زوجتي>> روائع الطنطاوي

1 view
Skip to first unread message

✿الــكـريــزمـا✿ ♥♥♥♥

unread,
Feb 8, 2011, 6:26:45 PM2/8/11
to Alkr...@googlegroups.com





  زوجتي

يقول
الشيخ / علي الطنطاوي رحمه الله :

لم
أسمع زوجاً يقول إنه مستريح سعيد ،
 وإن كان في حقيقته سعيداً مستريحاً ،
لأن الإنسان خلق كفورا ً،
لا يدرك حقائق النعم إلا بعد زوالها ،
ولأنه ركب من الطمع ،

فلا يزال كلما أوتي نعمة يطمع في أكثر منها ،
 فلا يقنع بها ولا يعرف لذاتها ،
 لذلك يشكو الأزواج أبداً نساءهم ،
ولا يشكر أحدهم المرأة إلا إذا ماتت ،
وانقطع حبله منها وأمله فيها ،
هنالك يذكر حسناتها ، ويعرف فضائلها .

أما

أنا فإني أقول من الآن –
تحدثاً بنعم الله وإقراراً بفضله - :

إني

سعيد في زواجي وإني مستريح
 وقد أعانني على هذه السعادة أمور
 يقدر عليها كل راغب في الزواج ، طالب للسعادة فيه ،


 فلينتفع بتجاربي من لم يجرب مثلها ،

وليسمع وصف الطريق من سالكه
 من لم يسلك بعد هذا الطريق .


أولها
:
 أني لم أخطب إلى قوم لاأعرفهم ،

 ولم أتزوج من ناس لا صلة بيني وبينهم ..
 فينكشف لي بالمخالطة خلاف ما سمعت عنهم ،
وأعرف من سوء دخليتهم ما كان يستره حسن ظاهرهم ،
 وإنما تزوجت من أقرباء عرفتهم وعرفوني ،
واطلعت على حياتهم في بيتهم وأطلعوا على حياتي في بيتي
، إذ رب رجل يشهد له الناس بأنه أفكه الناس ،
 وأنه زينة المجالس ونزهة المجامع ،
وأمها بنت المحدّث الأكبر ،
 عالم الشام بالإجماع الشيخ بدر الدين الحسيني رحمه الله
، فهي عريقة الأبوين ، موصولة النسب من الجهتين .


والثاني
:
 أني اخترتها من طبقة مثل

طبقتنا ، فأبوها كان مع أبي في محكمة النقض ،
وهو قاض وأنا قاض ،
 وأسلوب معيشته قريب من أسلوب معيشتنا ،
 وهذا الركن الوثيق في صرح السعادة الزوجية ،
ومن أجله شرط فقهاء الحنفية
 ( وهم فلاسفة الشرع الإسلامي )
الكفاءة بين الزوجين .


والثالث
:
 أني انتقيتها متعلمة تعليماً عادياً ،

شيئاً تستطيع به أن تقرأ وتكتب ، وتمتاز من العاميات الجاهلات ،
وقد استطاعت الآن بعد ثلاثة عشر عاماً في صحبتي
أن تكون على درجة من الفهم والإدراك ،
وتذوق ما تقرأ من الكتب والمجلات ، لا تبلغها المتعلمات

وأنا أعرفهن وكنت إلى ما قبل سنتين
ألقي دروساً في مدارس البنات ،
على طالبات هن على أبواب البكالوريا ،

فلا أجدهن أفهم منها ، وإن كن أحفظ لمسائل العلوم
، يحفظن منها ما لم تسمع هي باسمه ،
ولست أنفر الرجال من التزوج بالمتعلمات ،
ولكني أقرر - مع الأسف - أن هذا التعليم
 الفاسد بمناهجه وأوضاعه ،
يسيء على الغالب إلى أخلاق الفتاة وطباعها ،

ويأخذ منها الكثير من مزاياها وفضائلها ،
ولايعطيها إلا قشوراً من العلم لا تنفعها في حياتها
ولا تفيدها زوجاً ولا أماً ،

والمرأة مهما بلغت لا تأمل من دهرها أكثر
 من أن تكون زوجة سعيدة، وأماً .


والرابع
:
 أني لم أبتغ الجمال وأجعله هو الشرط اللازم الكافي

كما يقول علماء الرياضيات ، لعلمي أن الجمال ظل زائل
لا يذهب جمال الجميلة ، ولكن يذهب شعورك به ، وانتباهك إليه ،

 لذلك نرى من الأزواج من يترك امرأته الحسناء ،
ويلحق من لسن على حظ من الجمال ،

 ومن هنا
صحت في شريعة إبليس قاعدة الفرزدق
 وهو من كبار أئمة الفسوق ،
 حين قال لزوجته النوار
في القصة المشهورة :
 ما أطيبك حراماً وأبغضك حلالاً .


والخامس
:
 إن صلتي بأهل المرأة لم يجاوز إلى الآن ،

 بعد مرور قرن من الزمان ،  الصلة الرسمية ،
 الود والاحترام المتبادل ،  وزيارة الغب ،
 ولم أجد من أهلها ما يجد الأزواج من الأحماء
من التدخل في شؤونهم ، وفرض الرأي عليهم ،

 ولقد كنا نرضى ونسخط كما يرضى كل زوجين ويسخطان ،
فما تدخل أحد منهم يوماً في رضانا ولا سخطنا

ولقد نظرت اليوم
 في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجي ،

وصارت لي خبرة أستطيع أن أؤكد القول معها
 بأنه لو ترك الزوجان المختلفان ،
 ولم يدخل بينهما أحد من الأهل ولا من أولاد الحلال ،
لانتهت بالمصالحة ثلاثة أرباع قضايا الزواج .


والسادس
:
أننا لم نجعل بداية
أيامنا عسلاً كما يصنع أكثر الأزواج ،
 ثم يكون باقي العمر حنظلاً مراً ؛
وسماً زعافاً ،
 بل أريتها من أول يوم أسوأ ما عندي ،
حتى إذا قبلت مضطرة به

، وصبرت محتسبة عليه ، عدت أريها من حسن خلقي ،
 فصرنا كلما زادت حياتنا
الزوجية يوماً زادت سعادتنا قيراطاً .


والسابع

: أنها لم تدخل جهازاً وقد اشترطت هذا ،
 لأني رأيت أن الجهاز من أوسع أبواب الخلاف بين الأزواج ،

فإما أن يستعمله الرجل ويستأثر به فيذوب قلبها خوفاً عليه ،
أو أن يسرقه
ويخفيه ،  أو أن تأخذه بحجز احتياطي
 في دعوى صورية فتثير بذلك الرجل .



والثامن
:
 أني تركت ما لقيصر
لقيصر ،
 فلم أدخل في شؤونها من ترتيب الدار وتربية الأولاد ،
وتركت هي
لي ما هو لي ، من الإشراف والتوجيه ،
وكثيراً ما يكون سبب الخلاف
لبس
المرأة عمامة الزوج وأخذها مكانه ،
 أو لبسه هو صدار المرأة ومشاركتها الرأي في

 طريقة كنس الدار ،
 وأسلوب تقطيع الباذنجان ،
ونمط تفصيل الثوب .



والتاسع
:
أني لا أكتمها أمراً ولا تكتمني ،
ولا أكذب عليها ولا تكذبني ،
 أخبرها بحقيقة وضعي المالي ،
وآخذها إلى كل مكان أذهب إليه أو أخبرها به ،
 وتخبرني بكل مكان تذهب هي إليه ،
 وتعود أولادنا الصدق والصراحة ،
واستنكار الكذب والاشمئزاز منه .


ولست

والله أطلب من الإخلاص والعقل والتدبير
 أكثر مما أجده عندها :
فهي من النساء الشرقيات اللائي يعشن للبيت لا لأنفسهن ،
للرجل والأولاد ، تجوع لنأكل نحن ،
وتسهر لننام ، وتتعب لنستريح ،
وتفنى لنبقى ،
 هي أول أهل الدار قياماً ،  وآخرهم مناماً ،
لا تنثني تنظف وتخيط وتسعى وتدبر ،
همها إراحتي وإسعادي .

إن
كنت أكتب ، أو كنت نائماً أسكتت الأولاد ،
 وسكنت الدار ، وأبعدت عني كل منغص أو مزعج .

تحب
من أحب ، وتعادي من أعادي ،
 وإن كان حرص النساء على إرضاء الناس
 فقد كان حرصها على إرضائي ،
 وإن كان مناهن حلية أو كسوة
فإن أكبر مناها
أن تكون لنا دارنملكها نستغني بها عن بيوت الكراء .


تحب
أهلي ، ولا تفتأ تنقل إلي كل خير عنهم ،
 إن قصرت في بر أحد منهم دفعتني ،
وإن نسيت ذكرتني ،
حتى إني لأشتهي يوماً أن يكون بينها وبين أختي خلاف
 كالذي يكون في بيوت الناس ، أتسلى به ،

فلا أجد إلا الود والحب ، والإخلاص من الثنتين ،
 والوفاء من الجانبين !!.


إنها

النموذج الكامل للمرأة الشرقية ،
التي لا تعرف في دنياها إلا زوجها وبيتها ،
والتي يزهد بعض الشباب فيها ،
فيذهبون إلى أوربا أو أميركا ليجيئوا بالعلم
فلا يجيئون إلا بورقة في اليد ،
 وامرأة تحت الإبط ،
 امرأة يحملونها يقطعون بها نصف
محيط الأرض أو ثلثه أو ربعه ،
 ثم لا يكون لها من الجمال ،
 ولا من الشرف ولا من الإخلاص
 ما يجعلها تصلح خادمة للمرأة الشرقية ،
ولكنه فساد الأذواق وفقد العقول ،
واستشعار الصغار وتقليد الضعيف للقوي .


يحسب
أحدهم أنه إن تزوج امرأة من أمريكا
 أو أي امرأة عاملة في شباك السينما ،أو في مكتب الفندق ،
 فقد صاهر طرمان ، وملك ناطحات السحاب ،
وصارت له القنبلة الذرية ،
 ونقش اسمه على تمثال الحرية !!.


إن
نساءنا خير نساء الأرض ،
 وأوفاهن لزوج ، وأحناهن على ولد ،
وأشرفهن نفساً ، وأطهرهن ذيلاً ،
 وأكثرهن طالعة امتثالاً وقبولاً ،
لكل نصحٍ نافع وتوجيه سديد .


وإني

ما ذكرت بعض الحق في مزايا زوجتي
إلا لأضرب المثل من نفسي على السعادة التي يلقاها
زوج المرأة العربية
 ( وكدت أقول الشامية المسلمة )
 لعل الله يلهم أحداً من العزاب القراء العزم على الزواج
فيكون الله قد هدى بي ، بعد أن هداني.



Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages