مقالي : وقال ربكم ادعوني

0 views
Skip to first unread message

محمد بن الشيبة الشهري

unread,
Nov 20, 2017, 12:54:44 PM11/20/17
to الكرامة لزوم الاستقامة

بسم الله الرحمن الرحيم 


أهل السنة والجماعة كما يهتمون بتقرير توحيد الربوبية فهم يركزون على توحيد الألوهية والعبادة ، الذي يتعلم منه المسلم إفراد العبادة لله وحده لاشريك له، وألا يصرف أي نوع من أنواع العبادة لغيره ، ولعظم هذا الأمر كانت رسالة الأنبياء جميعا تؤكد على هذا المعنى كما قال تعالى ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون﴾ 

فتوحيد الربوبية الذي هو إفراد الله فأفعاله كالخلق والرزق والتدبير كان واضحا لدى مشركي قريش ولا ينفونه كما قال تعالى عنهم :

﴿ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض وسخر الشمس والقمر ليقولن الله فأنى يؤفكون﴾ 

وقال : ﴿ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته قل حسبي الله عليه يتوكل المتوكلون﴾ 

وقال : ﴿ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعقلون﴾ 

وقال : ﴿قل من يرزقكم من السماء والأرض أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر فسيقولون الله فقل أفلا تتقون﴾ 


كل هذا كان متقررا لديهم ويعرفونه أفضل مما يعرفه بعض المسلمين اليوم.


إذا أين المشكلة ؟

الجواب: المشكلة في توحيد العبادة .. فقد كانوا ينكرون دعوة النبي بقصر العبادة لله وحده لاشريك له ، فحاربوا دعوته وقالوا كما قال الله عنهم  ﴿أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب﴾ 


فهم يريدون أن يدعوا غير الله مع الله ، ويذبحوا لغير الله مع الله ، وكذلك النذر والاستغاثة والاستعانة وغيرها من العبادات التي إذا صُرفت لغير الله تعالى دخل صاحبها في أعظم ذنب يُعصى به الله في هذه الدنيا ، والذي لا يغفره يوم القيامة إذا مات الإنسان ولم يتب منه كما قال تعالى ﴿إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار﴾

وقال (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا﴾


وما بُعث النبي إلا مبشرا ونذيرا ، وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا ، وما كان إلا عبدلله تعالى لا يدعو غير الله ولا يعبد أحدا سواه ، كما قال تعالى عنه في سورة الجن ﴿قل إنما أدعو ربي ولا أشرك به أحدا ، قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا، قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا) فإذا كان هذا حال النبي مع ربه فمن دونه من الخلق من باب أولى، كيف لا وهو سيد ولد آدم بأبي هو وأمي.


ونلاحظ أن كتاب الله كثيرا ما يركز على عبادة الدعاء ووجوب تمحيضها لله تعالى دون سواه ،فالدعاء أخص أنواع العبادة لما فيه من التذلل والخضوع والافتقار لله الواحد القهار وقد ( الدعاء هو العبادة).


فنرى الله يذكر في كتابه أنه قريب من عباده ويأمرهم بأن يدعوه وحده لاشريك له ووعدهم بالإجابة..

ويذكر حال من انصرف عن دعائه إلى دعاء غيره بأنه ضال بعيد عن الحق، وأن مصيره الندم يوم القيامة عندما يتبرأ منه المخلوق الضعيف الذي كان يدعوه من دون الله، كما قال تعالى ﴿ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون، وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين﴾ 

وكان وعيده شديد جدا للمستكبرين عن دعائه إذ قال ﴿وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين﴾ 



فالحمد لله الذي هدانا لقوله ﴿وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون﴾ 


وقوله ﴿ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين﴾ 


وقول نبيه :  إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام وجفت الصحف.


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 

محمد بن الشيبة الشهري 



http://alkramh.blogspot.com/2017/11/blog-post.html?m=1

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages