وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

755 views
Skip to first unread message

Hazim Obaydi

unread,
Nov 27, 2013, 6:05:05 AM11/27/13
to Al-M...@googlegroups.com

ألإخوة المُكرّمين

ألسلام عليكم

نبقى في موضوع الآية من سورة الحشر "مَّا أَفَاءَ اللَّـهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّـهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ ۚ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا ۚ وَاتَّقُوا اللَّـهَ ۖ إِنَّ اللَّـهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴿٧ "

إبتدآءاً نأخذ معنى الكلمتين "آتى"  ومعنى "أعطى" فأظن بأنّ الأخ المُهري يقصد: الإيتآء هو الإيصال الحقيقي والفعلي للمُستَلِم, ولهذا لايقوى أي مخلوق على الإيصال الحقيقي والفعلي للعِلم وطبعه في نفوس الآخرين (إلاّ الله تعالى فهو قادر على أنْ يوصل العلم ويطبعه في صدور مخلوقاته), وكذلكَ الهدى والتقوى فإيتاؤها منسوب إلى الله تعالى. كُل الآيات التي إستشهد بها الأخ غسان ماهر هي تؤيد تماماً الذي يقوله المُهري. فالرسول محمد (ص) يُمكنه أن يوصل العِلم للآخرين ولكنّه لايستطيع أنْ يطبعه على قلوبهم ليأخذوا به (والقادر على الطبع في القلوب هو الله وحده).

أمّا مسألة "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا" فإليكم ما أظن:

كثير مِنَ الإخوة الكِرآم يأتون لنا بحديث أو رواية منسوبة للنبي محمد (ص) ثم يستشهد هؤلاء الإخوة بالقرآن الكريم فيقولون "وما آتآكم الرسول فخذوه" وعلى هذا الأساس ينتظرون مِنّا أنْ نقبل الرواية التي جآؤا بها ويتوقعون منّا أنْ نعمل بها! ولكنّ أظن بأنّ شرح الآية القرآنية هو غير الشرح المتعارف عند هؤلآء الإخوة وعند كثير من الناس!

فقواميس اللغة العربيّة مثلاً قاموس لسان العرب يقول بأنّ الفيء يعني الغنيمة والخراج : وهو ما حصل في أيدي المسلمين مِنْ أموال الكفار مِنْ غير حرب ولا جهاد. وأصل معنى الفيء هو الرجوع (فكأنّما كان المال في الاصل للمسلمين ثمّ رجع إليهم)

والآية أعلاه تبيّن موارد صرف الفيء, فتقول للمسلمين مامعناه إقبلوا طريقة توزيع الرسول للفيء لأنها الطريقة التي يريدها الله تعالى (فالمعنى: ما آتاكم الرسول مِنَ الفيء فخذوه وما منعكم من الفيء فانتهوا ولاتطلبوا (ففي الآية إشارة إلى كون المسلمين كانوا قد سألوا النبي محمد (ص) أنْ يقسّم الفيء بينهم جميعاً ولكنّ الله تعالى أرجعه إلى الرسول (وليس للنبي) بإعتباره رسول الله فيكون أمر تقسيم الفيء أمراً إلهياً (وليس نبوياً)[يعني محمد (ص) له شخصيتان واحدة "رسول الله" حيث يبلغ تعاليم الله وأوامره بحذافيرها ومِنْ دون خطأ كما حصل للفيء وكذلك تبليغ القرآن, وشخصية اُخرى هي شخصية النبي (وهي بشرية محمد وكيف هو مُمتحَن مثل بقيّة البشر ليدخل الجنّة بإستحقاق بإذن الله تعالى).

قسم من المفسرين يقولون بتعميم هذه الآية (وإخراجها مِنْ خصوصية الفيء, ولكنْ لايذكرون دليلاً لذلك, وحتى لو تمّ تعميم الآية وإطلاقها فهي تبقى تشمل الرسول بإعتبار رسالته وتعاليمه الالهيّة (وليس بإعتبار صفته النبوية كبشَر مثلنا معرّض للاختبار), يعني كل الاشياء التي يأتينا بها محمد بصفته الرسالية فهي تعليمات السمآء (يعني مِنَ الله تعالى) وحكمها حكم أي تعليمات وأوامر موجودة في القرآن, لأنّ هذا الإيتآء منسوب إلى الرسالة وبالنتيجة إلى الله تعالى. وهذا أيضاً يؤيد الذي ذهب إليه الأخ المهري في شرح معنى الإيتآء.

ألآية الكريمة أعلاه لاتتحدث عن النبي ولكنها بوضوح تتحدث عن الرسول (وقد ذكرت لفظة الرسول ثلاث مرات في الآية (وهي ملوّنة بالأحمر) تأكيداً على أنّ الإيتآء كان أمراً إلهياً) لأنّ الرسول لاينقل رسالة نفسه هو, وإنّما ينقل رسآلة المُرسِل وهو الله تعالى. والله تعالى يستعمل الأسمآء بعناية تامّة وكاملة من غير خطأ ولازيادة ولاتكرار ولا أي شيء لايليق بمقامه جبار السماوات والأرض. فكلمة "النبي" لها معانيها ودلالاتها, وكلمة الرسول لها معاني اُخرى , والله تعالى قد إهتمّ بإستعمالات الكلمتين في القرآن الكريم وفرّق بينهما.

وإليكم رأي إثنان من المفسرين المعتبرين عند الشيعة يشرحان مقطعاً من الآية 7 في سورة الحشر:

1)تفسير مجمع البيآن للطبرسي: يقول " وهذا عام في كل ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ونهى عنه وإن نزل في آية الفيء ": ويؤخذ على الطبرسي ثلاثة نقاط:

أ-أنّه لايُفرّق في شرحه بين النبيّ والرسول.

ب-لايذكر أي دليل على تعميم الآية.

ج- ولايُوضّح الطبرسي فيما إذا كان التعميم يشمل كلام الرسول فقط أم كلام النبي أيضاً, أم كلام أحدهما فقط؟ وهل التعميم يشمل توزيع الأموآل فقط أم يشمل الأشيآء الغير متعلقة بتوزيع الأموال أيضاً؟

 

 

2)تفسير الميزآن للطبآطبآئي: " وقوله: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } أي ما أعطاكم الرسول من الفيء فخذوه كما أعطى منه المهاجرين ونفراً من الأنصار، وما نهاكم عنه ومنعكم فانتهوا ولا تطلبوا، وفيه إشعار بأنهم سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقسّم الفيء بينهم جميعاً فأرجعه إلى نبيه وجعل موارد مصرفه ما ذكره في الآية وجعل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ينفقه فيها على ما يرى. والآية مع الغضّ عن السياق عامة تشمل كل ما آتاه النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حكم فأمَرَ به أو نهى عنه." وأيضاً يُؤخذ على شرح الطبآطبآئي نفس المآخذ الثلاثة في تفسير الطبرسي.

 

ودمتم سالمين

حازم العبيدي

 

From: Al-M...@googlegroups.com [mailto:Al-M...@googlegroups.com] On Behalf Of ???????????
Sent: 27 November 2013 04:27
To: Al-M...@googlegroups.com
Subject:
الْمَوَدَّةَ/ Fwd: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا

الأخ أحمد المهري حفظه المولى تعالى

الإخوة الكرام حفظهم الله تعالى

بخصوص الآية المباركة ((ما أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَاب)) الحشر: 7.

وبالذات شطرها ((وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا))

إن النظر في الجوانب المختلفة للآية يوضح فيما إذا كان المقصود بهذا الشطر هو خصوص مال الفيء أم هو عام في الأمر والنهي الرسولي.

(أولاً) عموم وخصوص الآيات بشكل عام

لا كلام في أن الكثير من آيات القرآن الكريم، وربما أكثرها، فيها من العموم وهي في معرض الخصوص أو العكس، كما أن في الكثير من آياتها انتقالة بين العام والخاص، وبالتأكيد لا يمكن أن لا يكون لهذه الأقسام علاقة، ولكن جعل الآية منغلقة على المعنى المتعلق بالقضية الخاصة يؤدي إلى خسارة الكثير من المفاهيم والتعاليم القرآنية. وكلما كانت الآيات أطول كلما كان وجود مثل هذا أكثر، وهذا لا يحتاج سوى إلى نظرة سريعة في الكتاب العزيز للالتفات إليه، وبالنسبة للمخاطبين – حفظكم الله – سيكون الإتيان بأمثلة تجاوزاً على معرفتكم البديهية.

(ثانياً) الخطاب بالـ "رسول" وليس "النبي"

بغض النظر عن الخطاب بصفة "الرسول" بخصوص الفيء في القسم الأول من الآية، فإن استخدام الصفة "الرسولية" في الشطر الثاني المتنازع على دلالته (بين من يقول أنه متعلق بالفيء ليس إلا كالأخ المهري ومن يقول أنه عام في جميع ما يصدر عن رسول الله (ص) من أمر ونهي وبالتالي مرجعية الحديث النبوي المبينة للقرآن كما أقول) واضح أن "الأخذ" و "الانتهاء" متعلق بما "آتى" الرسول (ص) و "نهى" عنه بصفته الرسولية، لأنه لو قال "ما آتاكم النبي" فربما كان يمكن القول أنه يتعلق بالفيء وربما ما من نوعه من أمور مادية أو قضايا إجرائية نجدها تذكر مع الصفة "النبوية" عادة كما في الآيات ((يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ)) أو ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى)) أو ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ)) أو ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء)). أما الصفة "الرسولية" فهي صفة البلاغ والذكرى والبشارة والنذارة وبالتالي تمتد إلى ما هو أبعد بكثير من الفيء.

هذا عموماً. أما دليله الأخص من الآية فهو الأمران التاليان.

(ثالثاً) استخدام حرف العطف "و" وليس "ف"

لو ربطت الآية بين الشطرين الأول والثاني بالحرف "ف" فقالت "... كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاء مِنكُمْ فمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ ..." لقلنا أن الشرط الثاني متعلق بالأول أي مسألة الفيء، لأن المعنى يصبح: بما أن ما أفاء الله على رسوله كذا وكذا فإن عليكم أن تأخذوا منه ما آتاكم وتمتنعوا عما لم يعطكم. ولكن لأن الآية المباركة استخدمت حرف العطف "و" فإنها تقول بكل وضوح أن الشطر الثاني الذي جاء بعد الواو فيه اختلاف، ممكن أو واجب، عما كان قبلها، لأن الربط المنطقي بين الاثنين الذي ذكرناه لو استخدمت "ف" لم يعد موجوداً. فيصبح التقدير انتهاء جملة الفيء وبداية جملة الشطر الثاني. وبالتالي يبقى الشطر الثاني على عموميته؛ هذه العمومية التي تشتد بلحاظ ما قلناه بخصوص استخدام الصفة الرسولية، كما يشتد بلحاظ الأمر التالي.

(رابعاً) استخدامات الفعلين "أعطى" و "آتى"

قال الأخ المهري أن استخدامات القرآن الكريم للفعل "آتى" كلها في مجالات العطاء المادي وعليه فإنه يدل على ما يعتقده من أن الشطر الثاني قيد البحث متعلق بالفيء الذي هو عطاء مادي. وهذا القول عجيب ممن يفسر القرآن، فكأنه لم يقرأ الآيات المباركات التي تستخدم الفعل "آتى" في الأمور الأساسية من العقيدة – الكتاب، الفرقان، الميثاق، وغيرها، منها على سبيل المثال:

((وإذ آتينا موسى الكتاب والفرقان لعلكم تهتدون))   ((ولقد آتينا موسى الكتاب))

((وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واذكروا ما فيه))   

((الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته))   ((ربنا آتنا من لدنك رحمة))    

((ولقد آتيناك سبعاً من المثانى والقرآن العظيم))

في حين أن العطاء المادي يأتي بالفعل "أعطى"، كما في الآيات المباركات:

((إنا أعطيناك الكوثر))    ((فأما من أعطى واتقى))    ((حتى يعطوا الجزية))

((ومنهم من يلمزك فى الصدقات فإن أعطوا منها رضوا))

(خامساً) قرينة استخدام النهي ((وما نهاكم عنه فانتهوا))
يمكن القول أن معنى النهي هنا: إنتهوا عن أخذ ما نهاكم رسول الله (ص) مما وصلت إليه أيديكم من الفيء، أي النهي في الخصوص؛ ولكن يمكن أيضاً أن يكون معنى "النهي" أقوى في العموم على اعتبار أن رسول الله (ص) هو المتحكم بالفيء يعطي ما يريد ويمنع ما يريد فما معنى أن ينهاهم عن أخذ الممنوع منه؟ ولكن لوجود الاحتمال الأول، فإنها تبقى قرينة وليست بقوة الدليل.

النتيجة:

بالنظر إلى الدليل المتقدم، فإنه لا يمكن قبول قول القائلين – ومنهم أخونا المهري – أن شطر الآية ((وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا)) متعلق بالفيء في الشطر الأول منها، بل هو عام في جميع ما يأتي من النبي (ص) بصفته الرسولية من أمر ونهي، وأهمه أمر الشريعة ذاتها في بيان القرآن الكريم، وبالتالي يصبح الإعراض عن السنة النبوية جملة وتفصيلاً، أو حتى الإعراض عن معظمها بناء على شبهات مهما بلغت قوتها، يصبح أمراً محرماً – لعل الشرط الثالث من الآية موجه إليه ((واتقوا الله إن الله شديد العقاب)).

والحمد لله رب العالمين.

أخوكم

غسان نعمان ماهر

 

From: Al-M...@googlegroups.com [mailto:Al-M...@googlegroups.com] On Behalf Of ahmad mohri
Sent: 24 November 2013 21:44
To:
المودة
Subject: Re:
الْمَوَدَّةَ/ Re: [دائرة حوار فهم لغة القرآن]طبعًا خيال علمي

 

الأخ الكريم غسان نعمان السامرائي رعاه الله تعالى

أشكرك على نصائحك القيمة وأدعو ربي أن يوفقني لإرضائه سبحانه في العمل بكتابه المنزل. لاحظت بأن حضرتكم لم تنتبهوا للآية التي تلوتموها من سورة الحشر بأنها ليست لأحاديث الرسول بل تتحدث عن تقسيم المال. قال تعالى في سورة الحشر: مَّا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاء مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (8). أظن بأن المسألة لا تحتاج إلى مزيد من التفصيل.

وقد لاحظت الإيتاء (باب الإفعال من أتى) على الرغم من كثرة ورودها في القرآن فهي لم تُذكر منسوبة إلى البشر إلا للمال وللحب وللزكاة وما شابه ذلك. وأما إيتاء العلم والهدى والتقوى فهي لا تُنسب إلا إلى الله وحده لا إلى البشر ولا إلى الرسل منهم. ذلك لأن الإيتاء معناها الإيصال وأنى للرسول أن يُؤتي أحدا العلم. إنه يؤتيهم المال ويؤتيهم الحب ويؤتيهم الزكاة ولكن أنى له عليه السلام أن يؤتيهم الذكر؟ إيتاء العلم يعني طبع العلم على النفس لإدراكه ثم تخزينه في الصدر النفسي والنفس بكل مقوماتها بيد الله تعالى وحده.

وأما مسألة اهتمام علماء المسلمين شيعة وسنة بالقرآن فهو أقل بكثير مما هو واجب علينا. هذا لا يعني بأنهم لا يفضلون القرآن على غيره من الكتب. إنهم يفضلونه للقراءة على القبور وللتجويد والموسيقى الديني وللاستفادة من آياته الكريمة لتثبيت أفكارهم وآرائهم ولكن قل من يهتم بتفسيره. ليس التفسير درسا رسميا في الحوزات العلمية في النجف وكربلاء وقم. لكن القراءة والتجويد موفر بكثرة في كل المدارس الدينية في السعودية وإيران وأفغانستان والعراق ومصر وماليزيا وكل الدول الإسلامية وغير الإسلامية حيثما يتواجد المسلمون. ليس لي علم كامل بمناهج السعودية في الآونة الأخيرة ولكني أرى التليفزيونات وأقرأ الجرائد وأستمع إلى الإذاعات وأشعر معها جميعا بأن القرآن ليس دستورا للشيعة ولا للسنة؛ لكنهم يحترمونه غاية الاحترام في أحاديثهم.

قد يكون مفاتيح الجنان للشيخ القمي أكثر رواجا في إيران من المصحف. وأما تفاسير القرآن فإنهم جميعا يبدأون به مخلصين ولكنهم لا يستمرون على إخلاصهم برأيهم. فمثلا يقول الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في مقدمة تفسير الأمثل بأننا يجب أن نتوجه إلى كتاب الله تعالى تلاميذ نطلب العلم لا معلمين. ولكنه مثل المرحوم الطباطبائي حينما يصل إلى المسائل العقائدية فهو يملي على القرآن ولا يتعلم منه مع الأسف.

ولقد تعجبت من سيادتكم أنكم تذكرون حديث الثقلين وكأن هناك مقارنة بين القرآن وبين أشخاص غير مذكورين بالاسم. أخي الكريم: إن الرسول بنفسه تلميذ للقرآن وكان يدعو أن يعلمه ربه علم الكتاب فأنى للبشر أن يكونوا ثقلا في مقابل القرآن حتى تقول بأنهم الثقل الأصغر. هذا حديث لا يمكن وصفه إلا بالكذب الواضح المبين. معذرة فإنني لا أتحمل فعلا أن أسمع مقارنة بين كتاب الله تعالى وبين أي مقولة في الوجود الممكن.

وأما ظنكم بأنني حينما أضرب مثلا بأن علماء الشيعة لا يهتمون بالقرآن كما يجب فإنني أقول بأن علماء السنة يهتمون. أظن بأنكم لم تقرأوا ما كتبته بدقة. أنا لا أفرق بينهم أبدا في الابتعاد عن كتاب الله تعالى إنهم جميعا يفضلون الحديث على القرآن مع الأسف. وسأنقل لكم مقطعا من نهج البلاغة ولا ألوم الشريف الرضي في نقله لأنني أكن احتراما خاصا له رحمه الله تعالى. لقد سعى الشريف بأن يخلي نهج البلاغة من أكاذيب الرواة ولكنه لم يتوفق إلا قليلا فجاء في أول خطبة ما يلي مع بالغ الأسف:

عنوان المقطع هو القرآن والأحكام الشرعية:

