شرح زيارة امين الله بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل علي محمد وال محمد و عجل فرجهم ان الزيارة المباركة تحتوي من البداية علي مراتب يتدرج بها حسب مقامها في قبال نورانية اميرالمؤمنين عليه السلام لان الزيارة تنقسم الي ثلاثة اقسام القسم الاول منها في نورانية اميرالمؤمنين عليه السلام المرتبة الاولي : كون اميرالمؤمنين عليه السلام: (السلام عليك يا امين الله في ارضه) هو الامين علي جميع الخلق من هوام الارض و سباعها وانعامها و اشجارها و كل ما يطلق عليه خلق الله فهو امينها . كما ورد في الزيارة التي اعتبرها الشيخ الصدوق من اصح الزيارات للامام الحسين عليه السلام و هي الزيارة المطلقة الاولي (وبكم تنبت الارض اشجارها وبكم تخرج الارض ثمارها وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها .... وبكم تسبح الارض التي تحمل ابدانكم وتستقر جلالها ن مراسيها ارادة الرب في مقادير اموره تهبط اليكم وتصدر من بيوتكم ) وفي روايات عنهم عليهم السلام تبين وبصورة واضحة انهم الائمة والامناء علي الخلق اجمعين ٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع يَقُولُ مَا مِنْ شَيْءٍ وَ لَا مِنْ آدَمِيٍّ وَ لَا إِنْسِيٍّ وَ لَا جِنِّيٍّ وَ لَا مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ إِلَّا وَ نَحْنُ الْحُجَجُ عَلَيْهِمْ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلَّا وَ قَدْ عُرِضَ وَلَايَتُنَا عَلَيْهِ وَ احْتُجَّ بِنَا عَلَيْهِ فَمُؤْمِنٌ بِنَا وَ كَافِرٌ وَ جَاحِدٌ حَتَّى السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبَالِ الْآيَةَ عَنِ الْهَرَوِيِّ قَالَ كَانَ الرِّضَا ع يُكَلِّمُ النَّاسَ بِلُغَاتِهِمْ وَ كَانَ وَ اللَّهِ أَفْصَحَ النَّاسِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِكُلِّ لِسَانٍ وَ لُغَةٍ فَقُلْتُ لَهُ يَوْماً يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّي لَأَعْجَبُ مِنْ مَعْرِفَتِكَ بِهَذِهِ اللُّغَاتِ عَلَى اخْتِلَافِهَا فَقَالَ يَا أَبَا الصَّلْتِ أَنَا حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ وَ مَا كَانَ لِيَتَّخِذَ حُجَّةً عَلَى قَوْمٍ وَ هُوَ لَا يَعْرِفُ لُغَاتِهِمْ أَ وَ مَا بَلَغَكَ قَوْلُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع أُوتِينَا فَصْلَ الْخِطَابِ فَهَلْ فَصْلُ الْخِطَابِ إِلَّا مَعْرِفَةُ اللُّغَاتِ َ عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمَاضِي عليه السلام قَالَ دَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ بِمَ يُعْرَفُ الْإِمَامُ فَقَالَ بِخِصَالٍ أَمَّا أَوَّلُهُنَّ فَشَيْءٌ تَقَدَّمَ مِنْ أَبِيهِ فِيهِ وَ عَرَّفَهُ النَّاسَ وَ نَصَبَهُ لَهُمْ عَلَماً حَتَّى يَكُونَ حُجَّةً عَلَيْهِمْ لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه واله نَصَبَ عَلِيّاً وَ عَرَّفَهُ النَّاسَ وَ كَذَلِكَ الْأَئِمَّةُ يُعَرِّفُونَهُمُ النَّاسَ وَ يَنْصِبُونَهُمْ لَهُمْ حَتَّى يَعْرِفُوهُ وَ يُسْأَلُ فَيُجِيبُ وَ يُسْكَتُ عَنْهُ فَيَبْتَدِئُ وَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِمَا فِي غَدٍ وَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بِكُلِّ لِسَانٍ فَقَالَ لِي يَا أَبَا مُحَمَّدٍ السَّاعَةَ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ أُعْطِيكَ عَلَامَةً تَطْمَئِنُّ إِلَيْهَا فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثْتُ أَنْ دَخَلَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ فَتَكَلَّمَ الْخُرَاسَانِيُّ بِالْعَرَبِيَّةِ فَأَجَابَهُ هُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ فَقَالَ لَهُ الْخُرَاسَانِيُّ أَصْلَحَكَ اللَّهُ مَا مَنَعَنِي أَنْ أُكَلِّمَكَ بِكَلَامِي إِلَّا أَنِّي ظَنَنْتُ أَنَّكَ لَا تُحْسِنُ فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ إِذَا كُنْتُ لَا أُحْسِنُ أُجِيبُكَ فَمَا فَضْلِي عَلَيْكَ ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ إِنَّ الْإِمَامَ لَا يَخْفَى عَلَيْهِ كَلَامُ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ وَ لَا طَيْرٍ وَ لَا بَهِيمَةٍ وَ لَا شَيْءٍ فِيهِ رُوحٌ بِهَذَا يُعْرَفُ الْإِمَامُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ فِيهِ هَذِهِ الْخِصَالُ فَلَيْسَ هُوَ بِإِمَام. الفصل (2) *** وحجته على عباده السلام عليك يا امير المؤمنين*** ومن كل ما سبق نعلم ان امير المؤمنين عليه السلام هو حجة الله على العباد مطلقا ؛ كما ان الله سبحانه قال : وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ فلن يقبل من اي انسان غير الاسلام ؛ كذلك فان امير المؤمنين هو الحجة على العباد وبدون ولايته لايقبل الله من العبد اعماله وهو في الاخرة من الخاسرين. ولكن نقول : السلام عليك يا امير ؛ امير على العباد كلهم ؟؟؟؟ ؛لاحظ الزيارة امير المؤمنين ؛ فهو امين الله في ارضه والحجة على عباده لكن الامير للمؤمنين حيث رضوا به اماما واتخذوه اميرا ياتمرون باوامره وهو امير خاصتا للمؤمنين . لان المؤمن هو الذي يعرف ان له امير وعليه ان يكون مامور يعمل بكل ما يامره به اميره؛ ففي الزياره نقر له بذلك . ٍفبمقدار ما نترك اوامر بذلك المقدار نحن لم نتخذه اميرا رحماك يارب الفصل (3) بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل علي محمد وال محمد و عجل فرجهم ****من كنت مولاه فهذا على مولاه**** اشهد انك جاهدت في الله حق جهاده****** ان الجهاد كما ورد في لسان العرب ومجمع البحرين للطريحي هو: جهد: الجَهْدُ و الجُهْدُ: الطاقة، تقول: اجْهَد جَهْدَك؛ و قيل: الجَهْد المشقة و الجُهْد الطاقة. ابن الكسيت: الجَهْد الغاية. قال الفراء: بلغت به الجَهْد أَي الغاية. و جَهَدَ الرجل في كذا أَي جدَّ فيه و بالغ. و الاجتهاد و التجاهد: بذل الوسع و المجهود. و جاهَدَ العدوَّ مُجاهَدة و جِهاداً: قاتله و جاهَد في سبيل الله. و الجهاد: المبالغة و استفراغ الوسع في الحرب أَو اللسان أَو ما أَطاق من شيء. مجمعالبحرين ج : 3 ص : 30 جهد): قوله تعالى: و جاهدوا في الله حق جهاده أي في عبادة الله. قيل الجهاد بمعنى رتبة الإحسان. و هو أنك تعبد ربك كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك، و لذلك قال حق جهاده أي جهادا حقا كما ينبغي بجذب النفس و خلوصها عن شوائب الرياء و السمعة مع الخشوع و الخضوع، و الجهاد مع النفس الأمارة و اللوامة في نصرة النفس العاقلة المطمئنة، و هو الجهاد الأكبر، و لذلك ورد عن النبي صلى الله عليه واله أنه رجع عن بعض غزواته فقال:: رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر شرح الفقرة: السلام عليك يا امير المؤمنين انا اشهد انك جاهدت في الله بانواع الجهاد وبكل معاني الجهاد لان عندنا الجهاد الاكبر وهو جهاد النفس وانت الذي قلت ريضت نفسي حتى اصبحت تهتش للقرص واي جهاد اكبر من هذا سيدى جاهدت والاصحاب اكثرهم يفرون من الموت وانت تصارعه اشهد انك سيدى كنت تخوض امواج الجهاد وتذهب فرحا مسرورا باعلاء كلمة الله تعالى وكنت تذهب طائعا لا تجد في نفسك حرجا مما قضى الله في الجهاد. وجاهدت حين شاهدت ان حريمك تهتك وانت مامور بالصبر ليجرى الله قضائه وهو الغالب على امره . وجاهدت الناكثين والقاسطين والمارقين ولم تهن ولم تنكل بل بقيت صابرا حتى رسخت معالم الدين في نفوس من كانوا اهلا للايمان لتبعث ايمانهم للعصور المقبله صبرت للعواقب لا للنتائج الانيه الزائفه وجاهدت بكل نوع من انواع الجهاد نهاية ما يمكن لمجاهد ان يفعله بجهاده فبلغت بجهادك الغاية التي لم يصل اليها سواك ؛ ولم تطلب بذلك الا رضا الله تعالى اللهم وفقنا لمعرفة امير المؤمنين عليه السلام. الفصل * 4 * بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل علي محمد وال محمد و عجل فرجهم ****من كنت مولاه فهذا على مولاه*** - - - - - - - - وعملت بكتابه- - - - - - - - - - - وهنا اشهد لسيدي ومولاي وامامي؛ بانك عملت بكتاب الله تعالى كله لم تترك آيه لم تعمل بها ولو راجعنا التاريخ واسباب النزول لعرفنا قدر هذه العبارة الصغيرة والتي لها معاني جدا عظيمة بل هي لاعدائه ومناوئيه اعظم فضيحة. من عمل بآية التصدق بالخاتم بالركوع فقبل الله صدقته وجعلها علامة الولايه على المؤمنين ؛ ومن تصدق باربع دراهم في الليل والنهار سرا وعلانيه فنزلت فيه آيه ؛ ومن قام بامتثال اوامر الله تعالى النازلة للجهاد فعمل بها راضيا مرضيا بنفس مطمئنة ؛ومن عمل بآية التصدق قبل الحديث مع النبي الاكرم عليه واله وسلام غيره ومن ومن ومن ومن ومن فهذه شهادتاً مني بانك سيدي انت الذي عملت بالكتاب ولم يعمل به غيرك قال الفصل 5 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل علي محمد وال محمد و عجل فرجهم ****من كنت مولاه فهذا على مولاه*** صاحب البحار المجلسي: بيان: - إنما كررنا تلك الزيارة لاختلاف ألفاظها و كونها من أصح الزيارات سندا و أعمها موردا – - واتبعت سُنن نبيه صلى الله عليه واله – سيدي يا امير المؤمنين أنا اشهد بانك انت الذي أتبعت سنن النبي صلى الله عليه واله ولم يتبعها كاتباعك غيرك. من سننه احترام ذوي القربا وحب الزهراء عليها السلام وولدين الحسن والحسين عليهم السلام جميعا. من الذي عمل بهذه السنن بكمال وتمام العمل سوى امير المؤمنين عليه السلام. اوصي النبي كل الامه واوصى امير المؤمنين عليه السلام بسنن ليعمل بها هو وامته وان امير المؤمنين عليه السلام عمل بكلها عمل بالسنن التي وصى بها النبي امته وعمل بالسنن التي وصاه بها خاصه وعمل بالسنن التي اوصاه بها ويريد بها* امته ايضا ؛فامير المؤمنين عليه السلام عمل بكلها جميعا ؛ واكثر الامة نيام غافلون عن هذه السنن سوى امير المؤمنين عليه السلام. الفصل 6 بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل علي محمد وال محمد و عجل فرجهم *من كنت مولاه فهذا على مولاه* *حتى دعاك الله الى جوارة* كم يجب ان نتامل هذه الزيارة العجيبة في معانيها لان فيها الكنوز التي لايمكن حصرها وعدها؛ فان الانسان عندما يريد ان يشتري دارا؛ لابد ان يدقق قبل شراء الدار بالذي سيجاوره ؛ لانه كما قالوا: الجار ثم الدار ؛ ولذلك فان الانسان العاقل يسئل عن الجار قبل ان يبدء بشراء الدار ؛ولكن متى سمعنا ان الانسان يدعو الاخر لياتي لمجاورته ؛ كأن ابعث لشخص واقول له: تعال اسكن بمجاورتي ؛ طبيعي لابد ان يكون ذلك الانسان الذي دعوته لمجاورتي على درجة جداً عالية في موافقته لي من كل الجهات ؛ بحيث انا ادعوه ان ياتي ويجاورني ؛ ثم انا الذي دعوته لمجاورتي لابد ان اكون من القدرة العالية جدا بحيث ادعوه ؛ لاني لما ادعوه لابد ان اهيئ له المكان ولي القدرة الكاملة على ارضائه. فاني هنا اقول واقرّ بان الله سبحانه هو الذي دعى امير المؤمنين عليه السلام لمجاورته؛ اذن كم كان رضا الله تعالى له بحيث هو المدعو للمجاورة ؛ ثم كم يجب ان يتحلى بصفات ربانية بحيث يمكنه مجاورة المطلق تعالى؛ ولذلك قال عليه السلام: الكافي 1 143 باب النوادر ..... ص : 143 مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ لِلَّهِ الْأَسْماءُ الْحُسْنى فَادْعُوهُ بِها قَالَ: نَحْنُ وَ اللَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى الَّتِي لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنَ الْعِبَادِ عَمَلا إِلا بِمَعْرِفَتِنَا. وهذا هو الحق الذي لانزاع فيه لانه ان لم يكونوا كذلك فكيف لهم بمجاورة الله تعالى ؛ وهنا فان الداعي للمجاورة هو الرب العزيز الحكيم. |