مراسلة موقع السبيل أونلاين: نشرية إعلامية تحتوي على مختارات من جديد الموقع العـ102ــدد 30 مارس 2009 الموافق لــ 03 ربيع الثاني 1430 هــ |
بسم الله الرحمن الرحيم
|
مقدمـة :
الحمد لله الذي أنزل القرآن ولم يجعل له عوجا، وأمرنا باتباع هداه، وأخبرنا – وهو أصدق القائلين - أنه يهدي للتي هي أقوم، والصّلاة والسّلام على رسوله الداعي الناس إلى هداية القرآن والحاثّ لهم على التمسك بالسنة، وعلى آله وأصحابه، الذين بذلوا أقصى جهودهم العقلية في استمداد الأحكام الشرعية من مصادرها، وعلى من تبعهم من المجتهدين من أئمة المسلمين، والذين عُنوا بتدوين قواعد الاستنباط، صلاة وسلامًا إلى يوم الدين. أما بعد: فإن من أبرز خصائص المنهج الإسلامي اتباع الحجة، وعدم متابعة الآراء بلا دليل، قال تعالى: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }( ) وقال عز وجل وقال عز من قائل: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ }( ) ، وقال: {وَقَالُواْ لَن يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَن كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}( ) . ودعا القرآن - في المقابل - من لا يعلم أن يسأل من يعلم، قال تعالى: {فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }( ) ، وقال: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }( ) أسئلة الموضوع :
للموضوع سؤالان جوهريان: السؤال الأول: كيف نوفّق بين الأدلة الداعية إلى التمسك بالدليل، والأدلة الداعية إلى السؤال عند عدم العلم، وأكثر الناس بإزاء هذا السؤال أحد رجلين: إمّا واقع في التقليد وإن خالف الأدلة القطعية ، اتباعا لقول إمام أو شيخ يترك لأجله نصوص الكتاب والسنة. وإما مدعيا ما ليس له من الرجوع إلى الأصول دون أن يمتلك أدوات ذلك. تمهي د: دراسة في المصطلحات ذات الصلة بموضوع البحث (البقيّة في العدد القادم إن شاء الله).
الهوامش : 1. البقرة: 170. 2. لقمان: 21. 3. البقرة: 111. 4. يونس: 94. 5. النحل: 43 والأنبياء: 7. 6. لسان العرب، محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي المصري، دار صادر، بيروت الطبعة الأولى، مادة: (رأى)14/291. 7. مقاييس اللّغة لأبي الحسين أحمد بن فارِس بن زكَرِيّا تحقيق عبد السَّلام محمد هَارُون، اتحاد الكتاب العرب الطبعة : 1423 هـ 2002م. مادة(وزن) 6/81. 8. تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي مصدر الكتاب :موقع الوراق http://www.alwarraq.com.مادة (أصل). 9. المعجم الوسيط تأليف إبراهيم مصطفى ـ أحمد الزيات ـ حامد عبد القادر ـ محمد النجار تحقيق /مجمع اللغة العربية:1/42. 10. أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب الطهارة، باب مَا جَاءَ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا أَرَادَ الْحَاجَةَ أَبْعَدَ فِى الْمَذْهَبِ، حديث رقم: (20) عن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ بلفظ: (كُنْتُ مَعَ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فِى سَفَرٍ فَأَتَى النَّبِىُّ -صلى الله عليه وسلم- حَاجَتَهُ فَأَبْعَدَ فِى الْمَذْهَبِ)، قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.). 11. لسان العرب، :1/393، مادة: (ذهب). مصدر سابق 12. المعجم الوسيط،1/ 657، مصدر سابق. 13. الزمر: 63 والشورى: 12 14. أخرجه سعيد بن منصور في سننه، باب الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة برقم:2433 مصدر الكتاب: موقع جامع الحديثhttp://www.alsunnah.com قال الباجي: قال مالك:لا أَعْرِفُهُ مِنْ وَجْهٍ صَحِيحٍ، انظر المنتقى للباجي:4/351 مصدر المنتقى : موقع الإسلام http://www.al-islam.com 15. لسان العرب:3/365. 16. البحر المحيط للزركشي8/191. مصدر الكتاب: موقع الإسلام: http://www.al-islam.com 17. الشَّافِعِيِّ فِي أَدَبِ الْقَضَاءِ نقلا عن الزركشي في البحر المحيط: 8/189
|
السبيل أونلاين - آراء وتحليلات من أجل التأسيس لنصرة غزة : في المنهجية (4) رأينا - في الحلقة الأولى من هذه المقدمة الثالثة من المدخل - الأقسام التي عزمنا على تناولها في هذا الملف الذي يتكون مدخله من مقدمات ثلاث ، يشكل موضوع "كلمة الجمهور...” المقدمة الأولى منها، وموضوع "هل انتهت أحداث غزة؟" المقدمة الثانية . وأما مقدمته الثالثة فهي التي نحن بصددها ، وهي ستكون- بتوفيق الله - في المنهجية وفي حلقات أربعة ، رأينا ثلاث منها ، ونحن بصدد حلقتها الأخيرة. يطرح تناول أحداث غزة سؤالين هامين في المنهجية وهما : السؤال الأول : كيف يتم قراءة أحداث غزة باعتبارها أخبارا من ناحية، وباعتبار أنها من الواقع الذي نريد العمل والتأثير فيه وتغييره؟ وبصيغة أخرى : هل تختلف منهجية الإخبار عن الأحداث عن منهجية تناولها من زاوية العمل التغييري؟ والسؤال الثاني : كيف نستفيد من الكم الهائل من الكتابات والتفاعلات المتعلقة بأحداث غزة ؟ قد تناولنا في الحلقة السابقة السؤال الأول ، وسنتناول هنا بإذن الله في هذه الحلقة السؤال الثاني ، وذلك في الفقرات التالية مستفيدين مما كتب في بعضها في وقت سابق : 1. احتياجاتنا مودعة في الوجود تحتاج إلى وسائل اكتشاف واستخراج وتكرير (1) احتياجاتنا مودعة في الوجود تحتاج إلى وسائل اكتشاف واستخراج وتكرير: نحن نتوفر على الكثير من المواد الأولية، ولكن المشكل في استخراجها ثم في تكريرها حتى يتم الاستفادة منها. بل يمكن أن نذهب بعيدا في هذا حيث يقول الله تعالى: {قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا Ûš ذَÙ°لِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ï´¿Ù©ï´¾ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ ï´¿Ù¡Ù ï´¾ ثُمَّ اسْتَوَىÙ° إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ﴿١١﴾} (سورة فصلت) . أي أن الله سبحانه قبل خلق الإنسان خلق له الأرض إطارا لحياته وخلافته فيها، وأودع فيها كل ملازم حياته بما في ذلك حاجات معيشته وأقواته.... فما ينفذ شيء إلا ليجد شيئا آخر مودعا له، قد يكون بوسائل أكثر تطورا... إن المواد الأولية المادية لحياة الإنسان كلها مودعة في الأرض فما عليه إلا أن يكدّ في استخراجها أولا ، ثم في تكريرها ثانيا ، حتى تصبح قابلة للاستفادة والتوظيف . وهذا الأمر الذي دبره رب العالمين لخلقه لا يتعلق فقط بالجانب المادي بل بالجانب الروحي أيضا ، أليست للروح حاجاتها وملازمها كما للجسم حاجاته وملازمه ؟ وإذا كان مصدر الحاجات المادية هي الأرض فإن حاجات الروح هي في كلام الله. وقد أبان الله لنا ذلك بوضوح في قوله تتعالى:”ما فرطنا في الكتاب من شيء". كتب كبير الحومة في حلقاته الأولى التي نشرها في بيان أسلوب ومنهجية التكرير فقال مع بعض التصرف : ومن المفارقات المعروفة ، أن الكثير من البلاد المتخلفة هي منتجة للمواد الأولية، ولكن المنتفعين الأساسيين بذلك الانتاج ليست تلك البلاد المنتجة ولكن من يقومون بإنتاج التكرير. وهؤلاء وبمثل ذلك الإنتاج التكريري ، هيمنوا وسيطروا على العالم ، وتحكموا في الدول والشعوب . إن مشكل بلداننا - حتى وإن ملكت الإنتاج الأولي في الأفكار والكتابات وغيرها - هي معدومة الإنتاج التكريري أو تكاد . وفي خصوص الواقع التونسي مثلا، وحتى لو اقتصرنا على ما في نشرية تونس نيوز من إنتاج أولي، فهو كثير. إنه بعملية تكرير لكل ذلك، يمكن استخراج العديد من الحاجات التونسية منه. ليس من المعقول أن نبقى طول الدهر ننتج الإنتاج الأولي حتى يصبح إنتاجا لا يكاد يضيف شيئا كما هو واقع الحال ومنذ سنين، ونبقى بذلك نراوح في الواقع لا نتجاوزه إلى السياقات المتقدمة التغييرية والحضارية. كبير الحومة مدرك جدا للوضع البدائي والمتخلف والخطير هذا، ومدرك أيضا أن مهمته لا تتمثل في الإنتاج الأولي، ولكن في الدفع والتقدم إلى الإنتاج التكريري . إن كبير الحومة يعتبر أن هذا الدور هو دور ريادي ضروري للمرحلة، الحاجة أكيدة لتظافر الجهود فيه . ( انظر : كبير الحومة في شغله (20)) (3) الكتابة بين التكرار المنهجي والتكرير التصعيدي : وفي هذا السياق من المناسب أن أوضح ما يعيبه علي بعض إخواني ما يبدو لهم من تكرار في كتابتي ، فهل هذا صحيح؟ على ضوء ما تقدم يصبح من السهل إزالة هذا الالتباس فأقول : إن التكرار الذي يبدو لبعض إخواننا هو تكرار في الظاهر، ولكن في حقيقته هو تكرار تناول من زوايا مختلفة، أو تكرار إيراد في سياقات متباينة . أنا أكتب كتابةَ بلورةِ رؤيةٍ ومشروعٍ عملييْن لعلاج الواقع وتغييره، منطلقا من هذا الواقع كما هو وبما فيه، مستجمعا ما تيسر استجماعه من جهود الآخرين بأسلوب التكرير. وأسلوب التكرير هو من ناحية أولى نوع تكرار كما هو مدلول اللفظ لغويا ، وجهدُ بلورةٍ لرؤيةٍ ومشروعٍ يقتضي من ناحية ثانية تكرارَ تناولٍ للكثير من المواضيع من زوايا مختلفة، كما يقتضي من ناحية ثالثة وضعها وإيرادها في سياقات متنوعة. وجهد البلورة هذا هو طريق طويل يقتضي تكرارَ ربطٍ ووصلٍ بين مختلف حلقاته وقضاياه. إن التكرار الذي يبدو فيما أقوم به ليس هو إذن في حقيقته تكرارا ، ولكن هو منهجيةُ بلورةٍ وبناءٍ لرؤيةٍ ومشروعٍ ، مقتديا في ذلك - في الحقيقة - بالقرآن الكريم . إن مثل هذا التكرار قد يبدو للقارئ غير المتعمق أنه موجود في القرآن ، ولكن يعلم من عنده اهتمام بالقرآن أن ذلك ليس هو من قبيل التكرار بل هو تناول لنفس الموضوع من زوايا مختلفة أو في سياقات متباينة . إن القرآن هو كتاب هدى وعلم للبشرية جمعاء ، فيه حاجتها من ذلك بما يعالج وضعها ويصلحه، في كل أجيالها وعصورها ، مقدَّما لها بكل عملية وبكل جمالية ما تقصُر دونه القدرات البشرية. خاتمة : وفي خاتمة هذه الحلقة نخلص إلى أن منهجية التكرير بطبيعتها التصعيدية الحضارية هي الجواب عن سؤال : كيف نستفيد من الكم الهائل من الكتابات والتفاعلات مع أحداث غزة ؟ وهو جواب يصح – ولاشك - في كافة القضايا . وبالنظر لما تقدم في الحلقات الثلاث السابقة من هذه المقدمة الثالثة من مضامين منهجية ، فلا خشية بإذن الله من سقوط مثل هذا التكرير في التجميع والتلفيق . إن هذا التكرير ليس هو أي تكرير ولكنه تكرير مزود بمصفاة وهي تلك المضامين المنهجية . وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب. كتبه : محمد شمام |
السبيل أونلاين - آراء وتحليلات سقوط الإسلاموية 1/6 ظاهرة الإسلاموية مصطلح شاع استعماله في الصحافة والإعلام، بل إنه استطاع أن يصبح دارج الإستعمال في الدراسات والبحوث المتخصصة، وهذا المصطلح/الظاهرة ينطوي على مضمون إجتماعي وسياسي، ورغم شيوعه فإنّه لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض والضبابية، إذ نجده متداخلا مع مصطلحات أخرى قريبة منه كمصطلح الإرهاب والتطرف والأصولية. ولهذا فإن هذا البحث يحاول تتبع الإسلاموية وتطورها مفاهيميا وتاريخيا ودراسة تمظهراتها الإجتماعية ليصل إلى إبراز خطورتها السياسية والإجتماعية محاولا فكّ غموضها وتعقيداتها وبيان الحد بينها وبين الإسلامية. ولهذا فالدراسة تعتمد منهجا تاريخيا تحليليا وهو ما جعلنا نعود إلى القرن التاسع عشر، أي إلى بداية النهضة العربية الإسلامية خاصة في رموزها الأساسيين، ثمّ نفحصها في فكر وممارسة أهم التيارات والأحزاب الإسلامية المعاصرة، وفي هذا الإطار كانت التجربة السياسية المصرية والجزائرية والمغربية والتونسية أهم التجارب التي ركزنا عليها لثرائها ولتأثيرها الكبير في الفكر العربي والإسلامي ككل ولكن دون أن نهمل التجارب الأخرى في السودان أو اليمن أو غيرها، كما تتبعنا ظاهرة الإسلاموية في الفكر السلفي بشكل عام. وفي مثل هذا البحث لا بد من اعتماد النظريات التي تساعد على فهم ظاهرة الإسلاموية فكانت نظرية الحدود1 أقرب النظريات التي تستجيب لهذا الغرض لأنها تمنحنا إمكانية التمييز بين المفاهيم وتساعدنا على رؤية الحد الفاصل بين القضية ونقيضها، ليس بالأسلوب الجدلي الفلسفي البحت وإنما من خلال بيان الحد الفاصل بين الإسلاموية المقيتة والإسلامية الأصيلة. في المفهوم: ما هي الإسلاموية؟ وللإسلاموية وجهان خطيران: وأصبحت هذه المفردة في السنوات الأخيرة تستعمل عادة لوصف التيار الإسلامي أو جزء منه في سعي حثيث للتخويف من هذا التوجه أو لحصاره في دولة ما أو باعتباره مهددا للحضارة. ويعد المستشرق الكبير برنارد لويس4 أول من تنبّأ بأن سقوط الإتحاد السيوفياتي سوف يقود إلى الصراع بين الحضارة الغربية والإسلامية كما ساهمت نظرية فوكوياما عن نهاية التاريخ في نشر حالة من الخوف والضبابية الفكرية ثمّ جاء صامويل هانتينغتن وبشر بما سمّي بحرب الحضارات حين أعتبر أن المستقبل لا تلعب الدول فيه دورا أساسيا وإنما سيكون للحضارات دور أكبر في الصراعات الناشئة، وقد نشر هانتينغتن بحوثه لأول مرة في مجلة شؤون خارجية الأمريكية سنة 1994إبان اشتعال حرب البلقان وعندما كان علي عزت بيكوفيتش يؤسس لدولة البوسنة والهرسك على أسس إسلامية. وقد لاقت جهود بيكوفيتش معارضة من القوى الغربية التي تخوّفت من ظهور دولة إسلامية في أوروبا الشيء الذي جعل الغرب وأوروبا يصمت أمام المذابح التي تعرّض لها البوسنيون لمدة طويلة. الإحياء الإسلامي وموقفه من الإسلاموية في هذا العنصر نحاول العودة إلى التتبع التاريخي لظاهرة الإسلاموية منذ عصر النهضة أو بداية الإحياء الإسلامي كما يسميه الدكتور محمد عمارة. ثم جاء الإمام محمد عبده (1265ـ1323 هـ/1849ـ1905) وانتقد النزعة المادية للنموذج الحضاري الغربي، عندما تحدّث عن مدنيّته فقال:”إنّها مدنية الملك والسلطان، مدنية الذهب والفضة، مدنية الفخفخة والبهرج، مدنية الختل والنفاق وحاكمها الأعلى هو “الجنيه” عند قوم و”الليرا” عند قوم آخرين ولا دخل للإنجيل في شيء من ذلك”7. ويضيف في موقع آخر “ إن الإسلام دين وشرع فهو قد وضع حدودا ورسم حقوقا، ولا تكتمل الحكمة من تشريع الأحكام إلاّ إذا وجدت قوّة لإقامة الحدود، وتنفيذ حكم القاضي بالحق، وصون نظام الجماعة.”ورغم نقده الموجّه إلى أسس الحضارة الغربية إلا أنه دعى إلى الإستفادة منها لبناء نهضة إسلامية، ثم إنه “بعد هذا الحديث عن تميّز الإسلام، ومن ثمّ نموذجه الحضاري، عن النموذج الغربي في المرجعية والتحديث يدعوا الشيخ محمد عبده تيار التقليد للغرب إلى الأقلاع عن محاولتهم، فالبذرة الغربية غير صالحة للإنبات في التربة الإسلامية، والإسلام هو السبيل للإصلاح في أمة الإسلام وواقع المسلمين.” إذن قامت فكرة الإحياء الديني كما دعا لها أهم روادها على بعدين أساسيين : نفس هذا الجهد الإحيائي نجده في تجربة خير الدين التونسي (1238ـ1308 هـ/1820ـ1890 م) الذي استطاع أن يدعوا بل ويقود تجربة إصلاحية رائدة في الإيالة التونسية. فخير الدين الذي زار تسع دول أوروبية منها بالخصوص فرنسا، علاوة على مطالعاته للمؤلّفات السياسية المترجمة في مصر عن الفرنسية بإشراف رفاعة الطهطاوي (1216ـ1290 هـ/1801ـ1873 م)، ومؤلفات خاصة بتاريخ المجتمع الإسلامي، وأخرى بتاريخ الغرب، ومعرفته لفلسفة الدولة عند ابن خلدون ومناقشاته مع أساتذة المدرسة الحربية بباردو ... وقد استطاع أن يقود تجربته الإصلاحية كسياسي ووزير وكان له نجاحات تذكر حتى وصف أحمد بن أبي الضياف (1802ـ1874) تجربته بقوله: “إنّ هذه البلاد لها تيمّن بخدمة هذا الوزير المنصف خير الدين الذي صار رئيسا للكمسيون وقد أعانها في شدائد وأنقذها بنصح من معضلات” (إتحاف أهل الزمان 6/135). وقد قام برنامجه السياسي على سنّ التنظيمات السياسية أي الدستور، وما يتفرّع عنه لتقييد السلطة الإستبدادية الفردية... واقتباس العلوم والكنولوجيا من أوروبا باعتماد موقف انتقائي يقتبس الصالح والمناسب إلا أنه لم يعر اهتماما لإصلاح الأحوال الإقتصادية ، فبقيت ضعيفة أمام الإقتصاد الأوروبي الذي كان يتسرّب ليفرض سلطته على الدولة في كل المجالات8. بالإضافة إلى هؤلاء الرموز الأساسيون، شهدت الساحة الثقافية والسياسية شخصيات أخرى كان لها تأثير مهم من مثل شكيب أرسلان الذي حاول الإجابة عن سؤال لماذا تخلّف المسلمون وتقدّم غيرهم، ومحمد رشيد رضا تلميذ الإمام محمد عبده وغيرهم. كما نشأت حركات قطرية هدفت أساسا إلى مقاومة الإستعمار كالمهدية في السودان والسنوسية في ليبيا والشيخ عبد العزيز الثعالبي (1291ـ1363 هـ/1879ـ1944م)في تونس والأمير عبد القادر الجزائري (1807ـ1873) في الجزائر وعلال الفاسي (1328ـ1394 هـ/1910ـ1974م) في المغرب وغيرهم. وهكذا كانت تجربة الإحياء تجربة ناقدة في مضمونها أصيلة في برنامجها إصلاحية في منهجها مجاهدة ومقاومة في بعدها القطري بعيدة كلّ البعد عن نفي الآخر ولهذا فإنّها كانت منفتحة مقرّة بالآخر داعية إلى العلم وإصلاح العقيدة ومحاربة البدع كما طالبت بالتوفيق بين العلم والدين لأنها أعتبرت أن الحياة الدستورية والحقوق المدنية والحريات السياسية لا تتعارض مع الشرع، فمهّدت بذلك لمشروع نهضوي بعيدا عن الإسلاموية والنفي والإقصاء. وبعد فشل جهود الإحياء في الحيلولة دون انحدار الأمة الذي أدى إلى الإستعمار وإلى تقسيم الأمة من خلال اتفاقية سيكس/بيكو والذي انتهى بإلغاء الخلافة الإسلامية، كمؤسسة للإجتماع الإسلامي، تداعت صفوة علماء الإسلام ومفكروه إلى عقد مؤتمر سنة (1345 هـ/1927 م) الذي أثمر قيام “جمعية الشبان المسلمين” . وفي العام التالي (1346 هـ/1928) أسس الإمام حسن البنا (1324ـ1386 هـ/1906ـ1949م) وهو الذي شارك في المؤتمر التأسيسي للشبان المسلمين، أسس جماعة الإخوان المسلمون كأول تنظيم جماهيري لتيار الإحياء والتجديد في العصر الحديث، وكانت فكرته الأساسية تنطلق من شمولية الإسلام لكل مجالات الحياة فهو يقول :”دعوتنا دعوة أجمع ما توصف به أنّها إسلامية ولهذه الكلمة معنى واسع” يحاول الإمام البنا توضيحه قائلا :” “إننا نعتقد أن الإسلام معنى شامل ينتظم شؤون الحياة جميعا، ويفتي في كلّ شأن منها ويضع نظاما محكما دقيقا.”9 كما يقول في موضع آخر: “والإسلام نظام شامل يتناول مظاهر الحياة جميعا ، فهو دولة ووطن، أو حكومة وأمّة، وهو خلق وقوّة، أو رحمة وعدالة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو مادّة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة ، كما هو عقيدة صادقة وعبادة”(الأصل الأول من الأصول العشرين) كما أسس دعوته على أساس التسامح والحوار مع الآخر لا على أساس النفي فهو! في الجزء الثاني نبحث عن الإسلاموية في فكر الإخوان بعد الإمام حسن البنا حيث سنجد سيطرة للإسلاموية على الفكر الإسلامي سواء في علاقته مع الآخر المسلم أو غير المسلم! فكيف سيتفاعل العقل المسلم مع هذا الواقع الجديد؟ الكاتب : حسّان الطرابلسي
الهوامش : |
السبيل أونلاين - آراء وتحليلات الطفـــــل انعكـــاس لبيئتـــه.. الأطفال كالورود والرياحين، وكالجواهر، إلا أن كثيراً من الآباء وللأسف حدادون. فهم يسيئون لأطفالهم لجهلهم بعالم الأطفال وحاجاتهم، فالأطفال قلوبهم طاهرة نقية، وفطرتهم سليمة، والذي يجلس معهم ويحاورهم، يتعلم منهم تلك البراءة وذاك النقاء. هم لا يعرفون الكذب ولا النفاق، ولا الحسد ولا البغضاء، ولكنهم يتعلمون كل هذا من مربيهم ومن الكبار. فالطفل تربة خصبة، ما يزرعه الآباء فيها يحصدونه ولو بعد حين، ومن هنا كانت خطورة السنوات الأولى في حياة الطفل.
إن كثيراً من الانفعالات التي يتعرض لها الطفل في أولى سنين حياته، تترك أثراً فيه لا يظهر بوضوح إلا في الكبر، وكل حسب شخصيته وحاجاته، فهناك فروق فردية بين طفل وآخر، ولكن الشيء الذي لا ينبغي أن يختلف عليه اثنان، هو أن كل الأطفال يحتاجون إلى الرفق والحب والحنان، واللطف والرحمة، والملاعبة والمداعبة والأنس. فهم في رقة الورود وعطر الرياحين، وكلهم طاقة وحيوية، ويحتاجون إلى أن يخرجوا هذه الطاقة في اللعب، وهذا حقهم، ومن الظلم حرمانهم منه، فعن طريقه تقوى حواسهم وتتفتح مداركهم. إلا أن هناك من لا يفهم هذه الطبيعة التي عند الأطفال، فيصرخون فيهم ويقسون عليهم، ولو شاءوا لكبلوهم بالحبال حتى لا يتحركوا..!!. إن معاملة الطفل بهذا الأسلوب وبهذه العصبية ستنعكس على شخصيته وسلوكه، فما هو إلا انعكاس لطريقة تربيته، وهذا ما رأيته على أحد الأطفال، فقد كان عصبي المزاج، وعندما رأيت أمه كيف تعامله، وكيف أنها دائماً في حالة غضب وصراخ، عرفت سبب هذه العصبية التي عند طفلها. فالطفل يحتاج إلى مساحة كي يتحرك فيها ويخرج طاقته، ولو أن الأم عرفت كيف توجه طاقة طفلها، لارتاحت ولأراحت طفلها، فطاقة الطفل لابد لها من أن تخرج. فلو أنها-مثلاً-جعلته يقوم ببعض الأمور البسيطة في المنزل مما لا يلحق الأذى به، على سبيل اللعب، وكذلك على سبيل مساعدتها في بعض الأمور البسيطة التي بإمكانه أن يقوم بها بحسب عمره وإدراكه طبعاً. أما أن تكبت حريته وطاقته فهذا ظلم في حقه، وستجد آثار معاملتها القاسية والمجحفة على سلوكه وتصرفاته. نقطة أخرى، هي أن ليس كل أمر يحتاج أن تقف عنده الأم مع طفلها، ثم إن الطفل لا يتعلم من مرة واحدة، بل يحتاج إلى تكرار وتكرار، فالتربية تحتاج إلى صبر ونفس طويل، وشيء من العقل والحكمة، والتوفيق من الله. يقول الأستاذ محمد قطب:((الطفل ليس صفحة بيضاء بغير خطوط.. هناك خطوط باهتة لم تتميز بعد، ولكنها ستتميز لا محالة.. إما على صورتها الموروثة بغير تعديل إذا لم بحدث تغير معين في شأنها، وإما على صورة معدلة إذا حدث تدخل مقصود. في تلك الصفحة البيضاء ظاهرياً، الباهتة الخطوط في الحقيقة، ترتسم الملامح الأولى للشخصية، ويتوقف الكثير على طريقة التعامل الذي يتعامل به الأبوان مع الطفل. وكل انفعال يمر في نفس الطفل، وكل تجربة يخوضها، تجربة سرور ورضاء، أو تجربة خوف أو انزعاج أو ألم أو قلق، تحفر مكانها أو تخط خطها في تلك الصفحة، حتى يتكون فيها في النهاية خط بارز واضح نتيجة تراكم التجربة وتراكم الانفعال. ومن هنا خطورة السنوات الأولى في حياة الطفل.. وإن كانت كما أسلفنا لا تغلق الباب نهائياً أمام فرص التعديل في أي مرحلة من مراحل العمر القادمة)). اللهم بصرنا بعيوبنا، واغفر لنا تقصيرنا، وعاملنا بفضلك...آمين، والحمد لله رب العالمين. كتبته : لبنى شرف / الأردن |
|
حماس ترفض فياض رئيسا للحكومة وتحذر من ملف معتقلي الضفة السبيل أونلاين - فلسطين أكّد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، أنّ زيارة نائب مدير المخابرات العامة المصرية اللواء عمر القيناوي إلى العاصمة السورية دمشق، ولقائه برئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، يأتي في سياق متابعة ملف الحوار الوطني الفلسطيني قبل البدء في استئنافه في الثاني من شهر أفريل المقبل. وقال قيادي حمساوي من دمشق في تصريحٍ صحفي "إنّه سيتم خلال اللقاء بحث الملفات التي لا تزال عالقة في الحوار الفلسطيني، وهي ملفات: تشكيل الحكومة الفلسطينية واختيار رئيس لها، والجملة السياسية في برنامج الحكومة القادمة، وتشكيل قيادة وطنية عليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتحديد صلاحيات هذه المرجعية، إضافة إلى بحث قانون الانتخاب الفلسطيني الذي سيجري وفقًا له اختبار أعضاء المجلس التشريعي الفلسطيني الجديد، والبحث في آليات إعادة بناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة". وفيما يتعلَّق بتشكيل الحكومة الفلسطينية واختيار رئيسها، أكدت الحركة أنها : تريد اختيار رئيس الحكومة القادم وفقًا للقانون الأساسي للسلطة الفلسطينية، وإعتبرت أن "من حق الكتلة الكبرى في المجلس التشريعي، وهي كتلة "الإصلاح والتغيير"، أن تختار هي رئيس الحكومة الفلسطينية المقبل على أن يكون رئيسًا توافقيًّا". وفي ذات السياق، جدّدت حماس رفضها أن يكون سلام فياض رئيس الحكومة المقبلة ، وقالت بأنها: تريد أن يكون رئيس الحكومة من قطاع غزة؛ حتى لا تنحصر الرئاسات الثلاث في الضفة الغربية، و "حماس" لديها "فيتو" على سلام فياض، وهي بالتالي ترفض أن يكون رئيسًا للحكومة". وحول برنامج الحكومة والضغط الذي يمارَس على الحركة للاعتراف بإسرائيل والالتزام الواضح بما التزمت به منظمة التحرير؛ أوضح علي بركة نائب ممثل "حماس" في دمشق أن الحركة " لن تقبل أن يتضمَّن برنامج الحكومة المقبلة اعترافًا بالكيان الصهيوني؛ ولذلك هي ترفض الالتزام باتفاقيات منظمة التحرير الفلسطينية ، كما أنها ترفض الالتزام بشروط "الرباعية الدولية" التي فيها اعترافٌ بالكيان الصهيوني، مشيرًا إلى أن "حماس" لن تتراجع عن البرنامج التي قدّمته في اتفاق مكة حول برنامج الحكومة الفلسطينية. وفيما يخص القيادة الوطنية العليا كونها أحد الملفات العالقة في حوارات القاهرة، قال: ""حماس" تريد المشاركة في منظمة التحرير الفلسطينية لتحقيق الشراكة الحقيقية في القرار الفلسطيني، وبما أننا اتفقنا أن تكون الحكومة القادمة حكومة وفاق وطني يشارك فيها الجميع، فلا بد أن تكون قيادة منظمة التحرير أيضًا قيادةً مشتركةً يشارك فيها الجميع، بما في ذلك حركتا "حماس" والجهاد الإسلامي"". وبخصوص النظام الإنتخابي، أكد بركة إصرار حركته على نظام الانتخابات المختلط فيما يتعلق بالانتخابات التشريعية، وقال ""حماس" تتمسك بالقانون المختلط على أساس 50% نظام النسبة، و50% دوائر، على اعتبار أن الشعب الفلسطيني ليس كله ينتمي إلى فصائل وتنظيمات سياسية؛ فهناك العديد من الشخصيات وممثلي العشائر المستقلين، وهذا أمرٌ يجب أن يراعى في قانون الانتخاب، وقانون الانتخاب الذي جرت عليه انتخابات 2006م هو قانون مختلط". وشددت حماس على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين في الضفة الغربية، وإصلاح الأجهزة الأمنية في الضفة والقطاع، وأكدت أن قضية المعتقلين السياسيين تهدد بإفشال الحوار الفلسطيني. وقال المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إن حماس أبلغت القناوي بأنها تحترم الاتفاق الذي تم بموجبه تشكيل حكومة الوفاق الوطنية السابقة، موضحا أن ذلك يتضمن احترام ما أبرمته السلطة من اتفاقات دون الاعتراف بها. وبحسب الجزيرة فقد ذكر المصدر أن مشعل طلب إطلاق معتقلي حركة حماس من سجون السلطة الفلسطينية في رام الله فورا وقبل الوصول إلى توقيع الاتفاق في نهاية جلسات حوار المصالحة. وأشار إلى أن قيادات حماس والجهاد الإسلامي والقيادة العامة طرحوا موضوع إصلاح المنظمة وضرورة مشاركة كل القوى والفصائل الفلسطينية في اللجنة العليا التي تعد بمثابة مرجعية لمنظمة التحرير خلال الفترة الانتقالية وحتى إجراء الانتخابات التشريعية وانتخابات أعضاء المجلس الوطني. في المقابل نقل اللواء القناوي الموقف الأميركي الذي حمله رئيس المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان من محادثاته في واشنطن. وقال المصدر إن ذلك الموقف لم يتغير وواصل المطالب بتنفيذ شروط اللجنة الرباعية الدولية فضلا عن ضرورة الاعتراف بإسرائيل. |
المليردير اليهودي برنارد مادوف..والنصب بتوظيف الأموال السبيل أونلاين - تقرير برنارد لويس مادوف، أو بارني Barnie كما يطلق عليه المقربون منه، هو رجل المال والأعمال والمجتمع الأمريكي اليهودي البارز، الذي لمع اسمه كوسيط مالي ورئيس لبورصة ناسداك NASDAQ، أكبر بورصة تعمل بنظام الشاشات الإلكترونية في الولايات المتحدة، ومستثمر في سوق الأوراق المالية، واحتل مكانة بارزة كعضو في مجالس إدارات عديد من المنظمات المالية والخيرية وأحد كبار المسهمين في أنشطة جمعيات غير حكومية يهودية. وقد ظل مادوف يتمتع بمكانة متميزة بسبب سمعته في أوساط المال والأعمال الخيرية حتى ديسمبر الماضي، حين أصبح موضع اهتمام جميع الصحف ووكالات الأنباء والقنوات الإخبارية الأمريكية باعتباره المسئول عن أكبر عملية غش استثماري في التاريخ، حيث قامت شركتهBernard L. Madoff Investment Securities LLC ـ التي أنشأها عام 1960 ـ بجمع أموال طائلة من أفراد ومؤسسات لاستثمارها في البورصة. ومنذ أوائل التسعينيات قام بجمع أموال دون القدرة على استثمارها، وبدأ يدفع أرباح عملائه من خلال الأموال التي يحصل عليها من عملاء جدد، واعتمدت الشركة على تزوير خطابات مواقف العملاء وحقيقة وضعها المالي لضمان استمرار تدفق هذه الأموال. ويعرف هذا النمط من التلاعب بـ "مخطط بونزي" Ponzi scheme. وقد قدرت أجهزة التحقيق الفيدرالية إجمالي المبالغ التي دخلت في هذه العمليات الاحتيالية ب 68.4 مليار دولار، هذا ويبلغ الحد الأقصى لإجمالي عقوبات الجرائم التي ارتكبها 150 سنة. الغش الاستثماري ومخطط بونزي يرجع مسمى مخطط بونزي Ponzi scheme إلى تشارلز بونزي Charles Ponzi، الذي قَدِمَ من إيطاليا إلى الولايات المتحدة عام 1903 ونجح خلال ستة أشهر من عام 1920 في جمع 15 مليون دولار من 40 ألف شخص للاستثمار في نشاطه القائم على استغلال الفروق في أسعار طوابع البريد بين الولايات المتحدة وإيطاليا، وهو ما يعد نشاطًا قانونيًّا في حد ذاته. ولكن بونزي جمع أموالاً أكثر بكثير من قدرته على الاستثمار وأُثري بسببها بشكل كبير، واعتمد على تزوير خطابات بمواقف المستثمرين والموقف المالي لشركته التي أطلق عليها اسم شركة تبادل الأوراق المالية Securities Exchange Company، كما اعتمد على مهاراته وعلاقاته الشخصية في جذب مزيدٍ من المستثمرين حتى يستطيع سداد أرباح عالية لعملائه من خلال المحافظة على تدفق الأموال إلى الشركة. وقد حكم على بونزي بالسجن خمس سنوات ثم أفرج عنه بعد ثلاث سنوات ونصف ليواجه 22 تهمة بالسرقة Larceny في ولاية ماساشوسيتس Massachusetts، وأفرج عنه نهائيًّا عام 1934 وتم ترحيله إلى إيطاليا حيث لم يحصل على الجنسية الأمريكية. لم يكن تشارلز بونزي أول من مارس مثل هذه الأنشطة الاحتيالية، حيث عرفت تاريخيًّا في مناطق مختلفة من العالم، إلا أن حجم الأموال التي جمعها بونزي كانت من الضخامة بمعايير وقته مما استحق أن تسمى هذه الممارسات باسمه. والمميز هنا في تجربة مادوف قدرته على الاستمرار في هذه الأنشطة التي تقوم على الاحتيال والتزوير والتلاعب في تقارير المراقبين لمدة حوالي 17 عامًا. وذلك على الرغم من أن هذه الممارسات غالبًا ما تنتهي خلال فترة زمنية محدودة إما بهروب الوسيط المالي بأموال المودعين أو أزمة سيولة تؤدي إلى انكشاف أمره أو قيام أجهزة رقابية أو قانونية بكشف حقيقة وضعه المالي وحجم استثماراته. وربما تكون طول الفترة التي استمر فيها مادوف في جمع أموال المودعين دون وضعها في استثمارات حقيقية أحد أسباب الصدمة التي هزت عديدًا من البنوك والشركات والجمعيات الأهلية داخل وخارج الولايات المتحدة. وقد جاء افتضاح أمر مادوف نتيجة الأزمة المالية التي اشتدت في نوفمبر الماضي وأدت إلى قيام عديد من المودعين بسحب استثماراتهم لدى مادوف، والذي لم يكن لديه السيولة الكافية لمواجهة هذه الطلبات. قصة الصعود والسقوط بدأ مادوف نشاطه في عالم الأعمال بمبلغ خمسة آلاف دولار ادخرها من عمله كمنقذ Lifeguard وفي تركيب طفايات الحريق، وافتتح شركة للتجارة في أسهم السنتات، وهي الأسهم التي تقل قيمتها عن خمسة دولارات. وقد أسهمت المنظومة الإلكترونية التي بدأتها شركة مادوف في تطوير المنظومة الإلكترونية التي تقوم عليها بورصة ناسداك، حتى وصلت هذه الشركة في وقت ما للقيام بأكبر قدر من عمليات البيع والشراء ومن ثم توجيه السوق. وقد صار مادوف رئيسًا لبورصة ناسداك في أوائل التسعينيات، كما انضم لعضوية مجالس إدارات عديد من المؤسسات المالية مثل الجمعية الوطنية لتجارة السندات National Association of Securities Dealers وجمعية صناعة السندات Securities Industry Association. وقد اتخذت الشركة، التي ركزت نشاطها في مجال الوساطة المالية، طابعًا عائليًّا، حيث شارك مادوف في إدارة الشركة أخوه بيترPeter ، ثم انضم إلى إدارتها العليا ولداه أندرو Andrew ومارك Mark. وارتبطت الشركة التي توسعت أعمالها فيما بعد بأقارب مادوف ونفوذه الشخصي وعلاقاته السياسية التي ضمنت وضع ستار كثيف للتغطية على تجاوزاته القانونية. وقال مادوف خلال محاكمته: إن التجاوزات القانونية بدأت في التسعينيات، وإن كانت جهات التحقيق ترى أنها تمتد لما قبل ذلك. كما أكد مادوف أن أخاه وولديه لا علاقة لهم بمخالفات الشركة، وإن كانت التحقيقات تتجه لضم أفراد من عائلة مادوف إلى قائمة الاتهام، خاصة زوجته روث Ruth. وقد تواترت سلسة الأحداث التي أدت لسقوط مادوف سريعًا منذ نوفمبر الماضي، حين أدت الأزمة الاقتصادية وتراجع أسواق المال إلى زيادة الطلبات برد الأموال المودعة حتى بلغ إجمالي هذه المطالبات في أوائل ديسمبر الماضي 7 مليار دولار. ومع تأكد مادوف من حتمية افتضاح أمر ممارساته على مدار السنين، قام بإطلاع ولديه على الحقيقة، واصفًا أعماله بأنها مخطط بونزي عملاق giant Ponzi scheme وأن شركته كانت مجرد كذبة كبيرة all just one big lie، وقام ولدا مادوف بإبلاغ محام قام بدوره بإبلاغ هذه المعلومات للسلطات المختصة. وتم القبض على مادوف في 11 من ديسمبر الماضي وتم التحفظ على أمواله ووضعه قيد الإقامة الجبرية وتحت المراقبة في شقته الفاخرة بمانهاتن، وقد تم إيداع مادوف في السحن قيد المحاكمة يوم 13 من مارس الجاري. و فيما يتعلق بالمحاكمة، اعترف مادوف بمسئوليته عن 11 تهمة وجهتها له النيابة تشمل تزوير مخاطبات وبيانات وغسيل أموال، يبلغ الحد الأقصى لعقوبات هذه الجرائم إلى 150 سنة، ويسعى مادوف الذي يبلغ من العمر 70 عامًا إلى تخفيف العقوبة من خلال الاعتراف بالجرائم. وقد أكدت النيابة أن الحكومة لم تعقد أية صفقات مع مادوف. و مع تصاعد الغضب العام إزاء عجز الجهات الرقابية في الكشف عن التجاوزات التي ارتكبها مادوف، وحجم الخسائر التي سببها للأشخاص والمؤسسات مما أسهم في تعميق الأزمة الاقتصادية وتعميق الشعور بعدم الأمان تجاه قوى السوق، اتجهت جهات التحقيق للسعي للتحفظ على أموال أفراد عائلة مادوف خاصة زوجته روث والتفتيش عن شركائه في المخالفات. كما تم إلقاء القبض على المراجع الخاص بشركات مادوف، وهو دافيد فرايهلينج David Friehling، يوم الثامن من مارس الجاري، حيث يواجه اتهامات يصل إجمالي عقوباتها إلى 105 سنوات في السجن. مادوف وأزمة الجمعيات الخيرية اليهودية كان وقع خبر حقيقة شركات مادوف بمثابة صدمة لعديد من الأشخاص الذين وجدوا مدخراتهم وقد ضاعت دون مقدمات، وانتهت طموحاتهم في التقاعد أو إنشاء أعمال تجارية، ووقعت حادثة انتحار واحدة على الأقل يوم 23 من ديسمبر الماضي حين انتحر رينيه تيري ماجون دو لا فيولوهيشت René-Thierry Magon de la Villehuchet الذي كان قد استثمر 1,5 مليون دولار لدى مادوف.
وقد أغلقت مؤسسة عائلة تشايس Chais Family Foundation أبوابها بعد أن كان مادوف أحد أهم المسهمين في أنشطتها لخدمة اليهود في إسرائيل وأوروبا الشرقية، حيث تبرع لها بإجمالي 12,5 مليون دولار على مدار عدة سنوات. كما أغلقت مؤسسة روبرت لابين الخيرية Robert I Lappin Charitable Foundation التي اشتمل نشاطها على تمويل رحلات شباب يهود إلى إسرائيل بعد أن خسرت أموالها التي استثمرتها لدي مادوف. وكانت سمعة مادوف في الأوساط اليهودية أحد دوافع وضع عديدٍ من الاستثمارات اليهودية لدى شركته، ومن بين المؤسسات التي صار مصير استثماراتها غامضًا جامعة ياشيفا Yashiva University، وهي جامعة يهودية بنيويورك كان مادوف أمين الخزانة treasurer في مجلس أمنائها ورئيس مدرسة الأعمال بها Sy Syms School of Business. كما كان من بين المستثمرين في شركة مادوف مؤسسة حاداسا : منظمة المرأة الصهيونية في أمريكا Hadassah: The Women’s Zionist Organization of America ، وجمعية المراكز الاجتماعية اليهودية بأمريكا Jewish Community Centers of North America، ومؤسسة أيلي وايزل الإنسانية Elie Wiesl Foundation for Humanity، ومؤسسة هبة الحياة Gift of Life Foundation لمكافحة اللوكيميا. وكان من بين المنظمات اليهودية التي حظيت بتبرعات مادوف 92nd Street Y وUJA – Federation of New York. وإضافة إلى هذا كان مادوف من المقربين لعديد من المتبرعين للجمعيات اليهودية الأمريكية، كما كان عديد من المستثمرين في شركته من اليهود . وإلي جانب هذا التأثير المادي خشيت عديدٌ من التنظيمات اليهودية من تأثر صورة اليهود داخل الولايات المتحدة وخارجها بفعل هذه القضية، فقد صرح الاتحاد ضد التمييز Anti-Defamation League، الذي يعمل لمحاربة أي تمييز ضد اليهود، أن القبض على مادوف أدى لحملة من التعليقات المعادية للسامية على شبكة الإنترنت في جميع أنحاء العالم. تصاعد أزمة النظام المالي بسبب قضية مادوف شمل ضحايا مادوف مؤسسات وبنوك خارج الولايات المتحدة، منها بيت نوميورا للسمسرة Nomura ، وهي شركة يابانية، كما اعترف بنكين بسويسرا باستثمار جانبٍ من أموالهما لدى مادوف، وهما Reichmuth & Co. الذي استثمر 358 مليون فرانك سويسري (حوالي 327 مليون دولار) وBanque Benedict Hentsch Fairfield Partners SA الذي استثمر 56 مليون فرانك سويسري (حوالي 47,5 مليون دولار). إن الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي حاليًّا في جانب مهم منها أزمة ثقة. ومن ثم ينبغي على السلطات الأمريكية ألا تدخر جهدًا في محاسبة جميع المسئولين عن أعمال مادوف الاحتيالية على مدار السنين والعمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه بالنسبة للمودعين. (تقرير واشنطن - العدد 203 ، 28 مارس 2009 ) |
حماس: لن نسمح بتكرار تجارب الحوارات السابقة..ولقاء مع وفد مصري السبيل أونلاين - فلسطين قال القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"الدكتور محمود الزهار، أنَّ الغرض الرئيس الذي تسعى إليه حماس في محادثات القاهرة هو منع تكرار التجارب السابقة، في إشارةٍ إلى عدم وفاء بعض الأطراف الفلسطينية بالتزاماتها في تلك التجارب، مشددًا على أنَّ "حماس" تمتلك الآن قوةً أكبر من تلك التي خاضت بها حرب غزَّة. وحول اقتراح الكيان الصهيوني استثناء بعض الأسرى وإبعاد آخرين، أكد الدكتور الزهار: "لن نسمح للعدو بتفريغ الصفقة من صلبها". من جهة أخرى قال الدكتور إسماعيل رضوان إن وفدًا مصريًّا يترأسه اللواء عمر القيناوي نائب مدير المخابرات العامة المصرية، سيلتقي يوم الجمعة (27.03.2009) عددًا من قيادات حركة "حماس" في العاصمة السورية دمشق. وأوضح رضوان مساء الخميس (26-3): "إن الوفد سيبحث السبل الكفيلة بإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني الذي يُجرَى في القاهرة".
|
البردويل: خمس قضايا كانت سببًا في عرقلة الحوار في القاهرة أكد الدكتور صلاح البردويل القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن الحركة ذهبت إلى الحوار الفلسطيني في القاهرة بقلبٍ صافٍ، وأبدت مرونة عالية جدًا أثناء اجتماع لجان الفصائل لإتمام المصالحة الفلسطينية، مشيرًا إلى وجود مجموعة من المعوقات وقفت أمام سير الحوار الفلسطيني على النحو المطلوب.
وأوضح البردويل خلال ندوة سياسية نظمتها حركة "حماس" في مخيم النصيرات بغزة مساء الأربعاء (25-3)، أن العراقيل التي واجهت الحركة خلال الحوار الفلسطيني في القاهرة تمثلت في خمس قضايا، مبينًا أن القضية الأولى هي تعمُّد حركة "فتح" الاستقواء بالشرعية الدولية وربط إعادة إعمار قطاع غزة بالاعتراف بالشرعية الدولية والاعتراف بما يسمى "إسرائيل"، "بدلا من أن تستقوي بالشعب الفلسطيني وخياراته". وأشار أن القضية الثانية هي الإصرار على تجاهل نتائج الانتخابات التشريعية التي فازت بها حركة "حماس"، وثالثًا الإصرار على ما يسمونه عودة غزة إلى الشرعية، موضحًا أنه خلال الحوار رفضت حركة "فتح" أي إجراء في الضفة الغربية وطالبت فقط بإجراء تغييرات في قطاع غزة فقط دون الضفة الغربية وهو ما رفضته "حماس". ونوه البردويل أن القضية الرابعة التي عرقلت الحوار الفلسطيني هي قضية إصلاح الأجهزة الأمنية، موضحًا أن حركة "فتح" طالبت خلال الحوار بإصلاح الأجهزة الأمنية العاملة في قطاع غزة فقط، دون إصلاحها في الضفة الغربية "بحجة أن الأجهزة في الضفة الغربية نموذجية، مشيرًا إلى الاختلاف الذي وقع حول مفهوم "العقيدة الأمنية". وقال إن القضية الخامسة تتمثل في تعطيل منظمة التحرير الفلسطينية، مبينًا أن "فتح" كانت غير معنية بإجراء أية إصلاحات للمنظمة. وبحسب (شبكة فلسطين الآن) ، فقد عرَّج القيادي في "حماس" في الندوة على بعض الخلافات التي وقعت في لجنة الانتخابات، مبينًا أن "فتح" تطالب بتمثيلٍ نسبيٍّ كاملٍ، وقال: "هذا نرفضه نحن في حركة "حماس" لوجود بعدين اثنين هما: احترام المستقلين الذين ستنعدم مشاركتهم في الانتخابات إذا تمت الموافقة على التمثيل النسبي الكامل، والبعد الثاني هو البعد الأمني حيث إن التمثيل النسبي سيعرض المرشحين من "حماس" في الضفة الغربية للاعتقال والملاحقة من قبل الاحتلال، أما ترك جانب من الحرية للترشح بعيدًا عن الأحزاب فسيخرج المرشحين من هذا الأمر". وأشار البردويل إلى أنه خلال الحوار الفلسطيني في القاهرة حاولوا فرض ما يسمى بـ "الجملة السياسية" التي ترفضها "حماس" وهي الاعتراف بما يسمى "إسرائيل"، قائلاً: "لن يكتب التاريخ أن نخون دماء الشهداء وآهات الجرحى والأسرى، لن يكتب التاريخ أن "حماس" اعترفت بـ"إسرائيل"، لأن الاعتراف بها جريمة وخيانة عظمى". وشدد البردويل على أنه لا يمكن لأي أحد شطب حركة "حماس" لأنها متجذرة في الشعب الفلسطيني ومتغلغلة في الأمتين العربية والإسلامية، مشيرًا إلى أن الجميع مارس الضغوط من أجل سحق "حماس" ومسحها إلا أن كل تلك المحاولات باءت بالفشل الذريع، وكبرت الحركة واشتد عودها. وأكد البردويل أن الحوار الفلسطيني كان مرتبطًا بالعديد من القضايا المتشابكة، موضحًا أنه بدأ بمبادرة مصرية ارتكزت على ثلاثة محاور هي: وقف إطلاق النار، وإبرام تهدئة، والمصالحة الفلسطينية، وبين هذه العناوين كان إعمار قطاع غزة، كما أن قضية الجندي الصهيوني الأسير لدى المقاومة غلعاد شاليط مرتبطة بكل هذه التفاصيل. وانتقد البردويل المجتمع الدولي الذي ينادي بالإفراج عن "شاليط" في حين يغض الطرف عن معاناة أكثر من 11 ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجون الاحتلال، مطالبًا العالم بعدم الكيل بمكيالين. واستعرض في الوقت ذاته العروض التي تم عرضها على حركة "حماس" مقابل الإفراج عن "شاليط"، وما هي الآليات التي تعامل الاحتلال بها مع الموضوع، مشيرًا إلى أن الاحتلال هو الذي كان يتراجع عن التفاهمات التي كانت تجري حول إتمام الصفقة. وفي نهاية الندوة أكد البردويل أن دولاً عربية أبلغتهم أن المطلوب في هذه المرحلة هو تصفية حركة "حماس"، قائلاً: "إن هذا الكلام قيل لنا بصراحة وبشكل واضح، وأبلغونا أن الأطراف الأخرى تريد تشكيل حكومة على المقاييس الأمريكية، حكومة تنسيق أمني بعيدة عن الثوابت الوطنية الفلسطينية". وتابع البردويل: "نؤكد ونقول بشكل واضح لكل العالم، أنه والله لو أفنونا عن بكرة أبينا لن نعترف بـ"إسرائيل" أبدًا، مهما فرضوا من الحصار، ومهما أغلقوا علينا الحدود والمعابر، فنحن نقتدي في ذلك بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وبصحابته الكرام الذين صمدوا في وجه الظلم والطغيان، وكانت الغلبة والفوز لهم في النهاية، ونحن ثقتنا بالله تعالى كبيرة، وإن الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة وإرادة وعزيمة وإصرارًا على مواصلة الطريق، ولن نستسلم أبدًا، فـ"حماس" كبيرة، وسنسير على درب التضحية والفداء والصبر والثبات". |
السلطات المصرية تمنع قافلة مساعدات تونسية من الوصول الى غزة أكدت مصدر حقوقي تونسي أن السلطات المصرية منعت مساء يوم السبت 28 مارس 2009 القافلة التونسية التى تحمل إسم'' الوفاء للمقاومة '' ، من عبور الأراضي المصرية للوصول إلى قطاع غزة، وبحسب المصدر فقد أجبرت السلطات المصرية المشاركين في القافلة على العودة إلى التراب الليبي بعد أن تمت معاملة البعض منهم معاملة سيئة.
و قد أعلن المشاركون اعتصامهم حيث هم للضغط على السلطات المصرية حتى تسمح لهم بإدخال ما لديهم من أدوية إلى قطاع غزة. و كانت قافلة " الوفاء للمقاومة " المتجهة إلى غزة انطلقت على الساعة الخامسة من مساء يوم الثلاثاء 24 مارس 2009 من ميناء رادس بتونس العاصمة عبر الطريق البرية مرورا بليبيا و مصر، و قد شاركت إلى جانب الاتحاد العام التونسي للشغل منظمات المجتمع المدني من أطباء و بياطرة وصيادلة و محامين في حملة تجهيز هذه القافلة المكونة من 6 شاحنات تنقل 80 طنا من الأدوية والأجهزة الطبية و الأغذية و على متنها 9 مشاركين من نقابتي التعليم الابتدائي والثانوي و من قطاع الصحة ومن الهلال الأحمر التونسي. ونددت منظمة "حرية وانصاف" ، في بلاغ ( مؤرخ في تونس - 01 ربيع الثاني 1430 الموافق ل 28 مارس 2009) بمنع السلطات المصرية لقافلة '' الوفاء للمقاومة '' المحملة بالأدوية من عبور التراب المصري ، وإعتبرته إجراء غير مبرر لا يزيد إلا تعميقا لآلام الشعب الفلسطيني المحاصر و لا يستفيد منه إلا العدو الغاصب ، وطالبت المنظمة السلطات المصرية بمراجعة موقفها و السماح للقافلة التونسية بالمرور عبر أراضيها نحو غزة المحاصرة. |
عقوبات إدارات السجون الصهيونية تطال أسيرات "حماس" أكد مركز حقوقي فلسطيني، أن قرارات اللجنة الوزارية الإسرائيلية لمصلحة السجون القاضية بتضييق الخناق وعقاب أسرى حركة "حماس" وصلت وطالت أسيرات الحركة في سجن "هشارون". وأكد أحرار لدراسات الأسرى من خلال رسالة وصلته من أسيرات "حماس" أن مصلحة السجن قررت منع "قناة الجزيرة" القناة الأكثر متابعة من قبل الأسرى الفلسطينيون في وسيلة من مصلحة السجون للضغط على أسرى "حماس". كما علم المركز في الرسالة التي سربت له من الأسيرة أحلام التميمي والمحكومة بـ16 مؤبد أن مصلحة السجون أبلغتها بصفتها ممثلة لأسيرات "حماس" في داخل المعتقل أنها تنوي منع عائلات الأسيرات من زيارتهن، بالإضافة إلى تحديد عدد زيارات المحامي بزيارة كل شهر وحظر "قناة الجزيرة" الإخبارية ومجموعة من الخطوات العقابية التي سيتم تنفيذها في الأيام القادمة. ونقلت (وكالة قدس بريس) عن فؤاد الخفش مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى ، قوله :إن قرارات مصلحة السجون الأخيرة من شأنها أن توتر الأجواء في السجون وتدمير ما تم إنجازه بالدم ومعارك الأمعاء الخاوية على مدار عشرات السنين. وأشار الخفش إلى أن هناك ثماني أسيرات من حركة "حماس" في سجون الاحتلال وهن: الأسيرة أحلام التميمي والتي اعتقلت بتاريخ 14/9/2001 ومحكومة بالسجن 16مؤبدا و6 شهور من مدينة رام الله وتحمل الجنسية الأردنية، وهي مخطوبة وتعمل في مجال الصحافة وتبلغ من العمر 29عاما ومضى على اعتقالها 8 سنوات. الأسيرة سناء شحادة اعتقلت بتاريخ 24/5/2002 ومحكومة بالسجن 3مؤبدات و35سنة من مدينة القدس، طالبة جامعية وتبلغ من العمر35عاما ومضى على اعتقالها 7سنوات. الأسيرة زهور حمدان اعتقلت بتاريخ 13/5/2003 ومحكومة بالسجن 8سنوات ونصف من مدينة نابلس، وهي أم لـ 9 أبناء وتبلغ من العمر46 عاما ومضى على اعتقالها 6سنوات وتعاني من أمراض مزمنة . الأسيرة فلسطين نجم اعتقلت بتاريخ 15/2/2006 ومحكومة بالسجن 3سنوات ونصف، من مدينة نابلس، وتبلغ من العمر 22 عاما ومضى على محكوميتها سنتين ونصف . الأسيرة سعاد رزيقات، اعتقلت بتاريخ 8/4/2008موقوفة من مدينة الخليل، طالبة جامعية تبلغ من العمر 22عاما، مخطوبة ومضى على مكوثها في السجن سنة . الأسيرة أسماء البطران اعتقلت بتاريخ 13/1/2008 ومحكومة بالسجن 22شهرا وغرامة 2000شيكل من مدينة الخليل وتبلغ من العمر 21عاما وهي طالبة جامعية ومضى على محكوميتها سنة و3شهور الأسيرة هبة النتشة اعتقلت بتاريخ 8/11/2007 ومحكومة بالسجن 3سنوات ونصف و3000شيكل من مدينة الخليل وتبلغ من العمر 19عاما، ومضى على محكوميتها سنة و 5 شهر. الأسيرة الدكتورة ماجدة فضة اعتقلت بتاريخ 6/8/2008 ومحكومة بالسجن الإداري 6شهور بعد تحويل ملفها من قضية إلى إداري مع التمديد من مدينة نابلس وتبلغ من العمر 48عاما وتعمل في مجال الصيدلة وهي عضو بلدية بنابلس مضى على محكوميتها 7 أشهر. |
Brief and significant Monday, 12th Rabi3 al awal 1430- 9th March 2009 In The Name Of Allah The Most Gracious The Most Merciful & Prayer and Peace Be Upon Our Sincere and Trustee Prophet Muhammad In this blessed anniversary of the Islamic Nation, the anniversary of the birth of the most honorable creature, our Master, Prophet of ALLAH and Our beloved Chosen Muhammad Ibn Abdullah, Allah’s prayer and peace be upon Him, His family and companions, we do pray and make a lot of salutation for Him and we stick to His love and triumph; He who will support us with ALLAH’s will on the resurrection day. Also, we should not forget to congratulate the "lifeline" convoy, to whom Allah facilitated blockade breaking and GAZA entry in this blessed day The origin nature of the issue is not surprising: how one wonders about the "new-old" crimes of the zionists and their recent burning conflict based on their shameful offence to our Prophet Jesus and Our Lady Mary, peace be upon them, reaching our beloved Muhammad prayer and peace be upon Him ... However, one has to resist this aggression, by legitimate, practical and positive means, being patient, well relying on ALLAH till ALLAH inherits the earth and all it carries and he also has to avoid wasting time in triviality while these enemies lie in wait since decades There is no doubt that all ALLAH Prophets and Messengers from Abraham, prayer and peace be upon Him to Muhammad ALLAH bless Him are glad with GAZA victory and angry against the Israeli zionists’ aggression; they who laugh at the Prophets and Messengers and do kill human being, animal, plant, natural, architectural and other kinds of creatures… particularly in Palestine and GAZA by their using of chemical weapons in addition to white flammable phosphorus; those weapons which have so far innumerably collected the lives of the children , the poor babies, the elderly, men and women in addition to the time planned cancerous diseases for the remaining lives, those legally humanly and internationally restricted weapons that we should better call " entire loss testing weapons," in addition to occupation + prisons + torture + assassination + forced emigration + excavation in Jerusalem and Al-Aqsa Mosque + the separation wall building + settlements + siege + prevention of admission of humanitarian relief to tighten the closure of all crossings+ and many other kinds of aggressions Never will destiny bring any victory to this aggressor as he is based on evil and aggression which is unacceptable by ALLAH, His angels, His Prophets and His creatures with the impossibility of existence of any supernatural evil against ALLAH creation and on earth and human dignity protection laws with a reminder that self-defense and that of the land, homeland and the holy values is the duty of every human being as to defend his dignity and every individual Muslim because we have a firm date to be standing between the hands of ALLAH; an immense wisdom from ALLAH the Glorious that He put in our souls and hearts : "we fear ALLAH so we escape from Him to Him" ALLAH The Glorious and Sublime said in His wise book in Surah 18. Al-Kahf - The Cave
Written & translated from Arabic by Hend Harouni on 26th march 2009
|
الدكتور شورو يؤكد أن محاكمته لن ترهبه..والحكم يوم 04 أفريل إنعقدت اليوم السبت 28 مارس 2009 ، جلسة الإستئناف في قضية الرئيس السابق لـ"حركة النهضة" الدكتور الصادق شورو ، برئاسة القاضي طارق شكيوة ، و ناب عن الدكتور 25 محاميا ، وقد أفتتحت الجلسة بسماع مداخلة الدكتور شورو الذى أكد أن التهمة المنسوبة له (وهي الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها) لا أساس لها ، وأكّد أن الوجود الحقيقي للحركة هو خارج البلاد أما الوجود التنظيمي في الداخل فهو معدوم ، أما ما يتعلق بالحضور السياسي للنهضة فلا يمكن أن ينكره أحد .
وأضاف بأن الغرض من إعتقاله ومحاكمته كان لترهيبه وترهيب بقية السجناء السياسيين السابقين ، معرجا على أن الحديث الذى أدلى به لقناة "الحوار اللندنية" كان على إعتبار أنه سجينا سياسيا سابقا وقيادي سابق في "حركة النهضة" ، وإعتبر أنه عبّر فيه عما تعرض له من معاناة وتعذيب ، وأكّد في الأخير على حقه في التعبير والتنظم ضمن القانون . وختم كلمته التى دامت حوالي نصف ساعة بأنه لن يتنصل من مسؤوليته وبأن السجن لن يرهبه وأن مقاضاته لن تمنعه حقه ، وقد أظهر الدكتور الصادق شورو خلال كلمته حسن توكله على الله والإعتماد عليه حيث ما فتىء يستشهد بالآيات القرآنية والمعاني الإيمانية ، كما أكدت مداخلته رباطة جاشه وصبره وثباته وهو ما خلف بالغ الأثر لدى الحضور . ومن بين أهم المرافعات كانت مرافعة الأستاذ محمد عبو الذى أكد على الصبغة السياسية للمحاكمة وإستغرب الإصرار على محاكمة الدكتور شورو طبق قانون الجمعيات وليس وفق قانون الأحزاب وهو ما يؤكد الخلفية السياسية للمحاكمة ، إذ أن "حركة النهضة" سبق أن تقدمت بطلب تأشيرة في "حزب سياسي" ، ولكن السلطة هي التى رفضت وترفض إلى حد الآن تسلم الملفات وبالتالي هي التى تتحمل المسؤولية الكاملة في منع حق التنظّم ، فهي تتلكئ في الإستجابة لطلب التأشيرة القانونية للأحزاب ، وضرب عبو مثالا على ذلك بـ"حزب المؤتمر من أجل الجمهورية" الذى حاول بكل الطرق تقديم ملف طلب التأشيرة القانونية للوزارة المعنية من أجل تسلم وصل ولكن أغلقت أمامه كل السبل ولم تقبل ملفه أي جهة ، وزاد فقال بأن السلطة هي التى يجب أن تحاسب وليس الأطراف السياسية والجمعياتيه التى تحاول دائما تقديم مطالب التأشيرة في الآجال وبالطرق القانونية ولكن بدون جدوى . أما الأستاذ عبد الرؤوف العيادي ، فقد فأورد نص التهم المنسوبة للدكتور الصادق شورو التى تقول بأنه يصبو إلى إعادة التنظيم (حركة النهضة) ، وعرّج العيادي على ذلك بقوله أن القانون لا يعاقب على النيات أو ما يرد في الخاطر ، وأكّد أن الدكتور شورو يحاكم من أجل (الإحتفاظ بجمعية) التى لا بد أن يتوفر فيها أكثر من فردين وليس كما هو حال الدكتور الذى يحاكم منفردا في التهمة ، كما أكد الأستاذ العيّادي أن هناك إنتهاكات في الإجراءات وإعتبر المحاكمة تصفية حسابات سياسية . ثم توجه الأستاذ عبد الرؤوف العيّادي إلى الدكتور الصادق شورو وحيّاه على إيمانه بقضيته وشجاعته وأكد له أن تونس تعتز به كرجل تعانق هامته الجبال ليخلص في الأخير الى أن هذا العهد هو عهد جمع الثروات ولكن شورو وقف فيه موقف المتمسّك بالقيم مقدما نفسه فداء للمبادىء والوطن ، ليختم مرافعته بقوله : أن الدكتور الصادق شورو دخل التاريخ من هذا الباب الكبير وعاد من أجل المبادىء والقيم للسجن ، ودعا القضاء أن لا ينخرط في تصفية الحسابات السياسية وأن يقوم بدوره الوطني في تطبيق القانون لا التعليمات . أما الأستاذة نجاة العبيدي فلم تخلو مرافعتها من بعض الطرافة ، حتى أنها حضيت بمقاطعة قاضى الجلسة ، فقد أسست مداخلتها على إعتبار أن هناك تغيير حقيقي في تونس لا مجال لنكرانه وجحوده ، وقالت : أليس هذا العهد هو الذى غيّر من "فزيونوميا" الأشخاص !!!.. إذ أن الدكتور شورو وزملائه من المساجين دخلوا في صحة جيدة وفي مقتبل العمر ، وإذ بهم في هذا العهد يتغير حالهم ويخرجون في أرذل العمر وبمظهر متغيّر ، ثم أضافت بأن الرجل الذى يقف أمام العدالة قد دخل السجن مسجل في بطاقة هويته دكتور في الكيميا وإذ به بعد 18 سنة قضاها في السجون وفي زمن التغيير تتغير صفته لتصبح عاطل عن العمل أو عامل يومي ، لتؤكد في الأخير في لهجة تهكمية مشروعة أن بركات التغيير كثيرة على هذا الرجل . |
السبيل أونلاين - تونس وصل السبيل أونلاين بيان منظمة "حرية واصاف" ، حول محاكمة الدكتور الصادق شورو الرئيس الأسبق لـ"حركة النهضة" ، هذا نصه : انعقدت الدائرة الجناحية 14 بالقاعة رقم 3 بمحكمة الاستئناف بتونس على الساعة العاشرة من صباح اليوم السبت 28 مارس 2009 للنظر في مطلب الاستئناف في الحكم الصادر عن المحكمة الابتدائية بتونس بتاريخ 13 ديسمبر 2008 و القاضي بسجن الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة مدة عام كامل من اجل تهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها ( في القضية عدد 19959 ) وقد انطلقت هذه المحاكمة في ظل حصار امني مشدد حول المحكمة و داخل قاعة الجلسة حيث منع صحفيون و حقوقيون و سياسيون و مواطنون من متابعة أطوار الجلسة نذكر من بينهم السيدين علي العريض و محمد القلوي.
و قد بدأت الجلسة باستنطاق الدكتور الصادق شورو لمدة نصف ساعة تقريبا الذي بدا في حالة صحية غير عادية و قد أكد أن هذه المحاكمة تأتي في إطار سلسلة من المحاكمات التي تعرضت لها حركة الاتجاه الإسلامي منذ سنة 1981 مرورا بسنة 1987 و سنة 1991 أبى من خلالها النظام إلا أن يحسم خلافه مع الحركة بواسطة قوات البوليس و القضاء و عندما أعطيت الفرصة للشعب في انتخابات 1989 حكم لصالح الحركة وتبين أن السلطة لا حجة لها و أكد من ناحية أخرى أن الحركة موجودة بالخارج و أن تنظيمها لم يعد موجودا داخل البلاد منذ 1991 بعد محاكمة المنتمين لها ، و ذكر بأنه تعرض لتعذيب شديد 3 مرات طيلة اعتقاله و وقعت إهانته بالسجن بسبب إمامته للمصلين و حكم عليه بالسجن الانفرادي طيلة 14 سنة، و عندما سأله القاضي عن تصريحه بخصوص عودة جماهيرية الحركة و معافاتها أجاب بأنها مجرد آمال ليس لها سند واقعي و الحقيقة أن السلطة أستشاطت غضبا بعد إدلائي بتصريح لصحفي من موقع إسلام أونلاين حيث وقع استدعائي وقتها إلى منطقة الشرطة ببنعروس أين وقعت إهانتي و تهديدي بإعادتي إلى السجن و قد رفضت الإمضاء على محضر البحث، و عندما أردت إقامة مأدبة عشاء لتكريم من آزرني في محنتي اعتقلوني و روعوا زوجتي و أفراد عائلتي و منعوا مأدبة العشاء بالقوة و أقيمت الحواجز الأمنية حول بيتي. و عن تهمة الاحتفاظ قال إنه لم يمض على خروجه من السجن إلا 27 يوما و هي مدة غير كافية لإحياء الحركة في ظل حصار أمني مستمر على بيته إلا أن يحتفظ بها لنفسه و أضاف أن السلطة تستهدف من وراء سجنه إلى إرهابه و إرهاب غيره بسبب مخالفته لها في الرأي . و قد قدم حوالي خمسين محاميا نيابتهم عن الدكتور الصادق شورو رافع منهم حوالي الثلاثين، وقد أكد المحامون الطبيعة السياسية للقضية و أن هذه محاكمة رأي انبنت على مجرد تصريحات و لم تنبن على أفعال مما يجعل الحكم غير معلل و الاجراءات باطلة و أن الفصل 30 من قانون الجمعيات لا ينطبق على هذه القضية التي تتعلق بحزب سياسي يخضع لقانون الأحزاب، و دعوا إلى احترام حرية التعبير و التنظم و عدم الزج بالقضاء في الخلافات الفكرية و السياسية و طالبوا بالحكم بعدم سماع الدعوى و إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو. و بعد انتهاء المرافعات حوالي الساعة الرابعة مساء قرر القاضي طارق شكيوة تأجيل الجلسة إلى يوم 4 أفريل 2009 للتصريح بالحكم. و قد قدم الأستاذ محمد النوري تقريرا أثناء مرافعته جاء فيه بالخصوص:" حيث استأنف المنوب الحكم الصادر عن الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بتونس بتاريخ 13/12/2008 في القضية عدد 39848 ورسم استئنافه تحت عدد 19959 . من حيـث الشكــل : صدر مطلب الاستئناف ممن له حق فيه وفي ميعاده القانوني واستوفى جميع شكلياته فصار مقبولا شكلا ومن حيث الموضوع : جاء الحكم المطعون فيه هاضما لحقوق الدفاع محرفا للوقائع خارقا للقانون فاسد التعليل الأمر الذي برر هذا الإستئناف . فقد تمسك لسان الدفاع منذ البداية وقبل الخوض في الأصل ومن بين الطلبات الأولية الواردة بالتقرير المقدم للمحكمة الإبتدائية بجلسة يوم 13 ديسمبر 2003 بما يلي : I/ طلب التخلي عن النظر في القضية لبطلان اجراءات التتبع : فالنيابة العمومية بتونس لم تكن مختصة بالنظر في النزاع موضوع قضية الحال للأسباب التالية : 1/ عدم الاختصاص الترابي : ان المنوب يقطن بشارع 2 مارس عدد 13 بمرناق من ولاية بن عروس، وقد تم إيقافه من طرف أعوان الشرطة بمنطقة بن عروس ومحكمة بنعروس في صورة ما إذا اعتبرنا جدلا صحة تبني النيابة العمومية للموضوع تكون مختصة وحدها لمقاضاتها لأشخاص التابعين لدائرتها القضائية . 2/ ان القضية ذات صبغة سياسية بحتة حسبما يتضح من الأوراق التي يتكون منها الملف وبذلك فإن النيابة العمومية غير مخول لها في تتبع الموضوع أو إقحام نفسها فيه . ومن أجل ذلك نطلب من محكمتكم أخذ الدفوعات الشكلية المقدمة لمحكمة البداية بعين الاعتبار ونقض الحكم الإبتدائي على اساسها والقضاء من جديد ببطلان اجراءات التتبع . II/ قبل البت في الأصل مطالبة النيابة العمو مية بتحرير الدعوى الجزائية وتحديد الوقائع : وفي هذا المجال نلاحظ ان لسان الدفاع بقي في حيرة لأن أمامه ملف أحيل بموجبه المنوب على الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بتونس لمقاضاته من أجل الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها وهي التهمة مناط نظر المحكمة الإبتدائية بتونس في قضية الحال ومناط نظر محكمتكم بموجب استئناف الحكم الإبتدائي . فبالاطلاع على الملف يتضح انه يحتوي على تقديم للقضية من طرف الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية وعلى محضر احتفاظ وعلى ما اعتبره الباحث الذي تعهد من تلقاء نفسه بالموضوع وباشر البحث فيه من أجل : 1/ الإدلاء بتصريح لقناة "الحوار اللندنية" باسم جمعية غير مرخص فيها ( هكذا وصفها الباحث ) . 2/ اعتبار المنوب لتلك الجمعية حركة سياسية . 3/ ان تصريحه حسب راي الباحث يمس (بمعنى يسيء) لمؤسسات الدولة دون تحديد تلك المؤسسات وكيف يسيء اليها . 4/ نشر أخبار زائفة بخصوص تعذيبه في ثلاث فترات متتالية . 5/ ادعاءه ان من بين السجناء من مات تحت التعذيب . 6/ أدلى بتصريح لموقع "إسلام اون لاين" تطرق فيه إلى ظروفه السجنية ورؤيته للحياة والعمل السياسي داخل حركة النهضة وابدى فيه أمله في ان تستعيد الحركة عافيتها ونشاطها وصرح فيه بأن الحركة لن تتنازل عن ثوابتها . III / ما هي التهمة الموجهة للمنوب : حسب راي الباحث باشر الباحث محمد الوهيبي أبحاثه في موضوع له علاقة بمجلة الصحافة وحرر محضرا لم يقع تذييله بتوقيع المنوب وهو ما لا يمكن معه معارضته بمحتواه وأحالت النيابة العمومية المنوب من أجل الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها .ولسان الدفاع يرى من واجبه : 1/ مناقشة التهمة التي لا تستقيم واقعا ولا قانونا على أساس نص الإحالة الذي لا ينطبق على قضية الحال وقبل ذلك يكون لسان الدفاع محقا في مطالبة النيابة العمومية بتقديم توضيحات لا تستقيم التهمة بدونها ماهي الجمعية التي اتهم المنوب بالاحتتفاظ بها؟ ما اسمها ما هو موضوعها ؟ هل أن المنوب مازال ينشط في تلك الجمعية ؟ هل وقع حل تلك الجمعية بموجب حكم قضائي ؟ هل وقع إعلام تلك الجمعية بصدور حكم قضائي يقضي بحلها ؟ هل ان المنوب على علم بصدور حكم قضائي بحل الجمعية إن وجد ذلك الحكم ؟ هل أعلن المنوب عن إعادة بعثها من جديد وهو ما يعتبر قانونا الدعوى إلى الإبقاء عليها بعد حلها ؟ مع من أعاد المنوب تكوينها؟ لابد إذا لتمكيننا من الترافع في هذه القضية في حدود نص الاحالة الإجابة من طرف النيابة العمومية عن كل تلك الأسئلة وهو ما يبرر التحرير عليها بشأنها حتى تكون الدعوى العمومية مؤسسة على وقائع ثابتة وأفعالا يمكن للسان الدفاع مناقشتها والبحث عما إذا كانت تلك الأفعال يحرمها القانون . هذا من جهة ، ومن اخرى فقد جاء الحكم المطعون فيه مؤسسا على أحكام القانون عدد 154 لسنة 1959 المؤرخ في 07/11/1959 المتعلق بالجمعيات وهو قانون لا ينطبق بالنسبة لقضية الحال ، لان موضوع القضية يتعلق بممارسة نشاط سياسي طبق مقتضيات القانون الاساسي عدد 32 لسنة 1988 المؤرخ في 3 ماي 1988 والمتعلق بتنظيم الاحزاب السياسية وقد اثار لسان الدفاع هذا الموضوع امام محكمة البداية ضمن التقرير المقدم لها بجلسة يوم 13/12/2008 لكنها غضت النظر عن ذلك واهملت التعرض لهذا الموضوع في حكمها المطعون فيه . فقد سبق لمناضلي حزب "حركة الاتجاه الاسلامي "سابقا وحزب "حركة النهضة "لاحقا ان اسسوا حزبا سياسيا يخضع لمقتضيات القانون عدد 32 لسنة 1988 المؤرخ في 3ماي 1988 والمتعلق بتنظيم الاحزاب السياسية قدموا طلبا منذ عام 1989 للترخيص لهم في تكوين حزب سياسي اطلقوا عليه إسم "حزب حركة النهضة" بعد نقاش حاد بينهم وبين السلطة القائمة آنذاك بخصوص الإسم ذلك ان السلطة القائمة آنذاك طلبت منهم تغيير الاسم المقترح من طرفهم اثناء المفاوضات وهو اسم " حركة الاتجاه الاسلامي" الذي كان معروفا من جميع الاوساط السياسية بتونس وبالخارج . وقد تحصل حزب حركة النهضة على اعتراف بوجوده من طرف السلطة القائمة آنذاك والتي لم تكن من حقها ولا من صلاحيتها إلغاء تنظيم شعبي استند في تكوينه إلى قناعات ومبادئ واختيارات شريحة هامة من الشعب التونسي وإلى مقومات فكرية وأخلاقية مستمدة من تاريخ البلاد وحضارتها. وحيث ان حزب النهضة لم يتحصل إلى الآن على الرفض أو الترخيص له في التكوين . وحيث انه بالاطلاع على محضر الأبحاث أساس التتبع في قضية الحال يتضح انها تتعلق بتصريح لقناة الحوار اللندنية وبتصريح عبر شبكة الانترنات مع صحفي نشر بموقع "إسلام اون لابن" تطرق من خلالهما المنوب إلى الحديث حول ظروفه السجنية ورؤيته للحياة والعمل السياسي داخل حركة النهضة والتحولات التي حدثت داخل حركة النهضة منذ دخوله إلى السجن . فالتصريح الذي وقعت ادانته من أجله هو تصريح سياسي بالأساس صادر عن رئيس سابق لحزب سياسي . وقد كنا نطالب دائما ومنذ ثلاثين سنة بعدم تورط القضاء في النزاعات السياسية ، وهذه القضية تندرج في إطار سياسة الاقصاء التي يمارسها النظام القائم ضد خصومه السياسيين . وحيث ان مراقبة سير الاحزاب السياسية والعقوبات التي يمكن تسليطها عليها تخضع لمقتضيات الفصول 16 وما يليه من قانون الاحزاب واعطى القانون المذكور في الفصل 20 لوزير الداخلية وحده رفع الدعوى ضد تلك الاحزاب ويقوم في نفس اليوم باستدعاء ممثل الحزب للحضور امام المحكمة بواسطة عدل منفذ وهو ما لم يحصل بالنسبة لقضية الحال .
|
السبيل أونلاين - تونس ورد السبيل أونلاين بيان "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين" الخاص بمحاكمة الرئيس السابق لـ"حركة النهضة" ، هذا نصه ، مع الإشارة إلى أن الجمعية أوردت نص مداخلة الدكتور شورو : تونس في 28 مارس 2009 نظرت الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي طارق شكيوة اليوم السبت 28 مارس 2009 في القضية عدد 19559 التي يحاكم فيها الدكتور الصادق شورو بتهمة الإحتفاظ بجمعيةغير مرخص فيها ، و قد تطوع للدفاع عنه عشرات المحامين ( ترافع من بينهم الأساتذة أحمد نجيب الشابي ومحمد نجيب الحسني و عبد الرزاق الكيلاني – رئيس فرع تونس للمحامين – و نور الدين البحيري و عبد الرؤوف العيادي و أنور القوصري و سمير ديلو و علي بن منصور و عبد المنعم السحباني و محمد نجيب بن يوسف و رمزي بن دية و يوسف الرزقي وأحمد الصديق و إيمان الطريقي و نجاة العبيدي وسمير بن عمر و ضياء الدين مورو – نيابة عن الأستاذ عبد الفتاح مورو – و محمد النوري و راضية النصراوي و أنور أولاد علي ، أصالة ونيابة عن العشرات من زملائهم ) مبينين بالخصوص الطابع الكيدي للتهمة التي لا يوجد في الملف أي مؤيد يدعمها خاصة و أنها المرة الأولى في تاريخ المحاكمات السياسية التي يمثل فيها متهم واحد بتهمة الإحتفاظ دون أن يتضمن الملف أي اسم آخر ، وأكدوا على بطلان إجراءات التتبع اعتبارا لعدم اختصاص المحكمة المتهدة ابتدائيا إذ أن محكمة بن عروس هي التي كان على باحث البداية أن يحيل عليها الملف ، فضلا عن تضمن المحضر المحرر بـ " الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية " بالقرجاني لتهمة : " الإدلاء بتصريحات باسم جمعية غير مرخص فيها و نشر أخبار زائفة " و هي التهمة الحقيقية و سبب المحاكمة باعتبار حديثه عن التعذيب و عن معاناة المساجين الإسلاميين طيلة عشرية التسعينات السوداء فضلا عن تمسكه بحقه في التعبير الحر دون قيود ..قد تجاوزا الخط الأحمر الذي حاول البوليس السياسي رسمه له بمجرد مغادرته السجن بعد ..18 سنة من السجن .. ! ، و لاحظ أحد المحامين أن القضاء غير مستقل و بالتالي فلن تكون نتيجة المحاكمة سوى إكساء للطابع القضائي على حكم صادر مسبقا بسجن الدكتور الصادق شورو لتخويفه و تخويف غيره به ، و استغرب آخر من صدور حكم بالسجن دون أن تكلف المحكمة نفسها عناء الإطلاع على فحوى التصريحين المنسوبين للمتهم و الإعتماد بدل ذلك كليا على ما دونه البوليس السياسي و رفض الدكتور شورو الإمضاء أسفله باعتبار أنه و لئن تبنى كل ماورد على لسانه من آراء ووجهات نظر و أكد أنه مستعد لإعادتها حرفيا فإنه لاحظ أنه من البديهي أنه لم يكن يتكلم باسم حركة النهضة باعتبار أن لها قيادة و مؤسسات ناطقة باسمها و لا يتوقع ممن تبوأ ، مثله ، مناصب قيادية فيها أن ينسب لنفسه صفة غير حقيقية و لا ممكنة واقعا لحداثة مغادرته السجن ، و أجمع المترافعون على غرابة الإحالة بموجب قانون الجمعيات و الحال أن الأمر يتعلق بحركة سياسية تقدمت بملف قصد العمل السياسي القانوني فإذا كان الأمر يتعلق بمحاولة طمس الطابع السياسي للمحاكمة فهو بين لا يخفى على أحد و لم يثن النيابة عن إحالة المتهم بتهمة الثلب أو نشر الأخبار الزائفة – كما ورد في محاضر باحث البداية – إلا التأكد بأنه ليس أيسر من إثبات صدق ما صرح به حول التعذيب و سوء المعاملة و الإضطهاد مما تحفل به تقارير المنظمات الوطنية و الدولية المستقلة و ما اعترف به النظام جزئيا و عزاه لـ " تجاوزات فردية " ، و ناشد أحد المحامين هيئة المحكمة أن تنأى بنفسها عن الزج بها في الصراعات السياسية و معاقبة المخالفين لسلطة لا تحترم استقلال القضاء و لا تفتأ توظفه للترهيب و قمع المعارضين ، و كان أول المترافعين قد عبر عن الصدمة لتعمد تجاهل تعيين الجلسة الإستئنافية لمدة فاقت الـ 3 أشهر بعد صدور الحكم الإبتدائي و الحال أن العمل القضائي قد جرى على استعجال التعيين كلما تعلق الأمر بمتهم موقوف ، و ختم الدفاع مرافعاته بالتشديد على أن التاريخ سيسجل شجاعة الدكتور الصادق شورو و مبدئيته و ثباته على مواقفه و لكنه سيسجل أيضا الجرائم التي تورط فيها الجلادون الذي عذبوه و إخوانه في العشرية السابقة و يوظفون القضاء لقمعه و إسكاته بعد أيام من مغادرته السجن ..
ملحق : كلمة الدكتور الصادق شورو أمام المحكمة في القضية عدد19559
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه ، اللهم إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، عجبت من إدانتي بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها و سبب عجبي أن هذه التهمة لا أصل لها عقلا و لا واقعا و لا قانونا فهي لا تستقيم عقلا لأن حركة النهضة حركة كان لها معلوم للقاصي و الداني و قد فكك تنظيمها بالقوة الغاشمة و لم يعد لتنظيمها وجود في الداخل منذ بدايات التسعينات ، و هي تهمة لا تستقيم واقعا لأني لم ألبث خارج السجن ، بعد مغادرته في 05 نوفمبر 2008 ، إلا 27 يوما فكيف يعقل أن أعيد تنظيما فضلا عن أني كنت مشغولا باستقبلا المهنئين و تحسس محيطي العائلي و الإجتماعي .و هي تهمة لا تستقيم قانونا لأن الجمعية لا تقوم إلا بفردين على الأقل و ها أنذا أحال بمفردي أما السبب الحقيقي إدانتي و سجني فهو عدم انصياعي لتهديدات و جهها لي أحد ضباط إدارة الإستعلامات بعد تصريحي لموقع " إسلام أونلاين " حيث طلب مني التراجع عن تنظيم حفل العشاء في منزلي لشكر المحامين و كل من وقف مع الإسلاميين في محنتهم كما قال لي حرفيا " إما أن تصمت و إما أن تعود للسجن " فإجبته : " لن أصمت و لو عدت للسجن .. و لن أصمت بعد مغادرته .." و لما رفضت إمضاء المحضر قال لي : " لسنا في حاجة لإمضائك لنعيدك إلى السجن .." ، إن من أصدر الأمر بسجني بهذه التهمة الباطلة أراد إسكاتي لأنه لم يستسغ ماقلت لأن ما قلته شهادة حق و هي شهادة تدين كل من تورط في التعذيب و الإضطهاد و إصدار الأحكام الظالمة ، و هي كلمة حق غير أنهم لا يطيقون حرية التعبير و لا يحفلون بغير المداحين و المرائين و المزينين للباطل ، و هي نصيحة حق و لكنهم لا يقبلون النصيحة الصادقة .. و أنا متمسك بكل كلمة صرحت بها فقد سئلت عن الوضع العام في البلاد فقلت أن العالم يمر بأزمة و أن بلادنا ليست في مأمن منها و أن تزامن محاكمتي السياسية مع محاكمات الحوض المنجمي الإجتماعية دليل على عمق الأزمة الإقتصادية –السياسية –الإجتماعية التي تعيشها البلاد و ما على السلطى إلا أن تفتح الباب لحوار وطني لا يقصي أحدا على أساس فكري أو سياسي و أن تعلم أنه لا بديل عن حريات مدنية و سياسية فعلية و حقيقية و عن عدالة اجتماعية لا يميز فيها بين الفئات و لا بين الجهات و لا مناص من إرجاع الحقوق لأصحابها و تيسير عودة جميع المهجرين و تعويض المتضررين المسرحين من السجون و الإعتراف بحق حركة النهضة في الوجود القانوني و التنظيم السياسي ، إن إنكاري للتكلم في باسم الحركة في التصريحين اللذين انبنت عليهما إدانتي ليس فيه أي تنصل من انتمائي الفكري و المعنوي و السياسي لحركة النهضة بل إني لا أتصور وجودي بغير هذه الحركة ، إن هذه المحاكمة هي حلقة في سلسلة طويلةمن المحاكمات التي طالت مناضلي حركة النهضة منذ 1981 حين طالبت " حركة الإتجاه الإسلامي " بالحق في العمل السياسي القانوني مرورا بمحاكمات 1983 و 1987 و صولا إلى محاكمات حملة الإستئصال في بداية عشرية التسعينات السوداء ، إن خلافنا مع النظام خلاف سياسي و قد تمسك برفض حله سياسي و فضل أن يحسمه بأداتين : السلطة الأمنية التي وظفها لتفكيك التنظيم بالقوة و العنف بغاية الإستئصال ، و السلطة القضائية التي وظفعا لتبرير الإقصاء لدى الرأي العام ، و كانت الحصيلة إدانة واسعة داخليا و خارجيا للنظام في هذه المحطات ، إن المناسبة الوحيدة التي تم تحكيم الشعب فيها في الخلاف بين السلطة و الحركة كانت سنة 1989 و كان حكم الشعب واضحا لكن تم الإستخفاف به و العبث بإرادته بتزوير الإنتخابات إن كانوا يريدون تخويفي بالسجن فأنا لا أخشاه و لن يثنيني عن التمسك بحقي في التعبير و التفكير ، إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر و لن يثنيني شيء عن الجهاد بكلمة الحق في سبيل إعلاء الحق و العدل و الحرية ، : " الذين يبلغون رسالات الله و يخشونه و لا يخشون أحدا إلا الله " صدق الله العظيم ، سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إلاه إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك سبحان لربك رب العزة عما يصفون و السلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين "
|
Appel à la conscience nationale Les autorités Tunisiennes ont de nouveau incarcéré Docteur Sadok Chourou l’Ex Président du Mouvement Ennahdha ; l’inculpant du maintien d’une association non autorisée et ce ;un moi à peine après avoir déjà purgé dix huit années d’emprisonnement ferme |
بعد 46 يوم..الطلبة يؤكدون في ندوة صحفية مواصلة إضرابهم عقدت اليوم الجمعة 27 مارس 2009 ندوة صحفية بمقر الإتحاد العام لطلبة تونس بالعاصمة ، وذلك بدعوة من الطلبة المضربين عن الطعام بعد 46 يوما من إضرابهم ، وقد إفتتحها شاكر عوّاض ، عضو المكتب التنفيذي للإتحاد ، الذى قدم فيها تفاصيل ودوافع إضراب الجوع والذى عزاه الى طرد هؤلاء الطلبة ، كما أشار إلى طرد جديد لمجموعة من طلبة كلية الآداب رقادة بالقيروان وهم كل من :الحبيب السويسي ، صابر السالمي ، علي بن سويش ، وبدر الدين شعبان ، والذين طردوا طردا نهائيا ، أما الطالب عثمان قراوي فقد أطرد لمدة ثلاثة أشهر .
وقد أخذ الكلمة توفيق اللواتي الذى أكّد على إستنفاذه كل حلول التفاوض مع سلطة الإشراف لإنهاء الملف وتجنب الدخول في الإضراب ، كما أكد على إصراره على مواصلة إضرابه حتى تحقيق مطلب العدوة للدراسة . أما أيمن الجعبيري الذى كان في حال نفسية سيئة فقد تخلل مداخلته بكاء شديد ، فقد عرض إلى وضعه الإجتماعي السيىء ، وأكد بالرغم من ذلك على إصراره على مواصلة الإضراب لتحقيق مطلبه بالعودة إلى مزاولة الدراسة . أما الطالب محمد السوداني فقد عرض الحيثيات الخاصة بالإنتهاكات القانونية في تلفيق التهم وإحالته على مجلس التأديب بهدف تصفية مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس . وصرّح بأنه إختار هذا الشكل النضالي بعد إستنفاذه كل الوسائل السلمية للعودة لمقاعد الدراسة . أما الطالب محمد بوعلاّق فقد عرض للخروقات القانونية التى حفّت بطرده ، وأكد أنه ما زال ملاحقا قضائيا الى حد الآن ، كما أكد عزمه على مواصلة نضاله من أجل إستعادة حقه في التعليم. أما علي بوزوزية فقد شرح أسباب الإضراب بشكل عام وتعرض عائلته إلى مضايقات عدّة وسجن أخيه في أحداث الحوض المنجمي ، وأكد في الأخير على مواصلته للإضراب كشكل من أشكال النضال لتحقيق مطلبه المشروع . أما الشاذلي الكريمي المطرود منذ سنة 2004 ، والذى إلتحق أخيرا بالإضراب ، فقد أكد إستعداده لمواصلة إضرابه إلى آخر رمق . وتناول الكلمة أيضا منسق اللجنة الوطنية للمضربين الأستاذ عبد الستار بن موسي العميد السابق للمحامين ، والذى دعى كل مكونات المجتمع المدني الى مساندة المضربين في مطالبهم المشروعة ، كما تدخل الأستاذ منذر الشارني الذى حمّل الأحزاب والجمعيات والمنظمات مسؤولية المساندة ، كما حمّل وزارة التربية والتعليم والسلطة الرسمية كامل المسؤولية في ما آل إليه وضع الطلبة من إنسداد وطالبهم بإعادتهم الى مقاعد الدراسة . أما الدكتورة حميدة الدريري الطبيبة المباشرة لحالة المضربين فقد أشارت إلى الحالة الصحية الخطرة التى بلغها الطلبة المضربون ، حيث أكدت بروز مؤشرات خطيرة جدا على تدهور صحتهم ، وطالبت بإنقاذ حياتهم وتطوير أساليب المساندة . من زهير مخلوف - تونس |
مرصد نقابي ينادي بإنقاذ حياة الطلبة المضربين عن الطعام قال مرصد نقابي أنه يتابع بانشغال كبير التدهور الخطير في الحالة الصحية للطلبة علي بوزوزية وتوفيق اللواتي ومحمد بوعلاق ومحمد السوداني وايمن الجعبيري المضربين على الطعام منذ 45 يوما .
وأكد "المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية" ، في بلاغ وصل السبيل أونلاين الجمعة 27 مارس 2009 ، أن الإضراب أصبح يمثل خطرا على حياتهم ، وضمّ "صوته إلى كل مكونات المجتمع المدني للمطالبة بعودتهم إلى مقاعد الدراسة" . وإعتبر"ان حصول أي مكروه أو مضاعفات خطيرة لأي طالب من المضربين عن الطعام هو مسؤولية السلطة أولا لكن ذلك لا يعفي أيضا كل مكونات المجتمع المدني وهو ما يفرض مزيد بذل الجهد والتعبئة في سبيل تحقيق هذه الأهداف النبيلة ومنع الكارثة" ، حسب تعبيره . وحمّل المرصد سلطة الإشراف المسؤولية الكاملة على ما قد يترتب عن مواصلتهم الإضراب من مخاطر قد تهدد حياتهم ، وعبّر عن أمله في أن تتكاتف جهود" كل نشطاء المجتمع المدني وأصحاب الضمائر الحية من اجل مزيد الضغط على السلطة وبأسرع وقت ممكن حتى تلبي المطالب العادلة للطلبة في عودتهم إلى مقاعد إلى الجامعة" ، وفق نص البلاغ . |
السبيل أونلاين - تونس وردنا البيان التالي من الطالب المضرب عن الطعام الشاذلي الكريمي : بيـــــــــان |
نداء حقوقي عاجل لإنقاذ حياة الطلبة المضربين منذ 40 يوما أطلقت منظمة حقوقية تونسية صيحة فزع بشأن خمسة من الطلبة التونسيين مضربين عن الطعام منذ أكثر من 40 يوما من أجل المطالبة بحقهم في مزاولة تعليمهم العالي و ترسيمهم بالكليات التي أطردوا منها بصفة تعسفية ، و قد أصبحت حالتهم الصحية تنذر بالخطر و يستوجب التدخل العاجل .
وقالت "حرية و إنصاف" التي زار وفد من أعضائها المضربين مساء هذا اليوم الثلاثاء 24 مارس 2009 توجه للاطلاع عليهم بمقر الاتحاد العام لطلبة تونس أين يواصلون إضرابهم ، انها توجه نداء إلى الراي العام و المنظمات الحقوقية و لجميع أحرار العالم للتدخل و مطالبة السلطة التونسية بالاستجابة لمطالبهم قبل فوات الأوان و قبل حصول مكروه مثلما حدث لبعض المضربين الذين واصلوا إضرابهم حتى الموت ومن بينهم السجين أنيس الشوك الذي لم يقبل اتهامه باطلا في قضية أثبت القضاء بعد وفته براءته. وأكدت المنظمة ، في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الثلاثاء 24 مارس 2009 ، أن تقريرا طبيا صادر يوم 20 مارس 2009 عن اللجنة الطبية المتابعة للوضع الصحي للمضربين ، أكّد أنه أمام خطورة وحدة الاضطرابات السريرية لكل المضربين فإنها تدعو إلى نقل كلهم جميعا فورا إلى المستشفى لمتابعة وضعهم الصحي المتدهور تفاديا للمضاعفات التي لا يمكن تدارك نتائجها و للتهديد الجدي لحياتهم . وتتجاهل السلطات الرسمية إضراب الطلبة ولم تظهر من جانبها أي مؤشر للإستجابة لمطلبهم القاضي بالعودة الى مقاعد الدراسة . |
منع من الزيارة..نقل مضربين للمستشفى..إعتداء وإضراب تضامني قالت مصادر تونسية أن إدارة سجن المرناقية منعت ظهر اليوم الثلاثاء 24 مارس 2009 الناشطة الحقوقية وعضو منظمة "حرية وإنصاف" ، الأستاذة نجاة العبيدي ، من زيارة منوبيها أيمن بن منصور و طارق الدقاز المعتقلين على ذمة التحقيق من أجل أفعال لها علاقة بقانون 10 ديسمبر 2003 التى وصف بـ"اللادستوري" . مما دفع الأستاذة نجاة العبيدي الى الإعتصام بقاعة الانتظار داخل السجن طالبة تقديم اعتذار رسمي من طرف مدير السجن . وأكدت منظمة "حرية وانصاف" ، في بلاغ تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الثلاثاء 24 مارس 2009 ، أن الأستاذة نجاة العبيدي إحتجت على هذا المنع وطالبت بتمكينها من حقها في الزيارة ، ولكن إدارة السجن أعلمتها في غياب المدير بأن تعليمات صدرت بمنعها من الزيارة بسبب مطالبتها السابقة بتمكين منوبها من حقوقه التي يخولها له القانون، و قد اعتبرت إدارة السجن أنها ليست متعودة على مخاطبتها باسم القانون و المطالبة بتطبيقه و أن مهمتها تنحصر فقط في تطبيق التعليمات. و طالبت المنظمة بإطلاق سراح جميع المعتقلين من أجل آرائهم و عقيدتهم و انتماءاتهم الفكرية ، ونددت بمنع الأستاذة نجاة العبيدي من زيارة منوبها و طالبت باحترام المحامين باعتبارهم معاونين للقضاء و يقومون بأداء رسالة سامية في الدفاع عن المظلومين و المقهورين . نقل طالبين مضربين عن الطعام إلى مستشفى شارل نيكول البوليس السياسي يعتدي بالعنف على مجموعة من الطلبة سجينان يضربان مساندة للطلبة المضربين |
السبيل أونلاين - تونس أخبار الجامعة التونسية قبل انعقاد المؤتمر : تحركات مكثفة للإتحاد العام لطلبة تونس ... أسابيع قليلة قبل انعقاد المؤتمر 25 للإتحاد العام لطلبة تونس كثفت قيادة المنظمة الطلابية من تحركاتها و أنشطتها و في هذا الإطار قررت تنظيم يوم تضامني مع المضربين عن الطعام في مختلف الأجزاء الجامعية و ذلك يوم الإربعاء 11 مارس 2009 و دعا المكتب التفيذي للإتحاد إلى " تنظيم إضرابات عن الطعام بمختلف المؤسسات و الأحياء الجامعية و الجهات على مدى هذا الأسبوع ( الإثنين 9 - السبت 14 مارس ) كما " دعا مناضلي و مؤتمري المؤتمر الوطني 25 الموحد لحضور التجمع الإحتجاجي بالمقر المركزي 19 نهج نابلس يوم 25 مارس 2009 احتجاجا على جملة المحاكمات التي تعرض لها مناضلو الإتحاد العام لطلبة تونس و على رأسها محاكمة الأمين العام عز الدين زعتور " مجالس تأديب : قررت إدارة كلية الآداب بالقيروان إحالة خمسة طلبة على مجلس التأديب يوم الخميس 26 مارس 2009 ( أي أثناء العطلة الجامعية ) بتهم عديدة من بينها :" القيام باجتماع غير مرخص فيه، العبث بأثاث المؤسسة و تحريض الطلبة علىالإدارة " و من ضمن هؤلاء كاتب عام المكتب الفيدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس بالكلية المذكورة حسين السويسي ( سنة رابعة عربية ) و ثلاثة أعضاء من المكتب الفيدرالي وهم علي بن سويس ( سنة ثانية علوم آثار ) و بدر الدين الشعباني ( سنة رابعة عربية ) و عثمان القراوي ( سنة رابعة فلسفة ) إضافة إلى الناشط النقابي صابر السالمي ( سنة ثانية فرنسية ) و تأتي الإحالة على مجلس التأديب على خلفية تنظيم اجتماع بمناسبة ذكرى 5 فيفري 1972 و قد طالبوا خلاله بإزالة كاميرات المراقبة داخل الكلية و تحسين ظروف الإقامة و المكتبة .... إيقافات و اعتقالات : - اعتقل البوليس السياسي يوم الأحد 8 فيفري 2009 الطالب يونس بن الوافي و تم اقتياده إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية أين تعرض لتعذيب شديد تسبب له في فقدان السمع و قد تم عرضه على حاكم التحقيق بالمكتب الرابع بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الجمعة 13 فيفري 2009 و بعد استنطاقه قرر إيداعه بسجن المرناقية - قامت فرقة الإرشاد السياسي بالقيروان ( عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009 ؟؟؟ ) يوم الإربعاء 25 فيفري 2009 باعتقال طالب المرحلة الثالثة محمد التيجاني طراد حفيد الشيخ الجليل إمام جامع عقبة بن نافع بالقيروان سابقا المرحوم عبد الرحمان خليف و قام البوليس بتفتيش بيته و حجز حاسوبه الخاص و قد تم نقله إلى مقر وزارة الداخلية بتونس و كان محمد التيجاني من رواد المسجد الكبير و مواظبا على صلاة الجماعة و خاصة صلاة الفجر و لا يعرف إلى حد الآن السبب الحقيقي لاعتقاله .... - تم يوم الإثنين 2 مارس 2009 بمدينة القيروان ( عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009 ؟؟؟ ) اعتقال الطالبين خالد الشايب و ياسين لوصيفي و تم نقلهما إلى جهة مجهولة مما أدخل الحيرة على عائلتيهما اللتين تجهلان أسباب هذا الإعتقال .... - اعتقل البوليس السياسي مساء الإربعاء 11 مارس 2009 الطالبين محمد المحجوبي و راشد الكحلاوي الذين يدرسان بكلية العلوم بتونس و تم اقتيادهما إلى جهة مجهولة و تخشى عائلتاهما أن يتعرضا للتعذيب مع العلم أن الطالب راشد الكحلاوي كان قد ترشح لانتخابات المجلس العلمي بكلية العلوم ضمن القائمة المستقلة و قد تم حجز هواتفهم الجوّالة و حواسيبهم .... - تم يوم الثلاثاء 10 ديسمبر 2009 إيقاف الكاتب العام للمكتب الفيدرالي للإتحاد العام لطلبة تونس بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بسوسة الطالب وائل نوار الذي سبق أن تم توقيفه خلال السنة الجامعية الفارطة على خلفية الإحتجاجات الطلابية التي انطلقت يوم 3 ديسمبر 2007 بكلية الآداب بسوسة حرمان الطلبة من التواصل مع الشيخ يوسف القرضاوي : بمجرد علمهم بتواجده على التراب التونسي بمناسبة افتتاح فعاليات " القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009 " عبّر عدد كبير من الطلبة عن رغبتهم و شوقهم لملاقاة الشيخ القرضاوي ولو من خلال محاضرة يلقيها بجامعة الزيتونة أو درس في جامع عقبة بن نافع و لكن الزيارة الخاطفة التي لم تدم سوى يومين ( 7 و 8 مارس 2009 ) و إجراءات الحصار المضروب حوله منعتهم من السلام على الشيخ القرضاوي و الحديث إليه و هو الذي لا يعرفونه إلا من خلال شاشة التلفزيون في برنامج " الشريعة و الحياة " الذي تبثه قناة الجزيرة مساء يوم الأحد أو من خلال خطبه الجمعيّة التي تبثها القناة الرسمية القطرية أما كتبه - التي تعد بالعشرات - فالأغلبية الساحقة من الطلبة لم يقرؤوا و لو نسخة واحدة منها بسبب وجودها على القائمة السوداء منذ أكثر من ربع قرن المدن الجامعية في أرقام : تطور عدد الطلبة خلال السنة الجامعية الماضية 2007 - 2008 حيث بلغ 828 350 طالب و قد توزع هؤلاء على 32 مدينة جامعية حسب الجدول التالي : 1 تونس الكبرى : 517 140 2 صفاقس : 484 45 3 سوسة : 186 34 4 قابس : 655 21 5 المنستير : 630 19 6 القيروان : 180 14 7 قفصة : 108 14 8 نابل : 877 9 9 بنزرت : 117 9 10 جندوبة : 870 8 11 المهدية : 342 8 12 الكاف : 857 5 13 المكنين : 994 1 14 باجة : 405 1 15 زغوان : 366 1 16 مدنين : 359 1 17 سليانة : 203 1 18 شط مريم : 181 1 19 ماطر : 161 1 20 جربة : 150 1 21 القصرين : 128 1 22 حمام سوسة : 037 1 23 قبلي : 986 23 سيدي ثابت : 986 25 قصر هلال : 921 26 مجاز الباب : 797 27 مقرن : 573 28 توزر : 485 29 سبيطلة : 471 30 تطاوين : 306 31 سيدي بوزيد : 305 32 طبرقة : 191 و يبلغ مجموع الطلبة الذين يدرسون خارج تونس الكبرى 311 210 طالب اندلاع حريق بالمبيت الجامعي للفتيات بالمنزه 1 : مساء الأحد 8 مارس 2009 و في حدود منتصف الليل جدّ حريق بمبيت الفتيات بالمنزه 1 المقابل للملعب الأولمبي بالمنزه لكرة القدم حيث احترقت غرفتان موجودتان بالطابق الثاني بالكامل و لولا التدخل العاجل للحماية المدنية لحصلت كارثة مروّعة بسبب امتداد النيران إلى الأروقة مما تطلب انقاذ الطالبات المقيمات من خلال شرفات الغرف باستعمال السلالم الميكانيكية و قد انتشر الهلع في صفوف الطالبات و تم نقل عشرات الطالبات إلى المستشفيات و المصحات الخاصة حيث أغمي على العديد منهن و أصيب البعض الآخر بجروح كما عمدت إحدى الطالبات إلى الإلقاء بنفسها من الطابق الثاني مما تسبب لها في كسور في الحوض و لم يتم التعرف إلى الآن على الأسباب الحقيقية لهذا الحريق إلا أن الطالبات عبرن عن تشكياتهن المستمرة من غياب الصيانة بالمبيت و خاصة فيما يتعلق بالشبكة الكهربائية طالب فرنسي ينشئ موقعا لإصلاح تمارين الرياضيات : أنشأ الطالب الفرنسي " ستيفان بوخريص " موقعا على الشبكة العنكبوتية لمساعدة تلاميذ أقسام الثانوي على القيام بفروضهم في مادة الرياضيات و اقتراح حلول لمختلف التمارين بمقابل يتراوح ما بين 5 يورو ( تمرين عادي ) و 80 يورو ( مسألة معقدة بطول عشرة صفحات ) و قام المشرفون على الموقع بانتداب طلبة يدرسون بأحسن المدارس و المعاهد العليا الفرنسية للقيام بعملية إصلاح التمارين و الفروض بشكل سريع و يلتزم الموقع بإعطاء نسخة من الإجابة أو الإجابات على الأسئلة أو الفروض في فترة تتراوح بين 24 و 72 ساعة و قد عبر العديد من الأولياء و المدرسّين عن امتعاضهم من انطلاق هذا الموقع الذي " لا يخدم الأهداف البيداغوجية و التربوية " بل يساهم في تكاسل التلاميذ و من غير المستبعد أن يتم استنساخ هذه التجربة في تونس من قبل بعض الطلبة أو الأساتذة بسبب مردودها المالي الكبير و في الختام : حماة الثغور لو سرت ليلا للثغور مرابطا ***** أو زرتها يوما من الأيام و سألتها عن حالها و حماتها ***** يجري الجواب على خطى القسّام هم أهلها حين الوغى و رجالها ***** بدمائهم يحموا حمى الإسلام نعم الجنود جباههم لا تنحني ***** إلا السجود لخالق الأنعام سلكوا طريق الحق رغم صعابه ***** فاستسهلوه كرقّة الأنسام فالموت من أجل الإله غنيمة ***** يسمو بها الشهداء كالأعلام طوبى لمن حفظ البلاد و صانها ***** و الخزي في الدارين للأقزام شتّان بين مرابط في أرضه ***** و مفاوض متعُثّر الأقدام لا الأرض ترجع بالتمنّي و الهوى ***** أو يخرج الأعداء بالأنغام لن يرجع الأرض السليبة لاهث ***** خلف السراب و هالة الأوهام أو تاجر باع القضية و ارتشى ***** أموالها و قضى على الأحلام أمّا الذي حمل السلاح و روحه ***** و مضى يدمّر قلعة الحاخام فهو الخيار ودربه هو دربنا ***** نفديه بالأرواح و الأجسام و نذود عن درب الجهاد و أهله ***** بالنفس و الأموال والأقلام يحميك ربي يا كتائب فاصنعي ***** للدين مجدا مشرق الأعوام مـــروان جميــــل مراسلة طلبة - تونس - الجمعة 13 مارس 2009 العدد الحادي عشر
|
إيطاليا تحاكم طيّارا تونسيا عشر سنوات لإنشغاله بالدعاء السبيل أونلاين - صحف قالت صحيفة بريطانية أن محكمة إيطالية أصدرت حكما بالسجن عشر سنوات على طيار تونسي اتهمته بالانشغال بالدعاء في وقت كان يتعين عليه فيه القيام بإجراءات الطوارئ لتجنب تحطم طائرته التي قتل فيها 16 شخصا، تونسيان و14 إيطالياً. وأشارت صحيفة ذي غارديان البريطانية إلى أن الطيّار التونسي شفيق الغربي كان مسؤولا عن الطائرة "تونانتير" التي تنتمي إلى أسطول الخطوط الجوية التونسية التي تحطمت في عرض سواحل جزيرة صقلية قبل أربع سنوات. وفي بادئ الأمر بدا الغربي بطلا لنجاة 23 شخصا، ولكن بعد التحقيق تم توجيه مجموعة من التهم له ولمساعده وعدد من المديرين والفنيين. واتفقت المحكمة مع ما ذهب إليه المدعون العامون من أن سلسلة الأحداث التي أفضت إلى تحطم الطائرة بدأت عندما تم خطأ تركيب قطعة لقياس الوقود تناسب طائرة أصغر حجما. وبعد انطلاق الطائرة من مطار باري جنوب إيطاليا متجهة نحو جزيرة جربة التونسية في السادس من أوت عام 2005، توقفت المحركات فوق صقلية رغم أن مؤشر البترول كان يوحي قبل انطلاقها بوجود ما يكفي للرحلة كاملة. وخلص القضاة إلى أنه كان ينبغي على الطيارين أن يتمكنا من إنزال الطائرة نحو مطار باليرمو الإيطالي، ولكن قائد الطائرة لجأ بسبب خوفه الشديد إلى الدعاء والاستغاثة بالله وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم، حسب تسجيلات غرفة القيادة. وصدر كذلك حكم بالسجن عشر سنوات على مساعده علي كبير، وتسع سنوات على المدير العام لتونانتر منصف زويري والمدير الفني للشركة. |
فيديو:ضحية أخرى للفرقة العدلية بنابل..المواطن ناصر العيّاري تتواتر الإنتهاكات على يد فرقة الشرطة العدلية بنابل دون رادع من قانون أو ضمير ، حيث إعتدى أعوان الفرقة المذكورة بتاريخ 08 نوفمبر 2008 ، على المواطن ناصر العيّاري ، بالضرب على رجله بواسطة عصا خشبية سببت له كسور مزدوجة بساقه اليمني ، ونقل على إثر ذلك إلى المستشفى الجهوي "الطاهر المعموري" بنابل ، وقد سلّمه المستشفى شهادات طبية تمنحه راحة لمدّة شهرين ، وقد مددت إلى شهرين آخرين في مناسبة أولى ثم إلى شهر ونصف في مناسبة ثانية .
وقد قدّم المتضرر ناصر العياري شكوى إلى وكيل الجمهورية لم يقع النظر فيها إلى حد الساعة ، وعمد أعوان الفرقة المعتدية إلى تحريف قضية الإعتداء إلى حادث مرور للإفلات من تجريمهم ، ولكن العياري عبر عن تصميمه على متابعتهم قضائيا لينال المعتدون الجزاء المستحق . وقد قام مراسل السبيل أونلاين بالتسجيل مع المواطن المتضرر الناصر العيّاري ، الذى أفاد بأنه تعرض للضرب والتعنيف مما خلّف له كسور خطيرة وأكد عزمه على تقديم شكاوى الى وزيرة الداخلية ورئاسة الجمهورية للمطالبة بإنصافه وتحقيق العدالة ومعاقبة الجلادين . من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف |
الحكومة الفرنسية تقرّ بالإنتهاكات في تونس والسلطة ترد بإحتشام قالت وكالة أنباء رسمية في تونس أن مصدرا بوزارة الشؤون الخارجية في الحكومة التونسية عقّب على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنار وزير الشؤون الخارجية الفرنسي لمجلة (جون افريك) ، والذى إنتقد فيها سجّل النظام التونسي في مجال حقوق الإنسان .
ووصف المصدر تصريحات كوشنار عن حقوق الانسان في تونس بأنها "فاقدة لكل مصداقية" ، حسب إدعائه . وأوردت (وكالة تونس إفريقيا للأنباء – وات) ، عن المصدر الرسمي قوله :"أن يريد السيد برنار كوشنار الاقناع بأنه يولي دوما الاهتمام لحقوق الانسان فهذا أمر يعنيه وحده ولكن أن يعبر عن موقفه تجاه حقوق الانسان في تونس مكتفيا بترديد عبارات مهترئة وممجوجة فهذا ليس من حقه بحكم مسؤولياته الحالية". وإنتقد وزير الخرجية الفرنسي برنار كوشنار أوضاع حقوق في تونس في حديث لمجلة (جون أفريك) الناطقة باللغة الفرنسية في عددها للفترة من 22 الى 28 مارس الجاري ، وذلك خلال رده على أحد أسئلة المجلة. وإعتبر المصدر الذى إحتفظ بإسمه "ان تصريحات السيد كوشنار هي للاسف فاقدة لكل مصداقية. فحديث مسؤول في حكومة الجمهورية الفرنسية عن صحافيين "مهرسلين" وآخرين مسجونين في تونس يتطلب شيئا من التروي والتثبت في صحة مثل هذه الافتراءات حتى لا نخطىء المكان والزمان لانه يصعب على السيد كوشنار أن يذكر حالة واحدة لصحفي مسجون وذلك منذ اكثر من عشرين سنة. تلك هي الوقائع وتلك هي الحقيقة" ، حسب قول المسؤول. واضاف:"فاذا كانت للسيد كوشنار دواع شخصية لاستغلال الساحة الاعلامية للتغطية على بعض "الصعوبات" فليس من حقه مطلقا في أن يقوم بذلك على حساب واجب التحفظ الملزم به بحكم وظيفته والذي أشار اليه بنفسه في تصريحه هذا" ، حسب إدعاء المصدر . وهاجم مسؤول خاجية حكومة الجنرال بن علي وزير خارجية حليفة الفرنسي ساركوزي بقوله:"في الواقع فان هذه ليست المرة الاولى التي يناقض فيها السيد كوشنار نفسه. ويمكننا تفهم حنينه الى الخطب الملتهبة حول حقوق الانسان كما يمكننا تفهم الازمة الوجودية التي يعيشها من حين الى اخر الا أن ذلك لا ينفي أن للحقيقة قداسة يجب احترامها.. حقيقة ما يجري في بلدان لا تبعد جوا سوى ساعة عن السواحل الفرنسية.. ان ذلك من أوكد واجبات مسؤول عن الديبلوماسية هذا اذا كان يوليها حدا أدنى من الاحترام." ، حسب ما أوردته الوكالة الرسمية. وسبق للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي خلال زيارته لتونس خلال العام الماضي (2008) ، أن إدعى أن حقوق الإنسان في البلاد "تشهد تقدما" ، وهو ما أثار موجة من الاستياء لدى المنظمات الحقوقية المحلية والفرنسية التى إعتبرت حديث ساركوزي مجاملة لحكومة بن على لأجل عقد صفقات إقتصادية .
|
تسجيل..نزار الكوتي يؤكد براءة الشاب المتوفي أنيس الشوك
قضت المحكمة الجنائية بقرمبالية يوم 04 مارس 2009 ، ببراءه كل من نزار الكوتي ، وأنيس الشوك الذى توفي يوم 28 جويلية 2008 ، بعد إضراب عن الطعام داخل سجن مرناق دام 73 يوما . وكان الكوتي والشوك أوقفا من قبل الشرطة العدلية بنابل بتهمة مزعومة وهي تحويل وجهة مواطن وسرقته .
وقضى الكوتي إحدى عشر شهرا موقوفا بسجن مرناق قبل أن يبرّأ من طرف المحكمة ويطلق سراحه يوم 04 مارس الماضي ، وقد أكد لمراسل السبيل أونلاين حين إلتقاه أنه تعرض إلى تعذيب وحشي يفوق التحمّل من طرف فرقة العدلية بنابل ، كما أنه شن إضرابا داخل السجن مباشرة بعد وفاة زميله أنيس الشوك إحتجاجا على تجاهل إضرابه الإحتجاجي الذى توفي على إثره ، وللتأكيد على برائته وزميله من التهم المنسوبة إليهما ، وهو ما أقرته المحكمة لاحقا . من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف |
حرية وإنصاف..أخبار الحريات في تونس 1) الحكم على سندس الرياحي بالسجن مدة ثلاثة أعوام:
أصدرت المحكمة الابتدائية بقرمبالية في ساعة متأخرة من مساء يوم الخميس 26 مارس 2009 حكما جائرا ضد الآنسة سندس الرياحي يقضي بسجنها مدة 3 أعوام من أجل تهمة الانضمام إلى تنظيم إرهابي بعد اعتراضها على الحكم الغيابي الصادر ضدها والقاضي بسجنها مدة 4 أعوام. علما بأن الآنسة سندس الرياحي اعتقلت في 24 ديسمبر 2006 في إطار قضية أحداث مدينة سليمان و أطلق سراحها بعد 18 يوما قضتها بإدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية و منذ ذلك التاريخ و هي تتعرض لانتهاكات مستمرة تتمثل في المداهمات الليلية لمنزل عائلتها و تفتيش غرفة نومها بالإضافة إلى استدعائها باستمرار للحضور إلى مركز الشرطة و منعها من الخروج و الضغط على مشغليها لطردها من العمل للتضييق عليها في الرزق.
|
تراجع صادرات معامل المجمع الكيميائي بقابس السبيل أونلاين - تونس تراجعت صادرات معامل المجمع الكيميائي بقابس بنسبة أصبحت تنذر بالخطر على مستقبل العاملين في القطاع . و أفادت مصادر مطلعة أن آلاف الأطنان من مادتي "الحامض الفسفوري" و "الديابي" موجود داخل مخازن المعامل بعد الفشل في تصديرها للخارج بسبب الأزمة الإقتصادية العالمية . و أضافت ذات المصادر أن الركود الذي يشهده تصدير المواد الكيميائية في تونس لم يثني السلطة عن مواصلة إنتاج مادة "الفسفاط" التي تعتبر من المواد الأولية لتصنيع "الحامض الفسفوري" ، و ردت الأمر إلى تخوف الحكومة التونسية من تفجر الوضع الإجتماعي مرة أخرى في مدن الحوض المنجمي. و في نفس الإطار ذكرت مصادر نقابية ان المئات من عمال شركات المجمع أصبحوا مهددين بالتسريح من العمل بسبب توقف الإنتاج في عدد من المعامل منذ ما يقارب عن 3 أسابيع. و من جهة أخرى سجل المجمع الكيميائي بقابس خسارة مادية فادحة بعد تراجع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن شراء 60 ألف طن من مادة "الديابي" في إطار صفقة تجارية بين تونس و إيران أبرمت بين البلدين قبل أشهر قليلة . وأكد مصدر من إدارة المجمع أن تدهور العلاقات الإيرانية-المغربية وراء فشل الصفقة. معز الجماعي - تونس |
قلق إعلامي وحقوقي في تونس بسبب تشديد القيود على الصحافيين السبيل أونلاين - وكالات يسود اعتقاد لدى كثير من المتابعين للشأن الإعلامي في تونس أنّ المناخ العام خلال السنة الجارية سوف يتّسم بتشديد التضييق على حرية الصحافة بالنظر إلى كثير من الوقائع التي جدّت في الأشهر الثلاثة المنقضية، وهو ما يتوقّع البعض استمراره في علاقة بالانتخابات الرئاسية والتشريعية الخريف المقبل.
وبحسب وكالة "قدس بريس" ، فقد أبدت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين قلقها من قرارات صدرت مؤخّرا عن بعض الوزارات والمؤسسات الحكومية لتضييق وصول المعلومة للصحافيين وما أصبح يميّز الخطاب السياسي الرسمي من توتر بشأن الموقف من حرية الصحافة. وعبّرت النقابة عن رفضها المبدئي لكلّ ما من شأنه أن يمسّ من حرّية الصحافة أو ما يمكن أن يمثّل مدخلا لإلغاء دور الصحفي، كما جاء في البيان. وكانت لجنة حماية الصحفيين قد بعثت برسالة إلى الرئيس التونسي عشية الذكرى السنوية لاستقلال تونس يوم 20 آذار (مارس) تناشده فيها إنهاء ما وصفته "دورة القمع" الجارية ضد الصحفيين الناقدين ووسائل الإعلام الناقدة. وذكّرت الرسالة التي نشرها موقع المنظمة الرئيس ابن علي بضرورة الالتزام بالتعهدات التي أعلن عنها مرارا منذ صعوده إلى السلطة بدعم الصحافة وحرية التعبير. من جهته وجّه الرئيس التونسي خطابا صارما للصحافيين في كلمته بمناسبة الاحتفال بالاستقلال قال فيه على وجه الخصوص إنّ الإلحاح على إبراز الأخطاء والتجاوزات وتعمد الإثارة والتشكيك والإساءة هي ممارسات لا تليق بمجتمعنا وليست من الحرية والديمقراطية في شيء، كما دعا الصحافيين إلى "ضرورة التحلي بأخلاقيات المهنة واحترام القانون وحرمة الأشخاص وعدم المس بهيبة المؤسسات والهيئات الإدارية والمهنية والاجتماعية والقضائية"، وتابع أنّ إصلاح الأخطاء والتجاوزات يتم عبر نقد نزيه يجمع ولا يفرق يبنى ولا يهدم يصلح ولا يفسد، حسب عبارته. وأضاف لطفي حجّي كان من الأجدى للسلطة الاستجابة لهذه المشاغل التي هي مطالب متواصلة لم تتجاوب معها السلطة، بدل الحديث عن مجموعة من المبادئ العامّة التي يمكن توظيفها حسب الأهواء. وشدّد حجّي على أنّ الصحافيين كانوا دائما أوّل المنادين بأخلاقيات المهنة وفق ما نصّت عليه مواثيق شرفها لكنّ السلطات هي التي غضّت الطرف في كثير من الأحيان عن عديد الأطراف التي تخرق أخلاقيات المهنة، حسب رأيه، مضيفا أنّ الخبر النزيه الموثّق لا يمكن أن يدخل في إطار المسّ من أخلاقيات المهنة بل يدخل في إطار الرأي والتنوّع الإعلامي، أمّا هتك الأعراض واستهداف بعض الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين فعلى الجميع سلطة وقضاء وصحافيين التصدّي له حتى لا يساهم في تشويه هذه المهنة. وفي نفس الإطار قالت سوازيك دولاي منسقة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة "مراسلون بلا حدود إنّ المنظمة تعرِب عن إحباطها الكبير من خطاب الرئيس التونسي الذي يعد تخليا منه عن أي وعد سابق له بإطلاق حرية الصحافة والسماح بحق التعبير الذي يكفله الدستور التونسي والمواثيق الدولية التي وقعت عليها الحكومة التونسية. وانتقدت المتحدثة باسم المنظمة ما اعتبرته دعوة من الرئيس التونسي إلى التخلي عن حرية النقد الصحفي حين اعتبر أنّ ما أسماه بـ"الإلحاح (من طرف الصحافيين) على إبراز الأخطاء والتجاوزات" في كتاباتهم "ممارسات لا تليق بمجتمعنا وليست من الحرية والديمقراطية في شيء"، وكذلك حين طلب منهم "عدم المس بهيبة المؤسسات والهيئات الإدارية والمهنيّة والاجتماعية والقضائية". ولاحظت سوازيك دولاي أنّ كلام الرئيس التونسي يأتي قبل أشهر معدودة من موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في تشرين أول (أكتوبر) القادم، وهو أمر لا ينسجم في شيء مع متطلبات المناخ الديمقراطي والانتخابات النزيهة التي تفترض حرية الصحافة والتعبير والتغطية الحرة للأحداث وللتجاوزات، حسب المتحدّثة. وفي مقابل هذه الأصوات المنتقدة لواقع الإعلام والمتخوّفة على مستقبل حرية الصحافة في تونس لا يجد خالد الحدّاد الصحفي بيومية الشروق الخاصّة المقرّبة من الحكومة مبرّرا لكلّ ذلك معتبر ما جاء في خطاب رئيس الدولة مهمّا ويؤشر لتحقيق تطلّعات كثيرا ما ناشدتها الساحة الإعلامية. وأضاف الحدّاد "يجب الإقرار بأنّه وقعت عديد التجاوزات والانتهاكات لحرمة المؤسسات والأشخاص تحت يافطة الحرّية، وما جاء في الخطاب الرئاسي الأخير يتضمّن تقييما لما مورس على أنّه حرية للصحافة وجرأة في طرح الملفّات. وفي اعتقادي فإنّ الإعلام الحرّ والمسؤول هو الذي يتعرّض في آن إلى النقاط السلبية والإيجابية وعدم التركيز على أحدهما فقط". وحول المخاوف التي أثارتها عبارات الرئيس ابن علي ردّ الحدّاد بأنّه يعتقد أن لا أحد قادر على استغلال مضامين الخطاب الرئاسي بغاية التضييق على واقع الحريات الصحفية، لأنّ المهنيّة والأخلاقيات الصحفية والجرأة والاقتراب من مشاغل المواطنين هي من المبادئ التي لا يمكن لأحد معارضتها أو الوقوف في وجهها لأنّها جوهر العمل الصحفي، حسب قوله. ويقلّل الصحفي الشاب المتخرج حديثا من معهد الصحافة وعلوم الأخبار أيمن الرزقي من دلالات الخطاب الرسمي الأخير معلّقا "ليس لديّ توقعات أو أوهام من أنّه سيتم تحرير قطاع الإعلام بخطاب أو تصريح رسمي والدليل على ذلك ما نتعرض له ميدانيا من ملاحقات أمنيّة ومنع من القيام بالمهام الصحفيّة والاحتجاز التعسفي والاستخفاف بالقانون". وذكّر الرزقي بأنّ الطابع الزجري لقانون الصحافة كاف وحده بما فيه من مواد تكبّل حرية الصحفي وتضع أمامه شتى العقبات، فلا يحتاج إلى مثل هذه الخطابات التي تذكّرنا بالمحضورات والتي هي في الحقيقة موجّهة إلى فئة من الصحافيين اختاروا الخروج على الخطّ الرسمي. |
الهجرة السرية..مسلسل من الفواجع عجز المغاربيون والأوروبيين عن إيقافه السبيل أونلاين - متابعة ما أن هدأت قليلا الرجّـة التي أحدثها غرق 26 شابّـا تونسيا في ساحل ضاحية المرسى القريبة من العاصمة لدى محاولتهم عبور البحر إلى جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، حتى هزّت الرأي العام في تونس فاجعة جديدة بعد جنوح مركب كان يقِـلّ نحو 100 مهاجر غير شرعي من جنسيات إفريقية مختلفة، بينهم أطفال وفتيات ونساء، انطلقوا من أحد الشواطئ الليبية في رحلة بحرية في اتِّـجاه السواحل الجنوبية لإيطاليا..
.. غير أن الرّحلة استمرّت أربعة أيام، لأن قارِبَـهم تعطَّـل في عرْض البحر قبل أن يغرق يوم 19 مارس الجاري داخل المياه الإقليمية التونسية، قبالة شواطئ مدينة صفاقس الجنوبية. ولقي 17 مهاجرا منهم حتفهم غرقا وأنقذت قوات الجيش التونسي والحماية المدنية 33 آخرين، فيما اعتُـبر 50 شخصا آخرون في عِـداد المفقودين. وبعدما كانت كارثة المرسى تُعتبَـر الفاجعة البحرية الأكثر مأساوية في العام الجاري، أتت الكارثة الجديدة لتتجاوزها، وإن لم يوجد تونسيون بين الضحايا. قبل ذلك بفترة قصيرة، عُثِـر على جُثَّـتي شابَّـين تونسيين في سفينة شحْـن في السويد، كانا استقلاها خِـلسة قبل أن تغادر ميناء رادس. الظاهر أن جميع الأسوار القانونية والأمنية التي أقامتها البلدان الأوروبية القريبة من سواحل شمال إفريقيا لصدّ موْجات المهاجرين غير الشرعيين، لم تُجدِ نفعا. فلا الاتفاقات القضائية التي عقدتها كل من تونس وليبيا مع إيطاليا والمغرب وموريتانيا مع إسبانيا خفّـفت من عدد المهاجرين السريين ولا التّـجهيزات المتطوِّرة، التي حصلت عليها البلدان المغاربية ساعدت على مراقبة السواحل واحتواء المراكب، التي تشُـق عِـباب الليل نحو الضِّـفاف المقابلة. وظلّـت سواحل إيطاليا وإسبانيا، وبدرجة أقل مالطا، تُمارس فعلا سحريا في عُـقول مئات الآلاف من الشباب في المغرب العربي وفي البلدان الإفريقية الواقعة جنوب الصحراء، الذين يتَّـخذون من ليبيا منصّـة "للقفز" إلى "الجنة الموعودة" أوروبا. وأفادت الإحصاءات الأممية أن نسبة المهاجرين السريين الذين يتِـم ضبطهم، لا تتجاوز 10% من الحجم الإجمالي، وتصل النسبة إلى 30%، عندما تُحكم خافرات السواحل الرّقابة على البحار، إلا أن الإحكام لا يُـمكن أن يستمر طويلا فتنخفض اليقظة مُجدّدا، فاسحة المجال أمام تسرّب عشرات المراكب خِـلسة بين ثقاب الشباك، إذ تتكثّـف "الرحلات"، التي يُنظمها عادةً مُنظِّـمون مُحترفون، على رغم القوانين الصارمة التي صدرت في السنوات الأخيرة لمعاقبتهم. وغاية هؤلاء المهاجرين، هي الوصول إلى التراب الأوروبي، لأنهم يشعرون عندها بنوْع من الحَـصانة تسمح لهم بانتظار اليوم الذي تتِـمّ فيه تسوية أوضاعهم. وطِـبقا للقانون الدولي، لا يحق للدولة "المستقبلة" أن تُرحِّـل مهاجرا وصل إليها عبر البحر، وإن بطريقة غير شرعية. وما شحذ المُهج لشدّ الرحال إلى أوروبا وركوب مخاطِـر البحر حتى في فصل الشتاء، قلّـة رضا فئات الشباب على وضعها. فليس العاطلون هم وحدهم الذين يحلمون بالهجرة، فالظاهرة اللافتة في الفترة الأخيرة، هي أن موظفين وشبابا من فئات متوسِّـطة، وحتى ميسورة، يُغامرون بامتطاء سُـفن صيْـد عتيقة، كثيرا ما تنقل راكبيها إلى العالم الآخر بدل جنّـات الأحلام في أوروبا. وفوجئ المحقِّـقون في حادثة غرق زوْرق الصيد في ساحل المرسى، شمال تونس الشهر الماضي، بأن أحد المفقودين كان شابا من وسط ميسور، فأخته طبيبة وهو كان يعمل وأراد تغيير الوظيفة، إلا أنه قفز في مركب "الحارقين"، مثلما يُسمّـون في تونس، في اللّـحظة الأخيرة، أملا بتحسين وضعه، فسافر ولن يعود. انسداد القنوات الشرعية والإفتقار إلى البدائل كذلك، أبرمت السلطات الفرنسية في 28 أبريل 2008 اتفاقا مع الحكومة التونسية، خصّـصت بمُـوجبه حصَّـة تصل إلى ألفي فرصة عمل للتونسيين الراغبين في الهجرة بطُـرق قانونية، وشمل الاتفاق 77 تخصّـصا مهنيا، غير أن ما لوحظ هو مزيد من التشدّد في منح التأشيرات، خصوصا بعد توحيد السياسة الأوروبية الرّامية لمكافحة الهجرة غير الشرعية، باعتماد المقاييس الحيوية "Biométrie". مع ذلك، أكّـد حبيب قعيدة، أمين عام غرفة الصناعة التونسية الفرنسية، أن فرنسا تحتاج إلى ألفي عامل تونسي سنويا في تخصّـصات مختلفة، ورأى في لقاء نظَّـمته الغرفة مؤخَّـرا، أن خرِّيجي الجامعات يتمتَّـعون بفرص أكبر لإيجاد وظائف في فرنسا، مؤكدا أن عددهم سيصل إلى 100 ألف خرِّيج في سنة 2016، واعتبر أن الصيغة المُـثلى لمجابهة هذا الاستحقاق، هو إخضاع شُعَـب الدِّراسة لمتطلَّـبات سوق العمل. وفي الإطار نفسه، اعترف مدير عام الأجانب والحدود في البرتغال مانوال بالوس، بمحدودية صيغة الهجرة الدائمة التي تعتمد على العقود المُـسبقة، لكنه اقترح العمل على تكثيف الهجرة الدائرية، أي أن ينطلق المهاجر إلى الوجهة الأوروبية التي يجِـد فيها عملا، كي يعود بعد فترة إلى بلده الأصلي، ثم يهاجر غيره بالطريقة نفسها، وهكذا. وأفاد في تصريح لسويس أنفو، على هامش ندوة عن الهجرة عُقدت في وقت سابق من الشهر الجاري في تونس، في إطار مجموعة 5 زائد 5، أن الندوة خُصصت لتعميق مفهوم الهجرة الدائرية ومنحها المِـصداقية اللازمة، كي تكون متكاملة مع الهجرة الدائمة وتلعب دورا داعِـما في تعديل التفاوُت بين العرض والطلب في أسواق العمل المغاربية. ورأى فرج السويسي، مدير ديوان التونسيين بالخارج، الذي يهتم بقضايا الهجرة، أن إكساب هذه الصيغة المصداقية، يحتاج إلى تأمين عدد من الضمانات والحقوق الأساسية، وفي مقدمتها المُـرونة في التنقل وحماية المكاسب الاجتماعية وتطوير التشريعات. وأقر بالوس بأن الهجرة الدائرية قديمة، مؤكِّـدا أن الإتحاد الأوروبي رأى ضرورة إحيائها في إطار تنشيط قنوات الهجرة الشرعية. ولدى سؤاله عن المضمون العملي للإحياء، أوضح أن ندوة تونس، التي أتَـت تنفيذا للاجتماع السادس للوزراء المعنِـيين بالهجرة في مجموعة 5 زائد 5 في البرتغال في مايو 2008، خُصِّـصت لإنشاء قاعدة بيانات عن سوق العمل في بلدان الإستقبال، وقاعدة مماثلة عن المهارات المتوافرة في البلدان المُصدِّرة للمهاجرين. غير أن هذه المساعي لم تمنَـع ظاهرة الهجرة السرية من تسجيل ارتفاع ملحوظ في منطقة البحر الأبيض المتوسط، بحسب التقرير السنوي الذي أصدرته في 31 ديسمبر الماضي منظمة "كاريتاس"، وهي أهم منظمة عالمية تُـعنى بالهجرة غير الشرعية. وكشف التقرير أن أعداد المهاجرين سِـرّا، ازدادت في منطقة لامبيدوزا وحدها بنحو 45% سنة 2008، مقارنة بسنة 2007. وقال الدكتور مهدي مبروك، الباحث التونسي المتخصّـص في الهجرة لسويس أنفو، إن الإحصاءات المُـنجزة مؤخرا، أظهرت زيادة عدد التونسيين الذين يقصِـدون ليبيا للهجرة من هناك، مُـشيرا إلى إيقاف السلطات الليبية 6 فتيات تونسيات كُـنَّ يحاولن الهجرة خِـلسة إلى السواحل الأوروبية سنة 2008، وهو ما يؤكِّـد أننا بِـتنا أمام ظاهرة جديدة، يمكن تسميتها بـ "تأنيث الهجرة غير الشرعية". قُصارى القول، أن موجات المهاجرين غير الشرعيين ما زالت تتدفّـق على أسوار أوروبا وترتطِـم على بوّاباتها. ففي عام 2008، قضى 1502 مهاجرا أمام تلك الأسوار، لكن هذا العدد سجَّـل تراجُـعا بنسبة 23%، قياسا على العام السابق. غير أن عدد الحالِـمين بصقلية والذين غرقوا قبل أن يدُركوا سواحلها، زاد في الفترة نفسها، إذ ارتفع عددهم من 556 غريقا في 2007 إلى 642 في السنة الماضية، أما عدد الواصلين إلى صقلية، فزاد بنسبة 80% في سنة 2008، مقارنة بالسنة السابقة. واستخلص الدكتور مبروك في تعليقه على تلك الإحصاءات، أن الأسلوب الأمني لم يُؤدِّ إلى النتائج التي كانت مأمولة منه، مُستدلاًّ بأن عدد القتلى بين المهاجرين غير الشرعيين عبر مضيق جبل طارق، ارتفع إلى أكثر من 4000 غريق في السنوات الخمس الأخيرة، وهذا يعني أن الغرقى في السنة الواحدة وفي أحد المضيَـقيْـن فقط (صقلية وجبل طارق)، كانوا أكثر من الضحايا الذين سقطوا في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزّة، ومع ذلك، يتكاسل الإعلام العربي والدولي عن الاهتمام بهذه الحرب المُدمِّـرة. من الاحتجاز إلى الترحيل كما يُتيح الأسلوب الجديد الاحتفاظ بالمُـهاجرين غير الشرعِـيين في المركز مُدَدا تصِـل إلى 18 شهرا، تنفيذا للقرار الذي اتَّـخذه الإتحاد الأوروبي في شأن إعادة ذلك الصِّـنف من المهاجرين إلى بلدانهم، غير أن تلك الخطوات أثارت ردود فعلٍ عنيفة لدى المنظمات الإيطالية التي يقودها اليسار، وكذلك لدى منظمات الدفاع عن المهاجرين في كلٍّ من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، والتي يُسيطر عليها نشطاء ينحدرون من شمال إفريقيا. لكن اللافت، أن سكان لامبيدوزا أنفسهم ثاروا ضدّ تلك التَّـدابير الجديدة، بعدما انتفض المهاجرون المحاصرون في مركز الاحتجاز وكسروا الأسيجة لينطلقوا في مسيرات عبْـر الجزيرة الصغيرة، قبل أن تُعيدهم قوات مكافحة الشَّـغب إلى المركز وتنقل بعضهم إلى سُـجون جنوب إيطاليا. ولا يتجاوز عدد سكان الجزيرة الصغيرة الستة آلاف، فيما يفوق عدد الشرطة والدّرك ألف عنصر. وما حيِّـر المراقبين، أن شريان المراكب المُحملة بالمغامرين، لم ينقطع بعد تلك الأحداث المأسوية التي شملت ألف مُحتجز في مركز لا مبيدوزا، بينهم نحو ألف تونسي. ورأى الدكتور مبروك أن هذا الانعطاف في موقف السلطات الإيطالية من المهاجرين غير الشرعيين، يعكس رغبة حكومة برلوسكوني بـ "تصدير" المشكل إلى الخارج، بعدما عجزت عن حلِّـه في الداخل. وأكَّـد دبلوماسي في السفارة الإيطالية في تونس، أن روما رحَّـلت خلال شهري يناير وفبراير الماضيين 3000 مهاجر إفريقي، قال إنهم وصلوا بطُـرق غير شرعية، إلا أن الباحث مبروك اعتبر أن الإيطاليين يسعَـوْن لإعطاء وكالة للحكومات المغاربية، كي تتولَّـى هي صدّ موجات الهجرة في إطار نوع من "المناولة"، وأكد أن السلطات الليبية هي أول من قبل القيام بدور الوكيل في التعاطي مع تنامي ظاهرة الهجرة السرية، في مقابل الحصول على ست خافرات متخصصة بمراقبة السواحل، ستقوم بدوريات مشتركة على طول السواحل الليبية، وحث الباحث التونسي المغاربيين على الامتناع عن القيام بهذا الدور. وكشف الدبلوماسي الإيطالي، الذي رفض الكشف عن هويته لسويس انفو، أن وزارة الداخلية الإيطالية تُقدر عدد الأفارقة الذين يتأهّـبون حاليا للسفر خِـلسة إلى إيطاليا بمليوني شخص. وعلى رغم المبالغة التي يمكن أن تتَّـسم بها هذه التوقعات، فإن التزايد المؤكد للعاطلين في العالم سيجعل من الوصول إلى أحد البلدان الصناعية الأوروبية، حُلما لكل شاب عاطل، خصوصا إذا كان حاملا شهادات جامعية. وفي هذا السياق، تتوقع منظمة العمل الدولية أن يرتفع عدد العاطلين في العالم إلى 210 ملايين عاطل في مقابل 190 مليون عاطل في سنة 2007، وما دام هذا الإحصاء يعتمد على الأرقام الرسمية التي تُقدمها الحكومات، فهذا يعني أن الحجم الحقيقي قد يكون أعلى من ذلك، لكن محمد الكشو، مدير المركز العربي لإدارة العمل والتشغيل (مقره تونس)، يعتقد أن استِـبقاء هؤلاء في بلدانهم مُـمكن، وفي هذا الإطار، عقد المركز ندوة مؤخرا في مقرِّه بمشاركة خمسين خبيرا من البلدان العربية، ركَّـزوها على البحث في البرامج الرامية إلى التشجيع على بعث المشاريع وتذليل الصعوبات التي تعترض الخرِّيجين المُقبلين على سوق العمل، إلا أن التدابير المقترحة قد لا تكون ناجعة، لأن أكثريتها تبقى نظرية. كيف يمكن النظر إذن إلى مستقبل الظاهرة؟ ما من شكّ في كونها مرشّـحة إلى التفاقم مع الانعكاسات المتوقّـعة للأزمة الاقتصادية، ومن المؤشرات على ذلك، أن وحدة البحث الجامعي التي يقودها الدكتور مهدي مبروك توصّـلت إلى استنتاج، مفادُه أن نسبة الجامعيين، أي الذين لهم مستوى تعليمي، يبدأ من الثانوية العامة فما فوق، يشكِّـلون خُمُس المهاجرين السريين (20%)، وهي نسبة تُغْـني عن أي تعليق... سويس أنفو - رشيد خشانة - تونس - 25.03.2009 |
تونس..محاكمات الشبان بتهم "الإرهاب" المزعوم تستأنف أكدت مصادر حقوقية تونسية أن العديد من المحاكم التونسية نظرت في قضايا شبان متهمين بـ"الإرهاب" الذى تتخذه السلطات التونسية ذريعة للقمع وإنتهاك حقوق الإنسان والحريات العامة والفردية .
وأفادت "الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بتونس " ، أن الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس برئاسة القاضي كمال بن جعفر نظرت اليوم الإربعاء 25 مارس 2009 في القضية عدد 57757 التي يحال فيها : بدر الدين الفرشيشي، "من أجل وضع النفس زمن السلم تحت تصرف منظمة إرهابية تعمل بالخارج و التحريض على ذلك" ، بعد اتهامه بالقتال في البوسنة في سنوات حرب التطهير العرقي الذي تعرض لها المسلمون على أيدي الصرب . و سبق لذات الدائرة أن قضت في حق الفرشيشي بعدم سماع الدعوى ليعاد نشر القضية من جديد إثر نقض الحكم تعقيبيا بطلب من النيابة العمومية و قد قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 8 أفريل 2009 استجابة لطلب محاميته الأستاذة سعيدة العكرمي. كما نظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر اليفرني اليوم الإربعاء في القضية عدد 12264 التي تحال فيها المجموعة المسماة بـ " مجموعة رأس الجبل "، و هم كل من : رفيق الزعيم و محمد بن خليفة و بلال الصفاقسي و وسام شربيب و عبد الرزاق العرافة و حمزة الصفاقسي و هشام القلعي و عبد الرزاق الصفاقسي و لطفي فرج و لطفي الملاخ و حمادي الدهماني و محمد أمين شقرون و أحمد التونسي و أحمد المقديش و محجوب بن الطاهر و وليد المحجوب و قيس الغربي و أحمد الغربي و أحمد الملاخ و أحمد العلج و حسن خمومة و زياد المعزاوي و صالح جعفر و عمر الطبربي و فتحي بالرايس و محمد أيمن الملاخ و مكي مزاح و نصير مملوك و ياسين سالم ، على خلفية تهم "الإرهاب" المزعوم . وأكدت الجمعية ، في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه الإربعاء 25 مارس 2005 ،أن المحكمة أجلت النظر في القضية لجلسة يوم 01 أفريل 2009 بطلب من النيابة العمومية لإعادة استدعاء المتهم لطفي فرج اعتبارا لإحالة بعض المتهمين من أجل نفس التهم و لذات الوقائع و طعنا في نفس الحكم الابتدائي (الصادر عن الدائرة الرابعة بالمحكمة الإبتدائية بتونس تحت عدد 15946 بتاريخ 01/07/2008 ) و قد حضر للدفاع عن المتهمين الأساتذة : أنور القوصري و سمير ديلو و سمير بن عمر و الهادي العباسي و وسام بن عاشور و رمزي بن دية و سفيان اليحياوي و منير بن صالحة و منصور الجربي و هندة الذوادي و عبد الفتاح مورو. وأيضا في القضية عدد 12797 التي يحال فيها كل من : حمدي زروق و لطفي القنوني و محمد علي عبد اللاوي و وليد الكحلاي و سمير بكار و مكرم بن علي و محمد يونس و فتحي علاوي و علي بوبكر ، على خلفية التهم نفسها. وقررت المحكمة تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 01 أفريل 2009 استجابة لطلب النيابة العمومية لجلب المتهم لطفي القنوني . كما نظرت الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي محمد علي كما نظرت الدائرة الجنائية 14 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي طارق شكيوة اليوم الأربعاء 25 مارس 2009 في القضية عدد 11347 التي يحال فيها كل من : منتصر خضر و بشير البجاوي و مراد النصيري ومحمد عريف و رمزي رزقي و يوسف اليعقوبي و محمد الأزهر البحري ، من أجل الامتناع عن إشعار السلط بما بلغه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب إحدى الجرائم الإرهابية ، و عقد اجتماعات بدون رخصة ، وبعد ترافع الأستاذ سمير بن عمر قررت المحكمة حجز القضية للتصريح بالحكم . وأقرت السلطات التونسية بتاريخ 10 ديسمبر 2003 ، قانون أطلقت عليه إسم "قانون مكافحة الإرهاب وتبييض الأموال" ، في غمرة الحرب التى شنها الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش على ما وصفه بـ"الإرهاب" ، وقد لقيت مساعي بوش معارضة واسعة حتى من داخل الولايات المتحدة الأمريكية . وفي تونس إستغلت السلطات توجهات الإدارة الأمريكية السابقة لتنخرط في تلك الحرب المزعومة على "الإرهاب" لتصادر الرأي المخالف وتقمع الحريات ، وقد نددت منظمات دولية ومحلية مهتمة بحقوق الإنسان بالإنتهاكات الواسعة التى أرتكبت بإسم قانون 10 ديسمبر 2003 والذى يصنفه النشطاء الحقوقيون والسياسيون على أنه غير دستوري . |
بريد الموقع: in...@assabilonline.net عنوان الموقع: www.assabilonline.net
بريد المراسلة: assabilo...@yahoo.fr والله الهادي إلى سواء السبيل |