أما الرد على من
استحسن إقامة مثل هذه الاحتفالات فيكون من ستة عشر وجهاً :-
الوجه الأول :
أن هذا الفعل
لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولاأمر به ولافعله صحابته ولاأحد من التابعين ولا
تابعيهم ولا فعله أحد من أهل الإسلام خلال القرون المفضلة الأولى وإنما ظهر- كما
تقدم- على ايدي أناس هم أقرب إلى الكفر منهم إلى الإيمان وهم الباطنيون. فإذا تقرر هذا فالذي يفعل هذا الأمر داخل ضمن الوعيد الذي توعد الله
عزو جل صاحبه وفاعله بقوله (ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدي ويتبع
غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا) والذي يفعل ما يسمى
بالمولد لاشك انه متبع لغير سبيل المؤمنين من الصحابة والتابعين وتابعيهم. ا لوجه الثاني :
أن الذي يمارس هذا الفعل واقع فيما حذر منه النبي صلى الله
عليه وسلم حين قال : ( إياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة
ضلالة) وجاء في رواية أخرى ( وكل ضلالة في النار ).
فقوله (كل بدعة
ضلالة ) عموم لا مخصص له يدخل فيه كل أمر مخترع محدث لا أصل له في دين الله
والعلماء مجمعون على انه أمر محدث فصار الأمر إلى ما قلنا أنه بدعة ضلالة تودي بصاحبها
إلى النار أعاذنا الله وإياك منها.
الوجه الثالث :
أن فاعل هذه البدعة
غير مأجور على فعله بل مردود على صاحبه لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من
عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) ولايكفي حسن النية بل لابد من متابعة النبي صلى
الله
عليه وسلم.
الوجه الرابع:
قال الله تعالى (
اليوم أكملت لكم دينكم أتممت عليكم نعمتي رضيت لكم الإسلام دينا ). والذي
يقول إن المولد عبادة نتعبد لله تعالى بها فهو مكذب بهذه الآية وهو كفر بالله
عزوجل فان قال انه مصدق بها لزمه ان يقول ان المولد ليس بعبادة ويكون اقرب
الى العبث واللعب منه الى ما يقرب الى الله عزوجل.
وقلنا له أيضاً
كأنك مستدرك على الله وعلى رسوله بأنهم لم يدلونا على هذه العبادة العظيمة التي تقرب
إلى الله والرسول .
فان قال أنا لا
أقول أنها عبادة ولا استدرك على الله ورسوله مومن بهذه الآية لزمه الرجوع إلى القول
الحق وأنها بدعة محدثة هدانا الله وكل مسلم لما يحبه ربنا ويرضى.
الوجه الخامس :
أن الممارس
لهذا الأمر- اعني بدعة المولد- كأنه يتهم للرسول صلى الله عليه وسلم
بالخيانة وعدم الأمانة -و العياذ بالله- لأنه كتم على الأمة ولم يدلها على
هذه العبادة العظيمة التي تقربها إلى الله .
قال الإمام
مالك رحمه الله: ( من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم ان محمدا صلى
الله عليه وسلم خان الرسالة لأن الله يقول "اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي
ورضيت لكم الاسلام دينا" فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا").
الوجه السادس :
أن فاعل المولد معاند للشرع ومشاق له لأن الشارع قد
عين لمطالب العبد طرقا خاصة على وجوه وكيفيات خاصة وقصر الخلق عليها بالأوامر
والنواهي وأخبر أن الخير فيها والشر في مجاوزتها
وتركها لأن الله اعلم بما يصلح عباده وما أرسل الرسل ولا أنزل الكتب إلا ليعبدوه
وفق ما يريد سبحانه والذي يبتدع هذه البدعة راد لهذا كله زاعم أن هناك طرقا
أخرى للعبادة وان ما حصره الشارع أو
قصره على أمور معينة ليس بلازم له فكأنه يقول بلسان حاله إن الشارع يعلم وهو
أيضا يعلم بل ربما يفهم أن يعلم أمرا لم يعلمه الشارع سبحانك هذا بهتان عظيم وجرم خطير
وإثم مبين وضلال كبير.
هذه ستة أوجه في الرد على من استحسن إقامة مثل هذه الإحتفالات ، وبقيت عشرة أوجه سوف نوردها في رسالة أخرى إن يسر الله لنا ذلك . ∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞ للإشتراك في مجموعة داعي الخير البريدية http://groups.google.com/group/Daeialkhayr/subscribe?hl=ar ∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞ لمراسلة المجموعة Daeia...@googlegroups.com ∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞∞ لمراسلة إدارة المجموعة Daeia...@hotmail.com محبكم في الله / أبو عبدالرحمن
|