفراد أسرتة وخاصة شقيقته وأمه وجدته لأبيه . فمتى تكف السلطات الأمنية التونسية عن مضايقاتها للشباب المتدين وذويهم ، وتتوقف عن التردد على المنازل دون احترام حتى مجرد الإجراءات الشكلية في الإستظهار بإستدعاء ؟ من زهير مخلوف - تونس |
منع الناشط السياسي عادل غريب من السفر الى ليبيا منعت السلطة التونسية الناشط السياسي عادل غريب من السفر إلى ليبيا اليوم السبت 14- 02-2009 ، ورفضت السماح له بعبور المعبر الحدودي بين البلدين ، في حين سمحت لأفراد عائلته وخطيبته من العبور، وقد كان جميعهم في سفر لإتمام بقية مستلزمات العرس .
وعادل غريب هوعضو بـ (الحزب الديمقراطي التقدمي) ، وأستاذ تعليم تقني بأحد المعاهد الحكومية بنابل وليس له أي مانع قانوني من السفر. وقالت منظمة "حرية وانصاف" الحقوقية أن عادل غريب أوقفو عند الحدود و اعلموه انه ممنوع من الخروج من تونس و لم يعطوا له أي تفسير و لم يختموا له في الجواز و لما سألهم عن سبب المنع قيل له ليسأل إدارة لحدود والجوازات بالعاصمة. واعتبرت المنظمة في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه (14/02) أن تهمته الوحيدة انه وجد يلعب كرة القدم مع مجموعة من الشباب المتدين حيث هاجمهم يوما ما البوليس السياسي أثناء لعبهم لكرة القدم و أخذوهم إلى منطقة الشرطة ثم إلى وزارة الداخلية أين قضى ثلاث أيام ثم أطلق سراحه . وهو الآن يواصل عمله كأستاذ و لكنه محروم من السفر بدون ذنب اقترفه. وعبّرت جامعة الحزب بنابل في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه ، عن رفضها لهذا المنع ووصفته باللاقانوني والغير مبرر ، واعتبرت أن "هذا المنع تجاوزا دستوريا لحق المواطن في السفر والتنقل وحلقة أخرى من حلقات الضغط على النشطاء السياسيين " . وزادت الجامعة الحزبية "إذ تؤكد على حق الأستاذ عادل غريب في السفر فهي تذكر وبنفس الحرص والأهمية على حق بقية أفراد الجامعة والحزب في الحصول على جوازات سفرهم مثل السيد محمد بن رمضان أمين مال الجامعة والمناضل نجيب الكريفي اللذان لازالا ينتظران منذ أكثر من سنة " كما ورد في البيان . ودعت "كافة الأحزاب الوطنية والجمعيات الحقوقية وكل القوى الحية في البلاد إلى تكثيف الجهود من أجل تمتع المواطن التونسي على كافة حقوقه المدنية المكفولة دستوريا ودون استثناء أو تمييز" . |
تجمع نشطاء حقوق الإنسان اليوم الثلاثاء 17 فيفري 2009 أمام مقر فرع بنزرت"للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان" ، وذلك بعد منتصف النهار ، للمطالبة بإطلاق سراح الناشط الحقوقي طارق السوسي عضو الهيئة المديرة "للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" الذي اعتقل صباح اليوم .
وقد تدخلت أعداد كبيرة من أعوان البوليس السياسي بالقوة و اعتدوا بالعنف الشديد على الناشطين الحقوقيين و اعتقلوا خالد بوجمعة عضو "منظمة حرية و إنصاف" و اقتادوه إلى جهة مجهولة. وأدانت المنظمة بشدة ، في بلاغ عاجل تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الثلاثاء 17/02 اعتقال طارق السوسي و خالد بوجمعة و دعت السلط المعنية إلى إطلاق سراحهما فورا و ضمان سلامتهما و الالتزام بالمعاهدات الدولية الخاصة بحماية الناشطين الحقوقيين التي صادقت عليها تونس. وطالبت بوضع حد لهذه الاعتقالات العشوائية التي لن تزيد الوضع إلا احتقانا ، كما دعت كافة الجمعيات و المنظمات الحقوقية إلى العمل على إطلاق سراح السوسي و بوجمعة و حمايتهما من الاعتقال و سوء المعاملة. |
اجتماعات حزبية وتشكيل لجنة لمساندة مساجين الحوض المنجمي عقدت جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبة مؤتمرها يوم السبت 15 فيفري الجاري بإشراف الأمينة العام للحزب مية الجريبي التي ، ومشاركة عضوي المكتب السياسي رابح الخرايفي والمولدي الفاهم .
