انه الاحسان

1 view
Skip to first unread message

جنان الورد

unread,
May 24, 2017, 3:21:23 AM5/24/17
to

*همسات مسجد البخاري*


درس الدكتورة هدى أم عمر

حفظها الله تعالى وبارك فيها

الثلاثاء ١٩ شعبان ١٤٣٨ هـ

١٦ أيار (مايو) ٢٠١٧ م


*إنه الإحسان..* 

بأن تستحضر رؤية الله لك مع كل نفس،

فلا تستعمل سمعك وبصرك وبدنك إلا فيما أمر، 

فتري الله منك أثر نعمه عليك بحسن طاعته،

فيدفعك أن تجاهد للوصول لأعلى المعارف،

فمن عرف الله أحبه، 

ومن أحب الله أحبه الله،

وذلك والله هو الفوز العظيم والجنة والنعيم


في مجالس العلم تسكن نفوسنا، وتنفتح آذان قلوبنا، فنستشعر أننا ممن تنزل عليهم السكينة، وتحفهم الملائكة، وتغشاهم الرحمة، ويذكرهم الله فيمن عنده

نستحضر فضل الله أننا معافون أمام المبتلى والمريض والمسجون والمضطر والمهموم والمتضايق.

نحن نسمع ونتحرك أفضل من كثير من البشر، 

وقد أنعم الله علينا بالحضور، 

فكم من ممنوع من هذا الخير.

والله هيأ لنا الدخول، فلا نخرج كما دخلنا، ولا نكن بعد مجالس العلم كآلة لها قابس يمدها بالطاقة، فإذا خرجنا من مجالسنا سحب هذا القابس منا فتوقفنا.

فليس حضور الأجساد هو الهدف من مجالس العلم، وإن كان في الحضور خير، إنما الخير والفضل العظيم هو الانتفاع بما نسمع، فيدفعنا إلى الإحسان في القول والعمل، لَمَّا نفترق وننتهي من مجلس علمنا، فنراعي ونتقي الله في كل أحوالنا، في السر والعلن، وفي الخمول والنشاط، وفي الغنى والفقر، وفي القوة والضعف، وفي المحبة والخصومة.

وأعظم الإحسان يظهر عند الخصومة ففيها البطولة، باستحضار "إن الله ناصرك وأنت مظلوم"، فتصير في مرتبة الإحسان فلا ترد على المسيء إليك، ليقينك بمعية الله لك ونصره إياك.


القرآن منهج حياة لجميع الخلق، 

فماذا عمل القرآن فينا؟؟ 

هل بحثنا عن أنفسنا في قوله تعالى

(إن الله يحب)؟؟ 

أين نفسي من محبة الله؟؟ 

إن حافظَ القرآن كلما ازداد منه زاد علمه وتدبره وصلح عمله، فهو يعيش مع آيات الله بقلبه، ويتنفس بأوامره ونواهيه

إنه الإحسان في قراءة وحفظ كتاب الله، 

فلا يكون همنا كم قرأنا وكم حفظنا.. 

وما المنحة المالية والتكريم أمام الناس.. 

لا.. بل لنسأل أنفسنا:

هل توقفنا عند معان وآيات صدعت قلوبنا؟؟ 

هل خرجنا من القرآن كما دخلنا فيه؟؟ 

هل فتحَ مدارك عقولنا فرأينا تفاهة الدنيا، وأن المسير والمصير إلى الله؟؟ 

إن كل ما نملكه من مال وجاه ومنصب وعيال، قل أو كثر من متاع هذه الدنيا، إن كل ذلك حقيقته.. 

*(وما عند الله خير وأبقى)*.

يقول الفضيل بن عياض

"ينبغي لحامل القرآن ألا يكون له حاجة إلى أحد من الخلفاء فمن دونهم".

وقال

"حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي له أن يلهو مع من يلهو، ولا يسهو مع من يسهو، ولا يلغو مع من يلغو؛ تعظيماً لحق القرآن". 

يجب أن يكون كل يوم من أعمارنا فيه قيمة مضافة من العلم، لتصير الأشياء معلومة لنا بواقعها الحقيقي، فما عاد اليوم كالأمس، بل كل يوم نزداد فيه علماً يزيدنا من الله قرباً

اليوم الذي لا أزداد فيه علماً لا أحتسبه من عمري، أي لم يعشه.


إن كل الخلق -في علم الله السابق- لهم مقام محمود في جنات الفردوس، ولكن هناك من لا يريد، وهناك من يأبى هذا المقام!!

وذلك كمثل معلم قال لطلابه:

أنا أعطيتكم جميعكم الامتياز.. لكن ليحصل كل واحد على هذا الامتياز، عليه أن يلتزم المنهج ويعمل الواجبات خلال هذا العام.

أفلا يعمل العاقل لأجل نيل هذا الامتياز؟؟

والله خلق جميع الخلق ليعبدوه، وجعلهم في أحسن تقويم، وأعطاهم القدرة على التمييز بين الحق والباطل، ووضح لهم المنهج والطريق الصحيح إليه، وأعطاهم الفرصة للتوبة والأوبة إن أخطؤوا، لأنه.. 

(يريد أن يتوب عليكم)، 

(والله يريد بكم اليسر). 

فكيف يتطاول الإنسان على الله بعصيانه؟؟

وكيف يضيع عليه الامتياز والفوز بالجنان؟؟


(.. وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)

من يشاء الهداية ويريدها بصدق، 

يهديه الله ويهيئ له طريق الرشاد.

والله لم يخلق بالفطرة أحداً شيطاناً، بل خلق الجن والإنس في أحسن تقويم، لكن الذي شط وخرج صار شيطاناً


الإسلام:

عبادة الجوارح، بأن يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويقيم الصلاة وباقي العبادات، لكن لتصبح مؤمناً لا تنظر للعبادة كحركات (جوارح) بل أين يبيت القلب، فمنا من يسجد بالجارحة، ومنا من يسجد بقلبه، فإذا قامت جوارحه بقي قلبه ساجداً

الإيمان هو استبصار القلب بجوهر ومضمون العبادة

ولنصل بالصيام درجة الإيمان، علينا أن نحقق الصوم الذي هو مع الصيام (أن تعبد الله كأنك تراه).

وإن الإحسان يتحقق مع الصيام عموماً؛ لأننا نستحضر رؤية الله لنا عند صومنا، فلو أننا نستحضر أن الله يرانا في صلاتنا، لوصلنا إلى الإحسان.

(إن الله يحب المحسنين). 


من منا لا يعرف أسئلة القبر؟ 

نعرفها كلها، وهي نفسها من آدم إلى أخر إنسان في هذه الدنيا، فهل تدبرنا الجواب؟

في كل يوم يموت ربع مليون من البشر، 

كل أربع أيام يموت مليون، 

وكل عشر أيام يموت مليونين ونصف، 

فإذا نجونا إلى رمضان.. فالله اختارنا واصطفانا وجعلنا من الأحياء، فإنه قد صح أنه في كل ليلة لله عتقاء من النار، فلنكن من أهل رمضان، ما دمنا في بحبوحة، وقبل سؤالنا "من ربك، ومن نبيك، وما دينك"، ونتذكر أن كلما نكون في شأن فالله مطلع عليه، فيطلع على الأعمال وما تخفي الصدور من النوايا.  



Sent from my iPhone
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages