أطفال غزة
لماذا لا نسمع صوت أطفالنا
نكاد نلمس تلك الأصوات الحزينة
وأكاد أن ألمس تلك النغمات
وتتدفق الأصوات من تلك الأفواه
أين أمي
إلى أين ذهب أبي
أخي لم يعود إلى البيت
الصوت عظيم في أرجاء الشارع الفارغ
هذه الأصوات سوف تحفر للعدو قبورا من نار
وهذه فتاة خرجت إلى الحياة تصرخ
أمي ماتت بالأمس وهي تغني لي
وفي الصدور آلاف الكلمات المسجونة
تمزقها أيضا أصوات النساء
من ينير الطرقات
من هو الضحية التالية
الكل هناك يتهاوى تحت ضربات التتار والمغول
بالأمس كانوا يبحثون عن قطرة دم
واليوم مجلودين بألف ضحية وضحية
والدماء في كل الشوارع وعلى جدران ذلك الشارع
تطلعتُ إلى العيون
إنها عارية حتى من الدموع
وكأن تاريخنا مات هنا
وصلاح الدين يبكي حزينا
ومعصتماه فقد البصر
وفرسان العرب تمزقهم سجنهم وضعفهم
والتاريخ سوف يكتب عن الديدان لأن الرجال إختفوا
وهذا رجل كبير في السن يبتسم
بالكاد يمشي من التعب والجوع وليس من الخوف
ويهمس وكأني به سعيدا
سوف يجيء الضوء وتشرق الشمس
وندرك من يتفرج علينا
نحن الفقراء وبدون أحذية وأطفالنا مشردون
هنا وهناك يبحثون عن الطعام
ويبتسم شيخنا الجليل ويهمس
سوف تهبط عليهم من السماء ما يشتهون
تحياتي
محمود إدلبي - لبنان