You do not have permission to delete messages in this group
Copy link
Report message
Show original message
Either email addresses are anonymous for this group or you need the view member email addresses permission to view the original message
to أفكار للنقاش
ليس لمثلي الكتابة عن الأزمة المالية التي اجتاحت العالم خلال الأيام
الماضية، فأنا وتلك الأزمة كذلك الذي رسمه زميلنا عبد الحليم حمود نافشاً
جيوبه إلى الخارج وهو يقول عما يحصل في البورصات: "اللهم لا شماتة".
إلا أن عدم "تخصصي" بالشأن المالي وبكيفية إدارة الحسابات وبيع الأسهم
وتسوية المراكز وإلى ما هنالك من المصطلحات، لا يمنعني من التوقف عند بعض
الظواهر التي رافقت ما حصل، والتي تدفع فعلاً إلى الاندهاش من هذا
الانفصام الذي يسود العالم، بين طبقة "فوق" تلعب بما لا يمكن تخيله من
الأرقام، وطبقة "تحت" تسمع بالأزمة ولا ترى إلا آثارها في رغيف الخبز وما
يتوافر من الطعام.
الأرقام هي وحدها مسألة تستحق التوقف عندها..
من خلال المتابعة المتأنية لما حصل ـ عسى أن نطل على بعض ما يجري ـ مرّت
أمام ناظريّ أرقام هائلة، منها ما "اختفى" ومنها ما دُفع في محاولة
لتقويم الانهيار الحاصل على المستوى الاقتصادي، ومنها ما يطلق لتقدير حجم
الأموال التي جرى تداولها خلال أسبوع الأزمة (التي لا يبدو أنها على وشك
الانتهاء).
300 مليار دولار "أموال ضائعة"! 700 مليار دولار أموال ضُخت في أسواق
الأسهم والبورصات وعدد من فروع الاقتصاد العالمي من أجل تجاوز الأزمة!
أما الكتلة النقدية التي كانت مسرح هذه التداولات فتقدر بحوالى خمسة
تريليونات دولار.. (أي خمسة آلاف مليار دولار)!!
هذه الأرقام الصاعقة تدفع المواطن العادي منا إلى البحث عن معناها، وعن
كيفية تحرك مبالغ هائلة بهذا الشكل في جنبات الكرة الأرضية، وعن الهوّة
السحيقة التي يمكن أن تخفي 300 مليار دولار خلال أيام، من دون أن يعني
ذلك الكثير على المستوى العملي!
ويتساءل المواطن العادي عن راتبه الذي لا يظهر إلا كأرقام ميكروسكوبية
أمام هذه الأرقام العملاقة، ثم ينظر إلى أبناء الدول الفقيرة الذين يعيش
معظمهم بأقل من دولار في اليوم.. ومع هذا التساؤل يبرز تساؤل آخر: كيف
يستقيم الوضع في عالم هذه هي طبيعة "العلاقة" بين فقرائه وأغنيائه؟ وأي
سبيل يمكن أن يسلكه العقلاء كي لا يكون هناك "دولة بين الأغنياء
والفقراء"؟
محمود ريا