أخرجه الترمذي والطبراني ، والحاكم والبيهقي فى شعب الإيمان وأخرجه أيضًا: ابن حبان وصححه الألباني
قال المناوي
(حماه الدنيا) يعني: يحميه من فتنة الدنيا، من فتنة أموالها وبهرجها وزخرفها وزينتها،
(الدنيا) أي حال بينه وبين نعيمها وشهواتها ووقاه أن يتلوث بزهرتها لئلا يمرض قلبه بها وبمحبتها وممارستها ويألفها ويكره الآخرة
(كما يظل أحدكم يحمي سقيمه الماء) أي شربه إذا كان يضره، وللماء حالة مشهورة في الحماية عند الأطباء، فهو جلّ اسمه يذود من أحبه عن الدنيا حتى لا يتدنس بها وبقذارتها ولا يشرق بغصصها، كيف وهي للكبار مؤذية وللعارفين شاغلة وللمريدين حائلة ولعامة المؤمنين قاطعة، والله - تعالى -لأوليائه ناصر، ولهم منها حافظ وإن أرادوها
وقال ابن الجوزي:
تفكرت في قول شيبان الراعي لسفيان: يا سفيان عد منع الله إياك عطاء منه لك، فإنه لم يمنعك بخلا، إنما منعك لطفا.
فرأيته كلام من قد عرف الحقائق، فإن الإنسان قد يريد المستحسنات الفائقات فلا يقدر، وعجزه أصلح له، لأنه لو قدر عليهن تشتت قلبه، إما بحفظهن أو بالكسب عليهن، فإن قوى عشقه لهن ضاع عمره وانقلب هم الآخرة إلى اهتمام بهن، فإن لم يردنه فذاك الهلاك الأكبر، وإن طلبن نفقة لم يطقها كان سبب ذهاب مروءته وهلاك عرضه، وإن أردن الوطء وهو عاجز فربما أهلكته أو فجرن، وإن مات معشوقه هلك هو أسفا
فالذي يطلب الفائق يطلب سكينا لذبحه وما يعلم، وكذلك إنفاذ قدر القوت فإنه نعمة، وفي الصحيحين أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال: (اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا) (5) ومتى كثر تشتت الهمم، فالعاقل من علم أن الدنيا لم تخلق للتنعيم، فقنع بدفع الوقت على كل حال
فإذا أتاك أمر لا يسرك وغابت عنك حكمته لا عليك إلا أن تسلم الأمر لمالكه مع الصبر والإيمان التام بأن الصبر دائماً ما يرافقه الفرج ولو بعد حين.
أنشرو الموضوع ياخوان ليعلم المبتلى سعة فضل الله ورحمته فيجب ان نثق بإختيار الله لنا فنحن لانعلم أين هي الخيرة فلنثق بالله ونسلم الأمر اليه