وبحسب بلاغ للحزب تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الإثنين (16/02) ، فقد أسفرت أعمال المؤتمر الذي حضره المنخرطون في الحزب في ولاية جندوبة عن انتخاب هيئة جديدة للجامعة مؤلفة من مولدي الزوابي كاتبا عاما وعضوية كل من عبد السلام الطرابلسي ومحمد نعمان العشي وونيس العرايسي ونور الدين الرزقي والشاذلي القايدي ونور الدين القادري . من جهة أخرى عقد "المكتب الوطني للشباب الديمقراطي التقدمي" إجتماعه الدوري بمدينة قفصة يوم الأحد 15 فيفري بحضور ممثلي المكاتب الجهوية وخصّص قسما هاما من أشغاله لمحاكمة الحوض المنجمي وللمظلمة التي طالت المناضل الشبابي رشيد عبداوي مراسل جريدة الموقف وعضو جامعة الحزب بقفصة . وجدد المكتب المذكور رفضه للحكم الجائر الذي قضي بسجن رشيد عبداوي أربعة سنوات عقابا له علي الدور الذي إظطلع به طيلة أيام الاحتجاج الشعبي كإعلامي ومراسل صحفي نقل للرأي الوطني جزءا من معاناة أهالي الرديف والحوض المنجمي ، وطالب الحكومة بإطلاق سراحه فورا ووضع حد لهذه المظلمة التي وظف فيها القضاء للتشفي منه ومن كل رموز حركة الاحتجاج السلمي التي شهدتها الجهة ، وأقرّ خطة نضالية لمساندته وللمطالبة بإطلاق سراحه و دعا كل القوي الطلابية و النقابية و السياسية والحقوقية التونسية لتصعيد ضغطها علي الحكومة من أجل الحرية لكل سجناء الحوض المنجمي . وقد تشكّلت لجنة الوطنيّة لمساندة رشيد عبداوي من "أعضاء الشباب الديمقراطي التقدّمي” ، اختارت منسّق لها نزار بن حسن ، وعضوية كل من شاهين السافي ، معزّ الجماعي ، صابر السحباني ، غزالة المحمدي ، وسام الصغيّر، إسماعيل دبارة ، محمود الغزلاني . وقالت اللجنة في بيان تأسيسي وصل السبيل أونلاين الإثنين (16/02) ، أنها انعقدت لمناصرة عبداوي وبقية مساجين الحوض المنجمي ، بعد اطلاعها على الأحكام الجائرة ضدّ رموز الحركة الاجتماعية السلمية في قفصة ، وبعد تثبيت الحكم القاسي ضد عضو الحزب رشيد عبداوي و إيداعه السجن ، وبعد اطلاعهم على الخروقات الجمّة التي شابت كافة مراحل هذه المحاكمة. وعبرت عن التزامها المطلق بالدفاع عنه وبقية المعتقلين إلى غاية الإفراج عنهم وإعادة الاعتبار، وإطلاق حملة وطنية لحمل الحكومة على غلق هذا الملف والإقلاع عن التعاطي الأمني مع القضايا الاجتماعية العادلة ، كما عبّرت عن بذل كافة الجهود بالوسائل القانونية المشروعة وفي كلّ الفضاءات المتاحة ، من اجل دفع السلطات إلى التعجيل بإطلاق سراح المعتقلين ، ومن أجل وضع حد للتعاطي الأمني/القضائي مع قضية الحوض المنجمي و فتح حوار وطني حقيقي حول ملفات التشغيل و التنمية و التوازن الجهوي . |
الزيـــارة الأخيــــــرة أدى وفد من المحامين الوحدويين الناصريين ضم الأساتذة عادل المسعودي وخالد عواينية وبوبكر بالثابت وخالد الكريشي يوم الجمعة 13 فيفري 2009 زيارة أخيرة للمناضل الوحدوي الناصري الحفناوي بن عثمان و المناضل الطيب بن عثمان الموقوفان بالسجن المدني بسيدي بوزيد (280 كلم وسط غرب العاصمة التونسية)بحكم أن القانون يمنع زيارة المحامين النائبين في القضية بعد إنقضاء أجال عشرة أيام وهي نفس أجال تقديم مطلب التعقيب الذي تم في نفس اليوم.وتمت الزيارة في ظروف مشددة وسط مراقبة ومتابعة من أعوان السجون ورفضت إدارة السجن الزيارة الجماعية ولقاء المناضلين بالمحامين مما أضطر هؤلاء إلى زيارتهما فرديا . (أبو جمال عبد الناصر/ مدونة الحفناوي بن عثمان) |
السلطات التونسية تسخدم الجباية للضغط على محامي معارض شجب حقوقيون تونسيون بشدة سلسلة الهجمات والتضيقات الأمنية التي دأبت السلطة في تونس تسليطها على النشطاء الحقوقيين والسياسيين ، وأكدوا أن إبتداع وسائل العقاب الجبائي الذي نال عدد من رموز المجتمع المدني قد تفاقمت .
