الجـــواهـــر الحســان لنصح المرأة التي أقحمت نفسها بالفتن العــظام
السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته
·
إلى أختي الفاضلة التي قد أعزها الله بهذا الدين
واكرمكي وطهركي ورفع قدركي بل أن الله سبحانه وتعالى خصكي وأخص أخواتكي وأنزل سورة
في كتابه وهي بسورة ( النساء ) بل قد أخصكي بأحكام عديدة يوم أن كانت المرأة في
الجاهلية الجهلاء سلعة رخيصة منتهنة بل قد تفضل البهائم عنها فكان الناس في
جاهليتهم يقتل المرأة عار على وليها وعار على أهلها وعار على مجتمعها التي تعيش
فيه
· قال تعالى
(( وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا
وَهُوَ كَظِيمٌ (58) يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ
عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ))
· ولذلك لن تنالي عزكي إلا باتباع كتاب الله وسنة النبي
صلى الله عليه وسلم إذ قال النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عظيم وفي محفل مبارك
صعد على منبره في حجة الوداع يوم أن ودع النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدنيا فقال
: كما روي عنه
·
عن مالك انه بلغه ان
رسول الله صلى الله عليه و سلم قال :تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه ))
·
ووالله لاخير في هذه
الأمة ولاخير في صغير ولاكبير إن لم يقتدوا بالنبي صلى الله عليه وسلم
واعلمي مامن داء
يصاحب الأمة الإسلامية اليوم إلا وله دواء
عن عبد الله بن مسعود
قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ما أنزل الله عز و جل
من داء الا أنزل معه شفاء وقال عفان مرة الا أنزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله ))
فالداء موجود
والدواء كذلك موجود ولكن أنظري إلى اللفظ الأخيرة
وهي (( علمه من علمه وجهله
من جهله )) وذلك دواء الأمة في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه و سلم ليس دواء
الأمة في التخريب ولا في التكسير ولا في المظاهرات سلمية كانت أو فيها من الشغب
·
أمّا حينَما نتكلَّمُ عن مسألَةِ (المُظاهَراتِ)
فأقولُ:
· وعليكي أن تَعرِفي أختي الفاضلة عنِ المُظاهَرَاتِ بين
الاتِّباعِ والابتِدِاعِ؟
· فقد يَظُنُّ الكثيرُ أنّها وَسِيلَةٌ مِنْ وِسائِلِ الأمرِ
بالمعرُوفِ والنَّهيِ عنِ المُنكَرِ، أو أنّها مِنَ المصالِحِ المُرسَلَةِ، وأنا
هنا أسألُ: لو كانتْ المُظاهراتُ وَسِيلَةً دعَوِيَّةً، فلِمَ لَـمَ يَفعلْها
المُتقدِّمُونَ، مع أنَّ مُقتضاها موجُودٌ، وهم قادِرُونَ على ذلك، أهو زُهدٌ منهم
في الأجرِ؟ أم تقصِيرٌ في النَّهيِ عنِ المُنكَرِ، أو هو جُبنٌ منهم؟.
كلا ـ واللهِ ـ إنّهم ما تركوا ذلك إلا رغبةً عنه إلى ما
شَرَعَهُ اللهُ ورسُولُهُ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ مِنَ الوسائِلِ الشَّرعِيَّةِ
للأمرِ بالمعروفِ والنَّهيِ عنِ المُنكرِ .
·
وقد أسلفتُ قبلَ قلِيلٍ ما صَحَّ في شَرِيعَتِنا في الصَّبرِ على ظُلمِ وجُورِ الحُكّامِ، وفي كيفيَّةِ نُصحِهم،
وضوابِطِهِ، وفي هذا كِفايَةٌ لِبيانُ أنَّ المُظاهَراتِ تُخالِفُ المنهَجَ الّذي
ارتَضاهُ لنا اللهُ تعالى ورسُولُهُ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ .
·
هذا
فضلاً عن أنَّ المُظاهَراتِ:
ـ
مُستورَدَةٌ مِنَ الغَربِ وفِكرِهم !!.
ـ و
سببٌ في قِيامِ الشَّغَبِ والفوضَى، ومَنحِ فُرَصٍ لِلمُخرِّبِينَ والمُفسِدِينَ !!.
ـ
وبابٌ لِأنواعٍ كثيرَةٍ مِنَ الفِتَنِ، الّتي قد تَصِلُ بعضُها لِسفكِ
الدِّماءِ!!.
وسدُّ
الذَّرائِعِ بابٌ عَظِيمٌ في شريعَتِنا.
· وأنقلُ
بعضَ فتاوى كِبارِ أهلِ العلمِ في المُظاهَراتِ:
1 ـ
فتوى الإمامِ عبدِ العزيزِ بنِ بازٍ رحمه الله:
السؤال:
· هل تُعتَبَرُ المُظاهَراتُ الرِّجالِيَّةُ
والنِّسائِيَّةُ ضِدَّ الحُكَّامِ والوُلاةِ، تُعتَبَرُ وَسِيلَةً مِنْ وسائِلِ
الدَّعوَةِ؟ وهل مَن يَمُوتُ فيها يُعتَبَرُ شهيداً في سَبيلِ اللهِ؟.
الجواب:
(لا
أرى المظاهراتِ النِّسائِيَّةَ الرِّجالِيَّةَ مِنَ العِلاجِ، ولكنَّها .. مِنْ
أسبابِ الفِتَنِ ... ومِنْ أسبابِ ظُلمِ النّاسِ، والتَّعدِّي على بعضِ النّاسِ
بغيرِ حقٍّ.
ولكنْ!
الأسبابُ الشرعِيَّةُ: المُكاتَبَةُ،
والنَّصيحَةُ،
والدَّعوَةُ إلى الخيرِ، بالطُّرُقِ السَّلِيمَةِ، الّتي سَلَكَها أهلُ العِلمِ،
وسَلَكَها أصحابُ النَّبيِّ ـ صلّى اللهُ عليه وسلَّمَ ـ وأتباعُهُم بإحسانٍ، بالمُكاتَبَةِ والمُشافهَةِ مع الأمِيرِ، ومع السُّلطانِ، ... دُونَ
التَّشهِيرِ بالمنابِرِ، بأنّه فَعلَ كذا، وصارَ منه كذا). ا. هـ.
2 ـ قال
الإمامُ ابنُ عُثَيمِينَ رحِمَهُ اللهُ تعالى:
(الخليفَةُ المأمُونَ قَتَلَ مِنَ العُلماءِ الّذين لم
يَقُولُوا بِقَولِهِ في خَلْقِ القُرآنِ، قَتَلَ جمعًا مِنَ العُلماءِ، وأجبَرَ
النّاسَ على أن يَقُولُوا بهذا القَولِ الباطِلِ، ما
سَمعنا عنِ الإمامِ أحمدَ ـ وغيرِهِ مِنَ الأئِمَّةِ ـ أنَّ أحدًا منهم اعتَصَمَ
في أيِّ مسجِدٍ أبدًا، ولا سَمِعنا أنَّهم كانوا يَنشُرُونَ مَعايِبَهُ مِنْ أجلِ
أن يَحمِلَ النَّاسُ عليه الحِقدَ والبَغضاءَ والكراهِيَّةَ ... ولا نُؤيِّدُ
المظاهَراتِ أو الاعتِصاماتِ، أو ما أشبَهَ ذلك، لا نُؤيِّدُها إطلاقًا، ويُمكِنُ الإصلاحُ
بِدُونِها، لكنْ لا بُدَّ أنَّ هناك أصابِعَ خَفِيَّةً داخِلِيَّةً أو
خارِجِيَّةً، تُحاوِلُ بَثَّ مِثلَ هذه الأُمُورِ). ا. هـ.
·
وفي آخرِ هذا المقالِ أختِمُ بِـ (نصائِحَ وضوابطَ)
تُهذِّبُ وتُقوِّمُ سلوكَنا في خِضَمِّ الفِتنِ والنوازِلِ، وتَعصِمُ ـ بإذنِ
اللهِ تعالى ـ مِنِ انحرافِ الوجهَةِ عنِ الصِّراطِ، سائلين الله تعالى أن
يُعافيَنا مِنَ الوقوعِ في مَسَاخِطِه.
·
أولاً: عليكي
بـ (الرُّجُوعِ إلى أهلِ العِلمِ الرّاسِخِينِ فيه)، العالِـمِينَ بِالكتابِ
والسُّنَّةِ بِفهمِ سَلَفِ الأُمَّةِ، وإيَّاكم وأهل البِدَعِ والجهالَةِ، قال
الله تعالى: ﴿فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن
كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾. وحَسبِيَ أنْ أُذكُّرَ بما في الصَّحِيحَينِ
مِنْ قولِهِ ـ صلّى الله عليه وسلَّم ـ: «إِنَّ اللهَ
لَا يَقْبِضُ العِلمَ انتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنَ العِبَادِ، ولَكِنْ يَقْبِضُ
العِلْمَ بِقَبْضِ العُلَماءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِـمًا اتَّخَذَ
النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا، فَسُئِلُوا، فَأَفتَوا بِغَيرِ عِلمٍ؛ فَضَلُّوا
وَأَضَلُّوا».
·
ثانياً:
(اعتِزالُ الفِتَنَةِ)، فقد صَحَّ عندَ التِّرمذيِّ وغيرِهِ، عَن أبِي مُوسى
الأشعريِّ ـ رضي اللهُ عنه ـ عَنِ النَّبِيِّ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّم ـ أنَّهُ
قالَ وهو يَتحدَّثُ عنِ الفِتنَةِ: «كَسِّرُوا فِيهَا
قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا فِيهَا أَوْتَارَكُمْ، وَالْزَمُوا فِيهَا أَجْوَافَ
بُيُوتِكُمْ، وَكُونُوا كَابْنِ آدَمَ». وفي صَحِيحِ مُسلِمٍ، عن أبي
بَكرَةَ ـ رضي اللهُ عنه ـ أنَّ رَسُولَ اللهِ ـ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ـ قال: «إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ، أَلَا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ،
الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنَ الماشِي فِيهَا، وَالماشِي فِيها خَيْرٌ مِنَ
السَّاعِي إِلَيهَا، أَلا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ
إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ
بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ». فقالَ رَجُلٌ:
يا رَسُولَ اللهِ! أرَأيتَ مَن لَم يَكُن له إِبِلٌ ولا غَنَمٌ ولا أَرضٌ؟ قال:
«يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنِ
اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ،
اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ».
·
ثالثاَ : تَحلَّى بـ (الحِلْمِ، والأَناةِ، والرِّفقِ)، وتَخلَّى عنْ أضدادِها.
·
وأخيراَ / أنصحكي من أخ محب لك مشفق يحب لك
الخير أن تعتزلي
هذه الفتن والمظاهرات ومواقع الفتن والإختلاط بالرجال وتهييج الناس على حكامهم
قال تعالى (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا
تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ
وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ
أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ
مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34) إِنَّ
الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ
وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ
وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ
وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ
كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا
(35)
·
أنتي تعرفين هذه الآية وأنتي متعلمة
كذلك
·
أختي في الله هل نقدم قول الله وقول
رسوله أم نقدم عادات
وتقاليد مقتية على حساب النصوص النقلية والعقلية
·
إن كنتي تريدي السعادة في الدنيا
والآخرة الإستجابة لله ورسوله
((
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ
إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ
وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24) وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ
الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ
(25)
·
لاحياة في مجلة
ولاحياة في جريدة ولاحياة في مظاهــرات إن الحياة الحقيقية والسعادة الأبدية في
الدنيا والآخــرة بالإستجابة لله ولرسوله إن كنتي مؤمنة حقاَ استجيبي لهذه
الآية الذي ذكرها
الله واعلم أنكي من المستجيبات 0
·
والموت قريب منكي ماذا
ستقولين يوم أن تقفي بين يدي الله
( الجواب عندك )
·
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله
وصحبه أجمعين
الناصح /
عــوض شـعـيب عــوض
اليمن ــ
الحــديــدة