الصِّيامُ والقُرآنُ (مناجاةٌ) / نظمُ: حسّانة الألبانيّ

26 views
Skip to first unread message

على درب السلف

unread,
Aug 10, 2012, 2:41:20 PM8/10/12
to ركاب أهل العلم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
********************

  الصِّيامُ والقُرْآنُ!
(مناجاةٌ)

نظمُ:
حسّانة الألبانيّ

بسم الله، والحمد لله، والصّلاةُ والسّلام على رسولِ اللهِ، أمّا بعدُ:
فهذهِ أبياتٌ يسيرةٌ جدًّا، نظمتُها لـمّا رأيتُ تسارعَ انصرامِ أيّام شهرِ (رمضان)؛ شهرِ (الصّيامِ والقرآنِ)، والمرءُ لـمّا يقُمْ بهما كما ينبغي! فلا يجدُ لهُ ملجأً إلاّ ربَّهُ، يناجيهِ! فقلتُ:
ربَّاهُ يا ذَا الفضْــــــــــــلِ والإِحْسَـــــــــــــانِ!
يا مُـــــــــنْزِلَ الــــــــقُرْآنِ ذِي الفُرْقَــــــــــــــانِ!

أَكْرِمْ بِصَومٍ عَــــــــــــــــامِرِ الغُفْـــــــــــــــــــــرَانِ
والعِتْقِ -ليلاً- من لَـــــــــظَى النِّـــــيـرَانِ!

وامْنَـــــحْ فُؤَادِي صُــــــحْبَةَ القُــــــــــــــــرْآنِ
في اللّــــــــــيلِ والإِبْكــــَــــــــــارِ بالتّبْيَـــــــــانِ!

فــــــــــالصّـــــــومُ والقُــــــــــرْآنُ للإِنْسَـــــــــــــانِ
يَشْفَعْنَ -في الأُخْرَى- لَدَى الرَّحمَـنِ!

فاجْعَلْهُـــــــــمُ يا رَبِّ! مِن أَعْــــــــــــــــواني
في عِيشَـــــــــتِي تَجْلُو بِهِمْ أَحْـــــــــــــــــــزَانِي!
~ ~ ~
تمّتْ على بحر (الرّجز) -قدر استطاعتي-
بتاريخ: الإثنين/ 19/ رمضان/1433هـ.
سائلةً اللهَ عزّ وجلّ أن يجعلَنا ممّن يشفعُ لهم الصّيامُ والقرآنُ، يوم نلقاهُ جلَّ جلالُه.

تأصيلُ الأبياتِ
لا أبلغَ ولا أنفعَ من أن يكون كلامنا نابعًا من الكتاب والسّنّة؛ لذا، فهذا تأصيلٌ استندتُ عليهِ في بناءِ بعض كلماتِ ومعاني تلكَ الأبياتِ:
- البيتُ الأوّلُ:
قوله تعالى:
{وَاللهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[البقرة:105]
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}[الفرقان:1].

- البيت الثّاني:
قوله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّمَ:
((مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا؛ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)) [متّفق عليه]
وقوله عليه الصّلاةُ والسّلامُ:
((إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ؛ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الجِنِّ، وغُلِّقت أَبوَابُ النَّارِ؛ فَلَمْ يُفتح مِنْهَا بَابٌ! وفُتِحَت أَبْوَابُ الجنَّةِ؛ فَلَمْ يُغلق مِنْهَا بَابٌ! وَيُنادي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبَلْ! وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ! وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ, وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ))!
[قال عنه الوالد -رحمه الله-: "حسن صحيح". يُنظر: "التّعليقات الحسان على صحيح ابن حبّان"، كتاب الصّوم، باب: فضل رمضان، رقم الحديث: 3426].

البيت الثّالث:
قوله تعالى:
{كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}[ص:29]
فمرادي من كلمة (بالتّبيان) أي: بالتّدبّر والفهم لمعانيه!
وقد قال تعالى:
{وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النّحل: 89].
قوله صلّى الله عليه وعلى آلِهِ وسلّم:
((إِنَّمَا مَثَلُ صَاحِبِ القُرْآنِ))... الحديث. [صحيح البخاري]
وقوله عليه الصّلاةُ والسّلام:
((يَجِيءُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ! يَقُولُ لِصَاحِبِهِ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ أَنَا الَّذِي كُنْتُ أُسْهِرُ لَيْلَكَ، وَأُظْمِئُ هَوَاجِرَكَ))... الحديث.
[سلسلة الأحاديث الصّحيحة: 2829]

البيت الرّابع:
قوله صلّى الله عليه وسلّم:
((الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ! يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ! مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ)).
[قال عنه الوالد -رحمه الله-: "ورواه: أحمد والحاكم وصحّحه، ووافقه الذّهبيّ، وهو كما قالا". يُنظر: "مشكاة المصابيح"، الحديث رقم: 1963].

البيت الخامس –والأخير-:
قوله صلّى الله عليه وسلّم:
((مَا قَالَ عَبْدٌ -قَطُّ؛ إِذَا أَصَابَهُ هَمٌّ أَوْ حُزْنٌ-: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ: أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي! وَنُورَ بَصَرِي! وَجِلَاءَ حُزْنِي! وَذَهَابَ هَمِّي! إِلَّا أَذْهَبَ اللهُ هَمَّهُ، وَأَبْدَلَهُ مَكَانَ حُزْنِهِ فَرَحًا)).
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ؟
قَالَ:
((أَجَلْ! يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهُنَّ أَنْ يَتَعَلّمَهُنَّ)).
[قال عنه الوالد –رحمه الله-: "صحيح". يُنظر "التّعليقات الحسان على صحيح ابن حبّان"، كتاب: الرّقائق، باب: الأدعية، رقم الحديث: 968].
هذا، وما كان من صواب؛ فمن الله وحده...
وما كان من خطأ فمن جهلي وضعفي.
أسأله تعالى المغفرة والقبول.
وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد وعلى آله وسلّم. 
الثّلاثاء/ 19/ رمضان/1433هـ. 
**********
انتهى النقل
وهذا هو الرابط من مدونتها الطيبة -وفقها الله وبارك فيها-:





-- 
۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩ فوائــــد: ۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩

قال البربهاري:( وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب هوى) (شرح السنة للبربهاري ص:121).
قال ابن تيمية:(ومن كان محسناً للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويُظهر لهم الإنكار وإلا: ألحِق بهم وجُعِل منهم). (مجموع الفتاوى (2/133)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا) . انظر مجموع الفتاوى (4/149).ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (4/155) أن ((شعار أهل البدع : هو ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلف

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages