http://www.eddarb.com/modules/news/article.php?storyid=7485
جميل جدا أن نفرح بذكري عيد الاستقلال السابع والأربعين , ونحن إذ ذاك نكون ملزمين ومن قبيل الإنصاف فقط , أن نترحم علي الرجل الذي صنع دولة من عدم , وأصر بحزم البطل الصابر علي أن تكون هذه الدولة هي : هي , لا مسخا يفبرك في دور الصناعات الغربية.
كان المختار ولد داداه قامة شامخة في تاريخ موريتانيا ورجلا يستحق أن نسميه الأب المؤسس , والحريص علي أن يحول الحلم إلي واقع جميل, لكن جل من لا يخطئ , ولأن الرجل مجرد إنسان
ولأن المحيطين به لم يكونوا علي مستوي الوعي والتجربة اللازمة لمواجهة المر حله , فقد كان بحاجة إلي مستشارين أذكياء , يساعدونه في
رؤية الأشياء بلونها الطبيعي , خاصة وهو يجلس في بيت متواضع في عاصمة تتحول كل الظلال فيها في ضحي النهار إلي سراب مقيت, فقط لأنها واد غير ذي زرع.
كانت حرب الصحراء كبوة قاتلة غيرت مسار الرجل وخطفت موريتانيا الحالمة في نهاية السبعينات إلي متاهة مخيفة يقهقه العبث فيها من كل الزوايا , ولأن العبث شر مستطير فقد تمزق الحلم الوردي عندما رحل ولد داداه . الذي كان يبني موريتانيا لكل الموريتانيين , ويجوب العالم من شرقه إلي غربه مستعيدا لشنقيط تاريخها القديم .
بعد انقلاب العاشر من يوليو , اختطفت موريتانيا واستقرت الدولة بكل مواردها وخيراتها
في جيوب لا تنتمي إلي الوطن إلا بقدر ما تتكلم لغة الوطن وتحمل ورقة خضراء اسمها جواز موريتاني-يحمله حتى من لا يعرف أين تقع موريتانيا علي الخريطه-!!!
وتمزق الحلم ! وتكورت قسمات الأمل , وحال بين الشعب والدولة ظلام كثيف اختطلت فيه كل الصور وسهل علي العابثين التسلق إلي أقوات الناس وبدأ الحق يختفي شيئا فشيئا حتي غابت كل ملامحه مع إعلان ولد الطائع عن ميلاد الديمقراطية في موريتانيا!!!
هذا الإعلان الذي كان آخر لبنة في جدار سميك له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب!!!
في باطن هذا الجدار ينعم السماسرة والتجار وخبراء الخديعة الكبري(
السياسة) بخيرات البلد ويحمون أنفسهم بقوانين يبدلونها ويفصلونها علي أذواقهم كيفما يشاؤون.
ومن ظاهره يتجرع الشعب كل يوم مرارات يصعب وصفها وتبدو حتي في أعين الصغار !!!
وبين هذا وذاك لم يبقي من الاستقلال إلا حلم نشعر به يراودنا ليلة الثامن والعشرين من نوفمبر من كل سنه , لكنه لا يلبث أن يذوب خلف لهيب الحسرات النبعثة من أمعاء الجائعين . فإلي متي؟؟؟
* كاتب موريتاني مقيم في ابو ظبي - الامارات العربية المتحدة
this month.