وقالت " الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الأحد (14/02) أن الأستاذ عبد الوهاب معطر يتعرض الى عقاب جبائي بصور فاقت القدر المعتاد الذي عهده كل النشطاء الحقوقيين والسياسيين، بعد إجراء عقلات على سيارة الأستاذ ونجله ومحل سكناه وأثاث مكتبه مع تعريضه للسجن منتهجة سياسة التفقير والتجويع مع سبق الإضمار والترصد . ودعت الجمعية بهذه المناسبة كل المنظمات الحقوقية التونسية والدولية وفعاليات المجتمع المدني في تونس إلى التجنّد في مواجهة هذه الإجراءات الظالمة في حق الأستاذ معطر بكل الوسائل القانونية والإعلامية ، وحمّلت السلطات التونسية مسؤوليتها القانونية فيما سيترتب عن إجراءاتها السياسية هذه وتوظيفاتها لأجهزة الدولة وما سيتداعى عنها من إنتهاكات وما ستؤول إليه هذه القضية من أضرار في حق الأستاذ معطر وعائلته. وتواصل السلطات التونسية توظيف أجهزة الدولة الأمنية والقضائية والجبائية ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر نائب رئيس "الجمعية الدولية لمساندة المساجين" السياسيين مستهدفة في شخصه نضالاته الحقوقية والسياسية وروح الممانعة التي يتحصن المجتمع المدني خلف مكوناته و هيئاته وشخصياته المناضلة والتي يمثل الأستاذ عبد الوهاب معطر واحداً من أبرز أركانه . فبعد أن رفضت الدائرة الجبائية بالمحكمة الإبتدائية بصفاقس برئاسة القاضي السيد سفيان البرجي المنعقدة بتاريخ 4 فيفري 2008 طلب الدفاع تأجيل القضية الجبائية عــ825ـدد لحين الإطلاع والجواب على تقرير كانت إدارة الجباية بصفاقس قد تقدمت به تضمن إلزام الأستاذ عبد الوهاب معطر بدفع مبلغ232.530.855 دينارا عن سنتي 2004 و 2005 بعد إحتسابها لأموال رَّاجعة لحرفائه على أنها أرباح عائدة إليه، أصرت المحكمة صرف القضية للترافع لجلسة يوم 25 فيفري 2009 . وكان الأستاذ معطر قدّم في وقت سابق كل الوثائق التي من شأنها أن تدحض حجج إدارة الجباية فيما ذهبت إليه من توظيف تعسفي وجائر، ومع رفض المحكمة تمكين الدفاع من إستكمال دفوعاته وإستعجالها للبت في هذه القضية بتعين جلسة ترافع ليوم 25 فيفري الجاري . |
حرية وانصاف..أخبار الحريات في تونس 1) اعتقال مجموعة جديدة من الشبان المتدينين :
اعتقل أعوان البوليس السياسي يوم الجمعة 13/02/2009 مجموعة جديدة من الشبان المتدينين يفوق عددهم العشرين شابا بجهة ديبوسفيل بتونس العاصمة و اقتادوهم إلى جهة مجهولة و لا تزال عائلاتهم تجهل مكان اعتقالهم. و قد علمت حرية و إنصاف بأن أعوان البوليس السياسي هددوا عائلة أحد الشبان الفارين باعتقال أفراد العائلة في صورة عدم تسليم المطلوب نفسه لمنطقة الشرطة. 2) اعتقال الشابين عماد الدين الحرباوي و وجدي الأكحل : اعتقل أعوان البوليس السياسي بمدينة المنستير يوم الثلاثاء 3 فيفري 2009 كلا من الشاب علاء الدين الحرباوي ( بائع خضر ) و الشاب وجدي الأكحل طالب سنة رابعة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير ENIM و تم اقتيادهما إلى جهة مجهولة ، علما بأن والدة الشاب علاء الدين الحرباوي قد شلت بمجرد سماع اعتقال ابنها. 