أحاديث السوء - الجساسة تقود الرحالة إلى المسيح السجين - تعليق الدكتور أبو المكارم

[الْمَوَدَّه‎]

أحاديث السوء -  الجساسة تقود الرحالة إلى المسيح السجين   -   تعليق الدكتور أبو المكارم

 

تعليقًا على رسالة "أحاديث السوء -  الجساسة تقود الرحالة إلى المسيح السجين", أرسل إلينا الدكتور محمد أبو المكارم الرسالة التالية.  يقول سيادته:

"لا أرى أي حق في انتقاد الحديث.  لابد أن نفترض أن يكون الحديث صحيحاً أو ليس صحيحاً.   لو كان صحيحاً فأمر طبيعي ومنطقي أن يستدعي الرسول الصحابة ليخبرهم أن ما قصه عليهم من أمور الغيب قد صدقها الواقع, وهذا شيء يسعد أهل الإيمان بلا شك.  لو كان ما حدثهم به الرسول صلى الله عليه وسلم هو خبر جاءه من أحد الرحالة لما أخبرهم به على أنه وحي, ولما استدعى الأمر أن يجمع الناس له.  عبارة: في بحر الشام أو اليمن أو من جهة المشرق... الخ, يمكن فهمها الآن على أنه في مكان يمكن وصف موقعه من أي اتجاه, ولعله يكون مثلث برمودة.   أما لو كان الحديث باطلاً فيكفي أن ننكره, لأنه لا يترتب عليه أمر في العبادة أو الاعتقاد, فإذا عاش الناس حتى جفت بحيرة طبرية, ونخل بيسان وغير ذلك استشعر الناس صدق الحديث, وإن لم يحدث ذلك ولم تكن هناك دابة ولا مسيح دجال وقامت القيامة فلم يتغير شيء في حساب الناس ولا أعمالهم. 

نحن نقوم بثورة فكرية, فيجب أن نتوخى الدقة الشديدة لكي لا نؤخذ بأخطاء بسيطة كحجة لرفض أدلة وبراهين كبيرة."   انتهى كلام سيادته

خالص الشكر لسيادة الدكتور محمد أبو المكارم على كريم رسالته, ولي تعليق.

يخبرنا الدكتور محمد بأنه لا حق لنا في نقد الحديث.  يعود ذلك, حسبما يذهب إلى أن علينا أن نفترض أن الحديث إما أن يكون صحيحًا أو غير صحيح.  فإذا كان صحيحًا فقد انتهى الأمر إذ هو حديث صحيح وبالتالي لا مكان للنقد.  كيف يمكن لأي إنسان أن ينتقد حديثًا صحيحا؟  أما إذا كان غير صحيح فيكفي أن ننكره. 

باختصار, يخبرنا الدكتور محمد, مرة أخرى, أن الحديث إما أن يكون صحيحًا أو غير صحيح.  فإذا كان صحيحا فلا مجال للنقد, فالحديث صحيح.  أما إذا كان غير صحيح فلا داعٍ للنقد, فالحديث, في نهاية الأمر غير صحيح.   سوف أكون شاكرًا للغاية لو أخبرنا الدكتور محمد عن الطريقة التي يمكن أن نعرف بها أن الحديث صحيح أو غير صحيح.      

05. 01. 2013