( وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين )
الجبهة الإعلامية الإسلامية العالمية
تعيد اليكم
سلسلة الرسائل الخالدة
ثالثاً : إن دول الخليج قد شهدت بعجزها
بلسان الحال والمقال عن مقاومة القوات
العراقية ، واستنجدوا بالصليبيين وعلى
رأسهم أمريكا كما هو معلوم ، فكيف ستقف
هذه الدول أمام أمريكا والقوات العراقية
التي تُجَنّدُ اليوم تحت إمرتها ؟! ..
إن القرار الذي اتخذه جابر الصباح ومن
معه يوم غزو العراق للكويت - عندما
أطلقوا سيقانهم للريح - هو القرار الراجح
الذي سيتخذه جميع حكام الخليج ، ما لم
يتم التفاهم بينهم وبين أمريكا على أن
يتخلوا عن عروشهم الحالية ، ويُعْطَوا
وظائفَ دون ذلك لمخادعة العوام وحمايةِ
مصالح أمريكا ، وأن يتعهدوا بأن لا
يسألوا عن النفط ودخله ، كحال عملائهم في
مجلس الحكم الانتقالي في العراق ، ثم إن
مما يؤكد على نفسياتهم الانهزامية
ورضوخهم للمحتل وكيفية التعامل معه ؛ هو
استقبالهم لأعضاء ذلك المجلس الانتقالي
والتعاون معهم ..
وخلاصة القول إن هذه الحكومات أيدت
أمريكا وساندتها في الهجوم على دولة
عربية ، بينهم وبينها عهودٌ للدفاع
المشترك زادت من توثيقها له قبل الهجوم
الأمريكي بأيامٍ معدودة في جامعة الدول
العربية ، ثم نقضتها عن بكرة أبيها ،
فهذا يُظهرُ موقفها في القضايا
الأساسيةِ للأمة ..
رابعاً : إن هذه الأنظمة تذبذبت كثيراً
بخصوص اتخاذ موقف بشأن استخدام القوة
والهجوم على العراق ، فمرةً ترفض
المشاركة مطلقاً ، ومرة أخرى تقيدُ ذلك
بموافقة الأمم المتحدة ، ثم تعود لرأيها
الأول ، وفي الحقيقة أن عدم المشاركة
يأتي تمشياً مع الرغبات الداخلية لهذه
الدول ، إلا أنهم أخيراً استسلموا
ورضخوا للضغوط الأمريكية ، وفتحوا
قواعدهم البرية والجوية والبحرية
مساهمةً في الحملة ، برغم الآثار
الكبيرة والخطيرة التي ستترتب على ذلك ،
وأهمها : أن ذلك ارتكابٌ لناقضٍ من نواقض
الإسلام ، وخيانةٌ عظمى للأمة ، وما يتبع
ذلك من غضبٍ شعبي ، وتهيئةِ الأجواءِ
للخروج على هذه الأنظمةِ العاجزةِ
الخائنةِ المرتدة ، وأهمُّ وأخطرُ من
ذلك في نظرهم : ألا يفتح باب إسقاط
الأنظمة الدكتاتورية بالقوة المسلحة من
الخارج ، وخاصةً بعدما رأوا أسرَ رفيقِ
دربهم السابق في الخيانةِ والعمالةِ
لأمريكا عندما أمرته بإشعال حرب الخليج
الأولى ضد إيران لما خرجت عن طاعتها ،
فأكلت الحرب الأخضر واليابس وأدخلت
المنطقة في تيهٍ لم تخرج منه إلى اليوم ،
وما الحروبُ اللاحقةُ إلا من تداعياتها
..
فهم يعلمون أن الدور قادمٌ عليهم ، وهم
لا يملكون الإرادة لاتخاذ القرار الصعب
لصد العدوان ، فضلاً عن أن يملكوا القوة
المادية لذلك من وجهة نظرهم ، وقد حيلَ
بينهم وبين إنشاءِ قوةٍ عسكريةٍ كبيرة
لِمَا أُخِذَ عليهم من عهودٍ ومواثيقَ
سريةٍ منذُ زمنٍ بعيد ..
خامساً : ومما يوضح موقفهم من قضايا
الأمة ما قاموا به من مناصرةٍ لأمريكا
بفتحِ قواعدهم مساهمةً منهم معها في
حملتها الصليبية على أفغانستان ، ولا
يخفى أن هذه مناصرةٌ ومظاهرةٌ صريحةٌ
للكفارِ على دولةٍ إسلامية ، وذلك كفرٌ
أكبرٌ مخرجٌ من الملة ..
سادساً : ولعل من المواقف الظاهرة الجلية
التي تنبئ بموقف حكام الخليج إذا تعرّضَ
أحدهم لضغوطٍ أمريكيةٍ حتى يسلم المناطق
النفطية لها ؛ هو دعمهم الجماعي لما
سُمّيَ بـ مبادرة زايد ، حيث طالبوا
صداماً بأن يُسَلّمَ العراقَ وشعبَهُ
ونِفْطَهُ على طبقٍ كغنيمةٍ باردة ، وأن
يتنحى عن السلطة ويوفروا له لجوءاً
سياسياً بحجة ألا تسفك الدماء في العراق
، وقد أكد سعود الفيصل على هذا المبدأ
مِراراً وبلا حياء ، وظاهر هذا المبدأ مع
ما سبق يُظهرُ أن حكامَ الخليج إذا
تعرضوا لضغوطٍ أمريكيةٍ لاحتلال مناطق
النفط فسوف يكررون نفس الموقف بما فيهم
حاكم الرياض ..