3) مضايقة عائلة سيف الدين البيري : تتعرض عائلة سيف الدين البيري بمدينة نابل هذه الأيام إلى مضايقات عديدة من قبل أعوان البوليس السياسي فقد تم اليوم الاثنين 16 فيفري 2009 حجز بطاقتي تعريف والده و شقيقه السيدين فوزي البيري و محمود البيري بسبب عدم امتثال الشاب سيف الدين البيري للاستدعاءات الشفوية المتكررة التي وجهت إليه للحضور بمنطقة الشرطة.و عندما حضر الشاب سيف الدين اليوم لدى أعوان البوليس السياسي أعلموه بضرورة حضوره في الغد فاشترط الاستظهار باستدعاء رسمي فأعلمه أحد الأعوان بأن حضوره يدخل في إطار المراقبة العادية و لا يحتاج إلى استدعاء. 4) منع الكتب الثقافية و الأدبية عن السجين رشيد العبداوي : رفضت إدارة سجن قفصة يوم الجمعة 13 فيفري 2009 إدخال الكتب الثقافية و الأدبية التي طلبها السجين السياسي السيد رشيد العبداوي من عائلته علما بأن السيد رشيد العبداوي الذي صدر ضده حكم بالسجن مدة أربع سنوات في المحاكمة الأخيرة لمناضلي الحوض المنجمي هو عضو بالحزب الديمقراطي التقدمي كان يعمل مراسلا لجريدة الموقف. 5) إيقافات و مضايقات إثر اجتماع المكتب الوطني للشباب بقفصة : على إثر انعقاد المكتب الوطني لشباب الحزب الديمقراطي التقدمي يوم الأحد 15 فيفري 2009 بمدينة قفصة تم إيقاف الشاب أيهم الفولي ( تلميذ بالسنة الرابعة ثانوي ) ثم أطلق سراحه بعد تهديده من مغبة مواصلة نشاطه السياسي. كما اعترض أعوان فرقة الإرشاد بقفصة السيد معز الجماعي عضو منظمة حرية و إنصاف و الآنسة غزالة المحمدي و حاولوا افتكاك الحقيبة التي تحتوي الكاميرا و لكن لم يتمكنوا من ذلك ، و في المحطة استطاع معز الجماعي الصعود إلى الحافلة فيما تعرض فرحات حمودي و غزالة المحمدي و حبيب المستيري و فاتن خليفة إلى الاعتداء بالعنف اللفظي و احتجاز بطاقات تعريفهم ، و بعد ألفي متر تقريبا أوقف أعوان البوليس السياسي الحافلة و أنزلوا السيد معز الجماعي و أدخلوه إلى ثكنة وحدات التدخل التابعة للحرس أين أخضعوه إلى تفتيش دقيق و حجزوا جميع الوثائق الخاصة بالمكتب الوطني للشباب و هي وثائق حزبية داخلية تخص الاجتماع و أمروا سائق الحافلة بالانتظار ، و بعد تفتيشه أطلقوا سراحه و أعلموه بأنه شخص غير مرغوب فيه في مدينة قفصة و أمروه بعدم العودة في المستقبل. و حرية و إنصاف تندد بهذه الاعتداءات و المضايقات التي طالت نشاطا حزبيا مرخصا فيه و أعضاء ينتمون لحزب معترف به و تطالب بوضع حد لهذه الاعتداءات و المضايقات المخالفة للقانون. 6) احتجاز الناشط الحقوقي السيد لطفي العمدوني أربع ساعات بمنطقة القرجاني : تعرض الناشط الحقوقي السيد لطفي العمدوني اليوم الاثنين 16 فيفري 2009 إلى الاحتجاز طيلة أربع ساعات بمنطقة الشرطة بالقرجاني بسبب ورود اسمه و صفته النهضوية بعريضة تطالب محمود عباس بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بسجون السلطة برام الله . |
صحيفة "الموقف" تتهم السلطة بمنع توزيع عددها الأخير اتهم الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي السلطات بمنع توزيع العدد الأخير من صحيفة "الموقف" الناطقة بلسان حاله. وقال الحزب في بيان وقعه مدير تحرير الصحيفة رشيد خشانة ، نقلته وكالة قدس بريس إن "العدد 485 من صحيفة "الموقف" الصادر بتاريخ 13 فيفري 2009 تعرض إلى المنع من التوزيع في عودة مفاجئة إلى ممارسات كنا نظن أنها توقفت منذ ماي 2008". وقال خشانة إن إدارة الصحيفة لاحظت أن العدد لم يُوزع بالكمية المعتادة، ومن خلال مساءلة أصحاب الأكشاك المتعاملين مع شركة الموزعة في العاصمة والولايات الداخلية اتضح أن الكمية الموزعة لم تتجاوز 10 في المئة من الكمية المسلمة لها، مشيرا إلى أن ذلك يدل على "وجود قرار حكومي بحجب العدد بالطرق الملتوية المعهودة، رغم أنه تناول قضايا عادية منها ذكرى إنشاء الإتحاد المغاربي ومعضلة الهجرة السرية ومسائل نقابية وسياسية واجتماعية". وأوضح الحزب أن إدارة الصحيفة وجهت رسالة إلى الشركة الموزعة لمطالبتها بتوزيع الكمية الموجودة لديها، مؤكدة مسؤولية السلط عن هذا القرار. هذا وقررت المحكمة الإبتدائية بالعاصمة التونسية أمس السبت (14/2) تأجيل قضية "الموقف" إلى 28 مارس القادم، وهي الجلسة التاسعة بدون تقديم الشركات الخمس الشاكية، وهي الشركات المتهمة بترويج زيت فاسد، أي دليل على ادعاءاتها. |
تونس : ما حقيقة التفريط في جزيرة زمبرة ؟ السبيل أونلاين - تونس يتكتم سفير تونس ببيكين عن الأخبار الواردة حول التفريط التجاري والمشروع السياحي المزعوم للصين في جزيرة زمبرة وهي احدى أهم المحميات الطبيعية بتونس ,والحقيقة أسئلة عديدة تحوم حول طبيعة وحقيقة الاتفاق في مكان يعرفه جيدا الجيش التونسي والطلبة المجندين ,وليس يعرف المغزى والجدوى من اختيار جزيرة تتطلب تكاليف باهضة لتوفير المياه وغيرها ثم تكاليف ومسؤولية بيئية لتصريف الفضلات وحماية البيئة في مكان تحت أنظار ورعاية اليونسكو لما فيه من ثروة نباتية وحيوانية نادرة ومهمة فلا يسمح فيها بالاستثمار خاصة لمن ليست له تقاليد في المحافظة على البيئة
لم تنتبه الأحزاب السياسية التونسية لخطورة ما يحدث هناك أو ربما لا ترى صالحا في تسجيل مواقف تغضب التنين الصيني كما لم يطالب المجتمع المدني بتوضيحات مفصلة حول حقيقة المشروع وصحة الأخبار التي تحوم حوله لك الله يا أرض تونس وحماك الله يا تونس رسالة وردت من تونس - بإمضاء / حماة الوطن والبيئة |
البريطانيون بدؤوا يتفهمون رأي وليامز إزاء الإسلام..وقانون جديد لعزلهم السبيل أونلاين - ترجمة دافع أسقف كانتربري عن دعوته التي أطلقها قبل سنة من الآن وطالب فيها بإدخال بعض بنود الشريعة الإسلامية في القانون البريطاني, قائلا إن الرأي العام البريطاني بدأ يتفهمه وإنه الآن يقف إلى جانبه في هذه القضية.
فقد قالت صحيفة ديلي تلغراف التي أوردت الخبر إن الدكتور روان وليامز أثار جدلا واسعا بتصريحاته تلك العام الماضي مما جعله يواجه دعوات بالاستقالة. وأضافت أنه اليوم في الذكرى الأولى لتلك التصريحات يصر على أن عددا لا بأس به من كبار الشخصيات البارزة يؤيدون رأيه. وتحدث عن وجود "انحراف في فهم" ما قاله وأن الجمهور يدرك الآن الفرق بين السماح للمحاكم الإسلامية في بريطانيا بالفصل في المسائل الخاصة بالطلاق وكتابة الوصايا وبين ترك هذه القضايا تعرض على محاكم جنائية تنزل عقوبات مشددة. غير أن الصحيفة نقلت عن بعض منتقدي وليامز قولهم إن المشاكل العائلية يجب أن يُتعامل معها عبر القانون المدني لا الأسس الدينية, وادعت أن تعليقات الأسقف عززت موقف المتشددين وأضرت بالمسلمِات لأن الإسلام لا يمنحهن نفس الحقوق التي يمنحها للرجال. وذكرت الصحيفة بالمطالبات التي وجهتها عدة جهات لوليامز بتقديم استقالته في فبراير/شباط من العام الماضي على أثر تصريحه بأن عناصر في الشريعة الإسلامية المستنبطة من القرآن والخاصة بقضايا الزواج وحل الصراعات ستدمج يوما ما في التشريع البريطاني. ونسبت الصحيفة لوليامز قوله في مؤتمر لزعماء الكنسية الإنجليكانية عقد مؤخرا في مصر "من الممتع حقا أن ترى عددا من الشخصيات البارزة يدركون الآن أن مظاهر معينة من الشريعة الإسلامية يمكن تصور وجودها ضمن الإطار التشريعي البريطاني, دون أن يؤدي ذلك إلى تقويض حقوق الإنسان". وأضاف أن الناس ربما بدؤوا يفرقون بين الشريعة الإسلامية بوجه عام وبين الممارسات البشعة التي يقوم بها متطرفون مستغلين اسمها مما يشوه صورتها. إلا أن الصحيفة نقلت عن مدير مركز الاندماج الاجتماعي دوغلاس موري قوله إن "وليامز بدأ عملية خطيرة للغاية وضارة ببريطانيا وبالمسلمِات البريطانيات بالذات." وأشار إلى أن خطوة الأسقف -الذي يعتبر الشخصية المسيحية الأولى في بريطانيا- كانت فظيعة لأنها تقوض التوجه التقدمي وتقدم دعما للمتطرفين. وبدوره اعتبر المتخصص في شؤون التمييز الديني المحامي نيل آديسون أن الأسقف فشل في تبرير فكرته بشأن الشريعة الإسلامية, وقال "أعتقد أن خطابه أضر كثيرا بالبريطانيين المسلمين لأنه ساهم في عزلهم أكثر عن بقية المجتمع".غارديان: قانون جديد سيؤدي لعزل المسلمين البريطانيين من جهة أخرى أماطت صحيفة ذي غارديان اللثام عن الخطة الجديدة في عددها اليوم الثلاثاء - أن وزراء ومسؤولين في أجهزة الأمن يعكفون حاليا على صياغة مقترحات لتضمينها في إستراتيجية مكافحة الإرهاب التي ينتظر الإعلان عنها الشهر القادم. وكشفت الصحيفة بعضا من المواد الواردة في مسودة القانون الجديد التي تعتبر الشخص متطرفا إذا كان يعتنق أيا من الأفكار التالية: * إذا كان يؤيد إقامة دولة الخلافة الإسلامية. * إذا كان يدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية. * إذا كان يؤمن بوجوب الجهاد والمقاومة المسلحة في أي مكان في العالم, ويشمل ذلك المقاومة الفلسطينية المسلحة ضد الجيش الإسرائيلي. * إذا كان يجادل بأن الإسلام يحرّم الشذوذ الجنسي باعتباره خطيئة ترتكب في حق الله. * إذا قصّر عن إدانة قتل الجنود البريطانيين في العراق أو أفغانستان. وقالت الصحيفة إن مسودة القانون الجديد ستوسع تعريف مصطلح المتطرفين ليشمل أولئك الذين يحملون أفكارا تتعارض مع تعريف الحكومة للقيم البريطانية المشتركة. فالذين يؤيدون التعريف الأوسع يزعمون أن تفسير الإسلاميين المتشددين للقرآن الكريم يؤدي إلى اعتناق أفكار تعدّ السبب الجوهري في خطر الإرهاب المحدق ببريطانيا. غير أن المعارضين له يرون أن الإستراتيجية الجديدة ستدمغ الغالبية العظمى من المسلمين البريطانيين بالتطرف مما سيؤدي إلى عزلهم أكثر فأكثر. |
بريد الموقع: in...@assabilonline.net عنوان الموقع: www.assabilonline.net
بريد المراسلة: assabilo...@yahoo.fr والله الهادي إلى سواء السبيل |