وهو حال من أحوال أهل الجنة .
وبذل الجهد في طلبه ، وابتغاء مرضاته . ومن لم يجد هذا السرور
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ذوق طعم الإيمان
ووَجْد حلاوته ؛ فذكر الذوق والوجد ،
وعلَّقه بالإيمان ، فقال : ( ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربّاً ،
وبالإسلام دينًا ، وبمحمد رسولاً )
وقال : ( ثلاث من من فيه وجد حلاوة الإيمان :
من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، ومن كان يحب المرء يحبه لايحبه إلا لله ،
ومن كان يكره أن يعود في الكفر -
بعد إذ أنقذه الله منه -كمايكره أن يلقى في النار )
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه -يقول :
إذا لم تجد للعمل حلاوة في قلبك وانشراحاً فاتهمه ؛
فإن الرب تعالى شكور .
يعني لابد أن يثيب العامل على عمله في الدنيا حلاوة يجدها في قلبه ،
وقوة انشراح وقرة عين ؛ فحيث لم يجد ذلك فعمله مدخول .
والقصد : أن السرور بالله وقربه ،
وقرة العين به تبعث على الازدياد من طاعته ،
وتحث على الجد في السير إليه.
[المجموع القيم من كلام ابن القيم ]
[ص٣٦١-٣٦٢]