فعجزوا أن يأتوا بعشر سور مفتريات فسهل عليهم التحدي وطلب منهم أن يأتوا بسورة واحدة فقط وليستعينوا بمن أحبوا من الأنصار والأعوان من الشعراء والأدباء والبلغاء والعلماء قال سبحانه وتعالى:(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ)سورة البقرة : 23
وبعد أن عجزوا عن التحدي تحدى الله سبحانه وتعالى الإنس والجن إلى قيام الساعة أن يأتوا بمثل هذا القرآن وأخبر مسبقاً بأنهم لن يستطيعوا ذلك ولو تعاونوا جميعاً على ذلك ( قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا ) سورة الإسراء :17
وعلل سبحانه عجز الناس عن الإتيان بمثل القرآن بقوله(فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ(
فعجزهم سببه أن القرآن أُنزل بعلم الله سبحانه وتعالى خالق الكون فمن يستطيع أن يحيط بعلم الله تعالى فالقرآن طافح بالعلوم الربانية فهو كتاب علم بلا شك بنص القرآن الكريم فيه إشارات علمية واضحة تدل إلى أنه منزل من عليم حكيم.
قد يقول قائل ما الفائدة من معرفة أن القرآن هو كتاب معجز؟
هناك فوائد كثيرة من أهمها إزالة الريبة والشك من قلوب الشاكين في صدق القرآن وصدق هذا الرسول الأمين وتصحيح الاعتقاد يؤدي بصاحبه إلى صحيح العمل والالتزام بمنهج القرآن الكريم والسنة المشرفة كذلك فإن التبحر في علوم القرآن ومعرفة عظمة كتابه وعجز الإنسان عن إحصاء علومه يورث في النفس خشية الله والعمل على اتقاء ناره أعاذنا الله تعالى منها وهذا الكلام تبينه الآية الكريمة:(وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ {23} فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ)سورة البقرة: 23