"المناهج التي يتم فيها طرح المحتوى المراد تدريسه ومعالجته بطريقة تتكامل فيها المعرفة، من مواد أو حقول دراسية مختلفة سواء كان هذا المزج مخططاً ومجدولاً بشكل متكامل حول أفكار وقضايا وموضوعات متعددة الجوانب، أم تم تنسيق زمني مؤقت بين المدرسين الذين يحتفظ كل منهم بتخصصه المستقل أم بدرجات بين ذلك "(المعيقل، 2001،ص 48).
و آخر يعرفه :" المنهج الذي يعتمد في تخطيطه وطريقة تنفيذه على إزالة الحواجز التقليدية التي تفصل بين جوانب المعرفة"(الشربيني، 2001، ص 211 )
و آخر يعرفه :" محاولة للربط بين الموضوعات الدراسية المختلفة، التي تقدم للطلاب في شكل مترابط ومتكامل، وتنظم تنظيماً دقيقاً، يسهم في تخطي الحواجز بين المواد الدراسية المختلفة "(الجهوري، 2002 ،ص74)
و آخر يعرفه :"تقديم المعرفة في نمط وظيفي على صورة مفاهيم متدرجة ومترابطة تغطي الموضوعات المختلفة دون أن يكون هناك تجزئة أو تقسيم للمعرفة إلى ميادين مفصلة "(الخياط، 2001،ص 101).
و آخر يعرفه :" فكرة وسط بين المواد المنفصلة وبين الإدماج التام، ويتطلب تنظيما خاصاً للمادة الدراسية وهو التنظيم السيكولوجي "(اللقاني ،1990، ص 203 ).
المنهج التكاملي له مزايا عديدة ، ولعلنا أن نذكر أبرزها :
- أن أسلوب التكامل يبرز وحدة العلم ويتيح للتلاميذ بأن يستزيدوا من العلم ويتعمقوا فيه بفهم عميق.
- يكسب التلاميذ المقدرة على الربط بين ما هو مكتوب وما هو واقع في الحياة اليومية المعاشة.
- تجنب التكرار الذي يحصل نتيجة تدريس فروع العلم المنفصلة.
- يساعد على تنمية مهارات التفكير المتعددة لدى التلاميذ.
- يراعي مطالب النمو لدى التلاميذ ويشبع رغباتهم واحتياجاتهم.
- يتيح للتلاميذ اكتساب مفاهيم بشكل أعمق.
- يجعل نواتج التعلم أكثر ثباتاً ودواماً وأقل عرضة للنسيان.
- اعتماد المنهج التكاملي على الخبرة التربوية المتكاملة .
- يساعد المنهج التكاملي على تكامل شخصية التلميذ ، وتزيد من تحصيلهم .
- يهتم المنهج التكاملي بالأنشطة التعليمية المختلفة .
- المناهج التكاملية تجعل الموضوعات المطروحة أكثر تماسكا وتوافقاً وتجعل المهارات أكثر تناسقاً.
- تزيد من ترابط المعلمين وتواصلهم .
- تؤدي إلى تقليل الكم ( المحتوى ) المقدم للطلاب ويكون ذو فائدة ودلالة مما يؤدي إلى بقائها لفترة أطول.
- تؤدى إلى تنوع طرائق التدريس وملاءمتها للطلاب .
- أكثر عرضة لاستخدام مصادر التعلم والوسائل التعليمية .
- توفر الوقت أكثر لصياغة أنشطة وتدريبات أصيلة وأكثر واقعية .
بالرغم من وجود مزايا المنهج التكاملي و إيجابياته إلا أن هناك بعض السلبيات على هذا المنهج التي تؤثر على فاعليته و من أبرز سلبياته :
أن المناهج التكاملية تتناول الموضوعات المطروحة بشكل سطحي وغير منسق ، فنجدأن تلك المناهج تتناول المعارف بشكل سطحي لا تتعمق معه في التفاصيل والجزئيات المتعلقة بكل تخصص.كما أن المناهج التكاملية تؤدي إلى تقليص محتوى المنهج . فتكامل موضوعين أو مادتين مثلاً يعني أن بعض المضامين فيهما سيتم حذفها .
- أنها تحتاج نوعية خاصة من المدرسين الذين قد لا يتوافرون بشكل كاف . بحيث يكونون قادرين على إدراك الصلات بين المناهج ؛ ولذا يصعب تطبيق هذا النوع من المناهج .
- أنها تحتاج لوقت أطول من المناهج التقليدية ، نظراً للمعارف والمهارات المستقاة من أكثر من تخصص تحتاج إلى وقت أطول .
- أن الكثير من مدرسي هذا النوع من المناهج يضطرون إلى تقديم معلومات ومعالجة مفاهيم خارج نطاق تخصصهم وخبراتهم ، مما يجعلهم يقدمونها بشكل غير ملائم وغير عميق .
مقترحات للمهتمين بمناهج التكامل :
ينبغي على المهتمين بالمناهج التعليمية ، عند الرغبة في تطبيق منهج التكامل ، مراعاة مايلي :
- تشجيع بناء المناهج المتكاملة من خلال تعريف المعلمين ورجال التربية بأهمية ومبررات قيام هذا النوع من المناهج سواء بالنسبة للطالب أم بالنسبة لطموحات وحاجات الدولة .
- اهتمام كليات التربية بإعداد المعلمين في أكثر من تخصص علمي واحد .
- عدم التأكيد على المادة العلمية وحفظها كغاية للعملية التعليمية ، بل ينبغي أن يشجع التدريس الفاعل والهادف ممارسة وتنمية عمليات التفكير ، ويمكن أن يمهد ذلك لتحقيق المنهج المتكامل في المستقبل القريب .
- الانتقال من تعليم محور معين إلى تعليم محوره الطالب، وانتقال دور المعلم من القائد المخطط للعملية التعليمية، إلى دور الموجه والمرشد.
- التأكيد على إثارة المشكلات في أثناء التدريس ، حتى يمارس الطلاب عمليات التفكير ويستخدمون العمليات العقلية المختلفة في أثناء البحث عن حلول للمشكلات .
- في حالة عدم وجود معلمين متخصصين لتدريس المناهج المتكاملة يمكن الاستعانة بأسلوب التدريس الجماعي ( التدريس بالفريق ) الذي يتعاون فيه أكثر من معلم ، كل حسب اختصاصه العلمي ،على أن يراعى التكامل في التدريس وألا يجزأ المنهج إلى أجزاء منفصل.
- عمل دورات تدريبية مكثفة للمعلمين الذين سيسهمون في تدريس المنهج التكاملي في مرحلته التجريبية ، وبالتالي تعميم التدريب لأكبر عدد منهم في حالة تبني هذا المنهج بشكل عام .
منهج التكامل يقوم بتنظيم المواد في حقول ومجالات ويراعى أن يتألف كل مجال من عدة مواد دراسية متقاربة ويقسم محتوى المجال الواحد إلى وحدات تعالج كل منها موضوعا يتصل بمختلف المواد الدراسية التي يتألف منها
منهج التكامل يقوم بتنظيم المواد في حقول ومجالات ويراعى أن يتألف كل مجال من عدة مواد دراسية متقاربة ويقسم محتوى المجال الواحد إلى وحدات تعالج كل منها موضوعا يتصل بمختلف المواد الدراسية التي يتألف منها
وذكر النجدي ( 2007، 38) " أن التكامل نظام يؤكد على دراسة المواد دراسة متصلة ببعضها البعض لإبراز علاقات واستغلالها لزيادة الوضوح والفهم، وهو يعد خطوة وسطى بين انفصال هذه المواد وإدماجها إدماجاً تاماً.
يتميز المنهج التكامل الاستمراريه في التقويم
المنهج المتكامل أكثر واقعية وأكثر ارتباطا بمشكلات الحياة التي يواجهها الفرد في حياته
الايجابيات:- يكتسب المتعلم عدة مهارات من بينها التفكير والحوار والمناقشة وطرح الأسئلة والنقد والتحليل والتوقع.- يكتسب المنهجية العلمية في التفكير ، لأنه عندما يتناول مواضيع الكتاب يتناولها من زوايا مختلفة.- إمكانية تطبيق المادة في حياته اليومية.- تثقيف المعلم والمتعلم في الموضوع المطروح من عدة جوانب.- تعزيز التعاون بين المتعلمين من خلال عمل المجموعات أثناء التطبيق. "
السلبيات:- سطحية المادة وعدم التعمق.- تحتاج إلى كادر ذات كفاءة عالية ومتمكن ولديه قاعدة معرفية متوسعة بحيث يكون قادر على إيجاد الصلات بين المناهج المختلفة.- صعوبة تقبل الطلبة لعدة مواضيع في الحصة الواحدة.- تحتاج إلى جهد مضاعف من المعلم لتحقيق أهدافه في الحصة الواحدة وخاصة انه يجمع أكثر من تخصص في الحصة الواحدة.- تحقيق أهداف الدرس في المناهج التكاملية اقل جوده من المناهج المنفصلة
مبررات الدعوة إلى التكامل في مجال اللغة العربية:
يشهد هذا العصر تتطورات هائلة في جميع ميادين المعرفة ، مما أدى إلى تشابك عناصر الثقافة وتماسكها ، أصبح من الصعب فصل أى فرع من المعرفة عن الاخر ، ولهذا كانت الدعوة إلى الأخذ بالإتجاه التكاملي في بناء المناهج . كما أن وضع الحواجز بين المواد الدراسية أصبح أمرا غير مرغوب فيه ، ومن ثم فقد أصبح تكامل المناهج أكثر قبولا لأنه يتيح الفرصه لربط المناهج بالبيئة ويساعد التلميذ على مواجهة المشاكل وحلها .
كما أن التكامل يعمل على بناء الشخصية المتكاملة كهدف من أهداف التربية وأيضا كمحاولة لعلاج عيوب المناهج المنفصلة ، كما أن المنهج المتكامل ينظر فيه للتلميذ على أنه محور العملية التعليمية ، ويعمل دائما على تلبية ميول وحاجات واهتمامات التلميذ وأيضا مساعدته في حل مشكلاته، بالإضافة إلى ذلك فإن التكامل في اللغة العربية يعمل على إبراز وحدة اللغة وتماسكها ومن خلال ذلك يدرك المتعلم أن فروع اللغة العربية لها أهميتها في حياتهم وأن العلم وحدة واحدة لا تجزئ فيها.
ويرى عبدالرزاق أن التكامل يساعد التلاميذ على استخدام الأسلوب العلمى في التفكير لأنه أكثر المناهج واقعية وارتباطا بالحياة، كما أنه يقضى على التكرار الذي تحدثه دراسة المواد منفصله ، ويساعد مدرس المواد على تطوير أنفسهم ورفع مستواهم العلمى .
بالإضافة إلى ذلك فإن التكامل في اللغة العربية يعمل على إبراز وحدة العلم وان كل فرع من فروع اللغة العربية يخدم الآخر ويكملة، وبهذا فإن تنظيم الكتب المدرسية في صورة وحدات متكاملة مدعاه لأن تدرس جميع الفروع في وقت واحد وبهذا لن يطغى الإهتمام على فرع دون الآخر وكذلك يعمل على توفير الوقت والجهد الذي تحدثة دراسة الفروع منفصلة ، وبذا فإن تنظيم التكامل يعطي صورة أشمل للغة ويوضح مدى ترابط فروعها مما يتيح فرصه أكبر لعمليات التطبيق للمعرفة النظرية.