كِتَابَ رَبِّكُمْ فِيكُمْ مُبَيِّناً حَلالَهُ وَ حَرَامَهُ وَ فَرَائِضَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ رُخَصَهُ وَ عَزَائِمَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ وَ عِبَرَهُ وَ أَمْثَالَهُ وَ مُرْسَلَهُ وَ مَحْدُودَهُ وَ مُحْكَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ مُفَسِّراً مُجْمَلَهُ وَ مُبَيِّناً غَوَامِضَهُ بَيْنَ مَأْخُوذٍ مِيثَاقُ عِلْمِهِ وَ مُوَسَّعٍ عَلَى الْعِبَادِ فِي جَهْلِهِ وَ بَيْنَ مُثْبَتٍ فِي الْكِتَابِ فَرْضُهُ وَ مَعْلُومٍ فِي السُّنَّةِ نَسْخُهُ وَ وَاجِبٍ فِي السُّنَّةِ أَخْذُهُ وَ مُرَخَّصٍ فِي الْكِتَابِ تَرْكُهُ وَ بَيْنَ وَاجِبٍ بِوَقْتِهِ وَ زَائِلٍ فِي مُسْتَقْبَلِهِ وَ مُبَايَنٌ بَيْنَ مَحَارِمِهِ مِنْ كَبِيرٍ أَوْعَدَ عَلَيْهِ نِيرَانَهُ أَوْ صَغِيرٍ أَرْصَدَ لَهُ غُفْرَانَهُ وَ بَيْنَ مَقْبُولٍ فِي أَدْنَاهُ مُوَسَّعٍ فِي أَقْصَاهُ. فهل للسنة أن تنسخ القرآن؟ وهل تقبل أن يقول تلميذ القرآن علي بن أبي طالب هذا الكلام؟ ولعلك تقول بأن السنة توضح الناسخ والمنسوخ المفتراة على الله ورسوله. فسأقول لك بأن كتابا ينسخ نفسه أو ينسخه رسول الله لهو كتاب عاجز عن أن يفيدنا نحن بعد خمسة عشر قرنا. إذا كان القرآن غير صامد لثلاث وعشرين سنة فهو ليس كتابا مفيدا في غياب الرسل. حاشا الكتاب الكريم من ذلك.

وأخيرا أرجو منكم ألا تتهموني بأنني أكفر علماء المسلمين فأنت تقول كلاما غير صحيح وتتهمني بما لم أقله أبدا. أنا في صدد الإصلاح ولا أتهم أحدا ولا أقول لأحد من المسلمين مشرك أو كافر. أنا لا أقول لمن ألقى إلي السلام لست مؤمنا. نعم أنا أعتبر القتلة الذين يعبثون بأمننا وسلامنا مشركين في غاية الشرك لأنهم وضعوا أنفسهم موضع الله تعالى. إنهم يحلون دماء المسلمين وغير المسلمين ويحللون اغتصاب المسلمات وقتلهن.

أرجو لي ولكم المغفرة

أحمد المُهري

24/11/2013

 

 

 

Ghassan Mahir

unread,
Nov 27, 2013, 10:03:09 AM11/27/13
to المودة
عزيزي حازم حفظه الله
قدمت لكم الآية قرآنياً دون الرجوع إلى أحد المفسرين، لذلك لا معنى لإقحام المفسرين لأن جنابك لا تعترف بتفسيرهم.
أما ما قدمته جنابك من أن الإيتاء هو الإيصال الفعلي إلخ أو أن في الآية إشارة إلى أنهم طلبوا التوزيع بشكل آخر، فهو مما لا دليل يقطع به، بل ولا يفضله على ما قلتُه، وعلى أية حال لك الشكر أن قلت أنه "ظن" والله تعالى يقول ((إن الظن لا يغني من الحق شيئاً))، لذلك ينبغي أن نعرض الأدلة على بعضها ونرى...
تحياتي
أخوك
غسان



2013/11/27 Hazim Obaydi <ha...@obaydi.com>

--
All emails reflect the views of their authors and are not indicative of Al-Mawada Group's views or those of other members.
---
You received this message because you are subscribed to the Google Groups "الْمَوَدَّه" group.
To unsubscribe from this group and stop receiving emails from it, send an email to Al-Mawada+...@googlegroups.com.
To post to this group, send email to Al-M...@googlegroups.com.
Visit this group at http://groups.google.com/group/Al-Mawada.
For more options, visit https://groups.google.com/groups/opt_out.

Hazim Obaydi

unread,
Nov 27, 2013, 10:41:46 AM11/27/13
to Al-M...@googlegroups.com

ألأخ غسآن ماهر والإخوة الكِرآم

ألسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

شكراً جزيلاً على تعقيبكم, وإليكم ردّي حول المسآئل الثلاثة التي أشكلتم عليها:

(1)تقولون بأنّي لا أعترف بتفسير المسفرين: وانا أنكر إدعآءكم هذا تماماً, ولكنّي آخذ من القول أحسنه. فإدعاءكم مردود.

(2)تقولون بأنّه لادليل على كون المسلمين طلبوا التوزيع بشكل آخر في آية الفيء: أقول بأنّ التدبر في الآية يُشير إلى طلب المسلمين ذلك. وإليكَ الذي يقوله الطباطبائي في تفسير الميزان عن هذه المسألة بالذات ملوناً بالأصفر:

وقوله: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } أي ما أعطاكم الرسول من الفيء فخذوه كما أعطى منه المهاجرين ونفراً من الأنصار، وما نهاكم عنه ومنعكم فانتهوا ولا تطلبوا، وفيه إشعار بأنهم سألوا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يقسّم الفيء بينهم جميعاً فأرجعه إلى نبيه وجعل موارد مصرفه ما ذكره في الآية وجعل للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أن ينفقه فيها على ما يرى. إنتهى المقطع من تفسير الميزآن

(3)أمّا مسألة الظن: فأرآك قد أخذت المعنى السلبي للظن وهذا مالم أقصده, بل كان واضحاً من ظنّي هو المعنى الإيجابي (يعني يقينٌ تدبّري) وهو ليس يقيناً كاملاً تاماً ناتجاً عن حضور وشهادة. وإليكَ بعض المعلومات عن الظن قد تكون مفيدة لتجنب سوء الظن بمَن يكتب لكم مستقبلاً:

*معنى الظن: والظن أصله من الفعل ظنن,وأنقل لكم ماتقوله بعض معاجم اللغة العربية في معنى الظن:

معجم لسان العرب: وهو ينقل عن الحاكم:  الظَّنُّ شك ويقين إلاَّ أَنه ليس بيقينِ عِيانٍ، إنما هو يقينُ تَدَبُّرٍ، فأَما يقين العِيَانِ فلا يقال فيه إلاَّ عِلم

معجم مقاييس اللغة: الظنّ: يدلُّ على معنينِ مختلفين: يقين وشكّ.فأمَّا اليقين فقولُ القائل: ظننت ظناً، أي أيقنتُ. قال الله تعالى: قالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أنَّهُمْ مُلاَقُو اللهِ [البقرة 249] أرادَ، والله أعلم، يوقِنون.

معجم الصحاح في اللغة: الظَنُّ معروف، وقد يوضع موضع العِلم

أمّا في القرآن الكريم فأغلب إستعمالات الظن تأتي بمعنى العِلم بالشيء أو اليقين التدبُّري, وإليكم بعض الآيات:

سورة يوسف: " حَتَّىٰ إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ۖ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ﴿١١٠ " كل المفسرين يقولون هنا ظنوا تعني عَلِموا

سورة الحاقّة: " فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴿١٩إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴿٢٠  " هنا ظننتُ تعني عَلِمتُ وتيقنتُ

سورة القيامة: " كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ ﴿٢٦وَقِيلَ مَنْ ۜ رَاقٍ ﴿٢٧وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ ﴿٢٨ " وظنّ هنا معناها وتيقّن

فعندما قلتُ في إيميلي السابق أظنّ فإنّي أعني "أعلمُ يقينَ تدبّر" وليس يقين عِيان.

 

ودمتم بخير وعافية, وسلام

 

أخوك


No virus found in this message.
Checked by AVG - www.avg.com
Version: 2012.0.2247 / Virus Database: 3629/6370 - Release Date: 11/26/13

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages