ندوة المساء السابعة (لندن)
29/3/2015
المشروع الامريكي والتصنيف الطائفي
لماذا أقدمت السعودية على هذه الحماقة:
اذا ما تناولنا المشهد السياسي في اليمن والعراق نقف على تزامن حدثين وكأن تكريت مقابل صعدة، وتبقى هذه الرؤية نظرة عابرة نحو عمق المشكل الاستراتيجي في المنطقة:
1-فالسعودية ينتابها خوف شديد وقلق عظيم من انها المرشحة للتغيير القادم لا محالة، فقد أثارت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً ان السعودية متورطة باستهداف الطائرة الرئاسية الامريكية قبل بضع سنوات وانها المتهم الرئيس في دعم الارهابيين.
السعودية من طرفها تريد خلط الاوراق وتوريط جهات متعددة في وقت واحد ليتعقد المشهد السياسي ولعلها تنجو بذلك.
2-من جهة أخرى والذي زاد قلقها اكثر هو التقدم الايراني على الصعيد العلمي والتكنولوجي والاقتصادي رغم الحصار المؤلم الطويل الى جانب التقدم في طريق توقيع الاتفاق العالمي بين ايران والدول 5+1 وأمريكا بخصوص الملف النووي وهنا تدخل ايران رسمياً النادي النووي بجدارة.
3-أضف الى ذلك اطماع السعودية في تقسيم اليمن والاطلالة على باب المندب بات هو الآخر في مهب الريح بعد تمكّن الشعب اليمني من محاصرة مشروع التقسيم السعودي لليمن.
4- هذا التعجل السعودي فاجأ المراقبين فقد اشترت بمليارات البترودولار ضمائر ومواقف بعض الانظمة لتضرب شعباً وبلداً مستقلاً وتهدد سيادته ووحدة أراضيه وتتدخل بالشؤون الداخلية لبلد مجاور وتقتل الطفولة والشيخوخة والمدنيين اليمنيين بطائرات الحقد الدفين لليمن الذي لا زالت السعودية تعيش عقد الهزائم المتكررة معه، كل ذلك من غير إذن أو قرار من منظمة الامم المتحدة. وهذا يؤسس لفوضى العلاقات الدولية ولتبرير الجريمة المنظمة ولابد هنا ان يطال السعودية عقاب دولي رادع حتى لا تكرر هذه الحماقة او لتنتهي هذه الغطرسة الفارغة الى الابد وهذا ما يتوقعه الجميع من ان السعودية رسمت نهايتها بنفسها وتورطت باليمن كما تورط صدام في دخوله الكويت.
5-أمريكا من جهتها لم تدن هذا العدوان غير المبرّر على اليمن الشقيق وهي تنظر للضحايا المدنيين يسقطون بطائراتها التي زودتها للسعودية، ويفسر البعض بأن امريكا لا تريد ان ترجح كفة المقاومة وتقوى محوريتها بعد المكاسب والانتصارات التي تحققت في لبنان وغزة وسوريا والعراق واليمن وهذا يفسر رغبتها في ايجاد توازن فاشل وظالم على حساب الحق الانساني، انها لا تريد لاسرائيل ان يتهدد مستقبلها بفعل هذه الانتصارات.
لعل كل هذه النقاط الخمس وراء هذه الحماقة السعودية في تشكيل تحالف ظالم ورخيص تمّ شراء بعض الانظمة فيه بينما الانظمة الخليجية الضعيفة التي انضوت تحته تحاول ان تنأى هي الأخرى عن المصير والتغيير القادم لها لا محالة.
نتائج عاجلة:
1-فشل الهجوم الجوي على اليمن بعد ان امتصت الاخيرة الصدمة وتجلدت وتوحد الصف الداخلي السياسي والقبائلي باستثناء المرتزقة والقاعدة والارهابيين.
2-فشل مؤتمر شرم الشيخ الاخير الذي لم يخرج إلا بقرار عدواني في الدعوة الى تشكيل قوة عسكرية لمواجهة التحدي الاقليمي متجاهلين ان هذه القوة العسكرية يجب ان تتوجه للعدو الصهيوني الذي يحتل الارض العربية ويقضمها.
3-عدم تمكن الهارب عبد ربه منصور من العودة الى اليمن بعد مؤتمر شرم الشيخ كما كانت السعودية ترسمه وتخطط له، انه رخيص بامتياز حين دعا لقتل شعبه على يد التحالف السعودي الامريكي.
4-السعودية ستدفع الثمن باهظاً مهما دفعت من اموال وممارسات من عمالة و خيانة لمبادئ وقيم الاسلام وشعوبنا الحرة. فانها تواجه مصيراً أسود في ظل الانقسام العائلي الشديد والرفض للعمل العسكري ضد اليمن اضف اليه الحنق الشعبي لا سيما ان اليمنيين داخل السعودية ويقدرون بـ 6 ملايين هم لا يقبلون بالعدوان على بلدهم وشعبهم وابنائهم.
5-تشكيل هذا التحالف الظالم كشف الروح الطائفية لدى الانظمة التي انظمت اليه، وباركته قواعد الارهاب السياسي الطائفي في اكثر من مكان، فهؤلاء ليس بمقدورهم بناء أمة او اسعاد الانسانية ما داموا يختنقون بطائفية مقيتة يقتلون الناس على الهوية حين تختلف مذاهبهم او طوائفهم او قومياتهم وحتى توجهاتهم السياسية.
الحشد الشعبي خيار عراقي بامتياز:
الفتوى التاريخية للمرجعية الرشيدة في العراق هي من انتجت هذا التيار المبارك من الحشد الشعبي الذي خطف الانتصارات في أوقات قياسية رغم كل العقبات والأيذاءات.
انهم يخافون هذه الانتصارات وما ستتركه على طبيعة المجتمع العراقي بسنته وشيعته بكرده وعربه وتركمانه وبأقلياته كلها، ان فئات المجتع العراقي تنظر بثقة عالية لهذا الحشد الموفق الذي انزل القصاص بالجناة والقتلة ودافع عن العرض والارض في المنطقة الغربية من العراق، انه بحق رسالة وئام ووحدة تدعو الجميع لنبذ الطائفية وعدم الانخداع بالسياسيين الطائفيين.
ستكون للحشد الشعبي حظوظ كبيرة في أية فرص قادمة وهذا يعني ان تغييراً قادماً سيطرأ على بنية الحالة السياسية القائمة، وهذا مؤشر جماهيري ينبني على واقع انجازات ومكاسب حققها ويحققها الحشد الشعبي.
وثمة مماحكات وتصادم في الرغبات قد تحصل لاحقاً وهي مسألة مألوفة في التعدديات السياسية ومناخات العمل الديمقراطي.
نتيجة:
المشروع الامريكي السعودي الصهيوني في الهجوم على اليمن لم يحقق أهدافه وبات كسيحاً وسوف يرتدّ على اعضائه بفضل الوعي الشعبي وتداعيات الفشل الذي لحق بهذا التحالف.
ثم أليس الحوار السياسي هو الأفضل في الخروج من الأزمة القائمة. لا سيما ان المؤشرات على الارض تشير الى ان الازمة سياسية بامتياز وليست عسكرية وانما اتخذوا هذه القوة العسكرية وسيلة لمواجهة ايران في المنطقة فحسب، والذي يثير على الاسف تصاعد الشحن الطائفي المقيت لدى اعضاء هذا التحالف الذين تم اغراق بعضهم بالمال، وبتحريك الاوتار الطائفية لدى البعض الآخر لا سيما انهم يحسون بضعف مواقفهم وانهزاميتها وسيواجهون فشلاً اكبر حين ينحل هذا التحالف ويسحق تحت اقدام الشعب اليمني المناضل.
ندوة المساء
29/3/2015
بيان سماحة اية الله الشيخ محمد مهدي الآصفي حول قانون الحرس الوطني وقانون المسائلة والعدالة
بسم الله الرحمن الرحيم
فيما يلي اذكر بعض الملاحظات لجماهير شعبنا حول مسألتين مهمتين تعنيهم جميعاً
وهما قانون الحرس الوطني
وقانون المسائلة والعدالة
على أمل إن يكون موضع اهتمام ودراسة من قبل اصحاب الاختصاص من مختلف شرائح الشعب العراقي والمسؤولين حفظهم الله
1- ملاحظات حول الحرس الوطني
التهديدات الخطيرة التي تهدد أمن العراق واستقلاله ووحدة اراضيه في هذه المرحلة كثيره, ولذلك يحتاج العراق في هذه المرحلة بالذات الى جانب القوات الامنية الى قوة مسلحة كبيرة وواسعة, على مساحة العراق كله تحت عنوان الحرس الوطني كما طرح ذلك دولة رئيس الوزراء حفظه الله لتعمل الى جانب القوات الأمنية لحماية أمن العراق واستقلاله ووحدة اراضيه.
