أخر القول في توبة مالك بن دينار

40 views
Skip to first unread message

░░▒▓███ ░░▒▓███

unread,
Oct 24, 2010, 6:51:48 AM10/24/10
to مجموعة ارفلون





قرأت كثيرًا عن توبة مالك بن دينار، واختلفت الأقوال عنه في كثير من المنتديات، أتمنى أن يفيدني هذا الموقع -لثقتي به- بموجز عن مالك بن دينار، وعن توبته، وعن حلمه، وأيضا أريد موجزًا عن الفضيل بن عياض؛ وذلك لتصحيح ما هو موجود في كثير من المنتديات.. وجزاكم الله خيرًا..

 

 

القصة التي انتشرت في المنتديات والمجموعات وردت كالتالي :


يقول مالك بن دينار :  بدأت حياتي ضائعا سكيراً عاصيا .. أظلم الناس وآكل الحقوق .. آكل الربا .. أضرب الناس .. افعل المظالم .. لا توجد معصيه إلا وارتكبتها .. شديد الفجور .. يتحاشاني الناس من معصيتي.


يقول:  في يوم من الأيام .. اشتقت أن أتزوج ويكون عندي طفله .. فتزوجت وأنجبت طفله سميتها فاطمة .. أحببتها حباً شديدا ..

وكلما كبرت فاطمه زاد الايمان في قلبي وقلت المعصيه في قلبي .. ولربما رأتني فاطمة أمسك كأسا من الخمر .. فاقتربت مني فازاحته وهي لم تكمل السنتين . وكأن الله يجعلها تفعل ذلك ..

 

وكلما كبرت فاطمه كلما زاد الايمان في قلبي .. وكلما اقتربت من الله خطوه .. وكلما ابتعدت شيئا فشيئاً عن المعاصي.. حتى اكتمل سن فاطمه 3 سنوات
فلما اكملت .. الـ 3 سنوات ماتت فاطمه

يقول: فانقلبت أسوأ مما كنت .. ولم يكن عندي الصبر الذي عند المؤمنين ما يقويني على البلاء .. فعدت أسوا مما كنت .. وتلاعب بي الشيطان ... حتى جاء يوما 

فقال لي شيطاني:
لتسكرن اليوم سكرة ما سكرت مثلها من قبل!!
فعزمت أن أسكر وعزمت أن أشرب الخمر وظللت طوال الليل أشرب وأشرب وأشرب

فرأيتني تتقاذفني الاحلام . حتى رأيت تلك الرؤيا
رأيتني يوم القيامه وقد أظلمت الشمس .. وتحولت البحار إلى نار. وزلزلت الأرض .
واجتمع الناس إلى يوم القيامه .. والناس أفواج ... وأفواج .. وأنا بين الناس
وأسمع المنادي ينادي فلان ابن فلان .. هلم للعرض على الجبار

يقول:
فأرى فلان هذا وقد تحول وجهه إلى سواد شديد من شده الخوف
حتى سمعت المنادي ينادي باسمي .. هلم للعرض على الجبار

يقول:
فاختفى البشر من حولي (هذا في الرؤيه) وكأن لا أحد في أرض المحشر .. ثم رأيت
ثعبانا عظيماً شديداً قويا يجري نحوي فاتحا فمه. فجريت أنا من شده الخوف
فوجدت رجلاً عجوزاً ضعيفاًً .. 

فقلت: آه: أنقذني من هذا الثعبان
فقال لي .. يابني أنا ضعيف لا أستطيع ولكن إجر في هذه الناحيه لعلك تنجو ..
فجريت حيث أشار لي والثعبان خلفي ووجدت النار تلقاء وجهي .. فقلت: أاهرب من
الثعبان لأسقط في النار
فعدت مسرعا أجري والثعبان يقترب
فعدت للرجل الضعيف وقلت له: بالله عليك أنجدني أنقذني .. فبكى رأفة بحالي ...

وقال: أنا ضعيف كما ترى لا أستطيع فعل شيء ولكن إجر تجاه ذلك الجبل لعلك تنجو
فجريت للجبل والثعبان سيخطفني فرأيت على الجبل أطفالا صغاراً فسمعت الأطفال
كلهم يصرخون: يافاطمه أدركي أباك أدركي أباك

يقول::   فعلمت أنها ابنتي .. ويقول ففرحت أن لي ابنة ماتت وعمرها 3 سنوات
تنجدني من ذلك الموقف فأخذتني بيدها اليمنى .. ودفعت الثعبان بيدها اليسرى وأنا كالميت من شده الخوف
ثم جلست في حجري كما كانت تجلس في الدنيا
وقالت لي ياأبت : ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول: يابنيتي .. أخبريني عن هذا الثعبان!!
قالت هذا عملك السئ أنت كبرته ونميته حتى كاد أن يأكلك .. أما عرفت يا أبي أن
الأعمال في الدنيا تعود مجسمة يوم القيامه..؟

يقول:وذلك الرجل الضعيف: قالت ذلك العمل الصالح .. أنت أضعفته وأوهنته حتى بكى لحالك لا يستطيع أن يفعل لحالك شيئاً ولولا انك انجبتني ولولا أني مت صغيره ماكان هناك شئ ينفعك

يقول: فاستيقظت من نومي وأنا أصرخ: قد آن يارب.. قد آن يارب, نعم
ألم يان للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله

يقول:  واغتسلت وخرجت لصلاه الفجر أريد التوبه والعوده إلى الله

يقول: دخلت المسجد فإذا بالامام يقرأ نفس الاية
ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله
ذلك هو مالك بن دينار من أئمه التابعين هو الذي اشتهر عنه أنه كان يبكي طول الليل .. ويقول : إلهي أنت وحدك الذي يعلم ساكن الجنه من ساكن النار، فأي الرجلين أنا
اللهم اجعلني من سكان الجنه ولا تجعلني من سكان النار


 

 

 

الجواب على السؤال عن حقيقة القصة كان كالتالي :


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم أما بعد:


أخي السائل الكريم: أحمد الله تعالى إليك أن أكرمك بالفهم ودقة البحث والسؤال عن مصادر المعلومات، فأمتدح ذلك لك وبارك الله فيك، وأصل بك إلى ما تريد عن طريق عناصر عدة، ستصل من خلالها رسالتنا إليك:


أولاً: نحب أن نشكرك على ثقتك الغالية بموقعنا الكريم، سائلة المولى سبحانه أن يزيدنا وإياك علمًا نافعًا وقلبًا خاشعًا ولسانًا ذاكرًا وعقلا واعيًا.


ثانياً: إن الإنترنت كوسيلة حديثة استجدت مع عصرنا الحاضر، هي نعمة من نعم الله علينا إذا تم استخدامها بطريقة سليمة مفيدة، وتكون نقمة بما نراه ينتشر عليها من معلومات مزيفة، وقصص ملفقة وضعيفة يتناولها الناس على الشبكة العنكبوتية، ويلزم المسلم العاقل أن يُرَاجِع كل ما يقرأ، ولينتفع منها بالصالح تاركا ما فسد منها.


ثالثاً: دورك أيها المسلم أن تنصح في المكان الذي يلزمك فيه النصح والإرشاد، فإن وجدت ثمرة من نصيحتك فلا تبخل بها على غيرك، وللنصيحة ضوابط وشروط من أهمها أن تكون بالحكمة، وهي وضع الشيء المناسب في الموضع المناسب زمانا ومكانا وأشخاصاً.


رابعاً: من بين الموضوع والضعيف الذي انتشر في باب التوبة على الإنترنت وفي كتب كثيرة أيضاً قصة توبة مالك بن دينار والفضيل بن عياض، وكلاهما بما ورد قصص واهية لا أصل لها ولا سند بما سأذكره لك.


خامساً: لتعلم أخي السائل أنه يلزم الجاهل بالمسائل أن يسأل في الأمور التي يتوقف عليها عمل، ورحم الله الإمام مالك حين قال: "السؤال فيما لا يتوقف عليه عمل بدعة" ومثل ما سألت عنه من السؤال عن صحة قصة توبة مالك بن دينار –رحمه الله- لا نرى أنه سيتوقف عليها عمل، ولكن لا بأس أن نذكر لك طرفا منها فقط للعظة والتوعية.


ولكن يلزم أن نقول لكل باحث في الآثار والقصص ما يهم المسلم العامل بالدين وليس الحافظ فحسب أن يعمل بدروس وعبر ما يقرأ ويسمع، لا سيما وإن كانت قصة أو أثراً رقيقاً يأخذ بالقلب إلى الله فنلتمس من خلالها الدروس والعبر العملية والله المستعان.


سادساً: إن القصة –كما تعلمنا في علم النفس التربوي- هي إحدى الوسائل التربوية والنفسية في إصلاح النفس البشرية، وإذا كانت هذه الوسيلة مهمة تربوياً فإن إسلامنا كفل لنا ذكر كثير من القصص القرآنية والنبوية، وما ورد في صحيح الآثار بما لا يدع مجالاً لباحث أن يبحث عن الواهي والضعيف، فيمكن الرجوع للصحيح وبسهولة الآن والحمد لله.


سابعاً: إن سير العلماء مما يبعث الهمم على الاقتداء بهم، ومن العلماء الذين سارت الركبان بسيرته كمثل مالك بن دينار والفضيل بن عياض.

وإن قصة مالك بن دينار -وشربه للخمر، وابنته التي ماتت، ورؤيته للثعبان في المنام- قصة ذكرها الإمام ابن الجوزي في كتاب التوابين


وذكرها العجلوني في كتاب كشف الخفاء عند ذكر حديث: "أطفال المؤمنين في جبل في الجنة يكفلهم إبراهيم وسارة"


وقد انتشرت هذه القصة فعلا في كثير من المنتديات، بل ويستدل بها كثير من الخطباء في خطبهم.

وقد ذكر أكثر من عالم ودارس في دراسات متخصصة أن هذه القصة لا تثبت..


ثامناً: وألخص لك سريعا قصة الفضيل: هو الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر أبو علي التميمي اليربوعي الخراساني المروزي المجاور بحرم الله. ولد بسمرقند ونشأ بأبيورد، وكان مولده في السنة السابعة بعد المائة تقريبا 107هـ.



وبالنسبة لقصة توبة الفضيل بن عياض -رحمه الله- روى ابن عساكر، وقال الإمام الذهبي في سير أعلام النبلاء: قال أبو عمار الحسين بن حُريث، عن الفضل بن موسى قال: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبِيوَرْد وسَرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينما هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو "أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ" 


فلما سمعها قال: بلى يارب، قد آن، فرجع، فآواه الليل إلىخَرِبة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح فإن فضيلاعلى الطريق يقطع علينا.. قال ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مُجاورة البيت الحرام.


قال الإمام الذهبي تعليقا على القصة:

وبكل حال: فالشرك أعظم من قطع الطريق، وقد تاب من الشرك خلق صاروا أفضل الأمة. فنواصي العباد بيد الله، وهو يضل من يشاء، ويهدي إليه من أناب.

وللفضيل بن عياض شيوخ تتلمذ على أيديهم علميا وإيمانيا، وله تلاميذ أخذوا عنه وقد وثقه أهل العلم،


قال ابن عيينة: فضيل ثقة وكان يقبل يده.

وقال النسائي: ثقة مأمون رجل صالح.

وقال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من فضيل بن عياض.

وقال الذهبي: الإمام القدوة الثبت شيخ الإسلام.


وقال عنه ابن حجر: ثقة عابد إمام.

وله مع الزهد والورع قصص رائعة أنصحك أن ترجع لها في سير أعلام النبلاء للذهبي، ولقد توفي الفضيل –رحمه الله- سنة سبع وثمانين ومائة 187 هـ فرحمه الله رحمة واسعة، وجمعنا به مع نبينا صلى الله عليه وسلم في الفردوس.


وأسأل الله أخيراً: أن ينفعك بما قلنا، وأن ينفع بك، وأن يثبتنا وإياك على الحق، وأن يرزقنا توبة نصوحة، وأن يتقبل منا جميعا صالح الأعمال، وأن يفقهنا في ديننا.. إنه ولي ذلك والقادر عليه وهو نعم المولى ونعم النصير.

 

 

 رابط الفتوى

 



 

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages