الغنيمة الباردة ( 3-3 )
الوقفة الخامسة : من فضائل الشتاء إن من فضائل الشتاء: أنه يُذكِّر بزمهرير جهنم ويوجب الاستعاذة منها فعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي قال: " إذا كان يوم شديد البرد فإذا قال العبد :لا إله إلا الله ما أشد برد هذا اليوم اللهم أجرني من زمهرير جهنم قال الله تعالى لجهنم: إن عبدا من عبادي استجار بي من زمهريرك وإني أشهدك أني قد أجرته" قالوا: وما زمهرير جهنم؟
قال:" بيت يلقى فيه الكفار فيتميز من شدة برده". وفي الحديث عند الشيخين وغيرهما عن النبي أنه قال: "إن لجهنم نفسين نفساً في الشتاء ونفساً في الصيف فأشد ما تجدون من البرد من زمهريرها وأشد ما تجدون من الحر من سمومها".
وروي عن ابن عباس قال : " يستغيث أهل النار من الحر فيغاثون برحى باردة يصدع العظام بردها فيسألون الحر ويستغيثون بحر جهنم ".
ومن فضائله أيضا:ً أنه مذكر بالآخرة ودليل عليها فنبات الأرض واخضرارها في الربيع بعد يبسها يدل على بعث الموتى من الأرض وذكر الله ذلك في مواضع كثيرة من كتابه فهو يقول سبحانه: ( وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ *ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَّا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَن فِي الْقُبُورِ)([الحج:5-7]. ويقول جل وعلا: (وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَارَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ * رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ) [ق:9-11].
قال أبو رزين للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف يحيي الله الموتى؟ وما آية ذلك في خلقه؟
قال: "هل مررت بواد أهلك محلاً ثم مررت به يهتز اخضراراً"
قال: نعم
قال:" كذلك يخرج الله الموتى وذلك آيته في خلقه" خرجه الإمام أحمد.
الوقفة السادسة : من آيات الله في فصل الشتاء الصواعق : قال تعالى : (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاء وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ) [الرعد :13].
وقد جاء في سبب نزولها أن رجلاً من عظماء الجاهلية جادل في الله تعالى فقال لرسول الله صلى لله عليه وسلم : " إيش ربك الذي تدعوني إليه ؟ من حديد هو ؟ من فضة هو؟ من ذهب هو ؟
فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحفة رأسه وأحرقته .
" الرعد والبرق : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو ؟
قال : "ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق بها السحاب حيث شاء الله "
قالوا : فما هذا الصوت الذي نسمع ؟
قال : " زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى أمره "
قالوا : صدقت . { السلسلة الصحيحة للألباني 1872}.
المطر والبرد : قال تعالى: ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مِن جِبَالٍ فِيهَا مِن بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء وَيَصْرِفُهُ عَن مَّن يَشَاء يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
يارب أرحم والدي كما ربياني صغيرا وأسكنهم فسيح جناتك يارب
الفقير الى الله عبد العزيز