على أنّ يؤصل ويعمق الحرس الوطني وحدة العراق, واستقلاله فيقف ابن الجنوب والوسط الى جانب ابن الانبار وصلاح الدين في الدفاع عن أمن العراق ووحدة اراضيه في كل المحافظات العراقية من الانبار وصلاح الدين, والنجف, وكربلاء, والبصرة, وتكون هناك قيادة واحدة واستراتيجية واحدة وخطه واحد لكل شبكة الحرس الوطني في كل محافظات العراق.
وبعكس ذلك, اذا كان لكل محافظة من محافظات العراق الحرس الذي يخص تلك المحافظة, وبقيادة مستقلة عن سائر المحافظات, فإن هذه القوة المسلحة سوف تهدد وحدة العراق وتؤسس على الامد المنظور لتقسيم العراق طائفياً, وهو التهديد الأكبر للعراق اليوم.
وملاحظة اخرى لابد من ذكرها في قانون الحرس الوطني ضرورة ابعاد البعثيين عن شبكة الحرس الوطني وفي غير هذه الحالة سوف يعود البعثيون الى مواقع القوات الأمنية المسلحة من اقرب الطرق, ومن اوسع الابواب.
2- ملاحظات حول قانون المسائلة والعدالة:
لحزب البعث تاريخ اسود وحافل بالمجازر والاضطهاد الأمني والسياسي في العراق, وقد عانى العراقيون, بكل شرائحهم من العذاب والاضطهاد والتهجير والمطاردة والاغتيالات والاعدامات والمقابر الجماعية , خلال هذه الحقبة السوداء من تاريخ العراق على يد هذا الحزب.
ولذلك لابّد من ابقاء هيئة المسائلة والعدالة حتى تنجز اعمالها, وقد علمت من بعض المصادر المطلعة أن هناك عشرات الالاف من الحالات التي لم تحقق فيها لحد الأن, وحتى تكتمل الهيئة عملها لابد ان نسند هذه الهيئة وندعمها حتى تكمل مهمتها.
ولابد ان تتصرف الاجهزة الامنية بحذر شديد تجاه عودة حزب البعث مرة أخرى الى نشاطه التنظيمي في ساحتنا.
ويجب ان يسبق قانون العفو العام معرفة العناصر التي تلطخت ايديها بدماء الابرياء من الشعب العراقي لابعادهم عن المواقع الحكومية وكذلك العاملين في حقول الاجهزة القمعية في حزب البعث خلال تلك الفترة السوداء من تاريخ العراق لابد من ابعادهم من كل مواقع المسؤولية .
انّ جماهير شعبنا الذين عانوا اكثر من ثلاثة عقود من الاضطهاد والمطاردة والاعتقال والتعذيب والارهاق والاعدامات وتفتيت العوائل وانتهاك الحرمات على يدي حزب البعث... يطالبون ممثليهم في المجلس النيابي موقفاً قوياً موحداً لتجريم حزب البعث المحظور, والملاحقة القانونية والقضائية لكل النشاطات الحزبية في العراق وخارجه على جميع الاصعدة.
ان من اهم ضرورات المرحلة في ساحتنا في العراق ان يتسلح جمهورنا بالوعي السياسي الذي يخترق ان شاء الله البرامج الاعلامية الفضائية المضللة وبرامج شبكات التواصل الاجتماعي الفاسدة, وان يمكّنه من مواجهة التحديات الاعلامية والسياسية والارهاب بالصمود والوعي.
ونسأل الله تعالى ان يرزق ممثلينا في المجلس النيابي الشجاعة والاقدام والمواقف الصلبة الواعية تجاه اللعبة الدولية الواسعة والتحديات والمؤامرات التي تواجه جمهورنا وبلدنا انه سميع الدعاء.
محمد مهدي الآصفي
النجف الاشرف
في 17ج1 /1436هـ
10/3/2015