Fwd: Article in Arabic - أين الخلل في مسار الثورات العربية؟ -- صبحي غندور

3 views
Skip to first unread message

zscham scham

unread,
Dec 19, 2013, 6:22:50 PM12/19/13
to


---------- Forwarded message ----------
From: Alhewar <alh...@alhewar.com>
Date: 2013/12/19
Subject: Article in Arabic - أين الخلل في مسار الثورات العربية؟ -- صبحي غندور
To: "Onlinelist@Alhewar. Com" <Onlin...@alhewar.com>


To read this message in Arabic, please check the attachment

Article in Arabic as published in AlBayan Newspaper – Thursday, December 19, 2013

http://www.albayan.ae/opinions/articles/2013-12-19-1.2023470

 

أين الخلل في مسار الثورات العربية؟

صبحي غندور*

 

ثلاث سنوات مضت على ما يُعرف الآن باسم الثورات الشعبية العربية، وهي التي بدأت في تونس ثم انتقلت إلى مصر حاملةً المواصفات نفسها ومحققةً النتائج ذاتها. لكن ما حدث بعد ذلك في اليمن والبحرين وليبيا وسوريا، وأحياناً في الأردن والمغرب، لم يكن استكمالاً للمواصفات والنتائج المصرية والتونسية.

فالثورتان التونسية والمصرية اتصفتا بالسلمية رغم قمع السلطات الأمنية في البلدين، وتميَّز الحراك الشعبي فيهما بالاستقلالية عن القوى السياسية التقليدية وعن الارتباط بأي جهة إقليمية أو دولية. أيضاً، اشتركت الثورتان في تونس ومصر بحيادية المؤسسة العسكرية أولاً ثمّ بدعمها للحراك الشعبي وضغطها على الحاكم للاستقالة. وهذه المواصفات غابت عن باقي مواقع الحراك الشعبي العربي الذي حدث منذ ثلاث سنوات.

لكن المشترك بين كل أنواع الانتفاضات الشعبية العربية التي حصلت حتّى الآن هو عدم توفّر العناصر الكفيلة بنجاح أي ثورة. فلم يكن هناك في أيٍّ منها الوضوح الكامل في القيادات ولا في المشروع الفكري والسياسي البديل للنظام الحاكم، لذلك وجدنا سهولةً كبيرة في الانقضاض على هذه الثورات من قوى سياسية تقليدية أحياناً أو من جهات إقليمية ودولية، أحياناً أخرى. ولذلك حصل ويحصل هذا التعثّر في مسيرة الحراك الشعبي وفي تحويره لمصالح وأهداف لا تتّفق مع ما قامت فعلاً من أجله.

ومع نهاية هذا العام، تقف المنطقة العربية أمام مفترق طرق وخيارات حاسمة حول قضايا تتفاعل منذ عقودٍ طويلة في المنطقة، وليس كحصادٍ للسنوات الثلاث الماضية فقط. فما كان قِطَعاً مبعثرة ومتناثرة؛ من أزماتٍ إقليمية متنوعة، ومن حالات ظلم واستبداد وفساد على المستوى الداخلي، ومن مفاهيم ومعتقدات فكرية وثقافية سائدة في المجتمعات، تجمّعت كلّها الآن وامتزجت مع بعضها البعض في ظلّ حراكٍ شعبيٍّ عربيٍّ كبير ومتواصل، وبأساليب لم تشهدها بلدان المنطقة من قبل. 

إنّ العام 2014 لن يكون عاماً حاسماً لمصير بعض الأنظمة والحكومات العربية فقط، بل أيضاً لمصير بعض الكيانات وحدودها الجغرافية، وما هي عليه تاريخياً من تركيبة اجتماعية وسكّانية. ولن يقتصر الأمر على جناحٍ واحد من جناحيْ الأمَّة العربية، فبلدان آسيا العربية وإفريقيا العربية كلّها في دائرة حسم المصير المشترك.

صحيحٌ أنّ الانتفاضات الشعبية قد نجحت في تغيير أنظمة الحاكمين في تونس ومصر وليبيا، لكن تفاعلات ما بعد ذلك هي أيضاً مرحلة حبلى بالمخاطر على مستقبل هذه الأوطان ووحدة شعوبها. وسيكون العام القادم هو عام حسم اتجاه نوع التغيير في كلٍّ منها، ومدى تأثير هذا التغيير السياسي على الكيان الوطني نفسه وعلى مكوّناته الطائفية أو الإثنية أو القبلية. ولا يجب أن ننسى أنّ بارقة الأمل، التي اتجهت شرقاً منذ ثلاث سنوات نحو مصر من تونس، قد سبقها هاجس التقسيم الذي حصل جنوب مصر في السودان.

إنّ ما حدث حتى الآن في بعض البلدان العربية لم يصل إلى التغيير الإيجابي الشامل المنشود لعموم "المجتمع العربي". فالمشكلة عربياً لم تكن بالأشخاص والحكومات فقط، بل أيضاً بالسياسات، وبنهج التبعية للخارج، وببعض المفاهيم والمعتقدات على المستويين "النخبوي" و"الشعبي"، وبوجود حالاتٍ انقسامية داخل مكوّنات الأوطان العربية وبين الأوطان نفسها. لذلك تتأكّد أهمية الجمع في أهداف التغيير بين شعارات الديمقراطية والوحدة الوطنية والعدالة والتحرّر الوطني والهويّة العربية، حيث في تلازم هذه الأهداف، وفي التمسّك بسلمية التحرّك والأساليب، ضمانات لنجاح التغيير وشموليته ولعدم حرفه أو انحرافه عن مساره السليم.

إنّ ما حدث في المنطقة العربية، من حراكٍ شعبيٍّ كبير، هو أشبه بنهرٍ جارف شقّ مساره في جبالٍ وعرة، لكن مهما كان صفاء هذا "النهر" ونقاوة مياهه، فإنّ جهاتٍ عديدة وضعت سدوداً أمام تدفّقه لتمنع تقدمّه، ولتُحوّله إلى طوفانٍ على من فيه وحوله. أيضاً، توجد إلى جانب هذا "النهر الجارف" قوًى خارجية أرادت حرف مساره، مع دعم تدفّقه طبعاً، لكن من أجل صبّ مياهه في بحيرات مصالح هذه القوى ومزارعها الخصبة بمشاريع تفتيت هذه المنطقة والهيمنة على ثرواتها.

إنّ العام القادم هو أيضاً عامٌ حاسم لأزماتٍ إقليمية عديدة، منها ملف علاقات الغرب مع إيران، وفيها أيضاً السعي الأميركي لتحقيق تقدّمٍ في مسار المفاوضات الإسرائيلية – الفلسطينية، إضافةً إلى استحقاقاتٍ تتعلّق بانسحاب قوات "الناتو" من أفغانستان. ويبدو أنّ هناك الآن سعياً محموماً لدى دول "حلف الناتو" للتعامل مع هذه الملفات ب"الجملة" بعد فشل التعامل معها ب"المفرّق". بل هناك محاولاتٌ لتوظيف ما يحدث من تركيز في الاهتمامات الشعبية العربية على قضايا داخلية أصبحت لدى البعض هي المعيار، بدلاً من معايير سابقة كانت تتمحور مثلاً حول الصراع مع إسرائيل ومن يدعمها دولياً!!.

إنّ رؤية احتمالات الأحداث وتطوراتها في العام القادم الجديد تتطلّب التعامل مع أوضاع الأمَّة العربية ككل، وعلى ما يحدث فيها وحولها من متغيّرات سياسية، قد تُدخِل بعض شعوبها في التاريخ لكن قد تُخرج أوطانها من الجغرافيا!!.

إذ هل هي صدفةٌ أنّ العام 2011، عام بدء الثورات الشعبية العربية، قد بدأ بإعلان تقسيم السودان، وتحوّل جنوبه إلى دولة مستقلة، وَضَعت في أولويّاتها بناء أفضل العلاقة الخاصّة مع إسرائيل؟!

ثم أهي صدفةٌ أيضاً أن تكون القوات الأطلسية قد حطّت خلال العقد الماضي رحالها وهيمنتها في معظم أرجاء المنطقة، وأن يكون العراق قد تغّير نظامه الظالم السابق بفعل الاحتلال الأميركي/البريطاني، وأن تنشأ دولة جنوب السودان بدعم أميركي/أوروبي/إسرائيلي للجيش الجنوبي السوداني على مدار سنوات، ثمّ أن تتخلّص ليبيا من نظامها الاستبدادي بدعم أطلسي، وكلّ هذه المناطق نفطية هامّة؟!

وهل كانت صدفةً أيضاً أن تتزامن في ظلّ إدارة بوش الدعوة الغربية للديمقراطية في المنطقة مع احتلال العراق أولاً ثمّ ما تبعه من حربين لاحقاً على لبنان وغزّة؟!. ألم يُخصّص الرئيس الأميركي السابق جورج بوش قمّة مجموعة الدول الثمانية، التي انعقدت في ولاية جورجيا الأميركية صيف العام 2004، من أجل موضوع الديمقراطية في المنطقة بعد عامٍ من احتلال العراق! ألم يقل الرئيس بوش في كلمته بقمّة الناتو في تركيا، في العام نفسه، إنّ تركيا التي هي عضو في حلف الناتو ولها علاقات مع إسرائيل، تصلح لأن تكون نموذجاً "للدول الديمقراطية" المنشودة في العالم الإسلامي؟!.

تساؤلاتٌ عديدة تدور الآن في المنطقة العربية، التي تختلط فيها الإيجابيات مع السلبيات دون فرزٍ دقيق بين ما هو مطلوب وما هو مرفوض. فحتماً هي مسألة إيجابية ومطلوبة أن يحدث التغيير في أنظمة الحكم التي قامت على الاستبداد والفساد، وأن ينتفض النّاس من أجل حرّيتهم ومن أجل الديمقراطية والعدالة. لكن معيار هذا التغيير، أولاً وأخيراً، هو وحدة الوطن والشعب واستقلالية الإرادة الشعبية عن التدخّلات الأجنبية. فما قيمة أيِّ حركةٍ ديمقراطية إذا كانت ستؤدّي إلى ما هو أسوأ من الواقع القائم، أي إلى تقسيم الأوطان والشعوب ومشاريع الحروب الأهلية!. ثمّ ما هي ضمانات العلاقة مع الخارج الأجنبي، وما هي شروط هذا الخارج حينما يدعم هذه الانتفاضة الشعبية أو تلك؟!

المشكلة هنا ليست في مبدأ ضرورة التغيير ولا في مبدأ حقّ الشعوب بالانتفاضة على حكّامها الظالمين، بل في الوسائل التي تُعتَمد وفي الغايات التي تُطرَح وفي النتائج التي تتحقَّق أخيراً. وهي كلّها عناصر ترتبط بمقوّمات نجاح أيّة حركة تغييرٍ ثوري، حيث لا فصل ولا انفصال بين ضرورة وضوح وسلامة القيادات والأهداف والأساليب. كذلك، لا يمكن تجاهل مدى علاقة التغيير الديمقراطي المنشود بمسائل الصراعات الأخرى الدائرة في المنطقة، وفي مقدّمتها الصراع العربي/الصهيوني والتنافس الدولي والإقليمي على المنطقة وثرواتها.

 

إنّ أعين العالم كلّه مشدودةٌ الآن إلى ما يحدث في المنطقة العربية من تحوّلات، فهي منطقة الثروات والموقع الإستراتيجي ومقرّ المقدّسات الدينية. لكن بعض هذا "العالم" لا يكتفي بالنّظر من بعيد، بل يمدّ يديه ويحاول وضع قدميه أيضاً في أرض هذه التحوّلات ومع صانعيها. لذلك، فإنّ الأمَّة العربية بحاجةٍ الآن إلى وعي كل طلائعها الفكرية والسياسية والدينية بما يحدث في أوطانهم وأمّتهم، كما الأمّة بحاجةٍ إلى حكّامٍ ومعارضين يدركون ما الذي يفعلونه ببلدانهم، ولا يكتفون بالمراهنة؛ على قوّة الأمن، أو قوّة الشارع، أو قوّة الدعم الخارجي!!.

 *مدير "مركز الحوار العربي" في واشنطن.

So...@alhewar.com

لقراءة مقالات صبحي غندور عن مواضيع مختلفة، الرجاء الدخول الى هذا الموقع:

http://www.alhewar.net/Sobhi%20Ghandour/OtherArabicArticles.htm

 

 

Support Al-Hewar Centerادعموا مركز الحوار العربي

you can pay for your subscription to Al-Hewar Center with a credit card (using PayPal):

http://www.alhewar.com/support.html

ندعوكم للمساهمة في التشجيع على الاشتراك ب"مركز الحوار العربي" وعلى تقديم الدعم لهذه التجربة العربية الفريدة

  يمكنكم الاشتراك في المركز بواسطة بطاقات الأئتمان عبر خدمة PAYPAL   على شبكة الأنترنت وذلك على الموقع التالي:

http://www.alhewar.com/support.html

أو يمكنكم إرسال الإشتراك في البريد من خلال هذه القسيمة:

http://www.alhewar.com/ArabicCoupon.htm

==================================================

Calendar of Upcoming Eventsأنشطة قادمة
Please check back frequently for schedule updates...

http://www.alhewar.com/newevents.html

 

Previous Events Hosted by Al-Hewar Centerلائحة الندوات السابقة

http://www.alhewar.com/oldevents.html

 

Video Links of Some Events at Al-Hewar Center
تقارير إعلامية/فيديو عن بعض ندوات "مركز الحوار العربي"
http://www.alhewar.com/Video_Links_Al-Hewar_Center.htm

===================================================

Al-Hewar Center

The Center for Arab Culture and Dialogue
Founded in 1994
مركز الحوار العربي

تأسس في العام 1994
MAILING ADDRESS: P.O. Box 2104, Vienna, Virginia 22180 - U.S.A.

E-mail: alh...@alhewar.com

****

لمزيد من المعلومات عن مركز الحوار

For more information:

http://www.alhewar.com

__________________________________________________________________
Questions and comments may be sent to alh...@alhewar.com

If you wish to be removed from our mailing list, please reply to this e-mail and type "Remove" in the subject box


Sobhi - Article أين الخلل في مسار الثورات العربية.doc
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages