وقضيت فى الحجز التحفظى ليلتان. والحجز عبارة عن غرفة صغيرة يعيش بداخلها
ليل نهار معى أربعة أفراد. فكنا الخمسة نتشارك الحياة فى هذه الغرفة
الضيقة المضيئة ليلا ونهارا. وكانت غرفة الحجز مجهزة بشفاط ومروحة فكان
الهواء متجدد ونظيف وكانت رحمة من الله. أمتنعت تماما عن الأكل أو شرب
الماء حتى لا أحتاج الى دخول دورة المياه. فدخول دورة المياه عملية فى
غاية التعقيد وقد تأخذ وقت طويل جدا قد يصل احيانا الى 24 ساعة وهذا ما
حدث معى. وعلمت بعدها أن هناك تسعيرة لدخول دورة المياه وهى خمسة جنيهات
لقضاء الحاجة وعشرة جنيهات للأستحمام. مع العلم أن الحجز التحفظى أرقى
كثيرا من الحجز العادى حيث كل نواحى الحياة أكثر صعوبة بكثير. قضيت
الليلة على كنبة صغيرة لا تصلح بأى شكل من الأشكال للنوم ولكنى كنت فى
غاية الأجهاد والتعب فنمت بعمق شديد. وأستيقظت فى الصباح لينادى على وعلى
رفيقى فى الوقفة الأحتجاجية لنذهب الى قسم مدينة نصر لأستكمال الأوراق.
ووضعت فى أيدينا الكلابشات ووقفنا فى طابور التمام لدخول سيارة
الترحيلات. طلب منى الجلوس على الأرض حتى ينادى على فرفضت ولكن المسئؤل
لم يتعنت معى كما كان يفعل مع الأخرين. ونودى على أسمى واسم رفيقى للصعود
الى سيارة الترحيلات. وتجربة سيارة الترحيلات هى أسوء أشكال المعاناة
التى مررت بها وسأكتب عنها فى التقرير التالى .