1- بعد الإنسان عن ربه ، وانغماسه في المعصية ،
فيكون قريباً من شيطانه مرافقاً له ، فيأتيه
الشيطان ويبعده عن ربه قال تعالى :
"إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ
بِهِ مُشْرِكُونَ" ( سورة النحل – الآية 100 )
2- ونسيان الإنسان ذكر ربه : وهو من أهم
أسباب المس والصرع ، لأن خلو الجسد
والقلب والعقل من الذكر يجعل من اتصف بذلك
لقمة سائغة للشيطان وأعوانه، وفي ذلك يقول
سبحانه وتعالى :"نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ
أُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ"( سورة الحشر – الآية 19 ) ،
ويقول سبحانه وتعالى "وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ
الرَّحْمَن نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ * وَإِنَّهُمْ
لَيَصُدُّونَهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ"
( سورة الزخرف – الآية 36 ، 37 ) 0
3- والإفراط في الخلوة والوحدة الطويلة : من غير
أن يفكر فيما يشغله ، ويعود عليه بالنفع فيملأ
عليه خلوته ، ومن غير أن يخطر على باله ذكر
اسم الله تعالى ، أو أن لا يكون عنده ورد يذكر فيه
اسم الله ، أو لا يتعوذ ، كل هذه الأمور تكون من
الأسباب التي تؤدي إلى مس الجني للإنسي
وتفرده به ، وإلى هذا يشير ابن القيم فيقول :
" وأكثر تسلط الأرواح الخبيثة على أهله تكون
من جهة قلة دينهم ، وخراب قلوبهم وألسنتهم،
من حقائق الذكر والتعويذات والتحصينات النبوية
والإيمانية، فتلقى الروح الخبيثة الرجل أعزل لا
سلاح له معه ، وربما كان عرياناً فيؤثر فيه هذا " )
( نقلاً عن كتاب " زاد المعاد " 4 / 69 )
4- تبرج المرأة وهي في أكمل زينتها : وقد أظهرت
مفاتن جسمها ، مفتخرة بجمالها ، متعالية
متكبرة ، من غير أن يجري على لسانها وقلبها
ذكر الله وشكره على ما أعطاها من نعمه ، أو
مستعيذة به سبحانه ,فإنها تكون عرضة للمس .
5- لما كان على المسلم أن يتعرف على كتاب
الله وأن يقرأ آياته وسوره ، فإن تخلى عن ذلك
فإنه يكون عرضة للمس الشيطاني : وكذلك إذا
كان غير مواظب على الصلاة الواجبة في أوقاتها ،
فإن التارك لها معرض للمس الشيطاني .
6- كشف العورة في البيت دون ذكر اسم الله
سبحانه وتعالى وذلك في الأحوال التالية :
أ- أن تخفف المرأة ثيابها وتقف أمام المرآة
في الحجرة وتسير ذهاباً وإياباً مستعرضة
نفسها ومفاتنها معحبة بنفسها وقد يكون
هناك من الجن من يراها ، فيعجب بها
ويتعشقها وهو كثير .
ب- نوم الرجل أو المرأة خاصة في آيام الصيف
بثياب خفيفة وأبدان عارية من غير أن يمر ذكر
الله قبل النوم على قلوبهم وألسنتهم وقد ورد
في الحديث الصحيح : " ستر ما بين أعين الجن
وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد
أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا إله إلا هو "
ج- دخول الخلاء للغسيل وللاستحمام دون
ذكر الله تعالى قبل الدخول والحديث الوارد
في هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان
إذا دخل الخلاء قال : " اللهم إني أعوذبك
من الخبث والخبائث "
( السلسلة الصحيحة 1070 )
وكان يقول : "ستر ما بين أعين الجن و عورات
بني آدم إذا دخل أحدهم الخلاء أن يقول :
"بسم الله" صحيح الجامع (3611)
د- جماع الرجل أهله دون ذكر الله تعالى قبل
الجماع ، وفي الصحيحين أن رسول الله صلى
الله عليه وسلم قال : " لو أن أحدكم إذا أراد أن
يأتي أهله قال:بسم الله ,اللهم جنبنا الشيطان
وجنب الشيطان ما رزقتنا ، فإنه إن قدر بينهما
ولد في ذلك لم يضره الشيطان أبداً "
( صحيح الجامع 5241 )
وهكذا فإن عدم ذكــر الله تعالى في هذه
الحالات وغيرها والبعد عنه تعالى ، تعرض
وتلبسهم له , لذلك نرى أن على الإنسان أن
يجري دائماً ذكر الله على لسانه وقلبه في
جميع الأماكن التي يرتادها ، وبخاصة الأماكن
الخالية ، وهي الأماكن التي يعيش فيها الجن
وكذلك أن يلازم ذكر الله تعالى في جميع الأزمان
، "فالله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين"