النَّصر يعقب الاتِّباع لا الابتداع
"اتصلت امرأة على الشيخ الألباني -رحمه الله- وقالت: لقد انتصرت الجبهة في الإنتخابات البرلمانية؛ فرد عليها الشيخ مباشرة: لا، لم تنتصر.
فقالت: بلى!
فعارضها الشيخ بقوة، فتعجبت وقالت له: أنا أعيش في الجزائر -يا شيخ!- وأخبرك أن جبهة الإنقاذ أخذت أكثر المقاعد في البرلمان.
فبيَّن لها الشيخ العبرة من كلامه، وبيَّن لها أن العبرة لا تكمُن في النَّتيجة؛ ولكن تكمن في النَّظر في الطريق، وذكر لها أن الجبهة لم تسلك طريق الرسول صلى الله عليه وسلم للإصلاح، وأن طريق الصلاح لا يبدأ بالإصلاح السياسي؛ لأن الإصلاح النَّبوي لم ينطلق من الإصلاح السياسي، وإن كانت السياسة من الدِّين بلا ريب.
وانتصار الجبهة هو في الحقيقة هزيمةً؛ لأن النَّصر يعقب الإتِّبَاع لا الإبتَداع.
الله -جلَّ وعلا- يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
فلا ريب أن عمل المرء بسنَّة نبيِّه من الأعمال التي ينصر بها ربه؛ فينصره الله.
{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ--رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
فسمَّاهم الله أنصارًا له؛ لأنَّه اجتمع فيهم توحيد الله والمتابعة لرسوله صلَّى الله عليه وسلَّم.
إذن، فنصر الله ليس مجرد تعاطف مع الإسلام، أو شعارات إسلاميَّة تُرفَع فحسب؛ وإنما هو عملٌ بالإسلام".
بتصرف من خطبة: (الشرق الأوسط الجديد)
للشيخ رسلان ..
قال
البربهاري:( وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعد
ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب هوى) (شرح السنة للبربهاري ص:121).
قال ابن تيمية:(ومن كان محسناً للظن
بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويُظهر لهم الإنكار
وإلا: ألحِق بهم وجُعِل منهم). (مجموع الفتاوى (2/133)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ولا
عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق
فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا) . انظر
مجموع الفتاوى (4/149).ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (4/155) أن
((شعار أهل البدع : هو ترك انتحال السلف الصالح))؛
فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في
الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره
الانتساب إلى السلف