خطاب من إحدى الاخوات للأخت حلا شيحا

[al betaqa]

الأخت الكريمة / حلا شيحة وفقها الله لكل خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اطلعت على مقاطع من لقائك مع الاخت اسعاد يونس في برنامج صاحبة السعادة . وفعلا شعرت بما تشعرين به .. خاصة عندما دمعت عيناك وانتتي تتحدثين مع إخوتك .

يا أختنا الفاضلة ..

أنتي تحبين اخواتك وأسرتك حبا شديدا .. وتأثرتي جدا بسبب بعدك عنهم لسنوات .. والذي زاد الطين بلّه هو انك تنقبتي .. وهذا يعني انكي اخترتي طريق مغاير تماما لما عليه جو الاسرة . فزادت الفجوة بينكم اتساعا .

فكنتي بين خيارين

- إما ان تبقي منتقبة .. وتنقطع أواصر الود بينك وبين اخوتك وبين ابنائك وخالاتهم وجدهم وجدتهم .

أو

- ترجعي للوسط الفني .. وبالتالي تتمكين من إشباع هذه الرغبة الطبيعية جدا من  لقاء إخوتك ووالديك والتواصل معهم.

والذي أعلمه من ديننا الحنيف .. ان كلا الخيارين غير صحيح

قال الله تعالى :

{ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا } (سورة لقمان 14 - 15)

فالواجب بر الوالدين .. حتى وإن كانوا على اعظم ذنب وهو الشرك .. فشكر الوالدين وبرهما من شكر الله تعالى ..

والله تعالى قرن بر الوالدين بالتوحيد لاهميته

قال الله تعالى

{ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا } (سورة الإسراء 23 - 24)

والواجب صلة الوالدين والإخوة والاخوات وكل الارحام قدر الطاقة والاستطاعة

قال صلى الله عليه وسلم

 بِرَّ أمكَ وأباكَ وأختَكَ وأخاكَ ثم أدناكَ أدناكَ

وعن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها :

قَدِمَتْ أُمِّي وهي مُشرِكَةٌ، في عهدِ قُريشٍ ومُدَّتِهِم إذ عاهَدوا النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، مع أبيها، فاستَفتَيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقُلْت : إنَّ أُمِّي قَدِمَت وهي راغِبَةٌ ؟ قال : ( نعم، صِلي أُمَّكِ ) .

فبالله عليكي يا اخت حلا .. اعيدي التفكير في قرارك . تقبل الله منا ومنكم

وهدانا الله وإياكم لما يحب ويرضى ووفقنا الله وإياكم لمرضاته

أختك في الله