حين نحب أحداً يستحيل أن نبين له مايكرهه ، أو يصدر منا تجاهه مايغضبه ..
فالذي يحب الله -تعالى وتقدس - حق المحبة محال أن يقدم له مايكره ،
لاأدري حقاً علامَ نمنع أنفسنا من (جنة) عرض الفضا بتفاهة عابرة ، ومتعة زائلة .. ؟
نحرم أنفسنا عالي الجنات بموسيقى صاخبة مثلا ، لاتتعدى متعتها ثوان زائلة !،
نحجب أنفسنا من لذائذ الجنة بغيبة وضحكة ساخرة ؟ بصورة ، أو فلم يموت الحياء على أعتابه ؟
الجنة بكل تفاصيلها الجميلة حين يصفها الله لنا في كتابه أما تستحثنا على السير ؟
أوما نشتهي هذا النعيم ؟ حين يقول الله " (أَعَدَّ اللّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )
كيف لانتصبر بعد هذا كله ؟ وكيف ، كيف لانستحي من الله على زلاتنا ؟
الحياة هذه حقيقتها جلية واضحة ، والقبور وأعداد الراحلين مع كل فجيعة مبرر كافٍ لأن نتنصل من كل أشيائها ،
لأن نمشي إلى الله ، ونفر إليه ،قارعين على بابه معتذرين عن كل سوءاتنا وخطايانا ،
منكسين رؤسنا ، آسفين على زلاتنا ، طامعين بمغفرة منه ورضوان ،
فاتحين لصفحة بيضاء جديدة معه كل أوان ، بل كل ثانية ..
فمن يقبلنا غير الله ؟ ومن أرحم بنا منا غير الله ؟
هذه الحياة ، لم تمنحنا أي ضمان على بقائها وبقاء نعمها ومتعها ..
ماهي إلا محطة ، محطة فاصلة قبل ولوجنا إلى عالم أخروي آخر ..فيه الحياة الحقيقة ،
مادامت حياة واحدة لاتتكرر فاجعلها لله ، وكل معاملاتك وتفاصيلك الدقيقة لله ..ولله فقط .
هذه حقيقتها المؤلمة ، ونحن نحاول في خضم زاحمها أن ننسى أو نتناسى ! ..
،
تغاريد الأسحار *