تجديد التصوف وإعادته إلى قواعد القرآن والسنة وميثاق العمل الصوفي

17 views
Skip to first unread message

الفتى المحمدي

unread,
Apr 13, 2008, 8:22:29 PM4/13/08
to الصوفية طريق إلى الله
تجديد التصوف وإعادته إلى قواعد القرآن والسنة وميثاق العمل الصوفي

محـــاضـــرة سماحة الشيخ احمد كفتاروا مفتي سورية أمام اجتماع لجنة
التنسيق والمتابعة للطرق والحركات الصوفية في القيادة الشعبية الإسلامية
العالمية خلال الفترة 21 - 23 /3/1995م بــاكـــو - أذربيجـــان

بســم الله الرحمــن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على إمام السالكين ، ومرشد
الخلق إلى الحق ، والهادي إلى صراط مستقيم ، وعلى آله وأصحابه وأتباعه
ومن اتبع هديه واهتدى بسنته إلى يوم الدين.

وبعد .. فقد كان هذا اللقاء وأمثاله مُنية يشتاق إليها سائر السالكين إلى
الله ، والعاملين في حقل التزكية والإحسان والدعوة إلى الله عز وجل ،
وهانحن اليوم نفرح بتمام النعمة ، فما كان أملاً يرتجى، أصبح اليوم
واقعاً مشهوداً يفرح به المؤمنون .

لقد نهض التصوف برسالته منذ فجر الدعوة الإسلامية ، في التزكية والإحسان
وبناء المؤمن الحق ، وكان رجال التصوف يطوفون في عواصم العالم الإسلامي ،
فليملئوها بقوافل الدعاة العاملين ، {الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه
ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً} سورة الأحزاب [الآية :
39].

ويمكن قراءة نشاط رجال التصوف السابقين في جوانب ثلاثة :

1- في مجال التربية ؛ فقد كانوا هم مدرسة التربية والتزكية داخل المجتمع
الإسلامي ، وكانوا بذلك رافداً لا غنى عنه لمراكز العلم ، إذ بهم يتحقق
تكامل العلم والسلوك ، حتى أصبح من المُسلَّم به أن العالم لا يتصدر
للفتيان والتدريس إلا بعد التخرج من مدرسة التربية والتزكية.

2- في الجهاد ؛ فقد كانوا ينشئون في حلقات الذكر على التعلق بالآخرة ،
والشوق إلى لقاء الله ، فينفرون في ثغور البلاد الإسلامية مجاهدين
صابرين ، وهكذا فقد أنشئوا الرباطات على أطراف المدن الإسلامية ، فكانوا
يشتغلون فيها بذكر الله حتى إذا ما دعاهم داعي الجهاد ، كانوا خيل الله
السابقة ، رجاء أن تصيبهم بركة قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((عينان
لا تمسهما النار أبداً ، عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل
الله)) - رواه أبو يعلى والضياء ، واللفظ لهما ، عن أنس ، كما أخرجه
الطبراني في الوسط عن أنس بلفظ : ((عينان لا تريان النار)).

3- في الدعوة إلى الله ؛ فقد كان رجال التصوف ينفرون من رباطاتهم
وزواياهم إلى الآفاق ، فيبلغون مكامن التأثير في قلوب الخلق ، وهي
المواقع التي لم تكن تبلغها جيوش الفتح العسكري ، فكان الدعاة من رجال
التصوف يتكفلون بهذه الرسالة ، ويخترقون مراكز الثقافة والتأثير في مختلف
أنحاء الأرض.

ولكن من ناحية أخرى فقد اختلط بصفاء التصوف وعذوبة مائه بعض الأخطاء مما
جعل البعض لا ينظر إليه بعين الرضا والقبول ، بل يعتبره أمراً زائداً عن
الدين لا حاجة للمسلم به ، والحقيقة إن التصوف بنقائه المستمد من القواعد
القرآنية والسنة النبوية وأحوال السلف الصالح ، جزء مهم في تكوين شخصية
المسلم وحسن عقيدته ، ونجاته في الدنيا والآخرة.

فلابد من تجديد للتصوف ، يزيل عنه ما ليس منه ، وينقيه من العثرات
والهفوات [شأنه كبقية العلوم الشرعية الأخرى التي خالطها أخطاء ليست
منها ، ولم ينفِ ذلك عنها شرعيتها وضرورة تجديدها وتعلمها] . وبعد أن
نقيم التصوف بثوبه القرآني المتجدد ، يجب أن نعمل على نشره بين المسلمين
معلمين ومتعلمين ، ليساهم في نهضتهم من ركودهم ، والعودة بهم إلى منهج
نبيّهم ، والقيام بواجبهم في الدعوة إلى الإسلام علماً وعملاً ، حالاً
وقالاً ، روحاً وجسداً ، فإن العالم اليوم قد تحضر مادياً (لكنه) في أشد
العطش إلى حضارة روحية يحملها له رجال التصوف الإسلامي ، بعد أن يوحدوا
جهودهم وينسقوا أفكارهم وخططهم.

السادة العلماء والدعاة :

الإسلام دين الدعوة ، والإسلام دين العصر ، والإسلام دين التقدم بما
يحمله بين طياته وتعاليمه من القدرة على حل المشكلات المعاصرة في عالمنا
اليوم.

وهذا يفرض على الحركات الصوفية في العالم الإسلامي وخارجه، تحمل واجباتها
في وضع خطة لنشر الدعوة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها ، فهي قادرة
على الانتشار الواسع ، وبطريقة هادئة محببة ، بعيدة عن الاستفزاز ، وهذا
الأمر يفرض علينا جميعاً ، أن نؤمن لهذه الحركات كل الدعم مادياً
ومعنوياً في كافة أنحاء العالم لتضمن نجاحها في أداء مهمتها.

وإن من أعظم الواجبات المؤدية للنجاح ، تحصين العمل الصوفي ، بنشر مدارس
التعليم الشرعي في الحركات الصوفية لتخريج قيادات صوفية عالمة ، تستند في
عملها على أساس متين من العلوم الإسلامية بفروعها الشرعية والفكرية
والحركية.

ولكي لا تتعثر هذه الجهود لابد أولاً أن نزيل من طريقها الحواجز التي
بينها وبين بقية التيارات الإسلامية ، وذلك بالتقارب مع تلك التيارات ،
من خلال الهدف المشترك بالعودة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه سلفنا
الصالح دون زيادة أو شطط ، ودون الوقوف عند التسميات التي تَبَاعَدَ
بسببها المسلمون وصاروا فرقاً وشيعاً ، بل نرجع إلى المسمى والمعنى
الحقيقي ، وهو الإقتداء الكامل برسول الله صلى الله عليه وسلم علماً
وعملاً وإخلاصاً ، وعند ذلك تتآلف القلوب وتنتفي الخصومات والعداوات
ونكون يداً واحدةً في نشر الوعي بين المسلمين ، وتصحيح عقائدهم ، وإيجاد
المجتمع المسلم الذي أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم كالجسد الواحد ،
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، ولقد لخص الله
تعالى مهام بعثة رسوله صلى الله عليه وسلم فجعلها في أمور ثلاثة قال
تعالى : {هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم
ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}
سورة الجمعة : [الآية : 2]

فعلى هذه الأركان الثلاثة ، العلم والتزكية والحكمة ، يتوقف نجاح الحركات
الإسلامية اليوم .وفي الختام :

إنني أغتنم هذه الفرصة لأضع بين أيديكم ميثاقاً للعمل الصوفي ، يحتاج إلى
مناقشتكم وإضافاتكم ، سائلاً الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لتوحيد الجهود
من خلال ميثاق العمل الصوفي وخطة العمل المستقبلية التي تقررونها ، وذلك
لدعم الحركات الصوفية ، وانفتاحها على جميع المسلمين بتياراتهم
المختلفة ، مع تطوير وسائل الدعوة ، وتبيين التصوف الصحيح سلوكاً
ودعوةً ، بصفته جزءاً لا يتجزأ من المنهج الإسلامي.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

ميثاق العمل الصوفي

المبــادئ والـوســائـل

الناظم لجهود الحركات الصوفية ضمن مكتب التنسيق

في القيادة الشعبية الإسلامية العالمية

المبادئ:


المبدأ الأول : تجديد التصوف وتنقيته ، والعودة به إلى القواعد القرآنية
والسنة النبوية المطهرة.

المبدأ الثاني : نشر التصوف المُجدَّد وتعليمه ، بصفته جزءاً مهماً في
تكوين شخصية المسلم.

المبدأ الثالث : التوحيد والتنسيق بين الحركات الصوفية في العالم ،
واستقطاب أكبر عدد منها ، للعمل التوحيدي من خلال الميثاق.

المبدأ الرابع : دعم الحركات الصوفية الموقعة على الميثاق ، مادياً
ومعنوياً في كافة أنحاء العالم.

المبدأ الخامس : تنمية استخدام حركات التصوف في المناطق الحساسة من
العالم ، من خلال قدرته المتميزة على الانتشار الواسع ، بطريقة هادئة
بعيدة عن الاستفزاز.

المبدأ السادس : التقريب بين الصوفيين والسلفيين الحقيقيين وبقية
التيارات الإسلامية ، لتوحيد الجهود في خدمة الدعوة الإسلامية.

المبدأ السابع : تحصين العمل الصوفي ، بنشر مدارس التعليم الشرعي في
الحركات الصوفية ، لتخريج قيادات صوفية ، تستند في عملها على أساس متين
من العلوم الإسلامية بفروعها الشرعية والفكرية والحركية.

المبدأ الثامن : تطوير وسائل الدعوة في العمل الصوفي باستخدام المخيمات
والأنشطة الحركية المختلفة.


الوســائــل:


1- تأليف الكتب لتشكيل مكتبة صوفية حديثة على قواعد القرآن والسنة
النبوية ، و من خلال المبادئ التي يقوم عليها الميثاق.
2- إقامة المؤتمرات لمعالجة قضايا محددة من خلال مبادئ الميثاق ، يحضرها
قادة التصوف في العالم.
3- إقامة ندوات فكرية جماهيرية ميدانية على مستوى المدن أو البلدان ،
يقوم بتنفيذها مجموعة قيادات صوفية متنورة ، يُجمع لها أتباع الحركات
الصوفية في تلك المناطق ، للاستماع والتوجيه بعيداً عن المظاهر
والاستعراضات.
4- إقامة دورات على شكل مخيمات سنوية ، لمدة لا تقل عن 15 - 30 يوماً ،
يقوم بتنفيذها قيادات إسلامية صوفية فكرية حركية متنورة ، تُخصَّص
للقيادات الناشئة في الحركات الصوفية العالمية ، بقصد التعارف والتوحيد
والتنوير والتصحيح والتدريب ، على أساس من الكتاب والسنة والإحاطة بقضايا
الشعوب الإسلامية ومشكلاتها على كافة المستويات.[ ترشح كل جماعة موقّعة
على الميثاق من 10 - 20 مشاركاً بحيث لا يقل عدد المشاركين في المخيم
الواحد عن 300 مشارك سنوياً ].
5- إقامة دورات للأئمة والخطباء والدعاة حسب المناطق الإقليمية ، ومراعاة
اللغة ، لتنمية معارفهم التربوية الروحية ، وحثهم على تبني التصوف سلوكاً
ودعوة ، بصفته جزءاً لا يتجزأ من المنهج الإسلامي.
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages