جلس ينظر الى السماء .. متأملاً .. بفطنة وذكاء .. من خلق هذا الكون بلاعناء .. ومن رزقنا وكان منه العطاء .. ومن أحيانا وأوجدنا ورفع هذه السماء ..
من يطعمنا .. ويسقينا .. وإذا مرضنا .. يشفينا ..
من يرزقنا .. ويكفينا .. وإذا دعونا يستجيب لنا ..
من يرحمنا ويرحم أهلنا .. ومن يسعدنا ويسعد أهلنا ..
من بيده حياتنا وموتنا .. وبعد الموت نشورنا ..
سقطت دمعات حارة ..
هذه الدمعات .. كانت بداية .. البداية .. وكانت النور الأول .
بعد أن صرخ الوجدان .. فكان الحب لله عنوان .
ربي .. خالقي .. مولاي .
ربي سيدي .. مبتغاي .
ربي .. يامن أكرمتني بعينين .. ولسان وشفتين .. وكانت لي رجلان .
ربي .. يامن كنت عليم بحالي .. فلم تخذلني في كل أحوالي .
ربي عصيتك كثيراً
.. ليس جهلاً .. ولا استخفافاً .. ولكن شهوة ونزوة .. وضعف نفسي البشرية .. ألم نكن نحن أهل الخطأ والنسيان ..
ربي جئتك .. تائباً .. منيبا ً .. ضعيفاً .. فقيراً .. ذليلاً ..
ربي كان في خاطري الكثير من الأماني .. وطرقت أبواب البشر كلهم .. من صغيرهم لكبيرهم .. ربي لم تتحق لي ولا أمنية .
ربي اتكلت على غيرك .. وأنت موجود .. فكانت النتيجة الخسران .. ونقض العهود .
ربي كثير هم الذين أغلقوا الباب دون حاجاتي .. وأغلقوا الباب دون مرادي .
ربي كثير هم الضعفاء ولكن ذلي جعلني أنظر اليهم أنهم أقوياء .. وبعدي عنك كان لي شقاء .

ربي أضعت الصلاة.. فلا صيام ولا قيام .. ولكن سوء خلق وكفران للملك العلام .
ربي في قلبي حسرة .. وفي العين دمعة. وفي خاطري كسرة . ربي .. الم تأمرنا بالدعاء .. ووعدت بالاستجابة .. فحقق لي ياربي الحاجة . ربي .. هذه بدايتي .. وهذه قصتي . وانت عالم بعلانيتي وسريرتي .
ربي .. أغسل الخطايا .. وتجاوز عن الرزايا.. ياعالم الخفايا ربي .. استر العيوب .. ياعلام الغيوب . ربي .. أغني عبدك الفقير بالحلال عن الحرام .. وأغنه بالطاعة عن المعصية .. واغنه بفضلك عن من سواك .
ربي .. يسر لعبدك الفقير اموره .. واشرح صدره .. وأسعده في الدنيا والاخره . ربي .. هذا دعائي .. وهذا رجائي .. فاغفر ياغفور .. وارحم يارحيم .. واستر ياستير . وبينما هو في حالة من الذل والخضوع .. سمع صوت يدعوه للرجوع .
حي .. لتقول له هيا . حي على الصلاة . . لتقول له هيا إلى الفلاح .. طالما سمع هذه العبارة .. ولكن كان يعرض عنها فكانت الخسارة .. ذهب محمد للمسجد .. فتوضأ .. وكان له مع النور موعد .
صلى للمسجد تحية .. فأحس براحة نفسية .. وكان السكون له هدية . بدأت الصلاة .. التي هي للدين عماد .. وللانسان رشاد . فبدأ الامام بقراءة الفاتحة التي هي أم الكتاب .. ثم بعدها كان هذا الخطاب ..

قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لاتقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم 

فسُمع صوت بكاء حار .. لمحمد المعروف بسوء الفعل والافكار ..
فتهللت أسارير المصلين .. بتوبة محمد ... وعودته لطريق المتقين .. فاصبح .. بعد حين .. الشيخ محمد .. ا لحافظ للقران .. صاحب الدين .. وتغير ت الأحوال .. وأصبحت السعادة شعاره وديثاره ..
نعم هذا هو النجاح الحقيقي .. عندما يتعرف الإنسان على طريق الخير والصلاح .. ولايكفي أن يتعرف فقط بل عليه أن يسلك هذا الطريق .. طريق الإستقامة يا أحباب .. للجنة باب .. فاعتبروا ياأولي الالباب ..
طريق الاستقامة يا أحباب .. أن تطيع رب الأرباب .. وتتبع الرسول
ومن معه من الأصحاب .. وأن تعمل ليوم الحساب ..
فسلك محمد الطريق .. رغم ماكان من حاله من ضيق .. فانفرج الهم , وزال الكرب .. وسعدت النفس .. فهذه قصة فيها عظة .. وكذا عبرة .. محمد .. الذي كان ذليل قبل الهداية ، بعد الهداية عز وارتفع .. بتمسكه بهذا الدين .. ليكون من عباد الله المتقين .
قصة .. أحببت أن أرويها .. كتبتها من نسيج فكري .. لثقتي أنها تتكرر في مشاهد أخرى .. وصور أخرى .. والجميل أن الصور مهما كانت قاتمة في البداية .. ومؤلمة .. ومخيفة.. أن النهاية تكون سعيده ..
عندما تكون النهاية مثل نهاية محمد .. ولكن فليحذر من يتمادى في المعاصي بين جهراً وسراً .. أن يختم الله له بالسوء .. وأن يتذكر أن الله سريع العقاب .. . وأن الله غفور رحيم .. وسبقت
رحمته غضبه .. وثوابه عقابه .. ياربي .. إني أسرفت في المعاصي .. ليس استهتار بجلالك الكريم .. فأنت في نظري عظيم ولكن جهلاً . ونسياناً .. وخطاً .. فالنفس تأمر بالسوء .. والشيطان . يأمر بالسوء .. والعقل غطته الشهوة والنزوة ..
فياكريم أكرمني بالتوبة .. واجعلني مفتاح لكل خير مغلاق لكل شر ..
أخوكم المحب لكم في الله .. وحي الواقع .... أبو فيصل ..