المادة العضوية

4,192 views
Skip to first unread message

kath...@hotmail.com

unread,
Sep 12, 2008, 8:27:55 AM9/12/08
to عالم الزراعة
مــقــدمة :
للمادة العضوية بالنسبة للتربة الزراعية ولاسيما في قطرنا العربي السوري
أهمية كبرى لايعلوها إلا ماء الري نظراً لمناخنا الجاف.
وقد أدرك القدماء هذه الأهمية للمادة العضوية بالملاحظة مذ كانوا يلاحظون
أثناء رعيهم لمواشيهم أن الأراضي التي تتراكم فيها فضلات المواشي ( روث ،
بول) تنمو فيها النباتات بشكل أفضل بكثير من غيرها، وإن لم يستطيعوا
تفسير ذلك علمياً. ومن الرجوع إلى تاريخ الحضارات القديمة تبين أن
الصينيون القدماء اهتموا بتخمير المواد العضوية مع التراب وإضافتها
لأراضيهم الزراعية وكذلك فعل قدماء المصريون والعرب.
وهكذا حتى جاءت العصور الحديثة حيث اهتم العلماء بدراسة المواد العضوية
من حيث تحللها وفائدتها للتربة والنبات. وكشف سر ما تقدمه من عناصر
غذائية هامة للنبات وفعلها التنظيمي على التربة حيث تعمل المادة العضوية
على تفكيك الأتربة الطينية المتماسكة وتحسن قوام الأتربة الرملية
المفككة.
وأخذ المهتمون بالزراعة يوصون باستعمال الأسمدة العضوية لزيادة الإنتاج
إلى أن اكتشفت الأسمدة المعدنية في القرن الماضي فقل اهتمام المزارعين
بالأسمدة العضوية وانصرفوا للتسميد المعدني نظراً للنتائج السريعة التي
تعطيها الأسمدة المعدنية.
ولكن نتيجة الاستمرار باستعمال الأسمدة المعدنية دون الأسمدة العضوية بدأ
المزارعون يلاحظون تراجع الإنتاج وانخفاضه سنة عن أخرى كما وأخذوا
يلاحظون سوء تغير قوام أراضيهم من سيء إلى أسوأ. مما دعا المهتمون
بالزراعة للتفكير بأسباب هذه الظواهر وبنتيجة بحثهم عرفوا أن السبب في كل
هذه المصائب هو انخفاض أو انعدام نسبة المادة العضوية في التربة فعادوا
من جديد يؤكدون على ضرورة استخدام الأسمدة العضوية في الزراعة للعودة
بالأرض إلى وضعها الجيد المنتج.
وهكذا بهذه المقدمة الموجزة نكون قد عرفنا ما للأسمدة العضوية من أهمية
كبرى وأدركنا ضرورة استعمالها في الزراعة

فالمواد العضوية :
هي تعبير عن الفضلات النباتية والحيوانية الخام التي لم يتناولها أي
انحلال ميكروبي، وهي تحتوي كيميائياً على سبع مجموعات من المواد:
التركيب الكيميائي للمادة العضوية:
تتركب المادة العضوية من مادة جافة وماء ويؤلف الماء حوالي 75% أو أكثر
من تركيب الأنسجة، أما المادة الجافة فهي مؤلفة من كربون وأوكسجين
وهيدروجين ونتروجين وعناصر معدنية أخرى.
والتركيب الكيميائي لبقايا المواد النباتية الجافة والتي تشكل منشأ
المادة العضوية في الأراضي معروف ويمكن تقسيمه إلى ثلاثة أقسام رئيسية:
1- السكريات العديدة Polysaccharides
2 - اللجنين Lignin
3- البروتينات Protein

وتضم السكريات العديدة:
‌أ- السيللوز Cellulose : وهو مكون كربوني رئيسي لمعظم النباتات
الراقية وربما يعتبر أكثر المركبات العضوية انتشاراً في الطبيعة ويتركب
السيللوز من وحدات الجلوكوز مرتبطة مع بعضها في سلاسل طويلة ومستقيمة
ويتراوح عدد جزئيات السكر في جزئي السيللوز مابين 1400-10000 جزئي ويختلف
باختلاف نوع النبات كما يتراوح الوزن الجزيئي للسيللوز مابين 000 200 إلى
000 2000 ويتركز السيللوز في جدر الخلايا.
ويعتبر السيللوز من الكربوهيدرات شديدة المقاومة للتحلل بواسطة الأحياء
الدقيقة، والأنزيمات ويتوقف تحلله على الكثير من العوامل البيئية مثل
الحرارة ، التهوية، الرطوبة، PH والمحتوى النتروجيني ونسبة اللجنين
الموجودة.
‌ب- الهيمسليلوز Hemicellulose : بالرغم من التشابه الحرفي الكبير
بين السيليلوز والهيمسيليلوز إلا أن تركيبهما النباتي يختلف تماماً
ولايحملان أي تشابه فيما بينهما. والهيمسيليلوز عبارة عن قسم من السكريات
العديدة عديمة الذوبان في الماء وعند تحللها مائياً بالحامض المعدني
الساخن المخفض تعطي سكريات سداسية Hexoses وسكريات خماسية Pentoses
وغالباً ما تعطي حامض اليورونيك Uronic Acid.
يتحلل الهيمسيليلوز في الأرض أولاً بمعدل سريع ثم يبطأ هذا المعدل ربما
كنتيجة لعدم تجانس تركيبه. إلا أنه في الأيام الأولى من التحلل بمعدل
أسرع من السيليلوز. ويتوقف تحلله على كثير من العوامل البيئية كما هو
الحال في السيليلوز.
‌ج- النشا Starch: يأتي في المرتبة الثانية بعد السيليلوز كعديد سكر
متكون من تكاتف السكريات السداسية Hexoses Sugars وفي النبات فهي تمثل
مخزناً للكربوهيدرات. وتوجد بكميات كبيرة في الأوراق لأداء عملية التمثيل
الضوئي والنشا النباتية تحتوي على مجموعتين أحدهما تسمى الإميلوز
Amylose وهي عبارة عن بناء مستقيم مكون من 200-500 وحدة جلوكوز والثانية
تسمى الاميلوبكتين Amylopectin فالجزيء مكون من ترابط جزئيات الجلوكوز
إلا أن هناك سلاسل جانبية Side chains. والتحلل البيولوجي للنشا سريع
جداً بالمقارنة بالسيليلوز والهيمسيليلوز

ثانياً – اللجنين Lignin :
يأتي اللجنين في المرتبة الثالثة من ناحية انتشاره كمكون لأنسجة النبات
بعد السيليلوز والهيمسيليلوز، وتحلل اللجنين ميكروبيولوجيا لازال من
المسائل غير المفهومة تماماً وترجع الصعوبة في ذلك إلى ثلاثة أسباب هي:
1- صعوبة وتعقيد التركيب الكيميائية لجزيء اللجنين.
2- صعوبة التعرف عليها كيماوياً أو بالطرق الكيماوية المعروفة.
3- صعوبة عزله كيميائياً لاستعماله كوسط لنمو الأحياء الدقيقة.
ويختلف اللجنين في تركيبه وخواصه من نبات إلى آخر وحتى في نفس النباتات
تبعاً لعمره ومن ثم فإنه ليس هناك تركيب واحد لهذه المادة. ويقاوم
اللجنين فعل التحلل بواسطة الأحماض Acid hydrolysis وهي خاصية مهمة
للجنين حيث تأثير الأحماض المعدنية المركزة عليه بسيط. وكذلك فإنه عديم
الذوبان في الماء الساخن والمذيبات العضوية المتعادلة إلا أنه يذوب في
القلويات. ويحتوي جزيء اللجنين على ثلاثة عناصر فقط وهي الكربون
والايدروجين والأوكسجين إلا أن تركيبها حلقي Aromatic وليس كما هو الحال
في السيليلوز والهيمسيليلوز.
ومن الخواص المميزة جداً في اللجنين هو مقاومته للتحليل الأنزيمي ويتم
تحلل اللجنين في وجود أو غياب الأكسجين إلا أن معدل التحلل في الحالتين
أقل كثيراً من معدلات السيليلوز والهيمسيليلوز والمركبات الكربوهيدراتية
الأخرى.
ونظراً للزيادة في نسبة المواد الحلقية Aromatic فيبدو أن المواد
اللجنينية لها أهمية خاصة في تكوين الدبال Humus.
ثالثاً: البروتينات Proteins :
البروتينات هي المواد الأساسية المحتوية على نتروجين وتتكون من ارتباط
الأحماض الأمينية Amino Acids ويتراوح وزنها الجزيئي بين بضعة آلاف إلى
العديد من الملايين.
.
ويدخل في تركيب المادة العضوية الجافة أيضاً بعض الأحماض العضوية مثل
الستريك والاوكساليك والماليك كما يدخل في تركيبها بعض الأملاح مثل
كاتيونات الكالسيوم والمغنزيوم والبوتاسيوم والحديد وأنيونات الفوسفات
والكلوريد والسلفات والسيليكات وتختلف نسبة المركبات الداخلة في تركيب
المادة العضوية حسب طبيعة المادة العضوية.

وتقدر هذه المركبات في المواد النباتية كما يلي:
المادة النسبة المئوية

كربوهيدرات نشويات و سكريات
1 - 5
سيليلوز 20- 50
هيمسيليلوز 10- 28
بروتينات بسيطة ومعقدة
1 - 15
لفنين 10 – 30
زيوت وشموع وثانينات والمواد الملونة 1 -2

أهمية المادة العضوية
1. تغذية النبات
تعتبر المادة العضوية كمصدر ومخزن للعناصر الغذائية اللازمة لنمو
النبات ، فأثناء انحلالها التدريجي ينطلق غاز ثاني أكسيد الكربون الذي
يدخل في عملية التمثيل الضوئي بعد نفاذه إلى الهواء الجوي ويساعد في
تحويل الآزوت والفوسفور وغيرها من العناصر السمادية أو العناصر النادرة
الموجودة في المادة العضوية إلى صورة صالحة لاستعمال النبات .
2. تحسين صفات التربة الفيزيائية :
مثل النفاذية و بناء التربة فهي تمنع تماسكها في كتل وتحسن تهويتها وتسهل
اختراق الجذور ونموها
وفي الأراضي الرملية الخفيفة تزيد تماسكها فتقلل مسامها وتزيد قدرتها
على حفظ الماء وتقلل العناصر الغذائية منها
ومن المفيد التذكير بأن المركبات الوسطية التي تنتج عن تفككها مثل
السكاكر البسيطة و المتعددة السكاكر بشكل خاص دور اساسي في تحسين بناء
التربة على المستوى السريع القريب نظرا لسرعة تحللها مقارنة مع المركبات
الدبالية التي تتصف بأنها اقل تحللا وبالتالي أكثر ثباتا وبالتالي اثرها
على بناء التربة طويل
الأمد
3. تحويل العناصر الغذائية إلى صورة ميسورة للنبات
أثناء انحلال المادة العضوية تتكون مركبات حامضية وأحماض ، وهذا راجع إلى
مجموعة الكربوكسيل مثل أحماض الخليك نتيجة لانحلال الكربوهيدرات ، وحامض
الكربوتيك ، نتيجة لذوبان ثاني أكسيد الكربون في الماء وكذلك حامض
الدباليك ، وتؤثر هذه
المركبات والأحماض على مكونات المادة العضوية كما يلي :
• تتحول المركبات غير الذائبة التي تحتوي البوتاسيوم إلى مركبات ذائبة
مثل كربونات ونترات البوتاسيوم ، كما تتكون مركبات عضوية متحدة
بالبوتاسيوم.
• تتحول الفوسفات غير الذائبة إلى فوسفات كالسيوم أو فوسفات حديد ذائبة.
• تترسب الأحماض العضوية باتحادها مع الكالسيوم والمغنزيوم فلا تفقد مع
ماء الصرف.
• تتكون بيكربونات كالسيوم ذائبة نتيجة أثر ثاني أكسيد الكربون والماء
على كربونات الكالسيوم.
• تساعد على تحويل بعض العناصر الدقيقة إلى صورة صالحة لتغذية النبات.
4. زيادة حفظ الأرض للماء
، إذ أن المواد العضوية ما هي إلا غرويات تتشرب الماء، وعلى ذلك فإن
إضافة المادة العضوية بطريق مباشر على صورة أسمدة أو غير مباشر كذلك
بقايا المحاصيل بها تزيد من مقاومة مثل هذه الأراضي للجفاف.ولا تزيد
إضافة المادة العضوية إلى الأرض المنزرعة من نسبة الدبال فيها كثيراً لأن
عمليات الخدمة المختلفة تعمل على أكسدتها، ويمتاز سطح الأرض غالباً
بمقدرته الكبيرة على الاحتفاظ بالماء نظراً لوجود المادة العضوية به
بنسبة مرتفعة. كما يجب أن تجري العمليات الزراعية بطريقة صحيحة للمحافظة
على المادة العضوية بالأرض والتي تعتبر كمخزن للعناصر الغذائية.
5. زيادة في تدفئ الأرض :
نتيجة للون الغامق الذي تكتسبه الأرض من المادة العضوية ولارتفاع درجة
الحرارة التربة نتيجة تحلل المادة العضوية
6. تنشيط الميكروبات الأرضية :
تساعد المادة العضوية في الأرض على تنشيط الكائنات الحية الدقيقة
والميكروبات في التربة وتلعب هنا نسبة الكربون إلى النيتروجين دوراً
كبيراً فيجب ألا تكون هذه النسبة كبيرة حتى لا تنشط هذه الميكروبات على
حساب العناصر الغذائية الصالحة للنبات .
. فكلما زاد مقدار العناصر الغذائية بالمادة العضوية المضافة إلى التربة
عن حاجة الكائنات الحية زاد المقدار المتبقي لامتصاص النبات.
7. زيادة السعة التنظيمية :
يقسم المقدار الكلي من عنصر ما بالأرض إلى قسمين ،
الأول القسم الذائب في المحلول الأرضي
الثاني القسم الصلب من النظام الأرضي وهذا يكون في صورة مد مصة أو قابلة
للتبادل أو في صورة مرسبة ، وهذا القسم يعمل كمخزن للعنصر عندما يستنزف
المقدار الذائب في المحلول الأرضي
8 - أن المادة العضوية تحافظ على القدرة التنظيمية للأراضي Buffering
Capacity من خلال الهيدروجين المنطلق من المجاميع الكربوكسيلية
9 - فالمادة العضوية تشكل جزءً رئيسياً من الأراضي الخصبة Productive
soils فهي إلى جانب تحسينها للخواص الطبيعية للأرض فإنها كمخزن لكثير من
العناصر الغذائية اللازمة للنبات وخاصة عناصر الكربون والنتروجين إلى
درجة كبيرة والفوسفور والحديد والكبريت بدرجة أقل
10- تكون الدبال في التربة:
يتكون الدبال نتيجة تحول البقايا النباتية تحت تأثير الفعاليات الحيوية
للأحياء الدقيقة وتشارك هذه الأحياء في جميع مراحل تكون الدبال ويساعد في
ذلك العدد الهائل من الأحياء الدقيقة Microflora التي توجد في التربة
وتعتبر البقايا النباتية الكلوروفيلية الخضراء المادة الأساسية من حيث
الكمية في تكون الدبال
11- تعمل على تجميع حبيبات الطين في الأراضي الطينية و بالتالي تقل قدرة
تماسكها و تزداد قدرتها على التهوية أما في الترب الرملية فتزداد قوة
التماسك بين حبيباتها المتفرقة لتأمين الظروف الملائمة لنمو النبات-
12- للمادة العضوية و الدبال خاصة القدرة الكبيرة على تبادل القواعد إذ
تصل السعة التبادلية لحوالي 150 ميلي مكافئ وقد تزيد على 50 ميلي مكافىء
ولهذه أهمية كبيرة في حفظ العناصر الغذائية اللازمة للنبات وخصوصا في
الأراضي الرملية ذات المحتوى الطيني المنخفض أي ذات السعة التبادلية
المنخفضة.
13- للمادة العضوية دورا في تنظيم التربة أي المحافظة على قلوية وحموضة
التربة.







نسبة المادة العضوية في التربة :
تختلف نسبة المادة العضوية في التربة من مكان لآخر حسب المعاملات
الزراعية والإضافات العضوية والمناخ السائد في المنطقة.
فقد اعتبرت التربة الزراعية التي تحتوي 2% فما فوق من وزنها مادة عضوية
من الأراضي الغنية بالمادة العضوية. واعتبرت التربة الزراعية التي تحتوي
1-2 % من وزنها مادة عضوية من الأراضي ذات المحتوية المتوسط من المادة
العضوية.
واعتبرت التربة الزراعية التي تحتوي على أقل من 1% من وزنها مادة عضوية
من الأراضي الفقيرة بالمادة العضوية. هذا مع التأكيد على أن هذه الأرقام
والتسميات خاصة بتربة القطر العربي السوري ولظروفه المناخية ومع تطلعنا
أن ترفع هذه الأرقام في المستقبل بالتوسع في التسميد العضوي إذا تعاون
معنا الأخوة الفلاحون.

تمثيل تطور المادة العضوية في التربة :
التمعدن الأولي
NO3- K+ CO2 SO4 -- NH4


التدبل التعضي




التمعدن الثانوي

CO2, K+ , SO4-- , NH4 + PO4 - - -


التغيرات التي تطرأ على المادة العضوية:
كلنا يعرف أن النباتات المزروعة في حقل ما في موسم من المواسم ستترك
بقايا نباتية سواء كانت محاصيل حقلية كالقمح والشعير والعدس وهي ستترك في
الأرض بعد الحصاد كمية كبيرة من السوق والجذور أو كانت أشجار مثمرة
سيتساقط منها أوراق وأفرع صغيرة أو كانت خضراوات وهي ستترك أوراق وسوق
وجذور بعد انتهاء الموسم.
في الموسم التالي ستفلح الأرض استعداداً لتحضيرها لزراعة محصول جديد
وبالفلاحة ستطمر البقايا النباتية في التربة. وهنا تبدأ عملية تحلل هذه
البقايا بفعل الأحياء الدقيقة الموجودة بكثرة وبأنواع متعددة منها التي
تعمل وتنشط في وجود الهواء ومنها على العكس تعمل في غياب الهواء هذا ولا
ننسى ما تقدمة مياه الأمطار الهاطلة في فصل الشتاء ومياه السقاية من
مساعدة لعملية تحلل المادة العضوية في التربة وهكذا تستمر عملية التحلل
هذه وتختلف سرعتها حسب المادة العضوية نفسها فهناك مواد عضوية سريعة
التحلل مثل الروث والقش وأخرى بطيئة التحلل نظراً لتركيبها المعقد مثل
العظام وقرون الحيوانات وجلودها.
وإذا راقبنا هذه العملية لوجدنا في الموسم القادم أن البقايا النباتية
التي طمرت في الأرض في الفلاحة قد تفككت إلى أجزاء صغيرة وتغير لونها إلى
الأسمر وأصبح قوامها هلامياً إذا كان تفككها لم يكتمل بعد وذات لون أسود
قوام رخو ولزج إذا اكتمل تفككها وهي في هذه المرحلة تمسى المادة العضوية
المتخمرة شبه دبالية. وباستمرار التفكك والتحلل تختفي المادة العضوية من
التربة مخلفة رماد أسود يشبه القهوة المطحونة وهذا مايسمى بالدبال.
هذا الرماد الأسود هو ما نسعى للحصول عليه بإضافة المادة العضوية للتربة
إذ هو ذو قدرة عجيبة على امتصاص المياه فالحجم منه يستطيع امتصاص عدة
أمثال حجمه من الماء فينتفخ ليصبح قوامه إسفنجي ذو ثقوب كأسفنج البحر وهو
بالإضافة إلى قدرته العجيبة على امتصاص الماء يعتبر مخزن الأرض للعناصر
الغذائية.


محتوى الأرض من المادة العضوي وعلاقته بالخصوبة:
يختلف مقدار ما تحتويه أرض ما من مادة عضوية تبعاً لعوامل عديدة نذكر
منها على سبيل المثال:
1- نوع النباتات الموجودة
فمثلاً الأراضي الواقعة تحت أشجار متساقطة الأوراق في جو بارد تستقبل
مادتها العضوية من تلك الأوراق المتساقطة والتي تتركز في الطبقات العليا
أو في السنتمترات الأولى من القطاع الأرضي، أما الأراضي الواقعة تحت
الحشائش الطبيعية Grass land نجدها تستمد مادتها العضوية من جذور ليفية
كثيفة موزعة بانتظام في قطاع الأرض وبعمق كبير جداً إلى حد ما. ومحتوى
المناطق الجافة من المادة العضوية منخفض ويزداد عادة بعد إدخال الأرض تحت
نظام الزراعة والري وقد أوضح كثير من العلماء علاقة عكسية بين محتوى
الأرض من المادة العضوي وبين متوسط الحرارة السنوي ذلك لأن ارتفاع
الحرارة يسهل ويسرع من تحلل المادة العضوية.
هذا وتختلف كمية المادة العضوية اختلافاً كبيراً بين أنواع الأتربة
المختلفة فبينما قد لا تتجاوز الآثار في الطبقة السطحية لبعض الأراضي
المعدنية قد تصل إلى 15% في الأراضي وتحت ظروف خاصة.
فبصورة عامة نجد أن الأراضي خشنة القوام تحتوي على كمية من المادة
العضوية أقل من الأراضي الناعم القوام نظراً لأن كثافة النباتات النامية
في الأراضي خشنة القوام أقل وتهويتها أحسن لأكسدة المادة العضوية السريعة
ورشحها أسرع كما هو عليه في الأراضي ناعمة القوام.

2- طبيعة الأحياء الموجودة في الأرض :
وتعتبر المادة العضوية مصدراً رئيسياً للنتروجين الذي ينطلق من المادة
العضوية على صورة أمونيا ثم تتم أكسدته إلى نترات. ومن المرغوب فيه أن
تتم هذه التغيرات بالسرعة المناسبة حتى يظل مستوى النترات مرتفع أثناء
أطوار نمو النبات المختلفة وتتوقف صلاحية النتروجين العضوي للنبات على
نسبة الكربون إلى النتروجين C/N Ratio في المادة العضوية على معدل
تحللها.
فالكائنات الحية الدقيقة تعتمد على الكربون كمصدر للطاقة اللازمة لها
وعلى النتروجين وعناصر أخرى لبناء أجسامها و هذه النسبة تكون كبيرة جداً
في المواد النباتية الطازجة وأكبر من تلك التي في خلايا الكائنات
الدقيقة
عموماً فإن الأحياء الدقيقة تؤقلم نشاطها بسهولة على المواد النباتية
ذات النسبة 1:30 أو أقل . وعندما تكون هناك موارد ذات نسب أكبر من ذلك
فإن الكائنات الدقيقة تبحث عن مصدر آخر للنتروجين في البيئة النامية بها
أو أن تكاثرها يتحدد بمستوي النتروجين الموجود وبالتالي فإن نشاطها يقل
حتى يتم تحلل بعض الخلايا الميكروبية لتشكل مصدراً إضافياً للنتروجين.
ولذلك فإن قش الحبوب ذو النسبة 1:80 يتحلل ببطء في المراحل الأولى
ويستهلك نتيجة لذلك كل النتروجين الصالح بالأرض وعندما يتحول الكربون
الزائد إلى ثانية أكسيد الكربون وبالتالي تقل نسبة C/N فإن بعض النتروجين
غير العضوي ينطلق إلى النبات للاستعمال.
3- حالة الصرف والتهوية بالأرض :
إلى جانب ذلك فإن الأراضي سيئة الصرف تكون بصورة عامة عالية الاحتواء على
المادة العضوية والنتروجين إذا ما قورنت بالأراضي جيدة الصرف ولاشك أن
قلة التهوية في الأراضي السيئة الصرف هي المسؤولة عن تراكم المادة
العضوية والنتروجين فيها.
4- كميات الأمطار المتساقطة :
ومن ناحية أخرى تزداد كمية المادة العضوية كلما زاد معدل الأمطار السنوي
في المنطقة وذلك لزيادة النمو النباتي بزيادة معدل الأمطار لهذا فكمية
المادة العضوية تكون قليلة في أراضي المنطقة الرطبة. كما أن انخفاض درجة
الحرارة يساعد على تراكم المادة العضوية في حين أن ارتفاع متوسط الحرارة
يقلل كميتها في التربة. ويرجع ذلك إلى أثر الحرارة في زيادة سرعة
التفاعلات الكيماوية والبيولوجية الحادثة عند تحلل المادة العضوية
5- درجة الحرارة :
تعتبر درجة الحرارة 20-35 درجة مئوية درجة الحرارة المثلى لنشاط
الميكروبات التي تهدم المادة العضوية .
6- نوع وطبيعة عمليات الخدمة :
ولابد هنا من ذكر أثر الحراثة وانجراف الطبقة السطحية سواء بالماء أو
الرياح على كمية المادة العضوية إذ تقل المادة العضوية في الأراضي
المحروثة بحوالي 30-6% منها في الأراضي غير المعرضة لعمليات الحراثة
كأراضي المراعي والغابات كما أن انجراف التربة السطحية من شأنه أن يزيل
نسبة كبير ة من المادة العضوية المتراكمة في هذه الطبقة.
.
نسبة الكربون إلى النتروجينRatio C/N وعلاقتها بتحلل المادة العضوية:
إذا أضيفت إلى التربة أي مادة نباتية فإن سرعة انحلالها تتوقف على نشاط
الأحياء الدقيقة، وهذا يتوقف بالتالي على كمية الآزوت المتوفرة. فإذا
احتوت المادة النباتية الآزوت بكمية مناسبة فإن البكتيريا تستفيد من
جسمها، أما إذا احتوي على كميات غير كافية من الآزوت فإن البكتيريا
تستفيد عند ذلك من الآزوت الموجود في التربة مؤقتاً نظراً لتمثيل الجزء
الذائب منه في أجسام الميكروبات والذي ينطلق ثانية بعد موت الميكروبات
عند انتهاء التحلل. فإذا أضيف قش القمح مثلاً إلى الأرض ونسبة C/N به
كبيرة وكانت الأرض فقيرة بالآزوت فإن الكائنات الدقيقة تستفيد من الجزء
الموجود في التربة، فإذا زرعت التربة أثناء ذلك تظهر على المحصول المنزرع
أعراض نقص الآزوت، وللتغلب على ذلك من الضروري إضافة الآزوت الذائب على
صورة سماد بحيث يكفي لاحتياجات الكائنات الدقيقة وكذلك للمحصول المنزرع.
وعند قلب النباتات البقولية في التربة كسماد أخضر فإنها تمد كل من
الكائنات والنباتات الحية المزروعة بالآزوت ويلاحظ أن نسبة C/N Ratio
فيها بين 20-25 : 1 .
وكقاعدة عامة فإن المادة العضوية التي تحوي آزوتاً أقل من 1.5 % فمن
المحتمل ألا ينطلق منها كمية الآزوت لذلك الموسم.
ويستفاد من تلك النقطة عند عمل السماد العضوي الصناعي Compost من مخلفات
المزرعة التي تكون غالباً ذات محتوى ضعيف من الآزوت فلإسراع التحلل يضاف
إلى المخلفات أسمدة آزوتية حتى تستمد الأحياء الدقيقة ما تحتاجه من
الآزوت لبناء أجسامها كي تسعر عملية التحلل
تأثير التسميد العضوي على الأراضي في مديرية التحرير بمصر :
كان الغرض من هذا البحث هو دراسة تأثير زراعة الأرض سنة بعد أخرى وما
يتبع نلك من تأثير التسميد العضوي والري إلى غير ذلك من العمليات
الزراعية على بعض الصفات الطبيعية والكيماوية لمكونات القطاع الأرضي في
أراضي مديرية التحرير من حيث القوام والمكافىء الرطوبي و النفاثية وبعض
مكوناته الكيماوية مثل نسبة المادة العضوية ونسبة الكربون إلى النتروجين
والأملاح الكلية الذائبة والكتيونات الكلية المتيادلة0
وانتخب لذلك الغرض بعض قطاعات من أراضي كانت متشابهة في الصفات ولكنها
اختلفت في مدة الإستزراع واختير لذلك الغرض قطاعات في أراضي بكر وأراضي
زرعت لمدة سنة واحدة وسنتين وثلاث سنوات وأربع سنوات وخمس سنوات وأسفرت
نتيجة التحليل عما يلي :
1-إزدادت نسبة السلت والطين زيادة واضحة كلما زاد عمر الأرض المنزرعة
وذلك بتأثير
الأسمدة العضوية الناتجة عن سماد المكمرات.
2-أما من حيث المادة العضوية الموجودة في الأرض فكانت الزيادة ملحوظة
أيضا كلما زاد إستزراع الأرض إذا كانت 1.و% في الأرض التي لم تزرع ووصلت
إلى 34و% بعد خمس سنوات من الزراعة
3-نسبة الكربون إلى النتروجين زادت أيضا كلما زاد عمر الأرض كانت هذه
النسبة خمسة في الأرض التي لم تزرع ووصلت إلى عشرة بعد خمس سنوات من
الزراعة
4 – نسبة الأملاح الذائبة في التربة فلقد كانت 0.01% في الأرض التي لم
تزرع ووصلت إلى 0.04% بعد خمس سنوات من الزراعة
5 – المكافىْ الرطوبي زاد أيضا كلما زاد عمر الأرض فكانت 1 % في الأرض
التي لم تزرع ووصلت إلى 4.75 % بعد خمس سنوات من الزراعة
6 – القواعد الكلية المتبادلة فقد زادت كلما زاد عمر الأرض
فكانت1.3مللجرام مكافىْ في الأرض التي لم تزرع ووصلت إلى 6.2مللجرام
مكافىْ بعد أربع سنوات من الزراعة
وبذلك يمكن القول أن نسبة السلت و الطين و المادة العضوية و نسبة الكربون
الى النتروجين والمكافىْ الرطوبي و القواعد المتبادلة تزيد كلما زادت مدة
الاستزراع.





أهمية المادة العضوية في نمو المحاصيل:
1. تعتبر المواد العضوية مصدراً من المصادر الهامة للعناصر المعدنية
فتنفرد هذه العناصر المعدنية بعد إتمام انحلال المادة العضوية وتصبح على
صورة قابلة للاستفادة وعلى هذا تتوقف مقدرة الأراضي على الإمداد المستمر
للعناصر الغذائية أساساً على محتواها من المواد العضوية.
2. وتعتبر المادة العضوية كذلك مصدراً لغذاء الكائنات الحية الدقيقة
بالأرض. وتعطي المواد العضوية بما تحتوي من اللجنين والسيليلوز والنشا
والسكريات والدهون والبروتينات الفرصة للإعداد الهائلة من الكائنات
الأخرى المتطفلة عليها.
3. وتزيد المادة العضوية من قدرة الأراضي على احتفاظها بالماء، إذ أن
المواد العضوية ما هي إلا غرويات تتشرب الماء، وعلى ذلك فإن إضافة المادة
العضوية بطريق مباشر على صورة أسمدة أو غير مباشر كذلك بقايا المحاصيل
بها تزيد من مقاومة مثل هذه الأراضي للجفاف.ولا تزيد إضافة المادة
العضوية إلى الأرض المنزرعة من نسبة الدبال فيها كثيراً لأن عمليات
الخدمة المختلفة تعمل على أكسدتها، ويمتاز سطح الأرض غالباً بمقدرته
الكبيرة على الاحتفاظ بالماء نظراً لوجود المادة العضوية به بنسبة
مرتفعة. كما يجب أن تجري العمليات الزراعية بطريقة صحيحة للمحافظة على
المادة العضوية بالأرض والتي تعتبر كمخزن للعناصر الغذائية.

4. وتساعد المواد العضوية على تحسين بناء الأرض وتكوين الحبيبات المركبة
مما يؤدي إلى تحسين التهوية وسهولة رشح المياه وزيادة المساحة التي
تشغلها الجذور عن طريق خفض مستوى الماء الأرضي، كما تحمل الحبيبات
الغروية كثيراً من الشحنات السالبة مما يزيد قدرة مثل هذه الأراضي على
امتصاص العناصر الغذائية وبالتالي تزيد من خصوبة الأراضي.









الأسمدة العضوية والبقايا النباتية :
1- الأسمدة العضوية ومتوسط احتوائها من عناصر غذائية كيميائية تعطيها
للنبات:
واحد طن سماد عضوي من النوع المبين أدنها يحوي وسطياً ما يلي:

كغ آزوت كغ فوسفور كغ بوتاس
زبل بلدي خليط متخمر 4 2 5
زبل بقر 3 2.5 1
زبل غنم 8 6 3
زبل خيول 5 3.5 3
زبل دجاج 20 40 20
قمامة مدن 10 40 40
سماد المجاري 24 10 10
دم مجفف 100 20 7
مسحوق لحم مجفف 70 60 3
مسحوق العظام 20 300 7
مخلفات مذابح و مسالخ ومدابغ 90 10 4
قرون وحوافر 120 5 3
شعر وريش 90 3 5
قش حبوب 40 20 50
سماد أخضر 50 15 50



2- الأسمدة العضوية ومحتواها من مادة عضوية ورطوبة وما تعطية من دبال :
واحد طن سماد عضوي من النوع المبين أدناه يحتوي وسطياً على ما يلي:
رطوبة كغ مادة عضوية كغ
ويعطي دبال للتربة كغ

زبل بلدي خليط متخمر 250 300 100
زبل بقر 540 130 40
زبل غنم 370 350 120
زبل خيول 42 210 70
زبل دجاج 350 280 90
قمامة مدن 150 200 70
سماد المجاري 60 430 86
دم مجفف 110 72 72
مسحوق لحم مجفف 70 650 65
مسحوق العظام 70 200 20
مخلفات مذابح و مسالخ ومدابغ 140 630 63
قرون وحوافر 90 740 70
شعر وريش 60 700 70

3- المخلفات النباتية وما تعطيه لدونم تربة من كغ دبال المخلفات
والبقايا النباتية التالية:
قش حبوب 265
سماد أخضر 50

جذور وحبوب 60
فصة قديمة مع طمر آخر حشة 200

جذور وبقايا برسيم 50

أوراق ورؤوس الشوندر السكري 70

أوراق وسوق الذرة الصفراء 90
جذور وبقايا الذرة الصفراء
65











4- كمية الدبال المتشكلة في التربة عند إضافة المادة العضوية إليها:
1 - ‌ إذا أضفنا للتربة 1000 كغ مادة عضوية نباتية غضة عرضة للتخمر فإن
الدبال الذي ينتح من هذه الكمية هو التالي:
• 1000 كغ مادة عضوية تعطينا
 50 % من وزنها مادة عضوية متخمرة رطبة أي نصف وزنها
 وهذه الكمية 500 كغ مادة عضوية متخمرة رطبة تعطي 70% من وزنها مادة
عضوية متخمرة نصف رطبة أي حوالي ثلثي وزنها350 كغ :
 وهذه الكمية 350 كغ مادة عضوية متخمرة نصف رطبة تعطي 50% من وزنها مادة
عضوية متخمرة جافة 175 كغ
 وهذه الكمية 175 كغ من المادة العضوية المتخمرة الجافة تعطي 30% من
وزنها دبال ثابت أو حوالي ثلث وزنها52.5 كغ :
 وهذه الكمية 52.5 كغ دبال ثابت تعطي 10% من وزنها أحماض عضوية
إذن فالطن الواحد من المادة العضوية النباتية الذي نضيفه للتربة يعطينا
وسطياً بحدود 5-6 كغ أحماض عضوية أي بحدود 0.5% من وزن المادة العضوية
المضافة للتربة.
‌2 - المادة العضوية الحيوانية المتخمرة الجافة تعطي 10% من وزنها دبال
و الدبال يعطي 10% من وزنه أحماض عضوية
إذن فالطن الواحد من هذه الأسمدة يعطينا 10 كغ أحماض عضوية.
3 - الأسمدة العضوية المختلطة نصف نباتية ونصف حيوانية تعطي 20% دبال أي
خمس وزنها وبذلك الطن منها يعطي 20 كغ أحماض عضوية.
تركيب المادة العضوية في التربة ودرجة تخمرها واستهلاك الدبال في التربة:
‌أ- تركيب المادة العضوية في التربة:
تكون المادة العضوية في التربة على شكل خليط وهي وسطياً تتركب من الآتي:
1. 10% مادة عضوية غضة
2. 40% مادة عضوية متخمرة حديثة
3. 25% مادة عضوية متخمرة شبه دبالية
4. 20% دبال
5. 5% أحماض عضوية
6. 100% المجموع

‌ب- درجة تخمر المادة العضوية :
تكون المادة العضوية عند إضافتها للتربة طازجة إذا لم تخمر صناعياً بتدخل
الإنسان ومن ثم تبدأ بالتخمر في التربة، وتقاس درجة تخمر المادة العضوية
سواء في التربة أو خارجها بنسبة ما تحتويه من فحم و آزوت أي نسبة الفحم/
الآزوت وهذه النسبة تكون في الأسمدة العضوية المتخمرة 15/1 وفي الدبال
10/1 أما في قش المحاصيل الجاف فهي 90/1 .
‌ج- نسبة الاستهلاك السنوي للأسمدة العضوية في التربة وهي وسطياً كما
يلي:
• 50% في السنة الأولى
• 35% في السنة الثانية
• 15% في السنة الثالثة
هذا ويعتبر حجم الطن الواحد من الرمل البلدي 2م3 وسطياً وقد ذكرنا في
مكان سابق أن التربة التي تحتوي 2% من وزنها مادة عضوية تعتبر غنية
بالمادة العضوية التي تحتوي 1-2 % تعتبر وسط بالمادة العضوية وإذا قلت
النسبة عن 1% فهي تربة فقيرة بالمادة العضوية
ظروف التربة وتحلل المادة العضوية:
من أهم الظروف التي تحدد عدد ونوع الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في
التربة هي:
1- الحرارة : إن أفضل درجة حرارة لنمو معظم الكائنات الحية الدقيقة
الموجودة في التربة هي أكبر بكثير من درجة حرارة التربة حتى في فصل الصيف
لذلك فمن المتوقع ألا تصل الكائنات الحية الدقيقة إلى أعلى مستوى لنشاطها
وبالتالي لا تستعمل إلا جزءً يسيراً من مصادر الطاقة المتوفرة في التربة.
ومن المعروف أن الحرارة تحدد سرعة التفاعلات الكيماوية والحيوية الحادثة
في التربة إذ أن ارتفاع عشر درجات مئوية في درجة الحرارة من شأنه أن يزيد
سرعة التفاعلات الحيوية (البيولوجية) إلى الضعف أو ثلاثة أضعاف ورغم أن
أنسب درجة حرارة للكائنات الحية الدقيقة تقع في حدود 35 م° فإن معظم هذه
الكائنات تعيش في مدى كبير من الحرارة وتتأقلم مع تغيرات الحرارة التي
تحدث في التربة.
2- الرطوبة : تعد الرطوبة عاملاً أساسياً يؤثر على إعداد ونشاط كائنات
التربة الدقيقة ويمكن القول أن أنسب كمية من الماء لمعظم الكائنات
الدقيقة هي في حدود 50-70% من السعة القصوى لحفظ التربة للماء أي في
الحدود التي تتطلبها النباتات لنموها وإنتاجها.
وتتحمل معظم الكائنات الحية الدقيقة مجالات كبيرة من تغير الرطوبة
الأرضية فتضمن بذلك توزيعها رغم الاختلافات المؤقتة في الرطوبة الأرضية.
3- الحموضة : لدرجة الحموضة والقلوية في التربة أثر هام على نشاط وغزارة
أنواع الكائنات الحية الدقيقة فيها فمن الملاحظ أن أعداد الفطريات إلى
البكتيريا أكبر في الأراضي الحامضية منها في الأراضي المعتدلة. ويبدو أن
أنواع الأكتينو ما يسيس تفضل أن يكون تفاعل الوسط الذي يعيش فيه بين
7-7.5 . بينما تفضل البكتيريا والبروتوزوا أن يكون تفاعل الوسط بين 6-8
أما أنواع الفطريات فإنها تفضل أن يكون وسط التفاعل في حدود 4-5 وعليه
فإن أنواع الآزوتوباكتر Azotobacter لا تنشط عندما يكون تفاعل التربة PH
أقل من 6 كما أن أنواع بكتيريا النترجة حساسة لدرجات الحموضة العالية .
هذا وتعتبر الأراضي المعتدلة أو القريبة منها أنسب الأراضي لنمو ونشاط
الكائنات الحية الدقيقة المختلفة.
4- التهوية : تحتاج الكائنات الحية الدقيقة كبقية الكائنات الحية إلى
الأكسجين لنموها وتكاثرها لذلك فإنها تتأثر بتركيز بعض الغازات
كالنتروجين وثاني أكسيد الكربون والأكسجين في الهواء الأرضي.
وتحتاج هذه الكائنات إلى الأكسجين لعمليات الأكسدة وإلى ثاني أكسيد
الكربون كمصدر للكربون في حالة الكائنات الذاتية التغذية وإلى النتروجين
في حالة الكائنات المثبتة له.
ويتطلب تحلل المادة العضوية في التربة توفر الأكسجين سواء بالنسبة
للكائنات التي تؤكسد المركبات الحاوية على كربون أو المركبات الحاوية على
نتروجين أو كبريت أو غيرها.
لذا فإن تهوية التربة بزيادة رطوبة التربة وقلتها نظراً لوجود علاقة
عكسية بين الهواء والماء الذي يملأ الفراغات المسامية في التربة. وتشجع
الظروف المائية كما هو الحال في الأراضي سيئة الصرف أو الأراضي ثقيلة
القوام عمليات الاختزال المختلفة وتعمل على تراكم المادة العضوية بينما
تحد تهوية التربة الجيدة من تراكم المادة العضوية وتساعد على سرعة تحللها
كما هو الحال في الأرض الرملية غالباً.
5- الأملاح : تؤثر الأملاح المعدنية في التربة على نشاط الكائنات الحية
الدقيقة من عدة نواحي ، فمن جهة تزيد الأملاح المعدنية النمو النباتي
فتزيد بذلك كمية البقايا النباتية أو مصادر الطاقة للكائنات الدقيقة
وبالتالي يزداد نشاط هذه الكائنات ويعتبر توفر بعض العناصر من جهة أخرى
أساساً في عمل بعض أنواع الكائنات الدقيقة كما هو الحال بالنسبة إلى
بكتيريا النترجة وحاجتها إلى توفر الكالسيوم هذا بالإضافة إلى ضرورة توفر
عناصر أخرى كالنتروجين والفوسفور وغيرها لنمو وتكاثر الكائنات الحية
الدقيقة.
ولاشك أن زيادة تركيز الأملاح المعدنية في المحلول الأرضي له أثر عكسي
وضار على النباتات وعلى الكائنات الحية الدقيقة على السواء.
6- نسبة الكربون إلى النتروجين: يؤلف الكربون جزءً كبيراً من تركيب
المادة العضوية ويرتبط ارتباطاً وثيقاً بمحتويات التربة من النتروجين لذا
فإن لنسبة الكربون إلى النتروجين أثر محدد في تحلل المادة العضوية وفي
إفادة النبات من النتروجين.
وتختلف هذه النسبة في البقايا النباتية وأنسجة الكائنات الحية الدقيقة
فهي في الأتبان 90 إلى 1 أو أكثر وفي البقوليات والسماد البلدي بين 20 أو
30 إلى 1 وتتراوح في الأنسجة الجرثومية بين 4-9.1 إلى 1 وتكون هذه النسبة
في أنسجة البكتيريا أقل منها في أنسجة الفطريات وتتوقف هذه النسبة على
عوامل مناخية معينة كالحرارة والأمطار فهي مثلاً في أراضي المناطق الجافة
أقل منها في أراضي المناطق الرطبة وهي في أراضي المناطق الحارة أقل منها
في أراضي المناطق الباردة فيما إذا قورنت مناطق لها نفس متوسط درجة
الحرارة في الحالة الأولى ونفس معدلات الأمطار وفي الحالة الثانية ويقع
متوسط هذه النسبة في المادة العضوية في الأراضي المحروثة بين 1:10 و
1:12.
وتميل هذه النسبة إلى كونها أضيق في الطبقات السفلية عنها في الطبقات
السطحية.
وتتضح أهمية نسبة الكربون إلى النتروجين في المادة العضوية في التربة
نقطتين:
1- المنافسة على النتروجين بين النباتات والكائنات الحية الدقيقة عند
إضافة مواد عضوية ذات نسبة عالية من الكربون إلى النتروجين في التربة.
2- المحافظة على مستوى المادة العضوية في التربة.

طمر البقايا النباتية:
لطمر البقايا النباتية في التربة أصول وشروط هي التالية:
1- من الضروري جلب كميات إضافية من الآزوت لدى طمر البقايا النباتية في
التربة وقد قدرت كمية الآزوت اللازمة لدى طمر طن قش في التربة بنحو 7 كغ
أي م ايعادل نحو 27 كغ سماد نترات الأمونياك المحلي عيار 26%.
2- جوهر عملية الطمر هو خلط المادة العضوية مع التربة ويواجهنا عادة
حالتان هما القش والتبن والمراعي القديمة.
أ‌- حالة القش والتبن : ويستعمل لذلك المحراث ذو الأقراص ويعمل به
فلاحتين متصالبتين وقد يحتاج الأمر أحياناً إلى تقطيع القش ونثره قبل
طمره كما وقد تحتاج إلى فلاحة ثالثة أو أكثر وما يهمنا ليس عدد الفلاحات
بل نتيجتها فغايتنا خلط المادة العضوية مع التربة وليس طمرها فقط.
ب‌-حالة المراعي القديمة : ونحتاج هنا إلى تفتيت الكتل الجذرية، لذلك بعد
فلاحة المرعى تترك الكتل الجذرية على سطح التربة نحو شهر لتجف ثم نطمرها
مع مراعاة خلطها مع التربة.
طرائق خزن السماد البلدي و تحضيره :
1 - تخزين السماد وتحضيره داخل الإسطبل:
تتلخص بوجود حفرة في احد أطراف الإسطبل بعمق1م غابا أرضها غير نفوذة
للسوائل وفي هذا النظام تبقى الحيوانات داخل الإسطبل فترة زمنية تتراوح
3-6 أشهر حسب الظروف المناخية السائدة في المنطقة حيث لا يزال الروث
وإنما تنقل السوائل وجزء من المواد الصلبة إلى الحفرة
بهذا النوع من التخزين نحصل على سماد بلدي جيد بسبب تنعيم الحيوانات
للروث وخلطها جيدا
2 - النقل المباشر إلى الحقل :
غن عملية نقل السماد الطازج إلى الحقل يوميا طريقة جيدة لتلفي نقص
العناصر السمادية وخاصة إذا وزع وقلب في الأرض مباشرة حيث تقوم التربة
بإمتصاص السوائل و إدمصاص العناصر المعدنية الناتجة عن عملية التخمر كما
ان ترك السماد البلدي على سطح التربة في المناطق الجافة ونصف الجافة يؤدي
إلى جفاف المادة العضوية وتوقف عمليات التخمر
3 - تحضير السماد وحفظه في أكوام خارج الإسطبل:
ينقل سماد الأسطبل الطازج على حفر يوضع فيها السماد في أكوام بعرض 1م
وارتفاع 7م وكلما جهزت كومة بهذا الشكل تحضر على جانبها مجموعة أخرى
وينضج السماد المحضر بهذه الطريقة بعد 3 أشهر ويصبح اسود ناعم وترطب
الكومة السمادية عند اللزوم بالسوائل السمادية الناتجة عن الكومة أو
بواسطة البول وقد يلجأ إلى تغطية الكومة السمادية عندما تصل إلى الإرتفاع
المطلوب
ومنى اجل التقليل من الفواقد السمادية يوضع السماد في أكوام متراصة جيدا
ورطب غير مبللة تغطى بالقش أو التراب كما يفضل عدم تقليب الكومة السمادية
وان تكون فوق قاعدة إسمنتية غير نفوذه لمنع رشح السوائل داخل التربة
ويجب أن تكون سطح الكومات السمادية وجوانبها قائمة بعيدة عن المواقع التي
تجري فيها المياه السطحية
4 - تخزين السماد و تحضيره داخل الهنكارات :
تربى الحيوانات في هذا النظام داخل هنكارات أو زرائب أو تصوينات غير
مصقوفة ولا يحتاج هذا النظام إلى مصاريف إنشائية باهظة وكما يحتاج ؟إليه
مصدات رياح حيث تترك للحيوانات السير بحرية فوق السماد و تضغطه في طبقة
متراصة ولا يحتوي هذا النوع من السماد إلا كمية قليلة من القش لأن تربية
الحيوانات في هذا النظام لا يضاف القش إلى مراقدها ويعد السماد الناتج
عن هذه الطريقة ذو نوعية جيدة
ويعاب عليها أن فرص ضياع المواد الآزوتية بالرشح و التطاير كبيرة ولا
تحتاج هذه الطريقة إلى تنظيف مراقد الحيوانات يوميا كذلك لا تحتاج إلى
مصارف إنشائية باهظة.
د – تحضير السماد البلدي حسب التخمر الميتاني :
يعطي تحضير السماد بهذه الطريقة ؟إضافة للسماد البلدي الممتاز غاز
الميتان الذي يمكن استعماله كمصدر للطاقة مثل تدفئة الإسطبل و ت؟أمين
الطاقة اللازمة لجميع منشآت المزرعة
مبدأ التخمر الميتاني :
يستعمل في التخمرات الميتانية نوعان من معلقات المواد العضوية
• معلقات عضوية مركزة أكثر من 5 % مواد عضوية مثل روث الحيوانات و براز
الإنسان
• معلقات مخففه تركيزها أقل من 5 % مواد عضوية مثل مجاري المياه , مياه
المستنقعات و الأسمدة العضوية المخففة صناعية
إن استعمال مواد أولية ذات تراكيز عالية من المادة العضوية ينتج كميات
كبيرة من الأحماض التي توقف عمليات التخمر الميتاني بعد عدة أيام بحيث لا
يدخل أكثر من نصف السيللوز الموجود في عملية التخمر الميتاني
وتمر عملية إنتاج الميتان بالمراحل التالية :
1 – إنتاج CO2, H2 تخمرا هوائيا
2 – إرجاع CO2 بواسطة الهيدروجين تخمرا لا هوائيا
2 H2O + CH4 CO2 + 4H2
3- أكسدة الميتان CH4 عند تعرض السماد إلى الهواء عند نقلة للحقل
2H2O + CH4 + 2 O2 CO2

التسميد العضوي في زراعتنا:
أراضينا الزراعية هي إجمالاً أراضي كلسية غضارية والحموضة فيها معتدلة
مائلة للقلوية وتؤثر عليها بيئة جوية معتدلة مائلة للحارة الجافة.
في هذا الوضع بالذات يتكون الدبال الكلسي الثابت على مرحلتين سريعة ثم
بطيئة ويمتصه الغضار بشدة فيجعل التربة على شكل حبيبات ثابتة ومقاومة
للعوامل الجوية وهي أرقى أنواع الأراضي الزراعية من الناحية الفيزيائية.
هذا وإذا ما أضيفت الأسمدة الكيميائية المعدنية بشكل متوازن ومدروس تحولت
إلى أراضي زراعية خصبة ذات إنتاج عالي ومستقر.
الخطوات التطبيقية للتسميد العضوي في زراعتنا:
من الأنسب لزراعتنا من الناحيتين الفنية والاقتصادية أن يتبع فيها إلى
جانب الخطة السمادية الكيميائية المعدنية الخطة السمادية العضوية
التالية:
1- في السنة الأولى من تطبيق الخطة يوضع للدونم الواحد كمية 1 م3 سماد
عضوي محلي في السنة كحد أدنى.
2- في السنة الثالثة ترفع إلى 2 م3 للدونم في السنة كحد أدنى.
3- في السنة الخامسة ترفع إلى 2 م3 للدونم كحد أدنى.
4- يستمر التسميد العضوي من بعدها ولفترة 10 سنوات بمعدل 3م3 للدونم في
السنة كحد أدنى إلى جانب التسميد الكيميائي المعدني.
5- بعد ذلك يصبح 5م3 للدونم في السنة كحد أدنى ولمدة 10 سنوات أيضاً ثم
يطور بعدها حسب خصوبة التربة الزراعية نفسها.
التقديرات الفنية الإنتاجية:
1- بدون أي تسميد كان نتاج الدونم وسطياً 100 وحدة (الوحدة الأصل).
2- بالتسميد الكيميائي المعدني المتوازن أصبح الإنتاج كما يلي:
100 (من الأصل) + 100 ( من الأسمدة المعدنية)
200 وحدة بالدونم إذن لقد تضاعف الإنتاج.
3- بالتسميد المعدني العضوي المتوازن سيصبح الإنتاج كما يلي:
100 (من الأصل) + 200 ( من الأسمدة المعدنية المتزايدة مع العضوي) + 50
(من المادة العضوية في التربة) 400 وحدة بالدونم.
4- مع الزمن وإضافة التأثيرات المتبادلة سيرتفع الإنتاج إلى 500 وحدة
بالدونم.
التقديرات الحسابية الاقتصادية:
إن 1 ل.س قيمة سماد معدني لوحدة تغطي 2 ل.س قيمة منتجات زراعية كحد أدنى
فالربح 100% وقد وصل في زراعتنا إلى 200-250%.
وأن 1 ل.س قيمة سماد عضوي لوحدة تعطي 1.5 ل.س قيمة منتجات زراعية وسطياً
فالربح 50%.
إنما 1 ل.س من قيمة سماد معدني عضوي متوازن تعطي 3 ل.س قيمة منتجات
زراعية كحد أدنى فالربح أصبح 200% وليس 150% مجموع الربحين السابقين بسبب
التأثيرات المتبادلة بين الأسمدة وبالتالي بين العناصر الغذائية و
الخصوبية أي عوامل كيميائية التربة وفيزيائيتها وهي القوى المحركة
للإنتاج الزراعي في وحدة المساحة.
الأسمدة العضوية واستعمالاتها:
1- ينثر السماد العضوي في الخريف أو الشتاء إنما قبل وقوع الصقيع وذلك
ليكون لديه الوقت الكافية للتحلل.
2 - يجوز نثر السماد العضوي باكراً في مطلع الربيع إذا كان ناعماً وجيد
التخمر.
3 - يطمر السماد العضوي بعد نثرة بفلاحتين متصالبتين على عمق 30-40
سم ليختلط جيداً بالتربة ويمتزج معها.

أهم النقاط التي يجب مراعاتها للحصول على محصول وافر وذات صفات جيدة هي :
-1 الاهتمام بالتسميد العضوي والتقليل من إضافة الأسمدة الكيماوية
للأراضي لمنع التلوث البيئي والحصول على محصول وافر وذات صفات جيدة
( الجودة ( pualiy

- 2 اختيار السماد العضوي المناسب للمحصول الزر وع بحيث تكون ظروف تحلل
السماد مناسبة حتى تتمكن النباتات من الحصول على احتياجاتها السمادية من
العناصر الكبرى والصغرى خلال فترة النمو للنباتات
.
- 3 يجب تعميم استخدام تكنولوجيا البيوغاز في المزارع والمصانع والمدن
والقرى لمعالجة المخلفات العضوية بطريقة اقتصادية وآمنة صحيا.
اعداد م . قثم الاحمد
Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages