من خطب الجمعة في الكلتاوية عن الاوضاع في سوريا

[موقع السيد النبهان‎]

من خطب الجمعة عن الاوضاع في سوريا

مقطع من خطبة الجمعة ( الخطبة الثانية ) لفضيلة الشيخ الدكتور محمود ناصر
حوت في جامع الكلتاوية النبهانية
بتاريخ: 18 /ربيع الأول /1433هـ الموافق 10/ شباط/ 2012م

أيها الأخوة المؤمنون

أراكم تنظرون إلي بعيون متسائلة وكأنكم تندهشون من أني لم أتعرض إلى ما
تعرضت به بلدنا اليوم إنّ الكلام لن ينفع بعد هذا اليوم ولن ينفع بعد
هذا، اليوم النصيحة أيها الإخوة غالية جداً وثمنها باهظ لقد قلنا من قبل
وقلنا بالأمس ونقول اليوم إننا ندين القتل والاعتداء على الأبرياء وندين
العدوان مهما كان مصدره فتجيبنا الطلقات وتجيبنا الانفجارات.

إننا نقول للسلطة في سوريا نخاطبها ونقول لها أن تسحب قواتها المسلحة من
المدن والأرياف والقرى وأن توقف سيل الدماء.

ونقول للثائرين الذين يتسلحون ضد السلطة نحن معكم في مطالبكم المشروعة
والعادلة ولكن اسقطوا سلاحكم وأعيدوا سيوفكم إلى أغمادها ودعونا نطالب
بحق الشعب بحقوقه المشروعة والعادلة فلا حوار تحت الطلقات إننا ندعوا إلى
الحوار، إلى التحكيم أيّ تحكيم هذا ؟! أي حوار هذا تدعونا إلى
الديمقراطية كيف تمارس الديمقراطية في بلد يتقاتل أبناؤها ويقتل بعضهم
بعضاً ويكيد بعضهم لبعض إننا نخاطب العقلاء ونخاطب العلماء والحكماء
ونخاطب الطرفين أن ينصتوا إلى صوت العقل وأن يتنازلوا بعض التنازلات
السياسية والشخصية حتى تتقارب وجهات النظر أما أن يتمسك كل بحقه كل
بشخصه فهذا بعيد ومستحيل علينا أن نجمع بين الطرف والطرف الآخر .

إن التاريخ يحدثنا أيها الأخوة عن الحسن بن علي كرم الله وجههما، الحسن
ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن علي كرم الله وجهه كان في سن
السادسة أو السابعة من عمره وكان النبي يخطب على المنبر فدلف إليه الحسن
صعد إلى منبر جده صلوات الله وسلامه عليه، احتمله جده العظيم عليه الصلاة
والسلام وكأن البعض استغرب ورسول الله على المنبر أن يحمل الرسول هذا
الطفل الصغير بين يديه فقال عليه الصلاة والسلام:( أيها الناس إنّ ابني
هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين مختلفتين من المسلمين ) وبعد
ثلاثين عاماً أو قرابة أربعين سنة ودارت رحى الحرب بين المؤمنين بين
العلمين العظيمين بين سيدنا علي أمير المؤمنين كرم الله وجهه صهر سول
الله وزوج فاطمة البتول، وبين سيدنا معاوية رضي الله عنه كاتب الوحي
كانت فتنة عمياء دارت رحى الحرب على الطرفين راح ضحيتها المئات ربما كان
هناك الألوف أيضاً واستشهد الإمام علي كرم الله وجهه بيد أحد الخارجين
عليه ضربه غيلة وغدراً واستلم الخلافة ابنه الحسن رضي الله عنه زكان جيشه
على أتم الاستعداد لخوض المعركة ضد سيدنا معاوية رضي الله عنه وبينما هو
جالس فكر في الأمر رأى أن الحرب ماهي إلا رحى تطحن المسلمين بين دفتيها
فأعلن ويالحسن ما أعلن ؟! ويا لعظمة ما أعلنه الحسن رضي الله عنه؟!

أعلن أنه تنازل عن حقه في الخلافة لسيدنا معاوية رضي الله عنه حقنا لدماء
المسلمين وأرسل إلى معاوية وسلمه الخلافة واجتمعت كلمة المسلمين وحقنت
الدماء بعد أن سالت أكثر من أربعة سنوات أو أكثر من ذلك، حقنت دماء
المسلمين وسمي ذلك العام عام الجماعة اجتمعت كلمة المسلمين وحدت صفوفهم
توحدت كلمتهم سموا ذلك العام عام الجماعة وتحققت في سيدنا الحسن نبوءة
رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به
بين طائفتين من المسلمين أو قال من المؤمنين ) حقق السيادة التي تنبأ له
بها النبي عليه الصلاة والسلام وكان سيداً حقاً حينما تنازل عن حقه حينما
تنازل عن الخلافة حينما تنازل عن الامارة تنازل وبقي التاريخ يذكر له هذا
الموقف بقي التاريخ دائما حينما يذكر الإمام الحسن ينحني له إكباراً
وإجلالا واحتراماً لموقفه العظيم

أيها الأخوة المؤمنون

لا تؤاخذوني على هذا الانفعال إنها نفثات مكلوم لذلك أخاطب جميع العقلاء
أخاطب الطرفين المتنازعين افعلوا ما شئتم افعلوا ما شئتم وأوقفوا هذا
النزيف وأقفوا هذا القتل والعنف وسفك الدماء حماية لأوطاننا حماية
لرجالنا حماية لشبابنا ونسائنا وأطفالنا.

أيها المسلمون
بمناسبة عيد المولد النبوي الشريف اجعلوها صلحاً اجعلوها عفواً اجعلوها
تقارب وجهات النظر اجعلوها حوارا بين العقلاء محكمين فيكم أدلاء ناصحين
( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )
( وأفوض أمري إلى الله )

للاستماع إلى هذا المقطع http://www.youtube.com/watch?v=QBX90oWy7pU
للاستماع إلى الخطبة كاملة http://www.alsayed-alnabhan.com/sound.php?action=lesson&type=1&id=612

مقطع من خطبة الجمعة لفضيلة الشيخ الدكتور محمود ناصر حوت في جامع
الكلتاوية
بتاريخ 25/ربيع الأول/1433هـ الموافق: 17/شباط/2012م

العرب كانوا كالمادة الخام فجاء سيدنا محمد وحول العرب بفضل التصنيع
المحمدي لقاحا للأمم والشعوب ومبعثا للعمل والحضارة والمعرفة واليوم لا
وجود للعالم العربي إلا بقائده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا مكان
للعرب تحت الشمس إلا بالإسلام، جربنا القوميات ففشلت جربنا الاشتراكية
ففشلت جربنا الرأسمالية ففشلت.
يقول عملاق الإسلام عمر بن الخطاب رضي الله عنه ( نحن قوم أعزنا الله
بالإسلام ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله )
ويقول ابن خلدون:(( إن العرب جنس لا يصلح إلا بنبوة ولا يقوم إلا بدين
ولا ترقى مواهبه إلا بشرائع السماء ثم يقول وإذا ترك العرب النبوة والدين
وشرائع السماء تحولوا إلى قطعان وبهائم تعبد الشهوات وتطلب المال لتبعثره
ذات اليمين وذات الشمال استجابة لشهواتها )).

العرب اليوم يأكل بعضهم بعضاً ويقتل بعضهم بعضاً ويكيد بعضهم لبعض...

وأحياناً على بكر أخينا إذا لم نجد إلا أخانا

أقول هذا الكلام وأنا أرى الدماء العربية والإسلامية تسيل في بلادنا
بغزارة لمصلحة من تسيل هذه الدماء ؟؟
لحساب من هذه الدماء التي تنهدر ؟؟
لقد أصبحت بلادنا سوقا رائجة لبيع السلاح، نحن اليوم نخرب بيوتنا بأيدينا
لا بأيدي أعدائنا أعداءنا اليوم يتفرجون على هذه المباراة ويشجعون بعضنا
على بعض يقولون لنا:
تهيؤا للربيع العربي إنه الربيع العربي، ازرعوا العنف والفتل وسفك الدماء
في بلادكم لكي يزدهر الربيع العربي، ازرعوا الأيتام في كل بيت ازرعوا
الأرامل في كل بيت، ازرعوا الفوضى والهرج والمرج في كل بيت وأسرة وشارع
حتى يزدهر الربيع العربي
أهذا هو الربيع العربي ؟!
أهذه هي الديمقراطية التي نبحث عنها ؟!
كيف تمارس الديمقراطية في بلد يتقاتل شعبه وأبناؤه ؟
لا تسمعوا إلا لنداء العقل لا تسمعوا لنداء الأعداء إنهم يدعوننا للقتل
ما مثل أعدائنا إلا ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني
بريء منك إني أخاف الله ربا العالمين ).
لا تسمعوا إلا لصوت العقل ونداء العقل الذي يدعوكم لا إلى الربيع العربي
بل إلى ربيع النبي الأمي الهاشمي الطاهر الزكي سيدنا محمد صلوت الله
وسلامه عليه ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما
يحييكم ) .
إلى ماذا دعاكم رسول الله لقد قال لكم في حجة الوداع أيها الناس:( إن
دماءكم وأموالكم حرام عليكم إلى أن تلقوا ربكم كحرمة يومكم هذا في شهر كم
هذا في بلدكم هذا ألا هل بلغت اللهم فاشهد فلا ترجعنّ بعدي كفاراً يضرب
بعضكم رقاب بعض فإني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده كتاب
الله ).

كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم وحكم ما بينكم، وهو الفصل
ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن طلب الهدى في غيره أضله الله
فهو حبل الله المتين نوره المبين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم
وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا يشبع منه العلماء ولا يمله الأتقياء ولا
يخلق على كثرة الرد، من قال به صدق ومن حكم به عدل ومن عمل به أجر ومن
دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم هذه

هذا هو دستورنا هذا ..
هو قانوننا ..
هذا هو مصدر سعادتنا ..

كلام قديم لا يمل سماعه تنزه عن قول وفعل ونية
به أشتفي من كل داء ونوره دليل لهمي عند همي وحيرتي
فيارب متعني بسر حروفه ونور به قلبي وسمعي ومقلتي

أيها الأخوة المؤمنون: لا تنظروا أن يقوم فيكم الفاروق عمر ليحكم فيكم
لا تنظروا أن يهب عمر بن عيد العزيز من مرقده أو أن يحيا صلاح الدين من
مثواه إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم إن كل ما أصابنا
ويصيبنا من أجل أن تخذ طريق الرجوع إلى الله.

للاستماع إلى هذا المقطع http://www.youtube.com/watch?v=zsqdA3QjD-g
للاستماع إلى الخطبة كاملة http://www.alsayed-alnabhan.com/sound.php?action=lesson&type=1&id=613