إستفاد
الإمام من هذا الانفراج السياسي إستفادة كبيرة في ممارسة دوره الرسالي
فاتّبع سياسة تعليمية وتربوية رائدة هادفة لمواجهة الأفكار المنحرفة التي
تغلغلت مع اتّساع رقعة الفتوحات. والتصدي للأحاديث المدسوسة ومواكبة
المستجدات واستنباط الحلول لها.. "وانهال عليه الناس يستفتونه عن المعضلات
ويستفتحونه أبواب المشكلات وعمل الإمام محمد الباقر على تعزيز المدرسة
العلمية والفكرية التي انطلقت في حياة والده السجاد فأصبحت تشدّ إليها
الرحال من كل أقطار العالم الإسلامي حتى قال أحدهم
لم يظهر من أحد من ولد الحسن والحسين في علم الدين واثار السنة وعلم القرون وفنون الاداب ما ظهر عن أبي جعفر الباقر
وتخرج من هذه المدرسة العظيمة كوكبة من أهل الفضل والعلم كزرارة بن أعين
ومحمد بن مسلم الثقفي وجابر بن يزيد الجعفي.. وبذلك شكّلت مرحلة إمامة
الباقر إطاراً جديداً لإدارة الصراع مع رموز الانحراف الفكري والعقائدي
التي كادت تطمس معالم الدين الإسلامي انذاك

كان أبرز مميزاته العلم
الواسع، وقد برز علمه هذا في فترة انتشار الفلسفة اليونانية وتوسع الناس في
المناظرات الكلامية وتعدد المذاهب الفقهية والمدارس العقائدية ما استدعى
بروز شخصيات علمية هامة تحمل على عاتقها مهمة ترسيخ دعائم الفكر الاسلامي
الأصيل وتقوية دعائم الفقه الشيعي في مقابل المذاهب المختلفة. فكان تأسيس
جامعة أهل البيت التي حوت عدداً كبيراً من العلماء حيث كانوا يأتون الى
المدينة المنورة من مختلف الأقطار الاسلامية لينهلوا من الامام الباقر
علومهم ومعارفهم
وقد قال عطاء وهو أحد كبار علماء العامة يصف الامام الباقر ما رأيت العلماء عند أحد أصغر منهم في مجلس أبي جعفر الباقر
لقد رأيت الحكم بن عيينة كأنه عصفور مغلوب لا يملك من أمره شيئاً
ومن ميزاته أيضاً صلابته في مواجهة الحكام الأمويين حيث
لم يرضخ لضغوطهم فأكمل مهمته الالهية على أكمل وجه. هذا فضلاً عن العبادة
والورع والتقوى التي يتحلى بها أئمة أهل البيت سلام الله عليهم
تزوج الامام الباقر من أم
فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر فأنجب منها الامام الصادق وعبد الله،
وأم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية فأنجب منها ابراهيم وعبيد الله وله
ثلاثة أولاد اخرون هم: علي وأم سلمة وزينب من بعض إمائه

وبتولَّي هشام بن عبد
الملك عاد الإرهاب والضغط إلى الواجهة. وأدت سياسة الملاحقة والتنكيل إلى
انتفاضة الشهيد زيد بن علي السجاد الذي استشهد هو وأصحابه وأحرقت جثته...
كما قام هشام بملاحقة تلامذة الإمام ، ولكن هذه الاجراءات التعسفية لم تمنع
من تنامي الصحوة الإسلامية والوعي الديني لدى الناس، الأمر الذي زاد من
مخاوف هشام بن عبد الملك فأمر بدس السم له فمات سلام الله عليه صابراً
محتسباً مجاهداً وشهيداً
قُم
بالحق ، واعتزل ما لا يعنيك ، وتجنب عَدوَّك ، واحذر صديقك من الأقوام ،
إلا الأمين من خشي الله ، ولا تصحب الفاجر ، ولا تطلعه على سِرِّك ، واستشر
في أمرك الذين يخشون الله
ثلاثة من مَكَارم الدنيا والآخرة أن تعفو عَمَّن ظَلَمَك ، وتَصِلْ مَن قطعك ، وتَحلَم إذا جُهل عليك
مَا
من عِبادة لله تعالى أفضل من عِفَّة بَطنٍ أو فرج ، وما من شيء أحب إلى
الله تعالى من أن يُسْأل ، وما يَدفَع القضاء إلى الدعاء ، وإنَّ أسرَعَ
الخير ثواباً البِرّ والعدل ، وأسرع الشَّرِّ عقوبة البغي
مَن صَدَق لسانُه زَكا عَملُه ، ومن حَسنت نِيَّته زِيدَ في رزقه ، ومن حسن بِرُّه بأهله زِيدَ في عُمره
إنَّ أشَدَّ الناس حَسرَةً يوم القيامة عَبدٌ وصف عدلاً ثم خالفه إلى غيره
مَنْ
أعطى الخُلق والرفق فقد أعطى الخير والراحة ، وحَسُن حاله في دنياه وآخرته
، ومن حَرَم الخلق والرفق كان ذلك سبيلاً إلى كل شَرٍّ وبَليَّة ، إلا من
عَصَمَه الله
اِعرف الموَدَّة في قلب أخيك بما له في قلبك
مَا دَخل قلبَ امرئٍ شيءٌ من الكِبَر إلا نقص من عقله مثل ذلك
لَمَوت عَالِمٍ أحبُّ إلى إبليس من موت سبعين عابداً
لا يُقبل عَمَل إلا بمعرفة ، ولا معرفة إلا بِعَمل ، ومن عَرَف دَلَّتْهُ معرفته على العمل ، ومن لم يعرف فلا عَمَل له
ليس شيء مُميِّل الإخوان إليك مثل الإحسان إليهم
مَن لم يجعل مِن نفسه واعظاً فإنَّ مواعظ الناس لن تُغنِي عنه شيئاً
إنما
شيعة علي المتباذلون في ولايتنا ، المُتحابُّون في مَوَدَّتنا ،
المتآزِرُون لإِحياء الدين ، إذا غضبوا لم يظلموا ، وإذا رضوا لم يسرفوا ،
بركة على من حَاوَرَهم ، وسِلْم لِمَن خَالَطَهم
المُتكَبِّر يُنازِعُ اللهَ رِداءَه
مَن عَمل بما يَعْلَم ، عَلَّمَه اللهُ ما لا يَعلم
بِئْس العبد يَكون ذا وجهين وذا لسانين ، يَطري أخاه في الله شاهداً ، ويأكله غائباً ، إنْ أعطِيَ حَسَدَه ، وإن ابتُلِيَ خَذَله
مَا عَرفَ اللهُ مَنْ عَصَاه
تعصي الإلَهَ وأنت تُظهِر حُبَّهُ هَذا لَعَمرِك فِي الفِعَال بِديعُ
لَوْ كَانَ حُبُّك صَادقاً لأطَعْتَهُ إِنَّ المُحِبَّ لِمَن أحَبَّ مُطيعُ
الحياءُ والإِيمان مَقرُونان في قرن ، فإذا ذَهَب أحَدُهُما تَبِعه صَاحِبُه
مَن قُسِمَ لَهُ الخَرَق حُجِب عنه الإيمان
إنَّ المؤمِنَ أخُو المؤمن ، لا يَشتُمُه ، ولا يَحرمه ، ولا يسيء بِهِ الظَّنَّ
مَنْ
أصَابَ مَالاً مِنْ أربع لم يُقبل منه في أربع ، من أصاب مالاً من غلول أو
رِبَا أو خِيَانة أو سَرِقة ، لم يقبل منه في زَكَاة ولا في صَدَقة ولا في
حَجٍّ ولا في عُمرة
شَرُّ الآباء مَنْ دَعَاهُ البِرُّ إلى الإفراط ، وشَرّ الأبناء من دعاه التقصير إلى العقوق
كَفى
بالمرءِ عَيباً أن يتعرَّف مِن عُيوب الناس مَا يعمى عليه من أمر نفسه ،
أو يَعيب الناس على أمر هو فِيه لا يستطيع التحول عنه إلى غيره ، أو يؤذي
جليسه بما لا يعنيه
إنِّي لا أكره أن يَكُون مقدار لسان الرجل فاضلاً على مقدار علمه ، كما أكره أن يكون مُقدار عِلمِه فاضلاً على مُقدار عَقله