[ قبَس ] - فَوائد وَ وقفآت رمضآنيّة |

4 views
Skip to first unread message

شبكة العسجد النسائية

unread,
Aug 31, 2010, 7:11:39 PM8/31/10
to asjad...@googlegroups.com
شبكة العسجد النسائية
شبكة العسجد المنتديات للاشتراك في المجموعة ضع بصمتك للتواصل معنا

 

 

 فعاليات المنتدى   
 

  

 


 



 


 

بـسم الله الرّحمن الرحيم


 
~

 
شَهر رمَضانْ شَهر خَير وَعتقٍ مِن نيرآن !

 
والرّابح فيهِ مَن تعبّد للهِ وشَحَن نفسّه طاقَه تعينَه على ذلكِ ،

 
وَلانّ لكلِ [ لَيلة ] مِن ليالي شهرِ رمضان فَضل وَ سِر !

 
سَـ" تبحِر بكِ [ قبَس ] في بَحرٍ من الفَوائد وَ الوقفآت ~

 
فَ اركبي معهَا ..

 
[ الفآئدَة الأولى ]

قال الله تعالى‏:‏
(يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)‏ ‏[‏البقرة‏:‏183‏]‏‏.‏
يقول ابن كثير رحمه الله ‏[‏تفسير القرآن العظيم 1/213‏]‏‏‏
يقول الله تعالى مخاطباً المؤمنين من هذه الأمة وآمراً لهم بالصيام؛
وهو الإمساك عن الطعام والشراب والوقاع بنية خالصة
لله عز وجل لما فيه من زكاة النفوس وطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الردئية والأخلاق الرذيلة،
وذكر أنه كما أوجبه عليهم فقد أوجبه على من كان قبلهم فلهم فيهم أسوة حسنة،
وليجتهد هؤلاء في أداء هذا الفرض أكمل مما فعله أولئك‏.‏‏.‏ ثم قال‏:‏ والصوم فيه تزكية
للبدن وتضييق لمسالك الشيطان‏.‏‏.‏‏.‏ ا هـ‏.‏


 
لقد جاءكم شهر كريم ،
أوجب الله صيامه وقيامه، فمن قصر فيه فهو من الخاسرين،
ومن اجتهد في صيامه وقيامه كان من الرابحين‏.

 
كان السلف -رحمهم الله- يفرحون به، ويدعون الله به،
فكانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان،
ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، فتكون سنتهم كلها اهتماماً برمضان‏.‏

 
والصيام شرعا :
التعبد لله سبحانه وتعالى بالإمساك عن الأكل والشرب وسائر المفطرات
من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .

 
ويجب التفطن لإلحاق كلمة التعبد في التعريف ;
لأن كثيرا من الفقهاء لا يذكرونها بل يقولون : الإمساك عن المفطرات من كذا إلى كذا
ولكن ينبغي أن نزيد كلمة التعبد , حتى لا تكون مجرد حركات أو مجرد إمساك بل تكون عبادة .
ونشاهد الناس عامة، مطيعهم وعاصيهم، أفرادهم وجماعاتهم، يفرحون بحلول الشهر الكريم،
ويظهرون جداً ونشاطاً عندما يأتي أول الشهر؛ فنجدهم يسرعون الخُطا إلى المساجد،
ويكثرون من القراءة ومن الأذكار، وكذلك نجدهم يتعبدون بالكثير من العبادات
في أوقات متعددة ،
ولكن يظهر في كثير منهم السأم والتعب بعد مدة وجيزة‏ !‏ فيقصِّرون،
أو يخلّون في كثير من الأعمال ‏!‏ نسأل الله العافية‏.‏

 
[ وقفة ]

 
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل، فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم )
والشاهد منه هنا نهيه صلى الله عليه وسلم الصائم عن الرفث والصخب والجهل.
[ الفآئدَة الثانية ]
 

 
من فوائد الصيام :

إن الله سبحانه وتعالى ما شرع هذا الصيام لأجل مس الجوع والظمأ،
وما شرع هذا الصيام لأجل أن نعذب أنفسنا، بل لابد من فوائد لهذا الصيام قد تظهر
وقد تخفى على الكثير، ومن هذه الفوائد‏ :‏


• حصول التقوى :

 

 
فإن الله لما أمر بالصيام قرنه بالتقوى، كما في قول الله تعالى‏:
‏ ‏(كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)‏
‏(‏البقرة‏:‏183‏)‏،
فجعل التقوى مترتبة على الصيام‏.‏ ولكن متى تحصل التقوى للصائم‏ ؟

التقوى هي‏:
توقِّي عذاب الله، وتوقي سخطه،
وأن يجعل العبد بينه وبين معصية الله حاجزاً، ووقاية، وستراً منيعاً‏.‏


ولا شك أن الصيام من أسباب حصول التقوى، ذلك أن الإنسان ما دام ممسكاً في نهاره
عن هذه المفطرات - التي هي الطعام والشراب والنساء -
فإنه متى دعته نفسه في نهاره إلى معصية من المعاصي رجع إلى نفسه فقال‏:‏
كيف أفعل معصية وأنا متلبس بطاعة الله‏؟‏‏!‏ بل كيف أترك المباحات وأفعل المحرمات‏؟‏‏!‏‏!‏

ولهذا ذكر العلماء أنه لا يتم الصيام بترك المباحات إلا بعد أن يتقرب العبد بترك المحرمات
في كل زمان؛

والمحرمات مثل‏:‏ المعاملات الربوية، والغش، والخداع، وكسب المال الحرام،
وأخذ المال بغير حق، ونحو ذلك كالسرقة، والنهب، وهذه محرمة في كل وقت،
وتزداد حرمتها مع أفضلية الزمان كشهر رمضان‏.‏


ومن المحرمات كذلك‏:‏ محرمات اللسان؛ كالغيبة، والنميمة، والسباب، والشتم،
واللعن، والقذف، وما إلى ذلك‏.‏ فإن هذه كلها محرمات في كل حال،
ولا يتم الصيام حقيقة، ويثاب عليه إلا مع تركها‏.‏

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع ورب قائم ليس له من قيامه إلا السهر .


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ
أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ .


عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ .

[ وقفة ]

قال الشيخ:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان
حين يلقاه جبريل،
وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ،
يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام
كان أجود بالخير من الريح المرسلة"

وسبب كون النبي صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في رمضان،
وأجود بالخير من الريح المرسلة، أي في إسراعها.. لقاؤه صلى الله عليه وسلم بجبريل
عليه السلام وعرض القرآن عليه
وما يتبع ذلك من تجدد العهد بمزيد من غنى النفس
الذي هو سبب الجود،


قال النووي رحمه الله في [شرح مسلم]:

"وفي هذا الحديث فوائد، منها: بيان عظم جوده صلى الله عليه وسلم،
ومنها: استحباب اكثار الجود في رمضان، ومنها: زيادة الجود والخير عند ملاقاة
الصالحين وعقب فراقهم للتأثر بلقائهم
، ومنها: استحباب مدارسة القرآن". اهــ

 
[ الفائدة الثالثة ]


 
من فوائد الصيام

 
* حفظ الجوارح عن المعاصي

 
ومن حِكَمِ الصيام وفوائده أن الإنسان يحفظ وجدانه،
ويحفظ جوارحه عن المعاصي، فلا يقربها، حتى يتم بذلك صيامه،
وحتى يتعود بعد ذلك على البعد عن هذه المحرمات دائماً‏.‏

 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ صَائِمًا فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ فَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ
أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ .

 
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ .

 
فالإنسان إذا دعته نفسه إلى أن يتكلم بالزور، أو بالفجور،
أو يعمل منكراً‏ من سب، أو شتم، أو غير ذلك، تذكر أنه في عبادة ،
فقال‏:‏ كيف أتقرب بهذه العبادة، وأضيف إليها معصية ‏؟‏‏!

 
ليس من الإنصاف أن يكون في وقت واحد وفي حالة واحدة جامعاً
بين الأمرين‏:‏ الطاعة والمعصية ‏!‏
إن معصيته قد تفسد طاعته، وتمحو ثوابها‏.‏
فالإنسان مأمور أن يكون محافظاً على الطاعة في كل أوقاته،
ولكن في وقت الصيام أشد‏.‏
وكثير من الناس وقوا أنفسهم في شهر رمضان ثلاثين يوماً،
أو تسعة عشرين يوماً عن المحرمات، فوقاهم الله بقية أعمارهم منها‏.‏
وكثير من الناس كانوا يشربون الخمر، أو الدخان، وما أشبه ذلك،
ثم قهروا أنفسهم في هذا الشهر، وغلبوها، وفطموها عن شهواتها،
وحمتهم معرفتهم لعظم هذه العبادة ألا يجمعوا معها معصية،
واستمروا على ذلك الحال، محافظين على أنفسهم،
إلى أن انقضت أيام الشهر وكان ذلك سبباً لتوبتهم
وإقلاعهم واستمرارهم على ذلك الترك لهذه المحرمات،
فكان لهم في هذا الصيام فائدة عظيمة‏.‏

 
وهكذا أيضاً إذا حافظ العبد على قيامه، واستمر عليه،
حمله ذلك على الإكثار من تلك العبادة
فإذا تعبد الإنسان بترك المفطرات، والصيام لله تعالى، دعاه إيمانه،
ودعاه يقينه، وقلبه السليم إلى أن يتقرب بغيرهما من العبادات‏.‏
فتجده طوال نهاره يحاسب نفسه ماذا عملت ‏؟‏ وماذا تزودت ‏؟‏
تجده طوال يومه محافظاً على وقته لئلا يضيع بلا فائدة ؛
فإذا كان جالساً وحده انشغل بقراءة، أو بذكر، أو بدعاء، أو يتذكر آلاء الله وآياته‏.‏
وإذا كان في وقت صلاة، صلى ما كتب له من ليل أو نهار،
وإن دخلت الصلاة أقبل عليها بقلبه وقالبه، وأخذ يتأمل ويتفكر ما يقول فيها؛
فيكون الصيام بذلك سبباً في كثرة الأعمال والقربات كما يكون سبباً للمنع من المحرمات‏.‏

 
[ الوقفة الأولى ]

 
عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر)

 
فالناس لا يزالون على خير ما عجلوا الفطر،
وذلك لامتثالهم سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم وعدم الخروج عليها بعقولهم،
إذ قد يستحب العقل تأخير الفطر لمزيد الأجر، فتقع مجانبة الخير، وقد ورد عند أبي داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه زيادة
(.. فإن اليهود والنصارى يؤخرون)، فدلت تلك الزيادة على أن الخير في التعجيل راجع لمخالفة اليهود والنصارى،
ولهذا جاء عند الحاكم من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
"كان لا يصلي المغرب حتى يفطر، ولو على شربة ماء"
[حسنه الألباني في صحيح الجامع].

 
[ الوقفة الثانية ]

 
عن أنس رضي الله عنه قال:
"كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات
قبل أن يصلي، فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات، فإن لم تكن حسا حسوات من الماء"
أي يستحب للصائم أن يفطر أول ما يفطر على رطبات، فإن لم يجد فتمرات،
فإن لم يجد فعلى الماء، وهذا الاستحباب مأخذه فعل النبي صلى الله عليه وسلم،
والأصل في فعله صلى الله عليه وسلم الاستحباب ..
[ الفائدة الرابعة ]


 
من فوائد الصيام

 
* حمية للبدن
ومن حكمة الله تعالى في هذا الصيام أيضاً أن فيه حمية للبدن عن الفضلات‏.‏
ولا شك أن الحمية من أقوى أنواع الأدوية والعلاجات،
فالصيام يُكسب البدن المناعة والقوة،
كما يكسبه أيضاً تدرُّباً على الصبر واحتمال الجوع والعطش،
حتى إذا ما تعرض له بعد ذلك فإذا هو قد اعتاد عليه،
فكان في ذلك منفعة عظيمة‏.‏
وفي هذا المقام تجدر الإشارة لحديث يتداوله الناس بل والوعاظ
والخطباء وهو حديث ( صوموا تصحوا ) حديث ضعيف .



 
[ وقفة ]

 
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أفطر
قال: (ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله)
قوله صلى الله عليه وسلم: (ذهب الظمأ) أي العطش،

وقوله : (وابتلت العروق) أي بعد أن يبست بالعطش،
وقوله : (وثبت الأجر) أي حصل الثواب إن شاء الله،
وهذا الدعاء مستحب للصائم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو به.

 

 

[ الفائدة الخامسة ]

من فوائد الصيام

* تذكر الفقراء والذين يموتون جوعاً

ومن الحكم الجليلة التي شرع لها الصيام أن يشعر الإنسان بالجوع فترة الصيام
فيتذكَّر أهل الجوع دائماً من المساكين والفقراء، ليرأف بهم، ويرحمهم،
ويتصدق عليهم‏.‏

فشُرع الصيام لأجل أن يتضرع الإنسان -إذا ما أحسَّ بالجوع- فيدعو ربه،

كما ورد في الحديث‏:‏ ‏(‏إن النبي صلى الله عليه وسلم عرضت عليه جبال مكة ذهباً،
فقال‏:‏ لا يا رب بل أرضى بأن أجوع يوماً، وأشبع يوماً، فإذا جُعْتُ تضرعتُ إليك وذكرتك، وإذا شبعت حمدتك وشكرتك‏)
‏ ‏[‏أخرجه الترمذي برقم 2347 وقال حديث حسن‏]‏‏.‏

فذكر أن الجوع سببٌ للتضرع والذكر‏. فالإنسان إذا أحس بالجوع تضرع إلى الله‏.‏

ومن الحكم في الصيام أن الإنسان يقلل من الطعام حتى يحس بأثر الجوع،

فيتضرع ويدعو الله، ويتواضع له، ويكون ذاكراً له، مقبلاً إليه، متواضعاً بين يديه‏.‏

ونلاحظ كثيراً من الناس أنهم لا يحسون بأثر هذا الجوع في هذه الأزمنة،

وذلك أنهم عند الإفطار يجمعون من المأكولات والمشتهيات ما يملأون به بطونهم،
ويستمرون في الأكل طوال ليلهم، متلذذين بأنواع المأكولات حتى إذا ما أتى النهار وقد مُلئت بطونهم مكثوا طوال نهارهم في راحة،
أو في نوم أو ما أشبه ذلك إلى أن يأتي الليل فلا يحس أحدهم بأنه صائم، ولا يظهر عليه أثر الصوم‏.‏

ومن المعلوم أن هذا الحال لم يكن من الصحابة والسلف الأولين،

فإنهم كانوا يقللون من المأكل في إفطارهم وفي سحورهم،
ولا يأكلون إلا ما يقتاتون به ويقيم أصلابهم،
كما أنهم كانوا طوال نهارهم منشغلين في أعمالهم الدينية والدنيوية،
ولذلك لا بد وأن يظهر عليهم
أثر الجوع والتعب، ولكنهم يحتسبون ذلك عند الله‏.
‏ فينبغي للمسلم ألا يكون همه المأكل، وأن يعمل حتى يكون للصوم آثاره وفوائده‏.

[ وقفة 1 ]

عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالعَرْج يصبّ على رأسه الماء
وهو صائم من العطش أو من الحر")
وفعله صلى الله عليه وسلم هنا يدل على الجواز، وقد يستفاد منه الاستحباب،

أي استحباب من وجد في صيامه مشقة من العطش أو الحر أن يتبرّد بالماء،
وذلك من زيادة المشقة، وما جعل الله علينا في الدين من حرج.

[ وقفة 2 ]

عن لقيط بن صبرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائمًا)

فإن قيل: النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك للذي يتوضأ
فكيف نعممه لغيره، من الصائم وغيره ؟


الجواب:
أن أصل المضمضة والاستنشاق مباحان في كل وقت، ولم يمنع الشارع الصائم منهما، بل منعه فقط من المبالغة فيهما،
وليس لنا إقصار المضمضة
والاستنشاق على الصائم أثناء وضوئه فقط،
لأن منع الصائمِ من شيء لا بدّ وأن يكون بدليل، ولا دليل هنا.

 
[ الفائدة السادسة ]

 

من فوائد الصيام

* تخفيف حدة الشهوة

وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الصوم للشباب

وجَاءً أي‏:‏ مخففاً من حدة الشهوة كما في قوله صلى الله عليه وسلم‏ :
(‏يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء‏)‏‏.‏ ‏[‏متفق عليه‏]‏‏.‏

ذلك أن الصوم يكسر حدة شهوة النكاح‏.‏

((النكاح من سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني وتزوجوا ؛
فإني مكاثر بكم الأمم ومن كان ذا طول فلينكح ومن لم يجد فعليه بالصيام
فإن الصوم له وجاء )) صححه الألباني في السلسلة الصحيحة

 
وكثير من الناس الآن يصومون، لكنهم لا يجدون لهذا الصيام أثراً لتخفيف
حدة الشهوة، وذلك أنهم لم يذوقوا ألم الجوع والعطش والتعب،
بل ظلت نفوسهم متعبة بالشهوات، وأنّى لهم أن يتركوها
وقد أضافوا إلى صومهم كل ما تعف النفس عن رؤيته
من أفلام خليعة ومسلسلات ماجنة‏.‏


[ وقفة ]


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم"
فهذا دليل على إباحة الحجامة للصائم، وهو مأخوذ من فعله صلى الله عليه وسلم،
ولو كانت الحجامة محرمة أو مفطرة ما فعلها وهو صائم صلى الله عليه وسلم.

 
[ الفائدة السابعة ]

 

من فوائد الصيام

بعض الفوائد الصحية حسب الدراسات الطبية

 
1- الدماغ :

يجبر الصيام الجسم على استهلاك جزء من الشحوم المخزونة فيه
فتنخفض نسبة الكولسترول في الدم التي تعتبر المسؤول الأول عن السكتات
الدماغية لذا يندر حدوثها أثناء الصوم .

 
2- الجلد :

تقل نسبة الماء في الدم أثناء الصيام وبالتالي تقل نسبته في الجلد
وهو ما يفيد في علاج الأمراض الجلدية حيث يؤدي إلى :

* زيادة مناعة الجلد ومقاومة الميكروبات والأمراض المعدية الجرثومية
* تقليل حدة الأمراض الجلدية التي تنتشر على مساحات واسعة
من الجسم مثل الصدفية
* تخفيف أمراض الحساسية والحد من مشاكل البشرة الدهنية
* تناقص نسبة التخمر الذي يسبب دمامل وبثورا مستمرة لانخفاض
إفرازات الأمعاء للسموم أثناء الصيام

 
3- القلب :

*10% من كمية الدم التي يدفع بها إلى القلب الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمي
لإنجاز عملية الهضم أثناء الصوم تنخفض تلك النسبة بشكل كبير
وهو ما يعني عملا أقل للقلب وبالتالي قدرا من الراحة

* نتيجة لاحتراق جزء من الشحوم المخزونة بالجسم أثناء الصيام تتناقص نسبة
مادة الكوليسترول بالدم وهي المادة التي تترسب على جدار الشرايين مسببة
تصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم وتجلط الدم في شرايين القلب والمخ .

[ وقفة ]


عن ثابت البناني قال:
( سئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم ؟
قال: لا، إلا من أجل الضعف )
إذاً في الأثر جواز الحجامة ، إلا لمن يضعف بها، فإنها حينئذ مكروهة له .
 
[ الفائدة الثامنة ]

تابع بعض الفوائد الصحية حسب الدراسات الطبية

 

4- الدم :
 

أثناء الصيام لا يحدث تغير في حجم كرات الدم أو نسبة الهيموجلوبين به
ولا تتأثر نسبة البروتين المهم في بناء الجسم ومناعته وهو ما يحافظ على
نشاط الجسم وحيويته أثناء الصيام كما أن عدم شرب الماء يقلل من حجم الدم
داخل الأوعية الدموية فيزداد إفراز البروستجلاندين الذي ينشط الآلية المنظمة
للأوعية وله دور حيوي في تنشيط خلاليا الدم وتثبيط القرح المعوية ويسهل
عملية الولادة


5- الجهاز الهضمي :

يقل إفراز العصارة المعدية أثناء الصيام حيث يعتمد إفرازها على وجود طعام
في الجهاز الهضمي فتبطئ حركة الأمعاء وتأخذ راحة ضرورية لتجديد نشاطها
كما أظهرت التجارب ضبط الصيام لحموضة المعدة الزائدة التي يعاني منها الكثير
من الناس وبالتالي تقل فرص الإصابة بقرح الأمعاء


6- البنكرياس :

الصيام يعطي غدة البنكرياس فرصة رائعة للراحة
فالبنكرياس يفرز الأنسولين الذي يحول السكر إلى مواد نشوية ودهنية
تخزن في الأنسجة فإذا زاد الطعام عن كمية الأنسلوين المفرزة يصاب البنكرياس
بلإرهاق والإعياء ثم أخيرا يعجز عن القيام بوظيفته فيتراكم السكر في الدم
ونزيد معدلاته حتى يظهر مرض السكر .

[ وقفة ]

عن عائشة رضي الله عنها قال:
"كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه"
وبهذا جوّز القائلون
بإباحة التقبيل والمباشرة للصائم

بشرط أن يكون قادرًا على ضبط نفسه، أي بفعل النبي صلى الله عليه وسلم.


 
[ الفائدة التاسعة ]

تابع لـ الفوائد الصحية حسب الدراسات الطبية

7- الكبد :


ينشط الكبد أثناء الصيام حيث يضطر الجسم إلى الاعتماد على الشحوم المختزنة به
فتتحول كميات هائلة منها إلى الكبد ليؤكسدها حتى ينتفع بها الجسم فيقوم الكبد بإزالة
سميتها ويتخلص من تلك السموم عبر الجهاز البولي وفي هذه الأثناء تكون عمليات
الهدم (استغلال الشحوم المخزنة) أعلى من البناء (تخزين الشحوم)
وهو ما يخلص الكبج من مخزونه من الشحوم فتنشط الخلايا الكبدية .

 

8- الكلى :

عدم تناول الماء لحوالي 10 إلى 12 ساعة يوميا يفيد الكلى في الكثير من الأحيان
حيث يزيد تركيز سوائل الجسم محدثة جفافا بسيطا يحتمله الإنسان لوجود مخزون
كاف فيعطي بذلك الكلى استراحة مؤقتة للتخلص من الفضلات هذا بدوره
يؤدي إلى انخفاض بسيط في ضغط الدم يحتمله الشخص العادي ومفيد لمرضى
ارتفاع ضغط الدم كما أنه وأثناء الصوم يزيد تركيز أملاح مثل الصوديوم
والبوتاسيوم وينقص الكالسيوم مع استهلاك الشحوم فيمنع الترسبات الكلسية
المسببة للحصى والأكياس الدهنية والأورام في بدايتها .

9- الخلايا :

طبيعة الجسم البشري أن يموت فيه 125 مليون خلية في الثانية الواحدة
ويتخلص منها ليبني خلايا جديدة بدلا منها لكن الصيام يحرك الجسم لزيادة هذه
العدد فيتخلص من بعض الخلايا الضعيفة المقبلة على الموت لمواجهة الجوع
وهو ما يعد فرصة ذهبية لهدم هذه الخلايا وإعادة انتاجها بحسب احتياجات الجسم

 
10- المفاصل :

تزداد في فترة الصيام القدرة على التخلص من النفايات والمواد السامة
والجراثيم التي تسبب آلام المفاصل والتي لم يجد لها الطب الحديث علاجا حتى
الآن وأثناء الصيام تنقص سرعة الترسيب وتتحسن الالتهابات كما أن الصيام
يعمل على تقليل نسة الإصابة بمرض النقرس والذي يسببه زيادة ترسيب
حمض البوليك في المفاصل نتيجة الإكثار من تناول اللحوم والتغذية غير الصحية .
 

[ وقفة ]

عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال كان كصيام الدهر)
ففي الحديث حثّه صلى الله عليه وسلم على صيام تلك الأيام من شوال مطلقًا،

وقال بعض العلماء يشترط صيام رمضان قبلها تامًا، فمن أفطر في يوم أو أكثر
لعذر لا تتحق فضيلة تلك الأيام في حقه حتى يكمل صيام رمضان أولا،
ثم يصوم ستة أيام من شوال، ولا شك أن قضاء الأيام الواجبة أولى من الشروع
أولا في صيام أيام مستحبة.

[ فائدة ]

قال النووي رحمه الله في [شرح مسلم]:
قال العلماء وإنما كان ذلك كصيام الدهر: لأن الحسنة بعشر أمثالها،
فرمضان بعشرة أشهر، والستة بشهرين. اهـ

[ فائدة ثانية ]

قال المناوي في [فيض القدير]: وخُصّ شوال لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه
إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم، فالصوم حينئذ أشق فثوابه أكثر.

 
[ الفائدة العاشرة ]


 
من آداب الصيام


 
الأول :
الإخلاص أن يبتغي المسلم بصومه ثواب الله ومرضاته والدار الآخرة
ولا يكون غرضه في ذلك سمعة أو ذكرا أو عرضا من الدنيا.
وهو شرط لصحة الصوم لا يقبل بدونه.
ولذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). متفق عليه.

 
وكثير من الناس لا يستحضر نية التقرب في الصوم ولا يشترط ذلك لأنه مستصحب
لحكم النية لكن يستحب للمسلم أن يستحضر هذه النية أثناء صومه.

 
وبعض الناس من الغافلين هداهم الله أصبح الصوم في حسه مجرد عادة نشأ
عليها يصوم موافقة لقومه ومجتمعه ولذلك تجده والعياذ بالله تاركا للصلاة
والفرائض الأخرى فهذا لا ينفعه الصوم ولا يقبل منه.

 
[ وقفة ]

 
تتمة الوقفة السابقة:
فائدة ثالثة: قال الشيخ العثيمين في [شرح رياض الصالحين]:
لكن لو أنك تساهلتَ حتى خرج شوال وصمت فإنها لا تكون بهذا الأجر،
اللهم إلا من كان معذورًا مثل أن يكون مريضًا أو امرأة نفساء أو مسافرًا،
ولم يصم في شوال وقضاها في ذي القعدة فلا بأس. اهـ
قلت: وهذا كلام قوي، ويؤيده أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي نوافله
إذا فاتته لعذر، بل وأمر من نام عن حزبه بالليل أن يصليه أو يقرأه ما بين
الضحى والظهر
[ الفائدة الحادية عشرة ]

من أداب الصيام ..

الثاني:
السحور فيستحب للمسلم أن يواظب على أكلة السحور من طعام وشراب
وقت السحر فإنها أكلة مباركة لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(تسحروا فإن في السحور بركة). متفق عليه.
وكلما تأخر كان ذلك أفضل لفعل النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يؤخره
حتى ما يبقى على الأذان إلا قدر تلاوة خمسين آية. ويجزئ السحور بأي شيء
ولو حسوات من ماء. لحديث: (السحور بركة فلا تدعوه و لو أن يجرع أحدكم ماء
فإن الله و ملائكته يصلون على المتسحرين). رواه أحمد.
فالسحور فيه بركة الإتباع والثواب والإعانة على الصوم
وهو من خصائص هذه الأمة لقول الرسول الله عليه وسلم:
(فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلة السحر). رواه مسلم.

[ وقفة ]

عن أبي قتادة قال:
"سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم عرفة؟
فقال: (يكفر السنة الماضية والباقية)، وسئل عن صيام يوم عاشوراء؟
فقال: (يكفر السنة الماضية)
إذن في الحديث استحباب صيام يوم عرفة،
لأنه مكفر لسنتين ، واستحباب صيام يوم عاشوراء لأنه مكفر لسنة ..
 

[ الفائدة الثانية عشرة ]

من آداب الصيام

الثالث:
يستحب للصائم أن يشتغل بالذكر والنافلة وأن يملأ نهاره بأنواع الطاعات
من تلاوة للقرآن والدعاء والتسبيح والتهليل والتحميد والتكبير والتطوع
بالصلاة والصدقة وأنواع الإحسان للمسلمين وغير ذلك من القرب.
وفي الليل يشتغل بقيام الليل والتدبر في كتاب الله.
لما في الصحيحين من حديث ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال:
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في
رمضان حين يلقاه جبريل فيدارسه القرآن فلرسول الله صلى الله عليه وسلم
حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة).

ومن المؤسف أن ترى بعض المسلمين لا يوظف صومه بالخير
ويقطعه بالكسل والبطالة والغفلة نوم في النهار وسهر بالليل على برامج الفساد
ناهيك عن فعل المحرمات من تخلف عن الفرائض وارتكاب المآثم.

[ وقفة ]

عن أم الفضل بنت الحارث:
أن ناسًا تماروا عندها يوم عرفة في صيام رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم ليس بصائم،
فأرسلت إليه بقدح لبن وهو واقف على بعيره بعرفة فشربه)

فيستفاد من هذا الحديث أن فضل صيام يوم عرفة إنما هو لغير الحاج،
لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصومه وهو حاجّ،
وكذلك ورد حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم
"نهى عن صيام يوم عرفة"
[أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجه والحاكم وضعفه غير واحد من أهل العلم كما في الضعيفة للألباني]،
ومن أهل العلم من قال تركه صلى الله عليه وسلم للصيام وهو واقف بعرفة
لا يدل على عدم الاستحباب، لأن الأحاديث المستفاد منها الاستحباب
مطلقة في الحاج وغيره،
فقيل: ترك صيامه صلى الله عليه وسلم لكونه مسافرًا،
وقيل: ليتقوى على الدعاء، وقيل: لأن يوم عرفة بمثابة العيد للحجاج المجتمعين.
 
[ الفائدة الثالثة عشرة ]


 
من فوائد الصوم ..

 
الرابع:
يجب على الصائم أن يحفظ صومه من اللغو وقول الزور وفعل الزور
ومن جميع المعاصي والسيئات التي تنقص ثواب الصوم فإن الصوم الشرعي
يقتضي الإمساك عن جميع المحرمات الحسية والمعنوية.
لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
(من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه).
رواه البخاري.
وقال جابر رضي الله عنه:
(إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الجار
وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء).
فينبغي للمؤمن أن يكون حريصا عن كل ما يخدش صومه ويذهب ثمرته.
والمؤسف أنك ترى بعض الناس حاله في الصوم لا يختلف عن حاله في فطره
من غيبة ونميمة وكذب وسماع أغاني ونظر للمحرمات عياذا بالله.

 
[ وقفة ]

 
وعن أبي غطفان بن طريف المري قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول:
"حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع)،
قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم"
ففي الحديث استحباب صيام التاسع من المحرم إلى جانب صيام العاشر،
وهذا لمخالفة اليهود والنصارى،
وقيل تحصل المخالفة كذلك بصيام يوم بعد العاشر، والأولى قبله .

[ الفائدة الرابعة عشر ]

من آداب الصيام

الخامس:
ومن الآداب العظيمة ترك المراء والسباب والغضب والمشاتمة أثناء الصوم
فالمشروع للمسلم إذا صام أن يكون حليما مالكا لنفسه مسيطرا على مشاعره
متحفظا من لسانه لا يستثار ولا يغضب لأتفه سبب ولا يخرج عن طوره في
المضايقات والخصومات والمشاحة على منافع الدنيا ومصالحها.
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
(إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله
فليقل إني امرؤ صائم ) متفق عليه

وبعض الناس تجده يغضب ويسب ويشتم وتضيق أخلاقه وقت صومه
ولا يحتمل أحدا عند إشارات المرور والمواقف ومراكز التسوق والعمل
إذا حصلت مشاحنة أو اختلاف.

[ وقفة ]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(أفضل الصيام بعد رمضان صيام شهر الله المحرم،
وأفضل الصلاة بعد الفريضة قيام الليل)
ففي الحديث استحباب صيام أكثر شهر الله المحرم،
لأن صيامه أفضل الصيام بعد رمضان، كما صلاة الليل أفضل الصلاة بعد المفروضة.

[ الفائدة الخامسة عشر ]

من فوائد الصوم:

السادس:
الإلتزام بأداء الصلوات في وقتها أثناء الصوم
لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا).
وقد شدد الشارع في مواقيت الصلاة فيجب على المسلم أن يؤدي الصلاة
في وقتها ولا يجوز له تأخيرها عن وقتها المحدد شرعا بغير عذر شرعا
كنوم ومرض ونحوه وتأخيرها كبيرة من الكبائر المتوعد عليها.

أما الصوم فليس بعذر في تأخير الصلاة وإخراجها عن وقتها.
وبعض الناس هداهم الله ينام عن الصلوات في النهار وهو صائم ولا يفعلها
إلا بعد خروج الوقت ويظن أن تعب الصوم يسوغ له ذلك وهذا خطأ شنيع
وإن كان صومه صحيح حال نومه لكنه ارتكب جرما عظيما يجب التوبة منه.

[ وقفة ]

عن عائشة قالت:

"ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط
إلا شهر رمضان، وما رأيته أكثر منه صيامًا في شعبان"

فاستحباب صيام شعبان مأخذه فعله صلى الله عليه وسلم،
وهو ما أخبرت به عائشة رضي الله عنها، وعلم من حديث عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يستكمل صيام شهر كامل غير رمضان.
 

[ الفائدة السابعة عشر ]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه)
فمن فضل صيام رمضان أنه سبب في مغفرة ما تقدّم من ذنوب الصائم
بشرط أن يكون "إيمانًا" أي اعتقادًا وتصديقًا، و"احتسابًا"
أي وإخلاصًا لله وانتظارًا للأجر منه وحده.

فائدة:
المقصود بمغفرة الذنوب المتقدِّمة هنا الصغائر دون الكبائر،
لقوله صلى الله عليه وسلمفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان
مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر)
[أخرجه مسلم وغيره].

فائدة أخرى:
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح:
"فمن ليس له إلا صغائر كفرت عنه، ومن ليس له إلا كبائر خفف عنه
منها بمقدار ما لصاحب الصغائر، ومن ليس له صغائر ولا كبائر يزداد
في حسناته بنظير ذلك".


 

 

[ الفائدة السابعة عشر ]

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" قال الله عز وجل: كلّ عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به،
والصيام جُنَّة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب ولا يجهل،
فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم، مرتين،
والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة
من ريح المسك، وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره،
وإذا لقى ربه فرح بصومه " ..

قوله صلى الله عليه وسلم: (كل عمل .. وأنا أجزي به) اختلف في معناه،
إذ كلّ الأعمال لله ، وكلّ الأعمال الله وحده يجزي بها !
وحاصل ما قيل أن في عبادة الصوم ما ليس في غيرها من العبادات،
وأنه لهذا أضمر الله ثواب أهله حتى إذا وافوه تعالى فرحوا بصومهم
لعظم أجره وفضله.

فقيل: إن الصوم عبادة لم يُتقرب بها لغير الله تعالى،
خلاف الصلاة والذبح والصدقة، فإن تلك العبادات تقرب بها بعض المشركين
لما عبدوا، وقيل: إن الإخلاص فيه أقرب من غيره من العبادات،
وقيل: إن الله أضافه إلى نفسه للتشريف والتكريم، وقيل غير ذلك.

وقوله صلى الله عليه وسلم: (والصيام جُنّة) أي وقاية وحماية وستر عن المعاصي
والآثام، لهذا قال بعد ذلك: (فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب
ولا يجهل) أي لا يفحش في القول ولا يتكلم بكلام أهل الجهل
ولا يصيح صياح الجهّال.

وفرح العبد بفطره فرح شرع وفرح جبلي،
أما الشرعي فلأنه أدى طاعة لله تستوجب الفرح والسرور،
كما قال صلى الله عليه وسلم:
(من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم المؤمن)
[أحمد والترمذي والحاكم عن ابنن عمر وصححه الألباني في صحيح الجامع]،

والفرح الجبلي بفطره فبتحقيق حاجته الجسدية من المشرب والمطعم وغير ذلك،
ثم فرح الآخرة كذلك بحصول الجزاء والأجر ، وفي الحديث فضل صيام شهر رمضان من غير وجه من جمله.
 

[ الفائدة الثامنة عشر ]

عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

(إن في الجنة بابًا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه
أحد غيرهم، يقال: أين الصائمون؟ فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم،
فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد)

سمي الريان من الرّي، لمناسبة عطش الصائمين ،
وهو باب خاص بأهل الصيام من الفرض والنفل ،
وفي هذا فضل للصوم عظيم أن أفرد الله له بابًا خاصًّا في الجنة
 

[ الفائدة التاسعة عشر ]

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

(صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غُمّي عليكم الشهر فعدُّوا ثلاثين)

أي صوموا شهر رمضان إذا رأيتم هلاله ، وأفطروا إذا رأيتم هلال شوال ،
فإن لم يتبين لكم هلال رمضان فعدوا ثلاثين يومًا من شعبان ثم صوموا رمضان ،
فإذا لم تتبيّنوا هلال شوال فأكملوا صيام رمضان ثلاثين يومًا ثم أفطروا ..

 

[ الفائدة العشرون ]

عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه خطب في اليوم شك فيه فقال:
إني جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألتهم،
إنهم حدثوني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وأنسكوا لها، فإن غمّ عليكم فأتموا ثلاثين يومًا،
فإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا)

الشاهد من الحديث قوله صلى الله عليه وسلم:
(فإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا) ، فدل هذا على أن الصوم والفطر
لا يثبتان بغير شاهدين عدلين، لكن الصوم جاءت به الرخصة
كما في قبول رؤية العدل الواحد، كما في حديث ابن عمر السابق.

 

 
[ الفائدة الحادية والعشرين ]


 
فقوله (فإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا) في حديث عبد الرحمن بن زيد
وقوله (فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما) في حديث الحارث ,
يدلان بمفهومهما على عدم جواز شهادة رجل واحد في الصيام والإفطار،
فخرج الصيام بدليل، وبقي الإفطار حيث لا دليل على جوازه بشهادة واحدة ..
معنى هذا أن مفهوم قوله صلى الله عليه وسلم في الحديثين ,
حديث عبد الرحمن وحديث الحارث يدلان على :
عدم جواز الصيام والإفطار إلا بشهادتين ،
لكن ثبت أن صام صلى الله عليه وسلم وأمر الناس بالصيام بشهادة واحدة،
كما في حديث عبد الله بن عمر السابق،
فدل هذا على جواز الصيام بشهادة واحدة ، و بقي الإفطار على الأصل ،
وهو شهادتان ..

واشتراط شهادتين للإفطار متفق عليه بين أهل العلم ،
لكن جواز شهادة واحدة للصيام ، أي لثبوت رؤية رمضان، مختلف فيه
والذي اختاره الشيخ جوازه ، وهو قول طائفة من أهل العلم،
ورأى آخرون عدم جواز الصيام إلا بشهادتين.

 
ومن الأحاديث المتقدمة يتبيّن أن الشهادة لا تقبل إلا من مسلم عدل،
فالكافر لا تقبل شهادته، وكذا الفاسق، أما المرأة فمختلف في قبول شهادتها في ثبوت الهلال.


 

 
[ الفائدة الثانية والعشرين ]


 
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الصوم يوم تصومون ، والفطر يوم تفطرون ، والأضحى يوم تضحون )
وهذا هو الدليل على عدم جواز صيام من رأى الهلال وحده ،
أي قوله صلى الله عليه وسلم: ( الصوم يوم تصومون .. )
فيوم صيام الناس هو يوم الصيام المشروع ،
و بعض أهل العلم يرى أنه يجوز له الصوم سرًّا ،
لقوله صلى الله عليه وسلم : ( صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته ) ،
وهذا قد رأى الهلال فلزمه الصوم ، لكن الملاحظ في قوله صلى الله عليه وسلم :
( صوموا لرؤيته .. ) أنه خطاب جماعي ،
فيردّ لقوله عليه السلام : ( الصوم يوم تصومون..) ..

 


مجموعة

قبس الدعوية - شبكة العسجد -
http://www.asjad.info/vb/showthread.php?p=501344#post501344



 

  

 
 
 
 
 
 
 

 

 

إحصائيات قروب ِشبكة العسجد النسائية

 

عدد قراءات الرسائل
Free Counter
تفاصيل القراءات
 free counters

 


 
 
 
شبكة العسجد النسائية © www.asjad.info  
 
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages