الأخوة الأعزاء ارجو المساهمة بنشر هذه المقالة.
يمني مع وقف التنفيذ
يقضي الشاب كيوان القادري شهره الرابع في غياهب معتقلات صنعاء، مهددا بالترحيل من وطنه ومسقط رأسه، لا لذنب إلا لأنه يؤمن بمعتقد يأمره بأن يعبد الله الواحد الأحد ويدعو للسلام والتعايش وينبذ القتال والصراع والطائفية، دينٌ يحثه على أن يترجم عبادته لله وحبه لوطنه (اليمن) وللإنسان إلى عمل وعطاء في خدمة المجتمع. باختصار هو معتقل لا لذنب سوى كونه بهائي.
القادري كان واحدا من بين العشرات الذين تم اعتقالهم قبل أكثر من ثلاثة أشهر في ورشه عمل مرخصة بصنعاء اعتبرها العديد من الناشطين الحقوقيين والبارزين في العمل الاجتماعي بأنها تهدف إلى بث روح العطاء والعمل التطوعي من أجل خدمة المجتمع وبناء الوطن والحفاظ على سلامته واستقراره في جو من التسامح والتعايش والعمل المشترك مع الجميع من مختلف الطوائف والمشارب رغم ما تمر به البلاد من أوضاع أقل ما يقال عنها بأنها مأساوية.
لن أتحدث هنا عما حدث في ذلك اليوم، وعن حملة قوات الأمن القومي في صنعاء واعتقالها للكبار والصغار والرجال والنساء وما تبع ذلك من انتهاكات لحقوق الانسان والمواطنة فتلك احداث درامية لا شك لدي بأنها ستتحول إلى رواية أو فيلم سينمائي عالمي يتناول بتجرد الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم. إن ما يهمني هنا في هذا المقال هو ما يحدث لذلك الشاب كيوان القادري.
بعد شهور من الاعتقال أطلقت قوات الأمن القومي سراح كافة المعتقلين باستثناء شاب واحد هو كيوان القادري، والسبب هو أن كيوان رغم مولده ونشأته اليمنية، ورغم طفولته "التعزية" وشبابه "الصنعاني"، ورغم سحنته التي تلونت بالوان ماء وهواء السعيدة، ورغم ما شَبَّ عليه من عادات يمنية أصيلة وما ينبض به قلبه من حب وعشق لجبال ووديان هذه الأرض الطيبة، ورغم تفاني والديه من قبله في خدمة اليمن الحبيب، ورغم أن كل من يَعرف القادري يذعن بأنه يماني أصيل؛ إلا أنه لا يحمل الجنسية اليمنية ليس لكونه لا يرغب فيها أو لأنه ليس أهلا لها، بل بسبب التعقيدات القانونية التي تحرم انسانا مثل كيوان من أن يحمل جنسية وطنه الحقيقي اليمن.
لن أحاول تخيل ما يمكن أن يحدث للقادري في معتقلات الأمن القومي، سأحسن الظن وأحاول نسيان ما تعرض له البهائي اليمني حامد بن حيدرة من تعذيب وضرب وصعق بالكهرباء. سأحاول أن أخاطب الإنسان في داخل ذلك المسؤول الذي يصر على ترحيل ابن اليمن كيوان وحرمانه من الحياة بين أهله وناسه وأخوته. سأحاول الوصول إلى الأصالة والشهامة اليمنية في قلب ووجدان ذلك المسئول فأطرح عليه عدداً من الأسئلة علني أجد لديه الإجابة:
· في وطن يعج بالصراعات والقتال والإرهاب والطائفية، ويسير فيه من تلطخت أيديهم بدماء الأبرياء جهارا نهارا في الطرقات والأسواق، ألم تجدوا غير كيوان القادري خطرا على الأمن القومي لتزجوا به في المعتقل وتصروا على خروجه من وطنه الذي أحبه ويحبه.
· هل الاختلاف في الدين أو المعتقد جريمة تبرر الحبس والترحيل؟ هل القانون يقول بأن على الجميع أن يكونوا على دين ومذهب الأمن القومي؟ البهائيون متواجدون في اليمن منذ عقود طويلة وتاريخهم واضح ومعروف فهل البهائية أصبحت فجأة تهمة؟ كيوان القادري بهائي ابن عائلة بهائية والدولة على علم بمعتقده من قبل أن يولد على هذه الأرض الطيبة، فما الذي جد اليوم ليعامل بهذه الصورة؟
· هل الدعوة للتسامح والتعايش أصبحت جريمة؟ هل المشاركة في ورشة عمل (مرخصة) تشجع الناس على العمل معا باختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم لخدمة الفرد والمجتمع والوطن؛ أصبحت جناية؟ هل التطوع من أجل تنظيف حي أو إزالة آثار الحرب والدمار من الطرقات، أو الأخذ بيد المحتاجين، أو ملء فراغ الأطفال المحرومين من الدراسة، أو غير ذلك من أعمال التطوع أصبح خيانة عظمى؟
· أسألكم بالله العظيم الذي قال في محكم كتابه {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّه غَافِلًا عَمَّا يَعْمَل الظَّالِمُونَ} هل في معتقلاتكم من هو أنظف يدا وأطهر قلبا وأنقى سريرة وأكثر حبا وعطاء لليمن من هذا المعتقل الشاب؟ هل وجدتم في تاريخه قطرة دم؟ هل قرأتم في أفكاره نقطة شر؟ هل عثرتم في أغراضه على ما يشير للعنف أو الكراهية؟ هل اكتشفتم فيما يؤمن به ما يشجع على القتال أو الطائفية أو الصراع؟ هل وجدتم في جيوبه الفقيرة أموال الدولة المنهوبة؟ هل سمعتم في دعائه وكلامه غير حب الله وحب الإنسان؟
· تصرون على إبعاد كيوان (اليمني المولد والنشأة) لأن والديه الذيّن قدما إلى هذه الأرض الطيبة منذ أكثر من نصف قرن من أصول إيرانية، فهل يعقل أن اصوله سبب ابعاده؟ أم أن السبب ما تتداوله وسائل الإعلام من أن ملاحقتكم واعتقالكم للبهائيين ليس إلا تطبيقا لأجندة إيرانية تستهدف البهائيين في اليمن؟ لا أريد أن اتخيل ذلك فأنا لازلت أؤمن باستقلاليتكم وباحتفاظكم بما يتحلى به اليمني الأصيل من كرامة ونخوة وشهامة وانصاف.
· هل فكرتم للحظة كيف سيتذكركم التاريخ؟ وكيف سيتذكر ابناؤكم وأحفادكم هذه اللحظة من تاريخكم؟ هل حسبتم أي إرث انساني تتركون من بعدكم وأية سيرة تكتبون لمن سيحاكمون ويحللون التاريخ من الأجيال القادمة؟ هل تعلمتم من دروس التاريخ كيف تخلد للأبد ذكرى لحظات العدل والتسامح ولحظات الظلم والعدوان؟ هل قرأتم كيف يعظّم التاريخ المظلوم المستضعف وكيف يهين القوي الظالم؟ هل قرأتم عن آل ياسر وعن أبي لهب؟
مازال أمامكم متسع من الوقت
محبي كيوان قادري
عبدالله يحيى العلفي
عمرو الغالبي
عبدالاله البوني
هيفاء مالك
يونس عبدالسلام
صالح الخطيب الرازحي
عبدالرقيب سلام Abdulraqeeb Salam
صادق القاضي
المحامي عبدالكريم الشعري
عبدالسلام الفقيه
عبدالله عبدلي
أنس الجبلي
جميلة الكبسي
حافظ يحيى الجرباني
نبيل الوجيه
ياسمين احمد Yasmeen Ahmed
لينا الحسني
ليزا الحسني
محمد المصري( المصري محمد )
محمد مسعد المزعقي
حسن توفيق الحكيمي
عبده محسن الحاج
كوكب المحبشي
محمد الخاشب
عبدالوهاب سنان النواري
فرج المطري
هند قطران Hind Qatran
بالإضافة الى جميع البهائيين اليمنيين.