في خطى الناجحين
يتوفر الكتاب في المكتبات الرئيسة بالمملكة العربية السعودية
السعر 25 ريال
مقاس الكتاب 14×21
عدد الصفحات: 328
الغلاف: كرتون
يقول المؤلف في مقدمة كتابه:
وهكذا يتضح للقارئ أن الهدف الأساس من هذا الكتاب هو الإفادة من تجارب الناجحين، والنظر للحياة عن كثب، هذه الحياة التي يقوم فيها البشر بأداء أدوار مختلفة ويعزفون ألحانًا موسيقية مختلفة لتتشكل من ألحانهم الموسيقية سيمفونية الحياة، وهذه الألحان الموسيقية التي يعزفونها والأدوار التي يقومون بها مبنية على صورة ناجمة في دماغهم البشري تجعلهم يعتقدون أن ما يقومون به هو دور ناجح عن تلك الصورة الناجمة في دماغهم، عند ذلك يستطيع القارئ أن يحدد الدور المناسب ويتعلم منه ويفيد من ذلك في حياته ويحاول أن يطوره، فهذه التجارب هي خلاصة جيدة لحياة فئة من البشر قاموا بأداء أدوار مختلفة.
كل عصر له رجاله، وكل مسرح له ممثلوه، وكل موسيقى لها ألحانها، وهؤلاء الممثلون يتكررون بنسخهم في كل زمن، فالتاريخ يعيد نفسه لكن بثوب جديد، وذلك لاختلاف الزمان والمكان ونتيجة لاختلافهما فإن ظروف الناس تتغير كثيرًا، وإن الناس الأذكياء هم الذين يفيدون من تجارب الآخرين الناجحين ويطورونها، وقد قال أمير الكلام (عليه السلام) في حكمه: (في التجارب علم مستأنف[مستحدث]).
وهناك مبدأ داروني أن الكائنات تطور في نفسها كي تنتخبها الطبيعة وتكون الأصلح للبقاء، أما الأخرى فتلفظها الحياة، والإنسان هو أذكى الكائنات، فعليه أن يطوّر من التجارب الناجحة السابقة ويفيد منها في حياته ويترك التجارب الفاشلة؛ كي تنتخبه هذه الحياة ويقوم فيها بدور مسرحي جميل، ويعزف فيها لحنًا موسيقيًا رائعًا، ونحن إذ نفعل ذلك ليس خوفًا من الموت، فالموت هو ذلك الغموض الذي لا يُقهر، ولكن نفعل ذلك لصراع البقاء، وماذا نفعل إذا كانت غريزة حب البقاء زرعت فينا لحظة خروجِنا من بطون أمهاتنا!
إن الجمال الذي تتميز به هذه التجارب عن غيرها أنها تجارب من نفس البيئة التي عشنا فيها، وبهذا فهي أوقع في النفس وتميل إلى الواقعية أكثر من غيرها، والواقعية يجب أن نحترمها ولا يسعنا إلّا أن نصدقها.