السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة طيبة، جزى الله من أرسلها لي خيرًا
** ** **
قال الخطيب البغداديُّ -رحمه الله-:
"وهل أدرك من أدرك من السَّلف الماضين الدرجات العُلى إلا بإخلاص المعتقد، والعمل الصَّالح، والزُّهد الغالب في كل ما راق من الدنيا؟
وهل وصل الحكماء إلى السعادة العُظمى إلا بالتَّشمِير في السَّعي، والرِّضى بالميسور، وبذل ما فضل عن الحاجة للسائل والمحروم؟
وهل جامِعُ كتب العلم إلا كجامع الفضَّةِ والذَّهب؟
وهل المنهوم بها إلا كالحريص الجشع عليهما؟
وهل المغرم بحبها إلا ككانزها؟
وكما لا تنفع الأموال إلا بإنفاقها، كذلك لا تنفع العلوم إلا لمن عمِلَ بها، وراعى واجباتها.
فلينظر امرؤ لنفسه، وليغتنم وقته، فإن الثّواء قليل، والرّحيل قريب، والطريق مُخوف، والاغترار غالب، والخطر عظِيم، والنَّاقد بصير، والله تعالى بالمرصاد، وإليه المرجع والمعاد؛ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)".
المصدر: اقتضاء العلم المعمل: ص15- 16
الثواء: الإقامة. لسان العرب.
(وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ).
===========================
قال
البربهاري:( وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعد
ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب هوى) (شرح السنة للبربهاري ص:121).
قال ابن تيمية:(ومن كان محسناً للظن
بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويُظهر لهم الإنكار
وإلا: ألحِق بهم وجُعِل منهم). (مجموع الفتاوى (2/133)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ولا
عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق
فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا) . انظر
مجموع الفتاوى (4/149).ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (4/155) أن
((شعار أهل البدع : هو ترك انتحال السلف الصالح))؛
فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في
الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره
الانتساب إلى السلف