يرغمني القلم على بث إشكالية نحن الشيعة غنيين عنها، فأين الخطأ في إقامة سفرة (مجموعة أكلات أو حلويات) بشأن التقرب إلى الله عزوجل، باسم أم البنين عليها السلام، دعونا نراجع أنفسنا أيها الأحبة في نيل الخوض في هذه الإشكالية التي غزت فكر بعضنا، لو أراد شخص ما أن يقرأ للحسين عليه السلام، وبعد القراءة أو قبلها قام بتوزيع أو وضع سفرة يتجمهر المستمعين حولها بأكل بركة، ماذا في هذه الظاهرة؟!!
إذاً كل المضايف التي تقام على أهل البيت عليهم السلام بدعه!!، أليس هذا هو تقرب لله بمستضافة خدمة آل البيت؟!، أم ماذا؟!، نحن لا نريد أن نخرج عن الواقع والواقع المعايش تحديدا، البعض يقول أن سفرة أم البنين عليها السلام بدعه ويستند بقوله بأن لا يوجد ما يثبت له أن الرسول (صلى الله عليه وآله) كان يعمل هكذا أمور، فأين النتيجة في سباق الذكر في إقامة مأدبة على أئمة أهل البيت؟!!، هم هنا يناقضون أنفسهم، والدليل في قولي هو الحدث التي خصصوه في بدعة سفرة أم البنين.
صحيح أن سفرة أم البنين عليها السلام عادة اعتدنا عليها، ولكن ليست هي بدعة، فكيف؟!!، لأسباب عده، وهنا أذكر أثنين منها:
1ـ لم يقل احد أنها سنة حتى تكون مناقضة لها وتكون بدعه.
2ـ لم يقل احد أنها داخلة في الشريعة والدين والعبادات حتى تكون بدعه.
إن هذه السيدة الطاهرة الجليلة المضحية التي عرفت الله عزوجل والرسول صلى الله عليه وآله، حيث قدمت أولادها الأربعة قرابين لنصرة الإسلام بين يدي أبا عبدالله الحسين سيد الشهداء عليه السلام، هي جديرة بالتوسل بالله لقربها منه، وإذا تعرض أحد ما لمصيبة أو ضائقة من مصائب الزمن، فأنه ينذر لها ويقرأ سورة الفاتحة ويهدي ثوابها إلى روحها الزكية الطاهرة ويذكر الصلوات على محمد وآل محمد، ثم يسأل الله عزوجل بحق هذه المرأة وجاهها عنده، فالله لن يخيب أمله ودعائه، وسيفرج همه وغمه.
وبعد هذه لو قام أحدهم بوضع سفرة محشوة بأطعمة أو أصناف أخرى من حلويات تكون بدعه، ما شاء الله، ينقص أن يقولوا أن الطعام الذي يقدم بعد أو قبل القراءة في المسجد أو الحسينية أو المجالس هي بدعة أيضا، فسفرة أم البنين عليها السلام ليست أكل والشرب فقط، وإنما هي أحياء مراسم مولدها أو وفاتها، ويذكر فيها فضائلها وبركاتها ويقرأ الدعاء والزيارة لها، وهي أمر اعتاد عليه النساء تيمناً بكرامات وقضاء الحاجات من أم البنين عليها السلام، وأما ما يتصف بالإسراف والتبذير فهذا صحيح وحق، ولكن أين التبذير في ليلة تنقضي ولا يكون هناك أي فصل من فصول التيه، اعني لا يوجد هناك أي إسراف إلا ما ندر، فالقاعدة تمحو الاستثناء.
قد يتسرب إلى ذهن البعض أني أناوش الخطوب في مدارك العقول، لا أنا لست أهلا لذلك، ولكن ما شدني للكتابة هو نيل رضا الله تعالى وأهل بيته الطاهرين، كم وكم مرت علينا كرامات وقضاء حاجات قديمة ومعاصرة لنا نحن أيضا في وجاهها عند الله سبحانه، لماذا تكون هذه النذور بدعة ؟!، لا لشيء سوى مائدة يتبرك بها ببركة أم البنين عليها السلام.