الى الأمة الإسلامية عامة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ،
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات
أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن
يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا
الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً
عبده ورسوله ، (( يأيها الذين آمنوا اتقوا
الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم
مسلمون )) .. أما بعد :
من أسامة بن محمد بن لادن إلى إخوانه
وأخواته في الأمة الإسلامية عامة :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
رسالتي هذه إليكم بخصوص التحريض ومواصلة
الحثِّ على الجهاد ، لدفع المؤامرات
العظام التي حِيكت وتحاكُ ضدَّ أمتنا ،
خاصةً وقد ظهر بعضها ظهوراً بيناً ،
كاحتلال الصليبيين بمناصرة المرتدين
لبغدادَ دارِ الخلافة تحت خدعة أسلحة
الدمار الشامل ، وكذلك المحاولة الشرسة
لتدمير المسجد الأقصى والقضاء على
الجهاد والمجاهدين في فلسطين الحبيبة
تحت خدعة خارطة الطريق ومبادرة جنيف
للسلام ، وكذلك الحملات الإعلامية
الصليبية على الأمة الإسلامية ، والتي
تُظهر بوضوحٍ عظيم : عِظَمَ ما يبيّتون
من شرٍ مستطيرٍ للأمة عامة ، ولأهل بلاد
الحرمين خاصة ، وظهرت نوايا الأمريكيين
كذلك في تصريحاتٍ بضرورة تغيير معتقدات
ومناهج وأخلاق المسلمين ، حتى يصبحوا
أكثر تسامحاً على حد تعبيرهم ، وبعبارةٍ
واضحة : إنها حرب دينية اقتصادية ،
يريدون إبعاد العباد عن عبادة الله
ليستعبدوهم ويحتلوا بلدانهم وينهبوا
ثرواتهم ، فمن العجب أن يفرضوا
الديموقراطية وأمركة الثقافة بالقاذفات
النفاثة ، لذا فإن ما يُنتظر أدهى وأمر ،
فما احتلال العراق إلا حلقةٌ في سلسلة
الشر الصهيونية الصليبية ، ثم يأتي دور
الاحتلال الكامل لبقية دول الخليج
تمهيداً لبسط النفوذ والهيمنة على
العالم أجمع ، فالخليج ودوله هو مفتاح
السيطرة على العالم في نظر الدول الكبرى
نظراً لوجودِ أكبر مخزونٍ نفطيٍّ عالميّ
، فاحتلال بغداد ما هو إلا خطوة تنفيذية
لما فكرت وخططت له أمريكا من قبل ،
فالمنطقة كانت مستهدفة في الماضي وهي
اليوم مستهدفة كذلك ، وستبقى مستهدفة في
المستقبل ..
فماذا أعددنا لذلك ؟ وهذه الحملة
الصهيونية الصليبية على الأمة اليوم ؛
تُعد أخطر الحملات وأشرسها على الإطلاق
، وهي تهدد الأمة كلها في دينها ودنياها
، أولم يقل بوش إنها حرب صليبية ؟ ألم يقل
أيضاً إن الحرب ستستمر سنين طويلة
وتستهدف ستين دولة ؟ أوليس العالم
الإسلامي زهاء ستين دولة ؟ أفلا تبصرون ؟
ألم يقولوا إنهم يريدون تغيير
إيديولوجية المنطقة التي تبث الكراهية
ضد الأمريكيين ؟؟! ..
إنهم يقصدون الإسلام وذروَتَهُ قبل كل
شيء ، فهم يعلمون أنهم لن ينعموا
بثرواتنا وأرضنا ونحن مسلمون مجاهدون
فتدبروا ، فيا أيها المسلمون إن الأمر
خطير والخطب جلل ، وإني والله حريصٌ على
دينكم ودنياكم .. كيف لا ؟ وأنتم إخواني
في الدين ، وأهلي في النسب ، والرائد لا
يكذب أهله ، فأعيروني أسماعكم وقلوبكم
لنتدارس حول هذه الخطوب المدلهمة ، وكيف
السبيل للخروج من هذه المحن الملمة ،
وللحديث عن ذلك أقول كما قال نبي الله
شعيب عليه الصلاة والسلام : (( إن أريد إلا
الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله
عليه توكلت وإليه أنيب )) مستعيناً بالله
، متوكلاً عليه ، مستجيباً لأمره بأن لا
أخشى في الله لومة لائم ، متحرياً للصدق
، صادعاً بالحق ، مبتغياً رضى الخالق وإن
غضب الخلق ، فآجالنا إلى انتهاء
وأرزاقنا في السماء ، فعلام نَجْبُنُ عن
قول الحق ونصرته ؟ ولا يقعد عن نصرته وقد
تعيّن الجهاد إلا من خسرت تجارته ،
وسَفِهَ نفسه وحُرِمَ خيراً عظيماً ،
وعليه فإن أول خطوة للخروج من هذا التيه
هي بالرجوع إلى الله تعالى ، نستغفره
ونتوب إليه من المعاصي توبة نصوحاً ،
ونهتدي بقرآنه العظيم وسنة نبيه الكريم
عليه الصلاة والسلام ، كما ينبغي علينا
أن نبحث عن الأسباب الرئيسة التي أدت إلى
انحراف المسيرة عن الصراط المستقيم من
الداخل ، وعن القوة الفاعلة في هذا
الانحراف ، فإننا وبدون عناء سنجد أن
أبرزهم الأمراء وعلماء وخطباء السوء
والراكنون إلى الذين ظلموا من قيادات
العمل الإسلامي ، وإعلاميو الدولة ومن
سار على أثرهم ، والحقيقة المرة هي أن
الأمراء قد تمكنوا من إغواء وإغراء
كثيرٍ من أفراد هذه الشرائح ثم قاموا
بتكميم أفواه من أبى منهم إلا من رحم
الله ..