الحجاب في التوراة و الانجيل

1,109 views
Skip to first unread message

amr selim

unread,
Feb 19, 2011, 7:31:18 AM2/19/11
to OSe...@ccc.com.eg
الحجاب طهارة وأناقة .... بقلم أحمد الببيلي
مقالات واراء

رد على موضوع: هل من الحرام التخلي عن حجابي بينما احافظ على ديني ولباسي المحتشم واخلاقي؟

أرسطو: (الفضيلة خلقية وعقلية، والأولى تبع للثانية)

مسكويه: (الفضيلة يمكن اكتسابها بممارستها)


تاريخ الحجاب:

يذكر علماء الآثار أن نساء قدماء الإغريق الحرائر كن يغطين وجوههن وكامل أجسادهن، وفي بعض النقوش الأثرية في تدمر تبدو النساء مغطيات شعورهن، وكانت النساء العربيات في الجاهلية ثم في الإسلام يلبسن النقاب، وكان الحجاب بل النقاب مفروضاً في الديانة اليهودية كما نص موسى ابن ميمون، والمسيحية، وليس هذا بغريب، فالأديان في الأصل مصدرها الإله الواحد خالق الإنسان الذي يعرف مصلحة الإنسان أكثر منا. ولسنا هنا في وارد استعراض أدلة وجوب الحجاب الكثيرة والوفيرة في الأديان فالمجال هنا لا يتسع في هذه العجالة، ومن أراد الأدلة فليراسل الكاتب على إيميله.

حكمة الحجاب:

لعل عقل الإنسان مهما ارتقى لا يستطيع أن يحيط بالأسباب الموضوعية التي تشكل حكمة كل حكم شرعي، ولكن الأمر جدير بالمحاولة:

أثبت الطب الحديث أن الرجل، تفرز غدد جسمه هرمون التوستيستيرون منذ بلوغه وحتى وفاته، ومن خواص هذا الهرمون الطبية أنه يجعل الرجل ينجذب لاشعورياً إلى أي شكل أنثوي جميل يراه، فيستثار بسببه وتفرز غدد جسمه هرمونات جنسية أخرى تجهز جسمه لملاقاة الأنثى، وتزداد كمية هذه الهرمونات المفرزة وتتناسب طردا مع شدة الإثارة، التي تزداد بدورها مع ازدياد شدة المنظر المثير. وتتسبب هذه الهرمونات الجنسية بتهيجات وارتفاع في التوتر الشرياني وزيادة دقات القلب وتغييرات فيزيولوجية تزداد بازدياد كمية الهرمونات المفرزة، تحضر الجسم بدنياً ونفسياً للقيام بالعملية الجنسية.

هذا الأمر يتكرر كثيراً مع الرجل الذي يعيش في بيئة يختلط فيها بالإناث لدرجة أن الرجل قد يتمكن من السيطرة الشكلية على مشاعره وأحاسيسه وشهوته وكبتها، لكنها تبقى موجودة في نفسه وجسمه ولا تختفي أبداً. هذه الحال من الاستنفار لدى وجود شكل أنثوي أمام الرجل، تعيق عمل الرجل وتفكيره وحركته الطبيعية في المجتمع، أو دراسته وتشتت ذهنه، فهي ضارة للرجل في كل مكان تحصل فيه إلا عندما تحصل في وقتها المناسب ومكانها المناسب، أي في عش الزوجية. ولذلك ونظراً لتأثير فتنة وجمال النساء على الرجال وإعاقتها لحياتهم الطبيعية ودراستهم وعملهم، فقد طلبت الديانات السماوية من المرأة تغطية تلك الأمكنة شديدة الفتنة في جسمها أمام الرجال الغرباء، حتى لا تثيرهم، ولكنّ الأديان سمحت لكل من الزوجين برؤية جسم الزوج الآخر كله كما يحلو لهما.

هل تؤدي رؤية النساء بشكل متكرر إلى التعوّد وزوال الفتنة؟

القول إن المرء يعتاد على هذه المناظر فلا تعود تثيره على الإطلاق، غير علمي، فنحن كلنا معتادون على الطعام، ولكن الجسم مع ذلك يفرز لنا هرمونات الجوع كل بضع ساعات، فكما أن هرمونات الجوع يفرزها الجسم عندما يشعر بالجوع، ولا يمكن للجسم أن يتعود على الجوع ويتوقف عن إفراز الهرمون، فكذلك الهرمونات الجنسية لا يتوقف الجسم عن إفرازها ولا يمكن أن يصير الجنس شيئا عاديا بالنسبة لجسم إنسان طبيعي في سن الشباب.

ولننظر إلى المجتمعات (المتحررة) التي تشكل شوارعها معارض حقيقية لأجسام النساء:

تحصل عملية اغتصاب كل عشرة ثوان في الولايات المتحدة وفق الاحصائيات الرسمية لعام 2000 ومطاردة النساء من قبل الرجال لا تنتهي في كل أمكنة العمل والدراسة في أمريكا وأوروبة، لدرجة مطالبة ألوف الفتيات الأمريكيات سنة 2005 بفصل الفتيات عن الشبان في المدارس الثانوية. وقد خصص برنامج ستون دقيقة الشهير في أمريكا حلقات لهذا الموضوع، وقد قامت وزارة التعليم الأمريكية بعد ذلك بفصل الجنسين في المدارس وتخصيص مدارس منفصلة لكل منهما. وهذا يعرفه كل المقيمين في الولايات المتحدة. وكل الشركات في أوروبة وأمريكا تقوم بسن القوانين لمنع الرجال من مضايقة النساء في أمكنة العمل! وهذه القوانين صارت جزءا لا يتجزأ من النظام الداخلي لكل شركة حديثة في الغرب. فالمشكلة موجودة لأن الهرمونات موجودة في جسم الإنسان أينما كان. والمرأة تتعرض في الغرب كل يوم للتلميحات والمزاح الجنسي والمضايقات وعروض الجنس في كل مكان وهذا الأمر صار عادة في الغرب، يعرفها كل من يعيش هناك.

قول البعض (وأنتم أيها لرجال تحجبوا أيضاً)!!

لا مانع من هذا الكلام، (فللرجال حجابهم أيضاً) كما كان يقول العلامة فضل الله (ره):

إذا كان المقصود من الحجاب ستر المفاتن وأمكنة الإثارة الجنسية، فللرجال حجابهم أيضاً فقد فرضت الأديان أيضاً على الرجل ألا يخرج عاريا بل أن يلبس اللباس اللائق (عند المسلمين فرض عليه أن يستر ما بين السرة والركبة من جسمه، ويستحب له ستر الساقين والصدر والكتفين والذراعين).

إذاً فالحجاب بهذا المعنى مفروض على الرجال أيضاً، ومفروض عليهم غض البصر عن النساء الغريبات عنهم، إلا في حالة الضرورة أو البحث عن زوجة.

لماذا الفارق في حجم الأمكنة المستورة بين المرأة والرجل:

طبيعة عمل الرجال عامل مهم، ولكنها ليست فقط سبب هذا الفرق، بل هناك سبب أهم وهو: من يطارد من؟ ومن يشكل إزعاجاً أو خطراً على سلامة من؟

في كل المخلوقات يرى الذكر الأنثى فيعجب بها ويأخذ زمام المبادرة ويقوم هو بمطاردتها. وهذا ينطبق على البشر. ولذلك عندما تستر المرأة جسمها ومحاسنها تتوقف هذه المطاردة أو تخف حدتها كثيراً. أما الرجل فليس مطلوباً منه أن يستر معظم جسمه الذي قد تنجذب النساء إليه، لأن الإناث لا تقوم بمطاردة الذكور بصورة سافرة حتى لو أعجبت بهم إلا في حالات شاذة قليلة – والشذوذ يؤكد القاعدة ولا ينفيها.

هل شاهدتم في حياتكم دجاجة تطارد ديكاً تحبه؟ أو هرة تلاحق هراً؟ أو فرساً تنزو على حصان؟ وأستشهد هنا بحادثة رواها أحد المفكرين الإسلاميين، قال: كنت ماراً أمام مدرسة البنات، فرأيت ثلاثة شبان (زعران) قد صفوا دراجاتهم النارية ووقفوا أمام المدرسة وقت انصراف الفتيات فارتبكت الفتيات وخجلن وارتعبن وعاد بعضهن للمدرسة، فناديت أحد طلابي وكان سائراً معي وكان يؤمن بأن المرأة والرجل شيئان متساويان متماثلان تنبغي المساواة بينهما تماماً، فقلت له انظر إلى هذا المشهد، هل تتصور أن يحدث في يوم من الأيام أن تقف ثلاث فتيات أمام مدرسة الذكور فيتسببن بمثل هذا الذعر بين الطلاب؟ فقال والله معك حق. المرأة بالفعل تختلف كثيراً عن الرجل...

 

خلاصة الكلام أن جمال المرأة يجذب الرجل فيشتته ويلهيه عن كل شيء ويدفعه لمطاردتها.. بل ومطاردتها حتى لو كانت لا تجوز له شرعاً وقانوناً، وهنا المصيبة الكبرى: عندما تكون المرأة التي تفتن الرجل متزوجة ولا يمكن للرجل أن يحصل عليها بطريقة شرعية أبداً!! ولذلك عملت الأديان على ستر هذا الجمال الخطر..

أما بالنسبة لجمال الرجل، فتركيبة المرأة النفسية والعاطفية تمنعها من المبادرة تجاهه وملاحقته إلا في القليل النادر من الحالات، وهو يستطيع صدها في كل الحالات لأنه أقوى منها في تركيبته الجسمانية والشخصية، ولذلك لم تطلب الأديان من الرجل ستر كل ذلك المقدار من جسمه.

 

وأريد أن أضيف معلومة من كتاب (سيكولوجيا الجنس) وهو من سلسلة كتب (إقرأ) القيمة المنشورة في مصر - طبعاً لا حياء في العلم – والمعلومة هي كما يلي: (( الرجل أهم ما يثيره هو منظر المرأة فالنظر هو الشيء الأساسي في إثارته، أما المرأة فالشيء الأساسي في إثارتها ليس حاسة النظر عندها بل حاسة اللمس، فاللمس يثيرها أكثر من النظر بكثير.))
 

هذه المعلومة العلمية القيمة تفسر لماذا شرعت الأديان الحجاب للنساء. ولم تشرعه بنفس الشكل للرجال، وذلك لأن منظر الرجال لا يثير المرأة بالمقدار الذي يثير فيه منظر المرأة غريزة الرجل. وهناك ناحية أخرى مهمة ذكرها الكتاب وهي أن غريزة المرأة تكون هاجعة أي نائمة ولا تستثار بسهولة وبمجرد نظرة، بل تحتاج لمقدمات طويلة لإثارتها، لكنها عندما تثور تصير أقوى من غريزة الرجل، أما الرجل فغريزته جاهزة للاستثارة في كل وقت، وهي تثور بسرعة، وتخمد بسرعة بعد قضاء غرضه. ولذلك فإن مجرد منظر أنثوي مثير ولو لوقت قصير قد يثير الرجل، على عكس الحال مع المرأة، ولذلك شرعت الأديان الحجاب لستر أهم مراكز فتنة النساء وذلك لحماية المرأة ذاتها من المضايقة والمطاردة بمناسبة ومن دون مناسبة، وحماية الرجل من الاستثارة التي تشتت تفكيره وتثير غريزته وتعيق جريان حياته الطبيعية عندما تأتي في الوقت والمكان غير المناسبين.




الحجاب في التقليد الكنسي
http://www.arcri.org/hijab/index.php...=97&Itemid=219


مما يعجب له العاقل أنّ المنصّرين لا يستنكفون من التشهير بالمسلمات لتغطيتهن شعورهنّ؛ رغم أنّ هؤلاء المنصّرين أنفسهم يملؤون بيوتهم ودور العبادة التي يقومون عليها بصور ((مريم)) أمّ المسيح وهي ترتدي الزيّ الإسلامي .. مسبلة لباسها على عورتها .. فهلاّ سخر القوم, إن كانوا من أهل (العدل) و(الإنصاف), من (أمّ إلههم) التي ترتدي نفس زيّ المسلِمات؟!![1]
وبالنظر في أهم الكتب القديمة التي تمثّل الأحكام التي فرضتها الكنيسة على النصارى في القرون الأولى؛ سنلاحظ بجلاء حضور (الحجاب) كفريضة ربّانية لا تعفى منها المرأة إذا تجاوزت عتبة بابها وكانت في محضر الرجال.
الدسقولية:
يعتبر كتاب ((الدسقولية)) أحد أهم المراجع التعبّدية والتشريعية والسلوكية للكنائس الأولى وللكنيستين الأرثودكسية المصرية[2] والحبشيّة اليوم؛ وهو يضم –كما يزعم القوم-تعاليم عباديّة وسلوكيّة كثيرة لرسل المسيح الاثنى عشر [3], وقد جاء فيه إلزام المرأة بالحجاب:
((لا تتشبهن بهؤلاء النساء أيتها المسيحيات إذا أردتن أن تكن مؤمنات. اهتمي بزوجك لترضيه وحده. وإذا مشيت في الطريق فغطي رأسك بردائك فإنك إذا تغطيت بعفة تُصانين عن نظر الأشرار.))[4]
بل جاء التصريح بأمر النقاب: (( لا تستحم امرأة مؤمنة مع ذكور. واذا غطت وجهها فتغطيه بفزع من نظر رجال غرباء. )) !! [5] وتبدو الترجمة السريانيّة أكثر وضوحًا في قولها: ((إذا كانت هناك حمّامات للنساء في المدينة أو الحي؛ فلا تذهب المرأة المؤمنة لتغتسل في الحمّامات مع الرجال؛ إذا كنتِ تغطين وجهك أمام الرجال الأجانب بغطاء العفّة, فكيف تذهبين مع الرجال الأجانب إلى الحمّامات؟))[6]
وجاء أيضًا في ((الدسقوليّة)): ((يكون مشيكِ ووجهك ينظر إلى أسفل, وأنت مطرقة مغطاة من كلّ ناحية.))![7]




التراث الرسولي:
كتاب ((التراث الرسولي)) ((Apostolic Tradition)) هو كتاب ينسبه التقليد الكنسي إلى قديس الكنيسة اللاهوتي الروماني ((هيبوليتوس))[8], وتعتبره الكنيسة الأرثودكسية المصرية أحد أهم مراجعها في العبادات الطقوسية, وهو ((يتحدث عن الأحكام الكنسية, وطقوس الرسامات, والرتب الكنسية, وخدمة الافخارستيا, والعماد))[9] ويعكس حالها في القرن الثاني وبداية القرن الثالث.
جاء في كتاب ((التراث الرسولي)) أنّ الحجاب الذي على المرأة أن ترتديه أثناء العبادة, لا بد أن يكون ثخينًا: ((وليس مجرد قطعة من الكتان؛ لأنّ ذلك ليس تغطية)).[10] ويقول صاحبا كتاب ((أصول المسيحيّة)) ((The Origins of Christianity)) إن الإلزام بارتداء الحجاب هنا, هو ((في كلّ وقت على الظاهر))[11]؛ أي أنّه غير مخصوص بحضور القداس.[12]




المراسيم الرسولية:
جاء في كتاب: ((المراسيم الرسولية)) ((The Apostolic Constitutions))[13] –وهو يعرف أيضًا في بعض المراجع العربيـة باسم ((الفرائض الرسولية))- ويعود إلى القرن الرابع[14], وتعتبره الكنيسة الأرثودكسية المصريّة أحد مراجعها التشريعية الأولى :
((ولمّا تكونين في الشارع, غطِّي رأسكِ؛ لأنّك بهذه التغطية ستتحاشين أن يراك المتسكّعون.))[15]
((إذا أردتِ أن ترضيه (عريسك السماوي)؛ غطِّي رأسك لمّا تكونين في الشارع, غطّي وجهك لتمنعي النظرات الطائشة.))[16]
وجاء في هذه الوثيقة في سياق آخر في عدم السماح للمرأة أن تستحم في أماكن يوجد فيها رجال: ((فإذا كان على المرأة أن تغطّي وجهها وأن تخفيه بحشمة عن الرجال الأجانب؛ فكيف تتعرّين في الحمام أمام رجال.))[17]

المجموع الصفوي:
جاء في كتاب ((المجموع الصفوي)) الذي يعدّ أحد أهم المراجع التشريعيّة للكنيسة الأرثودكسيّة المصريّة: ((إذا مشيت في الطريق فغطّي رأسك بردائك وتغطي بعفة؛ فإنك تصونين نفسك من الناس الأشرار, ولا تزوّقي وجهك فليس فيك شيء ينقص زينة. وليكن وجهك ينظر إلى أسفل مطرقة وأنت مغطاة من كلّ ناحية.))[18] .. وعلّل ذلك بقوله: ((لئلاّ تكون سببًا في إثارة الشهوة الرديئة في من ينظر إليها؛ فتجلب عليه الخطية؛ لأنه يكون مخالفاً للوصيّة: ((من نظر إلى امرأة ليشتهيها؛ فقد زنى بها في قلبه)) (متّى 5/27) ))[19]


شبهة:
قد يقول قائل من النصارى إنّ ما قرّره آباء الكنيسة وما أثبته التقليد الكنسي, هو (1) مجرّد اجتهاد ظرفي, وهو (2) خاص بالبيئة التي عاش فيها السابقون!

الجواب:
هذا الاعتراض هو في حقيقته هروب من مواجهة الحقيقة؛ لأنّ:
  1. أقوال آباء الكنيسة, خاصة إذا كانت مما هو مجمع عليه بينهم, تعتبر مصدرًا من مصادر التشريع المعصوم في الكنيسة الكاثوليكيّة والكنائس الأرثودكسيّة .. ولم نر من الآباء من نصّ صراحة على إباحة كشف الرأس, وقد نقل النقّاد الغربيون-ممن لا صلة لهم بالإسلام- إجماع الآباء على هذه الفريضة.
  2. لو فرضنا-جدلاً- وجود أقوال لآباء آخرين يرون وجوب السفور أو استحبابه أو جوازه, فإنّ ذلك لا ينفي أنّ أعظم الآباء كانوا يرون وجوبه. والأصل أن يؤخذ قول أئمة آباء الكنيسة, ولا تتبّع الاجتهادات التي يقول بها قلّة –إن وجدت أصلاً-!
  3. تؤمن طائفة البروتستانت -الرافضة لقداسة أقوال آباء الكنيسة- بحتميّة تسديد الروح القدس لكلّ اجتهاد حتّى يوافق الصواب .. وهاقد علمنا أنّ الآباء الذين هم أئمة الكنيسة وعظماؤها وأطهر من فيها (كما هو مُعتقد أئمة البروتستانت أنفسهم), قد أجمعوا على أمر الحجاب, فهل كان روح القدس غائبًا عنهم لمّا قالوا ما قالوا؟!!
  4. لا توجد أيّة حجّة من كلام آباء الكنيسة أنهم كانوا يفتون لواقعهم فقط؛ بل كانت أقوالهم صريحة في أنّ اللباس الذي يتحدثون في شأنه, هو لباس المرأة في كلّ زمان ومكان .. وهو أيضًا نفس الأمر فيما يتعلّق بالتشريع الكنسي المبكّر ..
  5. العلّة الكبرى لضبط الآباء لحدود اللباس الشرعي للمرأة في النصرانيّة, هي منع الفتنة وردع التسيّب الجنسي, وهي علّة لا ينسخها تغيّر الزمان ولا تبدلّ المكان؛ لأنّ الفتنة بين الرجال والنساء, هي نفس الفتنة في كلّ زمان ومكان, ولأنّ الانحلال الجنسي مرذول في كل وقت وبيئة ..
السؤال الذي يلحّ في فرض نفسه الآن هو: لماذا لا ترتدي المرأة النصرانية الأرثودكسية في مصر النقاب -أو تغطي جسدها كلّه عدا الوجه-؛ مادام الحكم بوجوب التقيّد بالحجاب قد ورد بصيغة الإلزام والجزم في التقليد المتلقى من الرسل, هذا التقليد الذي قال في تعريفه بابا الكنيسة المصرية الأرثودكسيّة ((شنودة الثالث)): ((هو كلّ تعليم وصل إلينا عن طريق التسليم الرسولي والآبائي, غير الكلام الذي ترك لنا كتابة في الكتاب المقدس, في موضوعات ربما لم تذكر في الكتاب, ولكنها لا تتعارض معه في شيء ما.))[20] ووصفه بأنّه: ((حياة الكنيسة, أو هو الكنيسة الحيّة))؟!![21] ألا يعتبر –إذن- ترك الحجاب أو النقاب من طرف النساء النصرانيات في مصر؛ هدمًا للدين, وقتلاً ((للكنيسة الحيّة))؟!!!
****

[1] جاء في مقال للأستاذ (جمال سلطان) : ((الوزير ((جوليانو أماتو)) أعلن أنه لا يمكنه معارضة ارتداء المرأة المسلمة في بلاده للحجاب، وذلك لسبب واضح وبسيط وهو أن السيدة مريم العذراء كانت تضع الحجاب على رأسها أيضًا، وهي أقدس امرأة عرفها التاريخ، كما أنها واحدة من أربع نساء هن الأكمل في بني الإنسان حسب التصور الإسلامي وكما ورد في الحديث النبوي، ومعها السيدة خديجة والسيدة فاطمة الزهراء والسيدة آسية امرأة فرعون. وزير الداخلية الإيطالي كان يواجه النزعات العلمانية المتطرفة التي تنادي بالتصدي لظاهرة الحجاب التي انتشرت بين النساء المسلمات في إيطاليا حتى النساء الإيطاليات اللاتي أسلمن، واعتبروا ذلك اختراقًا خطيرًا للثقافة المسيحية، ((جوليانو أماتو)) قال لهم: إذا كانت العذراء محجبة، فكيف تطلبون مني رفض أي امرأة تتحجب، أو حسب نصه الحرفي: ((إن المرأة التي حظيت بأكبر نصيب من المحبة على مر التاريخ وهي السيدة العذراء تصور دائمًا وهي محجبة)). وزير الداخلية الإيطالي كشف عن كارثة أخرى لدى المتطرفين العلمانيين، وهي ظهور تيار ثقافي جديد بينهم يطالب (بتعديل) اللوحات التي تظهر السيدة مريم العذراء وهي تضع الحجاب على رأسها، ويطالبون بإلغاء هذا المشهد ونشر لوحات لها وهي سافرة بدون الحجاب !))
جمال سلطان (27 - 7 – 2007): (حجاب السيدة مريم العذراء)، صحيفة (المصريون) الإلكترونية


[2] الدسقولية Didascalia: كلمة من الأصل اليوناني ((ديدسكاليا)) ومعناها ((تعاليم)). تعتقد الكنيسة الأرثودكسيّة أنّ هذا الكتاب هو ((مجموعة تعاليم رسل المسيح عن بعض أنظمة الكنيسة وواجبات خدّامها وشعبها.)).
وقد جاء في مخطوطةٍ لكتاب في الشرائع الكنسيّة ((لأبي إسحاق ابن العسّال)) النصراني –محفوظة في مكتبة جامعة كمبردج (1678م)– قول ((أبي إسحاق)) حول المراجع التي اعتمدها في كتابه في الشرائع الكنسيّة –بلغة ركيكة-: ((والكتاب الثالث الموسوم بالدسقالية أي التعاليم تضمن أنه اجتمع على وضعه بايرشليم.
الرسل الحواريون الاثناعشر. والرسول السماوي بولس. ويعقوب بن يوسف. المسمى أخا الرب. أوّل أساقفة يروشليم. وهو كتاب مشحون علوما. مملو فرايض الإلهية مفعم أحكاما روحانية. وبعضها عالمية. وأكثر ما تضمنه. استشهادات من الإنجيل المقدس. ومن كتب العتيقة. وعدة أبوابه فيه تسعة وثلاثون بابًا والرمز عليه في هذا الكتاب بثلث أحرف. وهي دسق أي دسقالية وإذا أردت المقابلة عليه. بما ينسب إليه. في هذا الكتاب فلا تجعل عمدتك. في كله شرح صدور أبواب الفصل. كل اطلبه في المنسوب إليه في هذا الكتاب. فإنّك تجده إما في وسطه. وإما في آخره. وكذلك افعل في جميع ما يشكل عليك من هذا الوجه. في قوانين الملوك وغيرها. وهذا الكتاب عني بإخراجه القبط خاصة دون غيرهم وليس فيه ما تنفيه البيعة. ولا يباين صحف الشريعة. كل جميعه لا يمكن أحد من أولاد البيعتين الملكية والنسطورية. ولا من أبايهم القدح فيه. ولا الطعن عليه. لمطابقة ما وقع الاتفاق عليه من القوانين الرسولية. والمجامع المتفق عليها في البيع الثلاثة. ولما استشهد فيه بكتب الأصول العتيقة والجديدة.)) (Margaret Dunlop Gibson, The Didascalia Apostolorum in Syriac, London: C. J. Clay and Sons, 1903 , p. (ܪܠܕ))

[3] جاء في الطبعة العربية للدسقولية , تعريب القمص مرقس داود ص 7 (مكتبة المحبة) : ((تشوق الكثيرون أن يقتنوا ذلك الكتاب الذي اتخذ من القديم دستورًا للكنيسة الأرثوذكسية, ولا تزال تعترف به قانونًا لها رغم تعدي الكثيرين على كسر ما جاء به من القوانين والتعاليم.. وحال دون هذه الأمنية نُدرة وجوده وعدم طبعه حتى الوقت الحاضر على الرغم من أنه التالي في كتب الكنيسة للكتاب المُقدس .))
انظر أيضا؛ Otto Friedrich August, Two Thousand Years of Coptic Christianity, Cairo: The American University in Cairo Press, 1999, p. 46

[4] الدسقولية, ص 27

[5] المصدر السابق

[6] Margaret Dunlop Gibson, The Didascalia Apostolorum in Syriac, London: C. J. Clay and Sons, 1903, p. 10, ܝܖ

[7] الدسقولية, ص 27

[8] هيبوليتوس روما Hippolytus of Rome: (160م-235م) يقول التراث الكنسي إنّه أحد تلاميذ قديس الكنيسة ((إيرانيوس)). يعتبر أحد أغزر كتّاب الكنيسة تأليفًا في بدايات النصرانية. تعتبره الكنيسة من أعلام شهدائها.
انظر؛ The Columbia Encyclopedia, p.898

[9] Dom B. Botte, Hippolyte de Rome: La Tradition Apostolique, dans ‘Sources Chrétiennes’ n: 11, Paris 1946
(نقله د. جورج عوض, مقدمة في علم الليتورجيات, المركز الأرثودكسي للدراسات الآبائية, نسخة إلكترونية)

[10] Hippolytus, On the Apostolic Tradition, tr. Alistair Stewart-Sykes, New York: St Vladimir's Seminary Press, 2001 , p. 104

[11] Apparently at all times

[12] انظر؛ Charles Bigg, The Origins of Christianity, Oxford: Clarendon Press, 1909, p. 279

[13] The Apostolic Constitutions: كتاب من ثمانية أجزاء, تقول ((الموسوعة الكاثوليكية )) (New York: The Universal Knowledge Foundation, 1913), 1/636 إنّه يمثّل وثيقة تاريخية هامة لمعرفة واقع الكنيسة في القرنين الثالث والرابع (( They are to-day of the highest value as an historical document, revealing the moral and religious conditions and the liturgical observances of the third and fourth centuries ))

[14] انظر؛ R. H. Cresswell, the Liturgy of the Eighth Book of ‘The Apostolic Constitutions’, p.9

[15] Alvin J. Schmidt, op. cit., 135

[16] المصدر السابق

[17] المصدر السابق

[18] العسال, المجموع الصفوي, الكليّة الإكليريكيّة واللاهوتيّة للقبط الأرثوذكس, د.ت, 2/148

[19] المصدر السابق

[20] شنودة الثالث, اللاهوت المقارن –الجزء الأول-, القاهرة: الكليّة الإكليريكيّة للأقباط الأرثودكس, 1992م, ط2, ص 50

[21] المصدر السابق, ص 56





الحجاب في العهد الجديد:

http://www.arcri.org/hijab/index.php...=94&Itemid=216
جاء في رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس 11/4-10: ((فكل رجل يصلي أو يتنبأ، وعلى رأسه غطاء، يجلب العار على رأسه.وكل امرأة تصلي أو تتنبأ، وليس على رأسها غطاء، تجلب العار على رأسها، لأن كشف الغطاء كحلق الشعر تماما. فإذا كانت المرأة لا تغطي رأسها، فليقص شعرها! ولكن، مادام من العار على المرأة أن يقص شعرها أو يحلق، فلتغط رأسها. ذلك لأن الرجل عليه ألا يغطي رأسه، باعتباره صورة الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الرجل. فإن الرجل لم يؤخذ من المرأة، بل المرأة أخذت من الرجل؛ والرجل لم يوجد لأجل المرأة، بل المرأة وجدت لأجل الرجل. لذا يجب على المرأة أن تضع على رأسها علامة الخضوع، من أجل الملائكة.))


صرّح ((بولس)) في النصّ السالف أنّه لا يجوز للمرأة أن تكشف شعرها داخل الكنيسة إذا كانت تصلّي أو تتنبّأ .. ونقول: تبعًا لذلك فمن باب أولى عدم كشفه خارجها .. إذ الفتنة خارجها أشدّ .. فإذا كان المنع مقررًا داخل دور العبادة حيث الأصل أن تكون الأنفس أكثر استعدادًا لمواجهة فتنة الشيطان؛ فمن باب أولى حرمة هذا الأمر في الخارج حيث عوامل الاستثارة والاستجابة أكبر .. وهو نفس ما قرّره ((ترتليان)) إذ قال في الفصل 22 من كتابه ((حول الصلاة)) ((De Oratione)) –وإن كان قد طرحه بصورة عكسيّة؛ إذ إنّ من النساء في زمانه من كن يرتدين الحجاب في الشارع, ويعرين رؤوسهن في الكنيسة- : ((لماذا تكشفن أمام الله, ما تغطينه أمام الرجال؟ هل أنتن محتشمات في الشارع أكثر من الكنيسة؟))[1] ..

إنّ العفّة بارتداء الحجاب عند ((ترتليان)), فريضة في الشارع كما في الكنيسة!

ومما يؤكّد أنّ ((بولس)) كان يرى وجوب الحجاب, أنّ الفيلسوف والمؤرّخ ((ديو ذهبي الفم)) ((Dio Chrysostom)) -وكان من معاصري ((بولس))- قد أشار إلى أن النساء في طرسوس-بلد ((بولس))- كنّ يغطين أنفسهن عندما يكنّ في الشارع فلا يظهر منهن شيء[2]..
كما أنّ أهل كورنثوس الذين تنصّروا, والذين وجه إليهم ((بولس)) رسالتيه, كانوا في الأساس على قسمين: اليونان الأمميين, واليهود المتنصّرين (كما هو ظاهر من الحديث عن الرجال الذين ختنوا والآخرين الذين لم يختنوا في 1كورنثوس 7/18) ..


ونعلم تاريخيًا أنّ لباس النساء اليونانيات كان معتنيًا بصورة كبيرة بالستر؛ إذ إنّ أشهر أنواعه والمسمّى ((peplum)), هو رداء تضعه المرأة على رأسها؛ فلا يظهر منها شيء, كما أنّه كان من عادة اليونانيات أن يغطين وجوههن فلا تبدو منهن إلاّ عين واحدة [3].
لقد ((كانت عادة (اليونانيات) أن يغطين أنفسهن في الحياة العامة (كما تؤكّد ذلك المنحوتات), على خلاف أمرهن في بيوتهن أو في علاقاتهن داخل بيوتهن. ما كان حال اليهوديات قاصراً على عقد شعورهن, وإنمّا كنّ يغطينها بطريقة آمنة عندما يكنّ خارجًا, لقد كنّ بالتأكيد مغطيّات في الأماكن العامة, وما كنّ يتكشفن في الهيكل.))[4]


أمّا فيما يتعلّق بنساء الإمبراطوريّة الرومانيّة, فكنّ يغطين رؤوسهن دلالة على أنّهن نساء محترمات, وكنّ يلبسن إمّا النقاب أو غطاء رأس, وهنّ في ذلك يُعلِمن من يراهن من الرجال أنّه لا يجوز لهم الاقتراب منهن, وأنّ أيّ فعل متعد منهم سيكلّفهم عقوبة زاجرة.[5]
ويعلّق المؤرّخ اليوناني المشهور ((بلوتارك))[6] –وقد عاش في اليونان وروما- بعد ذكره لأعراف زمانه عند الحِداد على الميت وأنّ الأبناء كانوا يغطون رؤوسهم فيما تكشف البنات رؤوسهن: ((ينتمي الحِداد إلى المخالف للعادة))[7]؛ وفي ذلك دلالة على موافقة حجاب النساء للمألوف والمقبول في القرن الأول ميلادي؛ فليس كشف النساء رؤوسهن علامة على الحزن عند وفاة قريب إلاّ استثناءً مخالف لأصل الستر.


وقد كان مجتمع ((قمران)) الذي ساهمت مخطوطاته المكتشفة في منتصف القرن العشرين, في تحقيق فهم أفضل للبيئة التي ظهر فيها المسيح, يرى أن المرأة غير المحجّبة أشبه بمن يعاني إعاقة بدنيّة؛ ممّا يلزم منه أن تقصيها جماعة الناس عن المجتمع؛ احترامًا للملائكة.[8]
في ظلّ هذه الأجواء, لا يمكن أن نتصوّر أنّ ((بولس)) كان يقول لأهل كورنثوس: على نسائكم أن يغطين رؤوسهن في الكنائس, فإن لم يفعلن ذلك؛ فلتُقصّ شعورهن إهانة لهن, أمّا في الشارع أمام جماهير الرجال؛ فلهنّ أن يتبرّجن!!!
إنّ أسلوب الأمر والزجر الوارد في كلام ((بولس)) يظهر أنّه يدعو إلى مزيد حشمة والتزام, وما كان بصدد تخفيف ما يفرضه العرف في بيئته وزمانه.


إنّ آفة عامة التفاسير المعاصرة- كما اعترف بذلك بعض النقاد الغربيين المحققين - أنّها تفسِّر بعقليتها الغربية الأوروبيّة المعاصرة, كتبًا شرقيّة كتبت في أزمنة قديمة ..
إنّ وَصْلَ كلام ((بولس)) إلى أهل كورنثوس, ببيئتة الطرسوسية, وخلفيّته اليهوديّة, وأعراف من وجه إليهم رسالتيه؛ ليجعلنا ندرك معنى حديثه عن حكم الحجاب داخل الكنيسة بصورته الأجلى والأوسع ...
كما أنّه من غير المنطقي أن نتحدّث عمّا قرّره العهد الجديد من حرمة النظر إلى النساء بشهوة, وأنّ ذلك فعل قبيح يستدعي من المرء أن يقلع عينه لأجل تفاديه-سواء أكان الحديث على الحقيقة أم على المجاز- , وما أعلنه النصارى في القرن الثاني للميلاد بأنهم يتميّزون بالعفّة والتباعد الشديد عن دواعي إثارة الشهوة ولو بالنظر[9] من (جهة) .. ثمّ نقول من (جهة أخرى) إنّ النصرانية تعلن مع ذلك في قرونها الأولى أنّها قد قررت مخالفة شريعة اليهود وأعراف الرومان واليونانيين التي تفرض على النساء الحجاب!!!


كيف تتميّز النصرانيّة –على ألسنة دعاتها الأوائل- بالدعوة إلى العفّة, ثم تخالف كلّ شرائع البيئة التي وجدت فيها وأعرافها, بإباحة السفور الذي كان يعدّ في ظلّ ذاك الواقع اجتراءً على الثوابت الأخلاقيّة للمجتمع؟!!
كيف يصحّ أن تكون النصرانيّة في القرون الميلاديّة الأولى أرقى أخلاقيًا من شرائع الأمم الأخرى وأعرافها؛ باستبشاعها الشديد للتبذّل الجنسي إلى حدّ اعتبار نظرة الرجل إلى المرأة مهلكة من المهالك, وزنى قد اكتملت أركانه .. ثمّ هي تقرّر مخالفة ما استقرّت عليه الأمم التي ظهرت فيها؛ بإباحة السفور للمرأة؟!!


أين المنطق؟!
ثمّ إنّ المنطق الاستنباطي والترتيبي ((لبولس)) في حديثه عن حجاب المرأة في الكنيسة؛ ليدلّ بذاته على أنّ ((بولس)) كان يرى فريضة الحجاب ملزمة للمرأة في الكنيسة وخارجها؛ إذ إنّه قد أكّد على أنّ المرأة خاضعة للرجل: ((فكما أن الكنيسة قد أُخضِعت للمسيح، فكذلك الزوجات أيضًا لأزواجهن، في كل شيء.)) (أفسس 5/24), ورتّب على هذا الخضوع إلزام المرأة بوضع علامة له, وهو الحجاب كما هو متبادر من السياق: ((لذا يجب على المرأة أن تضع على رأسها علامة الخضوع، من أجل الملائكة[10].)) (1كورنثوس 11/10 )[11] .. فكان (الخضوع) و(الحجاب) متلازمين .. ولمّا علمنا من كلام ((بولس)) أنّ المرأة خاضعة للرجل في جميع شأنها, كما أنّ الكنيسة خاضعة للمسيح في جميع أمرها؛ أدركنا أنّ هذا الحجاب ملازم لها دائمًا ملازمة خضوعها المتواصل للرجل.
****

[1] Tertullian, ‘On Prayer,’ in The Ante-Nicene Fathers, Edinburgh: T. & T. Clark, 1869, 11/197-198

[2] انظر؛ Dio Chrysostom, Discourse 33.48 (Quoted by, Karen L. King, ed. Images of the Feminine in Gnosticism, Pennsylvania: Continuum International Publishing Group, 2000, p.277)

[3] انظر؛ Charles Hodge, Commentary on the First Epistle to the Corinthians, Michigan: Wm. B. Eerdmans Publishing, 1994, p.209

[4] John Duncan Martin Derrett, Studies in the New Testament: Glimpses of the Legal and Social Presuppositions of the Authors, Leiden: Brill, 1977, p.171

[5] انظر؛ A. Rousselle, ‘Body Politics in Ancient Rome,’ in G. Duby and M. Perrot, eds. A History of Women in the West, I: From ancient Goddesses to Christian Saints, Cambridge, Mass.: Harvard, 1992, p.315, D. B. Martin, The Corinthian Body, New Haven: Yale University Press, 1995, 229-249 (Quoted by, Anthony C. Thiselton, The First Epistle to the Corinthians: a commentary on the Greek Text, Michigan: Wm. B. Eerdmans Publishing, 2000, 801 )

[6] بلوتارك 46م-120م: مؤرّخ يوناني وراوي تراجم, اكتسب الجنسيّة الرومانيّة أثناء حياته.

[7] Plutarch, Quoest. Rom. Xiv (Quoted by, Frédéric Louis Godet, Commentary on the First Epistle of ST. Paul to the Corinthians, tr. A. Cusin, Michigan: Zondervan Publishing House, 1957 , 2/104)

[8] نقل الناقد الكاثوليكي البارز ((فتزماير)) ((Fitzmyer)) هذا التصوّر عنهم, وشاركه في ذلك أيضًا الناقد ((هـ. ج. كدبوري)) ((H. J. Cadbury))؛ انظر؛ Gordon D. Fee, The First Epistle to the Corinthians, Michigan: Wm. B. Eerdmans Publishing, 1996, p.521

[9] انظر مثلاً, الخطبة الشهيرة المنسوبة إلى الفيلسوف النصراني ((أثناغوراس الأثيني)) ((Αθηναγόρας ο Αθηναίος)) في القرن الثاني ميلاديًا أمام الإمبراطور ((ماركوس أورليوس)) وابنه. (انظر؛ Athenagoras, A Plea for the Christians, in the Ante Nicene Fathers, Buffalo: The Christian Literature Publishing Company, 1885, 2/146)

[10] الخلاف حول معنى ((الملائكة)) هنا واسع؛ فقد قيل إنّها الملائكة الساقطة, وقيل إنّها الملائكة الصالحة, وقيل إنّها الملائكة التي تحضر في الكنائس, وقيل إنهم رجال الدين في الكنيسة, وقيل إنّها الملائكة التي تحرس المؤمن في كل مكان (انظر؛ Thomas Charles Edwards, A Commentary on the First Epistle to the Corinthians, London : Hodder and Stoughton, 1885, pp. 277-288), ومهما كان المعنى فإنّ الصواب كما قال الناقد ((توماس شارلز إدواردز)) ((Thomas Charles Edwards)) هو عدم حصر الأمر في الملائكة التي تحضر في الكنيسة؛ لأنّ ((بولس)) قد تحدّث عن النظام الطبيعي للخضوع, والملائكة حاضرة في الكنيسة وغيرها لرعاية هذا الترتيب الكوني, كما أنّ للملائكة حضورًا في المشهد الكوني عامة كما هو مصوّر في الكتاب المقدّس (انظر المصدر السابق, ص 278)

[11] جاءت ترجمة ((The New Living Translation)) مراعية للمعنى المقصود: ((A woman should wear a covering on her head to show she is under authority))




الحجاب في التاريخ النصراني:
http://www.arcri.org/hijab/index.php...=98&Itemid=220
شهد معجم ((Dictionnaire des antiquités chrétiennes)) عند حديثه عن لباس النصارى الأوائل أنّه: ((عامة, كان الرجال يظهرون في الأماكن العامة برأس مكشوف, وكان النساء يرتدين الحجاب.)) ((En général, les hommes se montraient en public tête nue, et les femmes voilées))[1], وفصّل معجم ((A Dictionary of Christian Antiquities)) الأمر بقوله إنّ النساء النصرانيات كنّ يلبسن غطاءً للرأس يوافق أعراف بلادهن ومقامهن.[2]

وتذكر الموسوعة البريطانيّة –الإلكترونيّة-لسنة 2008م في مقال: ((خمار)) ((wimple)) أنّ النساء في أوروبا منذ آخر القرن الثاني عشر إلى بداية القرن الرابع عشر, قد ارتدين-بصور واسعة- خمارًا يغطّي الرأس ويلتفّ حول الرقبة والخدين والذقن؛ متأثّرات في ذلك –كما تقول هذه الموسوعة- بالمسلمات, بعد عودة الجنود الصليبيين من بلاد المسلمين.[3] ولم يكن هذا الشكل في اللباس بذلك مخالفًا لأحكام الكنيسة, بل هو موافق لأوامر الحجاب فيها من قبل, وقد استُجلِب من ناحية الشكل (كموضة) جديدة واردة من العالم الإسلامي.

وكانت المرأة المصرية الأرثودكسية طوال تاريخها حتى بداية القرن العشرين, ترتدي الحجاب, كما نقلته ((فيبي أرمانيوس))-التي يظهر من اسمها أنّها نصرانية- في مقالها عن المرأة في مصر ضمن كتاب: ((موسوعة النساء والثقافات الإسلامية)) ((Encyclopedia of Women and Islamic Cultures)) ((تاريخيًا, كان كل من النساء القبطيات والمسلمات يرتدين النقاب حتى بداية القرن العشرين.)) ((Historically, both Coptic and Muslim women wore the veil until the turn of the twentieth century)).[4] ونقلت لنا الموسوعة الإنجليزية ((The English Cyclopaedia)) الصادرة سنة 1867م أنّ عامة النساء النصرانيات في مصر (القبطيات كما تسميهن) يرتدين النقاب في ذاك الزمان.[5]

بعض الفرق النصرانية اليوم – (المينوتيين)[6] و(الآمش)[7] على سبيل المثال -لازالت تحافظ على أمر ارتداء غطاء الرأس بأمر من رؤساء الكنيسة؛ بدعوى أنّ غطاء الرأس ما هو إلا رمز لخضوع المرأة للرجل وللربّ[8], وهو نفس التفسير الذي قدمه ((بولس)) في العهد الجديد.



امرأتان من (الآمش) في اجتماع صيفي[9]


ولنا أخيرًا أن نطرح سؤالاً منطقيًا لعامة النصارى: ((أيهما يوافق العقل والمنطق: قول الكاثوليك والأرثودكس إنّ الراهبة تغطي رأسها وتلبس الجلباب الواسع غير الملوّن؛ لأنّها تعتقد أنها ستكون عروس إلهها يسوع المسيح (!!!؟) يوم القيامة!!؟ أم قول المسلمين إنّ تغطية المرأة نفسها هو أمر بالعفّة لكلّ امرأة صالحة, وغايته منع افتتان الرجال بالنساء, وحراسة الفضيلة بين الناس في الدنيا؟!!))

سؤال يحتاج إلى إجابة عاقلة.. من فتاة أو امرأة واعية!!

إذن؛ إذا كان النصارى يزعمون الإخلاص إلى دينهم واليقين في صلاح أحكامه, فعليهم أن يعملوا بأوامر الحجاب الواردة فيه, بدل الالتفاف حوله, والتشهير بالحقّ الوارد في القرآن المجيد!!!

وأخيراً .. أقول لكِ أيّتها المحجّبة :
سيري لمجدكِ تحت ظل عفافِ *** وتجملي بمطارف الألطافِ
ما الدرّ وهو مجرد عن حرزه *** بمقدر كالدّر في الأصداف

اللهم هل بلّغت ..؟ اللهم فاشهد!
اللهم هل بلّغت ..؟ اللهم فاشهد!
اللهم هل بلّغت ..؟ اللهم فاشهد!



أيقونات نصرانيّة ((لمريم)) عليها السلام

-رمز العفّة عند الكنيسة-

وهي ترتدي الحجاب في جميعها!

[1] Joseph Alexander Martigny, Dictionnaire des antiquités chrétiennes, Paris: Librairie de L. Hachette et Cie, 1865, p.653
قال المطران ((ايزيدور بطيخة)) - مطران كنائس حمص وحماة ويبرود للروم الكاثوليك- في حوار مع صحيفة (القدس العربي) بتاريخ (16/11/2009) تحت عنوان: ((المطران ايزيدور بطيخة: إذا كان الحجاب أداة للمساعدة نحو التقاء أعمق مع الله ونحو إنسانية أحسن فلتتحجب كل نساء الأرض)) :
((الحجاب في تاريخ المسيحية كان فريضة وهذه الفريضة جاءت بتأثير من التمازج بين المسيحية واليهودية، فكلنا يعرف المسيحية قد انطلقت من الكنيس اليهودي، المجتمع اليهودي والعلاقة وطيدة بين اليهودية والمسيحية بسبب النبوءات القديمة التي كانت قد تنبأت عن السيد المسيح بمجيئه.))
((لهذا الكنيسة اليوم لا تتمسك بالحجاب رغم انها تمسكت برمزيته والبرهان على ذلك أن راهباتنا يتحجبن إلى اليوم))
((الحجاب في المسيحية اليوم هو رمز رغم أنه كان فريضة في تاريخ المسيحية وأنه كان في بعض الحقبات التاريخية في المسيحية عار على المرأة أن تظهر شعر رأسها إلا لزوجها أو للمقربين, كما هو في الإسلام حاليًا.))
رابط إلكتروني للحوار من صحيفة (القدس العربي):
www.alquds.co.uk/archives/2009/11/11-16/qma.pdf

[2] انظر؛ William Smith and Samuel Cheetham, eds. A Dictionary of Christian Antiquities, 1/761

[3] انظر الموسوعة البريطانيّة الالكترونية لسنة 2008:
Wimple. Encyclopædia Britannica. 2008. Encyclopædia
Britannica Online Library Edition. 11 July 2008
<http://www.library.eb.com/eb/article-9077146>.

[4] Afsaneh Najmabadi and Suad Joseph, Encyclopedia of Women and Islamic Cultures, Leiden : Brill, 2003, 2/721

[5] انظر؛ Charles Knight, The English Cyclopaedia, London: Bradbury, Evans, 1867, 3/198

[6] المينونيت Mennonite: نسبة إلى Menno Simons الكاتب والعالم الأناببتستي. وتعني عبارة (منّونيت), مجموعة من الجماعات حول العالم ترى أن أصولها تعود إلى حركة ((الأناببتيست)) في القرن السادس عشر ميلادياً. أصول المينونتيين أربعة: (1) التأكيد على أهمية التعميد للكبار المؤمنين (2) معارضة الحرب (3) سيادة المسيح (4) أهمية الالتزام الكنسي. ويبلغ عدد أفراد المينونتيين اليوم 900 ألف بالغ, ثلثهم تقريبًا يعيشون في أمريكا الشماليّة.(انظر؛ William H. Swatos, ed. Encyclopedia of Religion and Society, CA: Rowman Altamira, 1998, p. 294

[7] الآمش: فرقة انفصلت عن المينونت على يد قس اسمه ((جاكون أمّانّ)) ((Jacob Ammann)) سنة 1693م.

[8] انظر في لباس نساء الآمشonald B. Kraybill, The riddle of the Amish Culture, Maryland: JHU Press, 2001 , revised edition, pp.60-63

[9] Donald B. Kraybill, The riddle of the Amish Culture, Maryland: JHU Press, 2001 , revised edition, p.62









حد الردة والحجاب والنقاب فى الكتاب( المقدس)


لا يدرى الجهال الذين يشنعون على الاسلام بخصوص حد الردة ان هذا الحد موجود فى الكتاب (المقدس ) ولا ادرى ماذا سيقولون اذا اطلعوا على ذلك هل سيصفون النصرانية واليهودية بانها لا تحترم حرية الفرد فى اختيار ما يعتقد ام سيصفونهما بالتطرف كما قالوا ا عن الاسلام ام بماذا سيجيبون ؟؟ وانا لمنتظرون وهاكم بعض النصوص التى توضح ذلك :
1_كتاب الخروج 22/ 20 (من يذبح للاوثان فليقتل)
_2_
الخروج 32 امر موسى لبنى لاوى ان يقتلوا عبدة العجل فقتلوا 23000 رجلوفى الباب 25 منه فى حكم السبت ( من عمل فيه عملافليقتل)

_4_ سفر العدد 15 امر موسى برجم رجل كان يلتقط حطبافيه فرجمه بنو اسرائيل
_5_
التثنية 13/1_5 (لودعا نبى الى عبادةغير الله فليقتل ولو كان ذا معجزات كثيرة
_6_
التثنية 13/12_16 ( وكذا لو ارتد اهل قرية فلابد ان يقتل جميع اهلها ودوابهم وتحرق القرية ومتاعهاواموالها وتجعل تلا ثم لاتبنى الى الدهر
_7_
وفى التثنية 17/ 2_7 ( لو ثبت على احد عبادة غير الله يرجم رجلا كان اوامرأة
_8_
وفى سفر الملوك الاول 18/ 17_40 (ان ايليا ذبح فىوادى قيشون 450 رجلا من الذين كانوا يدعون نيوة البعل

***********************************

- الحجاب في الكتابالمقدسرِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِ الأُولَى إِلَى أَهْلِكورونثوس / اَلأَصْحَاحُ الْحَادِي عَشَر( وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّيأَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغَطّىً فَتَشِينُ رَأْسَهَا لأَنَّهَاوَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ. 6إِذِ الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ لاَتَتَغَطَّى فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحاً بِالْمَرْأَةِ أَنْتُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ فَلْتَتَغَطَّ.رِسَالَةُ بُولُسَ الْرَّسُولِالأُولَى إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ / اَلأَصْحَاحُ الْحَادِيعَشَرَ13احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِأَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟النقاب في الكتابالمقدسسِفْرُ نَشِيدُ الأَنَاشِيدِ / اَلأَصْحَاحُالرَّابِعُ1هَا أَنْتِ جَمِيلَةٌ يَا حَبِيبَتِي هَا أَنْتِجَمِيلَةٌ! عَيْنَاكِ حَمَامَتَانِ مِنْ تَحْتِ نَقَابِكِ. شَعْرُكِ كَقَطِيعِمِعْزٍ رَابِضٍ عَلَى جَبَلِ جِلْعَادَ.3شَفَتَاكِ كَسِلْكَةٍ مِنَ الْقِرْمِزِ. وَفَمُكِ حُلْوٌ. خَدُّكِ كَفِلْقَةِ رُمَّانَةٍ تَحْتَنَقَابِكِ.سِفْرُ إِشَعْيَاءَ / اَلأَصْحَاحُ السَّابِعُوَالأَرْبَعُون2خُذِي الرَّحَى وَاطْحَنِيدَقِيقاً. اكْشِفِي نُقَابَكِ. شَمِّرِي الذَّيْلَ. اكْشِفِي السَّاقَ. اعْبُرِيالأَنْهَارَ)
.................................................................
واخيرا اليكم ايها الاحباء موسوعة رائعة وشلملة فى الرد على النصارى تجدونها فى هذا الرابط
http://www.almeshkat.net/books/open....t=48&book=4219

ومن استفاد فلا يبخل على اخيه بدعوة














زنا جد المسيح بكنته وحاشاه:

فاخبرت ثامار وقيل لها هوذا حموك صاعد الى تمنة ليجزّ غنمه. 14 فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلفّفت وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة.لانها رأت ان شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة. 15 فنظرها يهوذا وحسبها زانية. لانها كانت قد غطت وجهها. 16 فمال اليها على الطريق وقال هاتي ادخل عليك. لانه لم يعلم انها كنته. فقالت ماذا تعطيني لكي تدخل عليّ. 17 فقال اني ارسل جدي معزى من الغنم. فقالت هل تعطيني رهنا حتى ترسله. 18 فقال ما الرهن الذي اعطيك.فقالت خاتمك وعصابتك وعصاك التي في يدك. فاعطاها ودخل عليها. فحبلت منه. 19 ثم قامت ومضت وخلعت عنها برقعها ولبست ثياب ترملها 20 ..الخ)

ولأبدأ معكم في القراءة من رسالة بطرس من الإصحاح الثالث الاعداد 3 الى 5 حيث يقول :

1Pt:3:3: ولا تكن زينتكنّ الزينة الخارجية من ضفر الشعر والتحلي بالذهب ولبس الثياب
1Pt:3:4: بل انسان القلب الخفي في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ الذي هو قدام الله كثير الثمن.
1Pt:3:5: فانه هكذا كانت قديما النساء القديسات ايضا المتوكلات على الله يزيّن انفسهن خاضعات لرجالهن

يبدأ الحواري بطرس حديثه بنهي المرأة النصرانية ( المسيحية) عن التبرج واظهار زينتها الخارجية من ضفائر الشعر ومفاتن جسدها بل انه يذهب الى ابعد من ذلك طالبا عدم التحلي بالذهب ولبس الثياب ( غير المحتشمة) ويقول انه هكذا كانت تفعل القديسات المؤمنات المتوكلات على الله محافظات على الجمال الروحي والذي هو عند الله اكثر قيمة من التزين والحلي غالية الثمن.
وبولس كذلك فانه يتفق مع بطرس في ما ذهب اليه قائلا في رسالته الأولى الى تيموثي الإصحاح الثاني الاعداد 9 - 10 قائلا :
1Tm:2:9: وكذلك ان النساء يزيّنّ ذواتهنّ بلباس الحشمة مع ورع وتعقل لا بضفائر او ذهب او لآلىء او ملابس كثيرة الثمن
1Tm:2:10: بل كما يليق بنساء متعاهدات بتقوى الله باعمال صالحة. )

وكلام بولس في منتهى الوضوح ولا حاجة لي ان اشرحه وقد وجدت كذلك ان في التوراة في سفر الأمثال الاصحاح 31 العدد 30 ما هو موافق لكلام بولس وبطرس معا :

Prv 31:30: الحسن غش والجمال باطل.اما المرأة المتقية الرب فهي تمدح.
فالمرأة التي تستحق المدح هي المرأة المتقية الورعة وليست المتبرجة المتزينة بالظفائر والمجوهرات فكل هذا باطل !!
الرسالة الأولى لبولس لأهل كورنثيوس الاصحاح 11 الاعداد 5-6 :

1Cor:11:5: واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
1Cor:11:6: اذ المرأة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها.وان كان قبيحا بالمرأة ان تقص او تحلق فلتتغط.
وقد يخطئ البعض ويظن ان هذه الأوامر مقصورة بتغطية المرأة لشعرها وقت الصلاة في الكنيسة فقط وليس في أي مكان آخر. لكن بولس في رسالته الأولى الى تسالونكي يوضح ان على المرأة المؤمنة ان تصلي دائما في كل مكان وزمان ولا تقطع صلاتها مما يعني ان تستمر بارتداء الحجاب في كل وقت :
إ
رسالة بولس الأولى لأهل تسالونكي :
1Thes:5:17: صلّوا بلا انقطاع.

لهذا كانت النساء النصرانيات الى الماضي القريب لا يخرجن من بيوتهن دون تغطية رؤوسهن. فالصلاة لا يجب ان لا تنقطع وكذلك الحجاب لا يجب ان يفارق رأس المرأة في أي وقت.
قد يكون افضل مافي التوراة حسب رأيي انها سجل تاريخي يكشف لنا الكثير حول حياة وتقاليد اليهود وزوجات الأنبياء

وبطريقة غير مباشرة يكشف لنا كذلك عن نوعية الملابس التي كن يرتدينها. ويذكر لنا سفر التكوين الإصحاح 24 العدد 46 ان (رفقة) زوجة اسحق عليه السلام كانت تتغطى ببرقع امام الغرباء. وقد غطت وجهها ببرقع حين اقبل عليها اسحق عليه السلام قبل ان يتزوجها.
وقد وجدت في قول الحافظ ابن حجر ما قد يكون شاملا لما سبق فقد قال رحمه الله "لم تزل عادة النساء قديما وحديثا أن يسترن وجوههن عن الأجانب ".
في سفر نشيد الإنشاد الإصحاح 4 العدد 1 إشارة واضحة الى النقاب الذي كن اليهوديات يلبسنه بأوامر صريحة من الانبياء في ذلك الوقت. وفي هذا السفر شخص ما يتغزل بعين فتاة يهودية ويصف جمال عينيها من تحت نقابها !
Sg:4:1: . ها انت جميلة يا حبيبتي ها انت جميلة عيناك حمامتان من تحت نقابك.شعرك كقطيع معز رابض على جبل جلعاد.
وفي ما يسمى بالفن النصراني نجد صورا يدعون انها لمريم أم المسيح عليهما السلام. وقد رسمت مغطاة الرأس تلبس ثوبا أسود اللون فضفاضا يخبئ مفاتن جسدها, ونرى كذلك وجهها خالي من أي مساحيق تجميل !
فلماذا اختار الفنان النصراني ان يرسمها بهذه الصورة؟
لابد ان الفنان اصطدم بالنصوص السابقة التي تحث على اللباس المحتشم والحجاب وانه كان يرى المرأة النصرانية متغطية من رأسها حتى اخمص قدميها فاستوحى تلك الصورة, ولا بد انه ايضا لم يجد في خياله الواسع صورة اشرف وأعف واجمل من امرأة بهذا الشكل فاختارها لتكون صورته الخيالية لأم المسيح عليها السلام.
وتذكروا لباس الراهبات المحتشم, فهل وقفت مرة وتساؤلت لماذا تغطي هذه الراهبة شعرها و وتلبس هذا الثوب الفضفاض مخفية مفاتن جسدها؟ ومن هو الذي فرض عليها ذلك؟
سمعت مرة من احد الأشخاص يقول بما معناه ان لباس المرأة ليس دليلا على حسن او سوء اخلاقها. وقد يكون كلامه صحيحا الى حد ما, ولكن علمتني الحياة ان مثل هذه القواعد الشاذة غالبا ما تسقط عند أول اختبار.
لنفترض أن فتاة ما تقف في الشارع مرتدية ملابس غير محتشمة ورآها شخص ما وخطر له ان بسبب ملابسها الفاضحة التي تكشف له اكثر مما ينبغي فانها سهلة المنال. ولنفترض ان هذا الشخص ذهب الى ابعد من ذلك وتحرش بها فعلا, وهنا قد تقف الفتاة مدافعة عن نفسها قائلة له " ليس لأني البس مثل هذه الثياب فان هذا يعني اني بائعة هوى !"
صحيح, قد لا تكون بائعة هوى , ولكن قبل ان تحاسبي هذا الشخص على افكاره الخاطئة اسألي نفسك ما الذي اوحى له بهذا الظن؟
لتوضيح اكبر, لنتخيل ان احد الإخوة عندنا (دمه خفيف( ولا علاقة له بالشرطة , لكنه ارتدى زي ضابط شرطة وخرج للتسوق, ومن قبيل الصدف وقعت جريمة في المكان الذي هو فيه, فجاءه شخص يطلب منه المساعدة,وهنا يقف الأخ مدافعا عن نفسه قائلا : " ليس لأني ارتدي مثل هذا الزي فان هذا يعني اني ضابط شرطة !!"
فلباس المرأة إذا هو هويتها وهو يعلن عن شخصيتها ويخبرنا بالكثير عن اخلاقها ودينها أو لا اخلاقها ولا دينها !

من الطريف ايضا , هناك تسجيل لشنودة يرد به على اقتراح من احد اتباعه يطلب فيه ان يقوم شنودة بتوجيه كلمة للنساء النصرانيات ان يراعين لباسهن في الكنيسة وان يرتدين ملابس اكثر حشمة , فما كان من شنودة إلا ان وبخة وسخر منه قائلا له ان العيب في " قلبه الخاطئ " وليس في نساء الكنائس وانه يجب ان يضع " وشه في الحيط " ولا ينظر اليهن !
أن بقايا الأخلاق والرجولة والنخوة والغيرة التي عند هذا الرجل , لا يمكن لشخص مثل شنودة ان يفهمها !
والحمد لله على نعمة الإسلام وكفى بها من نعمة










الحجاب في العهد الجديد:

جاء في رسالة بولس الأولى إلى كورنثوس 11/4-10: ((فكل رجل يصلي أو يتنبأ، وعلى رأسه غطاء، يجلب العار على رأسه.وكل امرأة تصلي أو تتنبأ، وليس على رأسها غطاء، تجلب العار على رأسها، لأن كشف الغطاء كحلق الشعر تماما. فإذا كانت المرأة لا تغطي رأسها، فليقص شعرها! ولكن، مادام من العار على المرأة أن يقص شعرها أو يحلق، فلتغط رأسها. ذلك لأن الرجل عليه ألا يغطي رأسه، باعتباره صورة الله ومجده. وأما المرأة فهي مجد الرجل. فإن الرجل لم يؤخذ من المرأة، بل المرأة أخذت من الرجل؛ والرجل لم يوجد لأجل المرأة، بل المرأة وجدت لأجل الرجل. لذا يجب على المرأة أن تضع على رأسها علامة الخضوع، من أجل الملائكة.))

صرّح ((بولس)) في النصّ السالف أنّه لا يجوز للمرأة أن تكشف شعرها داخل الكنيسة إذا كانت تصلّي أو تتنبّأ .. ونقول: تبعًا لذلك فمن باب أولى عدم كشفه خارجها .. إذ الفتنة خارجها أشدّ .. فإذا كان المنع مقررًا داخل دور العبادة حيث الأصل أن تكون الأنفس أكثر استعدادًا لمواجهة فتنة الشيطان؛ فمن باب أولى حرمة هذا الأمر في الخارج حيث عوامل الاستثارة والاستجابة أكبر  .. وهو نفس ما قرّره ((ترتليان)) إذ قال في الفصل 22 من كتابه ((حول الصلاة)) ((De Oratione)) –وإن كان قد طرحه بصورة عكسيّة؛ إذ إنّ من النساء في زمانه من كن يرتدين الحجاب في الشارع, ويعرين رؤوسهن في الكنيسة- : ((لماذا تكشفن أمام الله, ما تغطينه أمام الرجال؟ هل أنتن محتشمات في الشارع أكثر من الكنيسة؟))[1] .. إنّ العفّة بارتداء الحجاب عند ((ترتليان)), فريضة في الشارع كما في الكنيسة!

ومما يؤكّد أنّ ((بولس)) كان يرى وجوب الحجاب, أنّ الفيلسوف والمؤرّخ ((ديو ذهبي الفم)) ((Dio Chrysostom)) -وكان من معاصري  ((بولس))- قد أشار إلى أن النساء في طرسوس-بلد ((بولس))- كنّ يغطين أنفسهن عندما يكنّ في الشارع فلا يظهر منهن شيء[2]..

كما أنّ أهل كورنثوس الذين تنصّروا, والذين وجه إليهم ((بولس)) رسالتيه, كانوا في الأساس على قسمين: اليونان الأمميين, واليهود المتنصّرين (كما هو ظاهر من الحديث عن الرجال الذين ختنوا والآخرين الذين لم يختنوا في 1كورنثوس 7/18) ..

 ونعلم تاريخيًا أنّ لباس النساء اليونانيات كان معتنيًا بصورة كبيرة بالستر؛ إذ إنّ أشهر أنواعه والمسمّى  ((peplum)), هو رداء تضعه المرأة على رأسها؛ فلا يظهر منها شيء, كما أنّه كان من عادة اليونانيات أن يغطين وجوههن فلا تبدو منهن إلاّ عين واحدة [3].

لقد ((كانت عادة (اليونانيات) أن يغطين أنفسهن في الحياة العامة (كما تؤكّد ذلك المنحوتات), على خلاف أمرهن في بيوتهن أو في علاقاتهن داخل بيوتهن. ما كان حال اليهوديات قاصراً على عقد شعورهن, وإنمّا كنّ يغطينها بطريقة آمنة عندما يكنّ خارجًا, لقد كنّ بالتأكيد مغطيّات في الأماكن العامة, وما كنّ يتكشفن في الهيكل.))[4]  

أمّا فيما يتعلّق بنساء الإمبراطوريّة الرومانيّة, فكنّ يغطين رؤوسهن دلالة على أنّهن نساء محترمات, وكنّ يلبسن إمّا النقاب أو غطاء رأس, وهنّ في ذلك يُعلِمن من يراهن من الرجال أنّه لا يجوز لهم الاقتراب منهن, وأنّ أيّ فعل متعد منهم سيكلّفهم عقوبة زاجرة.[5]

ويعلّق المؤرّخ اليوناني المشهور ((بلوتارك))[6] –وقد عاش في اليونان وروما- بعد ذكره لأعراف زمانه عند الحِداد على الميت وأنّ الأبناء كانوا يغطون رؤوسهم فيما تكشف البنات رؤوسهن: ((ينتمي الحِداد إلى المخالف للعادة))[7]؛ وفي ذلك دلالة على موافقة حجاب النساء للمألوف والمقبول في القرن الأول ميلادي؛ فليس كشف النساء رؤوسهن علامة على الحزن عند وفاة قريب إلاّ استثناءً مخالف لأصل الستر.

وقد كان مجتمع ((قمران)) الذي ساهمت مخطوطاته المكتشفة في منتصف القرن العشرين, في تحقيق فهم أفضل للبيئة التي ظهر فيها المسيح, يرى أن المرأة غير المحجّبة أشبه بمن يعاني إعاقة بدنيّة؛ ممّا يلزم منه أن تقصيها جماعة الناس عن المجتمع؛ احترامًا للملائكة.[8]

في ظلّ هذه الأجواء, لا يمكن أن نتصوّر أنّ ((بولس)) كان يقول لأهل كورنثوس: على نسائكم أن يغطين رؤوسهن في الكنائس, فإن لم يفعلن ذلك؛ فلتُقصّ شعورهن إهانة لهن, أمّا في الشارع أمام جماهير الرجال؛ فلهنّ أن يتبرّجن!!!

إنّ أسلوب الأمر والزجر الوارد في كلام ((بولس)) يظهر أنّه يدعو إلى مزيد حشمة والتزام, وما كان بصدد تخفيف ما يفرضه العرف في بيئته وزمانه.

إنّ آفة عامة التفاسير المعاصرة- كما اعترف بذلك بعض النقاد الغربيين المحققين - أنّها تفسِّر بعقليتها الغربية الأوروبيّة المعاصرة, كتبًا شرقيّة كتبت في أزمنة قديمة ..

إنّ وَصْلَ كلام ((بولس)) إلى أهل كورنثوس, ببيئتة الطرسوسية, وخلفيّته اليهوديّة, وأعراف من وجه إليهم رسالتيه؛ ليجعلنا ندرك معنى حديثه عن حكم الحجاب داخل الكنيسة بصورته الأجلى والأوسع ...

كما أنّه من غير المنطقي أن نتحدّث عمّا قرّره العهد الجديد من حرمة النظر إلى النساء بشهوة, وأنّ ذلك فعل قبيح يستدعي من المرء أن يقلع عينه لأجل تفاديه-سواء أكان الحديث على الحقيقة أم على المجاز- , وما أعلنه النصارى في القرن الثاني للميلاد بأنهم يتميّزون بالعفّة والتباعد الشديد عن دواعي إثارة الشهوة ولو بالنظر[9] من (جهة) .. ثمّ نقول من (جهة أخرى) إنّ النصرانية تعلن مع ذلك في قرونها الأولى أنّها قد قررت مخالفة شريعة اليهود وأعراف الرومان واليونانيين التي تفرض على النساء الحجاب!!!

كيف تتميّز النصرانيّة –على ألسنة دعاتها الأوائل- بالدعوة إلى العفّة, ثم تخالف كلّ شرائع البيئة التي وجدت فيها وأعرافها, بإباحة السفور الذي كان يعدّ في ظلّ ذاك الواقع اجتراءً على الثوابت الأخلاقيّة للمجتمع؟!!

كيف يصحّ أن تكون النصرانيّة في القرون الميلاديّة الأولى أرقى أخلاقيًا من شرائع الأمم الأخرى وأعرافها؛ باستبشاعها الشديد للتبذّل الجنسي إلى حدّ اعتبار نظرة الرجل إلى المرأة مهلكة من المهالك, وزنى قد اكتملت أركانه .. ثمّ هي تقرّر مخالفة ما استقرّت عليه الأمم التي ظهرت فيها؛ بإباحة السفور للمرأة؟!!

أين المنطق؟!

ثمّ إنّ المنطق الاستنباطي والترتيبي ((لبولس)) في حديثه عن حجاب المرأة في الكنيسة؛ ليدلّ بذاته على أنّ ((بولس)) كان يرى فريضة الحجاب ملزمة للمرأة في الكنيسة وخارجها؛ إذ إنّه قد أكّد على أنّ المرأة خاضعة للرجل: ((فكما أن الكنيسة قد أُخضِعت للمسيح، فكذلك الزوجات أيضًا لأزواجهن، في كل شيء.)) (أفسس 5/24), ورتّب على هذا الخضوع إلزام المرأة بوضع علامة له, وهو الحجاب كما هو متبادر من السياق: ((لذا يجب على المرأة أن تضع على رأسها علامة الخضوع، من أجل الملائكة[10].)) (1كورنثوس 11/10 )[11] .. فكان (الخضوع) و(الحجاب) متلازمين .. ولمّا علمنا من كلام ((بولس)) أنّ المرأة خاضعة للرجل في جميع شأنها, كما أنّ الكنيسة خاضعة للمسيح في جميع أمرها؛ أدركنا أنّ هذا الحجاب ملازم لها دائمًا ملازمة خضوعها المتواصل للرجل.








فالإرهاب ظاهرة عالمية مارسها أتباع كل الأديان، ففي عام ‏1995 وضعت جماعات التعصب المسيحي في أوكلاهوما طنا ونصف الطن من الديناميت أمام أحد المباني الفيدرالية، وفجروا هذه الكمية من المتفجرات عن بُعد، ودُمر المبني، وقُتل ‏168‏ وأصيب ‏320‏ أمريكيا، وقُتل ‏20‏ طفلا كانوا موجودين في حضانة أبناء الموظفين بالمبنى. وذكرت وكالات الأنباء أن من قام بهذا العمل 3 أشخاص ملامحهم شرق أوسطية‏، ‏ثم ثبت أن مرتكب الحادث شخص ينتمي لجماعة متطرفة مسيحية. فهل قال أحد إن هذا إرهاب مسيحي؟‏!.

وفي عام ‏1996 قامت جماعات العنف المسيحية بمهاجمة بعض المباني في فرنسا، ووضعوا متفجرات في محطات مترو الأنفاق، وقتلوا ‏194‏ شخصا. هذا بالإضافة إلى ما يفعله الإسرائيليون كل يوم، وما فعلوه في قانا وفي صبرا وشاتيلا‏.‏ وكلنا نتذكر الإرهابي الإسرائيلي الذي دخل المسجد الإبراهيمي عام 1996، وقتل بمدفع رشاش ‏94‏ مسلما، فهل قال أحد إن هذا إرهاب يهودي؟‏!.‏

فالغرب إذن يركز على مهاجمة الإسلام لأغراض سياسية‏، وهو ما يضع على عاتق الدعاة المسلمين مسئولية خطيرة، وهي توضيح صورة الإسلام الحقيقية التي تدعو للسلام، حيث يقول الله تعالى‏ في سورة البقرة، الآية 208: (يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السلْمِ كَافة)، وفي سورة الأنفال، الآية ‏61‏: (وَإِن جَنَحُوا لِلسلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكلْ عَلَى اللهِ إِنهُ هُوَ السمِيعُ الْعَلِيمُ)، وتحية الإسلام نفسها تدل على السلام والرحمة‏.‏

لقد أنزل الله تعالى 3 ديانات سماوية، لا ليتشاجر أتباع كل ديانة، فالقرآن الكريم يقول: (وَإِن جَنَحُوا لِلسلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكلْ عَلَى اللهِ إِنهُ هُوَ السمِيعُ الْعَلِيمُ)، وفي الإنجيل نفس المعنى، فقد ورد في إنجيل لوقا إصحاح ‏2‏: (المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام‏).‏ كما ورد في إنجيل لوقا أيضا إصحاح ‏10‏: (وأي بيت دخلتموه فقولوا سلام لأهل البيت فإن كان ابنا للسلام يحل سلامكم عليه).

فحجر الزاوية في الأديان السماوية هو عبادة الله الواحد. والتنافس بين أتباع كل دين في العمل الصالح والبعد عن المفاسد، ففي القرآن الكريم يقول الله تعالى في سورة التوبة الآية 105: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) ونفس المعنى في إنجيل متى إصحاح 5: (يروا أعمالكم الحسنة فيمجدوا أباكم الذي في السماوات).

والديانات السماوية ديانات محبة وتآخٍ، حتى مع الأعداء، يقول إنجيل متى في الإصحاح الخامس: (أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم‏،‏ وباركوا لاعنيكم، وأحسنوا إلى مبغضيكم‏). ويقول محمد صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة في العام السابع الهجري لمن حاولوا قتله: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).

كما تهدف الأديان السماوية إلى السلام الاجتماعي بين البشر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، يقول تعالى في سورة هود الآية 118: (وَلَوْ شَاءَ رَبكَ لَجَعَلَ الناسَ أُمة وَاحِدَة وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، وتدل الآية الكريمة على أن الاختلاف أمر بمشيئة الله وليس بمشيئة البشر، وبالتالي يجب ألا يكون التنافس في العقائد، وإنما في المبادئ الاتفاقية مثل المحبة، والتعاون، والسلام... إلخ، ويترك الحساب لرب العباد وليس للبشر.

وحتى نعيش في سلام اجتماعي يجب أن أحترم خصوصياتك، حتى ولو لم أعترف بها، وفي المقابل يجب أن تحترم خصوصياتي حتى ولو لم تعترف بها.


http://www.arcri.org/hijab





--

Reply all
Reply to author
Forward
0 new messages